القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 36
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الَّذي أَجِدُ
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الَّذي أَجِدُ / قَدْ أَعْوزَ الصَّبْرُ عَنْهُ والجَلَدُ
ما قُلْتُ يَوْماً قَدْ انْقَضَى عَدَدٌ / مِنَ الأَعادي إِلا أَتَى عَدَدُ
قَدْ عَرَفُوا مَنْ أَنا وَعَاقهُمُ / عَنِ اعْتِرافٍ بِفَضْلِي الحَسَدُ
ما بَلغُوا ما حَويْتُ مِنْ أَدبٍ / فَبالغُوا في أذايَ وَاجْتَهدُوا
أَلينُ فَيَقْسُو ثُمَّ أَرْضَى فَيحْقِدُ
أَلينُ فَيَقْسُو ثُمَّ أَرْضَى فَيحْقِدُ / وَأَشْكُو فَلا يُشْكَى وأَدْنُو فَيبْعِدُ
يَهزُّ قَواماً ناضِراً وَهْوَ ذَابِلٌ / إِذَا ما تَثنَّى فَهْوَ في الحُسْنِ مُفْرَدُ
يَقُولُ لي الوَاشِي تَعَدَّ عَنِ الَّذي / تَبيتُ بِهِ مُضْنَى الفُؤَادِ ويَرْقُدُ
وَدَعْ عَنْكَ ذِكْرَى مَنْ غَدَا لَكَ نَاسِياً / مَلُولاً فَكَمْ فِي العَالمينَ مُحمَّدُ
فقلتُ اتَّئِدْ يا عاذِلي لَيْسَ في الوَرَى / يُرَى مِثْلُ مَنْ قَدْ هِمْتُ فيه ويُوجَدُ
فَما كُلُّ زَهْرٍ يُنْبِتُ الرَّوْضُ طَيِّبٌ / وَلا كُلُّ كُحْل للنَّواظِر إثْمِدُ
وَزَوَّرُوا قَوْلَهُمْ وَمَا صَدَقُوا / في نَقْلِ شَيءٍ ضُرِّي به قَصَدُوا
حَاشَا لِمِثْلِ الأَميرِ يَسْمَعُ ما / قَالُوهُ عَنِّي وَمَا بِهِ شَهِدُوا
ما لِي إلَّا بَيْتي أُقيمُ بِهِ / فَلا يَرانِي مِنْ بَعْدِها أَحَدُ
أَو أَنَّني أَحْرِفُ الفَيافي مِنْ / خَلْفِي وَلا يَسْتَقرُّ بِي بَلَدُ
والأَرْضُ إِلّا دِمَشْقَ لِي وَطَنٌ / وَالنَّاسُ إِلّا الأَمير لِي سَنَدُ
وَمَا فَيهِ مِنْ حُسْنٍ سِوَى أَنَّ طَرْفَهُ
وَمَا فَيهِ مِنْ حُسْنٍ سِوَى أَنَّ طَرْفَهُ / لِكُلِّ فُؤَادٍ في البَرِيَّةِ صَائِدُ
وَأَنَّ مُحَيَّاهُ إِذَا قَابَلَ الدُّجَى / أَنَارَ بِهِ جنح من الليلِ راكِدُ
وَأَنَّ ثَناياهُ نُجُومٌ لِبَدْرِهِ / وهُنَّ لِعقْدِ الحُسْنِ فِيهِ فَرائِدُ
فَكَمْ يَتَجَافَى خَصْرُهُ وَهْوَ نَاحِلٌ / وَكَمْ يَتَحَالَى رِيقُهُ وَهْوَ بارِدُ
وَكَمْ يَدَّعِي صَوْناً وَهذِي جُفُونُه / بِفَتْرَتِهَا لِلعاشِقين تُواعِدُ
إِنْ صَدَّ وأَضْحَى لِلجَفَا يَعْتَمِدُ
إِنْ صَدَّ وأَضْحَى لِلجَفَا يَعْتَمِدُ / أَوْ زَالَ وِدَادُهُ الَّذي أَعْتَقِدُ
فَالأَمْرُ لَهُ وَمَا عَلَيْهِ حَرَجٌ / لاَ يَدْخُلُ بَيْنَهُ وبَيْنِي أَحَدُ
مَا عَذْلُكَ في الهَوَى لَهُ مُسْتَنَدُ
مَا عَذْلُكَ في الهَوَى لَهُ مُسْتَنَدُ / هَيْهَاتَ يُرَى لِي سَلْوَةٌ أَوْ جَلَدُ
في قَلْبِي ما ثَلَّثْتُهُ تَعْرِفُهُمْ / اللَّهُ وَمَنْ أُحِبُّهُ والكَمَدُ
كَلِفْتُ بِمَحْبُوبٍ كَثيرٍ حَيَاؤُهُ
كَلِفْتُ بِمَحْبُوبٍ كَثيرٍ حَيَاؤُهُ / لَهُ وَجْنَةٌ مِنْ حُسْنِهَا خَجِلَ الوَرْدُ
فَأَوَّلُ مَا تَلْقاهُ يَحْمَرُّ وَجْهُهُ / كَذَاكَ تَكُونُ الشَّمْسُ أَوَّلَ ما تَبْدُو
له مِنّي المَحبَّةُ وَالوِدَادُ
له مِنّي المَحبَّةُ وَالوِدَادُ / وَلِي مِنْهُ القَطِيعَةُ والبُعَادُ
فقلبي لا يُلَائِمُهُ اصْطِبارٌ / وَجفْنِي لا يُفارِقهُ السُّهَادُ
كَلِفْتُ بِحبّهِ صُوفيَّ وَصْلٍ / فَماضِيهِ إِليْهِ لا يُعادُ
عُرَيْبٌ كَانَ لي مَعَهُمْ عُهُودٌ
عُرَيْبٌ كَانَ لي مَعَهُمْ عُهُودٌ / ظَنَنْتُ بَقاءَها وَلَهُمْ وِدَادُ
عَهِدْتُ لَديْهِمُ خُلُقاً جميلا / وَقَدْ غَضِبُوا وَلوْ رُدُّوا لَعادُوا
تَدارَكْهُ قَبْلَ البَيْنِ فَاليَوْمَ عَهْدُهُ
تَدارَكْهُ قَبْلَ البَيْنِ فَاليَوْمَ عَهْدُهُ / وَجُدْ مَعَهُ بالدَّمْعِ فالدَّمْعُ جُهْدُهُ
لَهُ كُلَّ يَوْمٍ في الوَدَاعِ مَواقِفٌ / يَذُوبُ لَهَا رَخْوُ الجمادِ وصَلْدُهُ
خَليليَّ مِنْ بانِ المُصَلَّى وَرَنْدِهِ / سُقي بالحيا بانُ المُصَلَّى وَرَنْدُهُ
عَلامَ رَمَتْ قلبي هُناكَ ظِباؤُهُ / وَقَدْ كُنْتُ قِدْماً تَتَّقِينيَ أُسْدُهُ
بُلِيتُ بحظٍّ كُلَّما رُمْتُ مَقْصِداً / يُسَاقُ مِنْ جانِبِ الدَّهْرِ ضِدُّهُ
أَجِيرَانَنَا إِنَّا وَإِنْ بَرَّح الهَوَى / وَعزَّ عَلَيْنَا بُعْدُ مَنْ طَالَ بُعْدُهُ
لنَأْسُو جِرَاحَاتِ الهَوَى بِتَعلُّلٍ / يُشَارُ بأَطْرافِ الأَمَانِي شُهْدُهُ
يَلذّ بِكُمْ سَهْلُ الغَرَامِ وصعْبُهُ / ويَحْلو بِكُم هَزْلُ العِتَابِ وَجَدُّهُ
تَعالوْا نُعِيدُ الوَصْلَ نحْنُ وَأَنْتُمُ / فَلا رَأي مِنَّا عِنْدَ مَنْ دَامَ صَدُّهُ
وَلَا تَفْتَحُوا لِلعَتْبِ بَاباً فَرُبَّما / يَعِزُّ عَلَيْكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ سَدُّهُ
وَمُنْتَقِمٍ منِّي وذَنْبِيَ عِنْدَهُ / مَقالِي وهَذا الحُرُّ قلبيَ عَبْدُهُ
وَلَوْ كَانَ لِي عَقْلٌ كَتَمْتُ فإِنَّمَا / بِلُبِّ الفَتَى يُدْرَى ويُدرَكُ رُشْدُهُ
سَكِرْتُ بِأَقْدَاحٍ وعَيْناهُ خَمْرُهَا / وَهِمْتُ بِبُسْتَانٍ وَخدَّاهُ وَرْدُهُ
رَعَى اللَّه لَيْلاً زَارنِي فيهِ والدُّجَى / يُكَتِّمُه لَوْلاَ تَضوُّعُ ندُّهُ
وَقَدْ نَظَمْتُ صَدْرِي عِناقاً وصَدْرَهُ / عُقُودَ الرِّضَا حَتَّى تَناثَر عِقْدُهُ
فَقابَلْتُ وَجْهاً مُجْتَلى العَيْنِ بَدْرُهُ / وقَبَّلْتُ ثَغْراً مُشْتَهَى النَّفْسِ بَرْدُهُ
فَلمَّا بَدَا وَاشِي الصَّبَاحِ بِوَشْيِهِ / وَنِيطَ عَلَيْنَا مِنْ يَدِ الجَوِّ بُرْدُهُ
تَرَقْرَقَ دُرُّ الدَّمْعِ مِنْ مَتْنِ لَحْظِه / فَحَقَّقتُ أَنّ السَّيْفَ فِيهِ فَرْندُهُ
فَما بَالُهُ مِنْ بَعْدِ عُرْفٍ تنكَّرتْ / خَلائِقُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ عَهْدُهُ
كَذاكَ رَأَيْتُ الدَّهْرَ إِنْ يَصْفُ مَنْهلاً / تَكدَّرَ مِنْ حَوْضِ الحَوادِثِ وِرْدهُ
أَقولُ لِقَلبي والغَرامُ يَقودُهُ / وسَيفُ التَجَنّي والتَمَنّي يقدُّهُ
لَكَ اللَّه دَعْ قَوْلَ الأماني وَخلّهِ / فَمَا كُلُّ مَقْدُوحٍ يُرَى لَكَ زِنْدُهُ
إِذَا لَمْ تَدُمْ للرُّوحِ والجِسْمِ صُحْبة / فأَيُّ حَبِيبٍ دَائِمٌ لَكَ وُدُّهُ
سَأَسْرِي وَجُنْحُ اللَّيْلِ يَسْطُو ظَلَامُهُ / وَأَسْعَى وَقَلْبُ الشَّمْسِ يَلْفَحُ وَقْدُهُ
أَعنِّي على نَيْلِ العُلَى إِنَّني بِهَا / أَخو كَلَفٍ لاَ شَيْء عَنْهَا يَصُدُّهُ
أَرومُ بِعَزْمِي فَوْقَ ما دُونَ نَيْلِهِ / لِوَاءُ المَنايَا خَافِقُ الظِّلِّ بَنْدُهُ
وَمَا شَرَفِي إِلَّا بِنَفسِي وَإِنْ يَكُنْ / لِقَوْمِي فَخَارٌ طَاوَلَ النَّجْمَ مَجْدُهُ
وَلوْ كَانَ تَحْصِيلُ الفَخَارِ بِنِسْبَةٍ / تَساوَى إِذاً حَدُّ الحُسَامِ وَغِمْدُهُ
وَلاَ ذَنْبَ لِي إِلَّا الكَمَالَ عَلَى الصِّبا / فَمَنْ لِي بِعَيْبٍ أَوْ بِشَيْبٍ يردُّهُ
مَتَى يَعْطِفُ الجانِي وَتُقْضَى وعُودُهُ
مَتَى يَعْطِفُ الجانِي وَتُقْضَى وعُودُهُ / فَقَدْ طَالَ مِنْهُ هَجْرُهُ وصُدودُهُ
أَشدُّ نِفَاراً مِنْ مَنامِي عَطْفُهُ / وَأَكْذَبُ مِنْ طَيْفِ الخَيالِ وُعُودُهُ
هِلالٌ بَعيدُ النَّيْلِ مَنْ ذَا يَرومُهُ / ومَرْعىً خَصِيبُ الرَّوضِ مَنْ ذَا يَرُودُهُ
يَسُلُّ سُيُوفَ اللَّحْظِ مِنْهُ فَبِيضُهُ / إِذَا رامَ فَتْكَاً في المُحبِّين سُودُهُ
إِذَا أَسَرَتْ صَبّاً سَلاسِلُ شَعْرِهِ / فَذَاكَ الَّذي ما إِنْ تُفَكَّ قُيُودُهُ
يَسُوقُ إِلى قَلْبِي الضَّنَا ويقُودُهُ / ويَطْرُدُ عَنْ جَفْنِي الكَرَى ويذُودُهُ
يُريني قَضِيبَ البانِ مِنْهُ نُهُوضُهُ / ويَحْكي كَثِيبَ الرَّمْلِ مِنْهُ قُعُودُهُ
وَإِنْ جِئْتُ أَبْغي وَصْلَهُ زَادَ صَدَّهُ / كَأَنِّي منُ هِجْرانِهِ اسْتَزِيدُهُ
كأنّا قَسَمْنا نِصْفَ شَعْبَان بَيْنَنَا / عَلى حُكْم ما يُرْضِي الهَوَى ويُريدُهُ
حَلَاوَتُهُ في ثَغْرِهِ وَكَلامِهِ / ونِيرَانُهُ في مُهْجَتِي وَوَقِيْدُهُ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ / وهَوَىً تَحكَّم عَقْدُهُ
يا للْهَوى مِنْ مُعْرِضٍ / يَصِلُ التَّعتُّب صَدُّهُ
لَوْلَا مُدامَةَ رِيقِهِ / مَا مَالَ سُكْراً قَدُّهُ
ثَغْرٌ يُبَاحُ شَهيدُهُ / فَعلامُ يُحْمَى شَهْدُهُ
لَمْ يَكْسِني بُرْد الضَّنَا / وَأَبيكَ إِلَّا بَرْدُهُ
إِنّي لأشْكُو في الهَوَى / مَا رَاحَ يَفْعَلُ خَدُّهُ
مَا كَانَ يَعْرِفُ مَا الجَفَا / حَتَّى تَفَتَّحَ وَرْدُهُ
فَكَمْ جَمَعَ الحُسْنُ النَّفِيسُ مِنَ العُلَى
فَكَمْ جَمَعَ الحُسْنُ النَّفِيسُ مِنَ العُلَى / وَكَمْ فَرَّقَ الجَيْشُ الخَمِيسُ مِنَ العِدَى
وَكَمْ قَدْ نَضَا سَيْفاً بِكَفٍّ كَرِيمَةٍ / فَأَحْسَنَ وَضْعَ السَّيْفِ في مَوْضِع النَّدَى
بَنَفْسَجُ جَاءَتْ وحَيَّتْ بِهِ
بَنَفْسَجُ جَاءَتْ وحَيَّتْ بِهِ / مِنْ قَدِّهَا يَحْكِي القَنَا الأَمْلَدَا
كَأَنَّهُ في كَفِّها أَدْمُعٌ / مِنْ أَعْيُنٍ قَدْ مُلِئَتْ إِثْمِدَا
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ / وَفُقْتَهُ بِالدَّلالِ وَالغَيَدِ
وَكُنْتَ أَوْلَى مِنَ الغُصُونِ بِما / يُعْزَى لأَعْطافِها مِنَ المَيَدِ
لَسْتُ أُطِيعُ العَذُولَ فِيكَ عَلَى / غَيٍّ لَدَيْهِ وَلاَ عَلَى رَشَدِ
لاَ أَنْتَ مِمَّنْ يَدِي على كَبدٍ / أتلفها بل يَدِي عَلى كَبِدي
يا سَاقِياً مُهْجَتِي كُؤُوسَ هَوىً / وَسائِقاً مُقْلَتِي إِلى السَّهَدِ
وَمُودِعِي صَبْوَةً أَوَائِلُهَا / يُقَصِّرُ عَنْهَا أَواخِرُ العَدَدِ
عِنْدِي مِنَ الوَجْدِ ما بِهِ أَجَلِي / يَفْنَى وَلَمْ أُبْدِهِ إِلى أَحَدِ
قَدْ نَضَجَتْ مُهْجَتِي هَوىً فَإِذَا / قَالتْ قِدْ للغَرامِ قالَ قِدِي
وَجَدْتُ مِنْكَ القَلى بِلاَ طَلَبٍ / فَكَمْ طَلَبْتُ اللّقا فَلَمْ أَجِدِ
أَوَّلُ عَهْدِي بِالحُبِّ فِيكَ غَدَا / آخِرَ عَهْدِي بالصَّبْرِ والجَلَدِ
يا شَعْرَهُ قَدْ أَعَنْتَ لَيْليَ في ال / طَولِ على نَاظِريَّ فاتَّئِدِ
وَأَنْتَ يا خَدَّهُ نُسِبْتَ إِلى ال / رّقّة إِلَّا عَلى أَخي الكَمَدِ
وَأَنْتَ يا طَرْفَهُ السَّقيمَ أَما / تَرْحَمُ مَا قَدْ حَكَاكَ مِنْ جَسَدِي
يَميلُ قَلْبي لِرَشْفِ رِيقَتِهِ / مِنْ أَيْنَ لِلنَّارِ نِسْبَةُ البَرَدِ
هَلْ لِقَتيلِ الخُدُودِ مِنْ دِيَةٍ / أَو لِطَعينِ القُدُودِ مِنْ قَوَدِ
يا مَنْ لِحظِّي مَا رَاحَ مُنْعَكِساً / إِلَّا بِهَجْرٍ فِي الحُبِّ مُطَّرِدِ
تَاللِه يا لَيْلِيَ الطَّوِيلَ لَقَدْ / قَصَّرْتَ فَلَمْ يَعُدْ يُفِدِ
حَسْبي وَحَسْبُ الهَوَى وَحَسْبُكَ مَا / يَفْعَلُه الهَجْرُ بِي فَلَا تَزِدِ
يَا نَاسِياً عَهْدِي القَدِيمَ وَمَا / غَيْرُ هَواهُ يَمرُّ في خلدِي
أَيْنَ اللَّيالي وَأَنْتَ عِنْديَ قَدْ / حَواكَ طَرْفي وأَنْتَ طَوْعُ يَدِي
حَيْثُ أُنادِي وَأَنْتَ مُبْتَسِمٌ / يا عَيْنُ رُودِي وَيَا شِفَاهُ رِدِي
وَاليَوْمَ لي أَدْمُعٌ تُسَرِّبُ في ال / خَدِّ كَوَرَقٍ في كَفِّ مُنْتَقِدِ
لَقَدْ نَوَى العَاذِلُ المُسيءُ بِنا / بِظاهِرِ النُّصْحِ وبَاطِنِ الحَسَدِ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ / مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ
يا نُزْهَتِي الكُبْرى ومَعُدِن لذَّتِي / ومَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وعُهُودِي
عُوجُوا عليهِ فَلَسْتُ أُبْرِدُ غُلَّةً / حَتّى أُعَفِّر في ثَراهُ خُدُودي
لَوْ كُنْتُ إِذْ أَدْعو أُجَابُ لَقُلْتُ يا / أَيّامَ وَصْلي بالأَحِبَّةِ عُودِي
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في / وَعْدٍ وَذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ
وَرَشِيقَةُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقبَّلٍ / يَفْتَرُّ عَنْ عَذْبِ الرّضَابِ بَرُودِ
نَادَيْتُهَا والرَّكْبُ بَيْنَ مُوَدَّعٍ / يَهْدي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ
يا ظَبْيةَ الوَعْسَاءِ ما ضَرَّ الهَوَى / لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وبَعْضِ صُيُودِي
قَالُوا الشَّبَابُ إِلى الغَواني شَافِعٌ / مَا لي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فَاعْمدْ إِلى / ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ
فَخَرجتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي / وَمَطِيَّتي ومَقاصِدِي وقَصِيدي
وَسَريتُ مُدَّلِجاً إِليه ومُدْلِحاً / وَالشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدني وَلَا ال / رَمْلُ المدِيدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ
حَتَّى أَنَخْتُ بِمَنْ بِهِ اتَّضَحَتْ لَنَا / طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّةُ التَّوْحِيدِ
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ / أَعْلى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ
لا تَنْقَضِي أَوْصَافُهُ الحُسْنَى وَلَا / أَوْصَافُ آباءٍ لَهُ وَجُدُودِ
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وكَذَا لَهُمْ / طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ
عَشِقَتْهُمُ العَلْيَاءُ إِلّا أَنَّها / أَمِنَتْ جِنَايَةَ هَجْرهِمْ وَصُدُودِ
رَفَعَتْهُمُ وَازْدَانَ مَنْظَرُهَا بِهِمْ / فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُورُ سُعُودِ
أَقْوالُهُمْ لِلصِّدْقِ وَالأَفْعَالِ لِل / تَأييدِ وَالآراءُ لِلتَّسْدِيدِ
وِصَالُكَ أَنْهَى مَطْلَبِي وَمُرَادِي
وِصَالُكَ أَنْهَى مَطْلَبِي وَمُرَادِي / وَحُسْنُكَ أَبْهَى مَرْتَعِي وَمَزادِي
ودُونَكَ لَوْ وَافَيْتُ رَبْعَكَ زَائِراً / خِطابُ جِدَالٍ فِي خُطُوبِ جِلَادِ
حَبيبي لَقَدْ رَوَّيْتَ عَيْنِي بِدَمْعِهَا / وَغَادَرْتَ قَلْبِي لِلتَّصبّرِ صَادِي
وَنَقَّصْتَ في حَظِّي كَمَا زِدْتَ فِي الهَوَى / صُدُودِيَ يَا كُلَّ المُنَى وبُعَادِي
فَوَ اللَّهِ لَمْ أُطْلِقْ لِغَيْرِكَ مُهْجَتِي / غَرَاماً وَلَمْ أَمْنَحْ سِوَاكَ وِدَادِي
بِعَيْشِكَ نَبِّهْ نَاظِرَيْكَ لَعلَّها / تَرُدُّ عَلَى طَرْفِي لَذِيذَ رُقَادِي
إِلى اللَّهِ أَشْكُو فِي الغَرامِ مُحَجَّباً / بِقَلْبِي فَلا تَلْقَاهُ عَيْنِي بَادِي
أُحَاذِرُ طُولاً مِنْ ذُؤَابةِ شَعْرِهِ / فَقَدْ وَصَلتْ مِنْ قَدِّهِ لفُؤَادِي
سُيُوفٌ مَوَاضٍ مُرْهَفَاتٌ قَوَاطِعٌ
سُيُوفٌ مَوَاضٍ مُرْهَفَاتٌ قَوَاطِعٌ / قَوَاضٍ يَروحُ المَوْتُ فِيهَا ويَغْتَدِي
إِذَا جُرِّدَتْ في الحَرْبِ صَالتْ كأَنّها / عُيُونُ عَليٍّ في فُؤَادِ مُحَمَّدِ
قَالُوا حَبِيبُكَ فيهِ
قَالُوا حَبِيبُكَ فيهِ / حَبٌّ يَلُوحُ بِخَدِّ
فَقُلْتُ ما هُوَ حَبٌّ / لَكِنَّهُ زِرُّ وَرْدِ
أَهْدَى لَنَا بَنَفْسِجاً مَنْثُورُهُ
أَهْدَى لَنَا بَنَفْسِجاً مَنْثُورُهُ / يَرُوقُنا مِنْ كَفِّهِ الغَضِّ النَّدِي
كَأَنَّهُ مَدَامِعٌ مِنْ أَعْيُنٍ / قَدْ كُحِلَتْ جُفُونُها بإِثْمِدِ
رَأَى المَسِيحيُّونَ مِنْهُ دُمْيَةً
رَأَى المَسِيحيُّونَ مِنْهُ دُمْيَةً / تَعْطُو كَبَدْرٍ فَوْقَ غُصْنٍ مَايِدِ
فَبرْهَنُوا تَثْلِيثَهُمْ بِشَكْلِهِ / لَمَّا رَأَوْا ثَلاثةً في وَاحِدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025