المجموع : 10
من دمعة الشعب ومن كدّه
من دمعة الشعب ومن كدّه / ومن دم الأمة في نَردِهِ
مُملَّك الحدِّ على صفوَها / ياليتها تملك من حدّه
كم يجعل الدينَ حبالاته / ليخنقَ المصلح في مهده
قد عضَّها النحسُ وما عضَّه / إلا فَمٌ يرشف في وَجدهِ
يُمرِغُ الأمَّةَ في رجسه / ويسرق الأمةّ في رِفده
عانت به وبأشابه / في قربه الجاني وفي بُعده
منتفخاً يمزح مستغرَقاً / في اللهوِ كالصائد في صيده
كالكركدنّ الذي يزدهى / في قبحهِ يُسخرُ من قدّه
لم تعطه غانيةٌ قبلةً / إلاّ كمن تهزأُ من رُشدهِ
أو بادلته نكتةً حلوةً / إلاّ ومغزاها مدى نقده
حَتَّامَ يا قومُ ضلالاتكم / تُمكِّنُ الفاجرَ من قصده
كنَّا نرجِّيه مثالَ الهدى / فأصبح الغاشم في حقده
كنَّا نُغنيه أغاني العلى / فأصبحَ المبدلَ من حَمدِهِ
كنا نُفديه بارواحنا / في روحه العالي وفي زهده
ما باله أضحى فتىَ ماجناً / الشاردَ الخادعَ في وعده
حَتامَ يستهزئُ من مجدكم / حتَّامَ والخِسَّةُ من مَجدِه
حَتَّام يسترسلِ في غِّيهِ / حتَّام والسوقةُ من جُنده
حتام أعلامُكم له صاغرٌ / حتام بل أهونُ من عبده
أعقلكم دون دفينِ الثرى / لو يعقل الميت في لحدهِ
عيدَ الضحيةِ مرحباً بك عيدَا
عيدَ الضحيةِ مرحباً بك عيدَا / تُحيى لنا الأملَ القديمَ جديدَا
إنَّا أَضفنا للضحية بيننا / ما كان ذُخراً لا يُمسُّ فريدَا
نُزجِيه قبل التهنئاتِ إلى الفدى / فإذا به عَصرُ الجلالِ أُعيدَا
في هيكلِ الحبِّ المقدِّسِ ذَبحهُ / بل ذبحها فلقد يلوحُ عديدَا
هذى ظواهره وكم عبثت بنا / دهراً وكم قد أسرفت تهديدا
الحقدُ والحسدُ البغيضُ وكل ما / جعلَ الشعوبَ النابهاتِ عبيدا
يا عيدُ إنَّا قد ذبحناها هُدىً / لنوِّفر الشُّمَّ الجدودَ الِصيدا
مَن كان ذبحُ الشاةِ رمزاً عندهم / وَتَطُّهرُ الوجدانِ كان العيدا
عاشوا بسيرِتهم ونحن بعيشنا / موتى إذا عفنا لهم تأييدا
هتف الحجيجُ مكبرين وهللوا / وتشربّوا نورَ اليقينِ مديدا
اليومُ يومُ محمدٍ وكتابِه / بين التنافُر أبدعَ التوحيدا
وغدا إخاءُ الناسِ روح شريعةٍ / غرّاءَ تُلهمُ خالداً وشهيدا
غَذَّت محاسنها الحضارةَ فارتقت / في حينِ كانوا صائداً وَمصيدَا
شَرفَاً بنى الاسلامِ ما وُرِّثتمو / شَرَفاً بكم سينال بعدُ مزيدا
لاحظَّ للمجد الذي هو غافلٌ / كالنجم يُسحقُ لو يسيرُ وئيدا
فتسابقوا نحو السموِّ وسدّدوا / هِممَ الهدَاةِ القاهرينَ سُدودا
ولتجعلوا العيدَ المرَّجب دائماً / فتحاً جديداً يستحُّث جديدا
ما كانَ للعمَّالِ يومٌ لم يكن
ما كانَ للعمَّالِ يومٌ لم يكن / عيدَ الحضارة كُلِّها معدودَا
هل قيمةُ الانسانِ إلاّ نفعهُ / حياً وميتاً قائداً ومقوَدا
إن عَاوَدَ الشمسَ الكسوفُ فإنَّهم / زادوا على مَرِّ الزمانِ صُعودا
جعلوا حقوقَ الناسِ حَّق كفايةٍ / وأبوا إباءً سيداً ومسودا
وَتَحُّررَ الأفراد نوراَ شاملاً / طَلقاً ومُجتازاً رُبىً وُسدوُدا
مهلاً وريقاتِ الخريفِ تَمتَّعى
مهلاً وريقاتِ الخريفِ تَمتَّعى / قبلَ الوداعِ بُموحياتِ العيد
اليومُ للعمَّالِ يومُ جلالةٍ / واليومُ للأحياءِ جُّد فريدِ
فَتسمَّعيِ صيحاتِ كُلِّ مُكَّرمٍ / لا زَجرَ ساداتٍ وَخوفَ عبيدِ
وَتزودى من كلِّ مرأىً باسمٍ / بِمنىَ الإخاءِ ونعمةِ التوحيدِ
هذى مواكبهُ تسير نوافحاً / بحرارةِ الإيمانِ كُلَّ نشيدِ
إنِّى وَأنت مُشردان بعالمٍ / حَظ التحُّرر فيه للتشريدِ
إلاّ بأرضٍ لم تزل تحمى الِحجا / وكرامةَ الإنسانِ بالتأييدِ
فلكلّ حرٍّ منبرٌ بربوعها / ولكلِّ جُهدٍ باعثٌ لمزيدِ
وتكافأت فُرصُ الحياةِ بظِّلها / لا سِجنُ محرومٍ وموتُ شهيد
مهلاً وريقاتِ الخريفِ فإننا / متشابهَان وأنصتي لنشيدي
حُبُّ الحياةِ يدوُم في وطنٍ به / شرفُ الحياةِ قرينُ كُلِّ وليت
مهلاً ففيكِ من الأَشعةِ ومضةٌ / تُرَجى فمن يؤذيكِ بالتهديد
الناسُ تخشى من تَبسُّمِ فاجرٍ / وبسمت أنتِ ولا ابتسامَ الِغيد
لمَ لا وكل الخلقِ يغمرهم رضىً / حتى الذين سعوا الى التزييدِ
شتانَ بين المرغمينَ كأنهم / سلعٌ بسوقٍ للطغاة مَشيدِ
والعائشين تضاعفت أعمارهم / في موطنٍ لبنى الكماةِ الصيِّدِ
ما زلتِ أهلاً للرسالةِ بيننا / ما بين أصباغٍ وبين قصيد
ما زلتِ رمزاً للكفاحِ وللمنى / مهما ذبلتِ يُخصُّ بالتمجيدِ
كُرِّمتِ للعملِ المجيدِ وحولنا / هتفَ الأولى فُتنوا بكل مجيدِ
فَتمهَّلىِ وتشربي مما أرى / صُوَرَ الجمالِ حَلت بأكرمِ عيد
فالعيشُ في هذا المجال سعادةٌ / والموتُ بعدُ يُعد في التخليد
الشكرُ يجدر أن يُمثَّل عيدا
الشكرُ يجدر أن يُمثَّل عيدا / فرحاً بأحلام الجدودِ جديدا
وبكلِّ إرثٍ لا يُجِّررُ ذيلهُ / زَهواً ولكن يستقل مزيدا
يُحصىِ لنا النِّعم الجسام وإن تكن / منا ويفرض حَقَّها التمجيدا
حُرِّيةُ الإنسانِ في إيمانه / وُشعورِه لا يائساً رعديدا
يمشى على الخوفِ الأثيمِ مُظفراً / والعوزِ يهتفُ للحياةِ سَعيدا
كل الصعابِ حيالهُ ما جاوزت / شوكاً لزهرٍ يَستعُّز نَضيدا
يا أمنَّا الأرض العزيزةَ طاولي / كُلَّ الكواكب وامرِحي تعييدا
لن يسقطَ الإنسانُ من عليائِه / فالسَّيرُ كان على الجبالِ وئيدا
يكفيكِ في هذى الربوعِ سُمُّوهُ / كبدايةٍ حتى يسير مديدا
وطنٌ تضمَّخَ بالمبادئ والمنى / والنبلِ حتى قد يُعدَّ فريدا
وتُطل منه التضحياتُ شواهداً / تُومي فتعلنُ رائداً وشهيدا
العيدُ ليسَ له خصيصاً وحدهُ / ولو أنَّ في الدنيا وَغىً وعبيداً
ما كان عن نقدِ النظامِ مُبَّرأ / لكنه مَثلٌ سما وأجيدا
مَثلُ الحكومةِ من صميمِ الشعب لم / تَعرف سِوَاهُ مُسوداً معدودا
وطنٌ حبتهُ يدُ العناية كلَّ ما / يَهوى فآثرَ أن يفىِ ويَجودا
ببنيهِ بر وبالشعوبِ جميعها / لو مكنَّتهُ ولو جزتَهُ جحودا
أهلاً بيومِ الشكرِ يغمرنُا رضىً / حتى الفقيرُ أَعزَّ فيه العيدا
رَّقت بشاشته كأنَّ بيومه / رَقَصَ الربيعُ مُمازحاً غرّيدا
ساوى الفقيرُ به الغنىَّ طلاقةً / والغيمُ رقرقَ في الدموعِ قصيدا
هي فرحةٌ عمَّت ومظهرُ نعمةٍ / شَملت فلم نرَ سيداً ومسودا
لم يُحصِ أنفاساً عليه مُسلَّطٌ / يوماً ولا هو سامه تحديدا
فُرصُ الحياةِ أمامهَ موفورةٌ / وتكافأت كالنورِ فاضَ وَحيدا
أهلاً بيومِ الشكر من نعمائِه / نَهبُ الحياةَ ولاءنا المعدودا
نَهبُ الحياةَ عواطفاً ومساعياً / حتى يُحس جميعنا التعييدا
ونُبادلُ الأنخابَ بين موائدٍ / حملت لعرفانِ الجميلِ شُهودا
وصلاتُنا البرُّ العميمُ وحُّظنا / حُّظ الجميع نَزيدُهُ تجديدا
أهلاً به للناس مظهرَ رحمةٍ / ووفاءَ أفئدةٍ أبينَ جُمودا
أهلاً به عُنوان كلِّ كريمةٍ / تذرُ المناحَةَ في الوجود نشيدا
سفارةُ كافورٍ تُعلمَّمنا الهدى
سفارةُ كافورٍ تُعلمَّمنا الهدى / عجيبٌ لعمري وعظها بيننا سُدىً
لقد برئت مصرُ العزيزةُ منهما / وعدَّتهما من نكبةِ الدهرِ والعدىَ
وها نحنُ أعطينا السفارةَ حقَّها / سفارةَ مصر دونَ سؤلٍ ولا جداً
بلادٌ رعيناها على القرب والنَّوي / وهيهاتَ ننساهَا وإن يطل المدى
وكيف وماءُ النيلِ بين دمائنا / يغذِّى حنيناً عارماً بل مُخلَّدا
تمرَّد فينا كل حسٍّ على الألى / أباحوا كراماِ الرجالِ لمنَ عدا
نعم قد أباحوها لعاتٍ ممَّردٍ / وما رحموا شعباً لهم ما تمردا
كفاكم بني قومي كفاكم خنوعكم / قروناً وَهدوا ذلك المتمردا
ولا تتركوا تمثيلكم لعصابةٍ / تُرتِّل آىَ الحمد للظلم سُجدا
شقينا بها في غربة هي وحدها / غناءٌ كمن يمشى ثقيلاً مقيَّدا
تراوغنا أقوالها وفعالها / وتجنى على الأحرار حتى لتحمدا
وما تركت باباً لظلمٍ مُنظَّمٍ / ولم تألهُ طرقاً ألم تسمعوا الصَّدى
ألم تقرأوا أمداحها كلَّ لحظةٍ / لكافورَ قد جازت مدىَ من تعبدا
أفاتكمو تهديدنا في حياتنا / وفي رزقنا حتَّى غدا النورُ أسودا
كأنَّا بأدغالٍ نعيشُ فلا نرى / صُروحاً لأحرارٍ وحُلماً مُشَّدا
وأعجبُ ما نلقى عَداوةُ طُغمةٍ / بأرضٍ تصون الحَّر عن أن يُهَّددا
وتُكرمُهُ أيانَّ كانت أصوله / وتُنسيهِ ما قد ضاع مالاً وسؤادُدا
أفيها نُعاني الكيدَ والدَّسَ والأَذىَ / ضُروباً كأنا في إسارٍ تَجدَّدا
يا نجمة في الأفق
يا نجمة في الأفق / بعالم لي جديد
تأملي في الشفق / ففيه أمسي البعيد
تأملي في الشفق / ففيه ذابت همومي
وفيه قلبي احترق / وفيه ماتت كرومي
واسعفي من سناك / بنشوة لي تعيد
ما ضاع قبل هواك / من الزمان السعيد
رشفت وحيك نورا / والنور لب الخلود
وقد يشم عبيرا / والعطر شعر الوجود
تصوفت فيك روحي / بكل معنى أراه
وقد ضمدت لا تغيبي / عني فما لي نهار
هذي حياة الأديب / في عالم منهار
لولا حنانك ماتت / دنياي في كل شي
وعفتها حين خانت / أنفاسها كل حي
لا تكتفي برجوعي / إلى عوالم حبّي
ولا تقولي دموعي / ليست دعاء لربي
أرقصي أيتها ال
أرقصي أيتها ال / أضواء بالحلم المردد
وافرحي أيتها الن / نار لإيمان مجدد
قد مضى الصوم وزا / ل الصلب كابوسا تبدد
والمسيح اليوم في / عليائه حر مسود
مثل الحق الذي إن / ظن به يبلى يتجدد
مثل الحب الذي في / الكون يستجليه معبدج
مثل النبل الذي لولا / هُ في الدهر تشرد
مثل الإنسان في الل / هِ تسامى وتوحد
ثار للعدل فخرَّ الظُّل / مُ حين اغتر وانهد
وارتضى الآلام أصحا / با وعد الموت أخلد
ودع الدنيا عيوف النف / سِ بينا الحظ عربد
حاملا كل خطايا الن / ناس كالصرح الممرد
صاعدا نحو السما / وات شهابا أو مهند
فاتحا ملكا جديدا / ما تناهى وهو يمتد
بشر الأملاك وال / أفلاك بالسلم وعبد
فإذا الأكوان في ال / أضواء تهدي النور للغد
بعدما زلزلت ال / أرض وقد كانت تهدد
بعدما أظلمت الدنيا / وكان الضوء أسود
فتهادي اليوم يا / دنيا بماس أو بعسجد
عيدي بين رموز ال / حُبِّ مخضلا مهدهد
واجعلي الأرض أزا / هيرَ لآمالٍ تُمهد
عابقات بشذى ال / فرحةِ كالسحر الموسَّد
عيدي ما شِئتِ هذا / العيدُ كالله ممجَّد
عبّت الأديان وال / آداب منه تتزوّد
هذه الحلوى وهذا ال / بيض أشعار تقصد
والحفيّ الموكب الس / ساني لشعب يتعبد
أيها الحجاج في ال / قدس زُرافات تأود
أنا منكم رغم بعدي / في صلاة لا تحدد
عرفت فلسفتي الرمز / كعرفاني المجرد
وكأني قد حضرت الص / صَلبَ والبعث المسدد
فأبت لي غير ألحا / ني ما يروى ويسرد
إنها دمعي وأش / جاني وثأر يتوقد
إنها حبي الذي يب / قى على الدهر المخلد
عيدان عيد تحرّر وتفاؤل
عيدان عيد تحرّر وتفاؤل / جم وعيد كرامة لبلادي
بهما أتيه وإن نسيت وأهملت / صحفي وأسعد رغم طول بعادي
شأن المحب إذا جفاه حبيبه / جعل الحنين له عطور وداد
أوّاه من لهفي كأنّ خواطري / حرب عليّ ولسن من أولادي
فارقنني شوقا لمصر وفتنني / من بعدهنّ على البعاد أنادي
من مبلغ وطني الحبيب عواطفي / شتّى تزيد وفاتها تعدادي
كالنبت أغفل فاستثير تطلّعا / ونما ولم يقتله غبن أعادي
ومن النفوس رويّة من مائها / والجدب حول جذورها متمادي
ومن النفوس فقيرةٌ لا تغتني / أبدا وإن رويت فهنّ صوادي
ظمئي إلى وطني ظماء معذّب / فداه لا مستثمر متمادي
فارقته لما حرمت وفاءه / ومنعت من إرشاده برشادي
وجعلت منبري المعلى غربتي / مثل المنارة فوق كل سواد
في حين غصّ بماكرين تذبذوا / عمرا وما زالوا من الأسياد
حسبي ترعرعهم لأوثر غربتي / وشموخهم لأعيش في الأصفاد
ما كنت من يرضى الإهانة صاغرا / ونهايّ ي مجد وقلبي زادي
سأعيش في استقلال روحي نافيا / نفسي إذا ما خانني أندادي
وأفوت للتاريخ ذكري هاديا / إن فات هذا الجيل حق جهادي
بوركت جمهورية لم تمتهن / ما بين إقطاع وبين فساد
عنوانها الشورى ولب لبابها / صون الحقوق وعزّة الأفراد
أغلى تراثك وحدة وعدالة / بهما نمت وسمت أعز بلاد
فلتحفلي بهما وبعد فعيدي / ما شئت أو فدعي حلى الأعياد
الفطر جاء بآمال نجددها
الفطر جاء بآمال نجددها / إن الحياة لآمال وتجديد
لولا التعلق بالآمال نعبدها / لم يكرم العيد بل لم يعرف العيد
صلى مع الفجر من صلوا فقبلهم / وقبّلتني بنجواها الأناشيد
يا ليتني كنت مثل الفجر عافية / فلا يرد صلاتي فيه تقييد
وأنشق العطر في الأحلام وارفة / كأنها من رضاء الله تاييد
وأنظم الحب من قلبي معلّقة / وإن سكت فنبض القلب توحيد
أهلا بعيد رفيق الحب باركه / وباركته الأحاسيس المواليد
كأنما ليلة القدر التي سلفت / قد أنجبتها وسوتها التقاليد
سألت ربي إيحاء ألوذ به / فإن عمري تفكير وتسهيد
فقال لي الوحي عش للناس أجمعهم / لو أن معظمهم جان وعربيد
وأجعل من العيد مبدا يستعز به / ففي يديه إذا شاؤوا المقاليد
مبدا التطلع للإصلاح يشملهم / كما تطلع نحو الواحة البيد
عيد اضاء به الإسلام أمثلة / من الجلال وفيه النور تغريد
عيد السلام وعيد الفطر قد جمعا / مدى العصور فإن السلم تعييد
كل احتفاء به للسلم مرجعه / والسلم كالحب لم يعرفه تحديد
من يعشق السلم حر شامخ بطل / وعاشق الحرب رغم الزهو رعديد
فاسكب علينا جمالا أنت مبدعه / يا عيد وامسح دموع الحزن يا عيد
وإنني باسمك الميمون في فرحي / اشدو وأدعو كأن الشدو تسديد
أدعو بلادا أطال الجهل نومتها / حتى تفيق فإن النوم تهديد
وإنما أمم الإسلام مبدؤها / علم وسعي وإصلاح وتخليد
فإن تفتها فما الإسلام ملتها / وكل مدح لها نوح وتعديد
وإن تسابق سواها في مآثرها / فلن يساورها ظلم وتبديد
وسوف ترجع للإسلام عزته / كما تسامى بها الموتى الصناديد