المجموع : 5
أَيَداً تَفيضُ وَخاطِراً مُتَوَقِّدا
أَيَداً تَفيضُ وَخاطِراً مُتَوَقِّدا / دَعها تَبِت قَبَساً عَلى عَلَمِ النَدى
نِعمَ اليَدُ البَيضاءُ آنَسَ طارِقٌ / نارَ الذَكاءِ عَلى مَكارِمِها هُدى
نعماءُ أَعياني اِلتِماسُ مَكانِها / لَو قَد وجَدتُ لَها وَلِيّاً مُرشِدا
وَيَقولُ قَومٌ آيَةٌ قُدسِيَّةٌ / وَأَظُنُّها لِلقائِدِ الأَعلى يَدا
رَجُلُ الزَمانِ حَزامَةً وَشَهامَةً / وَسَرِيُّهُ حَسَباً أَغَرَّ وَمَحتِدا
شَهمٌ عَلى رَأسِ الدَهاءِ مُحَلِّقٌ / لَو شاءَ أَفرَدَ مِن أَخيهِ الفَرقَدا
يَستَهدِفُ المُستَقبَلاتِ بِظَنِّهِ / فَيَكادُ يُصمي اليَومَ ما يَرمي غَدا
وَيُسابِقُ الرَأيَ المُصيبَ بِعَزمِهِ / كَالسَهمِ لا كَسِلاً وَلا مُتَبَلِّدا
حَزمٌ يُريكَ المَشرَفِيَّ مُصَمِّماً / في كَفِّهِ وَالسَمهَرِيَّ مُسَدَّدا
وَتَكادُ تَحميهِ نَفاسَةُ قَدرِهِ / وَاليَأسُ مِن إِدراكِهِ أَن يُحسَدا
وَإِذا ذَكَرتَ قَبيلَهُ عَنساً فَخُذ / ما شِئتَ مِن شَرَفٍ وَعِزٍّ سَرمَدا
ماتَ الجُدودُ الأَقدَمونَ وَغادَروا / إِرثَ السَناءِ عَلى البَنينَ مُؤَبَّدا
وَكَفاكَ مِنهُ اليَومَ أَيُّ بَقِيَّةٍ / كَرُموا لَها أَصلاً وَطابوا مَولِدا
إِنَّ الكِرامَ بَني سَعيدٍ كُلَّما / وَرِثوا النَدى وَالمَجدَ أَوحَدَ أَوحَدا
قَسَموا المَعالِيَ بِالسَواءِ وَفَضَّلوا / فيها عِمادَهُمُ الكَبيرَ مُحَمَّدا
يا واحِدَ الدُنيا وَسَوفَ أُعيدُها / مَثنى وَإِن أَغنى نِداؤُكَ موحَدا
أَمّا وَقَد طُفنا البِلادَ فَلَم نَجِد / لَكَ ثانِياً فَكُنِ الكَريمَ الأَوحَدا
مَهِّد لَنا فَوقَ السُهى نَحطُط بِهِ / رِجلَ المخيّم لا بَرِحتَ مُمَهِّدا
وَاِصرِف لَنا وَجهَ القَبولِ فَإِنَّما / وَصَلَت إِلَيكَ بِنا الأَماني وُفَّدا
نَبغي لِقاءَكَ وَهوَ أَكرَمُ حاجَةٍ / نَهَبَت لَها الخَيلُ السُهى وَالفَرقَدا
وَلِذاكَ خُضتُ اللَيلَ فَوقَ مُكَرَّمٍ / لَم أَعدُ بي وَبِهِ العُلا وَالسُؤدَدا
يَدري الأَغَرُّ إِذا خَفَضتُ عَنانَهُ / أَنّي سَأُبلِغُهُ مِنَ الشَرَفِ المَدى
وَإِلى النُجومِ الزُهرِ يَرفَعُ طَرفَهُ / مَن لَم يُحاوِل غَيرَ دارِكَ مَقصِدا
عَجَبي وَلكِن مِن سَفاهَةِ راحِلٍ / رامَ الرَشادَ فَراحَ عَنكَ أَوِ اِغتَدى
رَكِبَ الهَجيرَةَ وَالسَرابُ أَمامَهُ / وَنَأى الغَديرُ لَهُ فَماتَ مِنَ الصَدى
وَعَلى مَنِ اِعتَمَدَت سِواكَ طُنونُهُ / في الناسِ كُلُّهُمُ لِخِنصَرِكَ الفِدا
الناسُ أَنتَ وَسِرُّ ذَلِكَ أَنَّهُ / أَصبَحتَ فيهِم بِالعُلا مُتَفَرِّدا
شِيَمٌ تفُوقُ شَذا المَديحِ وَإِن غَدا / مِسكاً بِأَقطارِ البِلادِ مُبَدَّدا
وَجَميلُ ذِكرٍ قَد تَضاعَف ذِكرُهُ / مِمّا يُعادُ بِهِ الحَديثُ وَيُبتَدا
سَهلُ الوُلوجِ عَلى الفُؤادِ كَأَنَّهُ / نَفَسٌ يَمُرُّ عَلى اللِسانِ مُرَدَّدا
فَإِلَيكَ شُكري تُحفَةً مِن قادِمٍ / مَغناكَ زارَ وَمِن نَداكَ تَزَوَّدا
وَعَلَيَّ تَوفيةُ الثَناءِ مُخَلَّداً / إِن كانَ يُقنِعُكَ الثَناءُ مُخَلَّدا
أَلأَجرَعٍ تَحتَلُّهُ هِندُ
أَلأَجرَعٍ تَحتَلُّهُ هِندُ / يَندى النَسيمُ وَيَأرَجُ الرَندُ
وَيَطيبُ واديهِ بِمَورِدِها / حَتّى اِدَّعى في مائِهِ الوَردُ
نِعمَ الخَليطُ نَضَحتُ جانِحَتي / بِحَديثِهِ لَو يَبرُدُ الوَجدُ
يُحييكَ مِن فيهِ بِعاطِرَةٍ / لَو فاهَ عَنها المِسكُ لَم يَعدُ
يا سَعدُ قَد طابَ الحَديثُ فَزِد / مِنهُ أَخا نَجواكَ يا سَعدُ
فَلَقَد تَجَدَّدَ لي الغَرامُ وَإِن / بَلِيَ الهَوى وَتَقادَمَ العَهدُ
ذِكرٌ يَمُرُّ عَلى الفُؤادِ كَما / يوحي إِلَيكَ بِسِقطِهِ الزَندُ
وَإِذا خَلَوتُ بِها تَمَثَّلَ لي / ذاكَ الزَمانُ وَعَيشُهُ الرَغدُ
وَلِقاءُ جيرَتِنا غَداتَئِذٍ / مُتَيَسِّرٌ وَمَرامُهُم قَصدُ
وَخِيامُهُم أَيّامَ مَضربِها / سِقطُ اللِوى وَكَثيبُهُ الفَردُ
أَعدو بِها طَوراً وَرُبَّتَما / رُعتُ الفَلا وَاللَيلُ مُسوَدُّ
لِكَواكِبٍ هِيَ في تَراكُبِها / حَلَقُ الدُروعِ يَضُمُّها السَردُ
مِن كُلِّ أَروَعَ حَشوُ مِغفَرِهِ / وَجهٌ أَغَرُّ وَفاحِمٌ جَعدُ
ذُكِرَ الوَزيرُ الوَقَّشِيُّ لَهُم / فَأَثارَهُم لِلِقائِهِ الوُدُّ
مُتَرَقِّبينَ حُلولَ ساحَتِهِ / حَتّى كَأَنَّ لِقاءَهُ الخُلدُ
قَد رَنَّحَتهُم مِن شَمائِلِهِ / ذِكَرٌ كَما يَتَضَوَّعُ النَدُّ
نِعمَ الحَديثُ الحُلوُ تَملِكُهُ ال / رُكبانُ حَيثُ رَمى بِها الوَخدُ
يا صاحِبَيَّ أَخُبرُهُ عَجَبٌ / لَكُما عَلى ظَمَأٍ بِهِ وِردُ
أَم ذِكرُهُ تَتَعَلَّلانِ بِهِ / إِذا لَيسَ مِنهُ لِذي فَمٍ بُدُّ
شَفَتَيكُما فَالنَحلُ جاثِمَةٌ / مِمّا يَسيلُ عَلَيهِما الشَهدُ
رَجُلٌ إِذا عَرَضَ الرِجالُ لَهُ / كَثُرَ العَديدُ وَأَعوَزَ النِدُّ
مِن مَعشَرٍ نَجَمَ العَلاءُ بِهِم / زَهَراً كَما يَتَناسَقُ العِقدُ
لَبِسوا الوزارَةَ مُعلَمينَ بِها / وَمَعَ الصَنائِفِ يَحسُنُ البُردُ
مُستَأنِفينَ قَديمَ مَجدِهِمُ / يَبني الحَفيدُ كَما بَنى الجَدُّ
حُمِدوا إِلى جَدٍّ وَأَعقَبَهُم / حَمدٌ بِأَحمَدَ ما لَهُ حَدُّ
وَكَأَنَّما فاقَ الأَنامَ بِهِم / نَسَبٌ إِلى القَمرَينِ يَمتَدُّ
فَيَرى وَليدُهُمُ المَنامَ عَلى / غَيرِ المَجَرَّةِ أَنَّهُ سُهدُ
وَيَرى الحَيا في مُزنِهِ فَيَرى / أَنَّ الرَضاعَ لِرِيِّهِ صَدُّ
وَكَأَنَّما وُلِدوا لِيُكتَفَلوا / حَيثُ السَنا وَالسُؤدَدُ العِدُّ
فَعَلَت كَرائِمُهُم بِهِم وَعَلا / فَوقَ السِماكِ النَهدُ وَالجُهدُ
سَتَرى الوَزيرَ وَمَجدَهُ فَتَرى / جَبَلاً يُلاذُ بِهِ وَيُعتَدُّ
وَتَرى مَآثِرَ لا نَفادَ لَها / بِالعَدِّ حَتّى يَنفَدَ العَدُّ
ضَمِنَ النَوالُ بِأَن تَروحَ إِلَي / هِ العيسُ مُعلَمَةً كَما تَغدو
وَلَقَد أَراني بِالبِلادِ وَآ / مالُ البِلادِ بِبابِهِ وَفدُ
وَهِباتُهُ تَصِفُ النَدى بِيَدٍ / عَلياءَ أَقدَمُ وَفرِها المَجدُ
خَفَقَت بِها في الطِرسِ بارِقَةٌ / حَدَقُ القَنا مِن دونِها رُمدُ
مَحمولَةٌ حَملَ الحُسامِ وَإِن / خَفِيَ النِجادُ هُناكَ وَالغِمدُ
يَسطو بِها فَأَقولُ يا عَجَبا / ماذا يُري عَلياءَهُ الجَدُّ
حَتّى اليَراعَةُ بَينَ أَنمُلِهِ / يا قَومُ مِمّا تَطبَعُ الهِندُ
وَكَفى بِأَن وَسَمَ النَدى سِمَةً / لَم تَمحُها الأَيّامُ مِن بَعدُ
بِعَوارِفٍ عَمَرَ البِلادَ بِها / فَاِخضَرَّ مِنها الغَورُ وَالنَجدُ
وَالأَمرُ أَشهَرُ في فَضائِلِهِ / ما إِن يُلَبِّسُها لَكَ البُعدُ
هَيهاتَ يَذهَبُ عَنكَ مَوضِعُهُ / هَطَلَ الغَمامُ وَجَلجَلَ الرَعدُ
أَعرَبتُ عَن مَكنونِ سُؤددِهِ / ما تُعجِمُ الوَرقاءُ إِذ تَشدو
سُوَراً مِنَ الأَمداحِ مُحكَمَةً / مِن آيِهِنَّ الشُكرُ وَالحَمدُ
وَلَعَلَّ ما يَخفى وَراءَ فَمي / مِن وُدِّهِ أَضعافُ ما يَبدو
لَكَ الوُدُّ الَّذي لا رَيبَ فيهِ
لَكَ الوُدُّ الَّذي لا رَيبَ فيهِ / وَإِن بَقِيَت نَواكَ عَلى التَمادي
إِذا كَرُمَت عُهودُ المَرءِ طَبعاً / فَأَكرَمُ ما يَكونُ عَلى البعادِ
أَبني البَلاغَةَ فيمَ حَفلُ النادي
أَبني البَلاغَةَ فيمَ حَفلُ النادي / هَبها عُكاظَ فَأَينَ قِسُّ إِيادِ
أَما البَيانُ فَقَد أَجَرَّ لِسانَهُ / فيكُم بِفَتكَتِهِ الحِمامُ العادي
عُرِشَت سَماءُ عَلائِكُم ما أَنتُمُ / مِن بَعد ذلِكُم الشهابُ الهادي
حُطّوا عَلى عَنَدِ الطَريقِ فَقَد خَبا / لأَلاءُ ذاكَ الكَوكَبِ الوَقّادِ
ما فُلَّ لهذمُهُ الصَقيل وَإِنَّما / نُثِرَت كَعوبُ قَناكِمُ المُنآدِ
إيهٍ عَميدَ الحَيِّ غَيرَ مُدافَعٍ / إيهٍ فِدىً لَكَ غابِرُ الأَمجادِ
ما عُذرُ سِلكٍ كُنتَ عِقدَ نِظامِهِ / إِن لَم يَصِر بُرداً إِلى الآبادِ
حَسبُ الزَمانِ عَلَيكَ ثُكلاً أَن يُرى / مِن طولِ لَيلٍ في قَميصِ حِدادِ
يُومي بَأَنجُمِه لِما قَلَّدتهُ / مِن دُرِّ أَلفاظٍ وَبيضِ أَيادِ
كَثُفَ الحِجابُ فَما تُرى مُتَفَضِّلاً / في ساعَةٍ تُصغي بِهِ وَتُنادي
أَلمِم بِرَبعِكَ غَيرَ مَأمورٍ فَقَد / غَصَّ الفناءُ بِأَرجُلِ القُصّادِ
خَبَراً يُبَلِّغُهُ إِلَيكَ وَدونه / أَمنُ العُداةِ وَراحَةُ الحُسّادِ
قَد طأطَأَ الجَبَلُ المنيفُ قَذالَهُ / لِلجارِ بَعدَكَ وَاِقشَعَرَّ الوادي
أَعِدِ اِلتِفاتَكَ نَحوَنا وَأَظُنُّهُ / مِثلَ الحَديثِ لَدَيكَ غَيرَ مُعادِ
وَاِمسَح لَنا عَن مُقلَتَيكَ مِنَ الكَرى / نَوماً تكابِد مِن بُكاً وَسُهادِ
هذا الصَباحُ وَلا تَهُبّ إِلى مَتى / طالَ الرُقادِ وَلاتَ حينَ رقادِ
وَكَأَنَّما قالَ الرَدى نَم وادِعاً / سَبَقَت إِلى البُشرى بِحُسنِ معادِ
أَمُوَسَّداً تِلكَ الرخام بِمرقدٍ / أَخشِن بِهِ مِن مرقدٍ وَوِسادِ
خُصَّت بِقَدرِكَ حُفرَةٌ فَكَأَنَّها / مِن جَوفِها في مِثلِ حَرفِ الصادِ
وَثِّر لِجَنبِكَ مِن أَثاثِ مُخَيّمٍ / تُربٍ نَدٍ وَصَفائِحٍ أَنضادِ
يا ظاعِناً رَكِبَ السُرى في لَيلَةٍ / طارَ الدَليلُ بِها وَحارَ الحادي
أَعزز عَلَينا أَن حَطَطتَ بِمَنزِلٍ / ناءٍ عَنِ الزُوّارِ وَالعُوّادِ
جاراً لِأَفرادٍ هُنالِكَ جيرَةٍ / سُقياً لِتِلكَ الجيرَة الأَفرادِ
الساكِنينَ إِلى المَعادِ قِبابُهُم / مَنشورَةُ الأَطنابِ وَالأَعمادِ
مِن كُلِّ مُلقيةِ الجِرانِ بِمَضرب / نابَ البِلى فيهِ عَنِ الأَوتادِ
بِمُعَرَّس السَفرَ الأُلى رَكِبوا السُرى / مَجهولَةَ الغاياتِ وَالآمادِ
سِيّانَ فيهِم لَيلَةٌ وَنَهارُها / ما أَشبَهَ التَأويبَ بِالإِسآدِ
لُحقُ البُطونِ مِنَ اللغوبِ عَلى الطَوى / وَعَلى الرَواحِلِ عُنفُوانُ الزادِ
لِلَّهِ هُم فَلَشَدَّ ما نَفَضوا مِنَ اِم / تِعَةِ الحَياةِ حَقائِبَ الأَجسادِ
يا لَيتَ شعري وَالمنى لَكَ جَنَّةٌ / وَالحالُ مُؤذِنَةٌ بِطولِ بِعادِ
هَل لِلعُلا بِكَ بَعدَها مِن نَهضَةٍ / أَم لِاِنقِضاءِ نَواكَ مِن ميعادِ
بِأَبي وَقَد ساروا بِنَعشِكَ صارِمٌ / كَثُرَت حَمائِلُهُ عَلى الأَكتادِ
ذَلَّت عَواتِقُ حامِليكَ فَإِنَّهُم / شاموكَ في غِمدٍ بِغَيرِ نجادِ
نِعمَ الذماءُ البَرُّ ما قَد غَوَّروا / جُثمانَهُ بِالأَبرَقِ المُنقادِ
عَليا بِها خُصَّ الضَريحُ وَإِنَّما / نَعِمَ الغُوَيرُ بِأَبؤس الإِنجادِ
أَبَني أَبي العَبّاسِ أَيَّ حُلاحِلٍ / سَلَبَتكُم الدُنيا وَأَيَّ نَضادِ
هَل كانَ إِلّا العَينَ وافَقَ سَهمُها / قَدَراً فَأُقصِدَ أَيَّما إِقصادِ
أَخلِل بِمَجدٍ لا يُسَدُّ مَكانُهُ / بِالإِخوَةِ النُجباءِ وَالأَولادِ
وَلَكَم يُرى بِكَ مِن هِضابٍ لَم تَكُن / لَولاكَ غَيرَ دَكادِكٍ وَوِهادِ
ما زِلتَ تُنعِشَها بِسَيبِكَ قابِضاً / مِنها عَلى الأَضباعِ وَالأَعضادِ
حَتّى أَراكَ أَبا مُحَمَّدٍ الرَدى / كَيفَ اِنهِدادُ بَواذِخِ الأَطوادِ
يا حَرَّها مِن جَمرَةٍ مَشبوبَةٍ / تُلقى لَها الأَيدي عَلى الأَكبادِ
كَيفَ العَزاءُ وَإِنَّها لَرَزِيَّة / خَرَجَ الأَسى فيها عَنِ المُعتادِ
صَدَعَ النُعاةُ بِها فَقُلتُ لِمَدمَعي / كَيفَ اِنسِكابُكَ يا أَبا الجَوادِ
لَكَ مِن دَمي ما شيتَ غَيرَ مُنَهنَهٍ / صُب كَيفَ شيتَ مُعَصفِرَ الأَبرادِ
تَقصيرَ مُجتَهِدٍ وَحَسبُكَ غايَةً / لَو قَد بَلَغتَ بِها كَبيرَ مُرادِ
أَما الدُموعُ فَهُنَّ أَضعَفُ ناصِرٍ / لكِنَّهُنَّ كَثيرَةُ التَعدادِ
ثُمَّ السَلامُ وَلا أَغَبَّ قَرارَةً / وارَتكَ صَوبُ رَوائِحٍ وَغَوادِ
تَسقيكَ ما سَفَحَت عَلَيكَ يَراعَةٌ / في خَدِّ قِرطاسٍ دُموعَ مِدادِ
لا وَمِسكُ اللَمى وَوَردُ الخُدودِ
لا وَمِسكُ اللَمى وَوَردُ الخُدودِ / ما نَهارُ اللّقا كَلَيلِ الصُدودِ
لا وَلا الزَهرُ مِثلُ دُرِّ الثَنايا / لا وَلا السَمرُ مِثلُ بانِ القُدودِ
لا وَلا البَدرُ مِثلُ صُبحِ المُحيّا / لا وَلا النَدُّ مِثلُ خَتمِ النُهودِ
إِن يَكُن ذا فَقَد عَلِقتُ غَزالاً / عَلِقَت عَينُهُ بِصَيدِ الأُسودِ
غُصنُ بانٍ وَزَهرُ رَوضِ جَمالٍ / ريمُ إِنسٍ وَبَدرُ أُفقِ سُعودِ