القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَرقَلة الكَلبي الكل
المجموع : 20
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً / بَرى جِسمى مِنَ الشَوقِ الشَديدِ
وَفي البَلَدِ القَريبِ عَدِمتُ صَبري / فَكيفَ أَكونُ في البَلَدِ البَعيدِ
نَوَىً بَعدَ الصَدودِ وَأَيُّ شَيءٍ / أَشَدُّ مِنَ النَوى بَعدَ الصُدودِ
يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا
يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا / دَع في المُدامِ وَشُربِهِا مُن فَنَّدا
أَو ما تَرى شَجرَ الخَريفِ كَأَنَّما / أَوراقَهُ ذَهَبٌ وَكُنَّ زَبَرجَدا
وَالكَأسُ تُعطيها لُجيناً كُلَّما / غُنّيتَ مِن طَرَبِ وَتَأخُذُ عَسجَدا
مِن كَفِّ أَبلَجَ كَالصَباحِ مُهَفهَفٍ / فَضَحَ الغُصونَ رَشاقَةً وَتَأَوُّدا
عَبَثَ العُقارُ بِعَينِهِ فَتَنَرجَسَت / أَجفانُها وَبِخَدِّهِ فَتَوَرَّدا
قَمَرٌ يَغيبُ إِذا بَدَأَت مَلالَةً / وَأَغيبُ مِن حَذرِ الوُشاةِ إِذا بَدا
نادَيتُ طَرَّتَهُ وَضَوءَ جَبينِهِ / سُبحانَ مَن قَرَنِ الضَلالَةَ بِالهُدى
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ / تَروحُ بِها خَيلُ الجُلاحِ وَتَغتَدي
وَنارٌ بِقَلبي مِثلُها لِأُهَيلِها / تُشَبُّ لِضَيفٍ مُتهِمٍ وَلِمُنجِدِ
وَمَمشوقَةٍ رَقَّت وَدَقَّت شَمائِلاً / إِلى أَن تَساوى جِلدُها وَتَجَلُّدي
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ تُغني لِحاظِها / عَن المُرهَفاتِ البيضِ في كُلِّ مَشهَدِ
حِجازِيَةُ الأَجفانِ وَالخَصرِ وَالحَشا / شَآمِيَّةُ الأَردافِ وَالنَهدِ وَاليَدِ
إِذا اِبتَسَمَت فَالدُرُّ عِقدُ مُنَضَّدٌ / وَإِن حَدَّثَت فَالدُرُّ غَيرُ مُنَضَّدِ
وَأَلمى كَمِثلِ البَدرِ تَبدو جُيوبُهُ / عَلى مِثلِ خوطِ البانَةِ المَتَأَوِّدِ
لَهُ مُقلَةٌ سُكرى بِغَيرِ مُدامَةٍ / وَلي مُقلَةٌ شُكرى بِدَمعِ مُوَرَّدِ
رَعى اللَهَ يَوماً ظَلَّ في ظِلِّ أَيكَةٍ / نَديمي عَلى زَهرِ الرِياضِ وَمُنشِدي
وَكَأساً سَقانيها كَقِنديلِ بَيعَةٍ / بِها وَبِهِ في ظُلمَةِ اللَيلِ نَهتَدي
مُعتَقَةً مِن قَبلِ شَيثٍ وَآدَمِ / مُحَلَّلَةً مِن قَبلِ عيسى وَأَحمَدِ
صَفَت كَدُموعي حينَ صَدَّ مَديرُها / وَرَقَّت كَديني حينَ أَوفى بِمَوعِدِ
وَفي الشَيبِ لي عَن لاعَجِ الحُبِّ شاغِلٌ / وَقَد كُنتُ لَولا الشَيبُ طَلّاعَ أَنجُدِ
رَمى شَعَري بَعدَ السَوادِ بِأَبيَضٍ / وَحَظِيَ مِن بَعدِ البَياضِ بِأَسوَدِ
فَلا وَجدَ إِلّا ما وَجَدتُ مِنَ الأَسى / وَلا حَمدَ إِلّا لِلأَميرِ مُحَمَّدِ
في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا
في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا / إِلّا حَكَوا سَمَرَ الرِماحِ قُدودا
تَخَذوا مِنَ اللَيلِ البَهيمِ قِلانِساً / وَمِنَ النَهارِ مُباسِماً وَخُدودا
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت / عَوارِضُهُ فَنَقصٌ في اِزدِيادِ
يَموتُ المَوتَةَ الأُولى فَتُمسي / عَلى خَدَّيهِ أَثوابُ الحِدادِ
وَهَل يَستَحسِنُ الإِنسانُ رَوضاً / إِذا ما حَلَّهُ شَوكُ القَتادِ
يا طالِبَ الصَورِيِّ إِن لَم تَتُب
يا طالِبَ الصَورِيِّ إِن لَم تَتُب / عَن شِعرِكَ المُنتَحَلِ البارِدِ
حَلَّ بِأَكتافِكَ في جِلَّقٍ / ما حَلَّ بِالهَيتِيِّ في آمِدِ
ناوَلَني مَن أُحِبُّ نَرجِسَةً
ناوَلَني مَن أُحِبُّ نَرجِسَةً / أَحسَنَ في ناظِري مِنَ الوَردِ
كَأَنَّما بِيضُها مُرَصَّعَةً / مِن ثَغرِهِ وَالصَفارُ مِن خَدّي
عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي
عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي / بِنَسيمِها وَبِذِكرِ سُعدى مُسعِدي
بَدَوِيَةُ الأَلفاظِ دونَ خَبائِها / خَيلٌ تَروحُ إِلى الطِعانِ وَتَغتَدي
قَد كانَ يُغَنّي لَحظُها وَقَوامُها / عَن كُلِّ خَطِّىٍّ وَكُلِّ مُهَنَّدِ
يا سائِلي لِم دَمعُ عَيني سائِلُ / هاكَ الحَديثَ عَنِ الغَزالِ الأَغيَدِ
مَن لي بِمَعسولِ الثَنايا عَذبِها / لَدنٍ كَخوطِ البانَةِ المُتَأَوِّدِ
أَبَداً هَواهُ لي مُقيمٌ مُقعِدٌ / روحي فِداهُ مِن مُقيمٍ مُقعِدِ
وَلَقَد نَعِمتُ بِوَصلِهِ في نَيرَبٍ / أَلِفَ الرَبيعَ بِرَوضِهِ الغُصنُ النَدِيِّ
أَزهارُهُ مِن جَوهَرٍ وَنَسيمُهُ / مِن عَنبَرٍ وَثِمارُهُ مِن عَسجَدِ
وَعَلى الغُصونِ مِنَ الحَمائِمِ قَينَةٌ / تُغنيكَ عَن شَدوِ الغَريضِ وَمَعبَدِ
وَالماءُ في بَرَدى كَأَنَّ حَبابَهُ / بَرَدٌ جَنَتهُ الريحُ غَيرُ مُجَمَّدِ
بَينا تَراهُ كَالسَجَنجَلِ ساكِناً / حَتى تَراهُ أَجعَداً كَالمِبرَدِ
وَكَأَنَّما أَنفاسُ رِئاهُ ثَنا / أَبقِ الهُمامِ الماجِدِ بنِ مُحَمَّدِ
مَلِكٌ تَشَرَّفَتِ المَنابِرُ بِاِسمِهِ / وَعَلَت مَناقِبُهُ فُوَيقَ الفَرقَدِ
وَعَلى الأَسِرَّةِ وَجهُهُ / شَمسٌ تَجَلَّت مِن بُروجِ الأَسعَدِ
ما نُشِّرتَ راياتُهُ يَومَ الوَغى / إِلّا اِنطَوى جَيشُ العَدُوِّ المُعتَدي
مَن قاتَلَ الأَفرِنجَ ديناً غَيرُهُ / وَالخَيلُ مِثلُ السَيلِ عِندَ المَشهَدِ
رَدَّ الأَمانَ بِكُلِّ نَدبٍ باسِلٍ / وَمِنَ الجِيادِ بِكُلِّ نَهدٍ أَجرَدِ
وَمِنَ السُيوفِ بِكُلِّ عَضبٍ أَبيَضٍ / وَمِن العِجاجِ بِكُلِّ نَقعٍ أَسوَدِ
حَتّى لَوى الإِسلامُ تَحتَ لِوائِهِ / وَغَدا بِحَمدٍ مِن شَريعَةِ أَحمَدِ
طَلقُ المُحَيّا واضِحٌ مُتَهَلِّلٌ / مِثلَ الحُمَيّا في الحِمى طَلقُ اليَدِ
كَسَدَ القَريضُ وَكانَ قُدُماً نافِقاً / في ذا الزَمانِ وَعِندَهُ لَم يَكسَدِ
أَمُجيرَ دينِ اللَهِ وَاِبنَ جَمالِهِ / وَالسَيَّدَ بنَ السَيَّدِ بنِ السَيَّدِ
كَم حاسِدٍ لَكَ في الشَجاعَةِ وَالنَدى / وَالعِلمُ لا قَرَّت عُيونُ الحُسَّدِ
أَضحَت دِمَشقُ بِحسُنِ وَجهِكَ جَنَّةً / فيها الَّذي يَشناكَ غَيرُ مُخَلَّدِ
لا زِلتَ لِلإِسلامِ عَضداً ما سَرَت / بَعدَ الكَرى شَدَنِيَّةٌ في فَدفَدِ
دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي
دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي / وَحَبَّذا حَبَّذا واديكِ مِن وادِ
لَيسَ النَدامى نَدامى حينَ تَنزِلُهُ / يَعُلُّهُم شادِنٌ كَأساً عَلى شادِ
حَقَّاً وَلِلوُرقِ في أَوراقِهِ طَرَبُ / كَأَنَّ في كُلِّ عودٍ أَلفَ عَوّادِ
يا غادِياً رائِحاً عَرِّج عَلى بَرَدى / وَخَلِّني مِن حَديثِ الرائِحِ الغادي
كَم قَد شَرِبتُ بِهِ في ظِلِّ دالِيَةٍ / مِن ماءِ دالِيَةٍ تُنبيكَ عَن عادِ
في جَنبِ ساقِيَةٍ مِن كَفِّ ساقِيَةٍ / قامَت تَثَنّى بِقَدٍّ غَيرِ مُنآدِ
سَمراءُ كالصَعدَةِ السَمراءِ واضِحَةٌ / يَشفي لَمَى شَفَتَيها غُلَّةَ الصادي
لَها بِعَيني إِذا ماسَت عَواطِفُها / جَمالُ مَيّاسَةٍ في عَينِ مِقدادِ
وَهَل أَذَمُّ زَماني في مَحَبَّتِها / وَأَهلُهُ عِندَ أَعدائي وَحُسّادي
وَقَد غَدَوتُ بِفَخرِ الدينِ مُفتَخِراً / عَلى البَرِيَّةِ مِن حَضَرٍ وَمِن بادي
ثَورانَ شاهَ بنَ أَيّوبَ الَّذي شَرُفَت / بِهِ دِمَشقُ عَلى مِصرٍ وَبَغدادِ
مِن اِبنُ مامَةَ وَالطائيُّ في كَرَمٍ / وَشِدَّةِ الباسِ عَمروٌ وَاِبنُ شَدّادِ
كَالبَدرِ إِن غابَ حَلَّت بَعدَهُ ظُلَمٌ / وَإِن أَلَّمَ أَتاكَ المُؤنِسُ الهادي
وَهُوَ الَّذي لَم يَزَل في كُلِّ مَنزِلَةٍ / يَسيرُ خَلفَ العُلى بِالماءِ وَالزادِ
مِن مَعشَرٍ لَم تَزَل نيرانُ حَربِهِم / مَشبوبَةً ذاتِ إِبرِاقٍ وَإِرعادِ
تَمضي مَجالِسُهُم غُرّاً مُحَجَّلَةً / هَزلَ اِبنِ حَجّاجِ في جِدِّ اِبنِ عَبّادِ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ / وَلا مُنجِدٌ لَمّا أَغاروا وَأَنجَدوا
عَذَرتُ العَذارى في صُدودي وَلَم أَقُل / خَليلَيَّ لِمَ حَظِّيَ مِنَ البيضِ أَسوَدُ
وَلا عَجَبٌ لِلشَيخِ إِن أَلِفَ القِلى / وَقَد كانَ هَذا رَسمُهُ وَهُوَ أَمرَدُ
وَأَسمَرُ كَالخَطِّيِّ لَوناً وَلينَةً / يَكادُ يُحَلُّ الخَصرُ مِنهُ وَيُعقَدُ
تَقَلَّدَ بِالعَضبِ لِحُسامٍ وَما دَرى / بِأَنَّ دَمي مِن قَلبِهِ يَتَقَلَّدُ
وَوَجنَتَهُ وَاللَحظُ وَردٌ وَنَرجِسٌ / وَفي فَمِهِ خَمرٌ وَدُرٌّ مُنَضَّدُ
وَكَم شاعِرٍ أَودَت ثَعابينُ شَعرِهِ / إِذا ما بَدا مِنهُنَّ سَبطٌ وَأَجعَدُ
سَباني كَما يَسبي الأَميرُ عُداتَهُ / فَتى المَلِكِ المَنصورِ وَالخَيلُ تُرعَدُ
لِناصِرِ دينِ اللَهِ نَصرٌ عَلى العِدى / وَعَزمٌ حَكاهُ المَشرِفِيُّ المُهَنَّدُ
تَجودُ السَحابُ الغُرُّ قَطراً إِذا هَمَّت / وَما جودُهُ إِلّا لُجَينٌ وَعَسجَدُ
عَلى بَيتِ شِعرٍ بَيتُ مالٍ عَطاؤُهُ / إِلى أَن خَلا مِنهُ طَريفٌ وَمُتلِدُ
هُوَ البَدرُ لِلسارِ بِكُلِّ تَنوفَةٍ / إِلَيهِ إِذا ما طالَ لَيلٌ وَفَدفَدُ
فَصيحٌ إِذا قالَ ابنُ عَبّاسَ عَبدُهُ / وَيَبرُدُ مِن عِيٍّ لَدَيهِ المُبَرِّدُ
وَمَلِكٌ لَهُ بَحرانَ عِلمٌ وَنائِلٌ / يَفيضُ بِذا صَدرٌ وَتَهِمّي بِذا يَدُ
وَنارانِ لِلحَربِ العَوانِ وَلِلقِرى / غَدَت كُلُّ نارٍ مِنهُما تَتَوَقَّدُ
هُوَ القَيلُ وَاِبنُ القَيلِ وَالمَعشَرُ الأولى / إِذا غابَ مِنهُم سَيَّدٌ قامَ سَيِّدُ
غُيوثٌ إِذا جادَوا لُيوثٌ إِذا سَطَوا / لَهُم نائِلٌ جَمٌّ وَمَجدٌ مُشَيَّدُ
أَناصِرَ دينِ اللَهِ لازِلتَ ناصِرِ / عَلى زَمَنٍ فِيهِ الأَديبُ مُطَّهَدُ
لَئِن جَلَّ حَسّانٌ بِمَدحِ مُحَمَّدٍ / فيها أَنا حَسّانٌ وَأَنتَ مُحَمَّدُ
وَإِنّي لَفي قَومي كَريمٌ مُسَوَّدٌ / وَكُلُّ عَدوٍّ لي لَئيمُ مُسَوِّدُ
أَصِخ أَيُّها المَولى إِلَيّا وَلا تَقُل / مَضى ذَلِكَ الفَضلُ الَّذي كانَ يُعهَدُ
فَلَو كانَ هَذا الشِعرُ قِدَماً رَواهُ في / أُمَيَّةَ حُمادٌ وَغَنّاهُ مَعبَدُ
عَلى أَنَّهُ مازالَ في كُلِّ بَلدَةٍ / يُغَنّى بِهِ عِندَ المُلوكِ وَيُنشَدُ
فَلا مَلِكٌ يُرجى سِواكَ وَيُتَّقى / وَلا شاعِرٌ يُهوى سِوايَ وَيُحمَدِ
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى / وَأَمرَضُ مِن جَفاكَ وَلَن أُعادا
لَقَد أَلِفَ الضَنَى وَالسَقَمَ جِسمي / وَعَينايَ المَدامِعَ وَالسُهادا
وَها أَنا قَد وَهى صَبري وَشَوقي / إِذا ما قَلَّتِ الأَشواقُ زادا
بِقَلبي ذاتَ خُلخالٍ وَقُلبٍ / تَمَلَّكَ فَودُها مِنّي الفُؤادا
مُهَفهَفَةً كَأَنَّ قَضيبَ بانٍ / تَثَنّى في غَلائِلِها وَمادا
بِوَجهٍ لَم يَزِد إِلّا بَياضاً / وَشِعرٍ لَم يَزِد إِلّا سَوادا
تَعَجَّبُ عاذِلي مِنَ حَرِّ حُبّي / وَمِن بَردِ السُلُوِّ وَقَد تَمادى
وَلا عَجَبٌ إِذا ما آبَ حَرٌّ / بِآبٍ وَمِن جَمادٍ في جُمادى
وَقَد أَنسانِيَ الشيبُ الغَوانِيَ / فَلا سُعدى أُريدُ وَلا سُعادا
وَهَل أَخشى مِنَ الأَنواءِ بُخلاً / إِذا ما يوسُفٌ بِالمالِ جادا
فَتىً لِلدينِ لَم يَبرَح صَلاحاً / وَلِلأَموالِ لَم يَبرَح فَسادا
هُوَ المَعروفُ بِالمَعروفِ حَقّاً / جَوادٌ لَم يَهَب إِلّا الجَوادا
بِهِ الأَشعارُ قَد عاشَت نَفاقاً / وَعِندَ سِواهُ قَد ماتَت كَسادا
يُحِبُّ الخَمسَةَ الأَشباحَ ديناً / وَما يَهوى يَزيداً أَو زِيادا
لَئِن أَعطاهُ نورُ الدينِ حِصناً / فَإِنَّ اللَهَ أَعطاهُ البِلادا
إِلى كَم ذا التَواني في دِمَشقٍ / وَقَد جاءَتكُمُ مِصرٌ تُهادى
عَروسٌ بَعلُها أَسَدٌ هَصورٌ / يَصيدُ المُعتَدينَ وَلَن يُصادا
أَلا يا مَعشَرَ الأَجنادِ سيروا / وَراءَ لِوائِهِ تَلَقَوا رَشادا
وَما كُلُّ اِمرِىءٍ صَلّى مَعَ الناسِ / مَأموناً كَمَن صَلّى فَرادى
قِف بِجيرونَ أَو بِبابِ البَريدِ
قِف بِجيرونَ أَو بِبابِ البَريدِ / وَتَأَمَّل أَعطافَ بانِ القُدودِ
تَلقَ سَمراً كَالسُمرِ في اللَونِ / وَاللِينِ وَشِبهِ الخُدودِ في التَوريدِ
مِن بَني الصَيدِ لِلمُحِبينَ صادوا / بِعُيونِ الظِبا قُلوبَ الأُسودِ
يا نَديمَيَّ غَنِّياني بِشِعري / وَاِسقِياني بُنَيَّةَ العُنقودِ
عَرِّجا بي ما بَينَ سَطرا وَمَقرا / لا بِأَكنافِ عالِجٍ وَزَرودِ
سَقَّياني كَأساً عَلى نَهرِ ثَورا / وَذَراني أَبولَها في يَزيدِ
أَنا مِن شيعَةِ الإِمامِ حُسَينٍ / لَستُ مِن سُنَّةِ الإِمامِ وَليدِ
مَذهَبي مَذهَبٌ وَلَكِنَّني في / بَلدَةٍ زُخرِفَت لِكُلِّ بَليدِ
غَيرَ أَنَّ الزَمانَ فيها أَنيقٌ / تَحتَ ظِلٍّ مِنَ الغُصونِ مَديدِ
وَرِياضٍ مِنَ البَنَفسَجِ وَالنَرجِسِ / قَد عُطُّرَت بِمِسكٍ وَعودِ
كَثَنا الصالِحِ بنَ رُزّيكَ في كُلِّ / قَريبٍ مِنَ الدَنى وَبَعيدِ
مَلِكٌ لَم تَزَل ثِيابُ عِداهُ / في حِدادٍ وَثَوبُهُ مِن حَديدِ
وَوَزيرٍ في الفَضلِ أَوفى مِنَ الفَضلِ / بنِ يَحيى في ظِلِّ مُلكِ الرَشيدِ
فاقَ عَبدَ المَليكِ في العِلمِ / وَالحِلمِ بَليغٌ يَفوقُ عَبدَ الحَميدِ
كُلَّ يَومٍ عِداتُهُ في هُبوطٍ / حَيثُ كانوا وَمجدُهُ في صُعودِ
وَلَهُ ناصِرٌ مِنَ اللَهِ فيهِم / مِثلَما بُختَ نُصَّرَ في اليَهودِ
فازَ بِالفائِزِ الإِمامِ الَّذي / أَصبَحَ مِصباحَ شيعَةِ التَوحيدِ
صَفوَةً مِن مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ / لَيسَ مِن سَعدِهِم وَلا مِن سَعيدِ
وَرِثَ المُلكَ لا كَما زَعَمَ الغَيرُ / وَخَلّى ما قيلَ في داوُودِ
سَيفَ هَذا الإِمامِ لا فُلَّ حَدّاكَ / وَلا زَلَّت نارُ قَلبِ الحَسودِ
أَنتَ بَينَ المُلوكِ واسِطَةُ العِقدِ / وَقُطبُ الرَحى وَبَيتُ القَصيدِ
وَلَكَ الفَخرُ حينَ أَقبَل مَحمودُ / بِحُسنِ الثَنا مِن مَحمودِ
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي / وَغَيرِهِما في عَصرِنا لَيسَ يُقصَدُ
وَكَيفَ أَخافُ الفَقرَ أَو أُحرَمُ الغِنى / وَكَنزي مِنَ الأَمصارِ مِصرٌ وَصَرخَدُ
فَلازالَ طَلاعَ الثَنايا طَلائِعٌ / وَلازالَ مَحمودَ النَجَّارِ مُحَمَّدُ
أَقسَمتُ يا لائِمي فيمَن بُليتُ بِهِ
أَقسَمتُ يا لائِمي فيمَن بُليتُ بِهِ / وَقَد تَحَكَّم في هَجري وَإِبعادي
لَو أَنَهُ كُلَّما سافَرتُ وَدَّعَني / بِقُبلَةٍ لَم أَزَل في الرائِحِ الغادي
حاجَتي شُقَّةٌ تَشُقُّ عَلى كُلِّ
حاجَتي شُقَّةٌ تَشُقُّ عَلى كُلِّ / بَغيضٍ مِنَ الوَرى وَحَسودِ
ذاتُ لَونٍ كَمِثلِ عِرضِكَ لا / عِرضي وَحَظّي مِنَ القَريبِ البَعيدِ
فَاِبعَثَنها صَفيقَةً مِثلَ وَجهي / جَلَّ مِن صاغِ جِلدَهُ مِن حَديدِ
وَاِجعَلَنها طَويلَةً مِثلَ قَرني / وَلِساني لا مِثلَ قَدّي وَجيدي
كَي أُرى في الشآمِ شَيخاً خَليعاً / في قَميصٍ مِنَ العِراقِ جَديدِ
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ / تُكَفِّرُها العُقوبَةُ وَالصِفادُ
لَئِن كانَ الفَسادُ لَكُم صَلاحاً / فَمولانا الصَلاحُ لَكُم فَسادُ
قُلتُ لِحُسّادِكَ زَيدوا في الحَسَد
قُلتُ لِحُسّادِكَ زَيدوا في الحَسَد / قَد سَكَنَ الدارَ وَقَد حازَ البَلد
لا تَعجَبوا إِنَّ حَلَّ دارَ عَمِّهِ / أَما تَحِلُّ الشَمسُ في بُرجِ الأَسَد
يا خَفيفاً عَلى القُلوبِ لَطيفاً
يا خَفيفاً عَلى القُلوبِ لَطيفاً / قَد بَكاهُ أَصادِقٌ وَأَعادي
كُنتَ مِن مُهجَتي مَكانَ السُوَيداءِ / وَمِن مُقلَتي مَكانَ السَوادِ
قَد بَكاكَ الراوُوقُ وَالكَأسُ / وَالقَينَةُ مِن لائِطٍ إِلى قَوّادِ
أَيُّها الشَيخُ ما نَهَتكَ الثَمانونَ / وَذاكَ البَياضُ بَعدَ السَوادِ
لَم تَزَل تِلكُمُ العُرامَةُ حَتّى / أَلحَقَتهُ بِالرَهطِ مِن قَومِ عادِ
لا عُوَيسٌ يَبقى وَلا اِبنُ العُصَيفيرِ / وَلا اِبنُ الصُمّانِ في الأَندادِ
شَمِتوَ حينَ ماتَ وَالمَوتُ / ما تَنفَعُ فيهِ شَماتَةُ الحُسّادِ
رَحِمَ اللَهُ مَن رَأى مَصرَعَ الشَيخِ / وَهَيّا مِنَ التُقى خَيرَ زادِ
شَكا إِلَيَّ أَمرَدٌ
شَكا إِلَيَّ أَمرَدٌ / قَد حَثَّهُ ضيقُ اليَدِ
فَقُلتُ لِمَ ضاقَت وَقَد / وَسَّعتَ بابَ المَقعَدِ
وَحِسبَةٍ نالَها شَريفٌ
وَحِسبَةٍ نالَها شَريفٌ / بِلا طَريفٍ وَلا تَليدِ
ما إِن تَأَمَّلتُهُ عَبوساً / إِلّا تَرَضَّيتُ عَن يَزيدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025