القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 24
موسى بن جعفر والجوا
موسى بن جعفر والجوا / دِ الطيّب الزاكي الجدودِ
باب الحوائجِ والتُقى / ومَن هُما سرّ الوُجودِ
هذا ملاذُ الحائفي / ن وبحر معروفٍ وجودِ
وحِمىً لكلّ اللائذي / ن وذاك مأوى للوفودِ
مَلَكا الوجودَ فطوّقا / بالجودِ عاطل كلّ جيدِ
لهفي على باب الحوا / ئجِ ماتَ في سِجنِ الرشيدِ
بالسمّ يَقضي نحبهُ / تفديه نفسي مِن شَهيدِ
قد ماتَ وهوَ مغلّل / رهن السلاسل والقيودِ
لم يُحضِروه أهله / ما من قريبٍ أو بعيدِ
فَرداً يعالجُ نفسه / ويئنّ من ألمِ الحديدِ
حتّى قَضى فرداً وحي / داً أفتديهِ من وحيدِ
يا عين لاِبن المُصطفى / بالدمعِ والزفَرات جودي
أضحى وحمّالون تَح / مل نَعشهُ بيدَ العبيدِ
وعليهِ أعلن بالندا / ءِ بأمرِ جبّارِ عنيدِ
هذا إمام الرفض ما / تَ بِحتفهِ في الناس نودي
يوم بهِ موسى قَضى / لعِداهُ أصبح يوم عيدِ
وَضَعوه فوق الجسرِ لَ / كِن ما عليه من برودِ
حتّى سليمان أَتى / وَرآه مِن قصرٍ مشيدِ
قالوا له هذا اِبن عم / مكَ وهو ذو الحَسَبِ التليدِ
فَدعى أَلا اِئتوني بهِ / حتّى يُوارى في الصعيدِ
فهناكَ جهّز نعشهُ / وبكاهُ في أسفٍ شديدِ
هذا سليمانٌ أتى / للنعشِ يسعى في عديدِ
في اللحدِ وارى جسمهُ / ما بعد ذلك من مزيدِ
لكنّ سبطَ محمّد / قد باتَ محزوزَ الوريدِ
والخيلُ تعدو فوقهُ / والرأس سار إلى يزيدِ
وَبناتهُ أسرى حوا / سر لاطماتٍ للخدودِ
قُل لمَن لا يجيزُ لعن يزيد
قُل لمَن لا يجيزُ لعن يزيد / أنت إن فاتَنا يزيد يزيد
زادَكَ اللّه لعنةً وعذاباً / وله اللّه ميل ذاك يزيد
يا بني المُصطفى الهداة الميامي
يا بني المُصطفى الهداة الميامي / نِ ومَن فضلُهم على الناسِ بادي
بِكُم اللّه شادَ للبيت ركناً / وَرَفعتم للدين أيّ عمادِ
إنّ قلبي يصبو إليكم وإنّي / أتولّاكم بِحُسنِ اِعتقادي
وَبنعمائِكم أموت وأحيا / حيثُ قد طاب بالولا ميلادي
بِعُرسكَ تمّ الهنا والسرور
بِعُرسكَ تمّ الهنا والسرور / وأهل الولاءِ به عيّدوا
فلا زلتَ في فرحٍ دائمٍ / وماتَ بغيظهمُ الحسّدُ
بعيدِ الفطر أُهديك التهاني
بعيدِ الفطر أُهديك التهاني / أبا قيس فعِش دوماً سعيدا
لكَ الإقبال والتوفيق حلفٌ / يقيمُ لكَ الثنا صرحاً مشيدا
فأهلُ الطفّ تشكر منك سعياً / تقدّر عطفكَ الحسن المجيدا
أَتتكَ تزورُ طلعتك الّتي قد / تجلّى نورُها للناس عيدا
ترومُ لك البقاء مدى الليالي / فَعِش يا ذا العُلى عيشاً رغيدا
على الغصنِ طيرُ الهنا غرّدا
على الغصنِ طيرُ الهنا غرّدا / بيُمنى زفافِ حليفِ النَدى
أخو الفخرِ مَن قد زكى أصلهُ / وقَد طابَ بين الورى مَحتدا
لقد طالَ فَخراً ونال العلى / ومدّ لنيلِ المَعالي يَدا
تربّى بحجرِ العلى يافعاً / وفي أفُقِ المجد بدراً بدا
فلستُ أرى مثله من فتىً / تأزّر بالمجدِ ثمّ اِرتدى
وهذا أخو همّة حامد / قدِ اِكتسبَ الفخرَ والسؤددا
فإنّ أباه الهمام الذي / بأفقِ الفخارِ سَما فَرقدا
كريم روى الناس عن جودهِ / حَديثاً له قد غَدا مُسندا
أمظهر يا مَن له راحة / لكلِّ الأنام غَدَت مَورِدا
يُشير إليك العُلى بالبنان / وَتهتف باِسمك أهل الهُدى
وأنت المقدّم عند الخصام / وترغم فيك أنوف العِدى
أزفّ إليكَ التهاني وقد / سُررت وعيش به أرغدا
وإنّيَ أدعو لكم بالسرور / وَلا زال عيشكمُ أسعدا
وَدُمتم مدى الدهرِ في عزّة / إلَيكم جميل الثنا يهتدا
أهنّئكم وجميع الكرام / أقاربكم أصيداً أصيدا
أَتتكَ إرادة الملك السعيدِ
أَتتكَ إرادة الملك السعيدِ / تُهنّئنا بمنصبك الجديدِ
بها اِبتَهجت بنو العليا سروراً / مسرّة صائمٍ بهلال عيدِ
أَحِلفَ الفخر يا حسن السَجايا / ويا ذا الفضل والرأيِ السديدِ
ويا اِبن السادة الأمجاد يا من / بسيفِ نداه طوّق كلّ جيدِ
أبوك المُرتضى قد كان قبلاً / كريم الطبع موفٍ بالعهودِ
فإنّ المرء مَن يحكى أباه / بأخلاقٍ وبسط يدٍ وجودِ
نَراك مهذّباً طلق المحيّا / وثغركَ باسمٌ للقا الوفودِ
ولا تَخشى بيوم الروع هولاً / وَلا تُصغي لوعد أو وعيدِ
إليك سدانة العبّاس إرث / منَ الصيد الأطائب والجدودِ
لخدمةِ روضةٍ جبريلُ فيها / يودّ بأن يكون من العميدِ
وفي أعتابها كلّ البرايا / تَراهم في ركوعٍ أو سجودِ
وإنّ لزائرِ العبّاس حقّا / بهِ يُجزى من السبط الشهيدِ
ويوم الحشر يحظى في جنانٍ / قريرَ العين بالعيش الرغيدِ
أبا بدري يا مَن قد تسامى / علا وسَما بمفخره الوحيدِ
أهنّي اليوم فيكَ بني ضياء / بني العلياء والشرف التليدِ
وأهتفُ قائلاً بشرى المعالي / بِهذا الحفل في اليوم السعيدِ
لرزئكَ إن أبكي وإن أتجلّدُ
لرزئكَ إن أبكي وإن أتجلّدُ / فناركَ في قلبي تشبّ وتوقدُ
أخي فدتكَ النفس ما كنت عالماً / بأنّك عن عيني تغيب وتبعدُ
وما كنتُ أدري أن يُفاجئكَ الرَدى / وفي صَفَحات التربِ تُطوى وتلحدُ
لقد كنتَ لي خلّاً حميماً وصاحباً / أَخا ودّه بين الأحبّة يحمدُ
فها إنّني حلف الكآبة والجوى / وأدمع عينٍ صوبها ليس يجمدُ
مَضَيتَ فأوَريت القلوب بشعلةٍ / منَ الحزنِ لا يخبو ولا هو يخمدُ
لقَد خَسِرتك الكاظميّة واعظاً / خَطيباً له فنّ الخطابة يعهدُ
فآلُ شديد أصبحت في بيوتها / مآتم للأشجانِ والنوح تعقدُ
قَضيت أبا عبّاس يا نور ناظري / فها ناظري من بعدك اليوم أرمدُ
وأيّاميَ البيض التي قد قضيتها / يجلّلها برد من الحزن أسودُ
فَقدتُكَ يا زين المنابر إنّما / هلال السما إن اظلم الليل يُفقدُ
فليسَ يلذّ العيش بعدكَ لا ولا / يطيبُ فعيشٌ إن فقدتُكَ أنكدُ
فَهيهات يصفو العيش أو آلف الهنا / ويعذُب لي ما عشت بعدك موردُ
وقفتُ على الدار التي كنتَ نورها / فقلتُ لها يا دار أين محمّدُ
إلى أين قد غابَ الخطيب أخو الندى / حميد السجايا سامي الخلق سيّدُ
وَمَن هوَ للأعواد والوعظ لائق / وأهل وللإصلاح داع ومرشدُ
فأيّ خطيبٍ للمنابر يُرتجى / مواعظهُ في الناس تُرضى وتحمدُ
بِرغميَ يُمسي في اللحود مُعفَّراً / فقد كان لي عند المُلمّات يعضدُ
فلا أنا أنساه ولست بصابر / على فقدهِ إذ مثله ليس يوجدُ
أخي كيف أسلو عنك يا خير صابر / إليه المعالي والفضائل تُسنَدُ
فَنَم بجوارِ المُرتضى جدّك الذي / له الناس في كلّ النوائب تقصدُ
فَما خابَ مَن فيه تمسّك واِلتجا / إليهِ ففي الرضوان يَحضى ويسعدُ
تبكي العلومُ أسىً لفقدِ محمّد
تبكي العلومُ أسىً لفقدِ محمّد / مَن كان في أفق العلى كالفرقدِ
وَبَكت له أهل العلوم تأسّفاً / بتفجّع وتزفّز وتوجّدِ
لَهفي على حلفِ الفضائل قد قضى / واِغتاله بصروفهِ الزمنُ الردي
هو فارسيّ فارس في فضلهِ / فالعلمُ ينميهِ لأكرم محتدِ
وأبوه قِدماً كان شيخاً عالماً / وشقيقه ورع حليف المسجدِ
وَرِثَ العلوم فنال فيها رتبةً / وَرقى بها شرفاً لأعلى مسندِ
قد كان فذّاً في العلوم وفاضلاً / بينَ الأفاضل فضله لم يجحدِ
لمّا نعى ناعيه أورَثنا الأسى / وغدا عليه العلم يصفق باليدِ
فيحقّ للطلّاب أن ترثي له / فَلَكم له كانت عليهم من ندِ
فيه أعزّي العلمَ فهو خسارة / كبرى ومثل مصابه لم يشهدِ
وبيوم سابعه أعزّي أهلهُ / مِن كلِّ ذي فضل وشهم أمجدِ
ولروحهِ أُهدي التحيّة والثنا / أرجو له الغفران يوم الموعدِ
أبا الجواد رعاكَ اللّه مِن عَلم
أبا الجواد رعاكَ اللّه مِن عَلم / إليه لا زال أمرُ الشرع يستندُ
إنّي أتيتك يا مولايَ مُعتذراً / كذاكَ يطلبُ صفحَ الوالد الولدُ
بوركتَ مِن قصرٍ مشيد
بوركتَ مِن قصرٍ مشيد / زُرناهُ في يوم سعيدِ
نحنُ الضيوف وداركم / ما زال مأوى للوفودِ
طلق المُحيّا ماجد / أكرِم بهِ بعظيم جودِ
أيا وفد إيران الكرام الأماجد
أيا وفد إيران الكرام الأماجد / ومَن هُم بأفقِ المكرُمات فراقدُ
سَبَقتم إلى العليا وحُزتُم مفاخراً / جميع الورى عن نيلها متقاعدُ
مِنَ الملك السامي أتَيتم بمُصحف / كريم به للعالمين فوائدُ
إلى مرقد القمّي أكرم سيّد / به قد سَمَت فخراً وطابت مراقدُ
هو السيّد الطهر الحسين ومَن به / لشرعِ الهدى والدين قامت قواعدُ
فَهَذي لكم مِن بقعة الطفّ تربة / بها خالق الأشياء بالطيب شاهدُ
لسبطِ رسول اللّه فخراً تضمّنت / وفيها أبو السجّاد ثاو وراقدُ
بآل رسول اللّه والسادة الأُلى / بقاع لهم قد زُيِّنَت ومساجدُ
فشُكراً لكم يا أسرة المجدِ والعلى / وفيكم لنا حقّا تنالُ المقاصدُ
وَدُمتم مدى الأيّام بالعزّ والبقا / وَمجدكم في الدهر باقٍ وخالدُ
أيا اِبن العُلا والغرّ والفخر والمجد
أيا اِبن العُلا والغرّ والفخر والمجد / وحلف المعالي السيّد الفاضل المهدي
ويا سيّداً في الناس قد شاع فضلهُ / فليس له في العلمِ والفضل من ندِّ
نَمته العُلى للأكرمين بني الهُدى / سلالة طه مِن بني شيبة الحمدِ
وهُم علّة الإيجاد لولا وجودهم / على الأرضِ ما بان الضلال من الرشدِ
أَلا أيّها المولى الهمام ألا اِستَمِع / مقال اِمرئٍ حلف الصبابة والوجدِ
فليسَ بناسٍ منك فضلاً وإنّه / يبوحُ بما في قلبه لك من ودِّ
ويذكرُ أيّاماً بقربك قد مضت / ويكثر منك الذكر في القرب والبعدُ
تحيّرت في أمري فلم أرَ واحداً / سواك له بين الورى مطلبي أُبدي
سعيد حفيدي حانَ حين زواجهِ / وليسَ لما يقضي المرام له عندي
سوى أنّني أرجو التفضّل منكم / وأنتم أولو الإحسان من سالف العهدِ
لكُم من صميمِ القلب أدعو وأرتجي / منَ اللّه تبقى في سرور وفي سعدِ
حيّ محمّد الرضا حلف الندى
حيّ محمّد الرضا حلف الندى / مَن شعّ في أفق الهداية فرقدا
وافى الطفوف فَأزهَرَت أكتافه / وتباشَرَت فيه جميع بني الهدى
قد جاءَ والإقبال يصحبهُ وفي / ربعِ العلوم سروره قد جدّدا
أهلاً بهِ مِن قادمٍ وجبينه / كالبدرِ ما بني الأنام توقّدا
فكأنَّ غرّته المنيرة بيننا / شمس وفيها لا يضلّ من اِهتدى
إذ أنّه ينمى لأكرمِ والدٍ / برّ تقيٍّ طاب منه مولدا
العالم العلمُ التقيّ محمّد / مَن ذِكرهُ بين البريّة خلّدا
قد كان عن شرعِ الإلهِ مُجاهداً / وَلدينِ خير المرسلين مُشيّدا
وَعنِ الثغورِ مُدافعاً ومكافحاً / جيشَ الضلال وللحقوقِ مُجدّدا
وَبِسعيهِ علم العراق لَقد علا / وإليهِ فيصل مدّ من كرمٍ يدا
حتّى إلى الغازي اِنتهى العلم الذي / فيه أبوه له الرعاية مَهّدا
إنّي أُهنّي خير شهم فاضل / بأخيه إذ يلقاهُ أصبَح مسعدا
عبد الحسين فإنّه الحبر الّذي / حازَ المكارمَ والعُلى والسُؤددا
أُهدي لأهل العلم خيرَ تحيّةٍ / وإليهمُ أُهدي السلام مجدّدا
هنّ مولى الورى بعُرسِ الجوادِ
هنّ مولى الورى بعُرسِ الجوادِ / مَن لهُ في العلاءِ بيض أيادي
وزفاف بهِ الأحبّة سُرّت / وسَرى بشرهُ بكلِّ بلادِ
شمس حسنٍ زفّت لبدر تمام / ضوؤه في سَما الهداية هادي
هيَ بنت الكرام آل طبا من / هم من اللّه علّة الإيجادِ
قد نَماها عبد الحسين مُحي / ياهُ تندى كالكوكب الوقّادِ
هيَ مِن دوحةٍ زَكَت وهو من / ينمى للأئمّة الأمجادِ
وأبوه العلّامة العلم الند / ب همام للشرع خير عمادِ
هو مير العلوم قطب رحى الشر / عِ كريم الآباء والأجدادِ
وإلى جدّه الإمامة ألقت / لعلاه بالطرح كلّ قتادِ
آية اللّه سيّد الخلق هادي الن / ناس طرّاً إلى طريق الرشادِ
حاملاً راية الهدى بِيَميني / وبيُسراه عيش أهل السدادِ
هو للمُسلمينَ خير إمام / مُرتجى كلّ حاضرٍ أو بادِ
كهف كلّ الأنام في كلِّ أمرٍ / وهو طودٌ مِن أعظم الأطوادِ
نَسألُ اللّه أن يديم بقاه / ببقاءِ الأبناءِ والأحفادِ
ليس للناسِ غيره من إمام / مُرتجى كلّ حاضرٍ أو بادِ
كهف كلّ الأنامِ في كلّ أمرٍ / وهو طود من أعظَمِ الأطوادِ
نَسأل اللّه أن يُديم بقاه / ببقاءِ الأبناء والأحفادِ
ليس للناسِ غبره مِن إمام / فهو المقتدى لكلّ العبادِ
وهو اليوم كعبة للبَرايا / باسم الثغر في لقا الوفّادِ
جودهُ طبّق البسيطة حتّى / أصبحَ اليوم منهل الورّادِ
إنّ عرس الجواد فيه سَعدنا / وَحظَونا به بنيل المُرادِ
بالهنا والسرور والسعد فُزنا / فهو عيدٌ مِن أعظمِ الأعيادِ
يا بني العلم أيّها السادة الغر / ر إليكم تحيّتي وودادي
مجدُكم لا يزال باق مدى الده / رِ برغمِ الحسّاد والأضدادِ
تبكي الهدى حزناً لِفقدِ محمّدٍ
تبكي الهدى حزناً لِفقدِ محمّدٍ / مَن كانَ في العلماءِ أكرَم سيّدِ
وَبَكتهُ أرباب العلوم بأدمعٍ / تَجري ولكن مِن حشىً متوقّدِ
وَالشرعة الغرّاء فد فُجِعَت بمن / قد ذبّ عنها باللسان وباليدِ
العالم الحبر الّذي عن علمهِ / تروي العلوم حديث فضل مُسندِ
وَله محيّا زاهر بسما الهدى / كانت به كلُّ البَرايا تهتدي
وَلَكم له إن جنّ ليل حاله / يدعو دعاء الخاشعِ المتعبّدِ
بالنسكِ والتقوى قضى أيّامهُ / وبغيرِ ذكرِ اللّه لم يتزوّدِ
طوبى لِقبرٍ حلّ فيه فإنّه / بجوارِ عبّاس الهمام الأصيدِ
هو شبلُ حيدرة الوصيّ لبابه / أملاكها طرّاً تروح وتغتدي
في جنّة الفردوس مثواهُ غدا / وحظي بنيلِ مرامه والمقصدِ
طوبى له بالبرّ قضّى عمرهُ / إذ للبَرايا كان أكرم مرشدِ
فَلتبكِ إيران وأهلوها فَقد / فَقَدت عِماداً مثله لم يوجدِ
بل كان في زنجانَ بدراً طالعاً / فاِغتالهُ بصروفه الزمنُ الردي
فيحقّ أن تبكي عليه ولتَنُح / شَجواً وتنعاهُ وتصفق باليدِ
عزّي أبا الفضل المهذّب شبله / مَن فيه أهل العلم طرّاً تقتدي
يحكي أباه بعلمهِ وبفضلهِ / وله مقامٌ في العلى لم يجحدِ
وَالمُرتضى من فاق أرباب العلى / هو بالمكارمِ والمهابة مُرتدي
هو ذو المناقب والفضائل والندى / وأخو المكارمِ والعلى والسؤددِ
هو ذا أبو الحسن الفتى الزاكي الّذي / بِسَما المَعالي قد بدا كالفرقدِ
وَالمجد قد ألقى إليه زمامهُ / أكرم بهِ مِن ماجد متفرّدِ
وَلَه علَت فوق الثريّا همّة / إن قال للعلياء قومي واِقعدي
أمحمّد الحسن الذي بفخارهِ / فاق الأنام بمسمعٍ وبمشهدِ
لا زلت يا حلفَ المكارم والندى / بحِمى الإله بظلّ عيش أرغدِ
للروحِ والريحانِ راح محمّد / بجوارِ خير الرسل طه أحمدِ
لُذ إن دهتكَ الرَزايا
لُذ إن دهتكَ الرَزايا / والدهر عيشك أنكَد
بكاظمِ الغيظِ موسى / وَبالجوادِ محمّد
أبا الجوادِ رَعاك اللّه من علَم
أبا الجوادِ رَعاك اللّه من علَم / إليهِ أصبحَ أمرُ الشرع يستندُ
إنّي أتيتك يا مولايَ مُعتذراً / كذاك يطلب صفح الوالد الولدُ
لمُصابِ الإمام باب المرادِ
لمُصابِ الإمام باب المرادِ / سال دَمعي دماً كصوب الغوادي
كيف لا تذرف العيونُ دموعاً / كلّ حينٍ شجواً لرزء الجوادِ
لستُ أنساه وهو يطلبُ ماءً / مِن لهيب معطب في الفؤادِ
حينَ دَسّت له الخبيثة سمّا / في طعامٍ فيا له من زادِ
قطعَ السمّ قلبه فحشاهُ / مِن لهيب الظماء والسمّ صادي
لهف نفسي لاِبن الرضا ظلّ فَرداً / مُستَضاماً وما له من فادي
مَنَعتهُ الماء المعين ونادَت / سوفَ تأتي تَسقيك أمّ الهادي
قتلتهُ ظلماً وما أنصفتهُ / وأضاعَت له حقوق الودادِ
وعلى السطحِ جسمه في هجير الش / شمسِ أضحى رهناً بغير مهادِ
فَقَضى نحبهُ شباباً شهيداً / غصصُ الموت جرّعته الأعادي
أفتديهِ بمُهجَتي وهو ظامٍ / حَبَسته في البيتِ وهوَ يُنادي
بالرزءِ بكَت له كلّ عينٍ / وَكَسا الدهر حزنه بالسوادِ
إنّ رزء الجوادِ أعظم رزءٍ / فيه سالَت بالدمع عين الرشادِ
وَبكتهُ السماء والأرض لمّا / قَتلتهُ بالسمّ بنت المعادي
كيفَ يَقضي خليفة اللّه سمّاً / بينَ أهلِ الضلال والإلحادِ
يا إماماً بهِ الحوائجُ تُقضى / وهو المُرتجى لنيل المرادِ
كُن شَفيعي يا اِبن الرِضا ومُعيني / بكَ أرجو النجاة يوم المعادِ
أنا إن جئت في القيامة ما لي / غيركم يا بني الهدى الأنجادِ
وإذا ما أتى الأنام بزادٍ / ليسَ لي غير حبّكم من زادِ
عترة الوحي كيف تحكم فيها / عصبةُ البغيِ والخنا والفسادِ
أشرقت طلعةُ الهمام الجوادِ
أشرقت طلعةُ الهمام الجوادِ / فأنارَت أنحاء هذي البلادِ
جئتُ أُهدي إلى المدير سلامي / وأحيّيه مِن صميم الفؤادِ
فليَعِش في حِمى الإله سعيداً / وَحباهُ بالنصرِ ربّ العبادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025