المجموع : 20
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً / بَرى جِسمى مِنَ الشَوقِ الشَديدِ
وَفي البَلَدِ القَريبِ عَدِمتُ صَبري / فَكيفَ أَكونُ في البَلَدِ البَعيدِ
نَوَىً بَعدَ الصَدودِ وَأَيُّ شَيءٍ / أَشَدُّ مِنَ النَوى بَعدَ الصُدودِ
يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا
يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا / دَع في المُدامِ وَشُربِهِا مُن فَنَّدا
أَو ما تَرى شَجرَ الخَريفِ كَأَنَّما / أَوراقَهُ ذَهَبٌ وَكُنَّ زَبَرجَدا
وَالكَأسُ تُعطيها لُجيناً كُلَّما / غُنّيتَ مِن طَرَبِ وَتَأخُذُ عَسجَدا
مِن كَفِّ أَبلَجَ كَالصَباحِ مُهَفهَفٍ / فَضَحَ الغُصونَ رَشاقَةً وَتَأَوُّدا
عَبَثَ العُقارُ بِعَينِهِ فَتَنَرجَسَت / أَجفانُها وَبِخَدِّهِ فَتَوَرَّدا
قَمَرٌ يَغيبُ إِذا بَدَأَت مَلالَةً / وَأَغيبُ مِن حَذرِ الوُشاةِ إِذا بَدا
نادَيتُ طَرَّتَهُ وَضَوءَ جَبينِهِ / سُبحانَ مَن قَرَنِ الضَلالَةَ بِالهُدى
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ / تَروحُ بِها خَيلُ الجُلاحِ وَتَغتَدي
وَنارٌ بِقَلبي مِثلُها لِأُهَيلِها / تُشَبُّ لِضَيفٍ مُتهِمٍ وَلِمُنجِدِ
وَمَمشوقَةٍ رَقَّت وَدَقَّت شَمائِلاً / إِلى أَن تَساوى جِلدُها وَتَجَلُّدي
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ تُغني لِحاظِها / عَن المُرهَفاتِ البيضِ في كُلِّ مَشهَدِ
حِجازِيَةُ الأَجفانِ وَالخَصرِ وَالحَشا / شَآمِيَّةُ الأَردافِ وَالنَهدِ وَاليَدِ
إِذا اِبتَسَمَت فَالدُرُّ عِقدُ مُنَضَّدٌ / وَإِن حَدَّثَت فَالدُرُّ غَيرُ مُنَضَّدِ
وَأَلمى كَمِثلِ البَدرِ تَبدو جُيوبُهُ / عَلى مِثلِ خوطِ البانَةِ المَتَأَوِّدِ
لَهُ مُقلَةٌ سُكرى بِغَيرِ مُدامَةٍ / وَلي مُقلَةٌ شُكرى بِدَمعِ مُوَرَّدِ
رَعى اللَهَ يَوماً ظَلَّ في ظِلِّ أَيكَةٍ / نَديمي عَلى زَهرِ الرِياضِ وَمُنشِدي
وَكَأساً سَقانيها كَقِنديلِ بَيعَةٍ / بِها وَبِهِ في ظُلمَةِ اللَيلِ نَهتَدي
مُعتَقَةً مِن قَبلِ شَيثٍ وَآدَمِ / مُحَلَّلَةً مِن قَبلِ عيسى وَأَحمَدِ
صَفَت كَدُموعي حينَ صَدَّ مَديرُها / وَرَقَّت كَديني حينَ أَوفى بِمَوعِدِ
وَفي الشَيبِ لي عَن لاعَجِ الحُبِّ شاغِلٌ / وَقَد كُنتُ لَولا الشَيبُ طَلّاعَ أَنجُدِ
رَمى شَعَري بَعدَ السَوادِ بِأَبيَضٍ / وَحَظِيَ مِن بَعدِ البَياضِ بِأَسوَدِ
فَلا وَجدَ إِلّا ما وَجَدتُ مِنَ الأَسى / وَلا حَمدَ إِلّا لِلأَميرِ مُحَمَّدِ
في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا
في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا / إِلّا حَكَوا سَمَرَ الرِماحِ قُدودا
تَخَذوا مِنَ اللَيلِ البَهيمِ قِلانِساً / وَمِنَ النَهارِ مُباسِماً وَخُدودا
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت / عَوارِضُهُ فَنَقصٌ في اِزدِيادِ
يَموتُ المَوتَةَ الأُولى فَتُمسي / عَلى خَدَّيهِ أَثوابُ الحِدادِ
وَهَل يَستَحسِنُ الإِنسانُ رَوضاً / إِذا ما حَلَّهُ شَوكُ القَتادِ
يا طالِبَ الصَورِيِّ إِن لَم تَتُب
يا طالِبَ الصَورِيِّ إِن لَم تَتُب / عَن شِعرِكَ المُنتَحَلِ البارِدِ
حَلَّ بِأَكتافِكَ في جِلَّقٍ / ما حَلَّ بِالهَيتِيِّ في آمِدِ
ناوَلَني مَن أُحِبُّ نَرجِسَةً
ناوَلَني مَن أُحِبُّ نَرجِسَةً / أَحسَنَ في ناظِري مِنَ الوَردِ
كَأَنَّما بِيضُها مُرَصَّعَةً / مِن ثَغرِهِ وَالصَفارُ مِن خَدّي
عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي
عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي / بِنَسيمِها وَبِذِكرِ سُعدى مُسعِدي
بَدَوِيَةُ الأَلفاظِ دونَ خَبائِها / خَيلٌ تَروحُ إِلى الطِعانِ وَتَغتَدي
قَد كانَ يُغَنّي لَحظُها وَقَوامُها / عَن كُلِّ خَطِّىٍّ وَكُلِّ مُهَنَّدِ
يا سائِلي لِم دَمعُ عَيني سائِلُ / هاكَ الحَديثَ عَنِ الغَزالِ الأَغيَدِ
مَن لي بِمَعسولِ الثَنايا عَذبِها / لَدنٍ كَخوطِ البانَةِ المُتَأَوِّدِ
أَبَداً هَواهُ لي مُقيمٌ مُقعِدٌ / روحي فِداهُ مِن مُقيمٍ مُقعِدِ
وَلَقَد نَعِمتُ بِوَصلِهِ في نَيرَبٍ / أَلِفَ الرَبيعَ بِرَوضِهِ الغُصنُ النَدِيِّ
أَزهارُهُ مِن جَوهَرٍ وَنَسيمُهُ / مِن عَنبَرٍ وَثِمارُهُ مِن عَسجَدِ
وَعَلى الغُصونِ مِنَ الحَمائِمِ قَينَةٌ / تُغنيكَ عَن شَدوِ الغَريضِ وَمَعبَدِ
وَالماءُ في بَرَدى كَأَنَّ حَبابَهُ / بَرَدٌ جَنَتهُ الريحُ غَيرُ مُجَمَّدِ
بَينا تَراهُ كَالسَجَنجَلِ ساكِناً / حَتى تَراهُ أَجعَداً كَالمِبرَدِ
وَكَأَنَّما أَنفاسُ رِئاهُ ثَنا / أَبقِ الهُمامِ الماجِدِ بنِ مُحَمَّدِ
مَلِكٌ تَشَرَّفَتِ المَنابِرُ بِاِسمِهِ / وَعَلَت مَناقِبُهُ فُوَيقَ الفَرقَدِ
وَعَلى الأَسِرَّةِ وَجهُهُ / شَمسٌ تَجَلَّت مِن بُروجِ الأَسعَدِ
ما نُشِّرتَ راياتُهُ يَومَ الوَغى / إِلّا اِنطَوى جَيشُ العَدُوِّ المُعتَدي
مَن قاتَلَ الأَفرِنجَ ديناً غَيرُهُ / وَالخَيلُ مِثلُ السَيلِ عِندَ المَشهَدِ
رَدَّ الأَمانَ بِكُلِّ نَدبٍ باسِلٍ / وَمِنَ الجِيادِ بِكُلِّ نَهدٍ أَجرَدِ
وَمِنَ السُيوفِ بِكُلِّ عَضبٍ أَبيَضٍ / وَمِن العِجاجِ بِكُلِّ نَقعٍ أَسوَدِ
حَتّى لَوى الإِسلامُ تَحتَ لِوائِهِ / وَغَدا بِحَمدٍ مِن شَريعَةِ أَحمَدِ
طَلقُ المُحَيّا واضِحٌ مُتَهَلِّلٌ / مِثلَ الحُمَيّا في الحِمى طَلقُ اليَدِ
كَسَدَ القَريضُ وَكانَ قُدُماً نافِقاً / في ذا الزَمانِ وَعِندَهُ لَم يَكسَدِ
أَمُجيرَ دينِ اللَهِ وَاِبنَ جَمالِهِ / وَالسَيَّدَ بنَ السَيَّدِ بنِ السَيَّدِ
كَم حاسِدٍ لَكَ في الشَجاعَةِ وَالنَدى / وَالعِلمُ لا قَرَّت عُيونُ الحُسَّدِ
أَضحَت دِمَشقُ بِحسُنِ وَجهِكَ جَنَّةً / فيها الَّذي يَشناكَ غَيرُ مُخَلَّدِ
لا زِلتَ لِلإِسلامِ عَضداً ما سَرَت / بَعدَ الكَرى شَدَنِيَّةٌ في فَدفَدِ
دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي
دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي / وَحَبَّذا حَبَّذا واديكِ مِن وادِ
لَيسَ النَدامى نَدامى حينَ تَنزِلُهُ / يَعُلُّهُم شادِنٌ كَأساً عَلى شادِ
حَقَّاً وَلِلوُرقِ في أَوراقِهِ طَرَبُ / كَأَنَّ في كُلِّ عودٍ أَلفَ عَوّادِ
يا غادِياً رائِحاً عَرِّج عَلى بَرَدى / وَخَلِّني مِن حَديثِ الرائِحِ الغادي
كَم قَد شَرِبتُ بِهِ في ظِلِّ دالِيَةٍ / مِن ماءِ دالِيَةٍ تُنبيكَ عَن عادِ
في جَنبِ ساقِيَةٍ مِن كَفِّ ساقِيَةٍ / قامَت تَثَنّى بِقَدٍّ غَيرِ مُنآدِ
سَمراءُ كالصَعدَةِ السَمراءِ واضِحَةٌ / يَشفي لَمَى شَفَتَيها غُلَّةَ الصادي
لَها بِعَيني إِذا ماسَت عَواطِفُها / جَمالُ مَيّاسَةٍ في عَينِ مِقدادِ
وَهَل أَذَمُّ زَماني في مَحَبَّتِها / وَأَهلُهُ عِندَ أَعدائي وَحُسّادي
وَقَد غَدَوتُ بِفَخرِ الدينِ مُفتَخِراً / عَلى البَرِيَّةِ مِن حَضَرٍ وَمِن بادي
ثَورانَ شاهَ بنَ أَيّوبَ الَّذي شَرُفَت / بِهِ دِمَشقُ عَلى مِصرٍ وَبَغدادِ
مِن اِبنُ مامَةَ وَالطائيُّ في كَرَمٍ / وَشِدَّةِ الباسِ عَمروٌ وَاِبنُ شَدّادِ
كَالبَدرِ إِن غابَ حَلَّت بَعدَهُ ظُلَمٌ / وَإِن أَلَّمَ أَتاكَ المُؤنِسُ الهادي
وَهُوَ الَّذي لَم يَزَل في كُلِّ مَنزِلَةٍ / يَسيرُ خَلفَ العُلى بِالماءِ وَالزادِ
مِن مَعشَرٍ لَم تَزَل نيرانُ حَربِهِم / مَشبوبَةً ذاتِ إِبرِاقٍ وَإِرعادِ
تَمضي مَجالِسُهُم غُرّاً مُحَجَّلَةً / هَزلَ اِبنِ حَجّاجِ في جِدِّ اِبنِ عَبّادِ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ / وَلا مُنجِدٌ لَمّا أَغاروا وَأَنجَدوا
عَذَرتُ العَذارى في صُدودي وَلَم أَقُل / خَليلَيَّ لِمَ حَظِّيَ مِنَ البيضِ أَسوَدُ
وَلا عَجَبٌ لِلشَيخِ إِن أَلِفَ القِلى / وَقَد كانَ هَذا رَسمُهُ وَهُوَ أَمرَدُ
وَأَسمَرُ كَالخَطِّيِّ لَوناً وَلينَةً / يَكادُ يُحَلُّ الخَصرُ مِنهُ وَيُعقَدُ
تَقَلَّدَ بِالعَضبِ لِحُسامٍ وَما دَرى / بِأَنَّ دَمي مِن قَلبِهِ يَتَقَلَّدُ
وَوَجنَتَهُ وَاللَحظُ وَردٌ وَنَرجِسٌ / وَفي فَمِهِ خَمرٌ وَدُرٌّ مُنَضَّدُ
وَكَم شاعِرٍ أَودَت ثَعابينُ شَعرِهِ / إِذا ما بَدا مِنهُنَّ سَبطٌ وَأَجعَدُ
سَباني كَما يَسبي الأَميرُ عُداتَهُ / فَتى المَلِكِ المَنصورِ وَالخَيلُ تُرعَدُ
لِناصِرِ دينِ اللَهِ نَصرٌ عَلى العِدى / وَعَزمٌ حَكاهُ المَشرِفِيُّ المُهَنَّدُ
تَجودُ السَحابُ الغُرُّ قَطراً إِذا هَمَّت / وَما جودُهُ إِلّا لُجَينٌ وَعَسجَدُ
عَلى بَيتِ شِعرٍ بَيتُ مالٍ عَطاؤُهُ / إِلى أَن خَلا مِنهُ طَريفٌ وَمُتلِدُ
هُوَ البَدرُ لِلسارِ بِكُلِّ تَنوفَةٍ / إِلَيهِ إِذا ما طالَ لَيلٌ وَفَدفَدُ
فَصيحٌ إِذا قالَ ابنُ عَبّاسَ عَبدُهُ / وَيَبرُدُ مِن عِيٍّ لَدَيهِ المُبَرِّدُ
وَمَلِكٌ لَهُ بَحرانَ عِلمٌ وَنائِلٌ / يَفيضُ بِذا صَدرٌ وَتَهِمّي بِذا يَدُ
وَنارانِ لِلحَربِ العَوانِ وَلِلقِرى / غَدَت كُلُّ نارٍ مِنهُما تَتَوَقَّدُ
هُوَ القَيلُ وَاِبنُ القَيلِ وَالمَعشَرُ الأولى / إِذا غابَ مِنهُم سَيَّدٌ قامَ سَيِّدُ
غُيوثٌ إِذا جادَوا لُيوثٌ إِذا سَطَوا / لَهُم نائِلٌ جَمٌّ وَمَجدٌ مُشَيَّدُ
أَناصِرَ دينِ اللَهِ لازِلتَ ناصِرِ / عَلى زَمَنٍ فِيهِ الأَديبُ مُطَّهَدُ
لَئِن جَلَّ حَسّانٌ بِمَدحِ مُحَمَّدٍ / فيها أَنا حَسّانٌ وَأَنتَ مُحَمَّدُ
وَإِنّي لَفي قَومي كَريمٌ مُسَوَّدٌ / وَكُلُّ عَدوٍّ لي لَئيمُ مُسَوِّدُ
أَصِخ أَيُّها المَولى إِلَيّا وَلا تَقُل / مَضى ذَلِكَ الفَضلُ الَّذي كانَ يُعهَدُ
فَلَو كانَ هَذا الشِعرُ قِدَماً رَواهُ في / أُمَيَّةَ حُمادٌ وَغَنّاهُ مَعبَدُ
عَلى أَنَّهُ مازالَ في كُلِّ بَلدَةٍ / يُغَنّى بِهِ عِندَ المُلوكِ وَيُنشَدُ
فَلا مَلِكٌ يُرجى سِواكَ وَيُتَّقى / وَلا شاعِرٌ يُهوى سِوايَ وَيُحمَدِ
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى / وَأَمرَضُ مِن جَفاكَ وَلَن أُعادا
لَقَد أَلِفَ الضَنَى وَالسَقَمَ جِسمي / وَعَينايَ المَدامِعَ وَالسُهادا
وَها أَنا قَد وَهى صَبري وَشَوقي / إِذا ما قَلَّتِ الأَشواقُ زادا
بِقَلبي ذاتَ خُلخالٍ وَقُلبٍ / تَمَلَّكَ فَودُها مِنّي الفُؤادا
مُهَفهَفَةً كَأَنَّ قَضيبَ بانٍ / تَثَنّى في غَلائِلِها وَمادا
بِوَجهٍ لَم يَزِد إِلّا بَياضاً / وَشِعرٍ لَم يَزِد إِلّا سَوادا
تَعَجَّبُ عاذِلي مِنَ حَرِّ حُبّي / وَمِن بَردِ السُلُوِّ وَقَد تَمادى
وَلا عَجَبٌ إِذا ما آبَ حَرٌّ / بِآبٍ وَمِن جَمادٍ في جُمادى
وَقَد أَنسانِيَ الشيبُ الغَوانِيَ / فَلا سُعدى أُريدُ وَلا سُعادا
وَهَل أَخشى مِنَ الأَنواءِ بُخلاً / إِذا ما يوسُفٌ بِالمالِ جادا
فَتىً لِلدينِ لَم يَبرَح صَلاحاً / وَلِلأَموالِ لَم يَبرَح فَسادا
هُوَ المَعروفُ بِالمَعروفِ حَقّاً / جَوادٌ لَم يَهَب إِلّا الجَوادا
بِهِ الأَشعارُ قَد عاشَت نَفاقاً / وَعِندَ سِواهُ قَد ماتَت كَسادا
يُحِبُّ الخَمسَةَ الأَشباحَ ديناً / وَما يَهوى يَزيداً أَو زِيادا
لَئِن أَعطاهُ نورُ الدينِ حِصناً / فَإِنَّ اللَهَ أَعطاهُ البِلادا
إِلى كَم ذا التَواني في دِمَشقٍ / وَقَد جاءَتكُمُ مِصرٌ تُهادى
عَروسٌ بَعلُها أَسَدٌ هَصورٌ / يَصيدُ المُعتَدينَ وَلَن يُصادا
أَلا يا مَعشَرَ الأَجنادِ سيروا / وَراءَ لِوائِهِ تَلَقَوا رَشادا
وَما كُلُّ اِمرِىءٍ صَلّى مَعَ الناسِ / مَأموناً كَمَن صَلّى فَرادى
قِف بِجيرونَ أَو بِبابِ البَريدِ
قِف بِجيرونَ أَو بِبابِ البَريدِ / وَتَأَمَّل أَعطافَ بانِ القُدودِ
تَلقَ سَمراً كَالسُمرِ في اللَونِ / وَاللِينِ وَشِبهِ الخُدودِ في التَوريدِ
مِن بَني الصَيدِ لِلمُحِبينَ صادوا / بِعُيونِ الظِبا قُلوبَ الأُسودِ
يا نَديمَيَّ غَنِّياني بِشِعري / وَاِسقِياني بُنَيَّةَ العُنقودِ
عَرِّجا بي ما بَينَ سَطرا وَمَقرا / لا بِأَكنافِ عالِجٍ وَزَرودِ
سَقَّياني كَأساً عَلى نَهرِ ثَورا / وَذَراني أَبولَها في يَزيدِ
أَنا مِن شيعَةِ الإِمامِ حُسَينٍ / لَستُ مِن سُنَّةِ الإِمامِ وَليدِ
مَذهَبي مَذهَبٌ وَلَكِنَّني في / بَلدَةٍ زُخرِفَت لِكُلِّ بَليدِ
غَيرَ أَنَّ الزَمانَ فيها أَنيقٌ / تَحتَ ظِلٍّ مِنَ الغُصونِ مَديدِ
وَرِياضٍ مِنَ البَنَفسَجِ وَالنَرجِسِ / قَد عُطُّرَت بِمِسكٍ وَعودِ
كَثَنا الصالِحِ بنَ رُزّيكَ في كُلِّ / قَريبٍ مِنَ الدَنى وَبَعيدِ
مَلِكٌ لَم تَزَل ثِيابُ عِداهُ / في حِدادٍ وَثَوبُهُ مِن حَديدِ
وَوَزيرٍ في الفَضلِ أَوفى مِنَ الفَضلِ / بنِ يَحيى في ظِلِّ مُلكِ الرَشيدِ
فاقَ عَبدَ المَليكِ في العِلمِ / وَالحِلمِ بَليغٌ يَفوقُ عَبدَ الحَميدِ
كُلَّ يَومٍ عِداتُهُ في هُبوطٍ / حَيثُ كانوا وَمجدُهُ في صُعودِ
وَلَهُ ناصِرٌ مِنَ اللَهِ فيهِم / مِثلَما بُختَ نُصَّرَ في اليَهودِ
فازَ بِالفائِزِ الإِمامِ الَّذي / أَصبَحَ مِصباحَ شيعَةِ التَوحيدِ
صَفوَةً مِن مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ / لَيسَ مِن سَعدِهِم وَلا مِن سَعيدِ
وَرِثَ المُلكَ لا كَما زَعَمَ الغَيرُ / وَخَلّى ما قيلَ في داوُودِ
سَيفَ هَذا الإِمامِ لا فُلَّ حَدّاكَ / وَلا زَلَّت نارُ قَلبِ الحَسودِ
أَنتَ بَينَ المُلوكِ واسِطَةُ العِقدِ / وَقُطبُ الرَحى وَبَيتُ القَصيدِ
وَلَكَ الفَخرُ حينَ أَقبَل مَحمودُ / بِحُسنِ الثَنا مِن مَحمودِ
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي / وَغَيرِهِما في عَصرِنا لَيسَ يُقصَدُ
وَكَيفَ أَخافُ الفَقرَ أَو أُحرَمُ الغِنى / وَكَنزي مِنَ الأَمصارِ مِصرٌ وَصَرخَدُ
فَلازالَ طَلاعَ الثَنايا طَلائِعٌ / وَلازالَ مَحمودَ النَجَّارِ مُحَمَّدُ
أَقسَمتُ يا لائِمي فيمَن بُليتُ بِهِ
أَقسَمتُ يا لائِمي فيمَن بُليتُ بِهِ / وَقَد تَحَكَّم في هَجري وَإِبعادي
لَو أَنَهُ كُلَّما سافَرتُ وَدَّعَني / بِقُبلَةٍ لَم أَزَل في الرائِحِ الغادي
حاجَتي شُقَّةٌ تَشُقُّ عَلى كُلِّ
حاجَتي شُقَّةٌ تَشُقُّ عَلى كُلِّ / بَغيضٍ مِنَ الوَرى وَحَسودِ
ذاتُ لَونٍ كَمِثلِ عِرضِكَ لا / عِرضي وَحَظّي مِنَ القَريبِ البَعيدِ
فَاِبعَثَنها صَفيقَةً مِثلَ وَجهي / جَلَّ مِن صاغِ جِلدَهُ مِن حَديدِ
وَاِجعَلَنها طَويلَةً مِثلَ قَرني / وَلِساني لا مِثلَ قَدّي وَجيدي
كَي أُرى في الشآمِ شَيخاً خَليعاً / في قَميصٍ مِنَ العِراقِ جَديدِ
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ / تُكَفِّرُها العُقوبَةُ وَالصِفادُ
لَئِن كانَ الفَسادُ لَكُم صَلاحاً / فَمولانا الصَلاحُ لَكُم فَسادُ
قُلتُ لِحُسّادِكَ زَيدوا في الحَسَد
قُلتُ لِحُسّادِكَ زَيدوا في الحَسَد / قَد سَكَنَ الدارَ وَقَد حازَ البَلد
لا تَعجَبوا إِنَّ حَلَّ دارَ عَمِّهِ / أَما تَحِلُّ الشَمسُ في بُرجِ الأَسَد
يا خَفيفاً عَلى القُلوبِ لَطيفاً
يا خَفيفاً عَلى القُلوبِ لَطيفاً / قَد بَكاهُ أَصادِقٌ وَأَعادي
كُنتَ مِن مُهجَتي مَكانَ السُوَيداءِ / وَمِن مُقلَتي مَكانَ السَوادِ
قَد بَكاكَ الراوُوقُ وَالكَأسُ / وَالقَينَةُ مِن لائِطٍ إِلى قَوّادِ
أَيُّها الشَيخُ ما نَهَتكَ الثَمانونَ / وَذاكَ البَياضُ بَعدَ السَوادِ
لَم تَزَل تِلكُمُ العُرامَةُ حَتّى / أَلحَقَتهُ بِالرَهطِ مِن قَومِ عادِ
لا عُوَيسٌ يَبقى وَلا اِبنُ العُصَيفيرِ / وَلا اِبنُ الصُمّانِ في الأَندادِ
شَمِتوَ حينَ ماتَ وَالمَوتُ / ما تَنفَعُ فيهِ شَماتَةُ الحُسّادِ
رَحِمَ اللَهُ مَن رَأى مَصرَعَ الشَيخِ / وَهَيّا مِنَ التُقى خَيرَ زادِ
شَكا إِلَيَّ أَمرَدٌ
شَكا إِلَيَّ أَمرَدٌ / قَد حَثَّهُ ضيقُ اليَدِ
فَقُلتُ لِمَ ضاقَت وَقَد / وَسَّعتَ بابَ المَقعَدِ
وَحِسبَةٍ نالَها شَريفٌ
وَحِسبَةٍ نالَها شَريفٌ / بِلا طَريفٍ وَلا تَليدِ
ما إِن تَأَمَّلتُهُ عَبوساً / إِلّا تَرَضَّيتُ عَن يَزيدِ