القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 15
أنا حزبٌ والدَّهْرُ والناسُ حزبُ
أنا حزبٌ والدَّهْرُ والناسُ حزبُ / فَمَتى أَغلِبُ الفَريقَينِ وَحدي
سَقاني العَسجَديَّة ذو عِذارٍ
سَقاني العَسجَديَّة ذو عِذارٍ / ينَمنِم عَنبَراً في صَحن عَسْجَدْ
وحَيّا باللآلئ في صِدافٍ / مِنَ الياقوتِ طُرِّز بالزَّبَرْجَد
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ / عكَفَتْ ذخائِرُهُ عليه تبدّدُ
ليلٌ من الألفاظ يُشْرِق تحتَهُ / فَلَقُ المعاني فهو أبيضُ أسودُ
يفْتَرُّ عن دُرَرٍ تكاد عُقُودُها / من لِينِ أعطافٍ تحلُّ وتعقِدُ
قلت لقومٍ كُوُوا بنارهمُ
قلت لقومٍ كُوُوا بنارهمُ / مثلي وصاروا طرائقاً قِدَدا
طِيرُوا معي تسْعَدُوا ولا تقعوا / قوموا فإنّ الشقيَّ من قَعَدَا
قالوا عَجِزْنا عَن أَنْ نُفارِقَهم / قلت فلن تُفْلحُوا إذاً أَبَدا
فإنّ عظيمات الأمور مَنُوطَةٌ
فإنّ عظيمات الأمور مَنُوطَةٌ / بمستَوْدَعاتٍ في بُطُون الأساودِ
أَهَتُوفٌ بانَ في سرارِ الوادي
أَهَتُوفٌ بانَ في سرارِ الوادي / هل كنتَ من بَيْنٍ على ميعادِ
أَمْ قدْ شَجَاكَ على قضيبكَ أنّني / لِنَوَى قضيبِ البانةِ المَيَّادِ
وأراك يا غُصْنَ الأراكِ مُرَنَّحاً / أَلِزَمّ عِيرٍ أَمْ تَرَنُّحِ حَادِ
ما كُنتٌ أَحسبَ أَنّ طارقةَ النَّوى / شَحَذَتْ أَسِنَّتَها لغير فؤادي
يا صاحِ يا صاحي الفُؤادِ أَنِخ ولو / رجع الصَّدَى لِتَبُلَّ غلَّةَ صادِ
وَاِحْبِسْ فإنَّ وراءَ هاتيكَ الرُّبَى / أَربي وفي ذاك المُرادِ مُرادي
فَلَعَلَّ أنفاسَ الحِمَى يَبْرُدْنَ من / نَفَسٍ تَضَوَّع مربَعَ الأذوادِ
شِمْ بَرْقَ عانَةَ عن جُفُوني إنَّها / حُجِبَتْ بسُحبٍ لِلدموعِ ورادِ
دارٌ يُعطِّر ذيْلَ خاطِرِها بها / مِن طيبِ أَجسادٍ بِها وجسادِ
يَسْفِرْنَ عن سُحُبٍ سوافرَ عن سناً / مثلَ الأَهِلَّةِ في فروعِ صِعادِ
أَمَعاهدَ الأحبابِ هل عهْدُ الهوى / عادٍ بقصر يدي الزمانِ العادي
كعُقُودِ مجد أبي الرَّجاءِ تَبَسَّمَتْ / عنها رياضُ قصائدِ القُصَّادِ
عَضْبٌ يَرُوقُكَ أو يَرُوعكَ مرهف ال / حَدَّيْنِ بين الوعْدِ والإيعادِ
وحباً تظلُّ حياضُهُ ورِياضُهُ / شَرْقَى من الوُرَّادِ والرُّوّادِ
سَمْحٌ إذا ضَنَّ الصَّبِيرُ بقطرِه / هادٍ إذا سدرُ البصيرِ الهادي
يقظان يُسْهِرُ عينَهُ حبُّ العُلَى / وَمِنَ المُحَال هَوىً بغير سُهَادِ
يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ
يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ / مِن بَينِ أَطباقِ البلى وقد هَمَدْ
وَركن الإِسلامِ الَّذي وَطَّدَه / طال وأرسى العزّ فيه ووطَّدْ
وَشارِع المَعروفِ إِذ لا سَفه / يجنحُ لِلقَولِ ولا تَسمَحُ يَد
محوْتَ ما أَثبتَهُ الجَور مَضى / عَلَيهِ إِخلادُ اللَيالي فخلَّد
مِن كُلِّ مَكّاسٍ يظلّ قاعِداً / لِما يسوءُ المسلمين بالرَّصَدْ
كَانَت لِأَرجاسِ اليهودِ دَولَة / أَزالَها مِنكَ الهَصُور ذو اللّبدْ
المَلكُ العادِلُ لَفظٌ طابَقَ ال / مَعنى وَفي الوَصفِ مَعاد مُستَرَدْ
خَيرُ النُّعُوت ما جَرَى الوصفُ على / صفحته جَرْيَ النَّسيم في الوَمَدْ
عَدْلٌ جَنيتُ اليَومَ حُلْوَ رَيْعِهِ / وَسَوفَ يُجنَى لَكَ أَحلى مِنهُ غَدْ
لا زالَ للإِسلامِ مِنك عِدَّةٌ / تُقيمُ مِنهُ كلَّ زَيغٍ وَأَوَدْ
الناسُ أَنتَ وَالملوكُ شرطٌ / تُعَدُّ لَيْثاً ويُعَدُّون نَقَدْ
مِثلكَ لا يَسخو بِهِ زَمانُهُ / ومثل ما أُوتيتَ لم يؤتَ أَحَدْ
أَيا نورَ دينٍ خَبا نورُهُ / وَمُذ شَاعَ عَدْلُكَ فيهِ اِتَّقَدْ
رَآكَ الصَليبُ صليبَ القَنا / ةِ أَمينَ العثارِ مَتينَ العَمَدْ
تَهمُّ فَتَسْلُبه ما اِقْتَنَى / وَتَدأَى فتثكلُهُ ما اِحتَشدْ
زبَنْتَهُمُ أمس عَن صَرْخَدٍ / ففضُّوا كأنّ نعاماً شَرَدْ
وَيَومَ العُرَيْمة أقبَلْتهم / عُراماً تَثعلبَ مِنهُ الأَسَدْ
حَبَيْتَ مَليكهم في الصِّفاد / وعَفْوُكَ عنه أعمّ الصَّفدْ
وقبلُ أَزَرْتَهُمُ في الرُّها / مَوازِقَ مزَّقْنَ جُرْدَ الجُرَدْ
بقيتَ تُرَقِّعُ خَرْقَ الزّما / نِ قِياماً لأَبنائِهِ إنْ قَعَدْ
تُثَقِّفُ مِن زَيفِهِ ما اِلْتَوَى / وتُصْلِحُ من طَبْعِهِ ما فَسَدْ
أَيا مَلكَ الدُّنيا الحُلاحل والَّذي
أَيا مَلكَ الدُّنيا الحُلاحل والَّذي / له الأرضُ دارٌ والبريَّة أعْبُدُ
وَلَيسَتْ بِدَعوى لا يَقومُ دليلُهَا / وَلِكنّها الحقُّ الذي ليس يُجْحَدُ
أَخو غَزَواتٍ كَالعُقُودِ تَناسَقَتْ / تَحلُّ بِأَجيادِ الجِيادِ وَتعقدُ
لِسانٌ بذِكْر اللَّه يَكسو نَهارَهُ / بَهاءٌ وَحتّى في الدُّجَى لَيس يرقُدُ
وبذْلٌ وعدْلٌ أَعْرَقا وتألّقا / فلا الوِرْدُ مثمودٌ ولا الباب مُوصَدُ
مرامُ سمائي وحزْمُ مُسَدَّد / وَرَأي شِهابيّ وَعَزم مُؤَيَّدُ
أيا خيرَ الملوكِ أباً وجَدّاً
أيا خيرَ الملوكِ أباً وجَدّاً / وأَنقعهم حيّاً لغليلِ صادِ
عَلَوْا وغَلَوا وقال الناسُ فيهم / شوارد من ثُناءٍ أو أُحَادِ
وما اِقتَسموا ولا عَمدوا بِناهم / بِمَنصِبك القسيميِّ العِمادي
وَهَل حلَبٌ سِوى نفسٍ شَعَاعٍ / تَقَسَّمها التّمادي والتّعادي
نَفى ابن عمادِ دين اللَّه عَنها الش / شَكاة فَأَصبَحت ذاتَ العِمادِ
تَبَخْتَرُ في كسا عدْلٍ وبذلٍ / مدبَّجة التَّهائم والنِّجادِ
وفي مِحرابِها داودُ منه / يهذّبُ حكمة آيات صادِ
تجاوزتَ النّجوم فأين تبغي / تَرَقَّ فلا خَلَوْتَ منِ اِزديادِ
ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ
ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ /
وَتدينُ حُسَّدُهُ لِمُحْكَمِ آيِهِ / وَالفَضلُ ما شَهِدت بِهِ حُسّادُهُ
شَمسٌ إِذا ما الحَربُ زَرَّ جُيوبَها / حَلَّ المَعاقِدَ كَرُّهُ وطِرادُهُ
ألْوَى أَلَدّ حَمى الشَريعَة جهدُهُ / وَأَذلَّ ناصِيَة الضّلالِ جهادُهُ
صعقَ البِرِنْسُ وَقَد تَلَألأ برقُه / وَأَطارَ ساكِنَ جَأشِهِ إِرعادُهُ
وَلَّى وَقَد سُلَّت فَسَلَّت ضَغنُهُ / زُبر تَلقّى فَودَهُنَّ فُؤادُهُ
مُستَلئِماً مُستسلِماً لا عدَّةٌ / ردّ المُنَى عَنهُ وَلا اِستِعدادُهُ
وَلِجوسِلين اِحتَثَّهُنّ فَأَصبَحَت / نُهْبَى لَهُنَّ بلادُه وتلادُهُ
جاءَت بِهِ بَعدَ الشّماسِ عَوابسٌ / قودٌ يَلين لِعُنفِهِنَّ قيادُهُ
وَتَصيَّدَتْهُ لَكَ السُّعود وقلّما / يَنجو بِخَيرٍ مَن أَرَدت مصادهُ
دانى لَهُ قيناهُ أَدهَم كُلَّما / غَنّاه طارَ شماتةً عوّادُهُ
سَلَبَت عزازَ عَزاءِهِ وبِقُورُسٍ / مَحجوبة فَرَشَت لَه أَقتادُهُ
وَبِتلِّ خالدٍ يَوم تَلَّ جَبينَها / خَلَطَ الثَّرَى بِجَبينِهِ إِخلادُهُ
وَغداً يُباشِرُ تَلَّ باشِرَ قَلبُهُ / بِأَحرّ ما حَمَل القلوبَ عِدادُهُ
مَنَّتْ أَمانيهِ بَشائِرك الّتي / عادَت لَهُنَّ مآتِماً أعيادُهُ
وحَبَوْتَ مُلْكَكَ من نظيم ثُغُورهِ / حَلْياً تَتَايَه تَحتَهُ أَجيادُهُ
لا يَخْدَعَنْكَ فإنّما إِصلاحُ مَن / يُخشَى انتشاط خناقه إفسادُهُ
أَنزِلهُ حيثُ قَضت لَهُ غَدراتُهُ / وأَحَلّه طُغيانه وعنادُهُ
في حِيثُ لا يَأوي لَهُ سَجّانُهُ / حَنَقاً وَيكشطُ جِلدُهُ جَلّادُهُ
وَثَنٌ هَدَمتَ بَني الضّلالِ بِهَدمِهِ / وَعَدت عبادك عَنوةٌ عبادُهُ
فَتَكَت بِهِ آياتُ مَنْ لِمُحَمَّدٍ / وَلِدِينِهِ إِبداؤُهُ وَعوادُهُ
أَو أَنشط البَلَدَ الحَرامَ تَواءَمَت / تُثْني عَلَيهِ تِلاعُهُ وَوِهادُهُ
وَلَوَ اَنَّ مِنبَرَهُ أَطاقَ تَكلُّماً / نَطَقَت بِباهرِ فَضلِهِ أَعوادُهُ
نامَ الخَليفَةُ وَاِستَطالَ لذَبّهِ / عَن سدّتَيهِ وَاِستطيرَ رُقادُهُ
رَجَعَت لَكَ العِزَّ القَديمَ سُيوفُهُ / ما زانَ رَونَقُ مائِها أَغمادُهُ
مِن بَعدِ ما نَعقَ الصّليبُ لِحِزبِهِ / وَرَأَيتَ زَرعَ المُلْكِ حانَ حَصادُهُ
أنَّى تُمِيلُ الحادثاتُ رِواقَهُ / بِهبوبِها وَاِبنُ العِمادِ عِمادُهُ
أَبوكَ أبٌ لو كانَ للنّاسِ كلّهم
أَبوكَ أبٌ لو كانَ للنّاسِ كلّهم / أباً وَرَضوا وَطءَ النّجومِ لَفنّدوا
وما ماتَ حتَّى سَدّ ثلمَةَ مُلْكِهِ / بِكَ اللَّه ترمي ما رماهُ فَتَصردُ
صَدَمتَ ابنَ ذي اللُّغْدَيْنِ فَاِنحلَّ عِقدُهُ / وَكالسِّلكِ قَد أَمسى يَحلُّ وَيعقِدُ
يُقَلِّبُ خَلفَ السجفِ عَيناً سَخينَةً / وَيَبكي بِأُخرى ذاتِ شَترٍ وَيسهدُ
وَلا غَروَ قَد أَبقى أَبوهُ وَجدُّهُ / لَهُ كلَّ يَومٍ ثَوبَ عجْزٍ يُجَدَّدُ
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلّغَنْ / يَبوتاً عَلى جيرون بِالذُّلِّ تعمّدُ
وَقُل لِمُبيرِ الدّينِ وهوَ مُجيرُهُ / بِزَعمٍ لَهُ وَجهُ الحَقيقَةِ أَزبدُ
حَمَلتَ الصّليبَ باغِياً وَنَبذتَهُ / وَثَغرُكَ مَطووس النَباتِ وأَدردُ
وَحارَبتَ حِزبَ اللَّه واللَّهُ ناصِرٌ / لِناصِرِهِ وَدينُ أَحمَدَ أَحمدُ
تَنَصَّرْتَ حيناً وَالبلاءُ مُوكل / ولابُدَّ مِن يَومٍ بِه تَتَهَوَّدُ
وَأَقسَمَ ما ذاقَ اليَهودُ بِإِيليَا / وَمَوضِعها مِن بُخْتُنَصَّرَ أسودُ
كَبَعضِ الَّذي جَرَّعتَهُ فَسَرطتهُ / وَأيَّدَ فيهِ مِن عماكَ المؤيَّدُ
وِلايَتُهُ عَزلٌ إِليكَ مُوَجَّهٌ / وَتَصفيحُهُ قَتْلٌ عَلَيكَ مُؤبّدُ
رَماكَ بِباقلّا دِمشقَ فَلَم تَكُن / سِوى بَقلَةٍ حَمقاءَ بالحُمْقِ تُحْصَدُ
وَجالَدت جَلّاداً وَأَنتَ مُؤنَّثٌ / تَذَكّرْت وَالجلّادُ أَدهى وَأَجلدُ
تَطاوَلتَ لِأَنفُس تسمّى ولا أبٌ / وَراءَكَ زَحفاً إِنّما أَنتَ مُقْعَدُ
أَمَسْعاةَ نورِ الدّينِ تَبغي وَدونَها ال / أَسِنَّةُ بُتْرٌ وَالعَوامِلُ تعضدُ
بِمَحمودٍ المَحمود سَيفاً وَساعِداً / حملتَ لَقد ناجَتكَ صُمّاً مؤيّدُ
وَهَل يَستوي سارٍ تَأسّد طاوِياً / وَنَشوانَ يُعْلَى مِعصَماً وَيُؤيّدُ
تَنَصَّرتَ أُمّاً بَل تَمجَّسْتَ والِداً / وَعَمّاً فعِرْقُ الكُفْرِ فيك مردّدُ
تَخِذتَ بني الصّوفيِّ أسراً وأُسرةً / لِكَي يُصلِحوا ما في يَديكَ فَأَفسَدوا
لَعَمْري لَنِعْمَ العَبدُ أَنتَ تُجيعُه ال / مَوالي وتُوليه هواناً فَيحمدُ
إِلَيكُم بَني العلّاتِ عَن مُتشاوسٍ / لَه الشّامُ مَرفا وَالعِراقُ مَرفدُ
وَما مِصرُ إِلّا بَعضُ أَمصارِهِ الَّتي / إِلى أَمرِهِ تَسعى قماءً وتَحفدُ
أَنيبوا إِليهِ فَهوَ أَرحمُ قادرٍ / لَهُ الصَّفحُ دينٌ وَاِقبَلوا النُّصْحَ تَرْشدُوا
وَلا تَرشفوا نَفثَ المُؤيّد إنّهُ / عَنِ الخَيرِ يزوي أَو إِلى المَيْنِ يسندُ
وَفِرُّوا إلى مَولاكُم وَالَّذي لَهُ / عَلَيكم أيادٍ وَسْمُهَا لَيسَ يُجحدُ
وَلا تَكفُروهُ إِنَّما أَنتُم لَهُ / وَمِنهُ وَيَوم عِندَ حَوْرانَ يُشهدُ
غَداةَ عَلى الجَوْلان جَول وَلِلظّبا / رُعودٌ فَربص المَوتِ مِنهُنَّ يرعدُ
وَلَمّا اِكْفَهرَّ اليوم وَاِرْبَدَّ وَجهُهُ / وَعَوّذَ مَرهونٌ وَفَرّ مزيدُ
وَأَيقَنَ مِن بَينِ السُّدَيْرِ وَجاسِمٍ / بِأَنَّ الجِرارَ السُّود بِالجرّد تجردُ
رَدَتهم على بُصْرَى وصرخد خيلُه / وقد أبصرت بُصْرَى رادَها وصرخدُ
وَطاروا تَهزُّ المُرهِفاتِ طِلابُهم / كَما اِنصاعَ مِن أُسدِ نَعامٍ مُشرّدُ
وَلَيلَةَ أَلقى الشركُ بِالمَرجِ بركهُ / وَمارِجِ نِيرانِ الوَغى تَتَوقَّدُ
رَمى وَأَخوهُ مَغرِبَ الشَمسِ دونَكم / بِمَشرِقِها غَضبانَ يَعْدو وَيسئدُ
فَمُذ وَرَدَت ماءَ الأُرَنْطِ مُغِذَّةً / أثارت بثَوْرَا غَلَّةً ليس تبردُ
أيا سَيف شامَتْهُ يدُ الملكِ صارِماً / فَيمهَدُ إذ يَسْري ويَسْري فَيَهمدُ
دِمَشقَ دِمَشقَ إِنّما القُدسُ سَرحَةٌ / وَمَركَزُها صَرْحٌ عَلَيها مُمَرَّدُ
حَموها لِكَي يَحموا وَقَد بَلَغَ المَدى / بِهِم أَجَلٌ حَتمٌ وعُمْرٌ محدَّدُ
مَتى أَنا راءٍ طائرَ الفَتحِ صادِحاً / يُرَفرِفُ في أَرجائِها وَيُغرَّدُ
الدهرُ أنت ودارُك الدُّنيا ومَن
الدهرُ أنت ودارُك الدُّنيا ومَن / في العَدّ بعدُ مؤمِّل وحَسُودُ
وأزمَّةُ الأقدار طَوْعُ يديك وال / أَيَّامُ جُنْدُك والأنامُ عبيدُ
فُتَّ الوَرى وَعَقَدت ناصِيَةَ المَدى / بِمذمّر الشِّعرى فَأَينَ تريدُ
تالٍ أَباكَ فَهل سليمانٌ يُرَى / في الدَّسْت مَهَّد مُلْكَه داودُ
جَلَّى وسُدْتَ مُصَلِّياً ولا يُرْفَعُ ال / مَعْدُومُ ما لَم يَشفَعِ المَوجودُ
لم يُختَرَم جَدٌّ نَماكَ وَلا أبٌ / إِنّ النّباهَةَ في الخليفِ خلودُ
شَمَخت مَنارُكَ في اليَفاع وأمَّها / من لم يسُدْ فأَرَتْهُ كيف يسودُ
وَهَبَبْتَ لِلإِسلامِ وَهوَ مُصوّح / فَاِهْتَزَّ أَهضابٌ وَرَقَّ نجودُ
وَفَثأتَ جَمرَةَ صالميه بِصَيْلَمٍ / نَصَعَ الأجنَّةَ يومُهَا المشهودُ
خَطَمَتهُمُ فَوقَ الخَطيمِ لَوافِحٌ / نَفسُ الأَرينِ لِوأرهِنَّ برودُ
وَرُمُوا عَلى الجَوْلانِ مِنكَ بِجَولَةٍ / تَوئيدُها نَسرُ الضَلالِ وَئيدُ
وَلَحَا عِظامَهمُ بعَرْقَة عارِقٌ / مازِلتَ تَمحضُ جَوّهُ فَتَجودُ
وَشَلَلت بِالرّوح السّروج وَفَوقها / زرعٌ تحصِّدُه الرِّماح حصيدُ
وَعَلى عَزاز عَنَوْا وَثَلّ عُروشَهُم / مَلكٌ مُقيّدُ مَن عَصاهُ مَقيدُ
وبِتَلِّ باشِرَ باشَروكَ فَعافَسوا / أُهبَ الأَساوِدِ حَشوُهُنَّ أسودُ
أَوْدَوا كَما أَوْدَى بعادٍ غَيُّها / وَعَقوا كَما اِستَغوى الفَصيلَ ثَمودُ
إِنْ آلَموا عَقراً فَإِنَّكَ صالحٌ / أَو آلَموا غَدراً فَإِنَّكَ هودُ
وَزَّعتَهم فَبِكُلِّ مهبطِ تَلْعَةٍ / خَدٌّ بِهِ مِن وازعٍ أُخْدُودُ
وَعَصَبتَهم بِعَصائِبٍ مِلء المَلا / شَتَّى وَإِنْ خلَّ البَسالَة عودُ
آثارُها مَحمودَةٌ وَآثارها / مشهودةٌ وشعارها محمودُ
لَبِسَتْ مِنَ اِسْمِكَ في الكَريهَةِ مَلبِساً / يَبْلَى جديدُ الدَّهْرِ وهو جديدُ
وَقَصيرَةُ الآجالِ طَوَّلَ باعها / بَوْحٌ يُسامي هامَها وقدودُ
مطرورةُ الأسلاب مُذْ هَزَّعتها / تَاهَ الهُدى وَتَبخْتَرَ التّوحيدُ
أَشْرَعْتَها فَعَلى شَريعَةِ أَحمَدٍ / مِمّا جَنَتهُ بَوارِقٌ وَعُقودُ
وَلَكَم نَثَرتَ نَظيمَها في مَوقِفٍ / تَغريدُ صالي حَرّهِ التَغريدُ
يَجلو سَناكَ ظَلامَهُ وَيحُلّ ما / عَقَدت قَناهُ لِواؤك المَعقودُ
في هَبوَةٍ زَحَمَ السَماءَ رواقُها / وَالأَرضُ تَرجُف تَحتَه وتَميدُ
ضَرَبتْ مُخَيَّمَها فَكانَ كُمَاتُها / أَوتادَهُ القُصوى وَأَنت عَمودُ
في كُلِّ يَومٍ مِن فُتوحِكَ صادِحٌ / هزجُ الغناءِ وَطائرٌ غِرِّيدُ
تُهدي لِعانَةَ كَأسَه فِرغانة / وَتسيغُ زبدة ما شَداهُ زبيدُ
فَغِرارُ سَيفِكَ لِلأَحابِش محبسٌ / ومُثارُ نَقعِكَ لِلصّعيدِ صَعيدُ
لا تَعْدَمَنْ هَذا المقلّدُ أُمَّةً / مُلقى إِليهِ لِرَعْيِها الإِقليدُ
الوِرْدُ قرٌّ والمسارحُ رَحْبَةٌ / والرّفْدُ مَدٌّ والظّلالُ مَديدُ
وَالعَيشُ أَبلَجُ مُشرِقُ القَسَمَات وال / أَشجارُ غُرٌّ وَالأَصائلُ غيدُ
وَالمُلْكُ مَمدودُ الرّواقِ مُنوّرَ ال / آفاقِ وَضّاءُ المُنى مَحسودُ
في دَولَةٍ مُذْ هَبَّ نَشرُ رَبيعِها / نُشِر الرّفاتُ وَأَثمَرَ الجُلْمُودُ
مَحمودَةُ الآثارِ مَحمودِيَّةٌ / كلُّ المَواسِمِ عِندَها تَعْييدُ
تَوَلَّتِ الأَعيادُ لا زِلتَ لَها
تَوَلَّتِ الأَعيادُ لا زِلتَ لَها / تُبلي دَبابيجَ البَقاءِ وتُجِدْ
الفِطْرُ وَالمِيلادُ وَالمولودُ لَو / قابَلَهُ بَدرُ التَّمامِ لَسَجَدْ
ثَلاثةٌ تُعْرِبُ عَن ثَلاثَةٍ / لِمِثلِها يذكرُ حَمداً مَن حَمَدْ
فَتحٌ مُبينٌ وَطلابٌ مُدْرَكٌ / وَدَولَةٌ ما تَنتَهي إِلى أَمَدْ
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ / فَعَلامَ يُقلِقُ عَزمَكَ الإِجهادُ
هِمَمٌ ضَربنَ عَلى السَّماءِ سَرادِقاً / فَالشُّهبُ أَطنابٌ لَها وَعِمادُ
أَنتَ الَّذي خَطَبَت لَهُ حُسّادُهُ / وَالفَضلُ ما اِعتَرَفَت بِهِ الحُسّادُ
قامَ الدَّليلُ وَسَلَّمَ الخَصمُ اليَلَنْ / دَدُ وَاِنجلى لِلآثر الإِسنادُ
زَهَرت لِدَولَتِكَ البِلادُ فَرَوحُها / أَرِجُ المَهَبِّ وَدَوْحُها مَيّادُ
أَحيا رَبيعُ العَدلِ مَيتَ رُبوعِها / فَالبُرنضُ نَجمٌ وَالهَشيمُ مُرادُ
فَالعَيشُ إِلّا في جَنابِكَ مِيتَةٌ / وَالنَّومُ إِلّا في حِماكَ سُهادُ
وَإِذا العِدا زَرَعوا النِّفاقَ وَأَحصَدوا / كَيداً فَعَزمُكَ ناقِضٌ حَصَّادُ
بِالمَقرباتِ كَأَنَّ فَوقَ مُتونِها / جنّ المَلا وَكَأنَّها أَطوادُ
تَدأى وَمِن وَحيِ الكماةِ صفورُها / فَالزَّحرُ قَيدٌ وَالنَّدى قَيّادُ
سُحبٌ إِذا سَحَبت بِأَرضٍ ذَيلَها / فَالحَزْنُ سَهلٌ وَالهِضابُ وِهادُ
يَهدي النَّواظِرَ في دُجُنَّةِ نَقعِها / بَدرٌ بِسَرجِكَ نيِّرٌ وَقّادُ
أَلبَستَ دينَ مُحمَّدٍ يا نورَهُ / عِزَّاً لَهُ فَوقَ السّهادِ أُسادُ
مازِلتَ تَسمِكُهُ بِميَّادِ القَنا / حَتّى تَثَقّفَ عودُهُ المَيّادُ
لَم يَبقَ مُذْ أَرهفتَ عَزمكَ دونَهُ / عَددٌ يُراعُ بِهِ ولا اِستِعدادُ
إِنَّ المَنابِرَ لَو تُطيقُ تَكَلُّماً / حَمَدَتكَ عَن خُطَبائِها الأَعوادُ
وَلَئِن حَمَتْ مِنكَ الأَعادي مهله / فَلَهُم إِلى المَرعى الوَبيِّ مَعادُ
وَلكَمْ لَكُمْ في أَرضهِم مِن مَشهَدٍ / قامَت بِهِ لِظُباكُمُ الأَشهادُ
مُلْقٍ بِأَطرافِ الفِرِنجَةِ كَلكَلاً / طرفاهُ ضَربٌ صَادِقٌ وَجِلادٌ
حاموا فَلَمّا عايَنوا حَوضَ الرّدَى / حاموا بِرائِشِ كَيدِهم أَو كادوا
وَرجا البِرنس وَقَد تَبَرنَسَ ذِلَّةً / حَرماً بِحارِم وَالمصاد مصادُ
ضَجَّت ثَعالِبُهُ فَأَخرَسَ جَرسَها / بيضٌ تَناسَب في الحديدِ حدادُ
وَسَواعِدٌ ضَرَبت بِهِنَّ وَبِالقَنا / مِن دون مِلَّةِ أَحمَد الأَسدادُ
يَركُزنَ في حَلَبٍ وَمِن أَفنانِها / تَجني فَواكِهَ أَمنِها بَغدادُ
يا مَن إِذا عَصَفَت زَعازِعُ بَأسِهِ / خَمَدت جَحيمُ الشّركِ فَهيَ رَمادُ
عَجَباً لِقَومٍ حاوَلوكَ وَحاوَلوا / عوداً فَواتاهَم إِلَيهِ مُرادُ
وَرَأَوا لِواءَ النصرِ فَوقَكَ خافِقاً / فَأَقامَ مِنهُم في الضّلوعِ فُؤادُ
مِن مُنكِرٍ أَن يَنسِفَ السَّيْلُ الرُّبَى / وَأَبوهُ ذاكَ العارِضُ المَدّادُ
أَو أَن يُعيدَ الشّمسَ كاسِفَة السّنا / نارٌ لها ذاك الشّهاب زنادُ
لا يَنفَعُ الآباءَ ما سَمَكوا مِنَ ال / عَلْياءِ حَتّى ترْفَعَ الأولادُ
مَلكٌ يُقيِّدُ خَوفُهُ وَرَجاؤُهُ / ولَقَلَّما تَتَظافَرُ الأَضدادُ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ / يَشقى لِنَفعي وَأَجني ضرَّهُ بِيدي
أَدنى إِلى القَلبِ مِن سَمعي وَمِن بَصَري / وَمِن تِلادي وَمِن مالي وَمِن وَلَدي
أَخلو بِبَثّي مِن خالٍ بِوَجنَتِهِ / مِدادُهُ زايدُ التقصيرِ لِلمَددِ
لَم أَلقَهُ مُذْ تَصاحَبنا فَحينَ بَدا / لِنَاظِرَيَّ اِفتَرقْنا فُرْقةَ الأبَدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025