المجموع : 13
مِحَنُ الزَمانِ كَثيرَةٌ لا تَنقَضي
مِحَنُ الزَمانِ كَثيرَةٌ لا تَنقَضي / وَسُرورُهُ يَأتيكَ كالأَعيادِ
مَلَكَ الأَكابِرَ فَاِستَرَقَّ رِقابَهُم / وَتَراهُ رِقّاً في يَدِ الأَوغادِ
قالوا تَرَفَّضتَ قُلتُ كَلّا
قالوا تَرَفَّضتَ قُلتُ كَلّا / ما الرَفضُ ديني وَلا اِعتِقادي
لَكِن تَوَلَّيتُ غَيرَ شَكٍّ / خَيرَ إِمامٍ وَخَيرَ هادي
إِن كانَ حُبُّ الوَليِّ رَفضاً / فَإِنَّ رَفضي إِلى العِبادِ
لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً
لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً / وَلَيتَنا لا نَرى مِمّا نَرى أَحَدا
إِنَّ الكِلابَ لَتَهدي في مَواطِنِها / وَالخَلقُ لَيسَ بِهادٍ شَرُّهُم أَبَدا
فَاِهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِها / تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت / فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري / وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي
لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي / بِهِ قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُم
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُم / أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشَدائِدِ
تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِدَّةً / وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ
فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ / وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِدِ
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَدَدُ
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَدَدُ / وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَدي
لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَدتُهُمُ / كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ
إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني / وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يَعُدِ
وَإِن رَأَوني بِخَيرٍ ساءَهُم فَرَحي / وَإِن رَأَوني بِشَرٍّ سَرَّهُم نَكَدي
كَم ضاحِكٍ وَالمَنايا فَوقَ هامَتِهِ
كَم ضاحِكٍ وَالمَنايا فَوقَ هامَتِهِ / لَو كانَ يَعلَمُ غَيباً ماتَ مِن كَمَدِ
مَن كانَ لَم يُؤتَ عِلمَاً في بَقاءِ غَدٍ / ماذا تَفَكُّرُهُ في رِزقِ بَعدَ غَدِ
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا / وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ / وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ / وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ / بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
إِن كُنتَ تَغدو في الذُنوبِ جَليداً
إِن كُنتَ تَغدو في الذُنوبِ جَليداً / وَتَخافُ في يَومِ المَعادِ وَعيدا
فَلَقَد أَتاكَ مِنَ المُهَيمِنِ عَفوُهُ / وَأَفاضَ مِن نِعَمٍ عَلَيكَ مَزيدا
لا تَيأَسَنَّ مِن لُطفِ رَبِّكَ في الحَشا / في بَطنِ أُمِّكَ مُضغَةً وَوَليدا
لَو شاءَ أَن تَصلى جَهَنَّمَ خالِداً / ما كانَ أَلهَمَ قَلبَكَ التَوحيدا
إِذا أَصبَحتُ عِندي قوتُ يَومي
إِذا أَصبَحتُ عِندي قوتُ يَومي / فَخَلِّ الهَمَّ عَنّي يا سَعيدُ
وَلا تَخطُر هُمومَ غَدٍ بِبالي / فَإِنَّ غَداً لَهُ رِزقٌ جَديدُ
أُسَلِّمُ إِن أَرادَ اللَهُ أَمراً / فَأَترُكُ ما أُريدُ لِما يُريدُ
وَلَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري
وَلَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري / لَكُنتُ اليَومَ أَشعَرَ مِن لَبيدِ
وَأَشجَعَ في الوَغي مِن كُلِّ لَيثٍ / وَآلِ مُهَلَّبٍ وَبَني يَزيدِ
وَلَولا خَشيَّةُ الرَحمَنِ رَبّي / حَسِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ عَبيدي
أَرى راحَةً لِلحَقِّ عِندَ قَضائِهِ
أَرى راحَةً لِلحَقِّ عِندَ قَضائِهِ / وَيَثقُلُ يَوماً إِن تَرَكتَ عَلى عَمدِ
وَحَسبُكَ حَظّاً أَن تُرى غَيرَ كاذِبٍ / وَقَولَكَ لَم أَعلَم وَذاكَ مِنَ الجَهدِ
وَمَن يَقضِ حَقَّ الجارِ بَعدَ اِبنَ عَمِّهِ / وَصاحِبِهِ الأَدنى عَلى القُربِ وَالبُعدِ
يَعِش سَيِّداً يَستَعذِبُ الناسُ ذِكرَهُ / وَإِن نابَهُ حَقٌّ أَتَوهُ عَلى قَصدِ
يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ
يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ / وَيَأبى اللَهُ إِلّا ما أَرادَ
يَقولُ المَرءُ فائِدَتي وَمالي / وَتَقوى اللَهِ أَفضَلُ ما اِستَفادَ