القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عُنَيْن الكل
المجموع : 23
خَبّروها بِأَنَّهُ ما تَصَدّى
خَبّروها بِأَنَّهُ ما تَصَدّى / لِسلُوٍّ عَنها وَلَو ماتَ صَدّا
وَاِسأَلوها في زَورَةٍ مِن خَيالٍ / إِن تَكُن لَم تَجِد مِنَ الهَجرِ بُدّا
عَنَّفَت طَيفَها عَلى ظَنِّها أَنَّ / خَيالاً مِنها إِلَينا تَسَدّى
كَذَبتها ظُنونُها لا الكَرى زارَ / جُفوني وَلا الخَيالُ تَعَدّى
ظَبيَةٌ تُخجِلُ الغَزالَةَ وَجهاً / وَبَهاءً وَتَفضَحُ الغُصنَ قَدّا
ذاتُ فِرعٍ لَولا الوَلائِدُ أَمسَك / نَ مُثَنّاهُ ضَوَّعَ الحَيَّ نَدّا
وَقَفَت لِلوَداعِ وَقفَةَ هازٍ / هازِلٍ وَالغَرامُ بي جَدَّ جِدّا
وَأَماطَت لِثامَها بِأَساري / عِ حِقافٍ عَن مُستَنيرٍ مُفَدّى
نَثَرَت لَوعَةُ الفراقِ عَلَيهِ / دُرَّ دَمعٍ فَأَنبَتَت فيهِ وَردا
وَذَكت نارُهُ على عَنبَرِ الخا / لِ فَكانَت لَهُ سَلاماً وَبَردا
ثُمَّ قالَت بَقاءُ مَن يَدَّعي الحُبَّ / مَحالٌ وَهذِهِ العيسُ تُحدى
ما لِعيسي وَما لِعَيشي وَمالي / كُلَّ يَومٍ نَلقى عَناءً وَكَدّا
لَيتَ سَهمَ الزَمانِ أَصمى فَكَم أَظ / ما لَقَد جاوَزَ العَناءُ الحَدّا
أَعجَزَتني البُروقُ شَيماً فَلَوعا / لجتُ بَحراً لأُنبِطَ الماءَ أَكدى
وَلَو انّي مَرَيتُ لَقحَةَ شَولٍ / جَعَلتها شَقاوَةُ الجَدِّ جِلدا
كَم أَدورُ البِلادَ شَرقاً وَغَرباً / وَأَرودُ الأَرزاقَ غَوراً وَنَجدا
وَأَيادي المَولى الوَزيرِ صَفي الدي / نِ أَدنى إِلى غياثي وَأَندى
أَريَحِيٌّ إِذا هَمَت راحَتاهُ / عَلَّمَت واكِفَ الحَيا كَيفَ يَندى
دَقَّ فِكراً في المُشكِلاتِ فَجَلَّت / بِمَديحٍ أَوصافُهُ أَن تُحَدّا
وَرِثَ المَجدَ وَالمَكارِمَ وَالحِل / مَ وَطيبَ الأَعراقِ جَداً فَجَدّا
ظاهِرُ الفَضلِ طاهِرُ الأَصلِ سَب / باقٌ إِلى المَجدِ لَيسَ يَضمِرُ حِقدا
وَحَليمٌ لا يَستَخِفُّ لَهُ الغَي / ظُ أَناةً إِن خامَرَ الطَيشُ أُحدا
كَعبَةٌ لِلسَماحِ وَالعِلمِ فَالحَجُّ / إِلَيهِ فَرضٌ عَلَينا يُؤَدّى
مُتلِفٌ مُخلِفٌ مُفيتٌ مُفيدٌ / مُعجِزٌ مُنجِزٌ وَعيداً وَوَعدا
لَيِّنُ العِطفِ لِلمَوالي وَيَلقى / مِنهُ أَهلُ العِنادِ خَصماً أَلَدّا
فَهوَ مِثلُ الحُسامِ في حالَتَيهِ / لَيِّنٌ صَفحَةً وَقاسٍ حَدّا
راضَ صَعبَ الزَمانِ بِالعَدلِ حَتّى / كادَ يَأتي بِذاهِبِ الأَمسِ رَدّا
فَاِستَقَرَّت قَواعِدُ الملكِ وَاِزدا / دَت بِهِ سُدَّةُ الوَزارَةِ مَجدا
وَغَدا رَأيُهُ أَحَدَّ سِلاحاً / في لِقاءِ العِدى وَأَنصَرَ جُندا
فَإِذا ضاقَ ذَرعُ كُلِّ همامٍ / بِمُهِمٍّ كانَ الأَشَدَّ الأَسَدّا
وَإِذا شَحَّتِ السَحائِبُ سَحَّت / راحَتاهُ فَعَمَّتِ الأَرضَ رِقدا
فِعلُ إِحسانِهِ بِغَيرِ قِياسٍ / لازِمٌ وَهوَ عامِلٌ يَتَعَدّى
رامَ قَومٌ إِحصاء غُرّ مَساعي / هِ وَهَل تَستَطيعُ لِلنَجمِ عَدّا
وَتَعاطى المُلوكُ نَيلَ مَعالي / هِ فَنالوا مِن دونِ ذلِكَ جَهدا
هَلَكوا دونَ نَيلِ ما أَمَّلوهُ / مَن يَطِر فَوقَ طَورِهِ يَتَرَدّى
عالِمٌ عامِلٌ سَعى لِلمَعالي / سَعيَ آبائِهِ الكِرامِ الأَشِدّا
أُسرَةٌ كُلَّما تَرَعرَعَ مِنهُم / ناشيءٌ سادَ في الزَمانِ وَسَدّا
كُلَّما أَنهَجَت مَلابِسُ مَجدٍ / لَهُمُ قامَ ماجِدٌ فَاِستَجَدّا
لَم يَقِف دونَهُم وَلَو كانَ يَلقى / رُتبَةً مِن وَرائِهِم لَتَعَدّى
مَلَأَت وَفدُكَ الفِجاجَ فَأَنّى / سارَ وَفدٌ مِنهُم تَلَقَّيتَ وَفدا
رُبَّ عانٍ أَطلَقتَهُ بَعدَ ما كا / نَ يُعاني في الأَسرِ قَيداً وَقِدّا
وَيَتيمٍ رَأى لَهُ مِن أَيادي / كَ أَباً مُشفِقاً وَأُماً وَمَهدا
أَعتَبتني صُروفُ دَهري فَشُكراً / لِزَمانٍ إِلى جَنابِكَ أَهدى
وَحَقيقٌ بِالذَمِّ مَن ذَمَّ عَصراً / أَلبَسَتهُ خِلالُكَ الغُرُّ حَمدا
أَنا مُهدٍ إِلَيكَ مدحَةِ عَبدٍ / مُخلِصٍ وَالمَديحُ أَفضَل مُهدى
بالِغٍ جُهدَهُ وَمَن بَلَغَ الجُه / دَ وَإِن لَم يُصِب فَما ضَلَّ قَصدا
يا دَهرُ وَيحَكَ ما عَدا مِمّا بَدا
يا دَهرُ وَيحَكَ ما عَدا مِمّا بَدا / أَرسَلتَ سَهمَ الحادِثاتِ فَأَقصَدا
أَغمَدتَ سَيفاً مُرهَفاً شَفَراتُهُ / قَد كانَ في ذاتِ الإِلهِ مُجَرَّدا
فَافعَل بِجَهدِكَ ما تَشاءُ فَإِنَّني / بَعدَ المُعَظَّمِ لا أُبالي بِالرَدى
ما خِلتُهُ يَفنى وَأَبقى بَعدَهُ / يا بُؤسَ عَيشي ما أَمَرَّ وَأَنكَدا
لَهفي عَلى بَدرٍ تَغَيَّبَ في ثَرى / رَمسٍ وَبَحرٍ في ضَريحٍ أُلحِدا
أَبقَيتَ لي يا دَهرُ بَعدَ فِراقِهِ / كَبِداً مُقَرَّحَةً وَجَفناً أَرمَدا
وَجَوىً يُؤَجَّجُ بَينَ أَثناءِ الحشا / ناراً تَزايَدُ بِالدُموعِ تَوَقُّدا
لَو كانَ خَلقٌ بِالمَكارِمِ وَالتُقى / يَبقى لَكانَ مَدى الزَمانِ مُخَلَّدا
أَو كانَ شَقُّ الجَيبِ يُنقذُ مِن رَدىً / شَقَّت عَلَيكَ بَنو أَبيكَ الأَكبُدا
أَو كانَ يُغني عَنكَ دَفعٌ بِالقَنا ال / خَطيِّ غادَرَتِ الوَشيجَ مُقَصّدا
وَلَقَد تَمَنَّت أَن تَكونَ فَوارِسٌ / مِن آلِ أَيّوبَ الكِرامِ لَكَ الفِدا
أَبكيتَ حَتّى نَثرَةً وَطِمِرَّةً / وَحَزَنتَ حَتّى ذابِلاً وَمُهَنَّدا
كَم لَيلَةٍ قَد بِتَّ فيها لا تَرى / إِلّا ظُهورَ الأَعوجِيَّةِ مَرقَدا
تَحمي حِمى الإِسلامِ مُنتَصِراً لَهُ / بِعَزائِمٍ تَستَقرِبُ المُستَبعَدا
وَلَرُبَّ مَلهوفٍ دَعاهُ لِحادِثٍ / جَلَلٍ فَكانَ جَوابُهُ قَبلَ الصَدى
وَلَطالَما شيمَت بَوارِقُ كَفِّهِ / فَهمَت سَحائِبُها عَلَينا عَسجَدا
ما ضَلَّ غِمرٌ عَن مَحَجَّةِ قَصدِهِ / إِلّا وَكانَ لَهُ إِلَيها مُرشِدا
يا مالِكاً مِن بَعدِ فَقدي وَجهَهُ / جارَ الزَمانُ عَلَيَّ بَعدَكَ وَاِعتَدى
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن يَزورَكَ راثِياً / مَن كانَ زارَكَ بِالمَدائِحِ مُنشِدا
كَم مَورِدٍ ضَنكٍ وَرَدتَ وَطَعمُهُ / مُرٌّ وَقَد عافَ الكُماةُ المَورِدا
وَعَزيزِ قَومٍ مُترَفٍ سَربَلتَهُ / ذُلّا وَكانَ الطاغِيَ المُتَمَرِّدا
أَركَبتَهُ حَلَقاتِ أَدهَمَ قَصَّرَت / مِنهُ الخُطى مِن بَعدِ أَشقَرَ أَجرَدا
لَولا دِفاعُكَ بِالصَوارِمِ وَالقَنا / عَن حَوزَةِ الإِسلامِ عادَ كَما بَدا
وَدِيارُ مِصرٍ لَو وَنَت عَزماتُهُ / عَن نَصرِها لَتَمَكَّنَت فيها العِدى
وَلَأَمسَتِ البيضُ الحَرائِرُ أَسهُماً / فيها سَبايا وَالمَوالي أَعبُدا
وَلَأَصبَحَت خَيلُ الفرنجِ مُغيرَةً / تَجتابُ ما بَينَ البَقيعِ إِلى كُدى
وَبِثَغرِ دِمياطٍ فَكَم مِن بيعَةٍ / عُبِدَ الصَليبُ بِها وَكانَت مَسجِدا
أَنقَذتَها مِن خُطَّةِ الخَسفِ الَّتي / كانَت أَحلَّتها الحَضيضَ الأَوهَدا
أَجلَيتَ لَيلَ الكُفرِ عَنها فَاِنطَوى / وَأَنَرتَ في عَرَصاتِها فَجرَ الهُدى
وَلَقَد شَهِدتُكَ يَومَ قَيسارِيَّةٍ / وَالشَمسُ قَد نَسَجَ القَتامُ لَها رِدا
وَالكُفرُ مُعتَصِمٌ بِسورٍ مُشرِفِ ال / أَبراجِ أُحكِمَ بِالصَفيحِ وَشُيِّدا
فَجَعَلتَ عاليها مَكانَ أَساسِها / وَأَلَنتَ لِلأَخشابِ فيها الجامِدا
قُل لِلأَعادي إِن فَقَدنا سَيِّداً / يَحمي الذِمارَ فَقَد رُزِقنا سَيِّدا
الناصِرُ الملكُ الَّذي أَضحى بِرو / حِ القُدسِ في كُلِّ الأُمورِ مُؤَيَّدا
أَعلى المُلوكِ مَحَلَّةً وَأسدُّهُم / رَأياً وَأَشجَعُهُم وَأَطوَلُهُم يَدا
ماضي العَزيمَةِ لا يُرى في رَأيِهِ / يَومَ الكَريهَةِ حائِراً مُتَرَدِّدا
يَقِظٌ يَكادُ يُريهِ ثاقِبُ فِكرِهِ / في يَومِهِ ما سَوفَ يَأتيهِ غَدا
لَو أَنَّ غَيرَ الدَهرِ كانَ العادي
لَو أَنَّ غَيرَ الدَهرِ كانَ العادي / لَتَبادَرَت قَومي إِلى إِنجادي
وَلَدافَعَت عَنكَ المنونَ فَوارِسٌ / بيضُ الوُجوهِ كَريمَةُ الأَجدادِ
قَومٌ بَني شاذي وَأَيّوبٌ لَهُم / فَخراً تَليداً فَوقَ مَجدٍ عادي
مِن كُلِّ وَضاحٍ إِذا شَهِدَ الوَغى / رَوّى الأَسِنَّةَ مِن دَمِ الأَكبادِ
كَسَبوا المَكارِمَ مِن مُتونِ صَوارِمٍ / وَجَنوا المَعالي مِن صُدورِ صِعادِ
المُبصِرونَ إِذا السَنابِكُ أَطلَعَت / شَمسَ الظَهيرَةِ في ثِيابِ حِدادِ
لَم تَنبُ في يَومِ الهياجِ سُيوفُهُم / عَن مَضرِبٍ وَنَبَت عَنِ الأَغمادِ
قَسَماً لَو انَّ المَوتَ يَقبَلُ فِديَةً / عَزَّت لَكُنتُ بِمُهجَتي لَكَ فادي
قَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ مُقاسِمي / في خَفضِ عَيشٍ أَو لِقاءِ أَعادي
وَأَراكَ في يَومي وَغىً وَمَسَرَّةٍ / قَلبَ الخَميسِ وَصَدرَ أَهلِ النادي
وَأَراكَ مِن صَدَإِ الحَديدِ كَأَنَّما / نَضَخَت عَلَيكَ رَوادِعٌ بِالجادي
فَجَرى القَضاءُ بِضِدِّ ما أَمَّلتُهُ / فيهِ وَأَرهَفَ حَدَّهُ لِعِنادي
خانَتنِيَ الأَيّامُ فيكَ فَقَرَّبَت / يَومَ الرَدى مِن لَيلَةِ الميلادِ
وَرَمَتنِيَ الأَقدارُ مِنكَ بِلَوعَةٍ / باتَت تَأَجَّجُ في صَميمِ فُؤادي
لَهَفي عَلَيكَ لَو انَّ لَهفاً نافِعٌ / أَو ناقِعٌ حَرَّ الفُؤادِ الصادي
يا لَيتَ أَنَّكَ لي بَقيتَ وَبَينَنا / ما كُنتُ أَشكو مِن جَوىً وَبُعادِ
قَد أَسعَدَتني بَعدَ فَقدِكَ أَدمُعٌ / ذُرُفٌ وَخامَ الصَبرُ عَن إِسعادي
وَعَدِمتُ بَعدَكَ لَذَّةَ الدُنيا فَقَد / أُنسيتُها حَتّى نَسيتُ رُقادي
أَبقَيتَ في كَبِدي عَلَيكَ حَزازَةً / تَبدو لِأَهلِ الحَشرِ يَومَ معادي
فَسَقى ضَريحَكَ كُلُّ دانٍ مُسبلٍ / مُتَواصِلِ الإِبراقِ وَالإِرعادِ
حَتّى تُرى عَرصاتُ قَبرِكَ رَوضَةً / مَوشِيَّةً كَوَشائِعِ الأَبرادِ
فَلَقَد مَضَيتَ وَما كَسَبتَ خَطيئَةً / وَتَرَكتَ دارَ بَليَّةٍ وَفَسادِ
وَسَكَنتَ داراً مُلكُها لَكَ خالِدٌ / وَتَرَكتَ داراً مُلكُها لِنَفادِ
أَهاجَكَ شَوقٌ أَم سَنا بارِقٍ نَجدي
أَهاجَكَ شَوقٌ أَم سَنا بارِقٍ نَجدي / يُضيءُ سَناهُ ما تُجِنُّ مِنَ الوَجدِ
تَعَرَّضَ وَهناً وَالنُجومُ كَأَنَّها / مَصابيحُ رُهبانٍ تُشَبُّ عَلى بُعدِ
حَنَنتُ إِلَيهِ بَعدَما نامَ صُحبَتي / حَنينَ العِشارِ الحائِماتِ إِلى الوَردِ
يُذَكِّرُني عَصراً تَقَضّى عَلى الحِمى / وَأَيّامَنا في أَيمنِ العَلَمِ الفَردِ
وَإِذ أُمُّ عَمروٍ كَالغَزالَةِ تَرتَعي / بِوادي الخُزامى روضَ ذاتِ ثَرىً جعدِ
غُلامِيَّةُ التَخطيطِ ريمِيَّةُ الطُلى / كَثيبِيَّةُ الأَردافِ خوطِيَّةُ القَدِّ
حَفِظتُ لَها العَهدَ الَّذي ما أَضاعَهُ / صُدودٌ وَلا أَلوى بِهِ قِدَمُ العَهدِ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ مِن تَلِ راهِطٍ / وَرَوضِ الحِمى كَيفَ اِهتَدَيتَ إِلى الهِندِ
تَسدَيتنا وَالبَحرُ دونَكَ مَعرِض / وَبيدٌ تَحاماها جَوازي المَها الرُبدِ
فَأَصبَحَ طِيبُ الهِندِ يَخفى مَكانُهُ / حَياءً وَلا يَبدو شَذا العَنبَرِ الوَردِ
أَأَهلُ الحِمى خَصوكَ مِنهُم بِنَفحَةٍ / فَأَصبَحتَ مُعتَلَّ الصَّبا عطرَ البُردِ
لَئِن جَمَعَت بَيني وَبَينَهُمُ النوى / فَأَيُّ يَدٍ مَشكورَةٍ لِلنَوى عِندي
فَما زالَتِ الأَيّامُ تُمهي شِفارَها / وَتَشحَذُ حَتّى اِستَأصَلَت كُلَّ ما عِندي
فَأَقبَلتُ أَجتابُ البِلادَ كَأَنَّني / قَذىً حالَ دونَ النَومِ في أَعيُنٍ رُمدِ
فَلَم يَبقَ حَزنٌ ما تَوَقَّلتُ متنَهُ / وَلَم يَبقَ سَهلٌ ما جَرَرتُ بِهِ بُردي
أَكِدُّ وَيُكدي الدَهرُ في كُلِّ مَطلَبٍ / فَيا بُؤسَ حَظّي كَم أَكِدُّ وَكَم يُكدي
طَريدُ زَمانٍ لَم يَجِد لِصُروفِهِ / بِغَيرِ ذَرا البابِ العَزيزِيِّ مِن وِردِ
فَلَمّا اِستَقَرَّت في ذَراهُ بِيَ النَوى / وَأَلقَت عَصاها بَينَ مُزدَحَمِ الوَفدِ
تَنصلَ دَهري وَاِستَراحَت مِنَ الوَجى / قَلوصي وَنامَت مُقلَتي وَعَلا جَدي
يا أَيُّها المَلِكُ المُعَظَّمُ سنةٌ
يا أَيُّها المَلِكُ المُعَظَّمُ سنةٌ / أَحدَثتَها تَبقى عَلى الآبادِ
تَجري المُلوكُ عَلى طَريقِكَ بَعدَها / خَلعُ القضاةِ وَتُحفَةُ الزُهادِ
لَو كُنتُ جاراً لِشَمسِ الملكِ ما خَطَرَت
لَو كُنتُ جاراً لِشَمسِ الملكِ ما خَطَرَت / مَساءَتي لِصُروفِ الدَهرِ في خَلَدِ
وَكانَ أَرفَعَ مِن كيوانَ مَنزِلَةً / قَدري وَأَمنَعَ مِن عِرّيسَةِ الأَسَدِ
لكِنَّني بَينَ قَومٍ ما رَعوا ذِمَمي / فيهِم وَلا أَخَذوا مِن عَثرَةٍ بِيَدي
الحابِسينَ أَوانَ الخِصبِ كَلبَهُم / وَالمَوقِدي النارِ بَينَ السَجفِ وَالنَضَدِ
فِداؤُكَ كُلُّ مَن أَمسى لِبُخلٍ
فِداؤُكَ كُلُّ مَن أَمسى لِبُخلٍ / نَداهُ كَأَنَّهُ عَلَمٌ مُنادى
أَحبابَنا ما لِهذا الهَجرِ مِن أَمَدِ
أَحبابَنا ما لِهذا الهَجرِ مِن أَمَدِ / وَحَقّكُم عَزَّ صَبري وَاِنتَهى جَلَدي
أَبَيضَةُ الديكِ حَظّي مِن وصالِكُم / لا تَفعَلوا وَاِجعَلوها دَعوَةَ الأَبَدِ
فَلِلعَواذِلِ مِنّي حَظُّ شيعَتِهِ / يَومَ الوَليمَةِ لا يُلوي عَلى أَحَدِ
عَهدي بِهِ وَاليَدُ اليُمنى يَكُفُّ بِها / غَربَ المَدامِعِ وَالأُخرى عَلى الكَبِدِ
يَقولُ لِلخُبزِ لا يَبعُد مَداكَ وَلا / أَخنى عَلَيكَ الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ
أَنا وَاِبنُ شيثٍ وَالرَشيدُ ثَلاثَةٌ
أَنا وَاِبنُ شيثٍ وَالرَشيدُ ثَلاثَةٌ / لا تُرتَجى فينا لِخَلقٍ فائِدَه
مِن كُلِّ من قَصُرَت يَداهُ عَنِ النَدى / يَومَ الجَدا وَتَطولُ عِندَ المائِدَه
فَكَأَنَّنا واوٌ بِعَمروٍ أُلحِقَت / أَو إِصبَعٌ بَينَ الأَصابِعِ زائِده
يا جامِعَ الفَضلِ الَّذي قَد غَدا
يا جامِعَ الفَضلِ الَّذي قَد غَدا / مُفَرَّقاً ما بَينَ أَندادِهِ
أَنتَ الَّذي ما لي مُذِ اِختَصَّني / بَينَ الوَرى اِسمٌ غَيرُ حَمّادِهِ
ما اِسمٌ رُباعِيُّ الحُروفِ وَإِنَّما
ما اِسمٌ رُباعِيُّ الحُروفِ وَإِنَّما / بِاثنَينِ يُكتَبُ وَالصَحيحُ فَواحِدُ
فَإِذا دَعَوتُ لَهُ فَلَستُ أَزيدُهُ / فَإِنِ اِستُجيبَ دُعايَ فَهوَ الخالِدُ
وَلَو انَّهُ لي في المَنامِ مُصَحَّفٌ / لَوَدِدتُ أَنّي طولَ دَهري راقِدُ
وَتَراهُ إِن صَحَّفتَهُ وَعَكَستَهُ / يُنجي فَبَيّنهُ فَإِنَّكَ ناقِدُ
أَلا يا عَفيفَ الدينِ هَل أَنتَ مُخبِري
أَلا يا عَفيفَ الدينِ هَل أَنتَ مُخبِري / بِمُشكِلَةٍ لا يَغمِزُ العَجمُ عودَها
بِمثقلةٍ حَملاً إِذا ما بَناتُها / مَرَتها أَعارَتها الغَواني نُهودَها
كَأَنَّ أَليمَ الهَجرِ أَجرى دُموعَها / فَفاضَت وَأَذكى في حَشاها وَقودَها
تُباري ثِقالَ المُعصِراتِ بِدَرّها / فَما تَرَكَت لِلسّحبِ إِلّا رُعودَها
وَأَعجَبُ ما فيها مِنَ الأَمرِ أَنَّني
وَأَعجَبُ ما فيها مِنَ الأَمرِ أَنَّني / جَعَلتُ غِذاها كُلَّ يَومٍ وُرودَها
أَلا سَقِّياني فَالظَلامُ قَدِ انجَلى
أَلا سَقِّياني فَالظَلامُ قَدِ انجَلى / وَأَبدَت تَباشيرُ الصَباحِ عَمودَها
سُلافاً كَأَنَّ المِسكَ كانَ لِدَنِّها / خِتاماً وَماءَ الوَردِ رَوّى صَعيدَها
ما اِسمٌ جَميعُ الناسِ تَهوى قُربَهُ
ما اِسمٌ جَميعُ الناسِ تَهوى قُربَهُ / وَتُحِبهُ مِن خامِلٍ وَمسوَّدِ
هُوَ مُفرَدٌ فَإِذا حَذَفتَ أَخيرَهُ / أَلفَيتَهُ جَمعاً لِذاكَ المُفرَدِ
وَإِذا عَكَستَ الجَمعَ كانَ اِسماً لِمَن / أَفعالهُ مَشهورَةٌ في السُؤدَدِ
حَمّامُنا بَردُها شَديدُ
حَمّامُنا بَردُها شَديدُ / وَما عَلى نَتنِها مَزيدُ
كَأَنَّ فيها أَبا المُرَجّى / يُنشِدُ ما قالَهُ الرَشيدُ
وَقالوا أَسعَدُ بنُ الياسَ أَضحى
وَقالوا أَسعَدُ بنُ الياسَ أَضحى / رَئيساً لا حَوَتهُ يَدُ السُعودِ
وَلا أَهجو الوُجودَ وَقَد حَواهُ / فَإِنَّ وُجودَهُ هجوُ الوُجودِ
إِلى لِحيَةِ المَرءِ اللَعينِ اِرتَقَت يَدٌ
إِلى لِحيَةِ المَرءِ اللَعينِ اِرتَقَت يَدٌ / لَها في صُعودِ الحادِثاتِ سُعودُ
وَقَد أَصبَحَت مِثلَ القُرى اللائي أهلكَت / قَديماً فَمِنها قائِمٌ وَحَصيدُ
آلَيتُ لا آتي بُخارى بَعدَها
آلَيتُ لا آتي بُخارى بَعدَها / وَلَو انَّها في الأَرضِ دارُ خُلودِ
فَلَقَد حَلَلتُ بِها حَنيفاً مُسلِماً / وَرَحَلتُ عَنها بِاِعتِقادِ يَهودي
إِنَّ اِبنَ عُروَةَ حينَ سَوَّدَ بِالزِنا
إِنَّ اِبنَ عُروَةَ حينَ سَوَّدَ بِالزِنا / وَجهَي صَحيفَتِهِ وَبَيَّضَ مَسجِدا
كَمُقامِرٍ أَدّى الزَكاةَ مُرائِياً / لِلنّاسِ لا يَرجو مَثوبَتَها غَدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025