القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البارِع البَغداديّ الكل
المجموع : 2
وصلت رقعة الشريف أبي يع
وصلت رقعة الشريف أبي يع / لي فحلت محل لقياه عندي
فتلقيتها بأهلا وسهلا / ثم ألصقتها بعيني وخدي
وفضضت الختام عنها فما ظ / نك بالصاب إذ يشاب بشهد
بين حلو من العتاب ومر / هو أولى به وهزل وجد
وتجنى علي من غير جرم / بملام يكاد يحرق جلدي
يدعى أنني احتجبت وقد زا / ر مرارا حاشاه من قبح رد
دعك من ذمك الرياسة والح / ج وقل لي بغير حل وعقد
فبماذا علمت باللّه أني / قد تنكرت أو تغير عهدي
من تراني أعامل أم وزير / لأمير أم قائد جيش جند
أنا ذاك الخل الخليع الذي تع / رف أرضى ولم بخبر ودردي
وإذا صح لي نديم فذاك ال / يوم عيدي وصاحب الدمت عبدي
أتراني لو كنت في النار مع ها / مان أنساك أو بجنة خلد
أو لو أني عصبت بالتاج أسلو / ك ولو كنت غائبا عن رشدي
أنا أضعاف ما عهدت على العه / د وإن كنت لا تكافي بود
رب ليل بتناه وجهي إلى وجهك /
ونهار سرنا وكتفي إلى كت / فك نختال في حصول المرد
ثم عدنا بخيبة أنا مثل ال / كلب أعدو وأنت مثل القرد
وكأني أراك بالأمس كالمج / نون تطفو على محبة حمد
تتمنى إن لو صفعت بنعل / يه ثمانين ثم فزت بفرد
أتراني لم أقض حقك بالاس / عاف ف ما وقعت فيه بجهدي
أفهذا إلى التغرم منسو / ب إلى كم تجنى وكم تستعدي
أم لأني قنعت من سائر النا / س سفرد بين الأكارم فرد
صان وجهي عن اللئام وأولا / ني جميلا منه إلى غير حد
أم لأني قنعت حتى لقد صر / ت بقنعي نسيج دهري وحدي
أم لأني أنفت مع ذا من الكد / ية أين الكرام قل لي لا كدي
علا الشيب فاستولى على الهزل جِدُّهُ
علا الشيب فاستولى على الهزل جِدُّهُ / وأقمر في داج من الغيّ رشدُهُ
وودعني البيض الأوانس والصبا / عزيز عليّ فقدهن وفقده
وفين لسود حلن بيضاً فحلن عن / هواي وهل يصبو إلى الشي ضده
أشرخ الشباب بِن حميداً فإنني / رزئتك لا أسلم النصل غمده
لقد سل منك الشيب أبيض صارما / على مفرقي يسعى بحتفي فرنده
يميناً لجهلي فيك أشهى من النهى / إليّ مع الشيب الذي جار قصده
أقبل حلول الأربعين تسرعت / طلائعه نحوي وطبّق رفده
أرى كل يوم مرّ من عمر الفتى / إذا ما تقضى أعجز المرء ردّه
وكل نعيم ناله في شبابه / يشاب إذا ما شاب بالصاب شهده
فلا يبعدن عهد الشباب إذ الهوى / عليّ أمير والغواية جنده
وإذ مركبي طرف من الجهل جامح / على الحلم في مضماره ما يصده
وإذ صارم الأفراح واللهو منتضى / على الهمّ في يمناي لم ينبُ حده
أروح وأغدو بين كأس وقينة / وخلٍ ومعشوق الدلال أوده
أمامي الهوى يدعو إلى الغي والصبا / ورائي على الزلات يُسحَب برده
سقى الله يوماً لو يحدّ إذا انقضى / سرور لقلنا ذلك اليوم حدّه
سحبنا فضول الريط فيه إلى الصبا / ندامى صفاء ما يكدر ورده
يدير علينا الكأس أهيف مخطف / إذا ما تثنى أخجل الغصن قده
حكى ما حوت يمناه بالطعم ريقه / وبالفعل عيناه وباللون خده
إذا انجاب عنا غيهب السكر فانقضى / كبهجته يوم به تمّ سعده
فبتنا نرى أن النجوم بكفه / تدا ر وأن البدر في الحسن عبده
طوى الدهر ذاك العيش إلاّ ادّكاره / وهل ذكر ما أبلى الزمان يجدّه
فدعه وعد للقول في مدح من خدى / ركابك من أقصى العراقين قصده
أبي المرهف المأمول نصر بن منقذ / الكناني مجد الدين لا زال مجده
إذا تجد الاحسان يملي ثناءه / على خاطرٍ مدح اللئام يكدّه
حقيق بعز الدولة المدح إنه / أتى فيه حقاً ليس يمكن جحده
فإن أوله مني الثناء فأهله / وإني وشعري للمقل وجهده
ليهن عقيلاتي الكرائم صونها / عن الهون نصر واحد العصر فرده
تمنّت جواداً يحمل المدح برهة / فهذا أوان أدركت ما توده
طويت بها الأحياء حتى وردته / فألفيته كالغيث للناس رفده
تفيض يداه بالسماح سجية / بها كان معروفاً أبوه وجده
فلا طرف إلاّ نحو نعماه طامح / ولا قلب إلاّ كامن فيه وده
جزى الله نصراً عن كنانة خير ما / جزى سيداً للحمد يشريه صمده
أناف بها فخرا على النجم وابتنى / لها شرفاً يبقى وذلك وكده
أقام بثغر الشام يحميه بالقنا وقد / فغرت أفواهها فيه ربده
فشاد منار الدين بالعدل والهدى / وسد الذي أعيى على الخلق سده
وساس به الله الأمور فأصبحت / شوامسها واستنفذ الهزل جدّه
فأضحى الورى في سيرة عمرية / وأضحى بحمد الله يقرن حمده
وأسفر وجه الدهر بعد قطوبه / وعزّ به الاسلام واشتد عضده
أغر كريم الصفح ينسى وعيده / حياء ولكن نصب عينيه وعده
نهاه النهى أن يحمل الضغن قلبه / له الله مأمونا على الغيظ حقده
قلى ماله المحبوب مذ عشق العلى / فليس لشيء ما خلا الحمد كدّه
أرى الشام أضحى في الممالك شامة / بسيرة سعد الملك أسعد جده
جلا بضياء العدل نصر بن منقذ / دجى الظلم عنه إذ ورى فيه زنده
ومنّعه بالبيض تعرى متونها / وبالبيض تغشى منهم الروع أسده
من آل علي بن المقلد فتية / بهم حلّه في النائبات وعقده
جسومهم شتى وأرواحهم معا / كما ضم شمل الدر في السلك عقده
علوا فكنصر والمقلد مرشد / وسلطان كل في العلى ليس ندّه
ومنهم وإن لم يبلغ الحلم شافع / ألا إن المجد كالشيب مرده
أآل علي أي عقد مكارم / لكم تفخر الدنيا بكم إذ نعدّه
وأي ثناء في الزمان وسؤدد / لكم جلّ حتى ليس يدرك حدّه
خلقتم لهذا الأمر حتى كأنما / وليدكم دست الإمالاه مهده
وأنتم سداد الثغر للدين جنة / ببأسكم الاسلام أرهف حده
لكم في ذرى العلياء أرفع منزل / فويق مناط النجم في الأفق بعده
فلا زلتم ظلاً على الخلق وارفاً / ووارى الذي يبغيكم الشرّ لحده

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025