المجموع : 34
حَبَّ إِلَينا بِكَ يا جَرادُ
حَبَّ إِلَينا بِكَ يا جَرادُ / أَرضُ وَإِن جاعَت بِكَ الأَكبادُ
وَضاقَتِ الأَصدارُ وَالأَورادُ / وَلَم يَكُن قَبلُ لَنا عَتادُ
وَلا لِأَبناءِ السَبيلِ زادُ /
أَقولُ لِأَصحابي هِيَ الشَمسُ ضَوءُها
أَقولُ لِأَصحابي هِيَ الشَمسُ ضَوءُها / قَريبٌ وَلَكِن في تَناوُلِها بُعدُ
لَقَد عارَضَتنا الريحُ مِنها بِنَفحَةٍ / عَلى كَبِدي مِن طيبِ أَرواحِها بَردُ
فَما زِلتُ مَغشِيّاً عَليَّ وَقَد مَضَت / أَناةٌ وَما عِندي جَوابٌ وَلا رَدُّ
أُقَلَّبُ بِالأَيدي وَأَهلي بِعَولَةٍ / يُفدونَني لَو يَستَطيعونَ أَن يَفدوا
وَلَم يَبقَ إِلّا الجِلدُ وَالعَظمُ عارِياً / وَلا عَظمَ لي إِن دامَ ما بي وَلا جِلدُ
أَدُنيايَ مالي في اِنقِطاعي وَغُربَتي / إِلَيكِ ثَوابٌ مِنكِ دَينٌ وَلا نَقدُ
عِديني بِنَفسي أَنتِ وَعداً فَرُبَّما / جَلا كُربَةَ المَكروبِ عَن قَلبِهِ الوَعدُ
وَقَد يُبتَلى قَومٌ وَلا كَبَلِيَّتي / وَلا مِثلَ جَدّي في الشَقاءِ بِكُم جَدُّ
غَزَتني جُنودُ الحُبِّ مِن كُلِّ جانِبٍ / إِذا حانَ مِن جُندٍ قُفولٌ أَنى جُندُ
أَيا حُبَّ لَيلى داخِلاً مُتَوَلِّجاً
أَيا حُبَّ لَيلى داخِلاً مُتَوَلِّجاً / شُعوبَ الحَشا هَذا عَلَيَّ شَديدُ
أَيا حُبَّ لَيلى عافِني قَد قَتَلتَني / فَكَيفَ تُعافيني وَأَنتَ تَزيدُ
وَيا حُبَّ لَيلى أَعطِني الحُكمَ وَاِحتَكِم / عَلَيَّ فَما يُبغي عَلَيَّ شُهودُ
أَراكِ عَلى نيرَينِ وَالحُبُّ كُلُّهُ / عَلى واحِدٍ يَبلى وَأَنتَ جَديدُ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى ما أَشَدَّهُ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى ما أَشَدَّهُ / وَأَسرَعَهُ لِلمَرءِ وَهوَ جَليدُ
دَعاني الهَوى مِن نَحوِها فَأَجَبتُهُ / فَأَصبَحَ بي يَستَنُّ حَيثُ يُريدُ
أَجَبتُ بِلَيلى مَن دَعاني تَجَلُّداً
أَجَبتُ بِلَيلى مَن دَعاني تَجَلُّداً / عَسى أَنَّ كَربي يَنجَلي فَأَعودُ
وَتَرجِعُ لي روحُ الحَياةِ فَإِنَّني / بِنَفسِيَ لَو عايَنتَني لَأَجودُ
سَقى حَيَّ لَيلى حينَ أَمسَت وَأَصبَحَت / مِنَ الأَرضِ مُنهَلُّ الغَمامِ رَعودُ
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعَدَت / أَنا كَلِفٌ صَبٌّ بِها وَعَميدُ
فَلا البُعدُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي / وَلَيلي طَويلٌ وَالسُهادُ شَديدُ
يَقولُ لِيَ الواشونَ إِذ يَرصُدونَني / وَمِنهُم عَلَينا أَعيُنٌ وَرُصودُ
سَلا كُلُّ صَبٍّ حِبَّهُ وَخَليلَهُ / وَأَنتَ لِلَيلى عاشِقٌ وَوَدودُ
فَدَعني وَما أَلقاهُ مِن أَلَمِ الهَوى / بِنارٍ لَها بَينَ الضُلوعِ وَقودُ
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَةٍ / عَلى رِمَّتي وَالروحُ فِيَّ تَجودُ
أَيا لَيلَ ما لِلصُبحِ مِنكِ بَعيدُ
أَيا لَيلَ ما لِلصُبحِ مِنكِ بَعيدُ / وَإِنّي لَمَحزونُ الفُؤادِ عَميدُ
أُراعي نُجومَ اللَيلِ سَهرانَ باكِياً / قَريحَ الحَشا مِنّي الفُؤادُ فَريدُ
بِحُبِّكِ يا لَيلى اِبتُليتُ وَإِنَّني / حَليفُ الأَسى باكي الجُفونِ فَقيدُ
لَقَد طالَ لَيلي وَاِستَهَلَّت مَدامِعي / وَفاضَت جُفوني وَالغَرامُ يَزيدُ
أُكابِدُ أَحزاني وَناري وَحَرقَتي / وَوَصلُكِ يا لَيلى أُراهُ بَعيدُ
لَقَد عيلَ صَبري مِن غَرامي وَوِحدَتي / وَعُظمِ اِشتِياقي هائِمٌ وَوَحيدُ
فَهَل مُسعِدٌ لي في الَّذي قَد أَصابَني / وَفي سَهَري وَالعالِمونَ رُقودُ
عَسى الطَيفُ يَأتيني وَمَن يُغفِ ساعَةً / وَمَن يَلقَ صَبراً وَالعَذابُ شَديدُ
أَلا لَيتَني قَد مِتُّ شَوقاً وَوَحشَةً / فَشَوقي وَحُزني لا يَزالُ جَديدُ
أَلا فَاِذكُري ما قَد بَقي مِن حُشاشَتي / فَقَد حانَ مَوتي وَالمَماتُ أُريدُ
فَما لِلنُجومِ الطالِعاتِ نُحوسُها
فَما لِلنُجومِ الطالِعاتِ نُحوسُها / عَلَيَّ أَما فيها الغَداةَ سُعودُ
أَلا لَيتَني قَد مِتُّ شَوقاً وَوَحشَةً / بِفَقدِكِ لَيلى وَالفُؤادُ عَميدُ
وَإِن تَبعُدي يا لَيلُ بِم أَسلُ عَنكُمُ / وَلَكِنَّ حُبّي وَالغَرامُ جَديدُ
وَإِن تَقرُبي يا لَيلُ وَالحُبُّ صادِقٌ / كَما كانَ يَنمو وَالنَوالُ بَعيدُ
وَإِن كانَ هَذا البُعدُ أُخلِفَ عَهدَكُم / فَحُبّي لَكُم حَتّى المَماتِ يَزيدُ
أَرى الإِزارَ عَلى لَيلى فَأَحسُدَهُ
أَرى الإِزارَ عَلى لَيلى فَأَحسُدَهُ / إِنَّ الإِزارَ عَلى ما ضَمَّ مَحسودُ
أَرَقتُ وَعادَني هَمٌّ جَديدُ
أَرَقتُ وَعادَني هَمٌّ جَديدُ / فَجِسمي لِلهَوى نِضوٌ بَليدُ
أُراعي الفَرقَدَينِ مَعَ الثُرَيّا / كَذاكَ الحُبُّ أَهوَنُهُ شَديدُ
عَلِقتُ مَليحَةَ الخَدَّينِ وَرداً / تُشابِه حُسنَ مَطلَعِها السُعودُ
أَهيمُ بِذِكرِها وَأَظَلُّ صَبّاً / وَعَيني بِالدُموعِ لَها تَجودُ
أَلا يا لَيتَ لَحدَكِ كانَ لَحدي / إِذا ضَمَّت جَنائِزَنا اللَحودُ
ذَكَرتُ عَشِيَّةَ الصَدَفَينِ لَيلى
ذَكَرتُ عَشِيَّةَ الصَدَفَينِ لَيلى / وَكُلَّ الدَهرِ ذِكراها جَديدُ
إِذا حالَ الغُرابُ الجَونُ دوني / فَمُنقَلَبي إِلى لَيلى بَعيدُ
عَلَيَّ أَلِيَّةٌ إِن كُنتُ أَدري / أَيَنقُصُ حُبُّ لَيلى أَم يَزيدُ
لَها في طَرفِها لَحَظاتُ حَتفٍ / تُميتُ بِها وَتُحيِي مَن تُريدُ
وَإِن غَضِبَت رَأَيتَ الناسَ هَلكى / وَإِن رَضِيَت فَأَرواحٌ تَعودُ
فَقُلنَ لَقَد بَكَيتَ فَقُلتُ كَلّا / وَهَل يَبكي مِنَ الطَرَبِ الجَليدُ
وَلَكِن قَد أَصابَ سَوادَ عَيني / عُوَيدُ قَذىً لَهُ طَرفٌ حَديدُ
فَقُلنَ فَما لِدَمعِهِما سَواءٌ / أَكِلتا مُقلَتَيكَ أَصابَ عودُ
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى / قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ
فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت / وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ
كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ / أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ
أَيا عَمروُ كَم مِن مُهرَةٍ عَرَبِيَّةٍ
أَيا عَمروُ كَم مِن مُهرَةٍ عَرَبِيَّةٍ / مِنَ الناسِ قَد بُليَت بِوَغدٍ يَقودُها
يَسوسُ وَما يَدري لَها مِن سِياسَةٍ / يُريدُ بِها أَشياءَ لَيسَت تُريدُها
مُبَتَّلَةُ الأَعجازِ زانَت عُقودَها / بِأَحسَنَ مِمّا زَيَّنَتها عُقودُها
خَليلَيَّ شُدّا بِالعَمامَةِ وَاِحزِما / عَلى كَبِدٍ قَد بانَ صَدعاً عَمودُها
خَليلَيَّ هَل لَيلى مُؤَدِّيَةٌ دَمي / إِذا قَتَلَتني أَو أَميرٌ يُقيدُها
وَكَيفَ تُقادُ النَفسُ بِالنَفسِ لَم تَقُل / قَتَلتُ وَلَم يَشهَد عَلَيها شُهودُها
وَلَن يَلبَثَ الواشونَ أَن يَصدَعوا العَصا / إِذا لَم يَكُن صُلباً عَلى البَريِ عودُها
نَظَرتُ إِلَيها نَظرَةً ما يَسُرُّني / بِها حُمرُ أَنعامَ البِلادِ وَسودُها
إِذا جِئتُها وَسطَ النِساءِ مَنَحتُها / صُدوداً كَأَنَّ النَفسَ لَيسَت تُريدُها
وَلي نَظرَةٌ بَعدَ الصُدودِ مِنَ الهَوى / كَنَظرَةِ ثُكلى قَد أُصيبَ وَحيدُها
فَحَتّى مَتى هَذا الصُدودُ إِلى مَتى / لَقَد شَفَّ نَفسي هَجرُها وَصُدودُها
فَلَو أَنَّ ما أَبقيتَ مِنّي مُعَلَّقٌ / بِعودِ ثُمامٍ ما تَأَوَّدَ عودُها
يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ
يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ / فَأَقبَلتُ مِن مِصرٍ إِلَيها أَعودُها
فَوَاللَهِ ما أَدري إِذا أَنا جِئتُها / أَأُبرِئُها مِن دائِها أَم أَزيدُها
وَتَعذُبُ لي مِن غَيرِها فَأُعافُها
وَتَعذُبُ لي مِن غَيرِها فَأُعافُها / مَشارِبُ فيها مَقنَعٌ لَو أُريدُها
وَأَمنَحُها أَقصى هَوايَ وَإِنَّني / عَلى ثِقَةٍ مِن أَنَّ حَظّي صُدودُها
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُها
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُها / إِذا ما اِنقَضَت أُحدوثَةٌ لَو تُعيدُها
زَها جِسمُ لَيلى في الثِيابِ تَنَعُّماً
زَها جِسمُ لَيلى في الثِيابِ تَنَعُّماً / فَيا لَيتَني لَو كُنتُ بَعضَ بُرودِها
أَفي النَومُ يا لَيلى رَأَيتُكِ أَم أَنا / رَأَيتُكِ يَقظاناً فَعِندي شُهودُها
ضَمَمتُكِ حَتّى قُلتُ ناري قَدِ اِنطَفَت / فَلَم تُطفَ نيراني وَزيدَ وَقودُها
زَها جِسمُ لَيلى في الثِيابِ كَما زَها
زَها جِسمُ لَيلى في الثِيابِ كَما زَها / مَعَ الغُصنِ غَضٌّ قَد تَزايَدَ عودُها
وَما بالُ لَيلى لَيسَ تَخلُصُ مِن دَمي / وَتَعلَمُ أَنَّ النارَ حامٍ وَقودُها
أَلا قُل لِلَيلى قَد وَهَبتُ لَها دَمي / وَجُدتُ بِنَفسي قَد نَعاها عَزيزُها
فَيا قَلبُ مُت حُزناً وَلا تَكُ جازِعا
فَيا قَلبُ مُت حُزناً وَلا تَكُ جازِعا / فَإِنَّ جَزوعَ القَومِ لَيسَ بِخالِدِ
هَويتَ فَتاةً نَيلُها الخُلدُ فَاِلتَمِس / سَبيلاً إِلى ما لَستَ يَوماً بِواجِدِ
هَويتَ فَتاةً كَالغَزالَةِ وَجهُها / وَكَالشَمسِ يَسبي دَلُّها كُلَّ عابِدِ
وَلي كَبِدٌ حَرّى وَقَلبٌ مُعَذَّبٌ / وَدَمعٌ حَثيثٌ في الهَوى غَيرُ جامِدِ
وَآيَةُ وَجدِ الصَبِّ تَهطالُ دَمعِهِ / وَدَمعُ الشَجيِّ الصَبِّ أَعدَلُ شاهِدِ
عَلى ما اِنطَوى مِن وَجدِهِ في ضَميرِهِ / عَلى الآنِساتِ الناعِماتِ الخَرائِدِ
فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ جادَ بِرَجعَةٍ / وَهَيهاتَ إِنَّ الدَهرَ لَيسَ بِعائِدِ
إِلَيكَ فَعَزِّ النَفسَ وَاِستَشعِرِ الأَسى / فَحُبُّكَ يَنمي زائِداً غَيرَ بائِدِ
وَقَد شَسَعَت لَيلى وَشَطَّ مَزارُها / وَغَيَّرَها عَن عَهدِها قَولُ حاسِدِ
فَيا أَسَفا حَتّامَ قَلبي مُعَذَّبٌ / إِلى اللَهِ أَشكو طولَ هَذي الشَدائِدِ
يا مَن شَغَلتُ بِهَجرِهِ وَوِصالِهِ
يا مَن شَغَلتُ بِهَجرِهِ وَوِصالِهِ / هِمَمَ المُنى وَنَسيتُ يَومَ مَعادي
وَاللَهِ ما اِلتَقَتِ الجُفونُ بِنَظرَةٍ / إِلّا وَذِكرُكِ خاطِرٌ بِفُؤادي
شَرَيتُ بِشاتي شِبهَ لَيلى وَلَو أَبوا
شَرَيتُ بِشاتي شِبهَ لَيلى وَلَو أَبوا / لَأَعطَيتُ مِن مالي طَريفي وَتالِدي
فَيا بائِعي شِبهاً لِلَيلى قُتِلتُما / وَجُنِّبتُما ما نالَهُ كُلُّ عابِدِ
لَو كُنتُما حُرَّينِ ما بِعتُما مَعا / شَبيهاً لِلَيلى بَيعَةَ المُتَزايِدِ
وَأُعتَقتُماها رَغبَةً في ثَوابِها / وَلَم تَرغَبا في ناقِصٍ غَيرِ زائِدِ
فَلا ظَفَرَت كَفّاكُما بِكَريمَةٍ / وَجُنِّبتُما صَوبَ الغَمامِ الرَواعِدِ