المجموع : 90
سلامٌ على قبرِ المكارمِ والمجد
سلامٌ على قبرِ المكارمِ والمجد / مُقامِ الرِّضَى والفوزِ والبِشرِ والسَّعد
والجودُ قَد غَمَرَ البَسِيطَةَ فَيضُهُ
والجودُ قَد غَمَرَ البَسِيطَةَ فَيضُهُ / فَبِكُلِّ صَقعِ بَحرُهُ موروُد
ولو السحاب الواكفات كَكَفَّهِ
ولو السحاب الواكفات كَكَفَّهِ / لم يَشكُ من مَحلِ الزمانِ صعيد
والجودُ فياضُ السحائبِ واكفٌ
والجودُ فياضُ السحائبِ واكفٌ / غَمَرَ البسيطَةَ بحرُهُ المورود
مَولى النَّدى عَفواً مفاتِحُهُ
مَولى النَّدى عَفواً مفاتِحُهُ / من غير مَسألَةٍ ولا وعدِ
تلقَى الوفودَ بِبابِهِ زُمراً / ما بَينَ مُستَعدٍ ومُستَجدِي
وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا
وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا / وتكُفُّ كلَّ باغٍ مُعتدِ
شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ
شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ / حِين غَصَّت بالقنا المقصَّدِ
فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله
فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله / تَملأ الآفاق وعداً ووعيدا
فهيَ إذمَا اغتَرَفَت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجودا
فِقَرٌ إن وَعَدَت أو أوعَدَت / فالنَّدَى الفَيَّاضُ والبأسُ الشَّدِيدا
فَهيَ في السِّلمِ غَمَامٌ صَيّبٌ / باسِطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهي في الحَربِ حُسامٌ مُقضَبٌ / قاطعٌ مما يعاديهِ الوَرِيدا
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ / أحيَت سَبِيلَ أبِيهِ والأجدادِ
جُودٌ يفيضُ على البلادِ وأهلِها / يَقضِي بأنَّكَ واحدُ الأجوادِ
وبسالةٌ نَحوَ العِدا فتكاتُها / مثل الظُبى سُلَّت مِنَ الأغمادِ
فَحِمَى عَرِينكَ مَربَضُ الأسادِ / ونَدَي يَمِينِكَ مشرَعُ الورادِ
فمكارمٌ آثارُها مأثورةٌ / برّزت فيها سابِقَ الأمجادِ
من جادَلَ مَجدَكَ خَاصَمَهُ
من جادَلَ مَجدَكَ خَاصَمَهُ / مَسطُورُ الدينِ ومسندُهُ
شيَّدتَ على ما أسَّسَهُ / سَلَفٌ لَكَ زادٍ مَحمَدُهُ
قَرَّت عينٌ للدينِ وأه / لُ الدِّينِ بِمَا تَتَقَلَّدُهُ
شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ
شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ / عُمِّرَت بِرُكَّعٍ وسُجَّدِ
ولّى رمضانُ يَشِيدُ بِما
ولّى رمضانُ يَشِيدُ بِما / أعمَالُكَ فِيه تُشَيِّدُهُ
صَومٌ ما مازجه رَفَثٌ / مَوفُورُ الأجرِ مُخَلَّدُهُ
وَقِيَامُ الليلِ به شَهِدَت / أفناء القَصرِ وَمَسجِدُهُ
فاليَوم تزكى صَائِمَهُ / واللَّيلُ زَكَا متهجِّدُهُ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ / فالأجرُ فيهِ ثِابتٌ ويزيدُ
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي / ملأ البسيطَةَ كُلَّها تحمِيدُهُ
قامَت لدين اللهِ فيهِ شَعَائِرٌ / فرسُوُمُه محفوظةٌ وحدودُهُ
فاضَت عليه من فِدَاكَ نَوَافِلٌ / عَمَّت كما فاضَت عليكَ سعودُهُ
جِئتَ المصلّى في سَكِينَةِ خاشعٍ / حتى أقيمَ ركوعه وسجودُهُ
وأقَمتَ من قربانِهِ ما سنَّه الد / دين الحَنِيفُ قريبُهُ وبعيدُهُ
في شرع إبراهيم أُبرِمَ حُكمُهُ / وبِشَرعِ دينِ محمَّدٍ تجديدُهُ
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت / وخُلُوصُها بِرِضَا الإلهِ شَهِيدُ
يا أيها الملك الذي آلاؤه
يا أيها الملك الذي آلاؤه / تنمي وتهمى ما لها تحديدُ
قسم الزمانُ جهادَهُ وسماحَه / فيذودُ عَن دينِ الهُدى ويجودُ
ذو عزمةٍ لو للعيونِ تمثَّلت / فضرامُ نارٍ شبَّ منه وقودُ
ذو همة لو قد تَجَلَّى شَخصُهَا / لغدا له فوق السِّمَاكِ صُعودُ
لأقلتَ دينَ اللهش من عَثَرَاتِهِ / فجزاؤُكَ التَّمكِينُ والتمهِيدُ
وَكَفَيتَ حالَ المعتدي والمجتدي / ها ذاك محدودٌ وذا مجدودُ
والمجتدي برجائه لَكَ مُصفَدٌ / والمعتدي بعناده مصفودُ
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا / والدينُ مِنهَا جَاهِدٌ مجهودُ
أمضَيتَ في ذاتِ الإلهِ ودينِهِ / عَزماً له التصويبُ والتصعِيد
وغزوت لُورقَةَ معقلَ الكفر الذي / قد عانَدَ الأفكارَ مِنهُ عَنِيدُ
من فاتكٍ في كلِّ حِينٍ لَم يَزَل / يُوهي قُوَى الإسلام مِنهُ جَلِيدُ
فتركتَهُ قاعاً يَباباً مثلمَا / تركت مساكِنَها العِظامَ ثَمُودُ
والآن أعمَلتَ الرِّكابَ لِعَزمَةٍ / مِن شانِها الإدراكُ والتسدِيدُ
جَهَّزتَ نحوَ الرومِ جُنداً غالباً / وله مِنَ النَّصرِ العزيزِ جُنودُ
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ / ومُقِيمُ سُنَّتِهش ومُمضِي حدِّه
لما رأيتَ الكفرَ أرهفَ حدَّهُ / وعتا عُتُواً جازَ غايةَ حدِّه
والرومُ قد شَبَّت ضِرَامَ حُرُوبِها / فالأرضُ نارٌ تَلتَظِي مشن وَقدِهِ
والبحرُ قَد غُصَّت بها أرجاؤُهُ / مِمَّا يُكاثرهُ الحَصَى في عدِّه
وبمجمع البحرينِ منها عَسكَرٌ / قد سُدَّ عن سبل الجهاد بجهده
وبلادُ أندلسٍ فريسَةُ كافر
وبلادُ أندلسٍ فريسَةُ كافر / يُملي عَليها وَعدَهُ ووعيدَهُ
يُسدِي ويُلحِمُ يَبتَغِي إخلاَصَهَا / فقيامه مكرٌ بها وقعودُهُ
والدينُ فيها زاهقٌ قد كاد أن / يُمحي بِتثلِيثِ العِدَا تَوحِيدُهُ
فإذا بحزِب اللهِ ناصرِ دينه / زأرتَ على حِزبِ الصَّلِيبِ أسودُهُ
فاستنقذوها وهي في لهواته / من بَعدِ خَطبٍ شابَ مِنهُ وليدُهُ
فالنصرُ أوَّلُهُ وآخِرُهُ لَكُم / والله مُبدِئُهُ بكم ومُعِيدُهُ
والدين أنتم ردؤُهُ وحُمَاتُهُ / وبعزمِكُم وسيوفِكُم تأييدُه
لا فخر إلا أنتَ جامِعُ شَملِهِ
لا فخر إلا أنتَ جامِعُ شَملِهِ / مِنهُ لَكَ المكسُوبُ والمولودُ
فإذا أنتسبت عددت أعلام العُلَى / حيثُ البَسَالةُ والتُّقَى والجُودُ
أما القديمُ فخزرَجُ الفَخرِ الألى / لهمُ طريفُ مكارمٍ وتليدُ
قبلَ النبوة لم يزالوا سادة / أملاَكُ عِزٍّ والأنامُ عبيدُ
حتى إذا بُعِثَ الرسولُ مُحَمَّدٌ / وبدا لِصُبحِ الحقِّ مِنهُ عَمُودُ
ودعا فعادته رؤوسُ ضلالةٍ / حَسَداً ونَعياً فالقريبُ بعيدُ
سَعِدَت به أبناءُ قيلةَ رحمةً / سَبَقُوا إليها والسعيدُ سعيدُ
وسخوا له بنفيسهِم وَنُفُوسِهِم / فلواؤهم في نَصرِهِ مَعقُودُ
أموالُهُم مبذولةٌ وسيوفُهُم / مسلُولَةٌ ومقامُهُم مشهُودُ
أيامُ بدر والنضيرُ وخيبر / بالصالحاتِ الباقياتِ شهودُ
ولدى حُنَينٍ مَشهَدٌ لَهُمُ به / فخرٌ وذكرٌ مبدىء ومُعِيدُ
كرّوا وقد مَضَتِ الهَزِيمَةُ كرّةً / فإذا جيوشُ المشركينَ حَصِيدُ
رُهبان مِحرابٍ إذا جَنَّ الظلا / مُ وَهُم إذا لاحَ النهارُ أسُودُ
يا معشرَ الأنصارِ أنتُم لِلهُدَى / رُكنٌ على مَرِّ الزَّمانِ شَدِيدُ
لكم عزائمُ لا عزائمَ مِثلُها / كادت لها شُم الجبالِ تَمِيدُ