المجموع : 9
جُمِعَتْ بطاعةِ حُبِّكَ الأَضْدادُ
جُمِعَتْ بطاعةِ حُبِّكَ الأَضْدادُ / وتَأَلَّفَ الأَفْصَاحُ والأَعْيادُ
كَتَبَ القَضاءُ بأَنَّ جَدَّكَ صاعِدٌ / والصُّبْحُ رَقٌّ والظَّلامُ مِدادُ
أَعِينا امْرَءاً نَزَحَتْ عَيْنُهُ
أَعِينا امْرَءاً نَزَحَتْ عَيْنُهُ / ولا تَعْجَبا مِن جُفُونٍ جِمادِ
إِذا القَلْبُ أَحْرَقَهُ بَثُّهُ / فإِنَّ المَدامِعَ شِلْوُ الفُؤادِ
يَوَدُّ الفَتى مَنْهَلاً خالِياً / وسَعْدُ المَنِيَّةِ في كُلِّ وادِ
ويَعْرِفُ للكَوْنِ ما في يَدَيْهِ / وَما الكَوْنُ إِلا نَذِيرُ الفَسادِ
لقد عثر الدّهْرُ بالسابقي / نَ ولم يُعْجِزِ المَوْتَ ركض الجَوادِ
لَعَمْرُكَ ما رَدَّ رَيْبَ الرَّدَى / أَرِيبٌ ولا جَاهِدٌ باجْتِهادِ
سِهامُ المَنايا تُصِيبُ الفَتى / ولَوْ ضَرَبُوا دُونَه بالسِّدادِ
أَصَبْنَ على بَطْشِهِمْ جُرْهُما / وأَصْمَيْنَ في دارِهِمْ قَوْمَ عَادِ
وأَقْعَصْنَ كَلْباً على عِزِّهِ / فما اعْتَزَّ بالصّافِناتِ الجيادِ
وَلَكِنَّني خانَني مَعْشَرِي / ورُدْتُ يَفاعاً وبِيلَ المَرادِ
وَهل ضَرَبَ السّيْفُ مِن غَيْرِ كَفٍّ / وهل ثَبُتَ الرَّأْسُ في غَيْرِ هادِ
يا صاحِبِي قُمْ فَقد أَطَلْنَا
يا صاحِبِي قُمْ فَقد أَطَلْنَا / أَنَحْنُ طُولَ المَدى هُجُودُ
فقالَ لي لن نَقُومَ منها / ما دامَ مِن فَوْقِنا الصَّعِيدُ
تذكُرُ كَمْ لَيْلَةٍ لَهَوْنا / في ظِلِّهَا والزَّمَانُ عِيدُ
وكَمْ سُرُورٍ هَمَى علَيْنَا / سحابةً ثرّةً تجُودُ
كُلٌّ كأَنْ لم يكُنْ تَقَضَّى / وشُؤمُه حاضِرٌ عَتِيدُ
حصَّلَه كاتِبٌ حَفِيظٌ / وضمَّهُ صادِقٌ شَهِيدُ
يا وَيْلَنَا إِنْ تَنَكَّبَتْنَا / رَحْمَةُ مَن بَطْشُهُ شَدِيدُ
يا ربِّ عفْواً فأَنْتَ موْلىً / قَصَّر في أَمْرِكَ العبيدُ
قَرِيبٌ بِمُحْتَلِّ الهَوانِ بعِيدُ
قَرِيبٌ بِمُحْتَلِّ الهَوانِ بعِيدُ / يجُودُ ويَشْكُو حُزْنَهُ فيُجِيدُ
نَعَى ضرَّه عِنْد الإِمامِ فيا له / عدُوٌّ لأَبْنَاءِ الكِرَامِ حسُودُ
وما ضَرَّهُ إِلا مُزَاحٌ ورِقَّةٌ / ثَنَتْهُ سفِيه الذِّكْرِ وهْو رشِيدُ
جَنَى ما جَنَى في قُبَّة الماءِ غَيْرُهُ / وطُوِّقَ منه بالعَظيمةِ جيدُ
وما فِيَّ إِلَّا الشِّعْر أَثْبَتَهُ الهَوى / فسارَ به في العالَمِين فَرِيدُ
أَفُوهُ بما لم آتِهِ مُتَعَرِّضاً / لحُسْنِ المعانِي تَارةً فأَزِيدُ
فإِنْ طال ذِكْرِي بالمُجُونِ فإِنَّنِي / شَقِىٌّ بِمَنظومِ الكَلامِ سعيدُ
وهَلْ كُنْتُ في العُشَّاقِ أَوَّل عاشِقٍ / هَوتْ بحِجاهُ أَعْيُنٌ وخُدُودُ
وإِنْ طَال ذِكْرِي بالمُجُونِ فإِنَّهَا / عَظائِمُ لم يصْبِرْ لهُنَّ جلِيدُ
فراقٌ وسِجْنٌ واشْتِياقٌ وذلَّة / وجبَّارُ حُفَّاظٍ عليّ عَتيدُ
فَمن مُبْلغُ الفِتْيان أَنِّيَ بعْدهُم / مُقِيمٌ بدارِ الظالِمِين طَرِيدُ
مُقِيمٌ بِدارٍ ساكنُوها مِن الأَذى / قِيامٌ على جمْرِ الحِمام قُعُودُ
ويُسْمعُ للجنَّانِ في جنَباتِهَا / بسِيطٌ كَتَرْجِيعِ الصَّدَى ونَشِيدُ
وما اهْتَزَّ بابُ السِّجْنِ إِلا تَفَطَّرتْ / قُلُوبٌ لنا خَوْف الرَّدى وكُبُودُ
ولَسْتُ بِذِي قَيْدٍ يرِقُّ وإِنَّما / على اللَّحْظِ مِن سُخْطِ الإِمامِ قُيُودُ
وقُلْتُ لصدَّاحِ الحمامِ وقد بكَى / على القَصْرِ إِلْفاً والدُّمُوع تجُودُ
ألا أَيُّها الباكِي على من تُحِبُّهُ / كِلانَا مُعنى بالخَلاءِ فَرِيدُ
وهل أَنْت دانٍ من مُحِبٍّ نأَى به / عن الإِلْفِ سُلْطَانٌ علَيْهِ شَدِيدُ
فَصفَّق مِن ريِش الجنَاحيْنِ واقِعاً / على القُرْبِ حتَّى ما علَيْهِ مزِيدُ
ومازال يُبْكِينِي وأُبكِيهِ جاهِداً / وللشَّوْقِ مِن دُونِ الضُّلُوعِ وقُودُ
إِلى أَن بكى الجُدْرانُ مِن طُولِ شَجْوِنا / وأَجْهَشَ بابٌ جانِباهُ حدِيدُ
أَطاعتْ أَمِير المُؤْمِنِين كَتائِبٌ / تَصرَّف في الأَحْوالِ كَيْف يُرِيدُ
فللشَّمْسِ عنها بالنَّهَارِ تَأَخُّرٌ / وللبدْرِ عنها بالظَّلامِ صُدُودُ
أَلا إِنَّها الأَيَّامُ تَلْعبُ بالفَتَى / نُحُوسٌ تهادى تارةً وسُعُودُ
وما كُنْتُ ذا أَيْدٍ فيُذْعِنَ ذُو قُوى / مِن الدَّهْرِ مُبْدٍ صرْفَهُ ومُعِيدُ
وراضَتْ صِعابِي سطْوةٌ علَوِيَّةٌ / لها بارِقٌ نَحْوَ النَّدى ورُعودُ
تَقُولُ التَّي مِن بَيْتِها خَفَّ مَرْكَبِي / أَقُربُكَ دان أَمْ نَوَاكَ بَعِيدُ
فقُلْتُ لها أَمْرِي إِلى من سَمَتْ به / إِلى المجْدِ آباءٌ له وجُدُودُ
أَصُبَيْحٌ شِيمَ أَمْ بَرْقٌ بَدَا
أَصُبَيْحٌ شِيمَ أَمْ بَرْقٌ بَدَا / أَمْ سَنَا المَحبوبِ أَوْرَى أَزنُدَا
هَبَّ مِن مرْقدِهِ مُنْكَسِراً / مُسْبِلاً للْكُمِّ مُرْخٍ للرِّدا
يمْسحُ النَّعْسةَ مِنْ عيْنَيْ رشا / صائِدٍ في كُلِّ يوْمٍ أَسدا
أَوْرَدتهُ لُطُفا آيتُهُ / صفْوةَ العيْشِ وأَرْعتْهُ ددا
فَهْوَ مِن دلٍّ عراهُ زُبْدةٌ / مِن صريحٍ لم يُخَالِطْ زَبدا
قُلْتُ هَبْ لي يا حبِيبِي قُبْلَةً / تَشْفِ مِن غَمّك تَبريح الصَّدى
فانثَنَى يَهْتَزُّ مِن مَنكِبِه / قائِلاً لا ثُمَّ أَعْطَانِي اليدا
كُلَّما كَلَّمنِي قَبَّلْتُهُ / فَهْو إِمّا قال قَوْلاً ردَّدا
كاد أَنْ يرْجِع مِن لَثْمِي له / وارْتِشَافِي الثَّغْر منه أَدْرَدَا
قال لي يلْعبُ صِدْ لي طائِراً / فترانِي الدَّهْر أَجْرِي بالكُدَى
وإِذا اسْتَنْجَزْتُ يَوْماً وَعْدَه / قالَ لي يَمْطُلُ ذَكِّرْنِي غَدا
شَرِبَتْ أَعْطَافُهُ خَمْرَ الصِّبا / وسَقَاه الحُسْنُ حَتَّى عَرْبَدَا
وإِذا بِتُّ به في رَوْضة / أَغْيَداً يَعْرُو نَباتاً أَغْيَدَا
قامَ في اللَّيْلِ بجيدٍ أَتْلَعٍ / يَنْفُضُ اللمّةَ مِن دَمْعِ النَّدَى
رَشَأٌ بَلْ غادةٌ مَمْكُورةٌ / عُمِّمَتْ صُبْحاً بلَيْلٍ أَسْوَدَا
أَحَحَتْ مِن غَضَّتِي في نَهْدِها / ثُمَّ عَضَّتْ حُرَّ وَجْهي عَمَدَا
فَأنَا المجْرُوحُ مِن عَضَّتِهَا / لا شَفانِي اللَّهُ منها أَبَدَا
ومَكانٍ عازِبٍ مِن جِيرَةٍ / أَصْدِقَاءٍ وهُم عَيْنُ العِدَا
ذِي نباتٍ طَيِّبٍ أَعْرَافُهُ / كَعِذَارِ الشَّعْر في الخَدِّ بَدَا
تَحْسَبُ الهَضْبَةَ منه جَبَلاً / وحُدُورَ الماءِ منه أَبْردَا
قُلْتُ إِذ خَيَّمْتُ فيه قاطِناً / وتَلاقَتْنِي الأَمَانِي سُجَّدَا
وَرَأَيْتُ الدَّهْرَ خَوْفِي ساكِناً / وبَنِي الأَحْرَارِ حَوْلِي أَعْبُدَا
جادَ مَن أَصْبَحْتُ في أَيَّامِه / والرَّدى يَحْذَرُ مِن خَوْفِي الردَى
مَلِكٌ يُحْسَبُ عَدْلاً مَلَكاً / وإِمامٌ أَمَّ فينا فَهَدَى
خِلْتُهُ والرُّمْحُ في راحَتِهِ / قَمَراً يَحْمِلُ منه فَرْقَدَا
نِعمَ ما اخْتَرْتُ لنَفْسِي فاعْلَمُوا / إِنْ زَمَانٌ جارَ أَوْ صَرْفٌ عَدَا
لَيْسَ من يَعْشُو إِلى نار القِرى / مِثْلَ مَن يَعْشُو إِلى نارِ الهُدَى
قُلْ لمَن زاد إِذ تَباعد بُعْدا
قُلْ لمَن زاد إِذ تَباعد بُعْدا / وتَناسى عهْدِي ولم أَنْسَ عهْدا
لا يَغُرَّنْكَ ما تَرى مِن ودِادِي / فَلَعلِّي إِنْ شِئْتُ غَيَّرْتُ ودَّا
لا وحقِّ الهَوى وحقِّ لَيالِي / هِ ومن صاغَ حُسْن وجْهِك فَرْدا
ما أُطِيقُ الَّذِي ادَّعيْت ولَوْ مُلْ / لِكْتُهُ لم أَكُنْ لغَيْركَ عبْدا
إلى المُعتلي عالَيتُ هَمَّي طَالِباً
إلى المُعتلي عالَيتُ هَمَّي طَالِباً / لِكَرَّتِه إنَّ الكَريمَ يَعودُ
هُمامٌ أَراه جُودُه سُبُل العُلا / وَعَلَّمَهُ الإِحسانَ كَيفَ يَسودُ
نَفَى الذَمّ عَنهُ أن طي برُوده / عَفافٌ عَلَى سِن الشَّباب وجودُ
تُؤدِّى إِلَينا أَنه سِبطُ أَحمدٍ / مَخايِلُ فيهِ لِلهُدى وَشُهودُ
حنَانَيكَ إِنَّ الماءَ قَد بَلَغَ الزُّبى / وأنحَت رَزايا ما لَهُنَّ عَديدُ
ظَمِئتُ إِلَى صافِي الهَواءِ وَطَلقِهِ / فَهَل لي يَوماً في رِضاكَ ورُودُ
ولي حرمةٌ حاشا لِمِثلك أن يُرى / مضيعاً لها وهو الغداة شهيدُ
فلا يَعرَ من رُحماكمُ مَن عليكمُ / مطارف مما حاكَهُ وبرودُ
جَواهِر شعرٍ شاكلَ المَجدَ درها / كَما شاكَلت جيدَ الفتاةِ عُقودُ
وَجلا زمانُك وجههُ مُتَطَلِّعاً
وَجلا زمانُك وجههُ مُتَطَلِّعاً / فكأنَّهُ بعد المماتِ معادُ
يا أيُّها القَمرُ الذي بِمَغيبه
يا أيُّها القَمرُ الذي بِمَغيبه / صبغت ثيابُ الليلِ فَهي حدادُ