المجموع : 13
صاحِ غَمَّضْتُ وما غَمْ
صاحِ غَمَّضْتُ وما غَمْ / مَضَ جَفْنَيَّ الهُجودُ
بِبَريقٍ هَبَّ تَحْدو / هُ بُروقٌ ورُعودُ
مُقْبِلٌ يَقْصِدُ أَحْيا / ناً وأَحْياناً يَحيدُ
زَجِلٌ تَحْسَبُ في قُطْ / رَيْهِ غِيلٌ وأُسودُ
عُلْوُهُ في النَّجْمِ لَكِنْ / سفْلُهُ حَيْثُ الصَّعيدُ
فيهِ للأَزْهُرِ والرَّو / ضَةِ وَعْدٌ ووَعيدُ
حَيّا الحَيا دِمَنَ العَقيقِ وإِنْ عَفَتْ
حَيّا الحَيا دِمَنَ العَقيقِ وإِنْ عَفَتْ / فيهِ عُهودُ أَحِبَّةٍ ومَعاهِدُ
وبَكَتْ بُكايَ عَلى رُباهُ غَمائِمٌ / يَجْنُبْنَهُنَّ بَوارِقٌ ورَواعِدُ
وعلى الصِّبا أَيّامَ صَبْري ناقِصٌ / عَنْ شَمْسِ كُلَّتِهِ ووَجدي زائِدُ
طَلَعَتْ لَنا فَأَنارَ بَدْرٌ طالِعٌ / فَتأَوَّدَتْ فاهْتَزَّ غُصْنٌ مائِدُ
وبَكَتْ أَسىً فانْهَلَّ نورٌ ذائِبٌ / وتَبَسَّمَتْ فأَضاءَ ظِلٌّ حامِدُ
خَليلَيَّ إِنّي لِلثُّريّا لَحاسِدُ
خَليلَيَّ إِنّي لِلثُّريّا لَحاسِدُ / وإِنّي عَلى رَيْبِ الزَّمانِ لَواجِدُ
أَيَبْقى جَميعاً شَمْلُها وَهْيَ سَبْعَةٌ / وأَفْقِدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ وَهْوَ واحِدُ
يا سَيِّداً بِالعُلا والمَجْدِ مُنْفَرِدا
يا سَيِّداً بِالعُلا والمَجْدِ مُنْفَرِدا / وواحِدَ الأَرْضِ لا مُسْتَثْنياً أَحدا
لُهاكَ أَوْجَدَتِ الآَمالَ ما فَقَدَتْ / وقَرَّبَتْ لِمُنى الرّاجينَ ما بَعُدا
هَذا زَمانُ عِلاجٍ يُتَّقى ضَرَرُ الْ / أَخْلاطِ فيهِ لأَنَّ الفَصْلَ قَدْ وفَدا
فَلَسْتَ تُبْصِرُ إِلاّ شارِباً قَدَحاً / مُرّاً وإِلاّ نَزيفَ الجِسْمِ مُفْتَصدَا
وقَدْ عَصَيْتُ الهَوى مُذْ أَمْسِ مُحْتَمياً / لَمّا عَزَمْتُ عَلى إِصْلاحِ ما فَسَدا
ورَوَّقوا لِيَ رَطْلاً لَسْتُ أَذْكُرُهُ / إِلاّ عُدِمْتُ لَدَيْهِ الصَّبْرَ والجَلَدا
مُناكِرٌ لِطِباعِيَ غَيْرَ أَنَّ لَهُ / عُقْبى تُمازِجُ مَحْموداتُها الجَسَدا
ولَيْسَ لي قَهْوَةٌ أُطْفي بِجَمْرَتِها / عَنْ مُهْجَتي شِرَّةَ الماءِ الَّذي بَرَدا
فامْنِنْ بِدَسْتيجَةِ المَشْروبِ يَوْمَكَ ذا / فَقَدْ عَزَمْتُ عَلى شُرْبِ الدَّواءِ غَدا
واسْتَمِعْها أَرَقَّ مِنْ وَرَقِ الوَّرْ
واسْتَمِعْها أَرَقَّ مِنْ وَرَقِ الوَّرْ / دِ وأَنْدَى مِنْ ياسَمينٍ مُنَدّى
بِمَعانٍ لَوْ أَنَّهُنَّ خُدُودٌ / كُنَّ في الحُسْنِ جُلَّناراً وَوَرْدَا
لَوْ هَجَوْنا بِها المَنونَ لَدَلَّتْ / أَوْ مَدَحْنا بِها الزَّمانَ لأَجْدى
ما زَارَهُ الطَّيْفُ بَعْدَ اليَوْمِ مُعْتَمِدا
ما زَارَهُ الطَّيْفُ بَعْدَ اليَوْمِ مُعْتَمِدا / إِلاّ لِيُدْني لَهُ الشَّوْقَ الذي بَعُدا
كَأَنَّما مِنْ ثَناياها ومبْسَمِها / أَيْدي الغَمامِ سَرَقْنَ البَرْقَ والبَرَدا
ومَعْذورَةً في هَجْرِها لِجَمالِها
ومَعْذورَةً في هَجْرِها لِجَمالِها / كَبَدْرٍ عَلى خُوطٍ مِنَ البانِ مائِدِ
أَرومُ هَواها والمَشيبُ مُحالِفي / وقَدْ هَجَرَتْني والشَّبابُ مُساعِدي
ومَنْ عَرَفَ الدُّنْيا اسْتَقَلَّ سُرورَها / ولَوْ بَرَزَتْ مِنْ حُسْنِها في مَجاسِدِ
صَقيلُ حُسَامِ الفِكْرِ يَلْقاكَ رَأْيُهُ / لمّا غابَ عَنْ أَلْحاظِهِ كَالمُشاهِدِ
وما شَهِدَ الهَيْجاءَ إِلاّ تَباعَدَتْ / مَسافَةُ ما بَيْنَ الكُلَى والسَّواعِدِ
يُؤَازِرُهُ في الرَّوْعِ قَلْبٌ مُشَيَّعٌ / ومُبْتَسِمٌ يُبْكي عُيونَ العَوائِدِ
سَهِرْتُ لَها والنَّجْمُ في الأُفُقِ نَائِمٌ / فَهاهِيَ كَالإِبْريزِ في كَفِّ ناقِدِ
بَقيتَ كَما تَبْقى مَعاليكَ في الوَرى / فَهُنَّ عَلى الأَيّامِ غَيْرُ بَوائِدِ
سَعِدَتْ صُحْبَتي بِدَيْرِ سَعيدِ / يَوْمَ عيدٍ في حُسْنِهِ أَلْفُ عيدِ
كَمْ فَتاةٍ مِثْلَ المَهاةِ سَلَبْنا / ها صَليباً مِنْ بَيْنِ نَحْرٍ وَجيدِ
وغَريرٍ مِثْلَ الغَزَالِ حَلَلْنا / عَقْدَ زُنّارِ خَصْرِهِ المَعْقودِ
وحَطَطْنا رِحالَنا بِفِناءِ ال / هَيْكَلِ المُوَنَّقِ البَعيدِ المَشِيدِ
والرَّوابي مُشَهَّراتٌ كَغُلْما / نٍ لَنا في مُحَبَّراتِ البُرودِ
فَخُدودٌ مِثْلَ الشَّقائِقِ في اللو / ن تَليها شَقائِقٌ كَالخُدودِ
وإِذا مَا الهَزارُ غَرَّدَ في الغُصْ / نِ حَكَتْهُ الأَوْتارُ في التَّغْريدِ
مَنْ رَآنا ونَحْنُ في الأَرْضِ صَرْعَى / قَالَ قَوْمٌ مَوْتى بِغَيْرِ لُحُودِ
أُنْظُرْ خَليلي بِبَطْنِ جُلَّقَ هَلْ
أُنْظُرْ خَليلي بِبَطْنِ جُلَّقَ هَلْ / تُؤْنِسُ دُونَ البَلْقاءِ مِنْ أَحَدِ
لا وَجُفونٍ تَنوسُ في العُقَدِ
لا وَجُفونٍ تَنوسُ في العُقَدِ / وَحُسْنُ ثَغْرٍ يَلُوحُ كَالْبَرَدِ
لا كُنْتُ مِمَّنْ يُضيعُ أَدْمُعَهُ / بين الأَثافي والنَؤْيِ والوَتِدِ
أَحْسَنُ مِنْ وَقْفَةٍ على طَلَلٍ / قَفْرٍ وزَجْرِ العَيْرانَةِ الأُجُدِ
كَأْسُ مُدامٍ جَلا المُديرُ بِها / أَمَّ اللَّيالي وجَدَّةَ الأَبَدِ
نَشْرَبُها شُعْلَةً بِلا حُرَقٍ / ونَجْتَليها رُوحاً بِلا جَسَدِ
هَلْ أَحَدٌ نالَ مِثْلَ لَذَّتِنا / يا بامَخايِالَ لَيْلَةَ الأَحَدِ
سَقْيا لِماخورِ حارِثٍ ولِما / خَصَّ بِهِ مِنْ مَحاسِنٍ جُدُدِ
قُلْتُ لَهُ وابْنُهُ يَطوفُ بِها / عُمْرُكَ فينا عِمَارَةُ البَلَدِ
بِابْنِكَ ذا في جَمالِ صُورَتِهِ / صِرْتَ أَبا الظَبْيِ لا أَبا الأَسَدِ
هاتِ اسْقِنِيها فَإِنْ سَفَكْتَ دَمي / فَما بِقَتْلي عَليْكَ مِنْ قَوَدِ
لا تَحْسَبوا أَنَّني باغٍ بِكُمْ بَدَلاً
لا تَحْسَبوا أَنَّني باغٍ بِكُمْ بَدَلاً / وَلَوْ تَمَكَنْتُ من صَبْري ومن جَلَدي
قَلْبي رَقيبٌ عَلى قَلْبي لَكُمْ أَبَداً / والعَيْنُ عَيْنٌ عَلَيْهِ آَخِرَ الأَبَدِ
تَتيهُ كِبْراً ولَكِنْ
تَتيهُ كِبْراً ولَكِنْ / جَمالُها يَتَوَدَّدْ
حَبَتْ فعالاً وأَمْسَتْ / تُحَل ليناً وتُعْقَدْ
لَوْ أَنْ في فَمِهِ جَمْراً وأَنْشَدَنا
لَوْ أَنْ في فَمِهِ جَمْراً وأَنْشَدَنا / شِعْراً لَما ضَرَّهُ مِنْ بَرْدِ إِنْشَادِهْ
فَالكَفُّ عَاجٌ والحَباب لآَلِئُ
فَالكَفُّ عَاجٌ والحَباب لآَلِئُ / والرَّاحُ تِبْرٌ والزُّجاجُ زَبَرْجَدُ