القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 35
رويداً إنما الأيامُ سفرُ
رويداً إنما الأيامُ سفرُ / إذا وفدٌ تولى جاءَ وفدُ
كأنا في الجحيمِ من تفرى / له جلدٌ تبدل منه جلدُ
أرى قوماً أعدوا ما استطاعوا / لدهرهمُ وقوماً ما أعدوا
فلا يغررك من أحدٍ ودادٌ / فليس لواحدٍ في الناس ودُّ
رموا شبكاتهمْ في كل ماءٍ / فلو راموا السماءَ إذاً لجدوا
زرعنا فلم نحصدْ وكان جدودنا
زرعنا فلم نحصدْ وكان جدودنا / متى يبذروا في أرضنا الحبَّ يحصدوا
وما قتلَ المحلُ البلادَ وإنما / أصاب الصدا محراثنا فهو مبردُ
إن ضقتَ بالعُسرِ فلا تَبْتَئِسْ
إن ضقتَ بالعُسرِ فلا تَبْتَئِسْ / فربَّما دلَّ على ضِدَّهِ
كالبرقِ يحكي في سناهُ اللَّظى / وقد يكونُ الغيثُ من بَعْدِهِ
فكلْ إلى اللهِ وبتْ راضِياً / فكلُّ ما مَسَّكَ من عِنْدِهِ
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ / وكأنها لبستْ قميص زبرجدِ
والشمسُ عاصبةُ الجبينِ مريضةٌ / تصفرُ في منديلها المتورَّدِ
حسدتْ نظيرتها فأسقمها الأسى / إن السقامَ علامةٌ في الحسَّدِ
ورأت غبارَ الليلِ ينفضِ فوقها / في الأفقِ فانطبقتْ كعينِ الأرمدِ
ومضى النهارُ يشقُّ في أثوابهِ / حزناً وأقبلَ في رداءٍ أسودِ
فتهللتْ غررُ النجومِ كأنما / كانت لضاحيةِ السماءِ بمرصدِ
وكأنها عقدٌ تناثرَ درُّهُ / من جيدِ غانيةٍ ولم تتعمدِ
أو حلي رباتِ الدلالِ أذلنهُ / شتَّى يروحُ على النهودِ ويغتدي
والأفق بينَ مفضضٍ ومذهبٍ / كالجيدِ بينَ معطَّلٍ ومقلَّدِ
وكأن صفحةَ بدرهِ إذ أشرفتْ / مصقولةَ الخدينِ صفحةَ أمردِ
وكأنَّ ضوءَ الفجرِ رونقُ صارمٍ / نضيتْ صفيحتهُ ولما تغمدِ
والأرضُ في حللِ كُستْ أطرافها / إلا معاصمَ نهرها المتجردِ
حفتْ جوانبهُ الرياضُ كأنها / وشيُ الفرندِ على غرارِ مهندِ
وكأنهُ صدرُ المليحةِ عارياً / ما بينَ لبتها وبينَ المعقدِ
وكأنَّ أثواب الرياض من الصبا / عبقتْ بأنفاس الحسانِ الخُرَّدِ
يمشي النسيمُ خلالها مترنحاً / بينَ الغديرِ وبينَ ظلٍّ أبردِ
والطيرُ مائلةٌ على أوكارها / منها مغردةٌ وغيرُ مغرِّدِ
باتتْ تناغي لا تحاذرُ فاجعاً / مما نكابدُ في الزمانِ الأنكدِ
يا طيرُ ما في العيشِ إلا حسرةً / إن خلتها نقصتْ قليلاً تزددِ
لم يمنعِ القصرُ المشيدُ ملوكهُ / منها فكيفَ وفاكها الغصنُ الندي
تأبى على الأحرارِ إلا ذلَّةً / ولو أنهم صعدوا ومدارَ الفرقَدِ
فانعم بوكركَ إنه لكَ جنةٌ / كالخلدِ لولا أنت غيرُ مخلدِ
كم واجدٍ منها تقاذفَ قلبهُ / ذاتُ الدلالِ فإن دنا هو تبعدِ
فتاكةُ الألحاظِ أنى يممتْ / سمعتَ زفيرَ متيَّمٍ متنهدِ
كالبدرِ لولا أنها أنسيةٌ / والشمسِ لولا أنها لم تعبدِ
قالتْ عشقتَ وما قضيتَ كمن قضوا / هذا الطريقُ إلى الردى فتزودِ
دعْ عنكَ أمرَ غدٍ إذا ما خفتهُ / يوماً لعلكَ لا تعيش إلى غدِ
فلقد أراك اليومَ من أثرِ الهوى / كالشمسِ إن لم تحتجبْ فكأنّ قدِ
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ / أم طولُ دهرٍ كما نوى وبعادُ
سارتْ فما لبثَ الفؤادُ كأنما / بينَ الفؤادِ وبينها ميعادُ
ودَرَتْ عيوني بعدها كيفَ البكا / ودرى بعيني بعدها التسهادُ
وحسدتُ واشيها إذا استمعتْ لهُ / فعرفتُ كيفَ توجعَ الحسادُ
للهِ أيُّ مدامعٍ من بعدها / تجري وأيُّ لوعةٍ تنقادُ
كدنا نُجَنُّ وقد تأهبَ أهلُها / وجننتُ لما ودَّعوا أو كادوا
لو أنهم زموا النياقَ لسلمتْ / عينٌ وودَّعَ جانبيهِ فؤادُ
لكن جرى بالبينِ فيما بيننا / برقٌ لهُ في مرِّهِ إرعادُ
يتخطفُ الأرواحَ والأجسادَ أنْ / عرضتْ لهُ الأرواحُ والأجسادُ
ويفرقُ الشمل الجميع فإن دها / لم يمهلِ الأحبابَ أن يتنادوا
متضرمُ الأحشاءِ لا من لوعةٍ / لكنما استعرتْ بهِ الأكبادُ
كالقصرِ فيهِ لكلِّ خودٍ حجرةٌ / ولكلِّ صبٍّ مضجعٌ ووسادُ
وانهُ إذ أشرقتْ منه المهى / فلكٌ تحففَ حولهُ الأرصادُ
وكأنهُ أبراجَ السما حجراتُها / في كلِّ برجٍ كوكبٌ وقادُ
لو لم يكن للبينِ فيهِ علامةٌ / ماكانَ فيهِ من الغرابِ سوادُ
يا سعدُ هذا عصرُنا فدعِ النيا / قَ يشفها الإتهامُ والإنجادُ
واهجرْ حديثَ الرقمتبنِ وأهلهُ / بادتْ ليالي الرقمتينِ وبادوا
واذكر أحبتنا الذينَ ترحلوا / ولو أنهم رحموا القلوبَ لعادوا
أني أراهمْ كلما طلعتْ ذُكا / أو مالَ غصنُ البانةِ الميادُ
أو لاحَ لي قمرُ السما أو أثلعتْ / بينَ الرياضِ من الظِّبا الأجيادُ
ولقد رأيتُ لحاظهم مسلولةً / يومَ انتضتْ أسيافَها الأجيادُ
تلكَ السيوفُ وما سواءٌ في الهوى / ما تحملُ الظبياتُ والآسادُ
أتراهمْ ذكروا هوايَ وقد جفا / ذاتَ الجناحِ على الغصونِ رقادُ
فبكتء على شجنٍ ورجَّعتِ البكا / وتمايلتْ جزعاً لها الأعوادُ
أم يذكرونَ هوايَ إن قيلَ انقضى / أجلُ المريضِ وخفتِ العوادُ
بخلوا وجدتُ كأنما خُلقَ الهوى / وعليهِ من ظلمِ الفراقِ حدادُ
واسألهُ هلْ لهمْ إليهِ مرجعٌ / ولذلكَ الزمنِ القديمِ معادُ
فعسى يجيبكَ أني أرعى لهُ / عهدَ الودادِ وللقصورِ ودادُ
ولعلهُ يحكي تنهدَها فقدْ / يحكي الجمادُ الصوتَ وهو جمادُ
قالتْ سألتُ الورد عن وجنتي
قالتْ سألتُ الورد عن وجنتي / يوماً ووجناتي عن الوردِ
فقالَ لي خدي أنا وردةٌ / ثمَّ انتمى الوردُ إلى خدي
ذاتُ ملكٍ طغتْ بها عزةُ المل
ذاتُ ملكٍ طغتْ بها عزةُ المل / كِ فلم ترعَ في هواها العبيدا
ظلمتهم وجاهدوا علمَ الل / هُ فمن ماتَ راَ فيها شريدا
هي غصنُ الرياضِ والزهرِ والور / دِ قواماً ونفحةً وخدودا
وهي شمسُ السماءِ والظبيةُ الغي / داءُ وجهاً ومقلتينِ وجيدا
ولها النهيُ في الهوى ولها الأم / ر وما كان موعداً ووعيدا
ليس في الحبِّ أن تشاءَ ولا في / قدرِ الحبِّ والقضا أن تريدا
إنهُ في الرقابِ مسكنةُ الده / رِ كما طوقَ الهوانُ اليهودا
مري علينا يا صبا نجدٍ
مري علينا يا صبا نجدٍ / تشكو إليكِ مدامعي وجدي
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ / عندي من الأشواقِ ما عندي
تجري عيوني في محاجرها / ومدامعي تجري على خدِي
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا / وكأنني في جنةِ الخلدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا / طارحتُها أبدتْ كما أبدي
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا / خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها / جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ / ما دمتِ يا قلبي على وقدِ
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً / أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ / تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفي عليها كم وفيتُ لها / لو أن لهفي بعدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على / بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ / ورمتكَ عيناها على عمدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن / كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً / كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ
أعدى على كبدي هواكَ فلو / أعلمتني أن الهوى يعدي
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ / من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمل تحيتكَ الصبا فعسى / يوماً تعودُ إليكَ بالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد / صبرتْ اوانسها على بعدي
يا غادةً أرعى العهودَ لها / هل أنتِ باقيةٌ على عهدي
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ / قلبي يساعدني على الوجدِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ / فهل وجدْتَ الهوى كما أجدُ
بتُّ على الغصنِ نائحاً غرِداً / وبتُّ أبكي الذينَ قدْ بعدوا
وأعيني ما تزالُ واكفةً / وأضلعي ما تزالُ تتقدُ
إنا كلانا لعاشقٌ دنفٌ / طارَ بنومي ونومكَ السهدُ
فنحِّ رويداً فما سوى كبدي / تذوبُ يا باعثَ الجوى كبدُ
لي مهجةٌ تعشقُ الجمالَ وهلْ / يلامُ في حبِّ روحهِ الجسدُ
عذبها بالصدودِ ذو هيفٍ / أغيدٌ قد زانَ جيدَهُ الجيدُ
تعزُّ في حسنهِ الظباءُ وقد / ذللَ في ملكِ حسنِهِ الأسدُ
قفا على دارهِ فاسألاهُ / أقلُ من وعدِهِ الذي يعدُ
وغنيا إن رأيتما طللاً / أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ
غانيةٌ كرونقِ الفرندِ / لحاظُها مثلَ سيوفَ الهندِ
وشعرها جنْدٌ ولا كالجُندِ / تعلمتْ بطءَ الخطى من فَنْدِ
وعندها صبابةٌ وعندي / لو صوروا بنانَ ذاكَ الزندِ
لصورني فيهِ يوسفغفندي /
يا من يرى أنني بخلتُ بما
يا من يرى أنني بخلتُ بما / عندي عليهِ فلستُ ذا وجدِ
كفاكَ بالنفسِ وحدها هبة / فإن نفسي أعزُّ ما عندي
أرى الإنسانَ يطغى حينَ يغنى
أرى الإنسانَ يطغى حينَ يغنى / وما أدنى الهبوطَ من الصعودِ
يظنُّ الناسَ من خلقٍ قديمِ / ويحبسهُ أتاهم من جديدِ
كما تعمى البهائمُ حينَ ترعى / عن الشوكِ الكثيرِ لأجلِ عودِ
متى كانتْ جيوبكَ من نضارٍ / فقد صارتْ جنوبكَ من حديدِ
ومن عجبٍ يكونُ المالُ تاجاً / وحبُّ المالِ أشبهُ بالقيودِ
فيا أسفاً على الفقراءِ أمسوا / كمثلَ العودِ جُفِّفَ للوقودِ
دموعهم دنانيرٌ ولكن / تعامى الناسُ عن هذي النقودِ
أليسَ من التغابُنِ وهو ظلمٌ / جزاءُ السَّعي يعطى للقعودِ
ومن يحصدْ فإنَّ الويلَ أن لا / يذودَ الطيرَ عنْ حبِّ الحصيدِ
ومن يحملْ على عنقٍ حساماً / فقد ظمأ الحسامُ إلى الوريدِ
وما زال الورى بعضُ لبعضٍ / حسوداً يتقي شرَّ الحسودِ
يقولُ الناسُ إن المالَ ماءٌ / بهِ يحيى المجدُّ معَ البليدِ
أكالماءِ المرشحِ ما تراهُ / حوى الكدرينِ من طينٍ ودودِ
وأينَ البحرُ يضطربُ اضطراباً / من المستنقعاتِ على ركودِ
كذا خُلقَ الأنامُ فمن شقيٍّ / يلازمهُ الشقاءُ ومن سعيدِ
ومن يسخطْ على زحلٍ فلمْ لا / يدير بكفهِ نجمَ السعودِ
وكم بينَ النحاسِ وإن جلوهُ / وبينَ توهجِ الذهبَ الشديدِ
نواميس جرتْ في الكونِ قدماً / ليتَّضحَ الفناءُ من الخلودِ
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ / أكفهمُ على حجرٍ صلودِ
كما يمشي الجبانُ وعن يديهِ / صفوفُ الحارسينَ من الجنودِ
وكم من العالمينَ أخا ذكاء / يجرُّ بهِ الذكاءُ إلى الجحودِ
أرى للعقلِ حداً في التسامي / كمرمى الباصراتِ إلى حدودِ
وإنَّ السيفَ إن لم يلف غمداً / كساهُ من الصدا شبهُ الغمودِ
وكلُّ تطرفِ العلماءِ جهلٌ / وبعضُ الجهلِ بالعلماءِ يودي
إذا انحرفَ القطارُ براكبيهِ / فقد وجدوا المحطةَ في اللحودِ
وسيانَ البصيرُ وكلُّ أعمى / إذا نظرَا إلى شيءٍ بعيدِ
لا أعذلُ الدهرَ على
لا أعذلُ الدهرَ على / ما أفسدت لي يدُهُ
يسؤني اليومَ لكي / يرفض قدري غدُهُ
كالذهبِ الإبريزِ / من ينقدهُ يبردُهُ
رأتْ الملاحُ على السماءِ كواكباً
رأتْ الملاحُ على السماءِ كواكباً / فجعلنها فوقَ الصدورِ عقودا
ورأينَ نورَ الشمسِ يضحكُ في الضحى / فلبسنَ منهُ أوجهاً وخدودا
ورأينها تبدرُ وتغربُ لا تني / فجعلنَ ذاكَ تواصلاً وصدودا
إني لطِبٌّ بالنساءِ وقد رأي / تُ لهنَّ قلباً لا يزالُ حسودا
فلو أنهنَّ رأينَ عوداً قد تحلَّى / بالثمارِ حسدنَ ذاكَ العودا
وإذا غضبنَ جعلنَ أسبابَ التَّوا / صلِ إصبعاً أو معصماً أو جيدا
وقلوبهنَّ على الحليِّ كذي الليا / لي إن عدمنَ البدرَ كانتْ سودا
إن النساء خلائقٌ إن فتْنها / فهي الأسارى والحليُّ قيودا
أتى عليكِ وإن لم تشعرِي الأمدُ
أتى عليكِ وإن لم تشعرِي الأمدُ / وأنتِ أنتِ مضى أمسٌ وحلَّ غدُ
فهبكِ عيناً فما في الناسِ ذو نظرٍ / إلا ويؤلمهُ في عينهِ الرَّمدُ
وهبكِ قلباً فما في الخلقِ من رجلٍ / إلا ويوجِعهُ في قلبِهِ الكمدُ
وهبكِ من كبدٍ في جنبِ صاحبها / أليسَ يحملُ ما تغلي بهِ الكيدُ
عجبتُ لامرأةٍ هانتْ وما اعتبرتْ / ومن رجالٍ أهانوها وما رَشَدوا
كلاهما رجلٌ في الناسِ وامرأةٌ / ولا مميزَ إلا ذلكَ الجسدُ
وكلُّ ما حولهم في الذلِّ مثلهمُ / يُستعبدُ الكلُّ حتى النهرُ والبلدُ
يا بنتَ مصرَ ولا قومٌ تعزُّ بهمْ / ولا بلادٌ ولا أهلٌ ولا ولدُ
زاغتْ عيونُ بني مصرَ وضلَّ بها / غيُّ النفوسِ وهذا الجهلُ والفندُ
فأنتِ في نظرِ الراقينَ سائمةٌ / وفي نواظرِ فلاحيهمُ وتدُ
وأنتِ بينهمْ في كلِّ منزلةٍ / صفرُ اليسارِ بهِ يستكملُ العددُ
أقامَ في رأسكِ الجهلُ الذي سلفتْ / بهِ الليالي وفي أضلاعكِ الحسدُ
وما يحلان بيتاً كانَ في رغدٍ / إلا وهاجرَ منهُ ذلكَ الرغدُ
فالسحرُ والزارُ والأسيادُ جملتها / لأهلها نكدٌ ما مثلهِ نكدُ
ما أنتِ في الصينِ والأوثانُ قائمةٌ / وللشياطينِ في كلِّ الأمورِ يدُ
تاللهِ لوز كانَ من علمٍ وتربيةٍ / شيءٌ يمازجهُ ذا الصبرُ والجلدُ
إذا لما سخرتْ من بنتِ جمعتها / من يومُها السبتُ أو من يومُها الأحدُ
فهل ارى رجلاً فينا أو امرأةً / بعدَ الخمودِ وطولِ الذلِّ يتقدُ
يا قومُ لو نامَ ليثُ الغابِ نومكمُ / لاستنكفَ الفارُ إن قالوا لهُ أسدُ
منى النفسِ لو بقيتْ لي المنى
منى النفسِ لو بقيتْ لي المنى / ومن للشقيِّ بيومٍ سعيدِ
تعيدُ إلينا السرورَ القديم / كأنَّا خُلقنا بها من جديدِ
وتذكرنا الأزمن الخاليات / كذكرِ العظيمِ ليالي المهودِ
فهاتِ اسقني بالكؤوسِ الكبار / فما أحسنَ الفمُّ فوقَ النهودِ
نضارُ لمن يدهُ كالنحاس / ونارٌ لمن قلبه كالحديدِ
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني / يدٌ على القلبِ والأخرى على الكبدِ
ومرَّ ليلُ هوىً ما كانَ أهنأَهُ / لو أنني لم أقمْ منهُ إلى الأبدِ
وحينَ أيقظتُ عيني في الصباحِ بكتْ / وعاقبتنيَ في جفنيَّ بالرمدِ
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني
أنا البريء ولم تبرح تُعذبني / فليتَ لي بينَ أبناءِ الهوى فادي
أهكذا ظبيةُ الوادي التي ذكروا / أمِ الظباءُ في وادٍ وهي في وادي
رحماكَ يا ربِّ عجلْ بالمماتِ إذا / قدرتَ أن لهذا كانَ ميلادي
الصبرُ لا يجدي
الصبرُ لا يجدي / من بعدِ ذا البعدِ
معَ الملالْ /
وليسَ للصدِّ / وحرقةِ الوجدِ
سوى الوصالْ /
من الهوى يا ما أشدَّ الهوى /
وذا الجوى يا ما أمضَّ الجوى /
قلتُ نفسي والغرامُ انطوى /
مذ نقضوا عهدي / وأخلفوا وعدي
بذا المطال /
وكنتُ ذا حدِّ / فصرتُ كالغمدِ
لدى النضالْ /
وبي ظما ويلاهُ من ذا الظما /
وقد أرى الماءَ ولكنما /
قوليَ يا ليت ويا ليتما /
مُسَعَّرٌ كبدي / فلم أنلْ قصدي
ولا أنالْ /
وحفرةُ اللحدِ / أنزلها وحدي
بكلُّ حال /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025