القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سَهْل الأَندَلُسي الكل
المجموع : 22
اِنهَض بِأَمرِكَ فَالهُدى مَقصودُ
اِنهَض بِأَمرِكَ فَالهُدى مَقصودُ / وَاِسعَد فَأَنتَ عَلى الأَنامِ سَعيدُ
وَالأَرضُ حَيثُ حَلَلتَ قُدسٌ كُلُّها / وَالدَهرُ أَجمَعُ في زَمانِكَ عيدُ
ماضي الزَمانِ عَلَيكَ يَحسِدُ حالَهُ / لا زالَ غَيظَ الحاسِدِ المَحسودُ
وَيَفوقُ وَقتٌ أَنتَ فيهِ غَيرَهُ / حَتّى اللَيالي سَيدٌ وَمَسودُ
تَصبو لَكَ الأَعيادُ حَتّى كادَ أَن / يَبدو لَها عَمَّن سِواكَ صُدودُ
وَتَكادُ تَسبُقُ قَبلَ وَقتِ حُلولِها / وَتَكادُ في أَثَرِ الرَحيلِ تَعودُ
أَيّامُ عَصرِكَ كُلَّها غُرَرٌ فَما / لِلعيدِ فيهِ عَلى سِواهُ مَزيدُ
ما كانَ يُعرَفُ مَوسِمٌ مِن غَيرِهِ / لَولا نِظامُ السُنَّةِ المَعهودُ
وَإِذا الجُمانُ غَدا حَصى أَرضٍ فَما / لِلدُرِّ فيهِ مَبسَمٌ مَحمودُ
أَكرَمتَ شَهرَكَ بِالصِيامِ فَبَيَّضَت / فيهِ صَحائِفَكَ اللَيالي السودُ
ما زالَ يُحيي لَيلَهُ وَفَقيرَهُ / جودٌ أَفَضتَ غَمامَهُ وَسُجودُ
وَالفِطرُ قَد وافاكَ يُعلِنُ بِالرِضى / فَالصَحوُ فيهِ تَبَسُّمٌ مَقصودُ
ما قَدَّمَ الأَنواءَ فيما قَبلَهُ / إِلّا لِكَي يَلقاكَ وَهُوَ جَديدُ
وَأَرى الغُيوثَ تُطيلُ عِندَكَ لِبثَها / لِتُبَينَ أَنَّكَ تِربُها المَودودُ
وَلَرُبَّما تَندى اِقتِصادَ مُخَفِّفٍ / فَتَرى غُلُوَّكَ بِالنَدى فَتَزيدُ
خَلَفَت نَداكَ فَأَكثَرَت في حَلفِها / وَلَقَد يَكونُ مِنَ الجَبانِ وَعيدُ
يَمنُ الوَزيرِ إِذا رَعَيتَ بِلادَهُ / وَلَقَد يَدِرُّ بِيُمنِهِ الجُلمودُ
فَمَتى يَكونُ الغَيثُ مِن أَكفائِهِ / وَالغَيثُ مِن حَسَناتِهِ مَعدودُ
ها سَبتَةٌ بِأَبي عَليٍّ جَنَّةٌ / وَالبَحرُ فيها كَوثَرٌ مَورودُ
فَزَمانُهُ فيها الرَبيعُ وَشَخصُهُ / فيها الأَمانُ وَظِلُّهُ التَمهيدُ
سَفَرَت بِهِ أَيّامُها واِستَضحَكَت / فَكَأَنَّهُنَّ مَباسِمٌ وَخُدودُ
قَد جَمَّعَت خِلَلَ الهُدى أَخلاقُهُ / جَمعاً عَلَيهِ يَنبَني التَوحيدُ
حَمَلَت سَرائِرُهُ ضَمائِرَ مُفرَدٍ / لِلصِدقِ وَهوَ عَلى الجَميعِ يَعودُ
سَهلُ الإِنالَةِ وَالإِبانَةِ غُصنُهُ / بَينَ السَماحَةِ وَالتُقى أُملودُ
حانَ عَلَينا شافِعٌ إِحسانَهُ / فينا فَمِنهُ العَطفُ وَالتَوكيدُ
هُمَمُ الخَلاصيّ المُبارَكِ أَنجُمٌ / آراؤه العُليا لَهُنَّ سُعودُ
فَالرَأيُ عَن إِسعادِهِ مُتَسَدِّدٌ / وَالثَغرُ عَن تَحصينِهِ مَسدودُ
يا مَن لآِمالِ العُفاةِ بِجودِهِ / أُنسٌ وَلِلأَشعارِ فيهِ شُرودُ
مِنكَ اِستَفَدتُ القَولَ فيكَ فَما عَسى / أُثني عَلى مَن بِالثَناءِ يَجودُ
فَمَتى حَمَلتُ لَكَ الثَناءَ فَإِنَّما / هُوَ لُؤلُؤٌ في بَحرِهِ مَردودُ
الهَديُ فيكَ سَجيَّةٌ مَفطورَةٌ / وَالنورُ طَبعاً في الضُحى مَوجودُ
المَلِكُ رَأسٌ أَنتَ مِغفَرُ رَأسِهِ / فيما يُباهي تاجُهُ المَعقودُ
أَنتَ الشَفيقُ عَلى الهُدى أَنتَ الَّذي / رَبَّيتَهُ في الغَربِ وَهوَ وَليدُ
فَإِذا اِستَدَلَّ عَلى الكَمالِ بِأَهلِهِ / فَلَأَنتَ بُرهانٌ وَهُم تَقليدُ
طَوَّقتَني طَوقَ الحَمامَةِ مُنعِماً / فَنِظامُ مَدحِكَ في فَمي تَغريدُ
فَاِهنَأ فَلَو أَنَّ الكَواكِبَ خُيّرَت / لَأَتَتكَ مِنها لِلثَناءِ وُفودُ
وَاِسلَم لِكَي تَبقى المَكارِمُ وَالعُلا / وَإِذا سَلِمتَ فَكُلُّ يَومٍ عيدُ
أُقَلِّدُ وَجدي فَليُبَرهِن مُفَنِّدي
أُقَلِّدُ وَجدي فَليُبَرهِن مُفَنِّدي / فَما أَضيَعَ البُرهانَ عِندَ المُقَلِّدِ
هَبوا نُصحَكُم شَمساً فَما عَينُ أَرمَدٍ / بِأَكرَهَ في مَرآهُ مِن عَينِ مُكمَدِ
غَزالٌ بَراهُ اللَهُ مِن مِسكَةٍ سَبى / بِها الحُسنُ مِنّا مُسكَةَ المُتَجَلِّدِ
وَأَلطَفَ فيها الصُّنعَ حَتّى أَعارَها / بَياضَ الضُحى في نِعمَةِ الغُصُنِ النَدي
وَأَبقى لِذاكَ المِسكِ في الخَدِّ نُقطَةً / عَلى أَصلِها في اللَونِ إيماءَ مُرشِدِ
وَإِنّي لِثَوبِ السُقمِ أَجدَرُ لابِسٍ / وَموسى لِثَوبِ الحُسنِ أَملَحُ مُرتَدِ
تَأَمَّل لَظى شَوقي وَموسى يَشُبُّهُ / تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ
دَعوهُ يُذِب نَفسي وَيَهجُر وَيَجتَهِد / تَرَوا كَيفَ يَعتَزُّ الجَمالُ وَيَعتَدي
إِذا ما رَنا شَزراً فَمِن لَحظِ أَحوَرٍ / وَإِن يَلوِ إِعراضاً فَصَفحَةُ أَغيَدِ
وَعَذَّبَ بالي نَعَّمَ اللَهُ بالَهُ / وَسَهَّدَني لا ذاقَ بَلوى التَسَهُّدِ
تَطلَّعَ وَاللاحي يَلومُ فَراعَني / وَكِدتُ وَقَد أَعذَرتُ يُسقَطُ في يَدي
وَنادَيتُ لا إِذ قالَ تَهوى وَإِنَّما / رَماني فَكانَت لا اِفتِتاحَ التَشَهُّدِ
وَيا طيبَ سُكرِ الحُبِّ لَولا جُنونُهُ / مَحا لَذَّةَ النَشوانِ سُخفُ المُعَربِدِ
شَكَوتُ مِزاجاً لِلطَبيبِ وَإِنَّما / طَبيبي سَقامٌ في لَواحِظِ مُبعِدي
فَقالَ عَلى التَأنيسِ طِبُّكَ حاضِرٌ / فَقُلتُ نَعَم لَو أَنَّهُ بَعضُ عُوَّدي
فَقالوا شَكا سوءَ المِزاجِ وَإِنَّما / بِهِ سوءُ بَختٍ في هَوى غَيرِ مُسعِدِ
بَكَيتُ فَقالَ الحُسنُ هَزلاً أَتَشتَري / بِماءِ جُفونٍ ماءَ ثَغرٍ مُنَضَّدِ
وَغَنَّيتُهُ شِعري بِهِ أَستَميلَهُ / فَأَبدى اِزدِراءً باِبنِ حُجرٍ وَمَعبَدِ
كَأَنّي بِصَرفِ البَينِ حانَ فَجادَ لي / بِأَحلى سَلامٍ مِنهُ أَفظَعُ مَشهَدِ
تَغَنَّمتُ مِنهُ السَيرَ خَلفي مُشَيِّعاً / فَأَنشَأتُ أَمشي مِثلَ مَشيِ المُقَيَّدِ
وَجاءَ لِتَوديعي فَقُلتُ اِتَّئِد فَقَد / مَشَت لَكَ نَفسي في الزَفيرِ المُصَعَّدِ
جَعَلتُ يَميني كَالنِطاق لِخَصرِهِ / وَصاغَت جُفوني حَليَ ذاكَ المُقَلَّدِ
وَجُدتُ بِذَوبِ التِبرِ فَوقَ مُوَرَّسٍ / وَضَنَّ بِذَوبِ الدُرِّ فَوقَ مُوَرَّدِ
وَمَسَّحَ أَجفاني بِطَرفِ بَنانِهِ / فَأَلَّفَ بَينَ المُزنِ وَالسَوسَنِ النَدي
أَيا عِلَّةَ العَقلِ الحَصيفِ وَصَبوَةَ ال / عَفيفِ وَغَبنَ الناسِكِ المُتَعَبِّدِ
رَعَيتُ لِحاظي في جَمالِكَ آمِناً / فَأَذهَلَني عَن مَصدَرٍ حُسنُ مَورِدِ
وَأَنَّ الهَوى في لَحظِ عَينِكَ كامِنٌ / كُمونَ المَنايا في الحُسامِ المُهَنَّدِ
أَظَلُّ وَيَومي فيكَ هَجرٌ وَوَحشَةٌ / وَيَومي بِحَمدِ اللَهِ أَحسَنُ مِن غَدي
وِصالُكَ أَشهى مِن مُعاوَدَةِ الصِبا / وَأَطيَبُ مِن عَيشِ الزَمانِ المُمَهَّدِ
عَلَيكَ فَطَمتُ العَينَ عَن لَذَّةِ الكَرى / وَأَخرَجتُ قَلبي طَيِّبَ النَفسِ عَن يَدي
أَما لَكَ لا تَرثي لِحالِهِ مُكمَدِ
أَما لَكَ لا تَرثي لِحالِهِ مُكمَدِ / فَيَنسَخَ هَجرَ اليَومَ وَصلُكَ في غَدِ
أَراكَ صَرَمتَ الحَبلَ دوني وَطالَما / أَقَمتُ بِذاكَ الحَبلِ مُستَمسَكَ اليَدِ
وَعَوَّضتَني بِالسُخطِ مِن حالَةِ الرِضا / وَمِن أُنسِ مَألوفٍ بِحالَةِ مُفرَدِ
وَما كُنتُم عَوَّدتُمُ الصَبَّ جَفوَةً / وَصَعبٌ عَلى الإِنسانِ ما لَم يُعَوَّدِ
طَوَيتُ شِغافَ القَلبِ موسى عَلى الأَسى / وَأَغرَيتَ بِالتِسكابِ جَفنَ المُسَهَّدِ
وَما أَنتَ إِلّا فِتنَةٌ تَغلِبُ الأُسى / وَتَفعَلُ بِالأَلحاظِ فِعلَ المُهَنَّدِ
وَتَوَّجَكَ الرَحمَنُ تاجَ مَلاحَةٍ / وَبَهجَةَ إِشراقٍ بِها الصُبحُ يَهتَدي
يَميلُ بِذاكَ القَدِّ غُصنُ شَبابِهِ / كَمَيلِ نَسيمِ الريحِ بِالغُصُنِ النَدي
وَيَهفو فَيَهفو القَلبُ عِندَ اِنعِطافِهِ / فَهَلّا رَأى في العَطفِ سُنَّةَ مُقتَدِ
أَبى اللَهُ إِلّا أَنَّ عِزَّ جَمالِهِ / يَسومُ بِهِ الأَحرارَ ذِلَّةَ أَعبُدِ
لَهُ الطَولُ إِن أَدنى وَلا لَومَ إِن جَفا / عَلى كُلِّ حالٍ فَهُوَ غَيرُ مُفَنَّدِ
أَقولُ لَهُ وَالبَينُ زُمَّت رِكابُهُ / وَقَد راعَ روعي صَوتُ حادٍ مُغَرِّدِ
دَنا عَنكَ تَرحالي وَلا لِيَ حيلَةٌ / إِذا حيلَ بَينَ الزادِ وَالمُتَزَوِّدِ
وَإِنّي وَإِن لَم يَبقَ لي دونَكُم سِوى / حَديثِ الأَماني مَوعِداً بَعدَ مَوعِدِ
لَأَصبِرُ طَوعاً وَاِحتِمالاً فَرُبَّما / صُروفُ اللَيالي مُسعِداتٌ بِأَسعُدِ
وَأَبعَثُ أَنفاسي إِذا هَبَّت الصَبا / تَروحُ بِتَسليمي عَلَيكَ وَتَغتَدي
أَصيخوا فَمِن طورِ الهُدى اِنبَعَثَ النَدا
أَصيخوا فَمِن طورِ الهُدى اِنبَعَثَ النَدا / وَشيموا فَإِنَّ النورَ في الشَرقِ قَد بَدا
هُوَ الفَتحُ قَد فاجا فَأَحيا كَأَنَّما / هُوَ القَطرُ لَم يَضرِب مَعَ الأَرضِ مَوعِدا
أَتى اليُسرُ يَسعى في طَريقٍ خَفِيَّةٍ / كَما طَرَقَ الإِغفاءُ جِفناً مُسَهَّدا
كَتَمتُ بِها هَديَ الإِمارَةِ مِدَةٍ / فَعالَ كَمّي يَذخُرُ السَيفَ مُغمَدا
وَلَمّا اِنتَضاهُ أَدرَكَ النَصرَ مُنتَهىً / بِحَدَّيهِ لَمّا اِستَقبَلَ الحَزمَ مُبتَدا
لَقَد نَسَقَت يُسرَينِ في العُسرِ بَيعَةٌ / حَوَت إِمرَةً عُليا وَعَهداً مُجَدَّدا
فَذي تَنشُرُ الرائين شَمساً مُنيرَةً / وَذا يَكنُفُ الآوينَ ظِلّاً مُمَدَّدا
وَذي مَعقِلٌ نائي الذُرى لِمَن اِنطَوى / وَذا مَرتَعٌ داني الجَنى لِمَن اِجتَدى
فَقَد طَلَعَ البَدرانِ بِالسَعدِ وَالسَنا / وَقَد مُزِجَ البَحرانِ بِالبَأسِ وَالنَدى
فَيا أَهلَ حِمصٍ أَيقِظوا مِن رجائِكُم / فَقَد جاءَ أَمرٌ لَيسَ يَترُكُكُم سُدى
وَقَد بَلَغَت شَكوى الجَزيرَةِ مُشفِقاً / وَوافى صُراخُ الحَيِّ شَيحانَ مُنجِدا
وَنيطت أَماني أَهلِ دينِ مُحَمَّدٍ / بِذي سِيَرٍ تُرضي النَبيَّ مُحَمَّدا
حَباكُم أَميرُ الهَديِ مِن أَهلِ بَيتِهِ / بِأَدناهُمُ قُربى وَأَبعَدِهِم مَدى
بِأَروَعَ حَلَّ البَدرُ مِنهُ مَفارِقاً / وَنَسجُ القَوافي مِعطَفاً وَالنَدى يَدا
فَأَرعِ بِهِ عَينَيكَ طَلعَةَ ماجِدٍ / تَخَتَّمَ بِالعَلياءِ وَاِعتَمَّ وَاِرتَدى
سَما حَيثُ لَم يُلحَق فَلَولا اِنفِرادُهُ / هُنالِكَ مِن تِربٍ لَخِلناهُ فَرقَدا
وَما ضَرَّ أَن غابَ الأَميرُ وَخَصَّكُم / بِتابِعِهِ قَولاً وَفِعلاً وَمَحتِدا
تَلُفُّهُما في العُنصُرِ الحُرِّ نِسبَةٌ / كَما قُبِسَ المِصباحُ أَو قُسِمَ الرِدا
وَما بَعُدَت شَمسُ الضُحى في مَحَلِّها / وَقَد أَلحَفَتكُم نورَها مُتَوَقِّدا
إِذا المُزنُ أَهدى الأَرضَ صَفوَ قِطارِهِ / فَقَد زارَ بِالمَعنى وَأَخفى التَمَهُدا
أَبا فارِسٍ حَسبُ الأَماني أَنَّها / نُجومٌ تَلَقَّت مِن قُدومِكَ أَسعُدا
طَلَعتَ فَأَبهَجتَ المَنابِرَ بِالَّتي / بَنَت فَوقَها أَعلى وَأَبقى وَأَرشُدا
فَلَو أَنَّ عوداً مادَ في غَيرِ مَنبَتٍ / لَأَبصَرتَها مِن شِدَّةِ الزَهوِ مُيَّدا
لَكَ الحُكمُ في دينِ الصَليبِ وَأَهلِهِ / تُسالِمُ مُمتَنّاً وَتَغدو مُؤَيَّدا
إِلَيكَ حَدا الإِسلامُ رَأياً وَرايَةً / فَأَوسِعهُما عَنهُ سَداداً وَسُؤدُدا
وَإِنّا لَنَرجو مِن مَضائِكَ هَبَّةً / تُعيدُ عَلى الدينِ الشَبابَ المُجَدَّدا
فَقَد أَنشَأَتكَ الحَربُ في حُجراتِها / كَما تَطبَعُ النارَ الحُسامَ المُهَنَّدا
أَلِفتَ مِنَ الأَعلامِ وَالدَمِ وَالظُبى / تَصِلُّ أَغاريداً وَظِلّاً وَمَورِدا
تَرى السَيفَ يَدمى وَالقَناةَ كَأَنَّما / تَرى مِعطَفاً لَدناً وَخَدّاً موَرِّدا
فَكَم مِن ضَجيعٍ رائِقٍ بِحَشيَّةٍ / تَعَوَضتَ مِنها أَجراداً وَمُجَرَّدا
تَهَشُّ إِلى الأَقرانِ حَتّى كَأَنَّما / تُلاقي لَدى الرَوعِ الحَبائِبَ لا العِدا
يَميناً لَأَنتَ اللَيثُ لَولا حَزامَةٌ / تُرينا بِعِطفِكَ الدَلاصَ المُسَرَّدا
سَرَيتَ مَسيرَ الصُبحِ لا يَعرِفُ الوَنى / وَلا يُنكِرُ الصيقَينِ بَحراً وَفَرقَدا
فَهَل خِلتَ غُبرَ البيدِ رَوضاً مُنَوَّراً / وَهَل خِلتَ لُجَّ اليَمِّ صَرحاً مُمَرَّدا
غَدا مِنكَ هَذا البَحرُ لِلناسِ ساحِلاً / أَصابَت بِهِ الغَرقى مَلاذاً مِنَ الرَدى
أَتى بِكَ أَفشى مِنهُ صيتاً وَهَيبَةً / وَأَغرَبَ أَنباءً وَأَندى وَأَجوَدا
أَما إِنَّ هَذا البَحرَ أَهداكَ حُجَّةً / لِمَن قالَ إِنَّ الغَيثَ مِنهُ تَوَلَّدا
أَآلَ أَبي حَفصٍ خُذوها بِقوَّةٍ / وَحُلّوا لَها في ساحَةِ الصِدقِ مَقعَدا
فَأَنتُم أُولوها ما لَكُم مِن مُنازِعٍ / وَإِن أَنكَرَت شَمسَ الضُحى عَينُ أَرمَدا
هَبوا غَيرَكُم نالَ الإِيالَةَ قَبلَكُم / وَأَصدَرَ فيها مُستَبِدّاً وَأَورَدا
كَذاكَ يَسوسُ البيضَ قَينٌ وَصَيقَلٌ / وَما فَخرَها إِلّا لِمَن قَد تَقَلَّدا
إِذا ما اِقتَدى الأَعلى بِمَن هُوَ دونَهُ / فُغَرُّ الغَوادي وَالدَراري لَكُم فِدا
وَإِن ضَحِكَت سِنُّ الهُدى عَن إِمارَةٍ / فَعَنكُم وَعَن أَيّامُكُم يَضحَكُ الهُدى
وَدونَكَ مِن دُرِّ الثَناءِ مُنَظَّماً / بِحَيثُ غَدا دُرُّ الهِباتِ مُبَدَّدا
قَوافٍ لَكَ اِنساغَت وَفيكَ تَيَسَّرَت / شِياعاً فَأَضحَت في ثَنائِكَ شُرَّدا
فَأَصبَحَ سُؤَلي مِن سَماحِكَ مُتهِماً / وَأَصبَحَ شِعري في مَعاليكَ مُنجِدا
أَحلى مِن الأَمنِ لا يَأوي لِذي كَمَدِ
أَحلى مِن الأَمنِ لا يَأوي لِذي كَمَدِ / فيهِ اِنتَهى الحُسنُ مَجموعاً وَمِنهُ بُدي
لَم تَدرِ أَلحاظُهُ كُحلاً سِوى كَحَلٍ / فيها وَلا جيدُهُ حَلياً سِوى الغَيَدِ
حَسِبتُ ريقَتَهُ مِن ذَوبِ مَبسِمِهِ / لَو أَنَّ صِرفَ عُقارٍ ذابَ مِن بَرَدِ
لَو قيلَ وَالنَفسُ رَهنُ المَوتِ مِن ظَمَءِ / موسى أَو البارِدُ السَلسالُ لَم أَرِدِ
موسى تَصَدَّق عَلى مِسكينِ حُبِّكَ لا / تَرُدَّ كَفّي فَكَم باتَت عَلى كَبِدي
لا تُقذِ بِالنَأيِ وَالإِعراضِ عَينَ شَجٍ / أَذاقَها فيكَ طَعمَ الدَمعِ وَالسُهُدِ
زُرني فَلَو كُنتَ تَسخو بِالوِصالِ لَما / ساغَ العِناقَ لَما أَبقَيتَ مِن جَسَدي
قَد كُنتُ مَوثِقَ عَقدِ الحِلمِ مُذ زَمَنٍ / فَحَلَّهُ لَحظُكَ النَفّاثُ في العُقَدِ
هُوَ البَينُ حَتّى لَم تَزِدكَ النَوى بُعدا
هُوَ البَينُ حَتّى لَم تَزِدكَ النَوى بُعدا / تَرَحَّلَ قَبلَ البَينِ لا شَكَّ مَن صَدّا
أَيا فِتنَةً في صورَةِ الإِنسِ صوِّرَت / وَيا مُفرَداً في الحُسنِ غادَرتَني فَردا
جَبينٌ وَأَلحاظٌ وَجيدٌ لِحُسنِها / أَضاعَ الأَنامُ التاجَ وَالكُحلَ وَالعِقَدا
وَكَم سُئِلَ المِسواكُ عَن ذَلِكَ مَلولٍ / فَأَخبَرَ أَنَّ الريقَ قَد عَطَّلَ الشَهدا
أَلا لَيتَ شِعري وَالأَماني كَثيرَةٌ / وَأَكذَبُها في الوَعدِ أَعذَبُها وِردا
أَتَأنَسُ عَيني بِالكَرى بَعدَ نَفرَةٍ / وَيَكحَلُ ميلُ الوَصلِ مُقلَتي الرَمدا
وَتَخدِشُ في وَجهِ الصُدودِ بِزَورَةٍ / يُصَيِّرُ فيها الشَوقُ حُرَّ المُنى عَبدا
عَجائِبُ لَم تُدرَك فَعَنقاءُ مُغرِبٌ / وَإِقبالُ موسى أَو زَمانُ الصِبا رُدّا
أَعِد خَبَرَ التَلاقي عَن مَلولٍ
أَعِد خَبَرَ التَلاقي عَن مَلولٍ / كَأَنّي عِندَهُ خَبَرٌ مُعادُ
وَطارِحني الشُجونَ عَلى حِذارٍ / فَبي حُرَقٌ يَذوبُ لَها الجَمادُ
فَأَمّا مُقلَتي وَاللَحظُ حَتفٌ / فَمُذ عَرَفَتكَ أَنكَرَها الرُقادُ
يَسوغُ وَيَلتَعي حُسنٌ وَذَنبٌ / وَلَيسَ يَسوغُ حُبٌّ وَاِنتِقادُ
أَلَيسَ مِنَ العَجائِبِ حالُ صَبٍّ / لَهُ شَغفٌ وَلَيسَ لَهُ فُؤادُ
يُمَثِّلُ لي نَهجَ الصِراطِ بِوَعدِهِ
يُمَثِّلُ لي نَهجَ الصِراطِ بِوَعدِهِ / رَشاً جَنَةُ الفِردَوسِ في طَيِّ بُردِهِ
تَغَصُّ بِمَرآهُ النُجومُ وَرُبَما / تَموتُ غُصونُ الرَوضِ غَمّاً بِقَدِّهِ
عَلِقتُ بِبَدرِ السَعدِ أَو نِلتُ ذا الَّذي / تُؤَمِّلُ مِنهُ مُهجَتي بَعضَ سَعدِهِ
حَكى لَحظُهُ في السُقمِ وَاِغتَدى / لَنا ثالِثاً في ذاكَ ميثاقُ عَهدِهِ
وَأَركَبني طِرفَ الهَوى غُنجُ طَرفِهِ / وَأَشرَقَني بِالدَمعِ إِشراقُ خَدِّهِ
وَأَغرى فُؤادي بِالأَسى رَيضُ آسِهِ / وَأَورَدَني ماءَ الرَدى غَضُّ وَردِهِ
يُعارِضُ قَلبي بِالخُفوقِ وِشاحُهُ / وَيَحكي اِمتِدادَ زَفرَتي لَيلُ صَدِّهِ
وَما المِسكُ خالٍ مِن هَوى خالِهِ وَإِن / غَدا المِسكُ مِنهُ مُستَهاماً بِندِّهِ
فَما وَجدُ أَعرابِيَّةٍ بانَ دارُها / فَحَنَّت إِلى بانِ الحِجازِ وَرَندِهِ
إِذا آنَسَت رَكباً تَكَفَّلَ شَوقُها / بِنارِ قِراهُ وَالدُموعُ بِوِردِهِ
وَإِن أُقِدَ المِصباحُ ظَنَّتهُ بارِقاً / يُحَيّي فَهَشَّت لِلسَلامِ وَرَدِّهِ
بِأَعظَمَ مِن وَجدي بِموسى وَإِنَّما / يَرى أَنَّني أَذنَبتُ ذَنباً بِوُدِّهِ
أَنا السائِلُ المِسكينُ قَد جاءَ يَبتَغي / جَواباً وَلَو كانَ الجَوابُ بِرَدِّهِ
مُحِبٌّ يَرى في المَوتِ أُمنِيَّةً عَسى / تَخِفُّ عَلى موسى زِيارَةُ لَحدِهِ
وَأَلمى بِقَلبي مِنهُ جَمرٌ مُؤَجَّجٌ
وَأَلمى بِقَلبي مِنهُ جَمرٌ مُؤَجَّجٌ / أَراهُ عَلى خَدَّيهِ يَندى وَيَبرُدُ
يُسائِلُني مِن أَيِّ دِينٍ مُداعِباً / وَشَملُ اِعتِقادي في هَواهُ مُبَدَّدُ
فُؤادي حَنيفيٌّ وَلَكِنَّ مُقلَتي / مَجوسِيَّةٌ مِن خَدِّهِ النارَ تَعبُدُ
أَبا مُحَمَّدٍ اِعذِرني فَحُبُّكَ قَد
أَبا مُحَمَّدٍ اِعذِرني فَحُبُّكَ قَد / جَرى بِنَفسيَ جَريَ الماءِ في العودِ
وَقَد تَقَلَّدتَ مِن حَليِ الفَضائِلِ ما / أَلقى لَكَ الناسُ فيهِ بِالمَقاليدِ
ذَخَرتُ دَمعي لِأَبكي المَكرُماتِ بِهِ / فَلَستُ أَبذُلُهُ حُزناً لِمَلحودِ
إِن كانَ مَدحٌ فَمَدحي لِلقَناعَةِ أَو / رَثَيتُ مَيتاً فَما أَرثي سِوى الجودِ
تَسَلَّيتُ عَن موسى بِحُبِّ مُحَمَّدٍ
تَسَلَّيتُ عَن موسى بِحُبِّ مُحَمَّدٍ / هُديتُ وَلَولا اللَهُ ما كُنتُ أَهتَدي
وَما عَن قِلىً قَد كانَ ذاكَ وَإِنَّما / شَريعَةُ موسى عُطِّلَت بِمُحَمَّدِ
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَكونَ مُواصِلي
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَكونَ مُواصِلي / فَأَسقَيتَني بِالبُعدِ فاتِحَةَ الرَعدِ
فَبِاللَهِ بَرِّد ما بِقَلبي مِن الجَوى / بِفاتِحَةِ الأَعرافِ مِن ريقِكَ الشَهدِ
كَأَنَّ الخالَ في وَجَناتِ موسى
كَأَنَّ الخالَ في وَجَناتِ موسى / سَوادُ العَتبِ في نورِ الوِدادِ
وَخَطَّ بِصَدغِهِ لِلحُسنِ واواً / فَنَقَّطَ خَدَّهُ بَعضُ المِدادِ
لَواحِظُهُ مُحَيَّرَةٌ وَلَكِن / بِها اِهتَدَتِ الشُجونُ إِلى فُؤادي
كَيفَ خَلاصُ القَلبِ مِن شاعِرٍ
كَيفَ خَلاصُ القَلبِ مِن شاعِرٍ / رَقَّت مَعانيهِ عَن النَقدِ
يَصغُرُ نَثرُ الدُرِّ مِن نَثرِهِ / وَنَظمُهُ جَلَّ عَنِ العِقدِ
وَشِعرُهُ الطائِلُ في حُسنِهِ / طالَ عَلى النابِغَةِ الجَعدي
جاءَ الرَبيعُ بِبيضِهِ وَبِسودِهِ
جاءَ الرَبيعُ بِبيضِهِ وَبِسودِهِ / صِنفانِ مِن ساداتِهِ وَعَبيدِهِ
جَيشٌ ذَوابِلُهُ الغُصونُ وَفَوقَها / أَوراقُها مَنشورَةً كَبُنودِهِ
هَلِ الأُسى واقِيَه فَلَيسَ لي
هَلِ الأُسى واقِيَه فَلَيسَ لي / مِن قِبَلِ بِالوَجدِ
إِنَّ الثَنايا أَمان لِذي سَقَم / قَدِ اِبتُلي بِالصَدِّ
إِذا أَعَدّوا الأَرَق / فَفي الطِلا سِرُّ جَليل
نارٌ تُزيلُ الحُرَق / كَأَنَّها نارُ الخَليل
شَمسٌ تَبُثُّ الشَفَق / في وَجنَةِ الساقي الجَميل
اِختَرتُها فانِيَه مِن أَنمُلِ / مُعتَدِلِ القَدِّ
فَجَرَت في غُصنِ بانٍ فيهِ العَنَم / أَثمَرَ لي بِالوَردِ
فَتَنتُ في ذي حَوَرِ / صِفاتُهُ السِحرُ العَجيب
يُدينُ فيهِ بَصَري / بِدينِ عَبّادِ الصَليب
إِذ ثُلِّثَت بِالقَمَرِ / وَالحَقفِ وَالغُصنِ الرَطيب
أَلحاظُهُ العادِيَه لا تَأتَلي / عَن مَقتَلِ بِالقَصدِ
أَما عَلَيها ضَمان هَل مِن حَكَم / أَو مِن وَلي أَو مُعدِ
لا تَرمِني بِالعِتاب / مالي عَنِ الحُبِّ مَتاب
جَرَّعتَني الهَجرَ صاب / فَلتَرثِ لِلصَبِّ المُصاب
تِلكَ الثَنايا العِذاب / ثَنَت نَعيمي لِلعَذاب
لَو أَنَّها شافِيَه مِن عِلَل / بِعَلَلِ أَو وِردِ
في جائِلٍ مِن جُمان قَدِ اِنتَظَم / في السَلسَلِ كَالعِقدِ
رِفقاً بِصَبِّ عَشَق / خَذَلتَهُ بِلا مُعين
إِن لَم تَجِد لي رَمَق / فَاِطلُب مَكاني بِالأَنين
شَيَّبَت لي مَفرِق / وَالحُبُّ في قَلبي جَنين
هَل لَكَ مِن راضِيَه في رَجُلِ / مُمتَثِلِ عَن عَبدِ
خُذني بِعَينِ اِمِتِنان وَلا نَدَم / وَالحُكمُ لي في الرَدِّ
هُوَ أَبا الطاهِرِ / قَد صَحَّ نَصّاً وَقِياس
أَفديهِ مِن سامِري / خِطابُهُ بِلا مَساس
فَإِنَّما زاجِري / يَبني عَلى غَيرِ أَساس
ما حَظُّ عُذّالِيَه في عَذَلي / مِن زَلَلِ أَو رُشدِ
إِنّي رَضيتُ الهَوانَ أَرضى نَعَم / بِالحَنظَلِ عَن شَهدِ
طَيفٌ أَلَم شَفَقٌ أَلَم
طَيفٌ أَلَم شَفَقٌ أَلَم / شَوقٌ هَجَم هَجمَةَ الأَشَدِّ
كادَ يَبيد مِنهُ العَميد / وَهَل يُفيد ذاكَ أَو يُجدي
غَرورُ أَحوى غَرير / قَتَلتُهُ بِالضَمير
فَعَبَّرَت عَن عَبير / أَنفاسُهُ بِزَفير
وَاِنعَم بِضَم غُصنٍ نَجَم / فيهِ العَنَم لَكَ بِالوَردِ
مَيتُ الصُدود قُل ما تُريد / حَقُّ الشَهيد جَنَّةُ الخُلدِ
هَلِ النَعيمُ يُمَلّ / وَثَمَّ شَمسٌ تُظِل
أَو صارِمٌ لا يُفَلّ / إِلّا الرَئيسُ الأَجَلّ
اِبنُ حَكَم البَدرُ تِمّ / وَالغَيثُ عَمَّ هادِياً مُهدِ
رَدىً تُبيد حَيّاً مُفيد / كُلُّ الوُجود مِنهُ في فَردِ
مَلِكٌ عَزيزٌ مَداه / يَبعَثُ طَبعاً عُلاه
بَعثَ الصَباحِ سَناه / أَو النَسيمِ شَذاه
نائي الهِمَم داني الكَرَم / سَهلُ الشِيَم مُصعَبُ المَجدِ
تَتلو الجُنود بِهِ الحَديد / أَوِ الوُفود سورَةُ الحَمدِ
ياقَيدَ مَن رامَ سَبقَه / وَمُعطِيَ المُلكِ حَقَّه
لَمّا حَوَتكَ مَنُرقَه / شَدَت بِكَ الأَرضُ حُرقَه
إِن يَحتَشِم نَمشِ لَهُ ثُمَّ / عَلى قَدَم أَو يَجي عِندي
مِن ثُم نُريد إِن كان يُريد / وَصلي سَعيد يابَياض سَعدي
عَينُ الظِباءِ تَجَنّيها
عَينُ الظِباءِ تَجَنّيها / لِصَبِّ مُبيد
أَرسَلَت تُسَدِّدُ لِلسالي / سَهمَها السَديد
فاتِنُ الحَلي أَثمَرَ البَدرا / غُصنُ قَدِّه
وَمُذ جَهِلَ جَعَلَ الهَجرا / بَعضَ وَعدِه
هَل يَنالُ بِالشِعرِ وَالشُعَرى / فَوقَ خَدِّه
كَيفَ بِالكَواكِبِ يَجنيها / مَن عَلى الصَعيد
ذَهَبَت لَعَمرِكَ آمالي / مَذهَباً بَعيد
قَد بَلَغتَ موسى مِنَ الهَجرِ / كُلَّ مُلتَمَس
لَو شَقَقتَ دَمعي عَلى البَرِّ / لَم يَعُد يَبَس
خَلِّ طورَ سيناءَ في صَدري / لِلهَوى قَبَس
تَطلُبُ الشُجون فَأُعطيها / فَوقَ ما تُريد
هَل أَصابَ قَبلي عِذالي / عاشِقاً رَشيد
كَم تُقابِلُ العاشِقَ الزُوّار / مِنكَ بِاِزوِرار
سَوفَ تَنسَخُ التيهَ وَالأَعذار / آيَةُ العِذار
إِنَّ حَلكَةَ الخال كَالإِنذار / كُن عَلى اِنتِظار
شاقَهُ نَسيمُ المُنى فيها / نَجمُها السَعيد
كَم لِذَلِكَ الخالِ مِن خالِ / رَدَّهُ عَميد
قَسَماً بِهَجرِكَ وَالسُنَّه / حَيثُ ذا اليَمين
ما كانَ حُبُّكَ يا فِتنَه / في الحَشا مَكين
لَولا مُحَيّاكَ لي جَنَّه / وَهَواكَ دين
أُحيِ مُهجَةً أَنتَ فيها / مُبدِئُ مُعيد
لَو رَزَقتَ مِن وَصلِكَ الغالي / جَنَّةَ الشَهيد
قُل لِلبائِعِ الطيبَ في الدُكّان / هَل سِواكَ طيب
إِن حَضَرتُ ظَنَّ بي الجيران / أَنَّني مُريب
أَنا سَوفَ أَحسُمُ بِالهَوان / تُهمَةَ القَريب
نَفتَحُ العِطرَ في ذاكَ الجِيها / عَلى مَن يُريد
يَشعُرُ لي إِنُّ الرَقيب بالي / وَالحانوتُ جَديد
تَسَلَّيتُ عَن مُوسَى بِحُبّ مُحَمَّدِ
تَسَلَّيتُ عَن مُوسَى بِحُبّ مُحَمَّدِ / وَلولاَ هُدَى الرَّحمَانِ مَا كُنتُ اهتَدِي
وَمَا عَن قِلىً فَارَقتُ ذَاك وَإنَّمَا / شَرِيعَةُ مُوسَى عُطِّلَت بِمُحَمَّدِ
سَل عن سُهادي وعن سُقمي وعن جَلَدِي
سَل عن سُهادي وعن سُقمي وعن جَلَدِي / كُلَّ النُّجُومِ التَّي مَثنَى وَمُنفَرِدِ
وَمَا أقَاسِي مِنَ الأشجَانِ وَالألَمِ / مِن خَفقِ قَلبِي فَهَا يَدِي على كبِدِي
تُصغِي أنِينِي وَشخصِي ليس تُبصِرُهُ / مِن فَرطِ سُقمِيَ لم يبقَ مَعِي جَسَدِي
لِي جُذوَةٌ في حَشَاءِ الصَّدرِ ضارِمَةٌ / حَسبِي أذَاهَا لَقَد وَضَعتُهَا بِيَدِي
يَا مُنتَهَى الحُسنِ رَاعِ مُوجَعاً دَنِفاً / أضحَى نَحيلاً كَخَافِي شَعرِكِ الجَعِدِ
وَكَم لَيَالِيَ أخرَى مِن غرَام بِكُم / حَتَّى تَخيَّلتُ بِالغِيلاَنِ والأسَدِ
وَكَم لَيَالٍ وَنارُ الشَّوقِ تُحرِقُنِي / قَد يَسكُبُ الدَّمعَ يعلاَني وَجَا الرَّمدِ
لِي فِي اللَّمَا نَشوَةُ الثَّغرِ عَلَى دُرَرِ / يَحكِي إلَى الرَّاحِ وَالسَّلسَالِ وَالقَندِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025