المجموع : 6
ما دامَ ينسَرِحُ الغزلانُ في الوادي
ما دامَ ينسَرِحُ الغزلانُ في الوادي / إحذَر يفوتُكَ صيدٌ يابنَ صيّاد
واعلم بأنّ أمامَ المرءِ باديَةً / وقاطعُ البرّ محتاجٌ إلى الزادِ
يا من تملّكَ مألوفَ الذين غدَوا / هل يطمئنُّ صحيحُ العقلِ بالغادي
وإنّما مثلُ الدنيا وزينتِها / ريحٌ تمرُّ بآكام وأطوادِ
إذ لا محالةَ ثوبُ العُمر منتزَعٌ / لا فرقَ بين سقُلّاطٍ وَلُبّادِ
ما لابنِ آدمَ عندَ اللّه منزِلَةٌ / إلّا ومنزلُهُ رحبٌ لقُصّادِ
طوبى لمَن جمعَ الدنيا وفَرَّقَها / في مصرفِ الخيرِ لا باغٍ ولا عادِ
كما تيَقَّنُ أنّ الوقتَ منصَرِفٌ / أيقِن بأنّك محشورٌ لميعاد
ورُبّما بلَغَت نفسٌ بجودَتِها / مالا يُبَلِّغُها تهليلُ عبّاد
ركبُ الحجازِ تجوبُ البرَ في طمَعٍ / والبِرُّ أحسَنُ طاعاتٍ وأوراد
جُد وابتسِم وتواضَع واعفُ عن زَلَل / وانفَع خليلَك وانقَع غُلَّةَ الصادي
ولا تضِرك عيونٌ منك طامِحَةٌ / إن الثعالِبَ ترجو فضلَ آسادِ
وهل تكادُ تُؤَدّى حَقَّ نعمتِهِ / والشكرُ يقصُرُ عن إنعامِهِ البادي
إن كُنتَ يا ولدي بالحقِّ منتَفِعاص / هذي نصيحةُ آباءٍ لأولادِ
ولم أخُصّك من بينِ الأنامِ بها / إلّا وأنتَ رشيدٌ قبلَ إرشادي
هذي طريقةُ مهديينَ من سلفس / هذي طويّةُ ساداتٍ وأمجادِ
لا تعتبنّ على ما فيه من عظَةٍ / إنّ النصيحةَ مألوفي ومعتادي
قَرَعتُ بابك والإقبالُ يهتِفُ بي / شرَعتُ في منهَلٍ عذبٍ لورّادِ
غنّيتُ باسمك والجدرانُ من طرَبٍ / تكادُ ترقُصُ كالبعرانِ للحادي
يا دولَةً جمعَت شملي برؤيتِه / بلّغتني أمَلاً رغماً لحُسّادي
يا أسعدَ الناس جداً ما سعى قدَمي / إليكَ إلّا ارادَ اللّه إسعادي
إني اصطفَيتُك دون الناس قاطبَةً / إذ لا يُشَبّهُ أعيانٌ بآحاد
دم يا سحابُ لجوِّ الفرسِ منبَسِطاً / وامطُر نداك على الحُضّارِ والبادي
خيرٌ أريدُ بشيرازٍ حلَلتَ بهِ / يا نعمَةَ اللَهِ دومي فيه وازدادي
لا زلتَ في سعَةِ الدنيا ونعمَتِها / ما اهتَزَّ روضٌ وغَنّى طيرُهُ الشادي
تمّ القصيدةُ أبقى اللَهُ شانِئَكُم / بقاءَ سمسِمَةٍ في كيرِ حدّادِ
رضينا من وصالك بالوعودِ
رضينا من وصالك بالوعودِ / على ما أنت ناسيةُ العهود
ترَكتِ مدامِعي طوفانَ نوحٍ / ونارَ جوانِحي ذاتَ الوقودِ
صرَمتِ حبالَ ميثاقي صدوداً / والزمُهُنَّ كالحَبلِ الوَريدِ
نفَرتِ تجانُباً فاصفَرَّ وردى / فعودي ربّما يخضَرُّ عودي
متى امتلأَت كؤوسُ الشوقِ يغنى / أنينُ الوجدِ من نغماتِ عودِ
وأصبحَ نومُ أجفاني شريداً / لعلّكِ أي مليحَةِ أن ترودي
أليس الصدرُ أنعمَ من حريرٍ / فكَيفَ القلبُ أصلَبُ من حديدِ
وكم تنحَلُّ عقدَةُ سلكِ دمعي / لرَبّاتِ الأساورِ والعقودِ
أكادُ أطيرُ في الجوّ اشتياقاً / إذا ما اهتَزَّ باناتُ القدودِ
لقَد فتّنتني بسوادِ شعرٍ / وحمرَةِ عارِضٍ وبياضِ جيدِ
وأسفَرَت البراقِعُ عن خدودٍ / أقولُ تحمّرت بدَمِ الكبودِ
وغربيبُ العقائص مرسلاتس / يَطُلنَ كليلَةِ الدَنفِ الوحيدِ
غدائرُ كالصوالجٍ لاوياتٌ / قد التفّت على أُكَرِ النهودِ
ليالي بعدِهِنَّ مساءث موتٍ / ويومُ وصالهِنَّ صباحُ عيدِ
ألا إنّي شغِفتُ بهِنَّ حقاً / وكيفَ الحق أسترُ بالجحودِ
ولو أنكرتُ ما بي ليسَ يخفى / تغَيُّرُ ظاهري أدنى شهودي
تشابَه بالقيامةِ سوءُ حالي / وإلّا لم تكُن شهِدَت جلودي
لقد حمَلَت صروفُ الدهر عزمي / على جوبِ القِفارِ وقطعِ بيدِ
نهَضتُ أسيرُ في الدُنيا نطلاقاً / فأوثَقَني المودَةُ بالقُيودِ
ولازَمَني لزامَ الصبرِ حتّى / سعدتُ بطَلعةِ الملك السعيدِ
من استحمى بجاه جليل قدرٍ / لقَد آوى إلى رُكنٍ شديدِ
لحى اللَه بعض الناس يأتي جهالةً
لحى اللَه بعض الناس يأتي جهالةً / إلى ساقِ محبوبٍ يشَبِّهُ بالبردى
وساق حبيبي حين شمّرَ ذيلَهُ / كردنِ حرير ممتلٍ ورقَ الوردِ
ما هذهِ الدنيا بدار مخَلّّد
ما هذهِ الدنيا بدار مخَلّّد / طوبى لمُدّخرِ النعيم إلى غدِ
كالصاحب الصدر الكبير العالمِ ال / متعفّفِ البر الأجلِ الأمجد
ميزان عدلٍ لا يجور ولا يحي / فُ وما اعتدى إلا على من يعتدي
بشَرُ إلينا بالرجاء بمَنّه / وتقايضُ الدنيا بدولةِ سرمد
مهما رجوتُ رجوت خير المرتجى / وإذا قصدتُ قصدتُ خير المقصدِ
مدذت حياة الناسِ تحت ظلالِه / لا زال في أهنى الحياة وأرغدِ
هذي خلالَ الزاكيات وصفتهُ / لمحمّدِ بن محمد بن محمد
أو يحسبُ الإنسانُ ما سلك اهتدى / لا من هداه اللَه فهُوَ المهتدى
يا أسعدَ جداً ما سعى قدمٌ
يا أسعدَ جداً ما سعى قدمٌ / إليك إلا أرادَ اللَهُ إسعادَه
لا يطلبُ الخيرُ إلا من معادِنِهِ / وأنتَ صاحبُ خيرٍ إلزَمِ العادَه
كتَبتُ ليَبقى الذكرُ في أمَمٍ بعدى
كتَبتُ ليَبقى الذكرُ في أمَمٍ بعدى / فيا ذا الجلالِ اغفِر لكاتِبهِ السعدى