المجموع : 15
عليك بعد الإله مُعتَمَدي
عليك بعد الإله مُعتَمَدي / إذ أنت ما زلت آخِذاً بيدي
ملكتني إذ غدوت لي سَنَداً / فأنت يا سيدي إِذاً سندي
أنت على ضعف حالتي أبداً / أشفقُ من والد على والدِ
رفعتَ قدري بعد الخمول وقد / كنتُ كمثل الغريب في بلدي
نَوَّهتَ بي إذ غدا الصديقُ لما / يراه وهو العدو من حَسَدي
ومذ توصَّلت أو وَصلتُ إلى / بابك لم أفتقر إلى أحدٍ
مولاي يدعوك من له أملٌ / فيك جميلٌ وحُسنُ مُعتَقَدً
فلا تَكِلهُ إلى سواك ومن / سواكَ بعد المُهَيمنِ الصَّمَدِ
يا حاسما جَورَ ذا الزمان لقد / فَتَّ زماني بالجَور في عَضُدي
وجُوخَتي لو تُباعُ لم يَكُ لي / شيءٌ يُوارى من بعدها جَسَدي
تَزِيد جسمي بَرداً ولستُ كمن / يقولُ يا بَردَهَا على كَبِدي
يا من نلوذُ بماله وبجاهه
يا من نلوذُ بماله وبجاهه / فنفوز بالإسعافِ والإسعادِ
ما إن شكونا في الخطوب ضلالةً / إلا رأينا منك موسى الهادي
أنجدتني في الهوى مذ أنجدُوا
أنجدتني في الهوى مذ أنجدُوا / أدمُعٌ أضحت بشوقي تَشهدُ
خذ حديثي بعد سُكُّان الحِمَى / فهُو عن قلبي وَطرفي مُسندَ
يا جفوني بعدهم أين الكَرى / يا فؤادي أين ذاك الجُلَدُ
فعلوا ما أَوعدوا من هجرهم / ليتهم لو أنجزوا ما وعدوا
وبروحي رشأٌ يهتزُّ من / قَدَّهِ المائسِ غُصنٌ أَملَدُ
أبا في شرع الهوى عَبدٌ له / وهوَ لي إن كان يرضى سَيِّدُ
أُقسِمُ باللَه أنَّ شوقي
أُقسِمُ باللَه أنَّ شوقي / إليك ما فوقهُ مَزِيدُ
أودعتَ يوم الوداع قلبي / ناراً لها في الحَشا وَقودَ
عَذِّب بغير النَّوَى فؤادي / إن عذاب النَّوَى شديدُ
لا واجتماعٍ لنا تَقَضَّى / أرجو الليالي تَعُودُ
ما كان ذ البَينُ من مرادي / لو أنَّ للمرء ما يُريدُ
لم تَرضَ لي بالفراقِ حتى / تَلاه من كُتبك الصُّدُودُ
كُن كيفما شِئتَ فالموالي / لا تتَساوى بها العَبِيدُ
ما لي أراك أضعتَ وُدِّي
ما لي أراك أضعتَ وُدِّي / وغدرتَ بي وَنقَضتَ عَهدي
وأَذَبتَ قلبي في الهوى / ظُلماً بنار جَوىً ووَجد
وجَعَلتَ طَرفي بالأسى / وَقفاً على دَمعي وسُهدي
وأرى الإساءة منك ح / ين تُسِئُ كالإِحسانِ عندي
حَتَّامَ أُخفِي في هوا / ك صَبابَتي والدمع يُبدي
أنا قد أَتيتُكَ قاصِداً / فعساك تعرف حَقَّ قَصدي
عَلِقَت بذيلِ رجاك آ / مالي فَعَلَّلها بوَعدِ
شوقي إليك كما علم / تَ يَجِلُّ عن حَصرٍ وحَدِّ
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ / بديعٍ ما عليهِ من مزيد
هِيَ الثغر الذي يُبدي ابتساماً / لتَقبيل العُفَاةِ من الوفود
إذا وافَيتَها لم تُبقِ هَمّا / بِقَلبِكَ مُذ تَراها من بَعيد
حَلَلت بظاهرٍ منها كأني / حَلَلتُ هناك جَنَّاتِ الخلودِ
فلا بئرٌ مُعَطَّلَةٌ وكم قد / رَأَيتُ هناك من قَصرٍ مَشيد
بياضٌ يملأ الآفاقَ نوراً / يُبَشِّرُ بَرقُهُ بسَحابِ جُود
وأُقسِمُ لو رأتها مِصرُ يوماً / لكادت أن تَغيبَ من الوجودِ
وكم قَصرِ بها أضحى كحِصن / منيعٍ لا كَزَربٍ من جريدِ
بَرُصُّ فصوصَهُ بانيه رصاً / يُفَصِّلهُ على نَظمِ العُقُودِ
لها سورٌ إذا لاقى الأعادي / يُقابلهم بوجهٍ من حديدِ
هو الفلكُ استَدار بها وكم قد / رأينا فيه من بُرجٍ سَعيدِ
أحاط بسُورها بَحرٌ أجاجٌ / ومَنهَلُ أهلِها عَذبُ الورودِ
همُ السادات لا يُخشى ويُرجى / سواهم عند وَعدٍ أو وعيد
وحسبك أنَّ صدر الدين منها / وذا من مدحها بَيتُ القصيد
إمامٌ جلَّ قدراً أن يُهَنَّى / بشهرٍ أو بعشرٍ أو بعيد
لأن الدهرَ عبدٌ والموالى / لعَمرُك لا تُهَنَّأ بالعَبيد
كيف حالَت بعد الوفاءِ عهودُه
كيف حالَت بعد الوفاءِ عهودُه / وتَمَارى هِجرانه وصُدُودُه
وأمالتهُ للوشاة ظنونٌ / يُبدئ العذرُ وهمَها ويُعيدهُ
ما على المُعرِض المُقيمِ على الإِع / راضِ لو رقَّ حين يشكو عميدُه
في سبيل الهوى وفي طاعة الح / بِّ يريد الإنسانُ من لا يُريدُه
يا عذولَ المحبِّ قَصِّر من العَذ / لِ فإني أراه مما يَزيدُه
كيف يُصغى إلى الملام مشوقٌ / بانَ عنه اصطبارُهُ وهُجُودُه
بأبي من غَدَت له نفرَةُ الظَّب / ي وللظبى مُقلتَاهُ وجيدُه
هَزذَ غُصناً من قَدِّه ذا اعتدالٍ / يشتهي البان لو حَكتهُ قُدُودُه
ذو عذارِ يقيم عُذرى في الح / بِّ وخدّ يزينُه تَوريدُه
ولحاظٍ حمى بها طَلعَ ثغرٍ / بَرَدُ الدمع من جفوني نَضِيدُه
لي في حبِّه حشَاً شَفَّهُ الوج / دُ وطَرفٌ يَضُرُّهُ تَسهيدُه
وغرام قد ألبسَ الجسم ثَوباً / من نُحُولٍ لم يبل عندي جَديدُه
صاحِ دعني وما أُقاسي ففي القل / ب لهيبٌ لا يُستَطاعُ خمودُه
خَلِّ طرفي يذرى الدموعَ دماءً / بعد عيشٍ مَضَى فعزَّ وجودُه
حَكَمَ الدهرَ بالفِراق ومن ذا / يَغلِبُ الدهرَ والخطوبُ جنودُه
أي دَهرٍ رَاقَت وراعَت عيانا / وَسَماعاً بُرُوقُهُ ورُعُودُه
نافذُ الأمر إذ بحكمِ صلاح ال / دينِ أضحى قيامُهُ وقعودُه
ملكُ تَشرُفُ الملوك إذا ما / أصبحت في الزمان وهيَ عَبيدُه
شادَ بالبَأس والمكارم مُلكاً / أَسَّسَته آباؤُهُ وجدودُه
تَفضَحُ الدهرَ منه أخلاقُهُ الزُّه / رُ ويُزرى على السحائب جُودُه
بيتهُ كَعبَةٌ يحجُّ إليه / كلَّ وقتٍ عُفَاتُهُ ووفودُه
ثابتُ الجَأشِ عندما يَقلَقُ الجَي / شُ ويَخشَى رَيبَ الحمامِ أُسُودُه
ثاقبُ الفَهمِ إن يَغب عنه أَمرٌ / كامنٌ فهوَ بالذكاءِ شَهيدُه
هو في الحالتين غَيثٌ ولَيثٌ / يُرتَجى وَعدُهُ ويُخشى وَعيدُه
فيه بَاسٌ ورحمة لعدوّ / وَولى يُغيثه ويُفيدُه
أحسَنَ الإصطناعَ حتى لقد أَث / نى عليه عدُوُّهُ وحسُودُه
يا ولَّي الأنامِ دعوةَ عَبدٍ / أنجَحَت قَصدَهُ لديك قصيدُه
لا تسلني عن الزمان فإني / قد بَدَت لي أَضغانُهُ وحقُودُه
زمنٌ لأن عطفُه عند غيري / وهوَ عند صعبُ المِراسِ شديدُه
كيف يَبقى الجزَّارُ في يوم عيد النَّ / حرِ رَهنَ الإفلاسِ والعيدُ عيدُه
يَتَمَنى لحمَ الأضاحي وعند الن / اسِ منه طَريُّهُ وقديدُه
ولقد آن من لقائك أن تَبي / ضَّ أيامُه ويَخضَرَّ عُودُه
دَعِ اللومَ أو لَمني فلست بسامعٍ
دَعِ اللومَ أو لَمني فلست بسامعٍ / لقد ضلَّ من أمسى بنصحك يَهتدي
فما العيشُ إلا أن أموت صبابة / بلَبلى ولم أمدُد إلى غيرها يدي
حضمَت ثغرها والخدَّ عن حائم شَجٍ / له أملٌ في مَوردٍ ومُوَرَّدِ
وكم هام قلبي لارتشاف رُضابها / فأعرَب عن تفضيل نَحوِ المُبَرِّدِ
وتُقعدها الأردافُ عند قِيامها / فها أنا منها في مُقيمٍ ومُقعدِ
لقد شاد مُلكاً أسَّسته جُدودُهُ
لقد شاد مُلكاً أسَّسته جُدودُهُ / فأصبح ذا ملك أثيلٍ مُشَيَّد
وصحَّ به الإسلامُ حتى لقد غَدَت / بسلطانهِ أهلُ الحقائق تَقتدي
فقل للذي قد شكَّ في الحقَّ إنما / أطعنا أبا بكرٍ بأمرِ محمد
يا ابن الأئمةِ دعوةً من مادحٍ
يا ابن الأئمةِ دعوةً من مادحٍ / نادى نَداك على مدى مُستبعدِ
أملي يُقرِّبني إليك مع النوى / يا من بذيل رجائه عَلقَت يَدي
أرجو نداك مع الخُمُول وربما / كان الحيا حظَّ الحضيضِ الأوهَدِ
واحسرتا لو أنَّ لي سبباً إلى / ذاك الحمى لأكون أوَّل مُنشدِ
ولأن أرى وجهي يُعَفَّرُ في ثرى / كالمسك مَبثُوثاً بِفَرقِ الفَرقَّدِ
ولقد بَعثتُ بها قصيدا لَفظُها / كالدرِّ إذ وافى بسلك مُنضَّدِ
وجعلتُها يوم الحساب ذَخيرتي / فاشهَد بها عند ابن عمَّكَ في غَدِ
ويعودُ عاشوراءُ يُذكرُني
ويعودُ عاشوراءُ يُذكرُني / رُزءَ الحَسين فليت لَم يُعد
وليتَ عيناً فيه قد كحِلَت / بِمَسَّرةٍ لم تَخلُ من رَمَدِ
ويداً به لشماتَةٍ خُضبت / مقطوعةً من زَندِها بِيِدي
يَومُ سبيلي حين أذكُرُهَ / ألاَّ يَدورَ الصَّبرُ في خلدي
أما وقد قُتلَ الحُسَين به / فأبو الحسينِ أحقُ بالكَمَد
عُدتُ فيه جاهليَّ ال
عُدتُ فيه جاهليَّ ال / حب من غير تعدِّي
لحظ عيني عبد شمسٍ / وفؤادي عبدوُدّ
قالوا الفعيلُ وإن تَبَيَّنَ غَيُّهُ
قالوا الفعيلُ وإن تَبَيَّنَ غَيُّهُ / للعالمين وغاب عنهم رُشدُهُ
يَمشي وفي يده كِتابٌ قَلَّما / عَلِم امرؤٌ في جهله ما قَصدُهُ
فأجبتهم لا تعجبوا من فعلهِ / فأبوهُ من أهلِ الكتاب وجَدُّه
وما شيءُ له نفسٌ ونفسٌ
وما شيءُ له نفسٌ ونفسٌ / ويؤكلُ عظمُه ويُحَكُّ جلدُه
يَودَّ به الفتى إدراك سُؤل / وقد يلقى به ما لا يؤدُّه
ويؤخَذُ منه أكثره بِحقٍّ / ولكن عند آخره يَرُدُّه
دعاني اشتياقي للنّبي محمدٍ
دعاني اشتياقي للنّبي محمدٍ / فَلبَّيتهُ لمَّا دعاني على بُعدِ
دَوائي من داءِ الجَوَى لثمُ قبره / فمن لي لو عَفَّرتُ في تُربهِ خَدِّي
دَواعي الهوى مالي إليك ضَرُورةٌ / وعندي من فقدِ الشَّبيةِ ما عندي
دُنوِّي من قبرِ النبي محمدٍ / فيا ليتني أحظى به مُنتهى قَصدي
دموعُ جُفوني ساعديني على الاسى / وإن كُنت ما أطفأتُ ما بي من الوجدِ
دراري سماءِ الأفق صَحبُ محمَّد / وطلعتُهُ كالبدرِ في طالع السَّعدِ
دنا ليلةَ الإسراء من عرش رَبِّهِ / فناهيكَ من ربِّ قريب ومن عبدِ
دهت كلّ من عاداهُ من يوم بعثهِ / نوازلُ آفات تزيدُ عن الحدِّ
دمارُ أعاديهِ بنُصرتهِ التي / حبَاهُ بها الرَّحمنُ من قدمِ العهدِ
دفاعُ إله الخلقِ عَمَّا يَسُوؤهُ / ويدفَعُ عنه اليأسَ مُذ كانَ في المَهدِ