المجموع : 17
أَلَم تَرَ أَنَّ الشَّيءَ لِلشَّيءِ عِلَّةٌ
أَلَم تَرَ أَنَّ الشَّيءَ لِلشَّيءِ عِلَّةٌ / يَكونُ لَها كَالنَّارِ تُقدَحُ بِالزَّنْدِ
كَذلِكَ جَرَّبنا الأُمورَ وَإِنَّما / يدلكَ ما قَد كانَ قَبلُ عَلى البعْدِ
وَظَنِّي بِإبْراهيمَ أَنَّ مَكانَهُ / سَيَبعَثُ يَوماً مِثلَ أَيَّامه النُّكْدِ
رَأَيتُ حسيناً حِينَ صارَ مُحَمَّدٌ / بِغَيرِ أَمان في يَدَيهِ وَلا عَقْدِ
فَلَو كانَ أَمضى السَّيفَ فيهِ بِضَربَةٍ / تُصَيِّرُهُ بِالقاعِ مُنعَفِرَ الخَدِّ
إِذا لَم تَكُنْ لِلجُندِ فيهِ بَقِيَّةٌ / فَقَد كانَ ما بُلِّغت مِن خَبر الجُنْدِ
هُم قَتَلوهُ بَعدَ أَن قَتَلوا لَهُ / ثَلاثينَ أَلفاً مِن كهولٍ وَمِن مُرْدِ
وَما نَصَروهُ عَن يَدٍ سَلَفَتْ لَهُ / وَلا قَتَلوهُ يَومَ ذلِكَ عَن حِقْدِ
وَلكِنَّهُ الغَدْرُ الصراحِ وَخفّة الْ / حلومِ وَبُعدُ الرَّأيِ عَن سُنَنِ القَصْدِ
فَذلِكَ يَومٌ كانَ لِلنَّاسِ عِبرَةً / سَيَبقى بَقاءَ الوَحْيِ في الحَجَر الصَّلْدِ
وَما يَوم إِبراهيمَ إِن طالَ عُمرهُ / بِأَبعَدَ في المَكروهِ مِن يَومِهِ عِنْدي
تَذَكَّرَ أَميرَ المُؤمِنينَ قِيامَه / وَإيمانَهُ في الهَزل مِنهُ وَفي الجدِّ
أَما وَالَّذي أَصبَحتُ عَبْدَ خَليفَةٍ / لَهُ خَيرُ إيمانِ الخَليفَةِ وَالعَبْدِ
إِذا هَزَّ أَعوادَ المَنابِر باستِهِ / تَغَنّى بِلَيلى أَو بِمَيَّة أَو هِنْدِ
وَوَاللَّهِ ما مِن تَوْبَةٍ نَزَعَتْ بِهِ / إِلَيكَ وَلا مَيلٍ إِلَيكَ وَلا وُدِّ
وَلكِنَّ إِخلاصَ الضَّميرِ مُقَرَّب / إِلى اللَّهِ زُلفى لا تخيبُ وَلا تكْدي
أَتاكَ بِهِ طَوْعاً إِلَيكَ بِأَنفِهِ / عَلى رُغْمِهِ وَاِستَأثَرَ اللَّهُ بِالحَمْدِ
فَلا تَترُكَنْ لِلنَّاسِ مَوضِعَ شُبهَةٍ / فَإِنَّكَ مجزيٌّ بِحَسْبِ الَّذي تُسْدي
فَقَد غَلَطوا لِلنَّاسِ في نَصْبٍ مِثله / وَمن لَيسَ لِلمَنصورِ بِابن وَلا المَهْدي
فَكَيفَ بِمَن قَد بايَعَ النَّاسُ وَالتَقَتْ / بِبَيعَتِهِ رُكْبانُ غَوْرٍ إِلى نَجْدِ
وَمَن صَكَّ تَسليمُ الخِلافَةِ سَمعَهُ / يُنادى بِها بَينَ السماطين مِن بُعْدِ
وَأَيُّ اِمرئٍ سامى بِها قَطُّ نَفْسَهُ / فَفارَقَها حَتّى تَغَيَّبَ في اللَّحْدِ
وَترجمُ هذي النَّابتيَّةَ أَنَّهُ / إِمامٌ لَها فيما تُجِنُّ وَما تُبْدي
يَقولونَ سُنِيٌّ وَأَيَّةُ سُنَّةٍ / تَقومُ بِجَونِ اللَّونِ صَعلُ القَفا جَيْدِ
وَقَد جَعَلوا رُخْصَ الطَّعامِ بِعَهدِهِ / زَعيماً لَهُم بِاليُمنِ وَالكَوكَبِ السَّعْدِ
إِذا ما رَأَوا يَوماً غَلاء رَأيَتهم / يَحِنُّونَ تَحناناً إِلى ذلِكَ العَهْدِ
وَأَقبَلَ يَومَ العيدِ يوجِفُ حَوْلَهُ / وَجيف الجِيادِ وَاِصطِكاك القَنا الجُرْدِ
وَرجّالَةٌ يَمشونَ في البيضِ دونَهُ / وَقَد تَبعوهُ بِالقَضيبِ وَبِالبُرْدِ
فَإِنْ قُلتَ قَد رامَ الخِلافَةَ غَيرُهُ / فَلَم يُؤتَ فيما كانَ حاولَ مِن جَدِّ
فَلَم أجزِهِ إِذ خَيَّبَ اللَّهُ سَعيَهُ / عَلى خَطَأٍ إِذ كانَ مِنهُ عَلَى عَمْدِ
وَلَم أَرضَ بَعدَ العَفوِ حَتّى رَفَدتُهُ / وَلَلعَمُّ أَولى بِالتَّغَمُّدِ وَالرِّفْدِ
فَلَيسَ سَواءً خارِجِيٌّ رَمى بِهِ / إِلَيكَ سَفاهُ الرَّأيِ وَالرَّأيُ قَد يُردي
تَعاوَت لَهُ مِن كُلِّ أَوبِ عصابَةٌ / مَتى يورِدوا لا يُصدِروهُ عَنِ الورْدِ
وَآخَر في بَيتِ الخَليفَةِ يَلتَقي / بِهِ وَبِكَ الآباءُ في ذُروَةِ المَجْدِ
فَمَولاكَ مَولاهُ وَجُندُكَ جُندهُ / وَهَل يَجمَعُ القَينُ الحُسامَينِ في غَمْدِ
وَقَد رابَني مِن أَهلِ بَيتِكَ أَنَّني / رَأَيتُ لَهُم وَجْداً بِهِ أَيَّما وَجْدِ
يَقولونَ لا تَبْعُدْ مِن اِبنِ مُلِمَّةٍ / صَبورٍ عَلَيها النَّفس ذي مَرَّةً جَلْدِ
فَدانا فَهانَت نَفسُهُ دونَ مُلكِنا / عَلَيهِ عَلى الحِينِ الَّذي قَلَّ مَنْ يُفْدي
عَلى حين أَعطى النَّاسُ صَفوَ أَكُفِّهِم / عَلِيُّ بنِ موسى بِالوِلايَةِ لِلعَهْدِ
فَما كانَ مِنَّا مَن أَبى الضَّيْمَ غَيرهُ / وَلكِن كَفانا في القَبولِ وَفي الرَدِّ
وَجَرَّدَ إِبراهيمُ لِلمَوتِ نَفسَهُ / وَأَبدى سِلاحاً فَوقَ ذي مَيْعَةٍ نَهْدِ
فَأَبلى وَمَن يَبلُغْ مِنَ الأَمرِ جَهدَهُ / فَلَيسَ بِمَذمومٍ وَإِن كانَ لَم يُجْدِ
فَهذي أُمورٌ قَد يَخافُ ذَوو النُّهى / مَغَبَّتَها وَاللَّهُ يَهديكَ لِلرُّشْدِ
أَبو دَهمانَ داهِيَةٌ نادُ
أَبو دَهمانَ داهِيَةٌ نادُ / لَهُ في كُلِّ مُنتَجَعٍ مَصادُ
إِذا غَنّى وَهَزهَزَ مَنكِبَيهِ / وَأَعجَبَ وَاِطمَأَنَّ بِهِ الوسادُ
وَساقَ حَديثُ مِصرَ وَساكِنَيها / وَما صَنَعَ الخَصيبُ وَما أفادوا
وَقالَ أَنا اِبنُ حِميَرَ وَرَّثَتني / مَكارِمَها وَأَخوالي مُرادُ
دَعاكَ بِفَضلِ ثَوبِكَ مُستَعيراً / له فَإِذا انطَوى فَالثَّوبُ رادُ
وَأَنكَرَ بَعدُ مُعتَذِراً بسكرٍ / وَبَعضُ القَولِ لَيسَ لَهُ اِنقِيادُ
فَما لَكَ إذ سكرتَ أَخَذتَ ثَوبي / وَثَوبُكَ دونَهُ الحَتفُ المُقادُ
فَأَقسَمَ لَو سَرَقتَ عصيَّ بِنتي / تَشَكّى الكبر فَهيَ لَهُ عِمادُ
وَجاءَتكَ المَلائِكُ شافِعات / مَعَ الأَرضينَ وَالسَّبعُ الشِّدادُ
لَما اِستَعطَفت رَدَّهُم بغيظ / وَلَو سَلَقَتكَ أَلسِنَةٌ حِدادُ
قَسَمَ الزَّمانَ عَلى البِلادِ وَلَم يَقُم
قَسَمَ الزَّمانَ عَلى البِلادِ وَلَم يَقُم / للوَقت يَرصُدُهُ وَيَحسُبُ بِاليَدِ
لما حَوى الرُّومَ الشِّتاءُ رَمى بِها / عرضَ الفِجاجِ إِلى المغارِ الأَبعَدِ
يَأوي إِلى قُطْبِ الجَنُوبِ إِذا شَتا / وَيَصيفُ حينَ يَصيفُ تَحتَ الفَرقَدِ
نِعمَ الخَليفَةُ لِلرَّعِيَّةِ مَن إِذا / رَقَدَت وَطابَ لَها الكَرى لَم يَرقُدِ
يا جَمالَ الدُّنيا وَيا زينَة الدِّي
يا جَمالَ الدُّنيا وَيا زينَة الدِّي / نِ وَيا عِصمَةَ التُّقى وَالرَّشادِ
ما رَأَينا سِواكَ مُنذُ عَرَفنا النَّا / سَ بَدرا أَو في عَلى الأَعوادِ
أُشهِدُ اللَّهَ أَنَّ وَجهَكَ يَومَ ال / عيدِ عيدٌ لَنا مِنَ الأَعيادِ
لَيتَ شِعري عَن لَيتَ شِعرَكَ هذا
لَيتَ شِعري عَن لَيتَ شِعرَكَ هذا / أَبِهَزلٍ تَقولُهُ أَم بِجدِّ
فَلَعَمري إِن كانَ قَولُكَ فيما / قُلتَ حَقّاً لَقَد تَعَتَّيت بَعدي
وَتَشَبَّهت بي وَكُنتُ أرى أَن / نِي العاشِقُ المُتَيَّمُ وَحدي
أَترُكُ القَصدَ في الأُمورِ وَلَولا / غَمراتُ الهَوى لَأَبصَرتُ قَصدي
لا أُحِبُّ الَّذي يَلومُ وَإِن كا / نَ حَريصاً عَلى صَلاحي وَرُشدي
وَأُحِبُّ الأَخَ المُشارِكَ في الحُب / بِ وَإِن لَم يَكُن بِهِ مِثلُ وَجدي
كَصَديقي أَبي عَلِيَّ وَحاشا / لِصَديقي مِن مِثلِ شِقوَة جَدّي
إِنَّ مَولايَ عَبدُ غَيري وَلَولا / شُؤمُ جَدّي لَكانَ مَولايَ عَبدي
سَيِّدي سَيِّدي وَمَولايَ مَن أَل / بَسَني ذِلَّةً وَأَضرَع خَدّي
أَما إِلى اللَّهِ أَخلَفَت ميعادي
أَما إِلى اللَّهِ أَخلَفَت ميعادي / وَجَفَتني فَأَثكَلَتني فُؤادي
ما جَزائي مِمَّن جَعَلتُ بَكَفَّي / هِ عَناني فيما هَوى وَقِيادي
أَن جَفاني بَعدَ الوِصالِ وَقَد كا / نَ حَياتي وَمنيَتي وَسَدادي
أَحمَدُ اللَّهَ ذا الجَلالِ عَلى إِسخا / نِ عَيني وَكُربَتي وَسُهادي
قطعتني قَصفٌ قَسَمتُ لحَيني / بَعدَ وَصلٍ مِثلَ الظَّلوم المُعادي
إِذ وَنارُ الهَوى عَلى القَلبِ مِنّي / تَتَلَظَّى عَلَيهِ ذاتُ اِتِّقادِ
أَحرَفَت صِحَّتي بِسقمي وَرشدي / بِضَلالي وَأَسرَعَت في فَسادي
تَرَكَتني صَبَّاً بِها مُستَهاماً / ساهِراً ما أَلَذُّ طَعمَ الرُّقادِ
تَرَكتني كَأَنَّ في الجَفنِ مِنّي / وَعَلى ما اِفتَرَشتُ شَوكَ القتادِ
تَرَكتني إِلى المَماتِ قَريحاً / تَرَكتني أَهذي بِها وَأُنادي
تَرَكتني وَلَيسَ بي مِن حراكٍ / كاسِفَ البالِ شُهرَةً في بِلادي
كَم إِلى كَم أَقولُ إِن ظَهَرَت لي / قُلت جدي الوصال حَتَّى التَّنادي
فَإِذا ما بَدَت تَغَيَّرَ لَوني / لِشَقائي فَصارَ مِثلَ الرَّمادِ
وَأَراها عَلي قَد رَفَعَت ظُلماً / فَدَتها أَترابُها بِسَوادِ
لَو كانَ يَمنَعُ حُسنُ الوَجهِ صاحِبَهُ
لَو كانَ يَمنَعُ حُسنُ الوَجهِ صاحِبَهُ / مِن أَن يَكونَ لَهُ ذَنب إِلى أَحَدِ
كانَت عَليم أَبَرَّ النَّاسِ كُلِّهِم / مِن أَن تُكافأ بسوءٍ آخر الأَبَدِ
ما لي إِذا غِبتَ لَم أذكر بِواحِدَةٍ / فَإِن مَرضت فَطالَ السّقمُ لَم أعدِ
ما أَعجَبُ الشَّيءَ تَرجوهُ فَتحرمهُ / قَد كُنتُ أَحسَبُ أَنّي قَد مَلَأتُ يدي
يا يُمنَ يَومي وَغَدِه
يا يُمنَ يَومي وَغَدِه / وَيُمنَ ما بَعدَ غَدِه
لَيسَ لِمَن يَحسُدُ إِل / لا حَظُّهُ مِن حَسَدِه
وَا بِأَبي مُختَضِباً / أَوما إِلَينا بِيَدِه
أَوما بِها ثُمَّ ثَنى / راحَتَهُ في كَبِدِه
إِنَّ الضَّنى في جَسَدي / يُخبِرُني عَن جَسدِه
يُخبِرُني عَنهُ بِما / أَعرِفُهُ مِن كَمَدِه
قامَ بِقَلبي وَقَعَد
قامَ بِقَلبي وَقَعَد / ظَبيٌ نَفى عَنِّي الجَلَدْ
يا صاحِبَ القَصرِ الَّذي / أَرَّقَ عَيني وَرَقَدْ
وَاِ عَطَشي إِلى فَمٍ / يَمُجُّ خَمراً مِن بَرَدْ
أَما مِن حَكَمٍ يعدي
أَما مِن حَكَمٍ يعدي / عَلى مَن سامَني جَهدي
أَما مِن حَكَمٍ يَقضي / عَلى المَولاةِ لِلعَبدِ
فَقَد حالَت عَنِ العَهدِ / وَما حُلتُ عَنِ العَهدِ
عَصيتُ النَّاسَ في حُبِّي / كَأَنِّي أُمَّةٌ وَحدي
وَلَيلٍ كَلَونِ الطَّيلَسانِ سَرَيتُهُ
وَلَيلٍ كَلَونِ الطَّيلَسانِ سَرَيتُهُ / عَلى بَطنِ خَودِ بَضَّةِ المُتَجَرّدِ
جزوعٍ عَلى الإِدلاجِ أَعجَلُ سَيرها / الوُقوفُ إِذا اِستَعجَلتُ وَالضَّمُّ بِاليَدِ
يَقولُ وَيَشكو الأَيرَ أَتعَبَني السُّرى / وَأَنصَبَني قَطعُ الفِراشِ المُمَهَّدِ
أَجِدُّ وَما لي حاجَة حِينَ أَستَوي / عَلَيها سِواها بِالنجاءِ العَمَرَّدِ
إِذا أَعمَلَت في السَّيرِ كانَ خِطامُها / التَّثامي بِما يَشفى بريقَته الصَّدى
أَخُبُّ عَلَيها وَهيَ تَحتَ مَقَرِّهِ / وَأَرقُدُ مِنها بين بَطنٍ وَمَسجِدِ
حوارِيَّةٌ زينُ النِّقابِ اِنتِقابِها / وَإِن سَفَرَت فَالشَّمسُ وافَت بِأَسعَدِ
وَإِن قَعَدتُ زانَ القُعودَ قُعودُها / وَإِن تَمشِ لا يَعدمكَ حُسنُ التَّأَوُّدِ
فَهاتيكَ أَقرى طارِقَ الهَمِّ لا الَّتي / تَروحُ بِأَحناءِ الرِّجالِ وَتَغتَدي
فِداءٌ لِوَصفِ الحُورِ وَصفُ اِبن ناقَةٍ / وَيفدي الحَلا لَحنَ الغَريضِ وَمعنِدِ
وَتَفدي لَنا في جانِبِ الكرخِ مَنزِلاً / رُسومٌ وَأَطلالٌ بِبُرقَة ثَهمَدِ
أَلَم تَرَني أَعمَلتُ نَفسي في الصِّبى / وَلا أَتَوَقَّى اليَومَ نائِبَةَ الغَدِ
أعاذِلَ لا أَدعى المقَصِّرَ في الضِّبى / وَلا أَتَوَقَّى اليَوم نائِبَة الغَدِ
أعاذِل لَم أَبلُغ فَأَصحو وَأَرتَدِع / أَشدِّي وَلا ما جاوَزَ النّصف مَولِدي
لَعَلِّي إِذا جاوَزتُ خَمسينَ حجَّةً / وَعَشراً وَتِسعاً بَعدَ حول مُجَرَّدِ
أُراجِعُ سُلواناً وَإِنِّي لَخائِفٌ / فَإِن حَقَّ خَوفي فَالثَّمانونَ مَوعِدي
إِذا النَّاسُ كانوا في الأَحاديثِ وَالمُنى
إِذا النَّاسُ كانوا في الأَحاديثِ وَالمُنى / خَلَوتُ بِنَفسي فيك مِن بَينِهِم وَحدي
أحيدُ بِنَفسي عَنكِ عَمداً وَفي الحشا / إِلَيك عُيونٌ ما بَرِحنَ عَنِ القَصدِ
فَيا مَن بِكَفَّيهِ حَياتي وَمُنيَتي / وَمَن لَيسَ لي مِنهُ وَإِن متُّ مِن بُدِّ
أَرِحني مِن نَفسي بِمَوت مُعَجَّل / فَديتُكَ أَو نائي الفُؤادَ مِنَ الجَهدِ
أَقسى مِنَ الحَجَرِ الأَصَمِّ فُؤادُه
أَقسى مِنَ الحَجَرِ الأَصَمِّ فُؤادُه / وَأَرَقُّ مِن عَزفِ الرِّياحِ فُؤادي
أَشكو إِلَيهِ وَقَد تَبَيَّنَ فاقَتي / فَيَصُدُّ صَدَّ غَريبَةِ الأَذوادِ
عازَلتُه بِتَضَرُّعٍ وَتَخَشُّعٍ / فَنَأى وَنازَعَني هَواهُ قِيادي
فَأَجَبتُ حاجَتَهُ وَأَخَّرَ حاجَتي / شَتَّان بَينَ مُبَخَّلٍ وَجَوادِ
اصبِر لَها صَبرَ أَقوام نُفوسُهُمُ
اصبِر لَها صَبرَ أَقوام نُفوسُهُمُ / لا تَستَريحُ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ
لَم يَنجُ مِن خَيرِها أَو شَرِّها أَحَدٌ / فَاِذكُر شَوائِبَها إِن كُنتَ مِن أَحَدِ
خاضَت بِكَ المَنِيَّةُ الحَمقاءُ غَمرتَها / فَتِلكَ أَمواجُها تَرميك بِالزَّبَدِ
أَبا عَليَّ أَراكَ الإِل
أَبا عَليَّ أَراكَ الإِل / هُ في الأَمرِ رُشدَك
إِن لَم تَكُن عِندِيَ اليَو / مَ كُنتُ بِالشَّوقِ عِندَك
فَاِهدِم مَحَلَّكَ عِندي / وَاِجهد لِذلِكَ جهدَك
فَلَستُ أَزدادُ إِلَّا / رِعايَةً لَكَ وُدَّك
وَاِنعَم بِمَن قُلتَ فيها / عَبدَ الرَّجاءِ وَعَبدَك
أزيلَ نَحسُكَ فيها / وَأطلعَ اللَّهُ سَعدَك
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها / مَن مَلَّ مِن أَحبابِهِ رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصّي لِيَبلُغَها / مَن نامَ لَم يَشعُر بِمَن سهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَب لِيَبلُغَني / ما نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَوتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا / وَاللَّهِ أَوَّلُ مَيِّت كَمَدا
قالَت يُعارِضُني بِخاتَمِهِ / وَاللَّهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
وَنَعودُ سَيِّدنا وَسَيِّد غَيرِنا
وَنَعودُ سَيِّدنا وَسَيِّد غَيرِنا / لَيتَ التَّشَكّي كانَ بِالعوّادِ
لَو كانَ يَقبَلُ فِديَةً لَفَدَيته / بِالمُصطَفى مِن طارِفي وَتلادي