القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 16
أُمَنِّي النَّفْسَ وَصْلاً مِنْ سُعَادِ
أُمَنِّي النَّفْسَ وَصْلاً مِنْ سُعَادِ / وَأَيْنَ مِنَ الْمُنى دَرَكُ الْمُرَادِ
وَكَيْفَ يَصِحُّ وَصْلٌ مِنْ خَليلٍ / إِذَا مَا كَانَ مُعْتَلَّ الْوِدَادِ
تَمَادى فِي الْقَطِيعَةِ لاَ لِجُرمٍ / وَأَجْفى الْهَاجِرِينَ ذَوُو التَّمادِي
يُفَرِّقُ بَيْنَ قَلْبِي وَالتَّأَسِّي / وَيَجْمَعُ بَيْنَ طَرْفِي وَالسُّهَادِ
وَلَوْ بَذَلَ الْيسِيرَ لَبَلَّ شَوْقي / وَقَدْ يَرْوى الظِّمَاءُ مِنَ الثِّمَادِ
أَمَلُّ مَخَافَةَ الإِمْلاَلِ قُرْبِي / وَبَعْضُ الْقُربِ أَجْلَبُ لِلْبِعَادِ
وَعِنْدِي لِلأَحِبَّةِ كُلُّ جَفْنٍ / طَلِيقِ الدِّمْعِ مَأْسُورِ الرُّقَادِ
فَلاَ تَغْرَ الْحَوَادِثُ بِي فَحَسْبِي / جَفَاؤُكُمُ مِنَ النُّوَبِ الشِّدَادِ
إِذَا مَا النَّارُ كَانَ لَها اضطِّرَامٌ / فَما الدَّاعِي إِلى قَدْحِ الزِّنادِ
أَرى الْبِيضَ الْحِدَادَ سَتَقْتَضِينِي / نُزُوعاً عَنْ هَوى الْبِيضِ الْخِرَادَ
فَمَا دَمْعِي عَلَى الأَطْلاَل وَقْفٌ / وَلاَ قَلْبي مَعَ الظُّعْنِ الْغَوَادِي
وَلا أَبْقى جَلاَلُ الْمُلْكِ يَوْماً / لِغَيْرِ هَوَاهُ حُكْماً في فُؤَادِي
أُحِبُّ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْهُ / وَأَعْشَقُ دَوْلَةَ الْمَلِكَ الْجَوَادِ
رَجَوْتُ فَما تَجَاوَزَهُ رَجائِي / وَكَانَ الْماءِ غَايَةَ كُلِّ صَادِ
إذَا مَا رُوِّضَتْ أَرْضِي وَساحَتْ / فَما مَعْنى انْتِجاعِي وَارْتِيادِي
كَفى بِنَدَى جَلالِ الْمُلْكِ غَيْثاً / إِذا نَزَحَتْ قَرَارَةُ كُلِّ وَادِ
أَمَلْنا أَيْنُقَ الآمَالِ مِنْهُ / إِلى كَنَفٍ خَصِيبِ الْمُسْتَرادِ
وَأَغْنَانا نَدَاهُ علَى افْتِقَارٍ / غَناءَ الْغَيْثِ في السَّنَةِ الْجَمادِ
فَمَنْ ذَا مُبْلِغُ الأَمْلاَكِ عَنَّا / وَسُوِّاسِ الْحَوَاضِرِ وَالْبَوادِي
بِأَنَّا قَدْ سَكَنَّا ظِلَّ مَلْكٍ / مَخُوفِ الْبَأْسِ مَرْجُوِّ الأَيَادِي
صَحِبْنَا عنْدَهُ الأَيَّامَ بِيضاً / وَقَدْ عُمَّ الزَّمَانُ مِنَ الْسَّوَادِ
وَأَدْرَكْنَا بِعَدْلٍ مِنْ عَلِيٍّ / صَلاَحَ الْعَيْشِ فِي دَهْرِ الْفسَادِ
فَما نَخْشى مُحَارَبَةَ اللَّيَالِي / وَلاَ نَرْجُو مُسَالَمَةَ الأَعَادِي
فَقُولاَ لِلْمُعانِدِ وَهْوَ أَشْقَى / بِمَا تَحْبُوهُ عَاقِبَةُ الْعِنَادِ
رُوَيْدَكَ مِنْ عَدَاوَتِنَا سَتُرْدِي / نَوَاجِذَ مَاضِغِ الصُّمِّ الصِّلاَدِ
وَلاَ تَحْمِلْ عَلَى الأَيَّامِ سَيْفاً / فَإِنَّ الدِّهْرَ يَقْطَعُ بِالنِّجادِ
فَأَمْنَعُ مِنْكَ جَاراً قَدْ رمَيْنَا / كَرِيمَتَهُ بِداهِيَةٍ نَآدِ
وَمَنْ يَحْمِي الْوِهَادَ بِكُلِّ أَرْضٍ / إذا ما السيل طمم على النجاد
هو الراميك عن أمم وعرض / إِذا مَا الرَّأْيُ قَرْطَسَ في السَّدَادِ
وَمُطْلِعُها عَلَيْكَ مُسَوَّمَاتٍ / تَضِيقُ بِهَمِّها سَعَةُ الْبِلاَدِ
إِذَا مَا الطَّعْنُ أَنْحَلَها الْعَوَالِي / فَدى الأَعْجَازَ مِنْها بِالْهَوَادِي
فِدَآؤُكَ كُلُّ مَكْبُوتٍ مَغِيظٍ / يخافيك العداوة أو يبادي
فإنك ما بقيت لنا سليماً / فَما نَنْفَكُّ فِي عِيدٍ مُعَادِ
أَبُوكَ تَدَارَكَ الإِسلاَمَ لَمَّا / وَهَى أَوْ كَادَ يُؤْذِنُ بِانْهِدَادِ
سَخَا بِالنَّفْسِ شُحّاً بِالْمَعَالِي / وَجَاهَدَ بِالطَّرِيفِ وَبِالتِّلاَدِ
كَيَوْمِكَ إِذْ دَمُ الأَعْلاَجِ بَحْرٌ / يُرِيكَ الْبَحْرَ فِي حُلَلٍ وِرَادِ
عَزَائِمُكَ الْعَوَائِدُ سِرْنَ فِيهِمْ / بِمَا سَنَّتْ عَزَائِمُهُ الْبَوَادِي
وَهذا الْمَجْدُ مِنْ تِلْكَ الْمَسَاعِي / وَهذا الْغَيْثُ مِنْ تِلْكَ الْغَوَادِي
وَأَنْتُمْ أَهْلُ مَعْدِلَةٍ سَبَقْتُمْ / إِلى أَمَدِ الْعُلى سَبْقَ الْجِيَادِ
رَعى مِنْكَ الرَّعِيَّةَ خَيْرُ رَاعٍ / كَرِيمِ الذَّبِّ عَنْهُمْ وَالذِّيَادِ
تَقَيْتَ اللهَ حَقَّ تُقَاهُ فِيهِمْ / وَتَقْوى اللهِ مِنْ خَيْرِ الْعَتَادِ
كَأَنَّكَ لاَ تَرى فِعْلاً شَرِيفاً / سِوى مَا كَان ذُخْراً لِلْمَعادِ
مَكَارِمُ بَعْضُها فِيهِ دَلِيلُ / عَلَى ما فِيكَ مِنْ كَرَمِ الْوِلاَدِ
هَجَرْتَ لَها شَغَفاً وَوَجْداً / وَكُلُّ أَخِي هَوىً قَلِقُ الْوِسَادِ
غَنِيتُ بِسَيْبِكَ الْمَرْجُوِّ عَنْهُ / كَمَا يَغْنى الْخَصِيبُ عَنِ الْعِهَادِ
وَرَوَّانِي سَمَاحُكَ مَا بَدَالِي / فَمَا أَرْتَاحُ لِلْعَذْبِ الْبُرادِ
إِذَا نَفَقَ الثَّناءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ / فَلَسْتُ بِخَائِفٍ فِيهَا كَسادِي
فَلاَ تَزَلِ اللَّيَالِي ضَامِنَاتٍ / بَقَاءَكَ مَا حَدَا الأَظْعَانَ حَادِ
ثَنائِي لاَ يُكَدِّرُهُ عِتَابي / وَقَوْلِي لاَ يَخَالِفُهُ اعْتِقَادِي
لَنا كُلَّ يُوْمٍ هَناءٌ جَدِيدُ
لَنا كُلَّ يُوْمٍ هَناءٌ جَدِيدُ / وَعِيدٌ مَحاسِنُهُ لا تَبِيدُ
وَعَيْشٌ يَرِفُّ عَلَيْهِ النَّعِيمُ / وَجَدٌّ تَظافَرُ فِيهِ السُّعُودُ
وَدارٌ يُخَيِّمُ فِيها السَّماحُ / وَبابٌ تَلاقى عَلَيْهِ الْوُفُودُ
بِبُرْئِكَ يا شَرَفَ الدَّوْلَةِ اسْ / تَفادَ سَعادَتهُ الْمُسْتَفِيدُ
لَقَدْ دَفَعَ اللهُ لِلْمَجْدِ عَنْكَ / وأَعْطِيَ فِيكَ النَّدَى ما يُريدُ
فَسُهِّلَ مِنْهُ الطِّلابُ الْعَسِيرُ / وَقُرِّبَ مِنْهُ الْمرَامُ الْبَعِيدُ
وَأَشْرَقَ ذاكَ الرَّجاءُ الْعَبُوسُ / وَرُدَّ عَلَيْنا الْعَزاءُ الشَّرُودُ
فَأَعْيادُنا ما لَها مُشْبِهٌ / وَأَفْراحُنا ما عَلَيْها مَزِيدُ
وَكَيْفَ يُقَوَّضُ عنّا السُّرُورُ / وَأَنْتَ إِذا ما انْقَضى الْعِيدُ عِيدُ
هَنِيئاً لأَيّامِ دَهْرٍ نَمَتْكَ / أَلا إِنَّ ذا الدَّهْرَ دَهْرٌ سَعِيدُ
لَقَدْ طَرَّقَتْ بِكَ أُمُّ العَلاءِ / بِيَوْمٍ لَهُ كُلُّ يَوْمٍ حَسُودُ
فَأَنْتَ عَلَى الدَّهْرِ حَلْيٌ بَهِيٌّ / وَأَنْتَ عَلَى الْمَجْدِ تاجٌ عَقِيدُ
رَجَعْتَ لَيالِيَهُ السُّودَ بِيضاً / وَكانَ وَأيّامُهُ الْبِيضُ سُودُ
فَعِشْ ما تَشاءُ بِهِ ضافِياً / عَلَيْكَ مِنَ الْعِزِّ ظِلٌّ مَدِيدُ
فَأَنْزَرُ نَيْلِكَ فِيهِ الْعَلاءُ / وَأَيْسَرُ عُمْرِكَ فِيهِ الْخُلُودُ
وَقُلْ لأَبِيكَ وُقِي السُّوءَ فِيكَ / كَذا فَلْتُرَبِّ الشُّبُولَ الأُسُودُ
فَلَوْلاكَ أَعْجَزَ أَهْلَ الزَّمانِ / شَبِيهٌ لَهُ فِي الْعُلى أَوْ نَدِيدُ
فَبُقِّيتُما ما دَجا غَيْهَبٌ / وَما ابْيَضَّ صُبْحٌ وَما اخْضَرَّ عُودُ
وَلا أَخْفَقَتْ فِيكَ هذِي الظُّنُونُ / وَلا أَخْلَفَتْ مِنْك هذِي الْوُعُودُ
وَلِي حُرْمَةٌ بِكَ إِنْ تَرْعَها / فَمِثْلُكَ تُرْعى لَدَيْهِ الْعُهُودُ
بِأَنِّيَ أَوَّلُ مُثْنٍ عَلَيْكَ / وَأَوَّلُ مَنْ نالَهُ مِنْكَ جُودُ
يا نَسِيمَ الصَّبا الْوَلُوعَ بِوَجْدِي
يا نَسِيمَ الصَّبا الْوَلُوعَ بِوَجْدِي / حَبَّذا أَنْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِنَجْدِ
أَجْرِ ذِكْرِي نَعِمْتَ وَانْعَتْ غَرامِي / بِالْحِمى وَلْتَكُنْ يَداً لَكَ عِنْدِي
وَلَقَدْ رابَنِي شَذاكَ فَبِاللّ / هِ مَتى عَهْدُهُ بِأَطْلالٍ هِنْدِ
إِنْ يَكُنْ عَرْفُها امْتَطاكَ إِلَيْنا / فَلَقَدْ زُرْتَنا بِأَسْعَدِ سَعْدِ
أَهْدِ لِي نَفْحَةً تَضَمَّنُ رَيّا / ها بِما شِئْتَ مِنْ عَرارٍ وَرَنْدِ
رُبَّما نَهْلَةٍ سُقِيتُ بِفِيها / فَكَفَتْنِي مَعَ الصَّدى كُلَّ وِرْدِ
وَغَرِيمٍ مِنَ الْهُمُومِ اقْتَضانِي / دَلَجَ الْعِيسِ بَيْنَ وَجْدٍ وَوَخْدِ
كُلَّما أَرْزَمَتْ مِنَ الشَّوْقِ كِدْنا / فَوْقَ أَكْوارِها مِنَ الشَّوْقِ نَرْدِي
يا خَلِيلَيَّ خَلِّيانِي وَهَمِّي / أَنا أَوْلاكُما بِغَيِّي وَرُشْدِي
لُوْ أَمِنْتُ الْمَلامَ وَالْدَّمْعَ ما اخْتَرْ / تُ وُقُوفِي عَلَى الْمَنازِلِ وَحْدِي
وَلَقَدْ أَصْحَبُ الْمُرِاحَ إِلى اللَّ / ذّاتِ مُلْقى الْوِشاحِ أَسْحَبُ بُرْدِي
بَيْنَ دُعْجٍ مِنَ الظِّباءِ وَنُعْجٍ / وَلِدانٍ مِنَ الْحِسانِ وَمُلْدِ
فِي زَمانٍ مِنَ الشَّبِيبَةِ مَصْقُو / لٍ وَعَيْشٍ مِنَ الْبَطالَةِ رَغْدِ
وَأَمانٍ مِنَ الْخُطُوبِ كَأَنِّي / لاِبْنِ عَبْدِ الرَّزّاقِ أَخْلَصُ عَبْدِ
لِكَرِيمِ الثَّناءِ وَالْيَدِ وَالْخِي / مِ عَمِيمِ الأَخْلاقِ وَالْخَلْقِ نَجْدِ
يَقِظٍ تَلْجَأُ الْعُلى أَبَداً مِنْ / هُ إِلى أَوْحَدِ الْعَزِيمَةِ فَرْدِ
طالِبٍ أَشْرَفَ الْمَطالِبِ لا يَهْ / جُمُ إِلاّ عَلَى الْمَرامِ الأَشَدِّ
تُنْذِرُ النّائِباتُ أَنْفُسَها مِنْ / هُ بِخَصْمٍ للِنّائِباتِ أَلَدِّ
جاعِلٍ مالَهُ طَرِيقاً إِلى الْحَمْ / دِ فما يَأْتَلِي يُنِيرُ وَيْسْدِي
فَقرِاهُ سارٍ إِلى كُلِّ سارٍ / وَنَداهُ وَفْدٌ عَلَى كُلِّ وَفْدِ
يُوْمُهُ فِي النَّدى بِعامٍ مِنَ الْغَيْ / ثِ إِذا قَلَّ مَنْ يَجُودُ وَيُجْدِي
كَرَمٌ شافِعٌ بِناصِيةَ الْفقْ / رِ وَجُودٌ عَلَى النَّوائِبِ مُعْدِي
وَيَدٌ أَغْنَتِ الْمُقِلِّينَ حَتّى / ما تَرى فِي الأَنامِ طالِبَ رِفْدِ
جادَ قَبْلَ السُّؤالِ لا ماءُ وَجْهِي / نابَ فِي جُودِهِ وَلا ماءُ حَمْدِي
وَبداني بِالْوِدِّ عَفْواً وَما كنْ / تُ خَلِيقاً فِي ذا الزَّمانِ بِوُدِّ
وَلَعَمْرِي لَقَدْ عَلِمْتُ يَقِيناً / أَنَّ ذِكْرِي بِهِ سَيَعْلُو وَجَدِّي
ما تَوهَّمْتُهُ فَخالَجَ فِكْرِي / أَنَّهُ لَيْسَ لِي بِزادٍ مُعَدِّ
جادَنِي مِنْ نَدى عَلِيٍّ سَحابٌ / مُسْتَهِلٌ بِغَيْرِ بَرْقٍ وَرَعْدِ
حِينَ لا قادَنِي إِلى نَكَدِ الْمَطْ / لِ وَلا راعَنِي بِخَجْلَةِ رَدِّ
إِنَّ خَيْرَ الْمَعْرُوفِ ما جاءَ لا سِي / نُ سُؤالٍ فِيهِ وَلا واوُ وَعْدِ
عاقَدَتْنِي بِهِ اللَّيالِي فَما تَخْ / فِرُ عَهْدِي وَلا تُغَيِّرُ عَقْدِي
وَلَعَمْرِي ما كُنْتُ لُولاهُ إلاّ / فِي طِرادٍ مَعَ الْهُمُومِ وَطَرْدِ
يا بْنَ عَبْدِ الرَّزَاقِ لا زَايَلَتْكُمْ / نِعَمُ اللهِ بَيْنَ طُرْفٍ وَتُلْدِ
مُطْلِقاتٍ أَعِنَّةَ الشُّكْرِ مِنْ كُ / لِّ لِسانٍ حَتّى يُعِيدَ وَيُبْدِي
مِنْ بُدُورٍ عَلَى نَمارِقَ ميثٍ / وَلُيُوثٍ عَلَى سَوابِقَ جُرْدِ
وَكُهُولٍ قَشاعِمٍ تَتلاقَى / فِي ذُرى الْمَجْدِ أَوْ غَطَارِفَ مُرْدِ
حَيْثُ يُلْفى أَبُو الْحُسَيْنِ مَلِياً / بِالنَّفِيسَيْنِ مِنْ عَلاءٍ وَمَجْدِ
ذُو الْمقامِ الْحَمِيدِ فِي كلِّ فَضْلٍ / يَتَعاطاهُ وَالْمَقالِ الأَسَدِّ
ضارِبٌ فِ الصَمِيمِ مِنْهُ إِلى خَيْ / رِ أَبٍ بَاهِرِ الأُصُولِ وَجَدِّ
هَلْ يُجارِي سَماحَ كَفِّكَ تَقْري / بِيَ فِي حَلْبُةِ الثَّناءِ وَشَدِّي
فَأُجَازِيكَ بالْمَدِيحِ وَهَيْها / تَ وَلكِّنِنِي سأَبْلَغُ جَهْدِي
وَلَئِنْ نَوَّهَتْ عُلاكَ بِأَشْعا / رِي وَأَوْرَيْتَ بِالْمَكارِمِ زَنْدِي
فَلَقَدْ أُوْدَعَتْ أَمِيناً عَلَى الْمِنَّ / ةِ لا يُفْسِدُ الْجَمِيلَ بِجَحْدِ
بِقَوافٍ مِثْلِ النُّجُومِ سَوارٍ / تَتَبارَى فِي كُلِّ نَشْرٍ وَوَهْدِ
سابِقاتِ الرَّكابِ وَالرّكْبِ ما تَنْ / فَكُّ تُحْدِي بِها الرَّذايا فَتَخْدِي
باقِياتٍ لَمْ تَخْلُ ما قَدُمَ الْعَهْ / دُ عَلَيْها مِنْ مَفْخَرٍ مُسْتَجَدِّ
لَوْ أُتِيحَتْ لِلْغانِياتِ لَفَضَّلْ / نَ بِها الْمُنْفِساتِ مِنْ كُلِّ عِقْدِ
فَادَّخِرْها مالاً نَفِيساً فَخَيْرُ الْ / مالِ ما لَمْ يَنَلْهُ حادِثُ فَقْدِ
يا مُوقِدَ النّار الَّذِي لَمْ يَأْلُ في اسْ
يا مُوقِدَ النّار الَّذِي لَمْ يَأْلُ في اسْ / تِخْراجِ ماءِ الْوَرْدِ غايَةَ جَهْدِهِ
أَوَ ما ترَى الْقَمَر الْمُحْرِّقَ ظَالِماً / قَلْبِي بِنارٍ مِنْ جَفاهُ وَبُعْدِهِ
انْظُرْ إِلَيْهِ تَضَرَّجَتْ وَجَناتُهُ / خَجَلاً وَقَدْ عاتَبْتُهُ في صَدِّهِ
إِنْ تَخْبُ نارُكَ فَاقْتَبِسْ مِنْ مُهْجَتِي / أَوْ يَفْنَ وَرْدُكَ فَاقْتَطِفْ مِنْ خَدِّهِ
أَبا الْفَضْلِ كَيْفَ تَناسَيْتَنِي
أَبا الْفَضْلِ كَيْفَ تَناسَيْتَنِي / وَما كنْتَ تَعْدِلُ نَهْجَ الرَّشادِ
فَأَوْرَدْتَ قَوْماً رِواءَ الصُّدُورِ / وَحَلأْتَ مِثْلِي وَإِنِّي لَصادِ
لَقَدْ أَيْأَسَتْنِيَ مِنْ وُدِّكَ الْ / حَقِيقَةُ إِنْ كانَ ذا بِاعْتِمادِ
مَنَحْتُكَ قَلْبِي وَعانَدْتُ فِي / كَ مَنْ لا يَهُونَ عَلَيْهِ عِنادِي
أَظَلُّ نَهارِيَ وَالْحاسِدُوكَ / كَأَنِّي وَإِيّاهُمُ في جَهادِ
وَيُجْدِبُ ظَنِّيَ فِيمَنْ أَوَدُّ / وَظَنِّيَ فِيكَ خَصِيبُ الْمَرادِ
إِلى أَنْ رَأَيْتُ جَفاءً يَدُ / لُّ أَنَّ اعْتِقادَكَ غَيْرُ اعْتِقادِي
فَيا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ قَبْلَها / شَغَفْتُ بِحُبِّكَ يَوْماً فُؤادِي
فَإِنَّ الْقَطِيعَةَ أَشْهى إِلَيَّ / إِذا أَنا لَمْ أَنْتَفِعْ بِالْوِدادِ
بَلَوْتُ الأَنامَ فَما رَأَيْتُ / خَلِيلاً يَصِحُّ مَعَ الاِنْتِقادِ
وَلَوْ لا شَماتَةُ مَنْ لامَنِي / عَلَى بَثِّ شُكْرِكَ في كلِّ نادِ
وَقَوْلُهُمُ وَدَّ غَيْرَ الْوَدُودِ / فَجُوزِي عَلَى قربه بالبعاد
لما كنت من بعد نيل الصفا / لأرغب في النّائِلِ الْمُسْتَفادِ
وَما بِيَ أَنْ يَرْدَعَ الشَّامِتِينَ / وِصالُكَ بِرِّي وَحُسْنَ افْتقِادِي
وَلكِنْ لِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّنِي / شَكَرْتُ حَقِيقاً بِشُكْرِ الأَيادِي
وَلَمْ أَمْنَحِ الْحَمْدَ إِلاّ امْرَأً / أَحَقَّ بِهِ مِنْ جَمِيعِ الْعِبادِ
وَما كُنْتَ لُوْ لَمْ أَعُمْ في نَداكَ / لأُثْنِي عَلَى الرَّوْضِ قَبْلَ ارْتِيادِي
وَأَنَّكَ أَهْلٌ لأَنْ تَقْتَنِي / ثَنائِيَ قَبْلَ اقْتِناءِ الْعَتاِدِ
فَلا يُحْفِظَنَّكَ أَنِّي عَتَبْتُ / فَتَمْنَعَنِي من بلوغ المراد
فإن البلاد إذا أجدبت / فما تَسْتَغِيثُ بِغَيْرِ الْعِهادِ
إِذا ما تَجافى الْكِرامُ الشِّدا / دُ عَنّا فَمَنْ لِلْخُطُوبِ الشِّدادِ
يا لَيْتَ أَنَّ يَدِي شَلَّتْ وَلَمْ يَرَنِي
يا لَيْتَ أَنَّ يَدِي شَلَّتْ وَلَمْ يَرَنِي / خَلْقٌ أَمُدُّ إِلَيْهِ بِالسُّؤالِ يَدا
وَلَيْتَ سُقْمِي الَّذِي فِي الْحالِ مِنْ عَدَمِي / أَحَلَّهُ الدَّهْرُ مِنِّي الرُّوحَ وَالْجسَدَا
بَلْ لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ خَلْقاً وَإِذْ قَسَمَ الْ / حَياةَ قاسِمُها لي قَصَّرَ الأَمَدا
فَالْمَوْتُ أَرْوحُ مِنْ عَيْشٍ مُنِيتُ بِهِ / وَلَمْ يَعِشْ مَنْ تقَضّى عَيْشُهُ نَكَدا
كَمْ ذا التَّجَنُّبُ وَالتَّجَنِّي
كَمْ ذا التَّجَنُّبُ وَالتَّجَنِّي / كَمْ ذا التَّحامُلُ وَالتَّعَدّي
أَتَظُنُّنِي لا أَسْتَطِي / عُ أُحِيلُ عَنْكَ الدَّهْرَ وُدِّي
مَنْ ظَنَّ أَنْ لا بُدَّ مِنْ / هُ فَإِنَّ مِنْهُ أَلْفَ بُدِّ
قَدْ تَوالَتْ عَلَيَّ مِنْكَ أَيادِي
قَدْ تَوالَتْ عَلَيَّ مِنْكَ أَيادِي / عائِداتٍ بِالْمَكْرُماتِ بَوادِي
ما أُبالِي إِذا تَعَهَّدْنَ مَغْنا / يَ بِأَنْ لا يَصُوبَ صَوْبُ الْعِهادِ
وَالْجَمِيلُ الْمُعادُ أَحْلى وَإِنْ أَزْ / رَى بِشُكْرِي مِنَ الشَّبابِ الْمُعادِ
ما ثَنائِي وَإِنْ تَطاوَلَ إِلاّ / دُونَ آلائِكَ الْحِسانِ الْمَرادِ
كَيْفَ اَشْكُو حَظَّاً عَلِيلاً وَحالاً / كانَ فِيها نَداكَ مِنْ عُوّادِي
سَوْفَ أُثْنِي عَلَى الجِيادِ فَقَدْ أَهْ / دَتْ إِلَيْنا الْجِيادُ خَيْرَ جَوادِ
حَمَلَتْ صَوْبَ مُزْنَةٍ مِنْ بِلادٍ / مِنْكَ أَحْيَتْ بِهِ رَبِيعَ بِلادِي
كُنْتُ أَرتادُ جُودَ كُلِّ كَرِيمٍ / فَكَفى جُودُ راحَتَيْكَ ارْتِيادِي
زُرْتَنا مُنْعِماً وَما بَرِحَ الزّا / ئِرُ يَرْجُو الإِنْعامَ فِي كُلِّ وادِ
وكَذاكَ الْحَيا يَرُوحُ مِنَ الْغَوْ / رِ وَتَغْدُو لَهُ بِنَجْدٍ غَوادِ
لا أَرى لِي حَقَّاً عَلَيْكَ سِوى بِ / رِّكَ عِنْدِي وَمَنْطِقِي وَوِدادِي
وَإِذا ما الْخُطُوبُ كانَتْ شِداداً / دَفَعَتْنا إِلى الْكِرامِ الشِّدادِ
كَمْ سَما لِي بِحُسْنِ رَأْيِكَ جَدُّ
كَمْ سَما لِي بِحُسْنِ رَأْيِكَ جَدُّ / وَصَاف لِي بِفَيْضِ كَفِّكَ وِرْدُ
وَتَوالَتْ عَلَيَّ مِنْكَ أَيادٍ / كَتَوالِي الْحَيا يَرُوحُ وَيَغْدُو
فَاجِئاتٌ فَلَيْسَ يُعْدَمُ بَذْلٌ / مِنْ نَداها وَلَيْسَ يُوجَدُ وَعْدُ
ثِقَةَ الْمُلْكِ لَيْسَ فِي الْحُكْمِ جُوْرٌ / مِنْكَ يَوْماً وَلَيْسَ فِي الْجُودِ قَصْدُ
رُبَّ بِرٍّ فِي إِثْرِهِ مِنْكَ بِرٌّ / بَعْدَ رِفْدٍ فِي طَيِّهِ مِنْكَ رِفْدُ
كُلَّ يَوْمٍ جُودٌ أَتِيٌّ وَمَعْرُو / فٌ فَتِيٌّ وَنائِلٌ مُسْتَجِدُّ
كُلُّ أَيّامِ حُبِّكَ الْجُودَ وَصْلٌ / مُسْتَمِرٌّ وَالْحُبُّ وَصْلٌ وَصَدُّ
كَرَمٌ لا أَبِيتُ إِلاّ وَلِي مِنْ / هُ عَلَى ما اقْتَرَحْتُ زادٌ مُعَدُّ
أَعْجَزَ الْحَمْدَ وَالثَّناءَ فَلَمْ يَنْ / هَضْ ثَناءٌ بِهِ وَلا قامَ حَمْدُ
وَمِنْ الْعَجْزِ أَنَّ شُكْرِي نَسِيءٌ / كُلَّ وَقْتٍ وَأَنَّ بِرَّكَ نَقْدُ
أَيْنَ عُذْرِي إَذا اسْتَزَدْتُكَ جُوداً / لَمْ يَدَعْ خَلَّةً لَدَيَّ تُسَدُّ
غَيْرَ أَنِّي أَدْعُو نَداكَ إِلى يَوْ / مٍ بِهِ زادَ فِي عَبِيدِكَ عَبْدُ
وَلَعَمْرِي ما كانَ يَخْرُجُ نَجْلٌ / عَنْ قَبِيلٍ أَبُوهُ فِيهِمْ يُعَدُّ
وَلأَنْتَ الأَوْلى بِعَبْدِكَ مِنِّي / كُلُّ مَوْلىً بِعَبْدِهِ مُسْتَبِدُّ
أَما وَعِتاقِ الْعِيسِ لَوْ وَجَدَتْ وَجْدِي
أَما وَعِتاقِ الْعِيسِ لَوْ وَجَدَتْ وَجْدِي / لَقَيَّدَ أَيْدِي الْواخِداتِ عَنِ الْوَخْدِ
إِذاً عَلِمَتْ أَنَّ الْوَجى لَيْسَ كَالْجَوى / وَحَبَّبَ ما يُنْضِي إِلَيْها الَّذِي يُرْدِي
دَعاها نَسِيمُ الْبانِ وَالرَّنْدِ بِالْحِمى / وَهَيْهاتَ مِنْها مَنْبِتُ الْبانِ وَالرَّنْدِ
يَطِيرُ بِها لُبّاً عَلَى الْقُرْبِ وَالنَّوى / وَيَحْمِلُها شَوْقاً عَلَى الْجَوْرِ وَالْقَصْدِ
وَلَوْلا الْهَوى لَمْ تَرْضَ بِالْجِزْعِ حاجِراً / وَلَمْ تَهْجُرِ الْغَمْرَ النَّمِيرَ إِلى الثَّمْدِ
أَجِدَّكَ ما تَنْفَكُّ بِالْغَوْرِ ناشِداً / فُؤادَاً بِنَجْدٍ يا لِقَلْبِكَ مِنْ نَجْدِ
وَإِنِّي لَتُصْمِينِي سِهامُ ادِّكارِكُمْ / وَإِنْ كانَ رامِي الشَّوْقِ مِنِّي عَلَى بُعْدِ
تَمادِي غَرامٍ لَيْسَ يَجْرِي إِلى مَدىً / وَفَرْطُ سَقامٍ لا يُقِيمُ عَلَى حَدِّ
وَما أَنْسَ لا أَنْسَ الْحِمى وَأَهِلَّةً / تُضِلُّ وَمِنْ حَقِّ الأَهِلَّةِ أَنْ تَهْدِي
زَمانٌ إِخالُ الْجَهْلَ فِيهِ مِنَ النُّهى / وَحَبٌّ أَعُدُّ الْغَيَّ فِيهِ مِنَ الرُّشْدِ
غَنِينَ وَما نَوَّلْنَ نَيْلاً سِوى الْجَوَى / وَبِنَّ وَما زَوَّدْنَ زاداً سِوى الْوَجْدِ
عَواطِفُي يُعْيِي عَطْفُها كُلَّ رائِضٍ / ضَعائِفُ يُوهِي ضَعْفُها قُوَّةَ الْجَلْدِ
إِذا نَظَرَتْ بَزَّتْ قُلُوباً أَعِزَّةً / وَإِنْ خَطَرَتْ هَزَّتْ قُدُودَ قَناً مُلْدِ
غَوالِبُ فَتْكٍ لَمْ يَصُلْنَ بِقُوَّةٍ / طَوالِبُ ثَأْرٍ لَمْ يَبِتْنَ عَلَى حِقْدِ
مِنَ الْمُصِبِياتِ الْمُحْيِياتِ بِدَلِّها / عَلَى خَطَإٍ وَالْقاتِلاتِ عَلَى عَمْدِ
فَوَدَّعْنَّ بَلْ أَوْدَعْنَ قَلْبِي حَزازَةً / وَخَلَّفْنَ فَرْدَ الشَّوْقِ بِالْعَلَمِ الْفَرْدِ
خَلِيلَيَّ ما أَحْلى الْحَياةَ لَوَانَّها / لِطاعِمِها لَمْ تَخْلِطِ الصّابِ بِالشُّهْدِ
لَقَدْ حالَتِ الأَيّامُ عَنْ حالِ عَهْدِها / وَمَنْ لِي بأَيامٍ تَدُومُ عَلَى الْعَهْدِ
سَلَبْنَ جَمالِي مِنْ شَبابٍ وَثَرْوَةٍ / وَوَفَّرْنَ حَظِّي مِنْ فِراقٍ وَمِنْ صَدِّ
وَأَنْحَيْنَ حَتّى ما تَرَكْنَ بَوارِياً / عَلَى الْعَظْمِ منْ نَحْضٍ لِبارٍ وَلا جلْدِ
وَما شاقَنِي أَنْ لَسْتُ مُسْتَعْدِياً عَلَى / نَوائِبِها إِلاّ لِقِلَّةِ مَنْ يُعْدِي
وَلا بُدَّ أَنْ أَدْعُو لِدَفْعِ خُطُوبِها / كَرِيماً فَإِنْ كانَ ابْنَ سَعْدٍ فَيا سَعْدِي
فَما عَنْ كَمالِ الدِّينِ فِي الأَرْضِ مَذْهَبٌ / لِحُرٍّ أَحاجَتْهُ الْخُطُوبُ وَلا عَبْدِ
وَإِنَّ اعْتِصامِي بِالْوَزِيرِ وَظِلِّهِ / يَدٌ لِلنَّدى ما مِثْلُها مِنْ يَدٍ عِنْدِي
وَأَيُّ مَرامٍ أَبْتَغِي بَعْدَ جُودِهِ / كَفى الْغَيْثُ مَنْ يُجْدى عَلَيْهِ وَمَنْ يُجْدِي
وَها أَنا قَدْ أَلْقَيْتُ رَحْلِي بِرَبْعِهِ / إِلى السُّؤدُدُِ الْعادِيِّ والكَرَمِ الْعِدِّ
إِلى هَضْبَةٍ شَمّاءَ عَزَّتْ عَلَى الذُّرى / وَفِي جُنَّةٍ حَصْداءَ جَلَّتْ عَنِ السَّرْدِ
إِلى أَوْحَدٍ أُهْدِي لَهُ الْحَمْدَ وَحْدَهُ / بَحَقٍّ وَ لا يُهْدِي إِلَيَّ الْغِنى وَحْدِي
أَقَلُّ عَطاياهُ التَّوَقُّلُ فِي الْعُلى / وَأَدْنى سَجاياهُ التَّفَرُّدُ بِالْمَجْدِ
مُبِيدُ الْعِدى قَهْراً وَلَيْسَ بِمُعْتَدٍ / وَمُحْيِي الْوَرى بَذْلاً وَلَيْسَ بِمُعْتَدِّ
أَغَزُّ حِمىً مَنْ فازَ مِنْهُ بِذِمَّةٍ / وَأوْفَى غِنىً مَنْ باتَ مِنْهُ عَلَى وَعْدِ
فَتىً هَمُّهُ ما كانَ لِلْبِرِّ وَالتُّقى / وَمَغْنَمُهُ ما كانَ لِلأجْرِ وَالْحَمْدِ
مِنَ النّاقِدِينَ الْعاقِدِينَ عَنِ الْخَنا / مَآزِرَهُمْ وَالسّالِمِينَ عَلَى النَّقْدِ
مُجاوِرُهُمْ فِي الْخَوْفِ لِلْجارِ مَعْقِلٌ / وَوَفْدُهُمُ تفِي الْمَحْلِ مُنْتَجَعُ الْوَفْدِ
إِذا الْغَيثُ أَكْدى أَنْشَأَتْ مَكْرُماتُهُمْ / مَواطِرَ غَيْثٍ لا يُغِبُّ وَلا يُكْدِي
وإِنْ زَمَنُ الْوَرْدِ انْقَضى كانَ عِنْدَهُمْ / مَواهِبُ يُلْغى عِنْدَها زَمَنُ الْوَرْدِ
لَهُمْ مِنْ ذَوِي التِّيجانِ كُلُّ مُخَلَّدٍ / عَلَى فَقْدِهِ إِنَّ الثَّناءَ مِنَ الْخُلْدِ
وَمَجْدٌ حَماهُمْ طاهِرٌ أَنْ يُقَصِّرُوا / بِهِ عَنْ أَبٍ حازَ الْمَكارِمَ أَوْ جَدِّ
أَغَرُّ إِذا أَعْطى أَفادَ وَإِنْ سَطا / أَبادَ وَإِنْ أَبْدى أَعادَ الَّذِي يُبْدِي
مُنِيفٌ عَلَى هامِ الْمُسامِي كَأَنَّما / أطَلَّ مِنَ النَّشْزِ الْعَلِيِّ عَلَى وَهْدِ
يُرِيكَ اهْتِزازاً فِي الأَسِرَّةِ فَخْرُها / بِهِ واخْتِيالاً فِي الْمُطَهَّمَةِ الْجُرْدِ
وَتُعْزى إِلَيْهِ الْمَكْرُماتُ وَلَيْسَ لِلْ / كَواكِبِ أَنْ تُنْفى عَنِ الْقَمَرِ السَّعْدِ
جَدِيرٌ بِأَنْ يُبْدِي لَهُ عَفْوُ رَأْيِهِ / خَفِيَّةَ ما يُعْيِي الرِّجالَ مَعَ الْجَهْدِ
وَأَنْ يَسَعَ الأَمْرَ الَّذِي حَرِجَتْ بِهِ / مَذاهِبُ خَطِيِّ الْقَنا وَظُبى الْهِنْدِ
جَلَوْتَ الْقَذى عَنْ ناظِرِ الدِّينِ بَعْدَ ما / أَتاكَ بِعَيْنِ الشَّمْسِ في الأَعْيُنِ الرُّمْدِ
وَكُنْتَ ثِقافاً لِلْزَّمانِ فَلَمْ تَزَلْ / تُقَوِّمُ مِنْهُ كُلَّ أَعْوَجَ مُنْأَدِّ
فَلَمْ تُخْلِ سَرْحاً ذَلَّ راعِيهِ مِنْ حِمىً / وَلَمْ تُخْلِ ثَغْراً قَلَّ حامِيهِ مِنْ سَدِّ
أَخائِذُ دَيْنٍ باتَ يُمْنُكَ كافِلاً / لَهُ يَوْمَ أَمْضِيْتَ اعْتزامَكَ بالرَّدِّ
وَلَيْسَ بِبِدْعٍ مِنْكَ حَدُّ صَرِيمَةٍ / ثَنَتْ نُوَبَ الأَيّامِ مَفْلُولَةَ الْحَدِّ
وَفِي أَيِّ خَطْبٍ لَمْ تَكُنْ قاضِبَ الشَّبا / وَفِي أَيِّ فَضْلٍ لَمْ تَكُنْ ثاقِبَ الزَّنْدِ
كَأَنَّكَ مَجْبُورٌ عَلَى الْفَضْلِ وَحْدَهُ / فَمالَكَ مِنْ أَنْ تُدْرِكَ الْفَضْلَ مِنْ بُدِّ
إِلَيْكَ زَفَفْنا كُلَّ حَسْناءَ لَوْ عَدَتْ / عُلاكَ لَعادَتْ غَيْرَ مَلْثُومَةِ الْخَدِّ
مِنَ الْحالِياتِ الْعالِياتِ مَناصِباً / تُماثِلُ مِنْ قَبْلِي وَتَفْضُلُ مَنْ بَعْدِي
تُظَنُّ مُقِيماتٍ وَهُنَّ سَوائِرٌ / مُخَيِّمَةً تَسْرِي مُعَقَّلَةً تَخْدِي
رِواءٌ وَسَجدْفُ الْغَيْمِ لَيْسَ بِمُسْبَلٍ / ضَواحٍ وَجَيْبُ اللَّيْلِ لَيْسَ بمُنْقَدِّ
تَمُتُّ بِآمالٍ إِلَيْكَ كَأَنَّها / رِقابُ صَوادٍ يَعْتَرِكْنَ عَلَى وِرْدِ
وَما زِلْتَ لَبّاساً مِنَ الْحَمْدِ فَخْرَهُ / وَلكِنَّ غَيْرَ السَّيْفِ يَفْخَرُ بِالغِمْدِ
إِذا زَيَّنَ الْحَسْناءَ عِقْدٌ بِجِيدِها / فَأَحْسَنُ مِنُْ زِينَةً موْضِعُ الْعِقْدِ
أَتَيْتُكَ لِلْعَلْيا فَإِنْ كُنْتَ مُنْعِماً / فَبِالْعِزَّةِ الْقَعْساءِ لا الْعِيشَةِ الرَّغْدِ
إِذا نائِلٌ لَمْ يَحْبُنِي الْفَخْرَ نَيْلُهُ / فَإِنَّ انْقِطاعَ الرَّفْدِ فِيهِ مِنَ الرِّفْدِ
أَتَطْمَعُ فِي الْوُدِّ مِنْ زاهِدِ
أَتَطْمَعُ فِي الْوُدِّ مِنْ زاهِدِ / وَأَيْنَ الْخَلِيُّ مِنَ الْواجِدِ
وَكَمْ قَلَقْ لَكَ مِنْ ساكِنٍ / عَلَى سَهَرٍ لَكَ مِنْ راقِدِ
عَنانِي الْغَرامُ بِحُبِّ السَّقا / مِ شَوْقاً إِلى ذلِكَ الْعائِدِ
وَقَدْ كُنْتُ جَلْداً أَبِيَّ الْقِيا / دِ لَوْ أَنَّ غَيْرَ الْهَوى قائِدِي
وَمالِيَ فِي الدَّهْرِ مِنْ حامِدٍ / إِذا لَمْ أَعُذْ بِعُلى حامِدِ
هُوَ الْبَدْرُ يُشْرِقُ لِلْمُسْتَنِيرِ / هُوَ الْبَحْرُ يَزْخَرُ لِلوارِدِ
تَجَمَّعَ فِيهِ خِلالُ الْكِرامِ / وَقَد يُجْمَعُ الْفَضْلُ فِي واحِدِ
فَتىً يحْجُبُ الْفَضْلَ عَنْ طالِبِيهِ / وَلا يَحْجُبُ الرِّفْدَ عَنْ قاصَدِ
يَدُلُّ عَلَى جُودِهِ بِشْرُهُ / وَقَدْ يُعْرَفُ الرَّوْضُ بِالرّائِدِ
وَيَنْطِقُ عَنْ بَأْسِهِ سَيْفُهُ / بِشَيْطانِ فَتْكٍ لَهُ مارِدِ
وَمَنْ يَكُ مَوْلاهُ هذا الْمَجِيدُ / يَكُنْ فَوْقَ كُلِّ فَتىً ماجِدِ
أَمَدَّ اللهُ ظِلَّكَ يا سِعِيدُ
أَمَدَّ اللهُ ظِلَّكَ يا سِعِيدُ / عَلَيَّ فَإِنَّهُ الظِّلُّ الْمَدِيدُ
وَعِشْتَ تُصاحِبُ الدُّنْيا خُلُوداً / وَتَصْحَبُكَ الأَيامِنُ وَالسُّعُودُ
إِذا ما كانَ مِثْلُكَ لِي مُجِيراً / وَمِثْلُكَ لا يَجُودُ بِهِ الْوُجُودُ
فَإِنَّ بَعِيدَ ما أَرْجُو قَرِيبٌ / وَإِنَّ قَرِيبَ ما أَخْشى بَعِيدُ
عَلَوْتَ بَنِي الوَرى كَرَماً وَجُوداً / وَحَسْبُكَ مِنْ عُلىً كَرَمٌ وَجُودُ
نَماكَ أَبٌ نَماهُ خَيْرُ جَدٍّ / كَذا الآباءُ تَنْمِيها الْجُدُوُدُ
هُمُ بَدَءُوا الْعُلى فَسَمَوْا عُلُوَّاً / وَأَنْتَ لِخَيْرِ ما بَدَؤُوا مُعِيدُ
وَما جُحِدَتْ مَحاسِنُ فَخْرِ قَوْمٍ / خَلائِقُكَ الْحِسانُ بِها شُهُودُ
وَلَوْ سَجَدَ الوَرَى لأَبَرِّ خَلْقٍ / يَداً وَنَدىً لَحُقَّ لَكَ السُّجُودُ
وَسُدْتَ فَما أَحَقَّ بِكُلِّ مَجْدٍ / سِواكَ إِذا تَفَرَّدَ مَنْ يَسُودُ
أيّامُ دَهْرِكَ كُلُّها أَعْيادُ
أيّامُ دَهْرِكَ كُلُّها أَعْيادُ / أَبَداً عَلَيْكَ بِما تَشاءُ تُعادُ
لا يَدْعُونَّكَ بِالْجَوادِ مُقَصِّرٌ / وأَقَلُّ حَقِّكَ أَنْ يُقالَ جَوادُ
وَلَئِنْ غَدَوْتَ الْفَرْدَ فِي نَيْلِ الْعُلى / وَالْمَجْدِ فَالْقَمَرُ الْمُنِيرُ فُرادُ
وَأَمَا وَجُودِكَ يا سَعِيدُ فَإِنَّهُ / ذُخْرٌ لِكُلِّ مُؤَمِّلٍ وَعَتادُ
لَقَدِ اسْتَفادَ بِكَ الزَّمانُ فَضِيلَةً / ما خالَها أَبَدَ الزَّمانِ تُفادُ
كَمْ مِنْ يَدٍ لَكَ قَدْ وَسَمْتَ بِعَهْدِها / جُوداً كَما وسَمَ الرِّياضَ عِهادُ
أَوْلَيْتِنِي نِعَماً أَقَلُّ ثَنائِها / بَيْنِي وََيْنَ الْفِكْرِ فِيهِ جِهادُ
كَلَّفْتَنِي بِنَداكَ عَدَّ مَناقِبٍ / يَفْنى الثَّناءُ وَما لَهُنَّ نَفادُ
فَبِعَطْفِكَ الإِنْجاءُ وَالإِنْجادُ لِي / وَبِكَفِّكَ الإِسْعافُ وَالإِسْعادُ
لا زالَ رَبْعُكَ لِلْمَطالِبِ مَرْبَعاً / يَحْيى بِهِ الْوُرّادُ وَالرُّوادُ
وَبَقِيتَ ما بَقِيَ الرَّجاءُ فَإِنَّهُ / جِسْمٌ وَنائِلُكَ الْجَزِيلُ فُؤادُ
دَعَتْنِي حاجَةٌ فَبَعَثْتُ وَفْداً
دَعَتْنِي حاجَةٌ فَبَعَثْتُ وَفْداً / حَقِيقاً بِالمَطالِبِ أَنْ يَعُودا
ثَناءً لا يَزُورُ الدَّهْرَ إِلاّ / مَلِيكاً قاهِراً وَأَخاً وَدُودا
وَلَو أَنِّي أَشاءُ هَزَزْتُ قَوْماً / وَلكِنِّي أَراكَ أَغَضَّ عُودا
عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ
عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ / عَسى ما مَضى مِنْ تَدانٍ يَعُودُ
عَسى مَوْقِفٌ أَنْشُدُ الْقَلْبَ فِيهِ / فَيُوجَدَ ذاكَ الْفُؤادُ الْفَقِيدُ
عَناءً سَهِرْتُ إِلى هاجِدٍ / وَأَيْنَ مِنَ السّاهِرِينَ الْهُجُودُ
إِذا طالَ عَهْدُكَ بِالنّازِحِينَ / تَغَيَّرَ وُدٌّ وَحالَتْ عُهُوُد
أَأَحْمِلُ يا هَجْرُ جَوْرَ الْبِعادِ / وَجَوْرَكَ إِنِّي إِذا لَلْجَلِيدُ
أَيا كَمَدِي أَللِيلِي انْقِضاءٌ / أَيا كَبِدِي أَلِنارِي خُمُودُ
مَرِضْتُ فَهَلْ مِنْ شِفاءٍ يُصابُ / وَهَيهاتَ وَالدّاءُ طَرْفٌ وَجِيدُ
وَيا حَبَّذا مَرَضِي لَوْ يَكُو / نُ مُمْرِضِيَ الْيَوْمَ فِيمَنْ يَعُودُ
أَيا غُرْمَ ما أَتْلَفَتْ مُقْلَتاهُ / وَقَدْ يَحْمِلُ الثَّأْرَ مَنْ لا يُقِيدُ
وَمَنّى الْوِصالَ فَأَهْدى الصُّدُوُدَ / وَما وَعْدُ ذِي الْخُلْفِ إِلاّ وَعِيدُ
خَلِيلَيَّ إِنْ خانَ خِلٌّ أَلا / حَلِيفٌ عَلَى هَجْرِهِ أَوْ عَقِيدُ
وَهَلْ إِنْ وَفى لِي بِعَهْدِ الْوِصالِ / أَيَنْقُصُ هذا الْجَوى أَمْ يَزِيدُ
وَيا قَلْبُ إِنْ أَخْلَقَ الْوَجْدُ مِنْكَ / فَأَنى لِيَ الْيَوْمَ قَلْبٌ جَدِيدُ
إِلى مَ تَحُومُ حِيامَ الْعِطاشِ / إِذا مَورِدٌ عَنَّ عَزَّ الْوُرُودُ
تَمَنّى زَرُودَ ولَمْ تَحْتَرِقْ / بِنارِ الصَّبابَةِ لَوْلا زَرُودُ
وَتُمْسِي تَهِيمُ بِماءِ الْغُوَيْرِ / وَقَدْ ذادَ عَنْ وِرْدِهِ مَنْ يَذُودُ
إِذا الرِّيُّ جاوَزَ أَيْدِي الْكِرامِ / فَلا ساغَ لِي مِنْهُ عًذْبٌ بَرُودُ
فَأَنْقَعُ مِنْ وِرْدِهِ ذا الصَّدى / وَأَنْفَعُ مِنْ بَرْدِهِ ذا الْوُقُودُ
وَماذا تُرِيدُ مِنَ الْباخِلِينَ / إِذا لَمْ تَجِدْ عِنْدَهُمْ ما تُرِيدُ
أَتَأْمُلُ إِسْعادَ قَوْمٍ إِذا / كُفِيتَ أَذاهُمْ فَأَنْتَ السَّعِيدُ
عَمِرْتُ أَرُوضُ خُطُوبَ الزَّما / نِ لَوْ أَنَّ جامِحَها يَسْتَقِيدُ
وَما كانَ أَجْدَرَنِي بِالْعَلا / ءِ لَوْ قَدْ تَنَبَّهَ حَظٌّ رَقُودُ
وَمَنْ لِي بِيَوْمٍ أَبِيِّ الْمُقامِ / تُقامُ عَلَى الدَّهْرِ فِيهِ الْحُدُودُ
سَلا الْخَلْقُ جَمْعاً عَن الْمَكْرُماتِ / وَأمّا الْعَمِيدُ فَصَبٌّ عَمِيدُ
غَذاهُ هَواها وَلِيداً فَلَيْ / سَ يَسْلُوهُ حَتّى يَشِيبَ الْوَلِيدُ
يُعَنِّيهِ وَجْدٌ بِها غالِبٌ / وَيُصْبِيهِ شَوْقٌ إِلَيْها شَدِيدُ
عَلَى أَنَّهُ لَمْ تَخُنْهُ النَّوى / وَلَمْ يَدْرِ فِي حُبِّها ما الصُّدُودُ
فَتىً لَمْ يَفُتْهُ الثَّناءُ الْجَمِيلُ / وَلَمْ يَعْدُ فِيهِ الْمَحَلُّ الْمَجِيدُ
وَلَمْ يَنْبُ عَنْهُ رَجاءٌ شَرِيفٌ / وَلَمْ يخْلُ مِنْهُ مَقامٌ حَميدُ
سَما لِلْعُلى وَدَنا لِلنَّدى / وَذُو الْفَضْلِ يَقْرَبُ وَهْوَ الْبَعِيدُ
مِنَ الْقَوْمِ سادُوا وجَادُوا وَقَلَّ / لَهُمْ أَنْ يَسُودُوا الْوَرى أَوْ يَجُودُوا
بَنِي أَسَدٍ إِنما أَنْتُمُ / بُدُورُ عَلاءٍ نَمَتْها أُسُودُ
أَلَيْسَ لَكُمْ ما بَنى الْكامِلُ الْ / أَمِينُ عُلُوّاً وَشادَ السَّدِيدُ
سَماءُ عُلىً قَمَراها لَكُمْ / وَمِنْكُمْ كَواكِبُها وَالسُّعُودُ
لَنا مِنْ ذُرى الْعزّ طَوْدٌ أَشَمُّ / وَمِنْ رَغَدِ الْعَيْشِ رَوْضٌ مَجُودُ
فَما الْمَحْلُ كَالْفَقْرِ إِلاّ قَتِيلٌ / وَما الْخَوْفُ كَالْجَوْرِ إِلاّ طَرِيدُ
كَأَنّا سَقانا بِنُعْماهُ أَوْ / حَمانا بِظِلِّ عُلاهُ الْعَمِيدُ
فَتىً لَمْ تَزَلْ عاقِراً فِي ذَرا / هُ أُمُّ الْحَوادِثِ وَهْيَ الْوَلُودُ
يُظَفَّرُ فِي ظِلِّهِ الْخائِبُونَ / وَتَنْهَضُ بِالْعاثِرِينَ الْجُدُودُ
إِذا نَحْنُ عُذْنا وَلُذْنا بِهِ / فَمَنْ ذا نَشِيمُ وَمَنْ ذا نَرودُ
كَسا الْفَخْرَ وَالدَّهْرَ وَالْعالَمِي / نَ فَخْراً بِهِ أَبَداً لا يَبِيدُ
فَلا يَدْعُهُ زَيْنَ كُتّابِهِ / حَسُودٌ يُصادِيهِ خابَ الْحَسُودُ
فَما خَصَّهُمْ ما يَعُمَّ الأَنامَ / وَلا جَهِلُوا ما أَرادَ المُرِيدُ
وَإِنْ غَرسُوا غَرْسَهُ فِي الْكِرامِ / فَما كلُّ عُودٍ وَإِنْ طابَ عُودُ
مِنَ الْكاظِمِي الْغَيْظِ وَالْمُحْسِنِينَ / إِذا بَرَّحَتْ بِالصُّدُورِ الْحُقُودِ
فَمُتَّ بِحَزْمٍ إِلى جودِهِ / يَنَلْكَ مَعَ الْعَفْوِ بِرٌّ وَجُودُ
إِذا كُنْتَ سَيِّدَ قَوْمٍ وَلَمْ / تَسَعْهُمْ بِحِلْمٍ فَأَنْتَ الْمَسودُ
يُفِيدُ فَيَحْزُنُهُ جُودُهُ / إِذا كان دُونَ الْعُلى ما يُفِيدُ
وَيُبْدِي فَيَعْظُمُ مَعْرُوفُهُ / وَلكِنْ يُصَغِّرُهُ ما يُعِيدُ
كَأَوْبَةِ أَحْبابِهِ عِنْدَهُ / حُلُولُ وُفُودٍ يليهِمْ وُفُودُ
وَكَالْبَيْنِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الرِّكابُ / بِهِمْ أَوْ تُشَدُّ لِعافٍ قُتُودُ
يَجِلُّ عُلىً أَنْ يُرى راكِباً / طَرِيقاً عَنِ الْقَصْدِ فِيها يَحِيدُ
وَيَشْرُفُ عَنْ فِعْلِ ما لا يَشُقُّ / وَيَكْرُمُ عَنْ حَمْلِ ما لا يَؤُودُ
غَنِيٌّ بِآرائِهِ الْبِيضِ أَنْ / تُظاهِرَهُ عُدَّةٌ أَوْ عَدِيدُ
وَقَفْتُ الْقَوافِي عَلى حَمْدِهِ / وَما رَجَزِي عِنْدَهُ وَالْقَصِيدُ
يُقَصِّرُ عَنْ قَدْرِهِ جَهْدُها / وَفِي عَفْوِها عَنْ أُناسٍ مَزِيدُ
أنالَ فَكُلُّ جوادٍ بَخِيلٌ / وَقالَ فَكُلُّ بَلِيغٍ بلِيدُ
كَأَنَّكَ مِنْ سَيْبِهِ تَسْتَمِيحَ / مَتى جِئْتَ مِنْ عِلْمِهِ تَسْتَفِيدُ
كِلا الزّاخِرَيْنِ كَفيلاكَ أَنْ / تَفِيضَ سُيُولٌ وَتَطْمُو مُدُودُ
لَهُ فِقَرٌ لَوْ تَجَسَّدْنَ لَمْ / يُفَضَّلْنَ إِلاّ بِهِنَّ الْعُقُودُ
فَيُظْلَمْنَ إِنْ قِيلَ نَورٌ نَضِيرٌ / وَيُبْخَسْنَ إِنْ قِيلَ دُرٌّ نَضِيدُ
وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ لَمْ تَعْدُنِي / نَفائِسُ بِيضٌ مِنَ الْغُرِّغِيدُ
لَيَحْسُنُ بِي فِي هَواكَ الْغُلُوُّ / وَيَقْبُحُ بِي عَنْ نَداكَ الْعُقُودُ
مَضى الأَكْرَمُونَ فَأَمْسى يُشِيدُ / بِذِكْرِ مَناقِبِهِمْ مَنْ يُشِيدُ
كأَنْ لَمْ يَبِينُوا بِما خَلَّدُوا / وَلَيْسَ الْمَحامِدَ إِلاّ الْخُلُودُ
مَناقِبُ تَشْرُدُ ما لَمْ يَكُنْ / لَها مِنْ نِظام الْقَوافِي قُيُودُ
وَما زالَ يُحْفَظُ مِنْها الْمُضاعُ / لَدَيْكَ وَيُجْمَعُ مِنْها الْبَدِيدُ
فِداءُ عَطائِكَ ذاكَ الْجَزِيلِ / يا حَمْزَ شُكْرِيَ هذا الزَّهِيدُ
وُجِدْتَ فَكُنْتَ حَياً لا يُغِبُّ / سَقى الْكَوْنَ رِيّاً وَجِيدَ الْوُجُودُ
بَلَغْتَ مِنَ الْفَضْلِ أَقْصى مَداهُ / فَما يَسْتَزِيدُ لَكَ الْمُسْتَزِيدُ
وطَالَ أَبُو الْفَتْحِ أَنْ لا يَكُونَ / طَرِيفُ الْعُلى لَكُما وَالتَّلِيدُ
فَلَوْلاهُ أَعْوَزَ أَهْلَ الزَّمانِ / شَبِيهُكَ فِي عَصْرِهِم والنَّدِيدُ
لَقَدْ صَدَقَتْ فِي نَدَاهُ الظُّنُونُ / فَلا كَذَبَتْ فِي عُلاهُ الْوُعُودُ
فَدَتْكَ الصَّواهلُ قُبّاً وَجُرْدا
فَدَتْكَ الصَّواهلُ قُبّاً وَجُرْدا / وَشُمُّ الْقَبائِلِ شِيباً وَمُرْدا
وَذَلَّتْ لأَسْيافِكَ الْبِيضُ قُضْباً / وَدانَتْ لأَرْماحِكَ السُّمْرُ مُلْدا
وَقلَّ لِمَنْ قامَ فِي ذا الزَّمانِ / مَقامَكَ أنْ باتَ بِالْخَلْقِ يُفْدا
أَلَسْتَ أَبَرَّ الْبَرايا يَداً / وَأَنْدى مِنَ الْمُزْنِ كَفّاً وَأَجْدا
وَأَمْضى حُساماً وَأَوْفى ذِماماً / وَأَهْمى غَماماً إِذا الْغَيْثُ أَكْدا
وَأَكْلا إِذا ضُيِّعَ الأَمْرُ طَرْفاً / وَأَوْرى إِذا أَظْلَمَ الْيَومُ زَنْدا
إِذا الْتَبَسَ الرَّأْيُ كُنْتَ الأَسَدَّ / وَإِنْ غالَبَ الْخَطْبُ كُنْتَ الأَشَدّا
وَإِنْ قَصَّرَ الْنّاسُ عَنْ غايَةٍ / سَبَقْتَ إِلَيْها مِنَ النّاسِ فَرْدا
وَمَنْ ذا يُجارِيكَ فَضْلاً وَنُبْلاً / وَمَنْ ذا يُساوِيكَ حَلاًّ وَعَقْدا
سَجِيَّةُ مَنْ لَمْ يَزَلْ بِالثَّنا / ءِ وَالْحَمْدَ مُنْفَرِداً مُسْتَبِدّا
تجِلُّ مَعالِيهِ أَنْ تُسْتَطاعَ / وَتَأْبَى مَناقِبُهُ أَنْ تُعَدّا
حَقِيقٌ إِذا ما انْتَضى سَيْفَهُ / بِأْنْ يَجْعَلَ الْهامَ لِلسَّيْفِ غِمْدا
زَعِيمَ الْجُيُوشِ لَقَدْ أَعْجَزَتْ / أَيادِيكَ واصِفَها أَنْ تُحَدّا
وَأَمْعَنَ ذِكْرُكَ فِي الْخافِقَيْ / نِ شَرْقاً وَغَرْباَ وَغَوْراً وَنَجْدا
فَسارَ مَسِيرَ هِلالِ السَّما / ءِ يَزْدادُ نُوراً إِذا ازْدادَ بُعْدا
فَلَوْ طُبِعَ الْفَخُرُ سَيْفاً لَكُنْ / تَ دُونَ الْوَرى حَدَّهُ وَالْفِرِنْدا
وَكَمْ لَكَ مِنْ نائِلٍ نائِلٍ / رِقابَ الْمآثِرِ شُكْراً وَحَمْدا
نَدىً يَعْتِقُ الْعَبْدَ مِنْ رِقِّةِ / وَلكِنَّهُ يَتْرُكُ الْحُرَّ عَبْدا
وَإِنِّي لَمُهْد إِلَيْكَ الْقَرِي / ضَ يُطْوى عَلَى النُّصْحِ وَالنُّصْحُ يُهْدا
إِلى كَمْ وَقَدْ زَخَرَ الْمُشْرِكُون / بِسَيْلٍ يُهالُ لَهُ السَّيْلُ مَدّا
وَقَدْ جاشَ مِنْ أَرْضِ إِفْرَنْجَةٍ / جُيُوشٌ كَمِثْلِ جِبالٍ تَرَدّا
تُراخُونَ مَنْ يَجْتَرِي شِدَّةً / وَتُنْسُونَ مَنْ يَجْعَلُ الْحَرْبَ نَقْدا
أَنوْماً عَلَى مِثْلِ هَدِّ الصَّفاةِ / وَهَزْلاً وَقَدْ أَصْبَحَ الأَمْرُ جِدَّا
وَكَيْفَ تَنامُونَ عَنْ أَعْيُنٍ / وَتَرْتُمْ فَأَسْهَرْتُمُوهُنَّ حِقْدا
وَشَّرُّ الضَّغائِنِ ما أَقْبَلَتْ / لَدَيْهِ الضَّغائِنُ بِالكُفْرِ تُحْدا
بَنُو الشِّرْكِ لا يُنْكِرُونَ الْفَسادَ / وَلا يَعْرِفُونَ مَعَ الْجَوْرِ قَصْدا
وَلا يَرْدَعُونَ عَنِ الْقَتْلِ نَفْساً / وَلا يَتْرُكُونَ مِنَ الْفَتْكِ جَهْدا
فَكَمْ مِنْ فَتاةٍ بِهِمْ أَصْبَحَتْ / تَدَقُّ مِنَ الْخَوفِ نَحْراً وَخَدّا
وَأُمِّ عَواتِقَ ما إِنْ عَرَفْ / نَ حَرّاً وَلا ذُقْنَ فِي اللَّيْلِ بَرْدا
تَكادُ عَلَيْهِنَّ مِنْ خِيفَةٍ / تَذُوبُ وَتَتْلَفُ حُزْناً وَوَجْدا
فَحامُوا عَلَى دِينِكُمْ وَالْحَرِيمِ / مُحاماةَ مَنْ لا يَرى الْمَوتَ فَقْدا
وَسُدُّوا الثُّغُورَ بِطَعْنِ النُّحُورِ / فَمِنْ حَقِّ ثَغْرٍ بِكُمْ أَنْ يُسَدّا
فَلَنْ تَعْدَمُوا فِي انْتِشارِ الأُمُورِ / أَخا تُدْرَإٍ حازِمَ الرَّأْيِ جَلْدا
يُظاهِرُ تَدْبِيرُهُ بَأْسَهُ / مُظاهَرَةَ السَّيْفِ كَفًّا وَزَنْدا
كَمِثْلِ زَعِيمِ الْجُيُوشِ الْمَلِيِّ / بِعَزْمٍ يَبيتُ لَهُ الْحَزْمُ رِدّا
وَعاداتُ بَأْسِكُمُ فِي اللِّقا / ءِ لَيْسَتْ تَحُولُ عَنِ النَّصْرِ عَهْدا
فَدُونَكُمُ ظَفَراً عاجِلاً / لَكُمْ جاعِلاً سائِرَاً الأَرْضِ مَهْدا
فَقَدْ أًيْنَعَتْ أَرْؤُسُ الُمُشْرِكِينَ / فَلا تُغْفِلُوها قِطافاً وَحَصْدا
فَلا بُدَّ مِنْ حَدَّهِمْ أَنْ يُفَلَّ / وَلا بُدَّ مِنْ رُكْنِهِمْ أَنْ يُهَدّا
فإنَّ ألْبَ رَسْلانَ فِي مِثْلِها / مَضى وَهْوَ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدّا
فَأَصْبَحَ أَبْقى مِنَ الْفَرْقَدَيْ / نِ ذِكْراً وَأَسْنى مِنَ الشَّمْسِ مَجْدا
لَعَلَّكُمُ أَنْ تُعِيدُوا مِنَ الْ / مَآثِرِ وَالْمَجْدِ ما كانَ أَبْدا
وَهذا ابْنُهُ قائماً فِيكُمُ / مَقامَ الْمُفاخِرِ جَدَاً وَجِدّا
بِخَيْلٍ تُخالُ غَداةَ الْمَكَرِّ / طَيْراً تَحَمَّلْنَ غَاباً وَأُسْدا
وَطَعْنٍ أَمَرَّ مِنَ الْمَوْتِ طَعْماً / وَضَرْبٍ أَحَرَّ مِنَ النّارِ وَقْدا
إِذا ما السُّيُوفُ غَداةَ الْحُتُو / فِ نَوَّعَتِ الضَّرْبَ قَطْعاً وَقَدّا
تَرى لُمَّعاً وُقَّعاً لا يَزَلْ / نَ يَخْطَفْنَ بَرْقاً وَيَقْصُفْنَ رَعْدا
فَذُوا الْبَأْسِ مَنْ جابَ مِنْ تَرْكَةٍ / لَهُ عِمَّةً وَمِنَ الدِّرْعِ بُرْدا
وَلَمْ يَضَعِ السَّرْدِ عَنْ مَنْكِبَيْ / هِ حَتّى يَصِيرَ مَعَ الْجِلْدِ جِلْدا
فَما يَنْزِعُ الْيَوْمَ عَنْهُ الْحَدِي / دَ مَنْ رامَ أَنْ يَلْبَسَ الْعِزَّ رَغْدا
وَأَيْسَرُ ما كابَدَتْهُ النُّفُوسُ / مِنَ الأَمْرِ ما لَمْ تَجِدْ مِنْهُ بُدّا
بَقِيتمْ وَلا زِلْتُمُ فِي اللِّقاءِ / بُدُوراً تَوافِقُ فِي الأُفْقِ سَعْدا
ولا بَرِحَ الْعِزُّ لِلْمُسْلِمي / نَ مِنْ بَحْرِكُمْ أَبَداً مُسْتَمِدّا
فَلَسْنا نَرى بَعْدَ طُولِ البَقا / ءِ أَكْرَمَ مِنْكُمْ عَلَى اللهِ وَفْدا
وَقَدْ قِيلَ فِي التُّرْكِ إِنَّ الَّذِي / يُتارِكُهُمْ أَسْعَدُ النّاسِ جَدّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025