المجموع : 106
لَمَعَت لَنا بِالأَبرَقَينِ بُروقُ
لَمَعَت لَنا بِالأَبرَقَينِ بُروقُ / قَصَفَت لَها بَينَ الضُلوعِ رُعودُ
وَهَمَت سَحائِبُها بِكُلِّ خَميلَةٍ / وَبِكُلِّ مَيّادٍ عَلَيكَ تَميدُ
فَجَرَت مَدامِعُها وَفاحَ نَسيمُها / وَهَفَت مُطَوَّقَةٌ وَأَورَقَ عودُ
نَصَبوا القِبابَ الحُمرَ بَينَ جَداوِلٍ / مِثلِ الأَساوِدِ بَينَهُنَّ قُعودُ
بيضٌ أَوانِسُ كَالشُموسِ طَوالِعٌ / عينٌ كَريماتٌ عَقائِلُ غيدُ
يا حادِيَ العيسِ لا تَعجَل بِها وَقِفا
يا حادِيَ العيسِ لا تَعجَل بِها وَقِفا / فَإِنَّني زَمِنٌ في إِثرِها غادي
قِف بِالمَطايا وَشَمِّر مِن أَزِمَّتِها / بِاللَهِ بِالوَجدِ وَالتَبريحِ يا حادي
نَفسي تُريدُ وَلكِن لا تُساعِدُني / رِجلي فَمَن لي بِإِشفاقٍ وَإِسعادِ
ما يَفعَلُ الصَنَعُ النَحريرُ في شُغُلٍ / آلاتُهُ أَذِنَت فيهِ بِإِفسادِ
عَرَّج فَفي أَيمَنِ الوادي خِيامُهُمُ / لِلَّهِ دَرُّكَ ما تَحويهِ يا وادي
جَمَعتَ قَوماً هُمُ نَفسي وَهُم نَفَسي / وَهُم سَوادُ سُوَيدا خِلبِ أَكبادي
لا دَرَّ دَرُّ الهَوى إِن لَم أَمُت كَمَداً / بِحاجِرٍ أَو بِسَلعٍ أَو بِأَجيادِ
أَيا رَوضَةَ الوادي أَجِب رَبَّةَ الحِمى
أَيا رَوضَةَ الوادي أَجِب رَبَّةَ الحِمى / وَذاتَ الثَنايا الغُرَّ يا رَوضَةَ الوادي
وَظَلَّل عَلَيها مِن ظِلالِكَ ساعَةً / قَليلاً إِلى أَن يَستَقِرَّ بِها النادي
وَتُنصَبُ بِالأَجوازِ مِنكَ خِيامُها / فَما شِئتَ مِن طَلٍّ غَذاءً لِمُنآدِ
وَما شِئتَ مِن وَبلٍ وَما شِئتَ مِن نَدىً / سَحابٌ عَلى باناتِها رائِحٌ غادِ
وَما شِئتَ مِن ظِلٍّ ظَليلٍ وَمِن جَنىً / شَهِيٍّ لَدى الجاني يَميسُ بِمَيّادِ
وَمِن ناشِدٍ فيها زَرودَ وَرَملَها / وَمِن مُنشِدٍ حادٍ وَمِن مُنشِدٍ هادِ
عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ
عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ / حَيثُ القَضيبُ الرَطبُ وَالرَوضُ النَدى
حَيثُ البُروقُ بِها تُريكَ وَميضَها / حَيثُ السَحابُ بِها يَروحَ وَيَغتَدي
وَاِرفَع صُوَيتَكَ بِالسُحَيرِ مُنادِياً / بِالبيضِ وَالغيدِ الحِسانِ الخُرَّدِ
مِن كُلِّ فاتِكَةٍ بِطَرفٍ أَحوَرٍ / مِن كُلِّ ثانِيَةٍ بِجيدٍ أَغيدِ
تَهوي فَتُقصِدُ كُلَّ قَلبٍ هائِمٍ / يَهوى الحِسانَ بِراشِقٍ وَمُهَنَّدِ
تَعطو بِرَخصٍ كَالدَمَقسِ مُنَعَّمٍ / بِالنَدِّ وَالمِسكِ الفَتيقِ مُقَرمَدِ
تَرنو إِذا لَحَظَت بِمُقلَةِ شادِنٍ / يُعزى لِمُقلَتِها سَوادُ الإِئمِدِ
بِالغُنجِ وَالسِحرِ القَتولِ مُكَحَّلٍ / بِالتَيهِ وَالحُسنِ البَديعِ مُقَلَّدِ
هَيفاءُ ما تَهوى الَّذي أَهوى وَلا / تَفِ لِلَّذي وَعَدَت بِصِدقِ المَوعِدِ
سَحَبَت غَديرَتَها شُجاعاً أَسوَداً / لِتُخيفَ مَن يَقفو بِذاكَ الأَسوَدِ
وَاللَهِ ما خِفتُ المَنونَ وَإِنَّما / خَوفي أَموتُ فَلا أَراها في غَدِ
بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ
بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ / فَأَنِخ رَكائِبَنا فَهذا المَورِدُ
لا تَطلُبَنَّ وَلا تُغادي بَعدَهُ / يا حاجِرٌ يا بارِقٌ يا ثَهمَدُ
وَالعَب كَما لَعِبَت أَوانِسُ نُهَّدٌ / وَاِرتَع كَما رَتَعَت ظِباءٌ شُرَّدُ
في رَوضَةٍ غَنّاءَ صاحَ ذِئابُها / فَأَجابَهُ طَرَباً هُناكَ مُغَرَّدُ
رَقَّت حَواشيها وَرَقَّ نَسيمُها / فَالغَيمُ يَبرُقُ وَالغَمامَةُ تَرعُدُ
وَالوَدقُ يَنزِلُ مِن خِلالِ سَحابِهِ / كَدُموعِ صَبٍّ لِلفِراقِ تَبَدَّدُ
وَاِشرَب سُلافَةَ خَمرِها بِخِمارِها / وَاِطرَب عَلى غَرِدٍ هُنالِكَ يُنشِدُ
وَسُلافَةٌ مِن عَهدِ آدَمَ أَخبَرَت / عَن جَنَّةِ المَأوى حَديثاً يُسنَدُ
إِنَّ الحِسانَ تَفَلنَها مِن ريقِهِ / كَالمِسكِ جادَ بِها عَلَينا الخُرَّدُ
عِندَ الجِبالِ مِن كَثيبِ زَرودِ
عِندَ الجِبالِ مِن كَثيبِ زَرودِ / صيدٌ وَأُسدٌ مِن لِحاظِ الغيدِ
صَرعى وَهُم أَبناءُ مَلحَمَةِ الوَغى / أَينَ الأُسودُ مِنَ العُيونِ السودِ
فَتَكَت بِهِم لَحَظاتُهُنَّ وَحَبَّذا / تِلكَ المَلاحِظُ مِن بَناتِ الصيدِ
أَلا يا ثَرى نَجدٍ تَبارَكتَ مِن نَجدِ
أَلا يا ثَرى نَجدٍ تَبارَكتَ مِن نَجدِ / سَقَتكَ سَحابُ المُزنِ جَوداً عَلى جَودِ
وَحَيّاكَ مِن أَحياكَ خَمسينَ حِجَّةً / بِعَودٍ عَلى بَدءٍ وَبَدءٍ عَلى عَودِ
قَطَعتُ إِلَيها كُلَّ قَفرٍ وَمَهمَهٍ / عَلى الناقَةِ الكَوماءِ وَالجَمَلِ العَودِ
إِلى أَن تَراءى البَرقُ مِن جانِبِ الحِمى / وَقَد زادَني مَسراهُ وَجداً عَلى وَجدي
إِذا ما اِلتَقَينا لِلوَداعِ حَسِبتَنا
إِذا ما اِلتَقَينا لِلوَداعِ حَسِبتَنا / لَدى الضَمِّ وَالتَعنيقِ حَرفاً مُشَدَّدا
فَنَحنُ وَإِن كُنّا مُثَنّى شَخوصُنا / فَما تَنظُرُ الأَبصارُ إِلّا مُوَحَّدا
وَما ذاكَ إِلّا مِن نُحولي وَنورُهُ / فَلَولا أَنيني ما رَأَت لِيَ مَشهَدا
القَصرُ ذو الشُرُفاءِ مِن بَغدادِ
القَصرُ ذو الشُرُفاءِ مِن بَغدادِ / لا القَصرُ ذو الشُرَفاتِ مِن شَدّادِ
وَالتاجُ مِن فَوقِ الرِياضِ كَأَنَّهُ / عَذراءُ قَد جُلِيَت بِأَعطَرِ نادِ
وَالريحُ تَلعَبُ بِالغُصونِ فَتَنثَني / فَكَأَنَّهُ مِنها عَلى ميعادِ
وَكَأَنَّ دِجلَةَ سِلكُها ف جيدِها / وَالبَعلَ سَيِّدَنا الإِمامُ الهادِي
الناصِرُ المَنصورُ خَيرُ خَليفَةٍ / لا يَمتَطي في الحَربِ مَتنَ جَوادِ
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما صَدَحَت بِهِ / وَرقا مُطَوَّقَةٌ عَلى مَيّادِ
وَكَذاكَ ما بَرِقَت بُروقُ مَباسِمٍ / سَحَّت لَها مِن مُقلَتَيَّ عَوادِ
مِن خُرَّدٍ كَالشَمسِ أَقلَعَ غَيثُها / فَبَدَت بِأَنوَرَ مُستَنيرٍ بادي
أَلا يا نَسيمَ الريحِ بَلِّغ مَها نَجدِ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ بَلِّغ مَها نَجدِ / بِأَنّي عَلى ما تَعلَمونَ مِنَ العَهدِ
وَقُل لِفَتاةِ الحَيِّ مَوعِدُنا الحِمى / غُدَيَّةَ يَومِ السَبتِ عِندَ رُبى نَجدِ
عَلى الرَبُوَّةِ الحَمراءِ مِن جانِبِ الضَوى / وَعَن أَيمَنِ الأَفلاجِ وَالعَلَمِ الفَردِ
فَإِن كانَ حَقّاً ما تَقولُ وَعِندَها / إِلَيَّ مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ ما عِندي
إِلَيها فَفي حَرِّ الظَهيرَةِ نَلتَقي / بِخَيمَتِها سِرّاً عَلى أَصدَقِ الوَعدِ
فَتُلقي وَنُلقي ما نُلاقي مِنَ الهَوى / وَمِن شِدَّةِ البَلوى وَمِن أَلَمِ الوَجدِ
أَأَضغاثُ أَحلامٍ أَبُشرى مَنامَةٍ / أَنُطقُ زَمانٍ كانَ في نُطقِهِ سَعدي
لَعَلَّ الَّذي ساقَ الأَماني يَسوقُها / عَياناً فَيُهدي رَوضُها لي جَنى الوَردِ
أَلا يا بانَةَ الوادي
أَلا يا بانَةَ الوادي / بِشاطي نَهرِ بَغدادِ
شَجاني فيكِ مَيّادٌ / طَروبٌ فَوقَ مَيّادِ
يُذَكِّرُني تَرَنُّمُهُ / تَرَنُّمَ رَبَّةِ النادي
إِذا اِستَوَت مَثالِثُها / فَلا تَذكُر أَخا الهادي
وَإِن جادَت بِنَغمَتِها / فَمِن أَنجِشَةِ الحادي
بِذي الخَصَماتِ مِن سَلمى / يَميناً ثُمَّ سِندادِ
لَقَد أَصبَحتُ مَشغوفاً / بِمَن سَكَنَت بِأَجيادِ
غَلِطنا إِنَّما سَكَنَت / سُوَيدا خِلبِ أَكبادِ
لَقَد تاهَ الجَمالُ بِها / وَفاحَ المِسكُ وَالحادي
يا بدرُ بادر إلى المنادي
يا بدرُ بادر إلى المنادي / كَفيتَ فاشكر ضُرّ الأعادي
قد جاءك النور فاقتبسه / ولا تُعرِّج على السوادِ
فمن أتاه النُّضارُ يوماً / يزهد في الخط بالمدادِ
فقم بوصف الإله وانظر / إليه فرداً على انفرادِ
وحصن السَّمع إذ تنادي / وخلص القول إذ تنادى
والبس لمولاك ثوبَ فقرٍ / كي تحظى بالواهب الجوادِ
وقل إذا جئته فقيراً / يا سّيداً ودّه اعتمادي
اسق شرابَ الوصال صباً / ما زال يشكو صدى البعاد
تاه زماناً بغير قوتٍ / إذ لم يشاهد سوى العباد
فكن له القوتَ ما استمرت / أيّامه الغرُّ باقتصادِ
حتى يموت العذول صبراً / وتنطفي جمرة البعادِ
ويعجب الناس من شخيصٍ / يكون بعد الضلال هادي
من كان ميتاً فصار حياً / فقد تعالى عن النفاد
ما خلع النعل غير موسى / بشرطها عند بطن وادِ
من خلعتَ نعله تناهت / رتبة أقواله السَّداد
فإن تكن هاشميّ ورثٍ / فاسلك بها منهج السَّداد
والبس نعاليك إن من لم / يلبس نعاليه في وهادِ
فهل يساوي المحيط حالاً / من لم ير العينَ في الرمادِ
فميز الحال إذ تراه / في مركب القدس في الغوادي
ورتب العلم إذ يناجي / سرك بالسرِّ في الهوادي
وارقبه في وهم كل سرٍّ / في ساتر إن أتى وبادي
ولا تشتِّت ولا تفرِّق / عبديه من حاضر وبادي
فإن وهبتَ الرجوع فرِّق / بين الحواضر والبوادي
واحذر بأنْ تركب المهارى / إذ تقرن العير بالجواد
لا يحجبنك الشخوصُ واصبر / على مَهماته الشدادِ
وانظر إلى واهبِ المعاني / وقارنِ العينَ بالفؤاد
وأسند الأمر في التلقي / له تكن صاحبَ استناد
و لايغرّنك قولُ عبدي / فالحقُّ في الجمعِ لا ينادي
وإنّ هذا المقام أخفى / من عدم المثلِ للجوادِ
فكنه علماً وكنه حالاً / مع رائح إن أتى و غادي
وكنه نعتاً و لا تكنه / ذاتاً فعين المحال بادي
ولا تكن ذا هوى وحب / فيه فقلب المحب صادي
من بات ذا لوعةٍ محباً / شكا له حرقةَ الجواد
وانظر بعينِ الفراق أيضاً / فيه ترى حكمةَ العِناد
وحكمةُ الحزمِ والتواني / وحكمة السِّلم والجِلاد
فحكمةُ الصدِّ لا يراها / سوى حكيم لها وسادي
وانظر إلى ضاربٍ بعود / صفاة يبس فانساب وادي
واعجبْ له واتخذه حالاً / تجده كالنارِ في الزناد
فالماءُ للروحِ قوتُ علم / والجسم للنار كالمزاد
فإن مضى الماء لم تجده / بدارِ دنياك في المعاد
وإن خَبت ناره عشاءً / فسوّ من مات في المهاد
أوضحتُ سرّاً إن كنتُ حرّاً / كنتُ به واري الزناد
من علم الحقَّ علمَ ذَوقٍ / لم يُقرن الغيّ بالرشاد
فمن أتاه الحبيبُ كشفاً / لم يدر ما لذة الرقاد
مثل رسول الإله إذ لم / يسكن له النومُ في فؤاد
لو بلغَ الزرعُ منتهاه / اشتغل القومُ بالحصاد
أو نازلَ الحصنَ قومُ حربٍ / لبادر الناسُ للجِهادِ
ناشدتك الله يا خليلي / هل فُرش الخزِّ كالقتاد
لا والذي أمرنا إليه / ما عنده الخير كالفساد
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلاَله
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلاَله / كان الوجودُ على ساقٍ واحدٍ
فإن انتفى عينُ التواصُلِ منهما / نقص الوجودُ عن الوجودِ الراشد
فانظر بقلبك أين حظك منهما / في الرزقِ أو في العالم المتباعد
البدرُ في المحو لا يُجارى
البدرُ في المحو لا يُجارى / وفي تناهيه لا يحدّ
صحّ له النورُ بعد محو / ثم إليه يعود بعدُ
سرائر سرِّها ثلاث / ربٌ مليك والله فردُ
في المحو صحّت له فأثنتْ / عليه لما أتاه يعدو
النار تضرم في قلبي وفي كبدي
النار تضرم في قلبي وفي كبدي / شوقاً إلى نور ذاتِ الواحدِ الصمد
فجد عليّ بنورِ الذاتِ منفرداً / حتى أغيبَ عن التوحيد بالأحد
جاد الإله به في الحال فارتسمت / حقيقة غيبت قلبي عن الجسد
فصرتُ أشهدُه في كلِّ نازلة / عناية منه في الأدنا وفي البعد
من اتقى فذاك الذي
من اتقى فذاك الذي / أساء ظناً بالذي أوجده
فمن يشاهد ما رمزنا له / فليتق الله الذي أشهدَه
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ / ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه / من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبينُ الحقائقِ في ذراها / وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ / لجاء اللصُّ يفتكُ بالوليد
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من / حمى بيتَ الولايةِ من بعيدِ
فلولا ما تكوّنَ من أبينا / لما أمرت ملائكة السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي / يُسمى وهو حيٌ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ / فريدُ الذاتِ من بيتٍ فريد
لقد أبصرته حتماً كريماً / بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه / مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه / على الجسمِ المغيبِ في اللحودِ
لأصبح عالماً حياً كليماً / طليقَ الوجه يرفلُ في البرود
فمن فهم الإشارة فليصنها / وإلا سوف يلحقُ بالصَّعيد
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ / على الأفلاكِ من سَعد السُّعودِ
رأيتُ الأمر ليس به توانٍ / سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا / وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ / دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي / ولكنْ كان في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى / إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهل يخشى الذئابَ عليه من قد / مشى في القفرِ من خفَر الأسُودِ
وخاطبتُ النفيسةَ من وجودي / على الكشفِ المحققِّ والوجودِ
أبعد الكشف عنه لكل عينٍ / جحدتْ وكيف ينفعني جُحودي
فردَّتْ في الجوابِ عليَّ صِدقاً / تضرَّعَ للمهيمنِ والشهيد
وسَله الحفظَ ما دامَ التلقِّي / وسَله العيشَ للزَّمنِ بالسعيد
سألتك يا عليم الر مني / عصا ما في المودة بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداء جسمي / بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني / كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً / كسترِكَ نورَ ذاتِك في العبيد
وأن تبدي عليَّ شهودَ عجزي / بتوفيتي مواثيقَ العهود
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ / وأنا الذي لا حكَم لي مفقودُ
عنقاءُ مُغربٍ قد تعورفَ ذكرها / عُرفاً وبابُ وجودها مسدودُ
ما صيِّر الرحمنُ ذِكري باطلاً / لكنْ لمعنى سرِّه مقصودُ
هو أنني وهابه أسرارهم / عرفانها فِصراطُنا ممدود
والسالكون على مراتبِ نورهم / فأجلهم من نورِه التجريد
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ / أني إمامُ العالمين محمدُ
لكنْ لنا وقتٌ نراقبُ كونَه / فإذا أتى فالسلكُ فيه مهند
أنا المحيي لا أكنى ولا أتبلد
أنا المحيي لا أكنى ولا أتبلد / أنا العربيُّ الحاتمي محمدُ
لكلِّ زمانٍ واحد هم عينه / وإني ذاك الشخصُ في العصرِ أوحدُ
وما الناس إلا واحدٌ بعد واحدٍ / حرامٌ على الأدوارِ شخصان يوجد
أقابل عضاتِ الزمان بهمةٍ / تذلُّ لها السَّبعُ الشدادُ وتخمدُ
مؤيّدنا فيه على كلِّ حالة / إله السما وهو النَّصير المؤيد
وما ذاك عن حقِّ ولكن عناية / اتتني وحُسَّادي ترومُ وتجهد