القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 12
وفارقت حتى ما أُسَرُّ بمن دنا
وفارقت حتى ما أُسَرُّ بمن دنا / مخافةَ نأيٍ أو حذارَ صدوُدِ
وقد جَعَلت نفسي تقولُ لمقلَتي / وقد قَرَّبُوا خوفَ التباعُدِ جُودي
فليس قريباً مَن يخافُ بِعَادُهُ / ولا مَن يرجَّى قُربُهُ ببعيدِ
بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي
بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي / فنورُهما من فضلِ نعمائه عندي
سأجتهدُ أن أُفدي مواطئ نعلِه / فإن أنا لم أقبل فما لي سوى جهدي
لأَعدَي تشكيكَ البلاد وأهلها / وما خلتُ أن الشكوَ يُعدِي على البعد
ولم أدرِ بالشكوى التي عَرَضت له / ونُعمَاهُ حتى أقبَلَ المجدُ يَستَعدي
وما أحسَبُ الحُمَّى وإن جلَّ قدرُها / لتَجسُر أن تدَنو إلى مَنبَعِ المجدِ
وما هي إلا من تَلَهُّبِ ذهنِهِ / تَوَقَّد حتى فاض من شدَّةِ الوَقدِ
لِيَفدِكَ من أصبحتَ مالكَّ رقه / فَكُلُّ الوَرى بل كلُّ ذي مُهجةٍ يُفدي
وما زالتِ الأحرارُ تفدي عبيدَها / لتَكفِها ما تبقى مهجة العَبدِ
نَفورٌ عن الإخوانِ من غير رِيبةٍ / تُعَدُّ جفاءُ والوفاءُ لُهم وَكدي
غُذِيتُ به طفلاً بإن رُمتسُ هَجره / تأَبِّى وأغرَتني به أُلفَةٌ المهدِ
كما ألفت كفاكُما البَذلَ والندى / فأعياكما أن تمنعا كف مُستَجدي
على أنني أقضي الحقوق بنيَّتي / وأبلغ أقصى غايةِ القربِ في بُعدي
ويَخَدُمُهُم قلبي وَوَدِّي ومنطقي / وأبلغُ في رَعي الذِّمام لهم جَهدي
فإن أنتُما لم تقبلا لي عِذرَة / وأَلزمتُماني فيه أَكثرَ من وجدي
فقلاو لِطَبِعي يزولَ فإنَّه / يرى لكما حَقَّ الموالي على العبد
جفاؤكَ كُلَّ يَومٍ في مزيدِ
جفاؤكَ كُلَّ يَومٍ في مزيدِ / وما تَنفكُّ تُشمِتُ بي حَسُودِي
فإن يكنِ الصُّدودُ رضاك فاذهَب / فإِنِّي قد وَهَبتُكَ للصُّدُودِ
فحسبيَ منكَ أن يَهواكَ قلبي / وَحَسبُكَ أن أَزوُرَكَ كُلَّ عِيدِ
بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ
بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ / إذا سلَّ لم يظفر به كفّ غامد
وطالع سعد لو تحرَّى عطارد / مطالعه احتراق عطارد
فما زلتَ تَعلو والسعادةُ والعُلا / دليلاك حتى فُتَّ قدر التحاسُدِ
وحتى أتاك الحمدُ من كلِّ حاسدٍ / وحتى أتاك العُذرُ من كلِّ حامد
بعدت ولم يبعد فؤاد خَتَمتَه / برقٌ أياديك البوادي العوائد
أروح وأغدو في ذراك وإن ثوى / بحيث التقى السدَّان رحلي وقائدي
ولما دعاني الشَّوقُ لَبَّيتُ واغتدى / أمامي عزمٌ عالمٌ بالمراشدِ
يُكلِّفني الإسراعَ حتى كأنَّني / نوالُك أو حَتفُ العدوِّ المعاند
أفدَّى طريقاً أهتدي بمناره / وأرشُفُ مهجورً الثرى والجلامد
وألثم أخفافَ الَمطِيِّ لأنَّني / أرى كُلَّ ما أدنى إليك مساعدي
ولو لم يكن حَظرُ الشريعةِ لم نَسِر / نَؤُمُّك إلا بالجباه السواجد
أتيتُ بها جهد الُمقِلِّ ولا أرى / أحقَّ بحسن البَسط من عذر جاهد
ولي فيك ما لو أنصفَ الشِّعرُ لاغتدت / معانيه كُحلاً في عيونِ القصائدِ
وما أدَّعي الإحسانَ لكن أظُنُّها / ستعذُبِ في الأفواهِ عند التناشُد
وما أعجبتني قَطّ دعوى عريضةٌ / ولو قام في تصديقِها الفُ شاهدِ
ولستُ أحبُّ المدحَ تُحشَى فصولُه / بقولٍ على قدرِ العقيدةِ زائدِ
وما المدح إلا بالقلوبِ وإنَّما / يُتّمِّمُ حُسنَ القولِ حُسنُ العقائدِ
أقول لسارٍ في شمال وراقدٍ
أقول لسارٍ في شمال وراقدٍ / يُفتِّح فيه البرقُ أجفانَ سِاهِدِ
تجَمَّع من شتى ولكن تأَلَّفت / نواحيه حتى صار في شخص واحدِ
أَمَامَك أرضُ الشامِ فاسق مَعَاهداً / لأحبابنا بل عَهدُهُم بالمعَاهِدِ
بلادٌ بها قلبي فإن آتَ غَيرهَا / فإلمامُ مُرتادٍ وزورةُ وافدِ
أَذُمُّ لذكراها بلادي ومَولدي / وحيثُ تهاديني أَكُفُّ الولائدِ
وحيثُ إذا أرسلتُ لحظي رَاقَهُ / مَلاعبُ أَترابي ومَولدُ والدي
ولكنَّ لي بالشامِ عَذرَاءُ صَبوةٍ / جَعَلتُ لها عذرَ النُّهى غير راشِدِ
جزاءُ فتىً تَعَرَّضَ للبعادِ
جزاءُ فتىً تَعَرَّضَ للبعادِ / تجافي مُقلَتَيه عن الرُّقادِ
وإن يُغري به شوقٌ مُوالٍ / يغالبُهُ على صَبرٍ مُعادِ
وأجفانٌ تُرَوِّي كلَّ شيءٍ / سوى قلبٍ إلى الأخبار صادي
بذاك جزيتُ إذ فارَقتُ قوماً / لِبستُ لِبَينهم ثوبَي حِدادِ
معادنُ حكمةس وغُيوث جَدبٍ / وأنُجمُ جيرةٍ وَصُدُور نادي
نأوا عِّني وعندهم فؤادي / وِغبتُ ولم يَغِب عنهم ودادي
ولولا شِقوَتي ما فارقُوني / وكانوا بين جَفني والسَّوَادِ
فقُل في حالِ مأسورٍ ضعيفِ / يلوذُ من الأَعَادِ بالأَعَادي
تعاليتَ عن قدرِ المدائح صاعداً
تعاليتَ عن قدرِ المدائح صاعداً / فَسِيَّانَ عَفوُ القولِ عندكَ والحمدُ
وإني لا أدري أنَّ وَصفَكَ زائدٌ / على منطقي لكن على الواصف الجهدُ
وأنَّ قليل القولِ يَكثُر زيغُهُ / إذا أغرقت فيه الموالاةُ والوُدُّ
لك الله إني ما بعدت مُسَهَّدُ
لك الله إني ما بعدت مُسَهَّدُ / وإني مسلوبُ العَزاءِ مُكَدَّدُ
وإنِّي إذا نَادَيتُ صَبرِي أجابني / سوابقُ من دَمعِي تجورُ وتُقصِدُ
تصعده الأنفاسُ من كِبدي دماً / وتحدِرُه الأجفان وهو مورَّدُ
فَديتكِ ما شوقي كشوق عرفتُه / ولا ذا الهوى من جنس ما كنت أعهدُ
كأنَّ اهتزازَ الرُّمح في كبدي إذا / تكشَّفَ بَرق أو بدا منك مَعهدُ
أُحِّملُ أنفاسَ الشمالِ رسائلي / ولي زَفَراتٌ بينها تتردد
فإن هَبَّ في حيِّ سَموم فإنها / بقيةُ أنفاسي بها تتوقَّدُ
ولو كنتُ أَدري ما أُقاسي من الهَوى / لما حَكَمَت للبينِ في وَصلِنا يَدُ
فلا يُنِكر التَّخلِيدَ في النار عاقلٌ / فها أنا في نارِ الغرامِ مُخَلِّدُ
وكنتُ تولَّى الله حِفظَك سيدي
وكنتُ تولَّى الله حِفظَك سيدي / ومَن هو لي مَولى ومَن أنا عَبدُه
وبي من تباريحِ الصَّبَابِة لَوعَةٌ / يُقَرِّبُها من قلبِ عبدكِ بُعدُه
سَقَت بلدي أيديكم وتعطَّفت
سَقَت بلدي أيديكم وتعطَّفت / عليه بكم بِيضُ الغَمَامِ وسُودُه
وَملّيتُم عيشاً يروق لميسُه / ويحسُن في عينِ الزَّمان جديدهُ
حلا في فمي ذكراكم فتألَّقت / محاسنُ شِعرِ فيه يحلو نَشيدهُ
وأُقسِمُ إنّي إن تأَخَّرتُ عنكم / لقد خانَني رأى وخانَ رشيدُه
فلو أَنَّي أرَّختُ عمري افتتحتُهُ / بيومٍ تجلّى عنكم فيه عِيدهُ
يقرِّبنَ طلاب العُلا من سمائها
يقرِّبنَ طلاب العُلا من سمائها / ويُهدينَ رُوَّاد النَّدى لجوادها
فلاقَينَ مولانا وقد صَنَعَ السُّرى / بهنَّ صنيع كفه بِتَلادهَا
ولا ذنبَ للأفكارِ أنتَ تَرَكتَها / إذا احتَشدَت لم تُنتَفعَ باحِتشَادِها
سَبَقتَ بأفرادِ المعاني وأَلَّفت / خواطرُكَ الألفاظَ بعد شِرادِهَا
فإن نحن حَاوَلنا اختراعَ بديعةٍ / حَصَلنا على مَسرُوِقها ومُعَادِها
أُنُثر على خَدَّيَّ من وَردِك
أُنُثر على خَدَّيَّ من وَردِك / أو دَع فَمي يَقطُفُ من خدِّك
ارحم قضيبَ البانِ وارفُق به / قد خفتُ أن يَنقَدَّ من قَدِّك
وقل لِعَينَيكَ بِنفسي هُمَا / يُخفِّفان السُّقمَ عن عَبدِك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025