المجموع : 3
ما ذا أثار بقلبي السائق الغرد
ما ذا أثار بقلبي السائق الغرد / لما غدت عيسه نحو الحمى تخد
وددت لو أنني أصبحت متبعاً / آثارها أرد الماء الذي ترد
أهوى الحجاز ولولا حب ساكنه / لما حلا لي به التهجير واللحد
ولا لهاني برق في أبارقه / كأنه صارم في متنه زبد
هل من سبيل إلى ذات الستور ولو / أن القنا والظبا من دونها رصد
ففي هواها قليل أن يطل دمي / وكم لها من قتيل ماله قود
وبالعقيق حبيب لو بذلت له / روحي لكان يسيراً في الذي أجد
تراب مربعه الرحب المنير به / شفاء عيني إذا ما شفها الرمد
يا راكباً تطس البيد القفار به / هو جاء عيس أمون جسرة أجد
إذا وصلت حمى سلع وطاب به / لك المقيل وزال الأين والعند
فقف بتلك القباب البيض دام لها / من ذي الجلال السنا والقرب والمدد
وأد بعد سلام نشره عطر / عني قصيدة مثن وهو مقتصد
وقل فقد أمكن التبليغ في وطن / ما خاب عبد إليه قاصداً يفد
أشكو إليك رسول الله ما أجد / من الخطوب التي أعيا بها الجلد
عمر أناف على الستين خالطه / سقم لأعبائه وسط الحشى كمد
ضعف أضيف إلى ضعف وبعضهما / يوهي قوى الجسم مني وهو منفرد
شهدت أنك خير الناس ما ولدت / انثى نظيرك في الدنيا ولا تلد
ولم ينافسك في أصل سما بشرٌ / ولم ينل رتبة نالت يداك يد
نقلت من كل صلب طاب محتده / إلى بطون زكت ما شأنها نكد
حللت صلب أبينا عند مهبطه / وصلب نوح وقد غشي الورى الزبد
وكنت في صلب إبراهيم مستتراً / ونار نمرود أشقى الخلق تتقد
وحاز نورك إسماعيل يودعه / أبناءه الغرّ حتى حازه أدد
ونال عدنان في الأنساب منزلة / علياً بذكرك لم يخفض لها عمد
ولم يزل في معد ثم في مضر / وهاشم بك تاج الفخر ينعقد
حتى تسلم عبد الله منصبه / من شيبة الحمد لما استوسق الأمد
ومذ حملت بدا في وجه آمنة ال / أنوار وهي لثقل الحمل لا تجد
وأشرقت مذ ولدت الأرض وابتهج ال / بيت الحرام وحاز الجنة المرد
وكنت خير نبي عند خالقنا / وروح آدم لم ينهض بها الجسد
فابصر اسمك فوق العرش مكتتباً / وتلك منزلة لم يعطها أحد
فحين تاب دعا رب العباد به / فتاب حقاً عليه الواحد الأحد
وأنت يوم نشور الناس سيدهم / أتباعك الغر لا يحصي لهم عدد
وأنت فيه بشير القوم إن يئسوا / وأنت فيه خطيب القوم إن وفدوا
وفي يديك لواء الحمد ثم لك ال / حوض الروي إذا ما أعوز الثمد
لك الشفاعة عند الكرب والعرق الط / اغي وعند جحيم حرها يقد
وبالوسيلة تحظى وهي منزلة / علياً حباك بها ذو العزة الصمد
وإن حبك من إيماننا سبب / من دونه النفس والأموال والولد
فبالذي أجزل النعما عليك إلى / يوم المعاد فلا نقص ولا بدد
أنعم عليّ برؤيا منك تنعشني / وتنقذ القلب مني فهو مضطهد
واشفع إلى الله في إحسان خاتمتي / فإنني بك بعد الله اعتضد
لي بين سلع والعقيق عهود
لي بين سلع والعقيق عهود / يبلى الزمان وذكرهن جديد
أيام أرفل في جلابيب الصبا / وعلي من خلع الوصال برود
في مربع رحب الجوانب للرضا / والروح فيه طائرا غريد
حرم به روض المعاني ناضر / لذوي القلوب وظله ممدود
كل الليالي للمحب بجوه / ليل التمام وكل يوم عيد
إن امرءا يمسي ويصبح عاكفا / بجنابه العطر الثرى لسعيد
لولاه لم يعذب بخرق مسامعي / ذكر العذيب ولم ترقه زرود
تدنيه بالآمال أحلام الكرى / مني وإن مزاره لبعيد
وأظل بالأشواق أطوي نحوه / ما ليس تقطعه الركاب القود
واها لأوقات صفت فكأنها / في جيد أيام الزمان عقود
سلفت لنا بين القبب فهل لها / كزماننا الماضي علي معيد
شوقي إلى من حلها شوق إذا / نقص الوداد على البعاد يزيد
إن مت من شغفي بها وصبابتي / فقتيل أسياف الغرام شهيد
كيف اللقاء ودون من أحببته / وعر الحجاز ومن تهامة بيد
سقيا لربع نازح دان حوى / شرفا على الآباد ليس يبيد
أقمار أفلاك المال منيرة / بسمائه ونجومهن سعود
برباه روض المجد ليس مصوحا / لمن اغتدى للمكرمات يرود
غيث المواهب والندى يهيم على / أفنان غض نباته ويجود
جمعت له بمحمد غرر النهى / وبه استقر النصر والتأييد
طود الفضائل فيه رأس راسخ ال / أركان والشم الرعان تميد
فيه الجلالة والمهابة والهدى / والبر والتقوى وفيه الجود
وعليه ألوية السنا معقودة / حتى يلوح لواؤه المعقود
وحياض ينته هني وردها / حتى يهيا حوضه المورود
نعم الرسول بنروه الشرك انجلى / عنا وصح لنا به التوحيد
هو شاهد متوكل ولوصفه / بين الكرام أولى النهى مشهود
يا خير من وخد العذافر نحوه / وسعت إليه من الفجاج وفود
يا من به أضحت قبائل هاشم / لأسود أبطال الرجال تسود
لا زلت مخصوصا بكل تحية / منا عليها للقبول شهود
يأتي بها ملك كريم مبلغ / ما لا يطيق له البلاغ بريد
ذهب الشباب وخانني جلدي
ذهب الشباب وخانني جلدي / وتمشت الأسقام في جسدي
ورمتني الستون من عمري / فأصاب رشق سهامها كبدي
أودى الحمام بمن أحب من ال / غر الحسان ففت في عضدي
وبقيت مسلوب القرين بلا / عدد أسر به ولا عدد
لله ما وارى الثرى وحوى / من والد بر ومن ولد
ومن ابن أم مشفق حدب / وخليل صدق غير ذي فند
كم عاينت عيناي من رجل / علم لمرتفد ومرتشد
شمس إذا ما المشكلات دجت / غيث ووجه العام غير ندي
كانوا الهداة لأهل وقتهم / سلكا بهم في أوضح الجدد
ومضوا وقد خلفت بعدهم / فرداً أعالج لوعة الكمد
يا رب فاختم لي بخاتمه ال / حسنى وخذ في شدتي بيدي