المجموع : 31
أشدو بها وَسطَ النّدِيِّ الحاشِدِ
أشدو بها وَسطَ النّدِيِّ الحاشِدِ / وَضّاحَةً مِن غُرَرِ المَراشِدِ
سنا الصّباح مِن سَنَاها الواقِدِ / شِيدَت مَبانيها عَلَى قَواعِدِ
وَأَيُّ مَرْأَى صَادِقٍ وَقَاصِد / صاعِدَةٌ إلى المَحلّ الصاعِدِ
سَعيدَة في زَمَنٍ مُسَاعِد / كَريمَةُ المَعْهَدِ وَالمَعاهِدِ
وانْتَسَبَت في أَشرَفِ المَحاتِد / فَلَيسَ عَنْها أَحدٌ بِحائِدِ
ولا لَها في الأرْضِ مِن مُعانِد / بَيْعَةُ رضْوَان وهَدْيُ خَالِدِ
ما بَينَ مَعْهودٍ لهُ وعَاهِد / مِيثَاقُها حَلَّ عُرَى المَكائِدِ
وَعَقْدُها جَلّ عَنِ العَقائِدِ / كانَت لَها السَعود بالمَراصِدِ
فَالمُشتَري يُملي على عطارِد / مَا أمَّلَتْ مَنابِرُ المَساجِدِ
وأَسْمَعَتْ أَلْسِنَةُ القَصَائِد / وجدانُها المَنشودُ حَسبَ الناشِدِ
وَزَنْدُها المَقدُوحُ غَيرُ صالِد / قد حَصْحَصَ الحَق فَما مِنْ جاحِدِ
وألْقَت الأمْلاك بِالْمَقالِد / فانْظُرْ إلى الجامِحِ طَوْع القائِدِ
كُلُّ عَميدٍ مَدّ يُمنَى عامِد / يَبْأى بوَسمي حامد وحافِدِ
إنَّ المَسودَ تَبَعٌ للسائِد / هِدايةٌ لِصادِرٍ وَوارِدِ
ونَجْعَةٌ لِفَارِط ورائِد / وعِصْمَةٌ لِقَائِمٍ وقاعد
وافَتْ بِها وافِية المَواعِد / كالغَمْضِ في عَينِ المُعنّى الساهِد
كالأمنِ في قلبِ المروع الشارِد / للّهِ عَهدٌ مُحْكَمُ المَعَاقِد
قُلد مِنه أعْظَمَ القَلائِد / مُبارَكُ المَبادي والمَقاصِد
يَحوي لرحْبِ الباعِ طُولَ الساعِد / لَيس يَؤُودُهُ احتِمالُ الآيد
إنّ العُلى مَجموعَةٌ في واحِد / مِنْ زَكرِياءَ الأميرِ الماجِد
مَلْكٌ يجلِّي عَن ثَناء الحامِد / وأينَ وَصْفُ شاكِرٍ مِن شاكِد
وَهّابُ كُلّ طارِفٍ وَتالِد / لِلْوافِدينَ مِنه حَظُّ الرافِد
كَم مُقتِرٍ ألحقَه بِواجِدِ / وكَم أصابَ مُلْحِداً بِلاحِد
في كَفِّه مِثْلُ الشُعاعِ الحارِد / أسرَعُ في النّسِّ مِن الأساوِد
مَكرَعُهُ بحيثُ حقد الحاقِد / مُسْتَأسِدٌ للبَطَلِ المُستَأسِد
سِنانُه الوقّادُ رَجْمُ المَارِد / لَهُ تثني القُضُبُ الموائِد
ولِبْسهُ الكواعِب النواهِد / به نفاقُ كل حَتف كاسِد
وَمُنتَضىً نازَعَ كفَّ الغامِد / كالرُّؤْدِ لا تُذْعِنُ لِلمُراوِد
أُنجِبَ في معادِن الجرَائِد / لشَوكَة الأعداءِ أمضَى خاضِد
يَتركُ بالخُدودِ كالأخَادِد / لَهُ بنَقْرِ الهامِ خرْقُ الناقِد
نِجادُهُ مِنه عَلى مُنَاجِد / أرْصَدَه لخاتِرٍ وعاقِد
حَيثُ الحُتوفُ مُرّةُ المَوارِد / بِمَعْزلٍ من الزُّلالِ البارِد
والهامُ زَرْعٌ يُجْتَنى بحاصِد / هُناكَ تَلْقاهُ أعزّ عاضِد
يَنْهَدُ فَرداً للخَميسِ الناهِد / في بادِئ مِنْ بأسِه وعائِد
وَجوده كالمُستَهلّ الجائِد / يُحيطُ بالأدْنَيْنِ والأباعِد
وَرِفْدُه لِقَاطِنٍ ووَافِد / شِنْشِنَةٌ في وَلَدٍ مِن والِد
تأثرُها البحارُ في المَشاهِد / تَحَدُّثَ الرُّواةِ بِالمَسانِد
أسعد به من باهر المَصاعِد / سُلالة الخَضارِم الأجاوِد
وعترة الأعاظِم الأماجِد / يَنْميهِ في أُرومَةِ الْمَحَامِد
للمرْتَضى يَحيَى بن عبدِ الواحِد / ابن أبي حَفص وَهَل مِن زائِد
بيْتٌ علا بَيتاً عَلى الفَراقِد / له من الإنجابِ أزْكى شاهِد
مُجاهِدٌ يُنمَى إلى مجاهِد / كُلٌّ يُشيدُ كأبيهِ الشائِد
عِصابَةٌ قُدْسِيةُ المَوالِد / يُولَد كُلٌّ مِنْهُم بحاسِد
قد أُيِّدوا فَما لَهم من كائِد / وأُوجِدوا لِعَدمِ الشّدائِد
كَم راكِعٍ لِسُمرِهِمْ وساجِد / ليْسَ لهُ فيها ثوابُ العابِد
هَذي العِدى من طائِحٍ وصائِد / أصولُهُم تُحْدَف كالزّوائِد
بكُلِّ عامِلٍ لَهُم مُطارِد / في صادمٍ مِن الوَغى وصامِد
يَرْفُل للدّماء في مَجاسِد / من ذائِبٍ صَاكَ بهِ وجامِد
لَوْلاهُمُ أعيا صَلاحُ الفاسِد / ولَحِقَ العامِر بِالفَدافِد
هُمُ مَصابيحُ الظلامِ الراكِد / وهُم حياةُ الأنْفسِ الهَوامِد
مِن كلِّ شَهْم مِثل سَهمٍ صارِد / لأصيدِ الكُماةِ سابٍ صائِد
مُجادِلٍ عَن الهُدى مُجالِد / سُؤْدَدُه العادِيّ غَيْر نَافِد
مَوْلايَ صَفْحاً فَهوَ جُهدُ الجاهِد / أمْتحُه مِن حُسنِ حسٍّ خامِد
يَأبى الهبوبَ من سِناتِ الراقِد / قلتُ لكَ الأمداحُ كالفَرائِد
والرّوض في أزهارِهِ النّضائِد / قَد صُغتُ مَعناها بِلَفظٍ خالِد
مَا العيدُ بعدَكَ بالأَمانِي عَائِدُ
مَا العيدُ بعدَكَ بالأَمانِي عَائِدُ / يَا غَائِباً وَكأنّما هُوَ شاهِد
وافَى وأُلفَتُنا شعَاعٌ فَالتَقى / أملٌ ويَأسٌ ذا لِذَلِك طَارِد
يَصِفُ الضَميرَ بِظاهِر مُتَجَهِّم / مِنْ وَجْدِه فَكأنّه لَكَ فَاقِد
وَلَعَهْدُنَا بِضُحَاهُ يُونِق رَأدُه / وَكأنّما الدُّنيا رَدَاحٌ نَاهِد
فَلَشَدّ ما قَلَصَتْ ظِلالٌ لِلمُنى / تَصْفو وَأقوت للنّعيمِ مَعاهِد
وتَقَطّعَتْ ما بَيْنَنا الأسبابُ فال / أقلامُ خُرْسٌ والرّياحُ رَوَاكِد
جادَت صَبيحَتَهُ علَيْك مَدامِعي / وانْهلَّ دَمعُ المُزْن فيهِ الجائِد
إنْ أرّقَتْني راقَني إسْعادَه / للّهِ مِنْهُ عَلَى البُكَاء مُسَاعِد
كَمْ كُنْتُ في أمْثَالِه بكَ رَاغِباً / والآنَ مِثلِي فيه دُونَك زاهِد
أوْرَثتَني دَنَفاً أقَامَ لِرِحْلَةٍ / أزْمَعْتَها فَكأَنّهُ لِيَ عَائِد
كانَ الذي مازِلْتُ أحْذرُ كَوْنَهُ / فإِذا أُسَاءُ بِهِ يُسَرّ الحاسِد
يَا وَاحِداً حُزني جَميع بَعْدَه / إنّي على عَدَمي وَجودَك واجِد
إنْ كانَ صَرْفُ الدّهر باعَد بيْننا / جَوْراً فَقَلْبِيَ للسرورِ مُباعِد
مَا أَبْينَ الضدّيْنِ في حالِي التي / حالَتْ أسىً باق وصَبْر نافِد
لم تَضمَنِ البقيا لأنسي وَحشَتي / فإذا الذي أهْوَى لأنْسيَ بائِد
لم أدْرِ والسوْسانِ قَد أوفى علَى
لم أدْرِ والسوْسانِ قَد أوفى علَى / ساقٍ يَميلُ مِن الزّبرْجَد أغْيَدُ
أَبِذابِلٍ مِنْ فِضّةٍ مَسْبوكَةٍ / أمْ أنْمُلٍ تُومِي إليْكَ بِهِ يَدُ
للّهِ سَوْسَنُ رَوْضٍ
للّهِ سَوْسَنُ رَوْضٍ / مِن الغَضارَةِ أغْيَدُ
كهامةٍ من لُجَيْن / في قامةٍ من زَبَرْجَدُ
سَما بِأمْرِك إِسْعادٌ وإِنْجادُ
سَما بِأمْرِك إِسْعادٌ وإِنْجادُ / فكُل دَهْرِكَ أَعْراسٌ وأعْيَادُ
ما بَهْجَةُ الفِطْرِ والأضْحَى وبَهجَته / لها شُفوفٌ عَلى العِيدَيْنِ مُعْتادُ
وكيفَ لا تَتَردّى البشرَ غُرّتُهُ / وللْبَشائِرِ تَكرار وتَعْدادُ
دَعْوَى نجادك في التمكينِ صادِقَةٌ / ومِنْ فُتوحِكَ للآفاقِ أشْهادُ
لا غَرْوَ أن تُلْقِيَ الدُّنيا مَقادَتَها / إليكَ فالفَلَك الدّوّار مُنْقادُ
وَهل تَرُدّ الليالي عَنْكَ صَالِحَةً / ومِنكَ في اللّهِ إصدار وإيرادُ
شَأنُ المُلوكِ انتِقاصٌ شَانَ مُلْكَهُمُ / وأنتَ مِمّا بِهِ تَزْدان تَزْدادُ
أصْبَحتَ لِلرّشد رَدءاً والضلال رَدىً / فَمِلءُ حزبَيهِما صَفدٌ وَإِصفادُ
لَمّا أقَمتَ صَغا التّوْحيد مُنْتَصِراً / لَمْ يَعْدُ صاغيةَ التّجسيمِ إقْعادُ
أطفأتَ ما أوْقَدوا نَقضاً لِما اعتَقَدوا / لَقَد تَبَايَن إطفاء وإيْقادُ
كانوا الحَصى كَثرَةً حَتى نهَدْتَ لَهُم / فَشَدّ ما انقَرَضوا حصاً وما بادوا
لِيَهْنئ الدّينَ والدُّنيا إِمامُ هُدىً / ميلادُهُ للنّدى والبَأسُ ميلادُ
شَعائِرُ اللّهِ مِنْهُ في يَدَيْ مَلِكٍ / لَهُ المَلائِكُ أَعوانٌ وَأَمْدادُ
يُديرُ في حِفظِها ما تُسْتَبَاحُ بِه / وفْقَ الإرادَةِ مُرّاقٌ وَمُرّادُ
إِذا غَزا تَرْجف الأرْض الوقورُ بِهِمْ / غُزّى وتُلحِقُ بالقيعَانِ أَطْوَادُ
من كُلِّ ذي لَجبٍ في صَوْلِ ذي غضَبٍ / كالبحرِ يُغريهِ بالإزْبادِ إِزْبادُ
لَولا إجالَة لَحظي في مناقبِهِ / أنكرت أن تركضَ العقبانَ آسادُ
إِمّا الجِيَادُ وإمّا الفُلكُ أفرسهم / لَيستْ تُعطّل ألْبادٌ وأعْوادُ
صَحّوا عزَائِمَ في الهَيْجاءِ ماضية / والسّمْهَرِيّةُ أكْسَارٌ وأَقْصَادُ
عَلَيْهِم لِلْهُدى ألا يَمَسّهُمُ / إذا هُمُ جَاهَدُوا الكُفّارَ إِجهادُ
لا يُخلِدونَ إلى الرّاحاتِ من تَرَفٍ / ولا خُلُودَ إذا ما كانَ إِخْلادُ
تَواضَعوا والثرَيّا من منازلِهِمْ / فهُم جَحَاجِحَةٌ صِيد وزُهَّادُ
يَقودُهُم في مراضِي اللّهِ مرتمضٌ / للحَق أَو يَمحو الإلحَادَ إِلحادُ
حَظُّ اللواحِظ تَهجاعٌ تَقَرُّ بِهِ / وَحَظُّهُ مِنْكَ تَحتَ الليْلِ تَسْهادُ
لِفِكرِهِ القُدُسِيِّ المُنتَمى أبَداً / فيما يُدَبِّرُ إِتهامٌ وإِنْجادُ
كَأنّه صِيتُه السيّارُ في أفُقَي / غَرْبٍ وَشَرْق فَتَأويبٌ وإِسْآدُ
لَم يَخلُ بالهندُوَانِياتِ مرْتَبِئاً / إِذا تَخَلّتْ عَن الأَرواحِ أَجْسَادُ
زُهْرٌ مَنَاقِبُه شُمّ مَرَاتِبُهُ / لَها عَلى الشهْبِ إيفاءٌ وإيفَادُ
قِيَامُهُ بالصِّيامِ السرْدِ مُرتَبِطٌ / فَاليَوْمُ وَالليْلُ أذْكارٌ وأَوْرادُ
أمّا الحياةُ فَما في صَفْوِها كَدَرٌ / طابَتْ بِيَحيَى فإرْغَابٌ وإرْغادُ
عَمّ العَوالِمَ إِصْلاحٌ لِدَوْلَتِه / حِدْتَانَ مَا عَمّ إِسْراف وإِفْسادُ
آضَتْ جِناناً بهِ الأرْجاءُ نَاضِرَةً / عَلى إِضَاء فَوُرّاد وَرُوّادُ
يَشْدو عَلى السَّرْوِ فيها بُلْبُلٌ غَرِدٌ / بِما زَقا من خِلالِ الضّال فَيّادُ
وتَعْطِفُ القُضْبَ هبّاتُ النَسيمِ إِذا / يَسْري عَليلاً فَمَيّاس وَمَيّادُ
كَذا السّعادَة لِلْيُسْرَى مُيَسِّرَة / فَلا عَدا القائِمَ المَيْمونَ إِسْعادُ
سُلطانُهُ خَرقَ العاداتِ فائتَلَفَت / على المراشِدِ أغيارٌ وأضدادُ
لا مِرْيَةٌ أنَّ إهطاعِ المَرِيةَ في / أعْقاب سَبتةَ لِلإجْماعِ مِيعادُ
لَئِنْ أَهابَتْ بِهِ مَرَّاكشٌ وَدَعَت / لَمّا عَدَتْ قَصْدَها مِصْرٌ وبَغدادُ
عَامَ الجَماعَة ما اعتاصَت وَلا نَغِلَتْ / فيما يُقرّرُ حِسْبَانٌ وتَعْدادُ
أعْيا المناصِبَ تَقْويمٌ يُقَرِّبُه / من فوْزِه فاغتَدى يَنأَى وينْآدُ
والرُّومُ نَازَعَ أمْرَ اللّهِ يَا عَجَبَا / مَتى تَوازَنَ إِغْواءٌ وَإِرْشَادُ
هَيهات يَخلُصُ والأَقدارُ قَد وَضَعتْ / مِنها لَها رُقُبٌ كُثْرٌ وأَرْصَادُ
كَم عائِد مِثْلِه لَم يَحمِه وَزَرٌ / كانَتْ له عُدَدٌ خَانَتْ وأَعْدادُ
لا تُعجِبِ الخائِنَ المغرُورَ كَثْرَتُه / فَطالَما هَزَم الآلافَ آحادُ
أبْناء صُيّابَةٍ حَفصِيّةٍ كَرُمُوا / أرومَةً وَبَنو الأمجادِ أمْجادُ
إلَى القُصورِ مَآلُ الشعرِ نَقرِضُه / فِيهِم وإِن طَال إنْشاء وإنْشادُ
لا يحْضُرونَ نَدباً مِن حَدَاثَتِهم / وَما لَهُم في كَمالِ الفَضْلِ أنْدَادُ
إنْ أَمْلَكُوا أَنجَبوا أَو أَعذَرُوا صَبَروا / حَلاهُمُ السَّرْوَ آباءٌ وأَجْدادُ
بِحيثُ كادَت لإيقَاعِ الحَديدِ بِهم / تَذوبُ أفْئِدَة رُحْمَى وأكْبادُ
يَنْميهِمُ المُرْتَضَى واهاً لَه شَرَفاً / أعْيا القِيامَ بِه حَمْدٌ وإِحْمادُ
واللّهُ يَحْرُسُه حَتّى يَحوزَ بِهِ / مُلْكَ البَسيطَةِ أسْبَاطٌ وَأَوْلادُ
مُبَلّغاً في ولِيّ العَهدِ أفْضَلُ ما / يَرْضَاهُ ما تَلَت الآمادَ آمَادُ
نَأتْ ومَزارُها صَدَدُ
نَأتْ ومَزارُها صَدَدُ / فهَل لكَ بالمَعادِ يَدُ
مَهَاةٌ مِنْ بَنِي أَسَد / فَريسَةُ لَحْظِها الأسَدُ
تَفُوتُ العَدّ قَتْلاها / وَلا دِيَةٌ ولا قَوَدُ
نَمَتْها الصيِّدُ مِنْ مُضَرٍ / وفيها البَيْتُ والعَدَدُ
ورَبّتْهَا القُصُورُ البِي / ضُ لا العَلْيَاءُ والسّنَدُ
فكَيفَ بِقَصدِها والسّم / هَرِيّةُ حَوْلَهَا قِصَدُ
وَقَدْ تَغْشَى خِلال الحَي / يِ أَحْيَاناً وإِنْ بَعُدوا
بِحَيْثُ الماءُ والأكْلا / ءُ لا يَبَسٌ ولا ثَمَدُ
فرَوْضُ الحَزْن ما انْتَجَعوا / وَفَيْضُ المُزْن ما وَرَدوا
إذا رُفِعَت مَضَارِبُهَا / فَخَطيَّاتُهم عَمَدُ
وَإنْ عُقِلَتْ رَكائِبُها / فَخَيْلُهُمُ لَهَا رَصَدُ
أتاها أنّنِي وَصِبٌ / كَمَا شَاءَ الهَوى كَمِدُ
إِذا ما النّومُ نَعَّمها / يُعَذّبُني بِها السُّهُدُ
فَما عَبَأتْ بِما ألْقى / ولا رَقّت لِما أَجِدُ
ولَوْ عُنِيَتْ بِعانيها / لَعَادَتْه كما تَعِدُ
أَهيمُ بها ولا عَذَلٌ / يُنَهْنِهُني ولا فَنَدُ
هَواها جَل في خَلَدي / فَيَا ما أُودِعَ الخَلَدُ
وَصَبْري بَانَ مُذْ بَانَتْ / فَأنَّى الصّبْرُ والجَلَدُ
وَكُنْتُ أصيحُ واكبدِي / وكَيْفَ وَلَيْسَ لي كَبِدُ
وَقالوا قَلبُها حَجَر / فقلتُ وثَغرُها بَردُ
وَمِنْ عَجَبٍ قَسَاوَتُها / وَمِلء أديمِها الغَيَدُ
سَأعْتَمِد الأميرَ وَهَل / سِوى رُحْماهُ مُعْتَمَدُ
وأَقْصُد فيهِ إسْرَافَ ال / مَدائِحِ لَسْتُ أقْتَصِدُ
عَلى عُذْرٍ بِما أُولى / مَتَى خَصَمَتْنِيَ الرَفدُ
مُصِيبٌ كلَّ مَنْ هُوَ في الث / ثَناءِ عَلَيهِ مُجْتَهِدُ
لقَد نَهَجَ السّدَادَ فكُل / لُ مَا سَلَكَ الوَرى سَدَدُ
وَفَتَّحَ للنّدَى أَبْوَا / بَهُ إذْ سُدّتِ السُّدَدُ
كأَنَّ البَحْرَ طَفّاحاً / لِبَحْرِ نَوالِهِ زَبَدُ
إمَامُ هُدىً بِهِ انْتَظَمَ ال / هُدى واسْتَوْثَقَ الرَّشَدُ
وقامَ الحَقُّ مُعْتَدِلاً / فَلا وِزْرٌ ولا أَوَدُ
سَرِيعُ البَطْشِ مَتَّئِدٌ / جَمِيعُ الفَضْلِ مُتحِدُ
لِمَنْ عادَى وَمَن وَالى / بهِ الأصْفادُ والصّفَدُ
وَقَدْرٌ حَيثُ لا سَلْع / يَقَرُّ بهِ وَلا أُحُدُ
لَهُ الأمْلاك جُنْدٌ وال / مَلائِكُ حَوْلَهُ مَدَدُ
فَلمْ يُعْتَد مُطَّرِدُ الْ / قَنا والنّصْرُ مُطَّرِدُ
ولمْ يُتَقَلَّد الصَّمْصا / مُ أو يُتَقَمَّصُ الزَّرَدُ
بِيَحْيَى المُرْتَضَى أحيا ال / إِلَهُ الخَلْقَ إِذْ هَمَدوا
تَوَلَّى نَصْرهمْ والحَرْ / بُ قَدْ قَامَتْ لَهَا القَعَدُ
وصَيَّرَهُم جَميعاً حِي / نَ أبْصَرَهُم وهُمْ بدَدُ
إلَى الفَوْزِ العَظيم دُعُوا / ولِلسَّنَنِ القَويمِ هُدُوا
وفي سُلْطانِهِ عُتِقُوا / وَلولا أمْرُهُ اعْتُبِدُوا
لُبَابٌ في الأَئِمّةِ مُن / تَقىً لِلْمُلْكِ مُنْتَقَدُ
هُمْ حَسَدُوا تَطَاوُلَه / وَقَصْرُ القَاصِرِ الحَسَدُ
مَدَاهُ يُؤَمِّلُونَ وأيْ / نَ مِن أُسْدِ الشَّرَى النَّقَدُ
عَن الإِجْمَاع قَامَ فَلَنْ / يَقُومَ لِخَرْقِهِ أَحَدُ
وفِي الأبراجِ منزِلُه / إلى أنْ بَرَّزَ الأمَدُ
أَما آثارُهُ نُخَبٌ / أَما أَعْصارُهُ جُدُدُ
وحَسْبكَ منْ صَنَائعَ في / مَصَانِعَ نُورُهَا يَقِدُ
وَفيها اليُمْن مُسْتَنِدٌ / وَفيها الحُسْن مُحْتَشِدُ
تَنَاهَبْنَ العُقُولَ كأن / نَهُنَّ عَقَائِلٌ خُرُدُ
وَيَومٍ في أبِي فِهْرٍ / يُؤَرِّخُ فَخْرَهُ الأبَدُ
تُغَذّي الرّوْحَ والرّيْحَا / نَ مِنْهُ الروحُ والجَسَدُ
أفَانِينٌ مِن النُّعْمى / إذَا مَا أصْدرَتْ تَرِدُ
وجَنّاتٌ مُزَخْرَفَةٌ / يَشُوقُ حَمَامُها الغَرِدُ
رَبيعٌ قَيْظُها الحامِي / فَلا صَخْدٌ ولا وَمَدُ
وَرَغْدٌ عَيشُها الراضي / فلا كَبَدٌ ولا نَكَدُ
جَرى العَذْبُ الفُراتُ بِها / فَما حِلُ تُربِها ثَمَدُ
وَجَرّتْ ذَيْلَهَا أرَجاً / صَبَاحاً وَهي تَتَّئِدُ
فخِلْتُ خِلالَ مَوْلانا / عَلَى أرْجَائِها تَفِدُ
بِدَوْلَتِه حَلا طَعْمُ الْ / حَياةِ فَشُرْبُها شَهدُ
ولَوْلا كَوْنُها ظهرَ ال / فَسادُ وعادَ يطَّردُ
ولا نَقْرضَ القَريضُ وآ / ضَت الآدابُ تُضْطَهدُ
وأصْبَحَ داثِراً مَغْنَا / هُ لا سَبَبٌ ولا وَتِدُ
فلا زالَتْ مُنَفّقَةً / بَنيهِ كُلّما كَسَدوا
فَما نَهَضَتْ بهِم نَهَضوا / وَما خَلَدَتْ لَهُم خَلَدوا
إِلى وَعدِها أصْبو وَهل يُنجَزُ الوَعْدُ
إِلى وَعدِها أصْبو وَهل يُنجَزُ الوَعْدُ / وما سَئِمَتْ أَسْماءُ مِنْ خُلفِها بَعدُ
سَجِيّتُها في القُرْبِ أن تُخفِيَ النَوى / وَعادَتُها في الوَصْلِ أن يَنشأ الصّدُّ
تَعِزّ عَلى الجانِي وتَعْزُبُ رَوْضَةً / فليسَ الأقاحي مُستَراداً ولا الوَرْدُ
وَقد كُنّفَتْ خِدْراً بأُسْدٍ خَوادِرٍ / مَتى كانَت الغزلان تكنفُها الأُسدُ
صَليلُ المَواضي البيضِ دون قبابها / تُناغيهِ في تَصْهالِها السُبُق الجُرْدُ
أصَابتْ عَلى عَمد مَقاتِلَ صَبِّها / فَيَا لَعَميد قَتْلُهُ في الهَوى عَمْدُ
وَمُقْتَدِحٍ بالعذْلِ زَندَ صَبَابَتي / يُشيرُ بِما يُسْلي وَقد شرِيَ الوَجْدُ
ويَدعو إِلى الإغفاء طَرْفاً مُؤَرَّقاً / وبِالقَلْبِ ما يَثْنيهِ عنهُ وَما يَعْدُو
إِذا انْعَقَدَتْ لي في الإفاقَةِ نِيّةٌ / من الحُبِّ حَلّتْها الدَماليجُ والعِقدُ
وإن عَرَض الوادِي ونَكّبت مُعرِضاً / حَدا بِركابي نَحوَه البانُ والرَّندُ
رَعى اللّهُ قَلْباً لِلأذِمَّةِ رَاعِياً / إِذا خُفِر الميثاقُ أو نُقِضَ العَهْدُ
وَرَكْباً أفادَتْني الليالي وَلاءهُم / لهم بالعُلى وَجدٌ وفي سُبلِها وَخدُ
بفَضْلِ حِجاهم أو بفضلِ خِطابِهِم / يُفتحُ مُنْسَدّ ويُفْرَجُ مُشْتَدُّ
أجَابُوا إلى الحُسْنى دُعاءَ خليفَة / كَفَى آمِليه الوَعْدَ إحْسَانُه العِدُّ
فقُلْتُ لهم لمَّا بدا مَعْلَمُ النَّدى / أَريحوا المَطايا إنَّه المِصْقَع الفَردُ
ولا تكلَفُوا بالنَّدِّ وَالمِسْك بَعدها / تُراب أبي فِهْرٍ هو المِسْك والنِّدُّ
جَنابٌ عَزيزٌ خَطَّه المَجْدُ والعُلَى / وألقَى عَصَاه وسطَهُ اليُمْنُ والسَّعْدُ
وَرَوْضٌ نَضيرٌ جادَهُ الجُودُ وَالنَّدى / فليسَ يُبالي بَعدُ ما صنَع العَهْدُ
نَمَت صُعُداً في جِدَّةٍ غُرُفاتُهُ / عَلى عَمَدٍ مِمّا اسْتجادَ لَها الجَدُّ
تُخُيِّلْنَ قاماتٍ وهُنَّ عقائِلٌ / سِوى أنَّهَا لا نَاطِقَاتٌ ولا مُلْدُ
قُدودٌ كَسَاها ضَافِيَ الحُسْنِ عُرْبُها / وأمْعَن في تَنْعيمِها النَّحْتُ وَالقَدُّ
تُذَكِّرُ جناتِ الخُلودِ حَدائِقٌ / زَواهِر لا الزّهراء مِنها ولا الخُلدُ
فَأَسْحَارُهَا تُهْدي لها الطيبَ مَنْبِجٌ / وآصالُها تَهْدِي الصَّبا نَحْوَها نَجْدُ
أنافَ عَلَى شُمِّ القُصورِ فَلَم تَزَلْ / تَنَهَّدُ وَجْداً لِلْقُصور وتَنْهدُّ
رَحيبُ المَعاني لا يَضيق بِوَفْدِهِ / ولَوْ أنَّ أهْلَ الأرضِ كُلَّهمُ وَفْدُ
تَلاقَى لَدَيْهِ النُّورُ والنَّوْر فَانْجَلَتْ / تَفَارِيقَ عَنْ سَاحَاتِهِ الظُّلَمُ الرُّبدُ
وحُفَّ بِأَعْنَابٍ ونَخْلٍ نَواعِمٍ / تَكاد فُروعاً بالنواسِم تَنْقَدُّ
مِن البَاسِقَاتِ السابِقاتِ بِحَملِها / إذا تُعْسِرُ الأشجار كانَ لها وَجْدُ
عَلَيها من القِنوان عِقْدٌ ودِملِجٌ / وإن لَم يكُن جيدٌ لدَيها ولا عَضدُ
فتِلك عُرُوشُ الياسَمينَ وزَهْرُهُ / كَزهر النجوم وَسطَ أفلاكِها تَبدُو
وَذاكَ نَضيدُ الطلع والطلحِ قَد جَلا / مَحاسِنَهُ للأَعيُنِ اليَنْعُ والنَّضْدُ
ولاح لنا خوخٌ كَما خَجِلَ الخَدُّ / ويَانع رُمّان كما كَعِبَ النَّهدُ
وَجَوْزٌ لهُ مُبْيَضُّ لُبّ وإن ضَفَا / عَلى مَتْنِهِ جَوْنٌ مِن القِشْرِ مُسوَدُّ
وَعَنَّ جَنَى العُنّاب غَضّاً كأنّما / تُلاحِظُ من أفنانِهِ حَدَقٌ رُمْدُ
وَإِلا كَما أبدَتْ بناناً مطرَّفاً / مِن السُندسِ المَوْشيِّ خَمصانَة رُؤْدُ
وَلَوْ قَنَأَ النارنجُ أبْصَرْتَ أغصُناً / بِها مَاؤُها تُبدِي جِماراً لَها وَقْدُ
وَكَم لِمَةٍ للآس تَقْطُرُ جَعْدَةٍ / يُؤَمَنُها مَسَّ الجُفوفِ ثَرىً جعدُ
حَوالي قِبابٍ فُجِّرَ الماءُ وَسْطَها / فَأَنْحى عَلَى حَرّ المَصيفِ لهُ بَرْدُ
وَمَرَّ كأيمٍ في مَذانِبِ مَرمَرٍ / يلِجُّ قَسيباً مِثلُ ما جَلجَلَ الرَّعدُ
وَخاضَ حَشَا بَحْرٍ هُنَالِكَ طافِحٍ / كَما قُدَّ بالعَضْبِ الرّهيفِ الظبَى سَرْدُ
تَطَلَّع منها كلُّ حسناء جِسمُها / لُجَينٌ وَلِكن من نُضار لَها بَردُ
تَناهَتْ جَمَالاً أو جَلالاً فأصْبَحَتْ / تَنِدُّ عَلى الأوْصافِ إِذْ ما لها نِدُّ
جَنَيْنا بِها الإسعادَ من مَغرِسِ المُنى / وَحَفّ بِنا أثْناءها الرِّفْهُ والرِّفْدُ
وَذابَ لَنا فيها النَّعيمُ فَلا تَرَى / سِوَى ذائِب هَزْلاً وشمَتُهُ الجِدُّ
أفانِينُ شَتّى والفَواكِه شُفِّعَتْ / بأطْعِمَةٍ يَعْيا بِها الشكرُ وَالحَمدُ
طَيَافُرها مُسْتَوْسِقاتٌ كأنَّها / وَسائِقُ تَطمُو أَوْ كَراديسِ تَشتدُ
فبَعضٌ ضَعيفٌ يَحسُر الطرْفَ دُونَه / وَبَعْضٌ قَديرٌ دُونَهُ يَحْصُرُ العَدُّ
أَتتْ بِجِفانٍ كالجَوارِي تُديرُها / عَلَينا طُهاةٌ دأبُها الخَفْرُ والحَفدُ
فَما يُشتَهى مِنْ لَحمِ طَيْرٍ كأنّنا / وَما ضَمّنا الأَبرارُ تُحبَرُ والخُلدُ
عَلى مائِداتٍ ضافِياتٍ غَضارَةً / تَروحُ بِأَصْنافِ النعيمِ كَما تَغدُو
وَقَدْ حَمّلُوها كُلّ مُزدَفر بها / يُرَى دارِما وَهو السَّليكُ إِذا يَعدُو
وَعُجِّلَ عِجلٌ سُنةً فارِضُ القِرَى / حَنيذٌ وُعدْناهُ فَما استَأخَرَ الوَعدُ
تَجَلّى يَسُرُّ النّاظِرِينَ كأنَّما / تَجَلَّلَ رَقْرَاقَ العَبِير لَهُ جِلْدُ
ورُدِّيَ كافُورَ الرّقاقِ مُصَنْدَلاً / لِيُونِقَ ضِدٌّ فيهِ قَابَلَهُ ضِدُّ
فَلا وَأَبِينا ما أَبَيْنا كَضيفِهِ / تَنَاوُلَهُ بَلْ سابَقَ الرّاحةَ الزَّندُ
وعُلى حَفْصِيّةٍ فِهْرِيّةٍ
وعُلى حَفْصِيّةٍ فِهْرِيّةٍ / ذَهَبتْ وَأْداً بِعَلْيا أُدَدِ
هَذِهِ آثَارُهُ فاسْتَمِعوا / سُوَراً مَتلُوّةً في المَشْهَدِ
وَاستَجِيبوا لِمُنَادي أمْرِهِ / تَخلَعُوا الغَيَّ بِلُبسِ الرّشَدِ
إنَّما أَنْتُمْ لِيَحيَى المُرْتَضَى / خَوَلٌ مِنْ أحْمر أوْ أسودِ
مَلِكٌ مُدّ لَهُ النّصْرُ بِمَنْ / في السّمواتِ العُلَى مِنْ مَدَدِ
لَيْسَ لِلأَشْقَيْنِ مِنهُ عاصِمٌ / وَلَو احْتَلُّوا مَحَلَّ الأَسْعَدِ
كَم هَوى مِن كافِرٍ في كافِرِ / وانْضَوَى مِن مُلْحِد في ملحَدِ
طالَما أرْسَلَ مِنْ صَعْدَتِهِ / جارِحاً يُغرَى بِصَيدِ الأَصْيَدِ
هَذِهِ تَمْرُقُ منهُ بائِداً / في المَجالِ الضّنكِ فَخر الأيِّدِ
جَأشُهُ لَمّا احتَواهُ جَيْشُهُ / صارَ أرْسَى مَوْقِفاً مِنْ أُحُدِ
وَمَتى قارَعَ أقْرانَ الوَغَى / عَلّم الأُسْد حَذارَ النَّقَدِ
نُجِّدَ القَصْرُ لَهُ فاعتاضَ مِن / حُسْنِهِ الخَيْمَةَ بَينَ الأنْجُدِ
وازْدَرَى الحُلّة صَنْعانِيّةً / رَافِلاً في سابِغاتِ الزّرَدِ
فَوْقَ فَرْشٍ مِنْ مَواضٍ فُلُقٍ / في عِداهُ وَعِوالٍ قُصُدِ
فَضْلُهُ بادٍ عَلَى النّاسِ بِما / خَطّ من ذاك وأَوْلَى منْ يَدِ
إِن يَكُن طاغِيَةُ الرُّومِ بَغَى / فَظُبَى الهِنْدِ لَهُ بِالْمرْصَدِ
لَم يَكَدْ لَو كانَ يَدْري غَيرَه / في محاباةِ هَوىً لَمْ يَكدِ
غَرّه البُعدُ وعن قرْبٍ يَرى / جِزْيةَ الكُفْرِ تُؤَدَّى عَن يَدِ
سَوْفَ تَغْشَاهُ الجَوارِي مِلؤُها / مَلأ كالأسْدِ ذاتِ اللبَدِ
كُلُّ شَيحانَ تَمطَّى مِن مَطا / أَدْهَمِ الصِّبغَة سَهْلِ المِقْوَدِ
يَحسَبُ البَحرَ طَريقاً يَبساً / فَهوَ يُجرِيهِ كَطرْف أجْرَدِ
زَحفُهُم تَحتَ لِواء الحَقِّ في / يَدِ مَذخور لِدَفْع المُؤْيَدِ
عِزّة الجُمْعَة قَدْ ضَاعَفَهَا / فارْتَدَى الذِّلَّةَ أهْلُ الأحَدِ
وعَلَى القَائِمِ بِالتّوحِيدِ أَنْ / يُقْعِدَ التثليثَ أدْنَى مقْعَدِ
صَرَخَ النّاقوسُ يَبكِي يَوْمَهُ / لِتَنَاهِي عُدَدٍ أوْ عَدَدِ
وَاقْتَدَى الرُّهْبَانُ فِي نُدْبَتِهِ / بِلَبيد في أَخيهِ أرْبَدِ
أيُّها المَوْلى إلَيكُم مِدَحاً / خَصّها سؤْدَدُكُم بالسُؤْدَدِ
حَبّرت مِنها يَراعِي حِبراً / للندى زَهوٌ بِها وَسَطَ الندِي
لَوْ تَقَدّمتُ بِميلادِي لَمْ / تَتَأخّرُ عَن أَغاني مَعْبَدِ
قَرّت الحالُ بِكُم في نِعَم / أنْطَقَتنِي بِالقَوافِي الشردِ
تَصِفُ الرّوضَ وقَد غَنّى بِها / واصِفٌ سَجْعَ الحَمامِ الغَرِدِ
لا بَرِحْتُم في حُبُورٍ نَسَقٍ / وبَقيتُم في ظُهورٍ سَرْمَدِي
مَرْقُوم الخَدِّ مُوَرّدُه
مَرْقُوم الخَدِّ مُوَرّدُه / يَكْسُونِي السُّقمَ مُجَرَّدُهُ
شَفّاف الدُّرِّ لَهُ جَسَدٌ / بِأبِي ما أَوْدَعَ مِجْسَدُهُ
فِي وَجْنَتِهِ منْ نِعْمَتِه / جَمْرٌ بِفُؤادِيَ مَوْقِدُهُ
وبِفيهِ شِفَاءُ ظَمَائِيَ لَوْ / يَدْنو لِذَمَائِيَ مَوْرِدُهُ
ويَدينُ بِصدْقِ اللهْجَةِ مَنْ / إِقْصادُ المُهْجَةِ مَقْصِدُهُ
أَسْتَنْجِزُ مَوْعِدَهُ فَيَرَى / خُلْفاً أن يُنْجَزَ مَوْعِدُهُ
وَأُقِيمُ العُذْرَ لِعُذَّلِه / في خَوْنِ العَهْدِ فيُقْعِدُهُ
كَمْ يَفرِدُني بِالذُّلّ هَوى / صَلِفٍ بِالدَّلِّ تَفَرُّدُهُ
يَجْفُو المَعْمُودَ فَيُعدِمُه / وَيَهُشُّ إلَيْهِ فَيُوجِدُهُ
لَمْ يَرْضَ سِوى قَلْبي وَطَناً / لَكِنْ بِالهَدّ يُهَدّدُهُ
ما سلّ حُسَاماً نَاظِرُهُ / إلا وَهُنَالِكَ يُغمدُهُ
وَلهُ في النّحْرِ لِنَاهِدِهِ / رُمْحٌ لِلنَّحْرِ يُسَدّدُهُ
نَظَرَتْ عَينَايَ لَهُ خَطَأ / فَأبى الأنْظَارَ تَعَمُّدُهُ
ريمٌ يَرْمي عَنْ أكْحَلِهِ / زُرقاً تُصْمِي مَنْ يَصْمِدُهُ
مُتَدانِي الخُطْوَةِ مِنْ تَرَفٍ / أَتُرَى الأَحجالُ تُقَيِّدُهُ
يُدْمِيهِ الوَشْيُ بِآيَة ما / يُنضِيهِ الحَلْيُ ويُجْهِدُهُ
وَلاهُ الحُسْنُ وأمّرَهُ / وأتَاهُ السّحْرُ يُؤَيّدُهُ
بِغُروب الجَوْنَةِ مَطلَعُهُ / وَوَفاة السّلْوَةِ مَوْلِدُهُ
قَمَرَ الأقْمَار سَنَاهُ كَما / أَوْدَى بِالغُصْنِ تَأوُّدُهُ
أَصْدى لِلوَصْلِ وَأَحفَدُه / فيَصُدّ كَأنّيَ أحْقِدُهُ
والبُغْضُ يُنَوّلُنِي صَفَداً / وأنَا في الحُبِّ مُصَفَّدُهُ
هَلا أَوْلى مِنْ قَسْوَتِهِ / بَدَلاً بِالْعَطفِ يُؤَكِّدُهُ
وتَقَبَّل مِن يَحْيَى شِيَمَاً / تَلْقَى المنجودَ فتُنْجِدُهُ
مَلِكٌ لَمْ تَألُ إيَالَتُهُ / نَظَراً لِلْمُلكِ يُمَهّدُهُ
بِالطَّوْلِ يُسَألُ مُهَنَّؤُهُ / والصوْل يُسَلُّ مُهَنَّدُهُ
مَصْرَعُهَا / والدّهْرُ يَهُون تَمَرُّدُهُ
وَأَعَادَ الدُّنْيَا لِنَضْرَتِها / وَعَتيد النّصر مُعَوّدُهُ
بَادٍ للّهِ تَوَاضُعُه / وَمُلوكِ العالَمِ أَعْبُدُهُ
في مَهْبط رُوحِ القُدسِ يُرى / وَفُوَيْق الأنْجُمِ مَصْعَدُهُ
مَنْ أوْسَعَ سُدّتَه خَدَماً / حَكَمتْ أنْ يُخدم سُؤْدَدُهُ
قامَت بِالحَقّ خِلافَتُهُ / يَتَقَلَّدُهُ وَيُقَلِّدُهُ
وَأتَى والدّين إلى تَلَفٍ / فَتَلافَى الدّينَ يُجَدّدُهُ
مَا أوْفَدَهُ العُدْوانُ غَدَا / يُطْفيهِ العَدْلُ ويُخْمِدُهُ
وَكَأنَّ عِدَاهُ وَصَارمَه / لَيْلٌ والصُّبْحُ يُبَدّدُهُ
قُبِضَتْ أيْدي الكُفّار بهِ / لَمّا بُسِطَتْ فيهِمْ يَدُهُ
عَلَمٌ لِلْهَدْيِ بِرَاحَتِهِ / عَلَمٌ يَحْمِيهِ ويَعْضُدُهُ
فَقَصيرُ البيضِ مُفَلّلُهُ / وطَويلُ السمْر مُقصّدُهُ
صَيْدٌ لِجَوانِحِ أنْصُلِهِ / يَعْسُوبُ الجَيْش وأصْيَدُهُ
وَلَدَيْهِ إِذا اغْبَرّت سَنَةٌ / مُخْضَرُّ العَيْشِ وَأَرْغَدُهُ
مِنْ عُرْف عَوارِفه أبَداً / أَنْ يَرْفِدَ مَنْ يَستَرفِدُهُ
سردَ التقريظَ لِسيرَتِه / صَومٌ لا يَفْتَأ يَسْرُدُهُ
يَوْمَاهُ يَعُمّهُما زُلَفاً / لِيُخَصّصَ بالزُّلفَى غَدُهُ
نَحْوَ الحُسْنَى مُتَشَوّفُه / وَمِن التّقْوى مُتزَوّدُهُ
شَيْحَانُ القَلْبِ مشيّعُه / يَقْظانُ الطّرف مُسَهَّدُهُ
يُحْيي بالوَحي الليلَ إذا / هَجَعَ الساهِي يَتَوَسّدُهُ
ويُميتُ النُّكْرَ وَحُقّ له / بالعُرْفِ يَهُبُّ فَيَلْحَدُهُ
أرْضَى أَعْمالِيَ عَاقِبَةً / إِذ أمْدَحُهُ أو أحْمَدُهُ
وَمَنِ الوافِي بِمَحامِدِه / لَكِنْ مَجْهودِيَ أنْفدُهُ
مازالَ يُزَلُّ الحِلْمُ إِلَى / مُعتاد الجَهل وَيَرْصُدُهُ
وَالعِلْمَ تَخَيّر مُستَبقاً / لِمَدَى خَيْرٍ يَتَزَيّدُهُ
فَخَمائِلُه مُتَنزَّهُهُ / وجَدَاوِلُهُ مُتَوَرَّدُهُ
قَد عادَ أخَصّ بِطانَتِهِ / فَيَغيبُ سِوَاه وَيَشْهَدُهُ
آخَاهُ فَأَحْمدَ عُهْدَتَهُ / وتَوخّاه يَتَعَهّدُهُ
حَتّى حَسَدَتْه خَصَائِصُه / والأنْفَسُ يَكْثُر حُسَّدُهُ
هُو هادي الخلقِ ومُرْشِدُهم / مِمّا يَهْديهِ ويُرْشِدُهُ
لَوْلاهُ لأخْوَى كَوكَبُه / حَقاً ولأَقْوى مَعْهَدُهُ
فَمَآل الأمْر إليْهِ غَدَا / فَيُنفِّقُهُ ويُكَسِّدُهُ
لا حُرْفَةَ للآدابِ وقَدْ / أَلْوَتْ بالأنحُسِ أسْعُدُهُ
أبْدَتْ زَهْواً بِمَحاسِنِه / يُفْنِي العَصْرَ مُؤَبّدُهُ
يَختالُ النّثْرُ يُحَبِّرُهُ / وَيَتِيه النّظْمُ يُجَوِّدُهُ
لِرَوّيتِهِ وَبَديهَتِه / مَا نُنْشِئُهُ أوْ نُنْشِدُهُ
وَرَسَائِلُه وقَصَائِدُه / ما نَعْرِضُه إذْ نَقْصدُهُ
كالنَّثرَةِ والشِّعرَى كَلِمٌ / تَسْري في العَالَم شُرّدُهُ
يَحْلو في الأنْفُسِ مَسْمَعُه / كالطّيْرِ يَشُوقُ تَغَرُّدُهُ
ما الزّهْرُ يَرفُّ مُفُوّفُه / ما الدُّرُّ يَشِفُّ مُنَضَّدُهُ
سَلَبَ الأعْرَابَ فَصَاحَتَها / في ماضي زَهْرَةَ مَوْلِدُهُ
شَبَهُ المَنْطوق بهِ لَهُمُ / ولهُ من ذلكَ عَسْجَدُهُ
لا ضَيْرَ بِهِمْ وتَمَضُّره / يُنمَى صُعُداً وتَمَعْددُهُ
صَلواتُ اللّهِ علَى فِئَة / فيها يَتَبَحْبَحُ مَحْتِدُهُ
عَدَوِيُّ البَيت مُطَنِّبُه / فَوْقَ الأمْلاكِ مُمَدّدُهُ
وَرِثَ العُمْرَيْنِ سَنَاءَهُما / يَعْتَدُّ بهِ وَيُعَدّدُهُ
عَنْ عبدِ الواحِدِ أحْرَزهُ / فَذُّ التوحيد وَأَوْحَدُهُ
وَوَلِيُّ العَهْدِ بذاكَ أبو / يَحْياهُ حَرَى ومُحَمّدُهُ
شَرَفٌ يُرْوَى في بَيْتِهِمُ / لِلْبَدْء الأوْل مُسْنَدُهُ
فَإذا فَلَقُ الإصْباح بَدا / مَنْ يُنْكِره أَو يَجْحَدُهُ
لا زال النّصْر تَوَدُّدُهُ / لِبُنُودهم وَتَرَدُّدُهُ
أسْرَف الدّهْرُ فَهَلا قَصَدا
أسْرَف الدّهْرُ فَهَلا قَصَدا / ما عليهِ لوْ شَفَى بَرْحَ الصّدَى
يَنْقَضي يَومي كأَمسي خيبةً / أبَداً أقْرَع بَاباً مُوصَدا
طالَ قَدْحي لأمَانٍ أُخلِفَتْ / وَعَناءٌ قَدْحُ زَنْدٍ صَلَدا
آهِ مِنها نبوةً مذ سَدِكتْ / لمْ تُلبِّثْ نافِقاً أن كَسَدا
عَوْدُ حَالاتي مُنافٍ بدْءَهَا / ليتَ شِعري ما عَدا عَما بَدا
سَرْمَداً أَحمِل خَطْباً آدَنِي / وَبِخَطبِي الإِدُّ فيهِ سَمَدا
كَمْ تَمَنيتُ الرّدَى في عِيشَةٍ / ضَرِباً صَارَ لَها صُلب الرّدى
لا أَوَدّ العُمْرَ أَلْقاهُ إذا / عزّ فيه ما يُقيمُ الأَوَدا
حَسْبِيَ اللّهُ لِشَتّى نُوَبٍ / لَيْسَ يُحْصيها حِسابٌ أَبَدا
قَدْ خَلَعْتُ الصّبْرَ في أثْنائِها / فَرْطَ جَهْدٍ ولَبِست الكَمَدا
هَذِهِ مِمّا أُعاني كَبَدي / تَتَلَظّى وَتَشَظّى كَبَدَا
أنَا جَارُ البَحْرِ إلا أنّ لي / مِنْهُ في حالِ الوُرودِ الثَّمَدا
وعَلى ذلِكَ يا نَفْسُ فَلا / تَيْأَسي إنّ مَعَ اليَوم غَدا
لِلإمَامِ المُرْتَضَى مِما مَضى / خَلَفٌ يُولِيكَ عَيْشاً رَغَدا
وَمَتى عُدْتَ إِلى اسْتِعْطافِهِ / تَجِدِ العَوْدَ إِلَيْهِ أَحْمَدا
مَلِكٌ بالقُرْبِ مِن سُدّتِه / يُحرزُ المَرْءُ العُلى والسؤْدَدا
مِثْلَمَا أحْرَزَعَنْ آبَائِهِ / الأمَراء الراشِدينَ الرُّشَدا
قَسَم الدّهْرَ لِصَوْلٍ يُتّقَى / ولِطَوْلٍ بينَ بَأسٍ وَنَدَى
كَيِفَ لا تُعْنَى أياديهِ بِنَا / وَهوَ أعْلَى النّاسِ عَيْناً ويَدا
إنَّما دَوْلةُ يَحْيَى رَحْمَةٌ / للبَرايا وَحَياةٌ لِلْهُدَى
سَدَّ مَا هَدَّ الشأَى سلْطانُهُ / فَتَأمّلْ هلْ ترَى شَيئاً سُدى
أوَ لَمْ يَسكُنْ بِهِ ما شَرَدَا / أوَ لَمْ يَصْلُحْ بِهِ ما فَسَدا
نشر الدّعوة لمّا هَمَدتْ / وأقامَ الحَقّ لَمّا قَعَدَا
بَيّناتٌ فِيهِ آيَاتُ العُلَى / رَاحَ مُرْتاحاً لِحُسنَى وَغَدا
مِنْ عَدِيٍّ في ذُرَاها وكَفَى / أن أقرّت بمَزَاياها العِدى
عَبّد النَّهْجَ فَأَلْقَى طَيّعاً / بِيَدَيْهِ كُلُّ طَاغٍ عَنَدا
سِيَرٌ صَيَّرنَ أَملاكَ الدنى / حينَ عَزّ الدّين فيها أعبُدا
دُونَهُ يَعْرضُهُم ديوانُهُم / مُصْدِراً يَعْتامُهُ أو مُورِدا
فَلِماذا عَظَّموا مُعْتَصِماً / وَبماذَا فضّلوا مُعتَضِدا
أوْضَحَ الفَرْقَ بهِ مَن شَأوه / شَادَ عَليْاء تُناصي الفَرْقَدا
فَاتَهُمْ عِلْماً إلى حِلْم وَمَنْ / جَمَعَ الأشْتَاتَ كانَ المُفْرَدا
تَقْتَفِي الأعْرابُ مَا يُسمعُه / مِن قَوافٍ سِرْن عَنهُ شُرّدا
وَلَهُ الفَضْلُ عَلى أمْلاكِهَا / شَبَهاً صاغوا وصاغَ العَسْجَدا
لا عَداهُ النَصر والتّأييدُ ما / غَارَ في الآفاقِ نجْمٌ وَبَدا
تَخَيْرتَ مُخْتَارَ الخَلِيفَة لِلْعَهدِ
تَخَيْرتَ مُخْتَارَ الخَلِيفَة لِلْعَهدِ / فَرَوّيْتَ أَمَحال البَسِيطَةِ كالعهْدِ
وأَسْعَفتَ أَهل العَقْد والحلِّ في التي / تَقَلّدَها أبْهَى نِظَاماً مِن العِقْدِ
مُشيداً بِمَن في الخافِقين لبَيْعةٍ / كَفَتْ كُلّ مُشتَطٍّ من الَبغْي مُشتَدِّ
ومُعْتَمِدا نصْر الوُلاة عَلى العِدَى / بِمُعْتَمِدٍ في باذِخِ الشّرَفِ العِدِّ
فبَيْنَ مُجِيبٍ يُمْنَها وموَجِّبٍ / ولايةَ مُستَوْلٍ على الهَدْي والرُّشْدِ
وَفي رَجَبٍ ما هُنِّئوا بانْعِقادِها / لِيَهْنِئهَا فَرْدُ الشهورِ إلى فَرْدِ
فَأَرْجَأتَ ما رجَّوْهُ عَن حِكمَةٍ قضَتْ / بِإِحكامِها في أوْسَطِ الحُرُمِ السَّرْدِ
وعندَ حُلولِ الشمسِ بِالحَملِ انتَهى / بِإسْعادِك الإبْدارُ لِلْقَمَرِ السّعْدِ
وَمَا عَنْ مُحابَاةٍ عَهدْتَ بِنَصْبِه / ولَكِن لحبّ الفَوْزِ في جَنّةِ الخُلْدِ
لَعمْرُ الهُدى ما أجمَعَتْ أُمَّةُ الهُدى / عَلى غَيرِ مَهديِّ المَرَاشِدِ في المَهْدِ
ولا استَظهَرَت إِلا بِأَظْهَر قَائِم / لنجدتِهِ فيضٌ عَلى الغَورِ والنجدِ
سَمَا بِأمانِيها سُمُواً بها انْتَهى / إلى الغايَةِ القُصْوى مِن النَصْرِ والعَضدِ
فإن وُعدَتْ قِدْماً مُنَاجَزَةَ العِدى / فَرايَتُهُ الحَمْراءُ مُنْجِزَة الوَعدِ
تَمَلّكُ أعْطافُ المَنابِرِ هزّةٌ / كَما هَفَت الأرْواحُ بالقُضُبِ المُلدِ
وأعْلامُ دِين الحَقِّ تَزدادُ عِزَّةً / بِدَوْلَةِ ماضِي الحَدّ مُسْتَقبَل الجَدِّ
إلَى الأصلِ من عدنان يُعزَى عَدِيُّه / وَلا غَرْوَ أنْ تُعْزَى الصّوارِم للهِنْدِ
هُوَ المُرْتَضَى والمُنتَضَى قَد تَكَفَّلَتْ / مضارِبُهُ بالعَضْدِ في اللّهِ والخَضْدِ
إِذا اتّجَهَت صَوباً سَحائِبُ عِلْمِه / ونائِلِهِ أنْحَتْ عَلَى الجَهْلِ والجَهْدِ
تَحُجُّ مَعالِيهِ المُلوكُ فَتَنْثَنِي / صُمُوتاً وَإن كانَت أُلِي أَلْسُنٍ لُدِّ
ويَقْضِي عَلى التّثليثِ فَيصَلُ بَأسِه / لِطائِفَةِ التّوْحيدِ في القُرْبِ والبُعْدِ
كَأَني بِعُبَّادِ المَسيحِ لِعِزِّهِ / وَسَيِّدُهم يُقْتَادُ فِي ذِلَّة العَبْدِ
ولَكِنْ عَلَى أعْقَابِ هَيْجاءَ نَارُها / بماءِ الحَديدِ السَّكْبِ مُضْرَمَةُ الوَقْدِ
تَخُوضُ لنيْلِ الثّأر فيهِم خُضَارَةً / كَتيبَتُهُ الخَضْراءُ غُلْباً عَلى جُرْدِ
وتَحْتَ لِواء النّصْر لَيْث غَشَمْشَمٌ / يَهيمُ بِوَرد المَوت كَالأسَد الوَرْدِ
بَدا فجَفَا إِلا حَواشِيَ لَمْ يَكُن / لِرِقَّتِها في غِلْظَةِ الحَرْبِ من بُدِّ
فَيكلف بالخَطِّيِّ في سُمرة اللمَى / ويَصْبو إلى الهنْدِيِّ في حُمرَةِ الخَدِّ
مِن القَوْمِ يَلْقَوْنَ العُداةَ بِوَقْسِها / أولئِكَ جُنْدُ اللّهِ يَا لكَ مِن جُنْدِ
حَديثٌ مِن الفَتحِ القَريبِ رُواتُه / مُنَزَّهَةٌ في النقلِ من وَصْمَةِ النَّقدِ
هَنِيئاً ليَحْيَى أنَّه بِمُحَمَّدٍ / توخَّى أَوَاخِيَّ الخِلافَةِ بالشَّدِّ
وَشادَ بِحَيْثُ النيّراتُ بِنَاءَها / عَلى عَمَدٍ للعدْلِ قامَتْ عَلى عَمْدِ
إِمامٌ أَرانا مِن إمَامةِ نَجْلهِ / مَنِيّةَ مُستَعصٍ ومُنْيةَ مُسْتَعْدِ
نُجومُ الدُّجَى من سُهْدهِ في تعجُّب / وإنَّ رَعَايَاه لَيُعْفَونَ منْ سُهْدِ
لَهُ سِيرٌ حَفْصِيَّةٌ ما اشْتمالُها / سِوى سِيراء المَدْحِ تُونَق بالحَمْدِ
متَى رَامَ أمراً فالمُلوكُ أمامَه / لإنْجازه قَبْلَ المَلائكِ في حَفْدِ
عِدَاه لِقَتْلٍ أو لأسْرٍ بِأسرِها / فَإمّا إلى قَيْدٍ وإمّا إلى قدِّ
أدارَ عَلى قَيْسٍ وأمْلاكِها الرّدى / فلَم يَكُ عَنهُم لِلكَوائِنِ مِن رَدِّ
وتاللّهِ ما شَرْقُ البلادِ وغَرْبُها / لِسُلْطانِهِ إِلا هَدايا لِمُستَهْدِ
أعِدْ نَظَراً فيما له من وقائِعٍ / تجِدْها بِحُكم الجدِّ مُعوزَةَ العَدِّ
غَزَتْهُمْ ولَمّا يَسْتَقِلّ سُعودهُ / فَمِنْ صَدرٍ يشْفي الصُّدورَ ومِن وَرْدِ
وَكُفْت لِفيه واليَدَيْنِ عليهِم / ظُباهُ بِأعلى ذِرْوَة الشامخ الصَّلْدِ
فقَد أبْصَروا أَلا خُلُودَ لِمُلْكِهِم / وَإن أصْبَحوا عُميَ البصائرِ كالخُلدِ
وبِالغرْبِ من أعقابِهم غيرُ غُبَّرٍ / تَيَقَّنَّ أنْ تَردْى إِذا جيْشهُ يُرْدِي
وهَلْ ملكتْ للأمرِ والنَّهْي مِقودَاً / أمَيّةُ يَوماً بعد مرْوانِها الجَعْدِ
سَقى اللّه مَعْهوداً إلَيْهِ وعاهِداً / كِفاءً لِمقدارِ الخِلافةِ والعَهْدِ
وخُلِّد للدنيا وللدّينِ منهُما / إمامَيْنِ في التقوَى نِطاقَيْنِ للمَجْدِ
إنّ إمَامَ الحَقّ لا يَسْأمُ أنْ
إنّ إمَامَ الحَقّ لا يَسْأمُ أنْ / يُصْدِرَ عن حَقِيقَةٍ ويُورِدا
قلّدَها عن اجْتهادٍ أهْلها / يا من رأى مُجتَهِداً مُقَلِّدا
وَحَاطَها مِنْ جَانِبَيْهِ سَعْيُه / بِها مُشيداً وَلَها مُشَيِّدا
خِلافةٌ لوْ غيرُ يحيَى المُرْتَضى / بِعِبْئها رَام قياماً قَعَدا
مِن رَأيهِ سلّ حُساماً دُونها / مَا ضَرّهُ أن لمْ يكنْ مُهَنَّدا
ولمْ يدَعْ أمّةَ أحْمدٍ سُدى / حيثُ ارْتَضى لِعَهدِها مُحَمَّدا
للّهِ مَا أشرَف آثَارَهُما / في الصالِحاتِ وَالِداً وَولَدا
ما بَيْنَ هَادٍ مِنهُما ومُهتَدٍ / تَبدو كَمالاتُ الوُجودِ إذ بَدا
وكُلّما أظْلم عصْرٌ طَلَعا / فَنَوّراه قَمَراً وفَرْقَدا
وإن وَهى للملكِ ركنٌ أو هوَى / تدَاركاهُ ساعِداً وعضُدا
يا بَيعة الرّضْوانِ أوْ يا أخْتَها / هُنِّئتِ فَخراً عمرُه لن ينْفَدا
أهدى بكَ العامُ الجديدُ أملاً / بينَ يَدَيْهِ للهُدى مُجَدِّدا
واستَظهرَ الدينُ الحَنيفُ والدنَى / بمنْ ظَهيراهُ المَضاءُ والهُدى
مِن كلّ رَقْراق الفِرَنْد كأنَّه
مِن كلّ رَقْراق الفِرَنْد كأنَّه / نِهْيٌ إذا ما الغمدُ عنهُ جُرِّدا
وَمُثَقَّفٍ ذَلِقِ السِّنانِ تَخَالُه / في السّرْدِ يَخْرُقُ جَانِبيهِ مُسرِّدا
قَسَمَ الجَبَابِرَةَ الذينَ تَمَرّدوا / وتَسنَّمُوا صَرْحَ الشقاق مُمَرَّدا
أين ابْنُ غَانِيَةٍ وأيْنَ غَنَاؤُه / لا مُلحِدٌ إلا وأصْبَحَ مُلْحَدا
وحَكت أَجَادِلُ زُغبة زُغْبَ القَطا / وَغَدَتْ رياحُ بني رياحٍ رُكَّدا
زُهْرٌ مَناقِبُهُ أبَتْ عَلْيَاهُ أن / تَلْقَاه إلا واعداً أوْ مُوعِدا
لَمْ أرْضَ إلا بالنجومِ مَنَازِلاً / لَمّا حَدا بِيَ للسّعَادَة مَا حَدا
إني رَحَلْتُ إليهِ في طَلَبِ العُلى / لأكونَ عَبْداً في ذرَاه سَيِّدا
وَرَوَيْتُ كُلّ غريبَةٍ بسنادِهِ / فَاسْمَعْ أحدّثْك الصحِيحَ المُسْندا
مِلْءَ المُرْادِ نَضارةً وعُذوبةً / يَجِدُ المُرادَ عُفاتُهُ والمَوْرِدا
بُشْرَايَ لِلإحْضارِ بالدّارِ التي / دارَتْ بعِزة أمْرِها حتّى الرّدى
هيَ غايَةُ الشّرف التي ما بَعْدَها / أمَدٌ فَيَصْمِدُهُ الرّجاءُ ولا مَدى
يا واحِداً إِحْسانُهُ مُتَعَدِّدٌ / دُمْ للرّعايا في المُلوكِ الأوْحَدا
وَصل المآدِبَ والمَواهِبَ راشِداً / فيما تعُمُّ بِه لُهاك ومُرْشِدا
واعْهدْ إلى أبنائِك الصِّيد الألَى / طالوا سَناء حينَ طابوا مَوْلِدا
هذِي بِجايَةُ قَد سَدَدت ثُغورَها / بِمُبَارَكٍ يُمْضي الأمور مُسِدّدا
كالغَيْثِ كَفّاً إن حَبا كالليثِ قَلْ / باً إِن حَمَى كالبدْرِ وَجْهاً إن بَدا
فَابْلُغْ بإخْوَتِه المَبَالِغَ مُنْجِباً / بِهِمُ وللمُلكِ المواطنَ مُنْجِدا
وَاخصص مُحمّداً الأميرَ بِإِمْرَةٍ / يَرْقى بها فوْقَ الكَواكبِ مُصْعِدا
هُو زانَ إِخوَتَه وَهم زانوا الهُدى / فكأنه بَيْتُ القَصيدِ مُجَوَّدا
وُسْطى قِلادَتِهمْ وزهرةُ رَوْضِهم / وأحَقُّ منْ حُبِي الجَسيم وقُلِّدا
واعْقدْ لِمَولايَ الأميرِ مُحَمّد / عَهْداً به تُرضِي النّبِيَّ مُحَمّدا
واخْلُد فَمَسؤُولُ الزّمانِ وأهلِهِ / سِرّاً وجَهْراً أن تَدُوم وتَخْلُدا
قَابلْتُ نُعْماكَ بالسجودِ
قَابلْتُ نُعْماكَ بالسجودِ / للّهِ مِنْ عَطْفَةٍ وجُودِ
ولم أجِدْ لِلْحَياةِ عُدْماً / وفي وجودِ الرّضى وجودِي
قَد وَصّل الأمْن والأمانيَّ / بعد المُجَافَاة والصُّدودِ
فإِن أكُنْ قَبلُ في ضُبوبٍ / فَها أنا اليومَ في صُعودِ
نَبهْتُ بِالعَفْو من خُمولي / وكنتُ لِلْهَفْو في خُمودِ
هَذا ظُهوري من التّواري / وذا نُشوري مِن الهُمودِ
لا وَحْشَةٌ للوعِيدِ عِنْدي / أزاحَها الأنْسُ بالوُعودِ
يا مُبْدِئاً في العُلَى مُعِيداً / أيِّدْتَ بالمُبْدِئ المُعيدِ
بِأيِّ حَمْدٍ وإنْ تَناهى / أُثْنِي على صُنْعِكَ الحَميدِ
صَفَحْتَ عَمْداً عَن الخَطايا / وتِلكَ من عادَةِ العَميدِ
وغيرُ بِدْع ولا بَعيدِ / صَفْحُ المَوالِي عن العَبيدِ
أيَنْقُصُ اليَأسُ مِنْ رَجائِي / وذلكَ الفَضْلُ في مَزيدِ
أيُّ امْرئٍ في الوَرى شَقِيٍّ / أَوَى إلى أمْرِكَ السّعيدِ
ما غُرّةُ العِيد أَجْتَلِيها / يَوْمُ رضاك الأغَرُّ عِيدِي
أجَارَ مِنَ الخَطْبِ الأميرُ مُحَمّدُ
أجَارَ مِنَ الخَطْبِ الأميرُ مُحَمّدُ / فَقُمْت بِما أوْلاهُ أُثْني وأحْمَدُ
ويَوْمَ أتَتْني بالبِشارَةِ رُسْلُه / سَجدْتُ وفي التبشيرِ للّهِ يُسْجَدُ
وأَمَّلْتُ بالشكرِ المزيدَ من الرِّضى / وأَيّةُ نُعْمَى كالرِّضى تتزَيّدُ
وظَائفَ ما أهْمَلْتَ حيناً أداءها / وبعضُ شهودِي الأمسُ واليَوم والغَدُ
هُمامٌ كَفاني الحادِثاتِ اعْتِبارُهُ / وقَدْ عنَّ لي مِنها مُقيمٌ ومُقْعِدُ
فَلا مِنّةٌ إلا لَهُ في تخَلصي / بِيُمْن مَساعيهِ الكِرَام ولا يَدُ
ومَنْ يَكُ فَرْعاً للإمَامةِ والهُدَى / فإنَّ جَنَاهُ الغَضَّ مَجْدٌ وسُؤْدَدُ
رَآنيَ مرْدودَ الشّرائعِ كُلّما / تَقَرّبْتُ بالإخْلاصِ أُقصَى وأُبْعَدُ
نَصيبي من الآدابِ حِرْفَتُها التي / شَقِيتُ بِها جاراً لمَنْ بَاتَ يُسْعَدُ
ولِلْحَظِّ لحْظٌ كَلَّ دُونَي خَاسِئاً / كَأني وإياهُ شُعَاعٌ وأرْمَدُ
فَجمَّعَ مِن شَمْلي وشَمْلي مُفَرَّقٌ / وَرفَّه من شِربي وشرْبي مُصَرَّدُ
وصَرّحَ بِالبُقيا ومازالَ مُنْعِماً / له مَصْدَرٌ في الصالِحاتِ ومَوْرِدُ
وكانَت هوىً ألقى إلَيها بِيَ الهَوى / فَخلّصَنِي منها مُعَاٌن مُؤَيَّدُ
تَشَفّعْتُ فيها للإمامِ بِنَجْلِه / ونِعْمَ شَفيعُ المذنبينَ مُحَمَّدُ
مَوْلايَ دانَتْ لَكَ السُعودُ
مَوْلايَ دانَتْ لَكَ السُعودُ / أخْطَأتُ أخْطَأتُ لا أعُودُ
مَا لِي بَراحٌ ولا انْتِزاحٌ / مَوْتِيَ فِي أرْضِكُم خُلودُ
كُنْ لِي شَفِيعاً إلى إمَامٍ / لَيْسَ عَلى فَضْلِهِ مَزيدُ
عَادَتُهُ العَفْو والموالِي / تَعْفو إِذا أخْطَأَ العَبيدُ
سَلامٌ كَما افْتَرّ الرّبيعُ عَن الوَرد
سَلامٌ كَما افْتَرّ الرّبيعُ عَن الوَرد / وفُضّ خِتامُ المسكِ والعَنبرِ الوَرْدِ
وزَارك مَنْ تَهواه غِبّ قَطيعَةٍ / عَلى غَيْرِ ذِكْرٍ مِنْ لِقاء ولا وَعْدِ
أخُصُّ به مَثْوى أبي الحَسَن الذي / تكُنُّ الحَشا مِن حُبهِ ضعفَ ما تبدِي
تَحِيّةَ معْمور الفُؤادِ بِذكْرِهِ / عَلى كلِّ حالٍ من دُنُوّ ومن بُعْدِ
مُقيمٌ عَلى رَعْي العُهودِ التي خَلَتْ / إِذا لَم يُحافِظْ كُلُّ خِلٍّ عَلى العَهدِ
ما حَالُ مَنْ جُثْمانُه وفُؤادُه
ما حَالُ مَنْ جُثْمانُه وفُؤادُه / قَد عاثَ فيه نُحولُه وجوَادُهُ
غَرِيَ الغَرامُ بهِ فَحَيثُ هُجُوعه / مِنْ قَبْل أنْ يَهْوَى فثَمَّ سُهادُهُ
فتَضَرّمَتْ مِنْ لَوْعَةٍ أنْفاسُهُ / وتصَرَّمَتْ في حَسْرَةٍ آمَادُهُ
وكأنَّما صَوْبُ العِهاد دُموعُه / وكأنَّما شَوْكُ القَتادِ مِهادُهُ
واهاً لَهُ مِنْ مُفْرَدٍ بِنَحيبِهِ / لَوْ كانَ يَجْمَعُ شَمْلَه إفْرَادُهُ
يَرْتاحُ للرَّوْضِ المَشُوقِ حَمَامُه / ويحِنُّ للبَرقِ الخَفوقِ فُؤادُهُ
ويَبيتُ بَينَ تَشَوُّقٍ يَقْتَادُهُ / وَلَعاً وبَيْنَ تأرُّقٍ يَعْتَادُهُ
والنّجْمُ يُسْعِدُه عَلى خلْعِ الكَرى / ومِن الشّقَاوَةِ في الهَوى إِسْعادُهُ
وهُناكَ يُنْكِرُه الضُّحى وبَيَاضُه / وهناكَ يَعْرفُه الدُّجَى وَسَوادُهُ
قَصَرَتْ مَسَافَةَ عُمْرِهِ حَسْنَاؤُهُ / فَأَطالَتِ البُشْرى بهِ حُسّادُهُ
وَغَدَت تَشُوبُ له المَوَدّة بالقِلى / وهوَ الصّريحُ صَفَاؤُهُ ووِدَادُهُ
حَجَزَتْ إِصَابَةُ نَفسِهِ وغَلِيله / وأنينه وعَويلُهُ أشْهَادُهُ
ولَقَد يُسَرُّ لأنّهُ يَا وَيْلَهُ / إن حُمّ عَنْ لَحَظَاتِها اسْتِشَهادُهُ
لا تَعْذِلُوهُ عَلى الهَوى فَمَدَارُه / وَكَفاهُ عُذْراً حَيثُ طابَ مُرَادُهُ
أتْهَمَ بِي في الهَوَى وأَنْجَدْ
أتْهَمَ بِي في الهَوَى وأَنْجَدْ / مُهَفهَفُ الخَصْرِ أَهْيف القَد
يهُزُّ منه الصّبا قَضيباً / يكادُ مما يَمِيس يَنْقَد
نَادَيْتُه والكَرى عَزيزٌ / لدَيَّ والقَلب من هجرِهِ مُكَمَّد
يَا بُغْيَةَ المُدْنِفِ المُعَنَّى / وغَفْوَةَ النّاظِرِ المُسَهَّد
باللّهِ هَبْ لي ولَوْ فُؤادي / مِن بَعضِ ما قَد أخَذتَ عَن يَد
فَأنْتَ واللّه مَنْ عَلَيهِ / لِواءُ أهْل الجمال يُعْقَد
لا تَصُدُّوا فرُبَّما ماتَ صَدا
لا تَصُدُّوا فرُبَّما ماتَ صَدا / مُستَهامٌ لِسَلْوَةٍ ما تَصَدّى
جَعَلَ السهْدَ في رضاكُم كراهُ / واكْتَسى في هَواكُمُ السُّقم بُرْدا
رامَ أن يُخْفِيَ الغَرام ولَكِن / لَمْ يَجِدْ مِن إبْداء خَافِيه بُدّا
كُلّما هبّت الصَّبا ذَكَرَ الشّوْ / قَ ففاضَت عَيْناهُ شَوْقاً وَوَجْدا
وإِذا بارِقٌ تَألّق فِي المُزْ / نِ حكى ذا وذاك وَدْقاً ووَقْدا
يا سقَى اللّه للرُّصافَة عَهْداً / كَنَسيم الصَّبا يَرِقُّ ويَنْدى
وَجِنَاناً فيها أهيمُ حنَاناً / بَيْدَ أني حُرمْتُ فِيهِنّ خُلْدا
مُسْتَهِلاً كأدْمُعي يَوْم ودّعْ / تُ ثَرَاها النّفّاحَ مِسْكاً ونَدا
ليتَ شِعري هل يَرْجِعُ الدّهرُ عَيْشاً / يَشْهَدُ الطيبُ أنه كانَ شُهْدا
وَمَجَالاً لِرَوضَةٍ من غَدير / تَبْتَغِي لِلْمرادِ فيها مَرَدا
حَيْثُ كُنّا نُغَازِلُ النّرجِسَ الغَض / ضَ جُفُوناً ونَهْصُر الآسَ قَدّا
وتُناغي الحَدائِقُ العَيْنَ آدا / باً كَما تُنْضَد الأزاهرُ نَضْدا
تَحْتَ ليلٍ من حُسْنِه كَنَهارٍ / قُطَّ من صيغَة الشّباب وَقدا
والثرَيا بجانِب البَدْرِ تحْكي / راحَةً أوْمَأَتْ لِتَلْطِمَ خَدا