المجموع : 36
قُلتُ مَتى تَرحَمُني
قُلتُ مَتى تَرحَمُني / قالَ وَلا طولَ الأَبَدْ
قُلتُ فَقَد أيأستَني / مِنَ الحَياةِ قالَ قَدْ
حَرَّمَ النَومَ عَلَينا وَرَقَد
حَرَّمَ النَومَ عَلَينا وَرَقَد / وَاِبتَلانا بِهَواهُ ثُمَّ صَدْ
يا هِلالا حُسنَ خدّ يا رَشا / غُنجَ لَحظٍ يا قَضيباً لينَ قَدْ
بِوادي لَكَ بِالشَوق الَّذي / في فُؤادي لا تدَعني لِلكَمدْ
لَستُ أَرضى عَن زَماني أَو أَرى / مِنكَ حُسنا لا أَراهُ مِن أَحَدْ
عَفا اللَهُ عَن سِحرٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ
عَفا اللَهُ عَن سِحرٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ / وَلا حوسِبَتْ عَمّا بِها أَنا واجِدُ
أَسِحرٌ ظَلَمتِ النَفس وَاِخترتِ فُرقَتي / فَجَمَّعتِ أَحزاني وَهُنَّ شَوارِدُ
وَكانَت شُجوني بِاقتِرابِكِ نُزّحاً / فَها هُنّ لَمّا ان نأيت شَواهِدُ
فان تَستَلَذّي بَردَ مائِكِ بَعدَنا / فَبَعدَكِ ما نَدري مَتى الماءُ بارِدُ
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري / وَحاضِرَةً في صَميمِ الفُؤادِ
عَلَيكِ السَلامُ بِقَدرِ الشُجون / وَدَمع الشُؤونِ وَقَدرِ السُهادِ
تملكتِ مِنّي صَعبَ المَرامي / وَصادَفتِ ودّي سَهلَ القيادِ
مُراديَ لُقياكِ في كُلِّ حين / فَيالَيتَ أَنّي أَعطى مُرادي
أَقيمي عَلى العهدِ ما بَينَنا / وَلا تَستَحيلي لِطولِ البِعادِ
دسَستُ اِسمَكِ الحُلوَ في طيّ شِعري / وَألّفتُ فيهِ حُروفَ اِعتِمادِ
كَتَبتُ وَعِندي مِن فراقِكِ ما عِندي
كَتَبتُ وَعِندي مِن فراقِكِ ما عِندي / وَفي كَبِدي ما فيهِ مِن لَوعَة الوَجدِ
وَما خَطَّتِ الأَقلامُ إِلّا وَأَدمُعي / تَخُطُّ كِتابَ الشَوق في صَفحَة الخَدِّ
وَلَولا طِلابُ المَجدِ زُرتُكِ طَيَّهُ / عَميداً كَما زارَ النَدى وَرَقَ الوَردِ
فَقَبَّلتُ ما تَحتَ اللثامِ مِنَ اللَمى / وَعانَقتُ ما فَوقَ الوِشاح إِلى العِقد
أَغانيةً عَنّي وَحاضِرَةً مَعي / لَئِن غِبتِ عَن عَيني فَإِنَّكِ في كَبِدي
أَقيمي عَلى العَهدِ الَّذي كانَ بَينَنا / فَإِنّي عَلى ما تَعلَمينَ مِنَ العَهدِ
أَلَكُم إِلى الصبّ الشَجيّ مَعادُ
أَلَكُم إِلى الصبّ الشَجيّ مَعادُ / فَتَفُكَّ عَنهُ لِلأسى أَصفادُ
رَحَلَ اِصطِباري إِذ رَحَلتُم قائِلاً / أوبُ الأَحِبَّة بَينَنا الميعادُ
يا مَن ثَكِلتُ دُنوَّهُم وَوِصالَهُم / فَبَدا عَليَّ مِنَ الشُجوب حِدادُ
كَم بِتُّ مِنكُم بَينَ غُصنَي بانَةٍ / كالسَيف تَضغَطُ مَتنَهُ الأَغمادُ
يا ظَبيَةً لَطُفَت مِنّي مَنازِلُها
يا ظَبيَةً لَطُفَت مِنّي مَنازِلُها / فالقَلبُ مِنهُنَّ وَالأحداقُ وَالكَبِدُ
حُبّي لَكِ الناسُ طُرّا يَشهَدونَ بهِ / وَأَنتِ شاهِدَتي إِن يَثنِهِم حَسَدُ
لا يَغرُبُ الوَصلُ فيما بَينَنا أَبَداً / لَو كُنتِ واجِدَةً مِثلَ الَّذي أَجِدُ
أَباحَ لِطَيفي طَيفُها في الكَرى الخَدّ
أَباحَ لِطَيفي طَيفُها في الكَرى الخَدّ / فَعَضَّ بِهِ تُفاحَةً وَاِجتَنى وَردا
وَألمَتني ثَغراً شَمَمتُ نَسيمهُ / فَخُيِّلَ لي أَنّي شَمَمتُ بِهِ نَدّا
وَلَو قَدَرَت زارَت عَلى حال يَقظَةٍ / وَلَكِن حِجابُ البَينِ ما بَينَنا مُدّا
أَما وَجَدَت عَنّا الشؤونُ مُعَرَّجا / وَلا وَجَدَت مِنّا خُطوبُ النَوى بُدّا
سَقى اللَهُ صَوبَ القَطر أَمَّ عُبَيدَةٍ / كَما قَد سَقَت قَلبي عَلى حَرِّه بَردا
هيَ الظَبيُ جيداً وَالغَزالَةُ مُقلَةً / وَرَوضُ الرُبى فَوحا وَغُصن الَّتي قَدّا
إِنّي رأيتُكِ في المَنام ضَجيعَتي
إِنّي رأيتُكِ في المَنام ضَجيعَتي / وَكَأَنَّ ساعِدَك الوَثيرَ وِسادي
وَكأَنَّما عانَقتِني وَشكَوتِ ما / أَشكوهُ مِن وَجدي وَطول سُهادي
وَكأَنَّني قَبّلتُ ثَغرَكِ وَالطلى / وَالوَجنَتَينِ وَنِلتُ مِنك مُرادي
وَهَواكِ لَولا أنَّ طَيفَكِ زائِرٌ / في الغَبّ لي ما ذُقتُ طَعمَ رُقادي
أَدارَ النَوى كَم دارَ فيك تَلَدُّدي
أَدارَ النَوى كَم دارَ فيك تَلَدُّدي / وَكَم عُقتِني عَن دارِ أهيَفَ أَغيدِ
حَلَفتُ بِهِ لَو قَد تَعَرَّضَ دونَهُ / كُماةُ الأَعادي في النَسيج المُسردِ
لَجَرّدتُ لِلضَربِ المُهَنَّدَ فاِنقَضى / مُرادي وَعَز ما مِثلَ حَدّ المُهَنَّدِ
فَما حَلَّ خِلٌّ مِن فُؤادِ خَليلِه / مَحَلَّ اِعتِمادٍ مِن فُؤادِ مُحَمَّدِ
وَلَكِنَّها الأَقدارُ تُردي بِلا ظُبى / وَتُصمي بِلا قَتل وَتَرمي بِلا يَدِ
وَشادنٍ أَسألُهُ قَهوَةً
وَشادنٍ أَسألُهُ قَهوَةً / فَجادَ بِالقَهوَةِ وَالوَردِ
فَبِتُّ أُسقى الراحَ مِن ريقهِ / وَأجتَني الوَردَ مِنَ الخَدِّ
لاحَ وَفاحَت رَوائِحُ النَدّ
لاحَ وَفاحَت رَوائِحُ النَدّ / مُهتَصَرُ الخَصر أَهيفُ القَدِّ
وَكَم سَقاني وَاللَيلُ مُعتكرٌ / في جامِد الماء ذائبَ الوَردِ
لَو زُرتَنا لَرَأيتَ ما لَم تَعهَدِ
لَو زُرتَنا لَرَأيتَ ما لَم تَعهَدِ / ذَوبَ اللجَينِ خَليطَ ذَوبِ العَسجَدِ
نُطُفٌ يُجمّلُها فَقاقِعُ مِنهُ ما / جَمَدَت لِتَحفَظ جِسمَ ما لَم يَجمَدِ
وَلَرُبَّما سَلَّت لَنا مِن مائِها
وَلَرُبَّما سَلَّت لَنا مِن مائِها / سَيفاً وَكانَ عَنِ النَواظِر مُغمَدا
طَبَعتهُ لُجِّيّا فَذابَت صَفحَةٌ / مِنهُ وَلَو جَمُدَت لَكانَ مُهَنَّدا
صَنَعَ الريحُ من الماءِ زَرَد
صَنَعَ الريحُ من الماءِ زَرَد / أَيُّ درعٍ لقتالٍ لو جمدْ
أنظرهما في الظلام قد نجَما
أنظرهما في الظلام قد نجَما / كَما رَنا في الدُجُنَّةِ الأَسَدُ
يفتحُ عينيهِ ثمَّ يطبقهُما / فِعلُ اِمرئ في جُفونِهِ رَمَدُ
فاِبتزَّهُ الدهرُ نورَ واحدةٍ / وَهَل نَجا مِن صُروفِهِ أَحَدُ
أَلا يا غُرّةَ السَعدِ
أَلا يا غُرّةَ السَعدِ / وَقُرّةَ ناظِرِ المَجدِ
وَمَوالايَ الَّذي مازا / لَ يَسحَبُ حُلَّةَ الحَمدِ
لِعَبدِكَ هِمَّةٌ هامَت / بِرَكضِ الضُمَّرِ الجردِ
وَيَرغَبُ ضارِعا مِنها / إِلى عَلياكَ في الوَردِ
وَإِن تَقبضهُ مِن عَبدٍ / تَمُنُّ بِهِ عَلى عَبدِ
مَولايَ ياذا الأَيادي
مَولايَ ياذا الأَيادي / كَواكِفات الغَوادي
أَنا عُبَيدٌ مُعَدّ / لِحَسمِ داءِ الأَعادي
وَاِعتادَت النَفسُ مِنّي / تَصَيُّدَ الآسادِ
مَلَكتَ مِن أَرضِ حمصٍ / إِلى قُرى سَندادِ
إِنّي عَلَيها مُقيمٌ / لِرائِحٍ أَو لِغَادِ
أَكُرُّ بِالضَربِ فيها / وَالطَعن عِندَ الجِلادِ
حَتّى أَبَحتُ حِماها / بِمُرهِفاتٍ حِدادِ
بِحَقّ لَخمٍ وَطيٍّ / وَكِندَةً وَمُرادِ
إِن لَم نَكُن أُسدَ غَيلٍ / نَكُن جآذِرَ وادِ
نَوالٌ جَزيلٌ يَنهِر الشكرَ وَالحَمدا
نَوالٌ جَزيلٌ يَنهِر الشكرَ وَالحَمدا / وَصُنعٌ جَميلٌ يوجِب النُصحَ وَالودّا
لَقَد جُدتَ بِالعِلق الَّذي لَو أُباعُه / بَذَلتُ وَلَم أَغبن بِهِ العَيشَةَ الرَغدا
جَوادٌ أَتاني مِن جَوادٍ تَطابَقا / فَيا كَرَمَ المُهدي وَيا كَرَمَ المُهدَى
وَكَم مِن يَدٍ أَولَيتَ موقِعها نَدٍ / لَديّ وَلَكِن أَينَ مَوضِع الأَصدا
لَعَلّيَ يَوماً أَن أُوَفِّيَ حَقَّه / فَأنعلَه مِمَّن عَصى أَمرَكَ الخَدّا
إِذا كانَ أَردى الزَمان بِمِثلِهِ
إِذا كانَ أَردى الزَمان بِمِثلِهِ / وَلَم يَبقَ في عودٍ لَهُ طَمَعٌ بَعدُ
فَلا بُتِرَت بُتُر وَلا فنِيَت قَنا / وَلا زَأرت أَسُدٌ وَلا صَهلَت جردُ
وَلا زالَ ملذوعاً عَلى سَيِّد حشا / ولا انفكّ مَلطوماً عَلى مِلكٍ خَدُّ