المجموع : 14
غَلَبَ الرُقادُ عَلى جُفونِ المُسهَدِ
غَلَبَ الرُقادُ عَلى جُفونِ المُسهَدِ / وَغَرِقتُ في سَهرٍ وَلَيلٍ سَرمَدِ
قَد جَدَّ بي سَهَرٌ فَلَم أَرقُد لَهُ / وَالنَومُ يَلعَبُ في جُفونِ الرُقَّدِ
وَلَطالَما سَهِرَت بِحُبّي أَعيُنٌ / أُهدي السُهادَ لَها وَلَمّا أَسهَدِ
أَيّامَ أَرعى في رِياضِ بَطالَةٍ / وَردَ الصِبا مِنها الَّذي لَم يورَدِ
لَهوٌ يُساعِدُهُ الشَبابُ وَلَم أَجِد / بَعدَ الشَبيبَةِ في الهَوى مِن مُسعِدِ
ما الدَهرُ إِلّا الناشِئانِ تَوالِيا / يَومٌ يَروحُ لَنا وَيَومٌ يَغتَدي
فَالأَمسُ لَيسَ بِراجِعٍ لَكَ عَهدُهُ / وَاليَومُ لَيسَ بِمُدرِكٍ ما في الغَدِ
وَخَفيفَةِ الأَحشاءِ غَيرَ خَفيفَةٍ / مَجدولَةٍ جَدلَ العنانِ الأَجرَدِ
غَضِبَت عَلى أَردافِها أَعطافُها / فَالحَربُ بَينَ إِزارِها وَالمَجسَدِ
خالَفتُ فيها عاذِلاً لي ناصِحاً / وَرَشَدتُ إِذ خالَفتُ قَولَ المُرشِدِ
لَأَحمِلَنَّ مَآرِبي عيدِيَّةً / حَملاً لِحاجاتِ الفَتى المُتَوَرِّدِ
يَنشُرنَ نَقعَ القاعِ حينَ يَطَأنَهُ / وَيُطِرن أَفراخَ الحَصا بِالغَرقَدِ
أَأُقيمُ مُحتَمِلاً لِضيمِ حَوادِثٍ / مَعَ هِمّةٍ مَوصولَةٍ بِالفَرقَدِ
وَأَرى مَخايِلَ لَيسَ يُخلِفُ بَرقُها / لِلفَضلِ إِن رَعَدَت وَإِن لَم تَرعَدِ
لِلفَضلِ أَموالٌ أَطافَ بِها النَدى / حَتّى جَهِدنَ وَجودُهُ لَم يَجهَدِ
يا اِبنَ الرَبيعِ حَسَرتَ شُكري بِالَّذي / أَولَيتَني في عودِ أَمرِكَ وَالبَدي
أَوصَلتَني وَرَفَدتَني وَكِلاهُما / شَرَفٌ فَقَأتُ بِهِ عُيونَ الحُسَّدِ
وَوَصَفتَني عِندَ الخَليفَةِ غائِباً / وَأَذِنتَ لي فَشَهِدتُ أَفخَرَ مَشهَدِ
وَكَفَيتَني مِنَنَ الرِجالِ بِنائِلٍ / أَغنى يَدي عَن أَن تُمَدَّ إِلى يَدِ
أَصبَحتُ مَحموداً عَلى مَوضِعٍ
أَصبَحتُ مَحموداً عَلى مَوضِعٍ / مِنكَ وَمِثلي بِكَ مَحسودُ
وَكَيفَ لا أُحسدُ مَن ظِلُّهُ / عَلى جَميعِ الناسِ مَمدودُ
يا فاخِراً بِالجودِ مُستَعلِياً / بِجَعفَرٍ يَفتَخِرُ الجودُ
أَغَرُّ صنديدٌ إِذا ما بَدا / أَطرَقتِ الصيدُ الصَناديدُ
أَخٌ لَكَ يا اِبنَ الزَبَرقانِ عَلى العَهدِ
أَخٌ لَكَ يا اِبنَ الزَبَرقانِ عَلى العَهدِ / رَكِبتَ إِلَيهِ الجورَ وَهوَ عَلى القَصدِ
ظَنَنتَ بِهِ سوءاً وَظَنُّكَ تُهمَةٌ / يَدُلُّ عَلى أَن قَد تَحَوَّلتَ عَن عَهدي
وَما خالَطَت نَفسي لِنَفسِكَ تُهمَةٌ / وَإِن خِلتَ فَاِسأَل وُدَّ صَدرِكَ عَن وُدّي
حِبالُ الهَوى بَيني وَبَينَكَ لَم تَزَل / تَمُرُّ عَلى نَزر وَتحكمُ في العَقدِ
فَهَلّا رَدَدتَ الظَنَّ عَنكَ بِفِكرَةٍ / تَدُلُّكَ يا اِبنَ الزَبرقانِ عَلى الرُشدِ
وَلكِن أَطَعتَ الظَنَّ وَالظَنُّ مُضعفٌ / بِوُدِّكِ إِن لَم تَستَعِن بِهَوىً جَلدِ
اِستَقبَل العيدَ بِعُمرٍ جَديدِ
اِستَقبَل العيدَ بِعُمرٍ جَديدِ / مَدَّت لَكَ الأَيّامُ حَبلَ الخُلودِ
مُصَعّداً في دَرَجاتِ العُلا / نَجمُكَ مَقرونٌ بِسَعدِ السُعودِ
وَاِطوِ رِداءَ الشَمسِ ما أَطلَعَت / نوراً جَديداً كُلَّ يَومٍ جَديدِ
تَمضي لَكَ الأَيّامُ ذا غِبطَةٍ / إِذا أَتى عيدٌ طَوى عُمرَ عيدِ
مَرَرتُ عَلى عِظامِ أَبي زُبيدٍ
مَرَرتُ عَلى عِظامِ أَبي زُبيدٍ / وَقَد لاحَت بِبَلقَعَةٍ صَلودِ
وَكانَ لَهُ الوَليدُ نَديمَ صِدقٍ / فَنادَم قَبرُهُ قَبرَ الوَليدِ
أَنيسا ألفة ذَهَبَت فَأَمسَت / عِظامُهُما تَأَنَّسُ بِالصَعيدِ
وَما أَدري بِمَن تَبدَأُ المَنايا / بِأَحمَدَ أَو بِأَشجَعَ أَو يَزيدِ
لَيسَ يُقيمُ الأُمورَ إِن عَدَلَت
لَيسَ يُقيمُ الأُمورَ إِن عَدَلَت / إِلّا أَبو ياسِرٍ محمدُها
يُطلِقُ ما يَعقِدُ الرِجالُ وَلا / تُطلقُ أَشياءُ حينَ يَعقِدُها
أَكرَمُ أَملاكِنا إِذا ذُكِرَت / نَفساً أَبو ياسِرٍ وَأَمجَدُها
بَنى جَميلٌ بِناءَ مَكرُمَةٍ / فَهوَ بِمَعروفِهِ يُشَيِّدُها
أَنعى فَتى الجودِ إِلى الجودِ
أَنعى فَتى الجودِ إِلى الجودِ / ما مِثلُ مَن أَنعى بِمَوجودِ
أَنعى فَتىً أَصبَحَ مَعروفُهُ / مُنتَشِراً في البيضِ وَالسودِ
أَنعى فَتىً مَصَّ الثَرى بَعدَهُ / بَقِيَّةَ الماءِ مِنَ العودِ
أَنعى فَتىً كانَ وَمَعروفُهُ / يَملَأُ ما بَينَ ذُرى البيدِ
فَأَصبَحا بَعدَ تَساميهِما / قَد جُمِعا في بَطنِ مَلحودِ
أَنعى اِبنَ مَنصورٍ إِلى سَيِّدٍ / وَأَيِّدٍ لَيسَ بِرعديدِ
وَأَشعَث يَسعى عَلى صِبيَةٍ / مِثل فِراخِ الطَيرِ مَجهودِ
وَطارِقٍ أَعيا عَلَيهِ القِرى / وَمُسلِمٍ في القَيدِ مَصفودِ
قَد ثَلِمَ الدَهرُ بِهِ ثُلمَةً / جانِبُها لَيسَ بِمَسدودِ
اليَومَ نَخشى عَثَراتِ النَدى / وَسَطوَةَ البُخلِ عَلى الجودِ
مَن لَم يَكُن سائِلُهُ مُمسِكاً / مِنهُ بإِذنابِ المَواعيدِ
أَورَدَهُ يَومٌ عَظيمٌ ثَأى / في المَجدِ حَوضاً غَيرَ مَحمودِ
كُلُّ اِمرئٍ يَجري إِلى مُدَّةٍ / وَأَجَلٍ قَد خُطَّ مَعدودِ
سَيَنطِقُ الشِعرُ بِأَيّامِهِ / عَلى لِسانٍ غَيرِ مَعقودِ
وَكُلُّ مَفقودٍ عَدلنا بِهِ / وَإِن تَغالى غَيرُ مَفقودِ
لا خَيرَ في الدُنيا وَقَد أَغلَقَت / أَبوابَها دونَ الفَتى المودي
يا وافِدي قَومِهِما إِنّ مَن / طَلَبتُما تَحتَ الجَلاميدِ
طَلَبتُما الجودَ وَقَد ضَمَّهُ / مُحَمَّدٌ في بَطنِ مَلحودِ
فاتَكُما المَوتُ بِمَعروفِهِ / وَلَيسَ ما فاتَ بِمَردودِ
يا عَضُداً لِلمَجدِ مَفتوتَةً / وَساعِداً لَيسَ بِمَعضودِ
أَوهَنَ زندَيها وَأَكبادَها / قَرعُ المَنايا في الصَناديدِ
وَهَدَّتِ الرُكنَ الَّذي كانَ بِال / أَمسِ عِماداً غَيرَ مَعمودِ
لا تَبكِيَنَّ بِعَينٍ غَيرِ جائِدَةٍ
لا تَبكِيَنَّ بِعَينٍ غَيرِ جائِدَةٍ / وَكُلُّ ذي حُزنٍ يَبكي كَما يَجِدُ
أَيَّ أَمري كانَ عَبّاسٌ لِنائِبَةٍ / إِذا تَقَنَّعَ دونَ الوالِدِ الوَلَدُ
لَم يُدنِهِ طَمعٌ مِن دارِ مُخزِيَةٍ / وَلَم يَعِزَّ لَهُ مِن نِعمَةٍ بَلَدُ
قَد كُنتُ ذا جَلَدٍ في كُلِّ نائِبَةٍ / فَبانَ مِنّي عَلَيكَ الصَبرُ وَالجَلَدُ
لَمّا تسامَت بِكَ الآمالُ وَاِبتَهَجَت / بِكَ المُروءَةُ وَاِعتَدّت بِكَ العُدَدُ
وَلَم يَكُن لِفَتىً في نَفسِهِ أَمَلٌ / إِلّا إِلَيكَ بِهِ مِن أَرضِهِ يَفِدُ
وَحينَ جِئتَ أَمامَ السابِقينَ وَلَم / يَبلُل عِذارَكَ ميدانُ وَلا أَمَدُ
وافاكَ يَومٌ عَلى نَكراءَ مُشتَمِل / لَم يَنجُ مِن مِثلِهِ عادٌ وَلا لُبدُ
فَما تَكشِفُ إِلّا عَن مَولولَةٍ / حَرّى وَمُكتَئِبٍ أَحشاؤُهُ تَقِدُ
نَعَرَ الشَبابُ بِرَبّةِ البُردِ
نَعَرَ الشَبابُ بِرَبّةِ البُردِ / فَمَضَت مُخالِفَةً عَنِ القَصدِ
سَلَّمتُ فَاِلتَفَتَ الصُدودُ بِها / ما كانَ يَنقُصُها مِنَ الرَدِّ
فَإِذا وَصَفتُ لَها مُواصلَتي / فَزَعت حَداثَتُها إِلى الصَدِّ
وَإِذا مَحاسِنُ وَجهِها نَطَقَت / أَثنى لَها خَدٌّ عَلى خَدِّ
إِنّي رَأَيتُ لَها مُواصلَةً / كَالسُمِّ تُفرِغُهُ عَلى الشَهدِ
فَإِذا أَخَذتَ بِعَهدِ ذِمَّتِها / لَعِبَ الصُدودُ بِذلِكَ العَهدِ
هِيَ الشَمسُ الَّتي تَطل
هِيَ الشَمسُ الَّتي تَطل / عُ بَينَ الشِعرِ وَالقِدِّ
كَأَنَّ الشَمسَ لَما كا / سَفَت في ثَوبِها الوَردِ
بِبابِ العُروَةِ البَيضا / ءِ تَحتَ الشَعرِ الجَعدِ
تَعُضُّ بِأَنيابِ المَنايا سُيوفُهُ
تَعُضُّ بِأَنيابِ المَنايا سُيوفُهُ / وَتَشرَبُ مِن أَخلافِ كُلِّ وَريدِ
وَلّى عَنِ الدُنيا بَنو بَرمكٍ
وَلّى عَنِ الدُنيا بَنو بَرمكٍ / فَلَو تَوالى الناسُ ما زادا
كَأَنَّما أَيّامُهُم كُلُّها / كانَت لِأَهلِ الأَرضِ أَعيادا
حَلَفتُ لَقَد أَنسى يَزيدُ بنُ مَزيدٍ
حَلَفتُ لَقَد أَنسى يَزيدُ بنُ مَزيدٍ / رَبيعَةَ مِنها فَقدَ كُلِّ فَقيدِ
فَتىً يَملَأُ العَينَينِ حُسناً وَبَهجَةً / وَيَملَأُ هَمّاً قَلبَ كُلِّ حَسودِ
الآنَ أَرَحنا وَاِستَراحَت رِبكابُنا
الآنَ أَرَحنا وَاِستَراحَت رِبكابُنا / وأَمسَكَ مَن يُجدي وَمَن كانَ يَجتَدي
فَقُل لِلمَطايا قَد أَمِنتِ مِنَ السُرى / وَطَيِّ الفَيافي فَدفداً بَعدَ فَدفَدِ
وَقُل للعَطايا بَعدَ فَضلٍ تَعَطّلي / وَقُل لِلرَزايا كُلَّ يَومٍ تَجَدّدي
وَدونَكَ سَيفاً بَرمَكِيّاً مُهَنَّداً / أُصيبَ بِسَيفٍ هاشِمِيٍّ مُهَنّدِ