القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 222
وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ
وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ / تسبَحُ في بحرٍ قصيرِ المَدَى
فإن تَولَّتْ فالعَمَى حاضرٌ / وإن بدتْ بان طريقُ الهدى
وقلتَ امْدح به من شئتَ غيري
وقلتَ امْدح به من شئتَ غيري / ومن ذا يقبل المدْح الرَّديدا
ولا سِيمَا وقد أعمَقْتَ فيه / مخازِيَكَ اللواتي لنْ تَبيدا
وما للْحَيِّ في أكْفان مَوْتٍ / لبوسٌ بعدما امتلأتْ صديدا
بوجه أبي الصقر الذي راح واغتدى
بوجه أبي الصقر الذي راح واغتدى / كشمس الضحى محفوفةً بسُعودها
ولما أتى بغداد بعد قُنُوطِها / وفتْرة داعيها وإيباس عُودِها
إذا ظُلَلٌ قدْ لَوّحتْ ببروقها / إلى ظُلَلٍ قد أرجفت برعودها
سحائبُ قيست بالبلاد فأُلْقِيَتْ / غطاءً على أغوارها ونجودها
حَدَتْها النُّعامَى مُثْقَلاتٍ فأقْبَلَتْ / تَهادَى رُويداً سيرُها كرُكودها
غُيُوثٌ رأى الإمحالُ فيها حِمَامَهُ / قرينَ حياةِ الأرضِ بعد هُمُودها
أظلَّتْ فقال الحرثُ والنَّسْل هذه / فُتُوح سماءٍ أقبلت في سُدودها
فأطفأ نيران الغليل مَواطرٌ / مُضرَّمةٌ نيرانها في وقودِها
سقتنا ونيرانُ الصدى كبرُوقه / فقد بردت أكبادُنا بِبُرُودها
ولمْ نُسْقَ إلا بالوزير ويُمْنِهِ / فَبُورك في أيامه وعهودِها
دعا اللّه لما اغْبَرَّت الأرض دعوة / بأمثالها تغدُو الرُّبى في بُرُودِها
فكم بركاتٍ أذعنت بنزولها / لدعوته إذْ أمْعَنَتْ في صُعودها
سما سَمْوَةً نحو السماء بغُرَّة / مُسَوَّمَةٍ قِدْماً بِسِيمَا سجُودها
وكَفَّيْن تَسْتَحِيي السماءُ إذا رأت / رُفُودَهُمَا من ضَنِّها برُفُودها
فلمَّا تلَقَّتْها الثَّلاثُ رعَتْ لها / مع الجاهِ عند اللّه حُرْمَةَ جُودها
فجادتْ سماءُ اللّه جُوداً غدتْ له / عَقِيمُ بِقاع الأرضِ مثلَ وَلُودِها
بِغَاشِيةٍ من رحمة اللّه لم تَرِثْ / نَسِيَّاتُهَا إلّا كَرَيْثِ نُقُودِها
سقتْنَا ومَرْعانا فروَّت وأفضَلَتْ / لِدِجْلَةَ فضلاً فاغتدت في مُدُودها
حيَاً جُعِلَتْ فيه الحياة فأصبحَتْ / بناتُ الثَّرى قد أنْشِرَتْ من لُحُودها
فمنْ مُبْلِغٌ عنَّا الأمير رسالة / فلا برحتْ نُعْمَاكَ داءَ حَسُودها
بَقِيتَ كما تبْقى معاليك إنها / تبيدُ الهضابُ الشمُّ قبل بُيُودها
رأيْنَاكَ ترعانا بعيْنٍ ذكيَّةٍ / أتَى النَّاسَ طُرّاً نَوْمُهُمْ من سُهُودِها
هي العينُ لم تُؤْثِرْ كَرَاها ولم يزلْ / تَهَجُّدُها أوْلى بها من هُجُودها
ونُعماك في هذا الوزير فإنَّنا / نعوذُ بنعمى ربِّنا من جُحُودها
وكيف جُحُود الناس نعماءَ مُنْعِمٍ / تَنَاغَى بها أطفَالُهُمْ في مُهُودها
لَعمري لقد قَلَّدْتَهُ الأمرَ كافياً / يَلَذُّ التي أعْيَتْ شفاءَ لدُودها
وزيرٌ إذا قاد الأمُورَ تتابَعَتْ / فأصْبَحَ آبِيها جنيبَ مَقُودِها
أخو ثِقةٍ لو حارب الأُسْدَ أذْعَنَتْ / أو الجنَّ ذلَّتْ بعد طولِ مُرُودها
مَليٌّ بأنْ يغشَى الغِمَارَ وأنْ يَرى / مصادِرَها بالرأْي قبْل وُرُودِها
وذو طاعة للّه في كل حالة / ومعصيةٍ للنفس عند عُنُودها
صَدُوعٌ بأحكام الكِتَابِ مُعَوِّدٌ / عَزَائمَهُ التوْقِيفَ عند حُدُودها
وَهَتْ قُبَّةُ الإسلام حتى اجْتَبيتَهُ / فقد أصْبَحَتْ مَعْمُودَةً بِعَمُودها
بآرائه أضحَتْ سيُوفكَ تُنْتَضى / فَتُغْمَدُ من هَامِ العدا في غُمُودِها
غَدا خَيْر ذِي عَوْنٍ لسيِّدِ أمَّةٍ / وَأَكْلأَ ذي عَيْنٍ لِسَرْحِ مَسُودِها
كفى كلَّ ما تَكْفي الكُفَاةُ مُلوكَها / بِنُجْحِ مساعِيها ويُمْنِ جُدُودها
فقد أخمد النِّيران بعد اسْتِعارِها / وقد أوقَدَ الأنْوارَ بعد خُمودها
ويكْفيه إن خانَ الشهادةَ خائنٌ / بما اسْتَشْهَدَتْ آثارُه من شُهُودها
أتانا ودُنيانا عجوزٌ فأصبَحَتْ / به ناهِداً في عُنْفُوانِ نُهودها
فقدْ قُيِّدَتْ عنَّا المخاوفُ كلُّها / وقد أُطْلِقَتْ آمالُنا مِنْ قُيودها
بذِي شِيَمٍ يُصبيكَ حُسنُ وُجُوهِهَا / ولِينُ مَثانِيها وجَدْلُ قُدُودها
حمانا وأرْعانا حِمَى كلِّ ثرْوَةٍ / وأبْدَلَنا بيضَ الليالي بسُودِها
فأَضْحى ولو تَسْطِيعُ كلُّ قبيلةٍ / وَقَتْ نَعْله مَسَّ الثَّرَى بخدُودها
تَأَلَّف وَحْشِيَّ القُلوب بلْطفِهِ / فأضْحَى مُعَادِيهَا لهُ كَوَدُودِها
وفَى وَعَفَا عن كلِّ صاحِبِ هفْوَةٍ / وكابَدَ ما دون العُلا من كُؤُودها
بنفْسٍ أبتْ إلا ثَباتَ عُقُودِها / لمنْ عَاقَدَتْهُ وانْحِلالَ حُقُودها
ألاَ تلْكُمُ النفْسُ التي تَمَّ فضْلُها / فما نَستَزِيدُ اللّه غيْرَ خُلُودها
وإن عُدَّتِ الأحْسَابُ يوماً فإنَّمَا / يُعَدُّ مِن الأحْساب رَمْلُ زَرُودِها
مَفاخِرُ عنْ آبائِهِ وبِنَفْسِه / نُفُودُ حصى الإحْصَاءِ قبل نُفُودها
تداركَ إسماعيلُ للعَربِ العُلاَ / فعادتْ لإسمَاعِيلِها ولِهُودِها
فتىً من بني شيْبانَ في مُشْمَخِرَّةٍ / شَدِيد على الرَّاقِي رُقيَّ صُعُودها
نَمَتْهُ من العَلْيا جبالُ صُقُورها / وحفّت جَنَابيْهِ غِيَاضُ أُسُودها
فتىً لعطاياه وفودٌ تَؤمُّها / فَإن قعدُوا كانت وفُودَ وُفُودها
إذا بَدْءُ ما أعْطَى أنَامَ عُفَاتَهُ / سرى عَوْدُهُ مُسْتَيْقِظاً لِرُقُودها
وَلَمَّا رَحَلْتُ العِيسَ نحو فِنَائه / ضَمِنْتُ عليه عِتْقَهَا من قُتُودِها
أمِنْتُ على نعمائه رَيْبَ دهرِه / وَلِمْ لا وذاك العُرْفُ بعضُ جُنُودِها
هل يُخْلِفُ الحرُّ وعْداً خُلْفُهُ خطرٌ
هل يُخْلِفُ الحرُّ وعْداً خُلْفُهُ خطرٌ / يُخَافُ منه هَلاَكُ الروحِ والجسدِ
جازَ المِطَالُ بأشْيَاءٍ ولم أرَهُ / يجوز بالغوْثِ والملهوفُ في كَبَدِ
لَنْمْتَ عنِّي وبات الدهر في رصَدٍ / وليس يُقْرَنُ ذو نوم بذي رَصَدِ
رقَقْتُ له من قبحه المحْضِ رِقَّةً
رقَقْتُ له من قبحه المحْضِ رِقَّةً / ألاَنْت لهُ قَلْبِي فَقَادَتْ له وُدِّي
فَتَاه بِوجْهٍ يَطْرفُ العينَ قِبْحُهُ / له صورة كالشَّمسِ في الأعين الرُّمد
ولا عَجَبٌ أن كانَ من كانَ مِثْلَهُ / تشَبَّهَ بالمعْشوُقِ في التيِّه والصدِّ
إذا لم يكن قِرْداً تَمَاماً حِكَاية / وقبحاً فلم تكملْ لهُ صورة القردِ
قاتله اللّه فَمَا
قاتله اللّه فَمَا / أبْعَدَهُ من رَشَدِهْ
يُولجُ في زوجتهِ / أَيْرَ سِوَاهُ بِيَدِهْ
يحْلُبُ تيساً مثلَه / في قَعْبِ أُمِّ وَلَدهْ
بِكَفِّ سوءٍ بُتِكَتْ / ذِراعُها من عَضُدِهْ
يُبْرِكُها في بَيْتِهِ / على حشايا مُهُدِهْ
يقبِضُ بالخَمْسِ على / أيْرِ غُلامٍ بيده
ويَنْتَحِي في عِرْسِهِ / بِعُدَّةٍ من عُددِهْ
أيْرُ غُلام أيْرُهُ / أعْظَمُ ما في جسدهْ
يضْربُ بالحُوقِ إذا / أنْعَظ أعْلَى كَبِدهْ
يُعْملُهُ في عِرْسِهِ / لَيْلَتَهُ إلى غَدِهْ
ولَو رأى ذا غيْرَةٍ / في بيْتِهِ أو بلَدِهْ
أرْعدَ أوْ تَحْسَبهُ / ذا جِنَّةٍ منْ رَعَدِهْ
منْ ذا يُضَاهِي خالداً / في حلْمه وجلدِهْ
يلعب الدَّسْتَبَنْدَ فَرْداً وإنْ كا
يلعب الدَّسْتَبَنْدَ فَرْداً وإنْ كا / ن لَهُ شاغلٌ عن الدَّسْتَبندِ
لَقَدْ آن أن أسْلاهُمُ وأملَّهمْ
لَقَدْ آن أن أسْلاهُمُ وأملَّهمْ / فكيف وما لاقيتُ منهم أخا رشْدِ
وكيف وقد جرَّبتُ من طبقاتهم / تَجَاريبَ تدعو النفس فيهم إلى الزهد
لا تَبْخَلَنَّ على منْ لستَ كافِيَهُ
لا تَبْخَلَنَّ على منْ لستَ كافِيَهُ / بأنْ تقولَ تَزحْزَحْ غير مطرودِ
فإن خَشِيتَ هجائي فاخْشَ حينئذٍ / من كلِّ شيء مُحَالِ الكَوْنِ مفقودِ
واللّه لا قلتُ فيكم ما أكيدُ به / نفْسِي وقد كنتُ في سِرْبَال محسودِ
ولا أفَضْتُ بحرْفٍ في ملامكُمُ / يا آل وهْبٍ طَوَال البِيضِ والسُّودِ
إنِّي لأعْلَمُ أنِّي لا أفُوتُكُمُ / على مَطَايَا سُليْمان بن داودِ
ولَوْ أمِنْتُكُمُ أَمْنِي يَدي وفمي / لَمَا نَشَدتُمْ وفائي غيْرَ مَوْجودِ
لَكُمْ عَلَى منْطقي سلطانُ مُرْتَقبٍ / أضحَى يؤيِّدُهُ سُلطانُ مَوْدُودِ
فَمَا وفائي بِمَدْخُولٍ لكم أبداً / لكنَّه كَوَفَاءِ العِرقِ لِلْعُودِ
سَدَّ السَّدَادُ فَمي عَمَّا يُرِيبُكُمُ / لكنْ فَمُ الحالِ مني غيرُ مسدودِ
وفي ضَميرِيَ نُصحٌ لستُ أغمدُهُ / عنكم وما نصح ذي نصح بمغمودِ
حلي تصيح بما أوليْت مُعْلِنَة / وكلُّ ما تدَّعيه غيرُ مَرْدودِ
وقصَّتي معَكُمْ نارٌ على عَلَمٍ / لا فطنةٌ بطَنَتْ في قلْب جُلْمُودِ
فكَيفَ يخْفَى وأُخفي ما جرى لكُمُ / عَلَيَّ من طول ظلمٍ غير معدودِ
وألسُنُ الناس شتَّى لستُ أمْلكُها / إذا رأَوْا مُحْسناً في حال مَصْفودِ
منْ يبْذُلُ العُذْرَ في مثْلي لمثلِكُمُ / أوْ يَذْخَرُ النُّصحَ عن لهْفَانَ مجهودِ
بَلْ من يرى فضْلَ مسْكين على مَلكٍ / فلا يقولُ مقالاً غيْرَ محمودِ
كم آنِفٍ لكُمُ من أن تُرَى مِدَحي / مَنْقُودَةً وَجَداكم غيْر مَنْقُودِ
كُلِّي هجاء وقتْلِي لا يَحلُّ لَكمْ / فما يُداويكُمُ منِّي سوى الجُودِ
ورُبَّ ذَمٍّ أتى من غَيْرِ مُجْتَرمٍ / ورُبَّ قذْفٍ جرى من غير محْدُودِ
صَدَقْتُكُمْ وجوابُ الصِّدقْ يَلزَمُكُمْ / وما جَوابُ أخي صدقٍ بمردودِ
فأحسنُوا بي كإحْسان الإله بكُمْ / مُلِّيتُمُ حَظَّ مَحْقُوقٍ ومَجْدُودِ
أَجدُوا جَداً غيْرَ منكودٍ لأشْكُره / أو صَرِّحُوا لي بيَأسٍ غير منكودِ
وبَيِّنُوا ليَ أمْرِي إنَّني مَعكُمْ / في سَرْمَدٍ من ظلام الشكِّ ممدودِ
وما انْصِرافيَ عنكم إنْ حُرِمْتُكُمُ / إلا انْصرافُ شقيٍّ غير مَسْعودِ
مُدَفَّعٍ حين يغْشَى النَّاسَ مُجْتَنَبٍ / مُخَيَّبٍ حين يَبْغي الخيْرَ محدودِ
ومَنْ قَبِلتُمْ فَمَقْبُولٌ لكمْ أبداً / ومنْ أبَيْتُمْ فَبِلْوٌ غَيْرُ معهودِ
إنْ كان حيّا أباهُ كلُّ مضْطَربٍ / أو كان مَيْتَاً أباهُ كلُّ مَلْحُودِ
لَكنَّ في اليأس لي عَفْواً وعافية / واليأْسُ رفْدٌ لِعافٍ غَيْرُ مَرْفودِ
بَلْ لا أغُرُّكَ منْ خِيمي ولا شيَمي / إنِّي لَجَلْدٌ صبُورٌ غير مهدودِ
قُلْ ما تَشَاءُ فإنِّي منهُ مُعْتَصمٌ / بِمُدْمَجٍ من حبال العزِّ ممْسُودِ
لا والذي قَدُمَتْ عنْدي صنَائِعه / لا بِتُّ إلّا على صَبْرٍ ومجلودِ
ما أنْتَ رزْقي ولا عُمْري وعافيتي / فاجْهَدْ بِصُرْمكَ إني غيْرُ معمودِ
منْ رَدَّني غير مَصْفُودٍ فإنَّ له / عندي عَفَافاً وعزْماً غيْرَ مَصْفُودِ
في رَاحة اليأس لي من بُغْيَتِي عوَضٌ / وحسْبيَ اللَّهُ مَدْعَى كلِّ مَنْجودِ
فلَنْ أرَى اليأس نَعْياً حين يُؤيسُنِي / من سَيْب كفِّك بل بشرى بمولودِ
ولستُ أوَّلَ صادٍ صَدَّهُ قَدَرٌ / فذيد عن رود صافي الماء مورودِ
وقَبْلَ برِّك بي ما بَرَّني مَلكٌ / لا تملِكُونَ عليه حَلَّ معْقُودِ
مازال يَضمَنُ رزْقي منذ أَنْشأَني / بفضله وهْو حَيٌّ غير مَأْمودِ
هذا على أنَّ سُخْطي لا يُخَلِّفُني / عن مشْهَدٍ من مَآل الخير مشهودِ
وما أَحَارُ على أنِّي تُحَيَّرني / أطْبَاقُ ليل كَثيف السُّد مَنْضُودِ
أشْيَاء منك تحرَّاني لتُورطَني / والحزُم يعْدل بي عن كل أُخْدُودِ
مُشكِّكاتٌ تُعَنِّيني وتُتْعبُني / ما زالَ دائيَ منها داءَ مفئودِ
مَنْعٌ ومَنْحٌ وإصْغارٌ وتكرِمةٌ / وشَدُّ عَقْد وطوْراً نقْضُ مَشْدُودِ
فإنَّما أنا في لَبْسٍ وذَبْذَبَةٍ / وخَوْف جانٍ بمُرِّ النَّقْم مَرْصُودِ
حتى كأني وما أسْلَفْتُ سيِّئَةً / مُطَالَبٌ تحْت حقدٍ منْك محقودِ
يُعانُ المُسْتَعينُ بِكَ البعيدُ / وحَظِّي من مَعُونتك الزَّهيدُ
وما ذنبي إليكَ سوَى جِوَارٍ / قَريبٍ مثْلَما قَرُبَ الوريدُ
وَوُدٍّ بين شَيْخَيْنَا قَديم / على الأيام مَعْقدُهُ وَكيدُ
وَقُرْبَى نِحْلَتْي أدبٍ ورأْيٍ / بأبعدَ منهما قَرُبَ البعيدُ
وأنِّي لمْ يزل أمَلي قديماً / عَقيدَكَ ما تقدَّمَهُ عقيدُ
سَبَقْتُ به إليكَ لدنْ كلانا / وَليدٌ أوْ يُضارعه الوليدُ
وكان القلب يُؤنِسُ منك رُشْداً / ولَيْسَ بِكَاتِم الرشد الرَّشيدُ
ويشهدُ أنْ سَتَسْمُو للمعالي / فتبلُغَها فما كذب الشَّهِيدُ
فَمَالَكَ حَادَ عُرْفُ يديك عني / وما للعرف عن مثْلي مَحيدُ
ومَالي لا أزال لديْكَ أُحْبَى / حَباءً يُجْتَوَى منْه المزيدُ
دَهَانِي منْ جفائك ما دهاني / ولم يَكُ للزَّمَان به وَعيدُ
عذْرتُكَ لوْ عرفْتُكَ خارجيَّاً / طَريفَ المجْد ليس له تليدُ
فقلتُ رأى قَديمي فيه نَقْصٌ / فلست أحبُّه ما عادَ عيدُ
فَكَيْفَ ولستَ تَعْلَمُنِي عَلِيماً / بنقْص في قديمكَ يا سعيدُ
ألستَ المرْءَ والدُه حُميدٌ / وحسْبُكَ من سناءٍ لا أزيدُ
وما ذنبي إليكَ سوَى جِوَارٍ
وما ذنبي إليكَ سوَى جِوَارٍ / قَريبٍ مثْلَما قَرُبَ الوريدُ
وَوُدٍّ بين شَيْخَيْنَا قَديم / على الأيام مَعْقدُهُ وَكيدُ
وَقُرْبَى نِحْلَتْي أدبٍ ورأْيٍ / بأبعدَ منهما قَرُبَ البعيدُ
وأنِّي لمْ يزل أمَلي قديماً / عَقيدَكَ ما تقدَّمَهُ عقيدُ
سَبَقْتُ به إليكَ لدنْ كلانا / وَليدٌ أوْ يُضارعه الوليدُ
وكان القلب يُؤنِسُ منك رُشْداً / ولَيْسَ بِكَاتِم الرشد الرَّشيدُ
ويشهدُ أنْ سَتَسْمُو للمعالي / فتبلُغَها فما كذب الشَّهِيدُ
فَمَالَكَ حَادَ عُرْفُ يديك عني / وما للعرف عن مثْلي مَحيدُ
ومَالي لا أزال لديْكَ أُحْبَى / حَباءً يُجْتَوَى منْه المزيدُ
دَهَانِي منْ جفائك ما دهاني / ولم يَكُ للزَّمَان به وَعيدُ
عذْرتُكَ لوْ عرفْتُكَ خارجيَّاً / طَريفَ المجْد ليس له تليدُ
فقلتُ رأى قَديمي فيه نَقْصٌ / فلست أحبُّه ما عادَ عيدُ
فَكَيْفَ ولستَ تَعْلَمُنِي عَلِيماً / بنقْص في قديمكَ يا سعيدُ
ألستَ المرْءَ والدُه حُميدٌ / وحسْبُكَ من سناءٍ لا أزيدُ
ألستَ ابن الذين غَنَوا قديماً / هُمُ الأحرار والناسُ العَبيدُ
أتحسِبُني زهاك الحظ عندي / فَحَشوُ جوانحي حسدٌ شديدُ
وما حَسَدِي وشأَنُكَ غَيْرُ شأني / أيَحْسُدُ صائداً ما لا يصيدُ
وكيف وما وقعْتُ أمامَ ظَنِّي / وكيف وما حَظِيتُ كما أُريدُ
لئن أرضاك هذا الحظُّ حظاً / فإني مُسْتَرِيثٌ مُسْتَزِيدُ
ألم تر أن نُعْمَى اللَّه شُنَّتْ / عليك فطالها شخص مديدُ
أفِدْ ما شئتَ من جَاهٍ ومالٍ / فأَنْتَ لديَّ تُزْهِي ما تُفيدُ
أَيُزهي شخْصَ مثلِكَ عند مثلي / أبا عثمان سِرْبَالٌ جديدُ
وليس ابْنُ المقفَّع في نَقِير / لديْكَ إذا عُدِدْتَ ولا يزيدُ
ولا كُلْثُومٌ المجْمُوعُ فيه / إلى الْخُطَب الرَّسَائلُ والقصيدُ
ولا عبدُ الحميد وإنْ زهاه / تَقَادُمُ عهْدِهِ شَهِدَ الحَمِيدُ
فكيف أراك تَقْصُرُ عن مَنَالٍ / وأَنْتَ الْفَردُ في الناس الوحيدُ
يراكَ بمثْلِ تلكَ العيْنِ أعْشَى / وحَاشَا منْ لهُ بَصَرٌ حديدُ
وبَعْدُ فقد تَرَى اسْتِغْلاَقَ أَمْرِي / وطُولَ حِرَانِهِ ما يَسْتَقيدُ
وعندكَ إن أردتَ النَّفْعَ نَفْعٌ / وعنْدي ضِعْفُهُ شُكْرٌ عَتيدُ
فَهَبْ لي مَحْضَراً يشْفِي ويكْفِي / إذا أبْدأْتَ فيه لا تُعِيد
تَهزُّ به الأمِيرَ فليس يُغْني / عن الهَزِّ السُّرَيْجيِّ الرَّدِيدُ
أترضَى أن حُرِمْتُ وفاز غيري / بآمال لها طلع نضيدُ
وأنت لكلَّ مَكْرُمةٍ عِمَادٌ / أجَلْ ولكلَّ ذي كرم عَميدُ
سرقوك مجدَك وهْوَ مدَّخَرٌ
سرقوك مجدَك وهْوَ مدَّخَرٌ / منْ قبْلِ أن تُلقى إلى المهدِ
وكَسَوْهُ قوماً لا يَلِيقُ بهِمْ / من ماجد وَسَطٍ وَمِنْ وغْدِ
فرددتُ حقَّك غيرَ معتذِرٍ / منه إلى حُرٍّ ولا عبدِ
فهُمُ الضَّامِنون حين تَوَالَى
فهُمُ الضَّامِنون حين تَوَالَى / مُنْسِيَاتُ العهودِ حِفظَ العهودِ
والأُلى إن رعَوْا حَلُوبةَ مَجْدٍ / لأُولي الأمْر لم تكن بجدُود
فلْيَقُلْ قائل لذي الصَّدَر الْمَيْ / مون منْهُمْ في أَمْرِهِ والورود
أَمْتَعَ اللَّه ذو المواهب بالموْ / هُوبِ غَيْرِ الْمُخَسَّسِ المنْكُودِ
بَدْرُ طَلْقٍ وشَمْسُ دَجْنٍ من الأمْ / لاَكِ جاءا بكوْكَب مَسْعودِ
وَافِدٌ زار مُستماحي وفود / مُرْتجىً منه مُستَمَاحُ وُفُودِ
سَلَّهُ اللّه للخطوب من الغَيْ / بِ كَسَلِّ المهنَّدِ الْمغْمُودِ
فيه عُرْفٌ وفيه نُكْرٌ مُعَدّا / نِ لأهل النُّهى وأهْل المُرُودِ
وكمينُ الحريق في العُودِ مُخْفَىً / وحَقِينُ الرَّحيقِ في العُنْقُودِ
نَجَلَتْهُ بيضاءُ من مَلِكَاتِ ال / روم تُدْعَى لقيْصَرٍ معْبُودِ
ليلةَ الأربعاء وهو من الأي / يامِ يومٌ ما شئتَ من محمودِ
كان نحساً على ثَمُودَ وعَادٍ / وسُعُوداً لصالحٍ ولهودِ
فالذي فيه إنْ نَظَرْنَا من الشَّر / رِ لِعادٍ بكُفْرها وثمودِ
ولَنا خَيْرُهُ وذِرْوةُ مَنْجَا / هُ لأَنَّا أضْدَادُ أهل العُنودِ
وَهْوَ يومُ المظَفَّرينَ بني العب / باس سَقيْاً لِظِلِّه الممدودِ
يومُ صدْقٍ بَنَتْ يَدُ اللّه فيه / مُلْكَهُمْ فوق رأسه الموطودِ
وطلُوعُ المولود فيه بشَيرٌ / بسرورٍ لأَهْله مولودِ
عاقِدٌ أمْرَهُمْ بأمر بني العب / باس عَقْداً من مُحْكَمَات العُقُودِ
مُفْصِحٌ فأْلُهُ يُخَبِّرُ عنْ أز / رٍ بأَزْر من شَكْله مشدودِ
آلَ وَهْبٍ فوزاً لكُم بِسُلَيْمَا / نَ وكبتاً للحاسد المَفْئُودِ
قَدْ بَدَا في فِرَاسَةِ الفارس الطَّا / لع يُمْنٌ دعْوَاهُ ذاتُ شُهُودِ
وكذا أنتُم لَكُم أَمَرَاتٌ / يَتَكَلَّمْنَ عَنْكُمُ في المُهُودِ
طَلَعتْ منْهُ غُرَّةٌ كَسَنا الفجْ / رِ وسيما كالمخْلَصِ المنْقُودِ
ثُمَّ سمَّاهُ باسْمِه سَيِّدُ السَّا / داتِ غيْرَ المدافع المَجْحُودِ
وقضَى اللّه أنْ يكون سَمِيّاً / وكَنِيّاً لجَدِّه المَجْدودِ
لسُلَيْمَانَ وهْوَ في آل وهب / كَسُلَيْمانَ في بني داودِ
وَقَع اسْمٌ من السلامة والسِّل / مِ عليه وُقُوعَ لا مَقْصُودِ
بَلْ حَدَتْهُ إليهِ حَادِيَة الحظ / ظِ حُدَاءَ ابنِ قَفْرَةٍ بقَعُودِ
يَا لَكَ ابْناً ووَالِدَيْنِ وجَدَّيْ / نِ يُرَوْنَ الجبالَ في أخْدُودِ
لحقوا بالكواكب الزُّهْرِ والعَي / يُوقُ نائي المَنالِ منْ هَبُّودِ
خَيْرُ جُرْثُومَةٍ وأنضْرُ فَرعٍ / بين هَذِي وذاكَ أنْجَبُ عُودِ
ذلكَ العُودُ قاسمٌ كَرُمَ العُو / دُ ومَرْسى العُرُوقِ غير الصَّلُودِ
فهو يَهْتَزُّ فوق مَنْصِبِه المَمْ / هُودِ في ظلِّ فَرْعِهِ اليَمْئودِ
ولهذا المولود تالٍ من الحُر / رِةِ إنَّ الرُّكُوعَ فحْوَى السُّجودِ
وكأنْ قد أتى الحسيْنُ بشيراً / باتِّصالِ الفُتُوح بعد السُّدودِ
فاسْتُتِمَّتْ يدٌ من الله بَيْضا / ءُ لبيضاءَ من يديه رَفُودِ
وغدا الصَّقْر ناهضاً بِجَنَاحَيْ / نِ إلى كلِّ مرقب ذي كُؤُودِ
بل غَدَا السيفُ بين حدَّيْهِ عَضْباً / غيْرَ ذي نَبْوَةٍ ولا محدودِ
بل غدا الطَّودُ بين ركنين منْهُ / مشْرفاً رُكْنُه مُنِيفَ الرُّيُودِ
بَلْ بدا البدر بين سعدين لا يُجْ / هَلُ عنْد الذَّكِيِّ والمبْلُودِ
لا عَقِمْتُمْ يا آلَ وهب فما الدُّنْ / يا لقوم أمثالِكُم بوَلُودِ
كلُّكُمْ ماجِدٌ ولم يُرَ فيكم / ماجدٌ قَطُّ ذُو أبٍ مَمْجُودِ
أنْصُلٌ يُنْتَضَيْنَ من أنْصُلٍ بي / ضٍ كأمْثَالِهِنَّ لا من غُمُودِ
وبُدُورٌ طوالعٌ من بدورٍ / وشموسٍ لا من دَياجيرَ سودِ
تَنْجَلِي أنْجُماً وتعْلو بدوراً / في نظامٍ مُتَابَعٍ مَسْرُودِ
مات أسلافُكُمْ فأنْشَرْتُمُوهُمْ / فهُمُ في القلوب لا في اللُّحُودِ
لا يَحِلُّونَ مِن خواطر نفسٍ / مَعَ إحسانهم مَحِلَّةُ مُودِي
لاَيَقِيسَنَّ قائسٌ بِكُمُ قَوْ / ماً فليس المعْدُوم كالموْجُودِ
نزل الناسُ بالتَّهَائم كَرْهاً / ونزلْتُمْ برغمهم في النُّجُودِ
كم مَذُودٍ بكَيْدِكُمْ عن حِبا المُلْ / كِ وما مُعْتَفيكُمُ بِمَذُودِ
يفخر الجندُ بالمناقِب والأعْ / مَالُ أعمالُكُمْ فَخَارَ عَنُودِ
مِثْلَ ما تفْخَرُ اليهودُ بموسى / وهْوَ للمسلمين دونَ اليهودِ
وكأيِّنْ لحيلةٍ ولِرَأيٍ / مُحْصَدٍ من مُحَيَّنٍ مَحْصُودِ
ولقد قلتُ قوْلَ صدق سيشفي / صِدْقُه كلَّ مُدْنَفٍ معْمُودِ
أرْقَدَ السَّاهِرين أنَّ بني وهْ / بٍ عن النائباتِ غيْرُ رُقُودِ
واسْتَهَبَّ الرُقودُ للشكر فالأم / مَةُ من ذي تَهَجُّدٍ أو هُجُودِ
عَضُدٌ فَعْمَةٌ لمعْتَضِدٍ بال / لَهِ بالنُّصْحِ منْهُمُ مَعْضُودِ
حُرسَتْ دولةُ الكِرام بني وهْ / بٍ غِياثِ اللَّهيف والمنْجُودِ
دولةٌ عاد نرْجِسُ الروْضِ فيها / من عُيُون وَوَرْدُهُ من خُدُودِ
أصْلَحَتْ كلَّ فاسِدٍ مُتَمَادٍ / بِجُنُودِ الدَّهَاء لا بالجنودِ
فتحتْ للأميرِ فتْحاً مُبيناً / كلَّ بابٍ في مُلْكه مسدودِ
أيُّهذا الأميرُ ألبسك اللَ / هُ بقاءَ الموْجود لا المفقودِ
أنت بحرٌ وآلُ وهب مُدُودٌ / عُمِّرَ البحْرُ مُمْتَعاً بالمُدُودِ
أبَّدُوا الملْكَ فهو ملكُ خُلودٍ / لا كعهدِ الكفُورِ مُلْكُ بُيُودِ
وجديرٌ بذاكَ ما اسْتُعْمِلَ الرأ / يُ ويُمْنُ الجدود ذات الصُّعُودِ
ما بِناءٌ بُنَاتُهُ آلُ وهبٍ / بِوَضِيع الذُّرَا ولا مَهْدُودِ
آلُ وهبٍ قوم لَهُمْ عِفَّةُ المغْ / مِدِ أظفَارَهُ ونفْعُ الصَّيُودِ
أرْغَبَتْهُمْ عن القَنَا قَصَبَاتٌ / مُغْنِيَاتٌ عن كل جيشٍ مَقُودِ
لا تَرَاها تَعِيثُ عَيْثَ الذئاب ال / طُلْسِ لكنْ تَصِيدُ صَيْدَ الفُهُودِ
حينَ لا تُجْتَبَى وظيفةُ بيْت ال / مال من مُرْهَقٍ ولا مَضْهُودِ
صُحِّحُوا والمصَحَّحُ الآمِنُ القلْ / ب خِلافُ المبْهرَجِ المزؤُودِ
فلأقلامِهِمْ صَريرٌ مَهيبٌ / يُزْدَرَى عنده زئيرُ الأُسُودِ
والقراطيسُ خافقاتٌ بأيْدِي / هِمْ كمرْهُوبِ خافقاتِ البُنُودِ
وهُمُ راكبو النَّمَارِقِ أمضى / من كُمَاةٍ على خَنَاذِيذَ قُودِ
من أناسٍ قُعُودُهُم كقيام ال / ناس لكنَّهُمْ قليلُو القُعُودِ
لا الذّكاءُ استِعَارُ شَرٍّ ولا الأحْ / لامُ فِيهِمْ من فَتْرَةٍ وخُمُودِ
دِينُهُمْ أنْ يُمَسَّ لِينٌ بِلِين / ويُصكَّ الجُلْمُودُ بالجلمودِ
منْهُمُ الغيْثُ والصَّوَاعِقُ في النَّا / سِ وفي كلِّ مَحْلَةٍ جَارُودِ
فلهمْ تَارَةً عِدَاتُ بُرُوقٍ / ولهم تارةً وَعِيدُ رُعُودِ
ولَقَدْ يُوعِدُونَ ثم يَذُوبُو / نَ سَماحاً إلى أوان الجمودِ
كم وَعِيدٍ لهُمْ تَبَلَّجَ عن صَفْ / حٍ ومَنْحٍ تَبَلُّجَ الموْعُودِ
وَوَعيدٍ لهم تَكَشَّفَ عن بطْ / شٍ أبى حَدُّهُ اعتداءَ الحُدُودِ
بَرَّزوا في العُلا ونام رجالٌ / برَّزُوا في الكرى على عَبُّودِ
إنْ يفُوزُوا بسَبْقِ كلِّ مُجَارٍ / بجُدُودٍ سعيدةٍ وجُدُودِ
فلقدْ بذَّهُمْ أخوهم بِشَأوٍ / تَحْسِبُ الريحَ عنده في القُيُودِ
مِدْرَهُ المُلْكِ أمْتِعَتْ قدماه / بالمُقامِ المُوطَّأ الممهُودِ
مَهْرَبُ النفس مَطْلَبُ العَنْسِ مُلْقَى / كُلِّ رَحْلٍ مَحَطُّ كلِّ قَتُودِ
ذو الأيادِي على الجميع اللَّوَاتِي / شَمِلَتْ كُلَّ سَيِّدٍ ومَسُودِ
من أياديهِ قاسمٌ حسْبُ مَنْ عد / دَ بذاك المعْدُودِ من مَعْدُودِ
أخْدَمَ المُلْكَ مُرْهَفاً في مضاء ال / سَيْفِ صَلْتاً وقَدِّهِ المقْدُودِ
كم رأينا لجُود كفَّيْهِ مَصْفُو / داً طليقاً من حِلْيَةِ المصْفُودِ
ما غَلِيلٌ لم يَسْقِهِ بمساعي / ه وجَدْوَى يديْهِ بالمَبْرودِ
صَرَفَتني عن مالِه بَدأَة المُسْ / رِفِ صَرْفَ الكريم لا المطْرودِ
أَجْزَل البدْء لي فأغْنَى عن العَوْ / دِ فما بي إلا اخْتِلالُ الوُرُودِ
فقْرُ عيني إلى محاسن ذاك ال / وَجْهِ فقْرٌ لا ينْطَوِي في الجُحُودِ
وابتهاجي به ابتهاجِي بالضو / ءِ وروحِ النسيم بعد الركودِ
وحنيني إلى مجالسه الزه / رِ حنيني إلى الصبا المعهودِ
واغتباطي بهِ اغتباطيَ بالبُر / ءِ وعطْف الحبيب بعد الصُّدودِ
غير آتٍ وإن غَنيتُ مَجُوداً / منه بالمعجزات شكوى المَجُودِ
غَتَّني سيْبُه فجاءَ مَجِيءَ ال / قطرِ والسَّيْل مُقْبلاً من صَعُودِ
لستُ أشكُوه غير أنَّ لُهَاهُ / كَلَّفتني إحصاء رمل زَرُودِ
واسْتَكدَّتْ حَسِيرَ شكري فشكري / يستغيثُ استغاثةَ المجْهُودِ
حَاشَا للّه ليس منِّيَ شَيْءٌ / في ذُرَاه العَفِيِّ بالمكْدُودِ
أنا مِن قاسم أرُوحُ وأغْدُو / بمَرَاد من الرَّجَاء مَرُودِ
في نَسِيم من السَّعَادة مَطْلُو / لٍ كأنفاس ذات عِطْرَيْنِ رُودِ
عَزَبَتْ عنه سَيِّئاتِي وإحسْا / نِي منْه بمنْظَرٍ مرْصودِ
ردَّ كالبُكْرةِ المطِيرَةِ دهْراً / كان لي كالظَّهِيرَة الصَّيْخُودِ
فكأني لديه من جَنَّةِ الفرْ / دوسِ في ظِلِّ سدْرِها المْخضُودِ
ولهُ بعْدَ نِعْمَة الرِّفْدِ نُعْمَى / فَوْقَ نُعْمَى الرُّقَاد بعد السُّهُودِ
رَاضَني ظَرْفُهُ ويَقَّظَ مني / عِلْمُهُ فادَّكَرْتُ بعد سُمُودِ
وَغَدَتْ شِيمَتي أَرَقَّ من الكَأْ / سِ وكانت أجْفَى من الرَّاقُودِ
غَيْرُ نُكْرٍ حُلُولُهُ من عُيُون / وقُلوب مَحلَّة الموْدُودِ
هل ترى مثْلَ وجْهه في وجوه ال / نَاس أو مثلَ ْقَدِّهِ في القُدُودِ
أوْ تَرَى مِثل فضْلِهِ في صُنُوف ال / فَضْلِ مُذْ حازَ حالة الملْدُودِ
أكْبَرَ الحسْنُ قاسماً إذ رآه / بَدْره فوق غُصْنِه الأمْلودِ
وغَدَا المجْدُ عبْدَه إذ رآه / نَشَرتْهُ يداه من مَلْحُودِ
يا أبا الحُسْنَيَيْنِ فَوْزَةُ عِلْمٍ / لك نُفِّلْتَهَا وسَبْقَةُ جُودِ
زادَكَ الله فوق صالِحِ ما أعْ / طاكَ شُكراً وغِبْطَةً في خُلودِ
وأراك ابْنك السعيد كثيراً / ببنيهِ في المحْفِلِ المشْهُودِ
في حياةٍ من الوزير الذي أضْ / حَى به المُلْكُ مُسْتَقِلَّ العَمُودِ
والذي اسْتَدْرَكَ السياسةَ بالحزْ / م وأحيا التدبْير بعد الهُمُودِ
مَسَدَتْ حَبْلَنا يداه جزى الخيْ / رُ يَدَيْهِ عن حَبْلِنا المَمْسُودِ
لا كَمَنْ كانَ عِلْمُه واقلب العل / مَ يُريهِ الذَّبِيحَ كالمفْصُودِ
وتراهُ من الفُرُوسَةِ يَعْلُو / خيْلَهُ بالسُّروج قبل اللُّبُودِ
فَهَنيئاً وزِيرُنا لِرَعَايَا / أمْرَعَتْ بعد قاعِها المجْرُودِ
وهنيئاً لكَ العَطاء وما أُرْ / دفَ مِنْ رَغْمِ شانئٍ وحَسُودِ
يا مُعيري ثَوْبَ الحياة بَل الكَا / سِيَّ بالطَّوْل حُلَّة المحْسُودِ
بك صار السَّنيّ حَظِّي وقدْماً / كان حَظِّي كأُكْلَة المعْمُودِ
بك صار المزُور رَحْلي وقَدْ كَا / نَ بحال المريض غيرِ المَعُودِ
ويَميناً بكلِّ شأوٍ بَطينٍ / من مَسَاعيكَ لي وشَوْطٍ طَرُودِ
لقد اخْتَرْتَ ذا وفاءٍ أَلُوفاً / يُضْحِكُ الدَّهْرَ عن ثَنَاء شَرُودِ
لم يكُنْ بالكَنُودِ فيما نَثا عَنْ / كَ ولا كنْتَ في الجَدَا بكَنُودِ
ولَعَمْرِي لأُمْجِدَنَّكَ مِنْ مَدْ / حٍ بأسْمَائك العُلى مَعْقُودِ
لك بَحْرٌ يُمدُّ بْحري فيجْري / غيْرَ ما مُنْزف ولا مَثْمودِ
هَاكَها كاعباً تخوَّنَها الإعْ / جَالُ تَكْميلَ حُسنِها بالنُّهُودِ
لمْ يضرْهَا أنْ لَمْ يقلْها النُّوَاسي / يُ ولا شَيْخُ بُحْتر بن عَتُودِ
وشُهُودي بما نَحَلْتُكَ شَتَّى / من حَسُودٍ ومنْ ودُودٍ حَشُودِ
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى / فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها / من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي / فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ
على حينََ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ / وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ
طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ / بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ
لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها / وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ
لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ / فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ
تَنَغَّصَ قَبْلَ الرِّيِّ ماءُ حَياتِهِ / وفُجِّعَ منْه بالعُذُوبة والبَرْدِ
ألَحَّ عليه النَّزْفُ حتَّى أحالَهُ / إلى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ
وظلَّ على الأيْدي تَساقط نَفْسُه / ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ
فَيَالكِ من نَفْس تَسَاقَط أنْفُساً / تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ لهُ / ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَهُ / وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي / وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ
وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه / ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته / وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
وإنِّي وإن مُتِّعْتُ بابْنيَّ بَعْده / لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ
وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها / فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
لكلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اخْتلالَهُ / مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جَلدِ
هَلِ العَيْنُ بَعْدَ السَّمْع تكْفِي مكانهُ / أم السَّمْعُ بَعْد العيْنِ يَهْدِي كما تَهْدي
لَعَمْرِي لقد حالَتْ بيَ الحالُ بَعْدَهُ / فَيَا لَيتَ شِعْرِي كيف حالَتْ به بَعْدِي
ثَكِلتُ سُرُوري كُلَّه إذْ ثَكلتُهُ / وأصبحتُ في لذَّاتِ عيْشي أَخَا زُهْدِ
أرَيْحَانَةَ العَيْنَينِ والأَنْفِ والحَشا / ألا لَيْتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عن عهدي
سأسْقِيكَ ماءَ العيْن ما أسْعَدَتْ به / وإن كانت السُّقْيَا من الدَّمْعِ لا تُجْدِي
أعَيْنَيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثَّرى / بأنْفِس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفْدِ
أعَيْنيَّ إن لا تُسْعِداني أَلُمْكُمَا / وإن تُسْعداني اليوم تَسْتَوْجبا حَمْدي
عَذَرْتُكُما لو تُشْغَلانِ عن البُكا / بِنَوْمٍ وما نَوْمُ الشَّجِيِّ أخي الجَهْدِ
أقُرَّةَ عيني قدْ أطَلْت بُكاءها / وغادرْتها أقْذَى من الأعينِ الرُّمدِ
أقُرَّةَ عيني لو فَدَى الحَيُّ مَيِّتاً / فَدَيْتُك بالحَوْبَاء أَوَّلَ من يَفْدِي
كأني ما اسْتَمْتَعتُ منك بنظْرة / ولا قُبْلةٍ أحْلَى مَذَاقاً من الشَّهْدِ
كأني ما استمتعتُ منك بِضَمَّةٍ / ولا شمَّةٍ في مَلْعبٍ لك أو مَهْدِ
ألامُ لما أُبْدي عليك من الأسى / وإني لأخفي منه أضعاف ما أُبْدي
محمَّدُ ما شيْءٌ تُوُهِّمَ سَلْوةً / لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوجدِ
أرى أخَوَيْكَ الباقِيينِ فإنما / يَكُونان للأَحْزَانِ أوْرَى من الزَّندِ
إذا لَعِبا في ملْعَبٍ لك لذَّعا / فؤادي بمثل النار عنْ غير ما قَصدِ
فما فيهما لي سَلْوَةٌ بَلْ حَزَازَةٌ / يَهِيجانِها دُونِي وأَشْقَى بها وحْدي
وأنتَ وإن أُفْردْتَ في دار وَحْشَةٍ / فإني بدار الأنْسِ في وحْشة الفَرْدِ
أودُّ إذا ما الموتُ أوْفَدَ مَعْشَراً / إلى عَسْكَر الأمْواتِ أنِّي من الوفْدِ
ومن كانَ يَسْتهدِي حَبِيباً هَدِيَّةً / فَطَيْفُ خيَال منك في النوم أسْتَهدي
عليك سلامُ الله مني تحيةً / ومنْ كلِّ غيْثٍ صادِقِ البرْقِ والرَّعْدِ
إذا هُمُ عَيَّدُوا عِيديْن في سَنَةٍ
إذا هُمُ عَيَّدُوا عِيديْن في سَنَةٍ / كانت بوجهك لي أيامُ تَعْييدِ
قالوا اسْتَهَلَّ هِلالُ الفطْر قلتُ لهم / وجْهُ الأمير هلالٌ غيرُ مفْقُودِ
بدا الهلالُ الذي اسْتقبْلتُ طَلْعَته / مُقابَلاً بهلالٍ منك مَسْعودِ
أجْدِدْ وأخْلِقْ كلا العيديْنِ في نِعَمٍ / تأبَى لهنَّ الليالي غير تجديدِ
إن قاد صنُوُكَ جَيْشَ العيدِ عُقْبَتَهُ / فما اخْتَلَلْتَ لفقْدِ الجيش في العيدِ
بلْ لوْ تَوَحَّدْتَ دون النَّاسِ كُلّهمُ / كنتَ الجميع وكانوا كالمواحِيدِ
عليك أُبَّهَةُ التأمِيرِ واقِعَةٌ / لا بالجنود ولا بالضُّمَّرِ القُودِ
أنتَ الأميرُ الذي ولَّتْهُ هِمَّتُهُ / بغير عهدٍ من السلطان معْهُودِ
ولايةً ليس يجْبي المالَ صاحِبُها / بل الرَّغِيبَيْنِ من حَمْدٍ وتَمجيدِ
هل الأميرُ سِوَى المُعْدِي بنائله / على عَداءِ صُرُوفِ البيض والسُّودِ
وأنتَ تُعْدِي عليها كلَّما ظَلَمَتْ / يا ابْنَ الكرام بِرِفْدٍ منك مَرْفُودِ
فَلْيصنع العَزْلُ والتَّأميرُ ما صنعا / فأنت ما عشْتَ والي إمْرَةِ الجُودِ
تِلْكَ الإمارةُ أعْلاها مُؤَمِّرُهَا / أنْ يملِكَ الناسُ منها حَلَّ مَعْقُودِ
عَطيَّةُ اللّه لا يَبْتَزُّهَا أحَدٌ / ليستْ كشيء مُعادٍ ثمَّ مَردُودِ
لو كنتَ أزمانَ وَأْدِ الناسِ ما وَأَدُوا / أحْيا سَماحُك فيهمْ كُلَّ مَوْؤودِ
فما يضرُّك ما دار الزمانُ به / وأنت حَالَيْكَ في سِرْبالِ مَحْسُودِ
هذا على أنه لا فَرْقَ بينكما / وَحُقَّ ذلك والعُودانِ من عُودِ
أضْحى أخوكَ على رَغْمِ العِدَا جَبَلاً / ينُوءُ منك بركْنٍ غير مَهْدودِ
تَظاهَرَانِ على تَقْوَى إلهِكُما / كلا الظَّهيرَيْنِ مَعْضُودٌ بمعضُودِ
فالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ والشِّكْلُ مؤْتَلِفٌ / والأزْرُ بالأزر مَشْدُودٌ بمشدودِ
والمِرتَّانِ إذا ما الْتَفَّتا وَفَتا / بمُسْتَمِرٍّ من الأمْراسِ مَمْسُودِ
ما زادَ كلُّ ظَهِيرٍ أمْرَ صاحِبهِ / بأمْرِهِ غير تَثْبِيتٍ وتأْبيدِ
كَلاً ولا زاد كلٌ مَجْدَ صاحبه / بمجدِهِ غير تَوْطِيدٍ وتشْيِيدِ
فالعِزُّ عِزُّكما والمجْدُ مَجْدُكما / ومَنْ أبَى ذاك مَوْطُوءُ اللَّغَاديدِ
كُلٌّ يرى لأخيه فَضْلَ سُؤْددِهِ / وكنْتُما أهْلَ تفْضِيلٍ وتَسْويدِ
مات التَّحاسُدُ والأضغانُ بَيْنَكما / فماتَ كلُّ حَسُودٍ موْتَ مَكْمُودِ
وَرُدَّ كلُّ تَميمٍ كان ينْفُثُهُ / راقي الوُشاةِ فَعَضُّوا بالجلاميدِ
لا زال شمْلَ اجْتِمَاعٍ شَمْلُ أمرِكما / وشمْلُ أمْر الأعادِي شَمْلَ تَبْدِيدِ
إن قِيلَ سَيْفَان يأبى الغِمْدُ جمْعَهُما / فأنْتُما مُنْصَلا سَلٍّ وتجْريدِ
لا تُحْوَجانِ إلى غِمْدٍ يضُمُّكما / كِلاكُما الدَّهرَ سَيْفٌ غير مغْمُودِ
مُجَرَّدانِ على الأعْداءِ قد رَغِبا / عن الجفُون إلى هامِ الصَّناديدِ
مُؤلَّفَان لنصر الله قد شُغِلا / عن التَّباغي بطاغُوتٍ ومِرِّيدِ
ما في الحُسَامَيْن مأمُورٌ بصاحبه / عليكما بِرِقابِ العُنَّدِ الحِيدِ
للسَّيْفِ عن قَطْعِ سَيْفٍ مثْلِهِ ذَكَرٍ / مَنْدُوحَةٌ في رقاب ذاتِ تَأْوِيدِ
فَلْيُعْنَ بِالمَثلِ المضْرُوب غَيْرُكما / فليس مَعْناكُما فيه بموْجُودِ
لا تَعْجَبَا من خِصَامي عنْكُما مَثَلاً / قدْ أبَّدَتْهُ الليالِي أيَّ تأبيدِ
هذا لِذاك وهذا بعْدهُ قَسَمٌ / بِمَشْهَدٍ من جَلال اللّه مشْهودِ
ما اليومُ يمْضي وعيني غَيْرُ فائزةٍ / بِحَظِّهَا منْك في عُمْري بِمعْدُودِ
لكِنْ تطاوَلَتِ الشكْوى بِقائدَتي / فكنتُ شهْراً وحالي حالُ مَصْفُودِ
شُغِلْتُ عنك بِعُوَّارٍ أكابِدُهُ / لا بالملاهي ولا ماءِ العَناقيدِ
ولو قَعَدْتُ بلا عذْرٍ لَمَهَّدَ لي / جَميلُ رَأيك عُذْري أيَّ تَمْهِيدِ
قاسيْتُ بعدَك لا قاسيَت مِثْلَهُما / نَهارَ شكْوى يُبَاري ليْلَ تَسْهِيدِ
أُمْسِي وأُصْبِحُ في ظَلْماءَ من بَصَري / فَما نَهَارِيَ مِنْ لَيْلي بمَحْدُودِ
كَأَنَّني منْ كِلا يَوْمِي وليْلَته / في سَرْمَدٍ من ظلام الليل ممدودِ
إذا سَمعتُ بِذِكْرِ الشمْسِ آسَفَنِي / فَصَعَّدَتْ زَفَراتي أيَّ تصْعِيدٍ
وليس فَقْدُ ضِياء الشمس أَجْزَعَني / بل فَقدُ وجهك أوْهَى رُكْنَ مَجْلُودي
لا يَطْمَئنُّ بجْنبِي لِينُ مُضْطَجَعٍ / وما فراشُ أخي شكْوى بممهودِ
أرْعى النُّجومَ وأنَّى لي بِرِعْيَتِهَا / وطَرَفُ عيْني في أسْرٍ وتَقْيِيدِ
وإنَّ مَنْ يَتَمَنَّى أن يُوَاتِيَهُ / رَعْيُ النُّجوم لَمَجْهُودُ المجاهيدِ
وضاقَت الأرْضُ بي طُرَّاً بما رَحُبَتْ / فصارَ حَظِّي منْها مِثْلَ مَلْحُودي
فلم تَكُنْ راحَتي إلا مُلاحَظَتي / إيَّاكَ عن فكْر قلْب جدِّ مَجْهُودِ
وكمْ دَعَوْتُك والعَزَّاءُ تَعْصبُني / وأنتَ غايةُ مَدْعَى كلِّ منْجُودِ
وقد تبدلتُ من بَلْواي عافيةً / بحمْد رَبٍّ على الحاليْنِ مَحْمُودِ
فافتح لعبدك بابَ العُذْر إنَّ لهُ / قدْماً بلُطفكَ باباً غير مسدُودِ
يا من إذا البابُ أعْيا فتْحُ مُقْفَلِهِ / ألقى الدُّهاةُ إليْه بالمقاليدِ
بنَجم رَأْيك تُجْلَى كُلُّ داجيةٍ / يُبَلَّدُ النجْمُ فيها كُلَّ تَبْلِيدِ
فإنْ تماريْتَ في عُذْري وَصحَّتِه / فاجْعَلْه غُفْرَانَ ذنْب غير مجْحُودِ
وما تعاقبُ إنْ عاقبْتَ من رَجُلٍ / بسَوْطه دُونَ سَوْط النَّقْم مَجْلُودِ
حسْبي بجُرْمي إلى نفْسي مُعاقبةً / إن كنتُ أطردْتُ نفسي غير مطرودِ
فإنْ عَفَوْتَ فما تنْفَكُّ مُرْتَهناً / شكْراً بتقليد نُعْمَى بعْدَ تقليدِ
تُطَوِّقُ المَنَّ يُوهي الطَّود مَحْملُهُ / وإنَّهُ لَخَفيفُ الطوْق في الجِيدِ
تَمُنُّ ثم تَفُكُّ المنَّ مجْتَهِداً / عن الرَقابِ فيأبى غيْرَ تَوْكِيدِ
وإن سطوْتَ فكَمْ قَوَّمْتَ ذا أَوَدٍ / تَقْوِيمَ لَدْنٍ من الخطِّيِّ أمْلُودِ
يا ابْنَ الأكارم خذْها مِدْحَةً صدرَتْ / عن موْرِدٍ لك صَافٍ غيْرِ موْرُودِ
لا فضْل فيه سِوَى ما أنْت مُفْضِلَهُ / فَشُرْبُ غيرك منْه شُرْبُ تَصْرِيدِ
مَكْنُونُ وُدٍّ تَوَخَّاك الضَّمِيرُ به / ولم يزاحِمْكَ فيه شِرْكُ مَوْدُودِ
تَوْحِيدُ مَدْحِك دون الناس كلِّهمُ / سِيَّانِ عنْدي وإخْلاصي وتوْحِيدي
وما قَصَدْتُ سِوَى حَظِّي ومَسْعَدَتي / ولسْت في ذاك محْفُوفاً بتَفْنِيدِ
أنت الذي كلَّما رُمْتُ المديح له / أجابني وضميري غيْرُ مَكْدُودِ
بَحْرِي بِبَحْرِك مَمْدُودٌ فحُقَّ له / ألّا يُرى الدَّهْرَ إلا غير مَثْمُودِ
أمْدَدْتَ شِعْري بأَمْدَادٍ مظاهَرَةٍ / من المناقب لا تُحْصَى بِتعديدِ
وما رَمَيْتُكَ من وُدِّي بخاطئةٍ / مِنِّي ولا فَلْتَةٍ عن غير تَسْدِيدِ
هذا الأميرُ أَتَتْهُ وهْو في كَنَفٍ
هذا الأميرُ أَتَتْهُ وهْو في كَنَفٍ / كاللَّيْل من عُدَدٍ ما شئْتَ أو عَدَدِ
من كلِّ مُسْتَعْذِبٍ لِلْموتِ دَيْدَنُهُ / بَزُّ الكُماة ولُبْسُ البيض والزَّرَدِ
مُعْتَادَةٌ قَنَصَ الأبْطال شِكَّتُهُ / يرى الطِّرادَ غداة الرَّوعِ كالطَّرَدِ
كأّنه اللَّيْث لا تَثْنِي عَزيمَتَهُ / إلّا عَزِيمتُهُ أو جُرْعةُ النَّفَدِ
ولم تزلْ طوْعَ كَفَّيْهِ يُصَرِّفُها / بين الأنام ولا تعْصِيه في أَحَدِ
حتى أتاه رسولُ الموت يُؤْذِنُهُ / أن البقاء لوَجْه الواحِد الصَّمَد
للَّه من هالِكٍ وافَى الحِمامُ بِهِ / أُخرَى الحياةِ وأخْرَى المجدِ في أمدِ
كم مُقْلَةٍ بعدَه عَبْرَى مُؤَرَّقَةٍ / كأَنما كُحِلَتْ سَمَّاً على رمدِ
جادتْ عليه فأغْنَتْ أن يُقال لها / يا عيْنُ جُودِي بدَمْعٍ منك مُطَّردِ
إنْ لا يكن ظُفُرُ الهَيْجَا مَنِيَّتَهُ / فأَكْرَمُ النَّبْتِ يَذْوِي غير مُحْتَصَدِ
أما ترى الغَرْسَ لا تَذْوي كَرائمُهُ / إلا على سُوقِها في سائر الأبدِ
لِمِيتةِ السِّيْفِ قَوْمٌ يشْرُفُونَ بها / لَيْسوا من المجْدِ في غاياتِه البُعَدِ
عزُّ الحياة وعزُّ الموْت ما اجْتَمعا / أسْنَى وأَبْنَى لِبَيْت العِزِّ ذي العُمُدِ
مَوْتُ السَّلامة للإنسان نَعْلَمُهُ / وإنَّما القِتْلةُ الشَّنْعاءُ للأَسَدِ
لم يُعْمِل السَّيْفَ ظُلماً في ضَرائبه / فلم يُسَلَّطْ عليه سيفُ ذي قَوَدِ
لا تَبْعَدَنَّ أبا العباس من مَلِكٍ / وإنْ نأيْتَ وإن أصْبحتَ في البَعَدِ
غادَرْتَ حوْضَ المنايا إذْ شَربْتَ بِهِ / عذْبَ المذاق كذوب الشَّهْد بالبَردِ
وإنَّ فَضْلَةَ كأْسٍ أنتَ مُفْضِلُها / لَذاتُ بَرْدٍ على الأحْشَاء والكَبدِ
ما متَّ بل مات أهلُ الأرْض كلُّهمُ / إذ بنتَ منْهم وكنت الروح في الجسدِ
فأنت أولى وإن أصْبحت في جَدَثٍ / بأن تُعَزَّى بأهل الوَعْث والجَدَدِ
كم من مصائبَ كان الدهرُ أخْلَقَها / أضحى بك النَّاسُ في أثوابها الجُدُدِ
من بين باكٍ له عينٌ تساعده / وبين آخر مَطْويٍّ على كمدِ
فَعَبْرَةٌ في حُدُور لا رُقُوء لها / وزفْرةٌ تملأ الأحْشاء في صَعَدِ
سوَّيْتَ في الحُزْن بين العالَمينَ كما / سوَّيْتَ بينهُم في العيشَة الرَّغَدِ
بثَثْتَ شَجْوَكَ فيهم إذ فُقدْتَ كما / بثثت رفْدَكَ فيهم غَيْر مُفْتَقَدِ
عَدْلا حياةٍ وموْتٍ منْك لو وُزِنا / هَذَا بهذَاك لم يَنْقُصْ ولم يَزدِ
قدْ كنتَ أَنْسَيْتَهُمْ أن يذْكُروا حَزَناً / فَاليوم ينْسَوْن ذكْرَ الصبْر والجلدِ
نَكَأْتَ منهم كُلُوماً كان يَكلِمُها / رَيْبُ الزمان فتأسوها بخَيْرِ يَدِ
عجبتُ للأرض لم تَرْجُفْ جوانبُها / وللجبال الرَّواسِي كيْفَ لمْ تَمِدِ
عجِبتُ للشمس لم تُكْسَفْ لمهْلِكِهِ / وهْوَ الضِّياء الذي لولاه لم تَقِدِ
هَلّا وَفَتْ كوفاء البدر فادَّرَعَتْ / ثوبَ الكُسُوف فلم تُشْرقْ على بلدِ
لا ظُلْمَ لَوْ شَاهَدَتْ من حال مَصْرَعه / ما شاهَدَ البدرُ لم تشرق ولم تَكَدِ
لك الهناء بمولودٍ أقَرَّ بهِ
لك الهناء بمولودٍ أقَرَّ بهِ / عَيْنَيْ أبي النَّجْم مَوْلَى كُلِّ تمجيدِ
وكان أهلاً لما يُولاهُ من حَسَن / بدرُ البدُور وصنْديدُ الصَّناديدِ
بدرٌ حباه بنَجمٍ من حباهُ بكمُ / يا آل وَهب بَني الغُرِّ الأماجيدِ
أعدَيْتَهُ بَرَكاتٍ منكَ في شُعَب / شتَّى من الأمْر حتَّى في المواليدِ
لما توالى لك النَّجْمان في نَسَقٍ / وافاهُ نجمٌ هَدى السَّارين في البيدِ
وكان دهراً عن الأذْكار مُنْغَلِقاً / فكان فَألُكَ من خير المقاليدِ
طَرَّقْتَ بابنيك لابْن جاءه سُرُحاً / واليُمْنُ صاحب تَطْريق وتمْهيدِ
كما تُطَرِّقُ بالآراء تَقْدَحُها / برأْيه فَتُلَقَّى كلَّ تَسديدِ
لقد جُمِعْتَ وإياه على قَدَرٍ / والحمدُ للّه أنْواعَ التَّحاميدِ
أضحى التَّلاؤم في الخيْرات بينكما / مثْلَ التلاؤم بين الرأس والجيدِ
فالجَدّ بالجدِّ مُؤْتَمٌّ يُماثِلُه / والرأْيُ بالرأي في نقْض وتَوْكيدِ
لا زال شَمْلَ اجتماع شَمْلُ أمرِكما / وشمْلُ أمْرِ الأعادي شمْلَ تبديدِ
وكلُّكُمْ فأدام اللّه نِعْمَتَهُ / إدامَةً بين إعْزاز وتأيِيدِ
فكلُّكُم يا بني وهْبٍ ذَوُو كرم / مُرَدَّدٌ في المعالي أيَّ تَرْديدِ
من كان أهْلاً لإمتاعٍ بدوْلَتِه / فأنْتُمُ أهْلُ إمتاع وتخليدِ
أصلحتُم الدين والدنيا بيُمْنِكُمُ / من بعد ما طال إفسادُ المناكيدِ
فالملْك في روضَةٍ منكمْ وفي عُرُسٍ / والدين في جُمْعَةٍ منكم وفي عِيدِ
لا تَحْمَدُوني أن جَوَّدْتُ مَدْحَكُمُ / فإنما قام تَشْييدٌ بِتوطيدِ
جوَّدْتُ فيكم كما أجْوَدْتُ أيدِيَكُمْ / ما حَمْدُ مُتْبِعِ أَجْوادٍ بِتَجوِيدِ
تُحكَى المكارمُ عنكمْ وهي شاهدةٌ / ليسَتْ بغَيب ولا تُحصى بتعديدِ
وما حِكاية شيْءٍ لا خَفاء به / جاء العيانُ فألْوَى بالأسانِيدِ
بل إنما قلتُ قَوْلي فيكُمُ مِقَةً / مِنِّي لكُمْ قبل شُكْرِي للمَرافيدِ
لاَ تَحْسَبُوني لشيء غيْرِ أنفُسِكُمْ / أُغْرَى بتجديدِ مَدْح بعْدَ تَجْدِيدِ
لكنْ كما راقَت القُمْرِيَّ جَنَّتُهُ / فظلَّ يُتْبِعُ تغْرِيداً بتغْريدِ
أحِبُّكمْ لحُلاكُم لا لأنْعُمِكُمْ / كلّا وإن أصبَحَتْ غوْثَ المجاهيدِ
ولينبَسِطْ لي عذري إن سألتُكُمُ / فإن دِينيَ فيكم دينُ توَحِيدِ
أفسدتُمُونِيَ لا إفْسَادَ تَنْحِيَةٍ / للخير عنِّيَ بلْ إفساد تَعْويدِ
وزهَّدتْني أياديكُمْ وفضْلُكُمُ / في كل شيء سواها كل تزهيدِ
تاللّه أسألُ قوماً غيركم صَفَداً / يا أعْيُنَ الماء في دهْر الجلاميدِ
وما اعْتَفَيْتُكُمُ إلا بِتَجْربَةٍ / إذا اعتفى القومَ عافيهِمْ بتقليدِ
نِسْبَتُهُ كاذبةٌ كاسْمِهِ / سُمِّيَ بالخلْدِ ولن يَخْلُدا
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ / يولد لطائيٍّ ولنْ يُولدا
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ / يولد لطائيٍّ ولنْ يُولدا
لا بل عَلَيَّ وليس لي
لا بل عَلَيَّ وليس لي / ما بانَ منِّي فانْفَرَدْ
أو ليس ما عدَّتْهُ لي / أيدي الحساب من العَدَدْ
مُتَخَوَّناً مُتَنَقَّصاً / منِّي مزيداً في الأبَدْ
أو ما أرى ولدي قُوىً / منِّي بنقْضي تُسْتَجَدْ
جُعِلَتْ وكانت كلُّها / حَبْلاً حِبَالاتٍ بَدَدْ
كم من سُرورٍ لي بِمَوْ / لُودٍ أُؤمِّلُهُ لِغَدْ
وبأن يَهُدَّنيَ الزما / نُ رأيت مُنَّتَهُ تُشَدْ
ومن العجائب أن أُسَر / رَ بما يُشَدُّ بأَنْ أَهَدْ
دع ذا فَخَلْفَك أربعو / ن ضحى طويلاتُ المُددْ
تلْتجُّ فيها نفخةٌ / للصور تَنخب ذا الجلدْ
شنعاءُ في الآذان تُق / لق كلَّ روحٍ في جسدْ
يا راكضاً في لهوه / مهلاً فقد جُزْتَ الأمَدْ
في الأربعينات الثلا / ث مَواعظ لذوي العُقَدْ
كم أربعين وأربعي / ن وأربعون تقول قدْ
في كلهنَّ مواعظٌ / تدعو الغَوِيَّ إلى الرشدْ
فَقَدٍ بتوبةٍ مخلصٍ / للواحد الأحد الصَمَدْ
عيدٌ تَنافستِ الأيامُ زينَتَه
عيدٌ تَنافستِ الأيامُ زينَتَه / واستشرفتْه بأبصارٍ وأجيادِ
طلعْتَ فيه طلوع البدر وافقه / طلوعُ سعدٍ فوافاه لميعادِ
في موكب ظلَّت الدنيا تَشيم به / مَخيلةٌ ذات إبراقٍ وإرعادِ
وقْعُ الكرُاعِ ولمْعُ البيض يوقِدُهُ / لألاءُ وجهك فيه أيَّ إيقادِ
للّه ذلك من عيدٍ لقد وثِقتْ / فيه النفوس بركنٍ غير مُنْآدِ
في مِثله عَلِم الجُهّال بعد عمىً / أن الخلافة مُرساةٌ بأوتادِ
أرْهبْتَ فيه عُداة المُلك فانقلبوا / منه بأقلق أحشاءٍ وأكبادِ
فاسْعدْ به وبأعيادٍ تُعمّرها / في ظل عيشٍ ورَيقِ العُود مَيَّادِ
يا أكرم الناس دون الناس كُلِّهمُ / وليس ذلك من قِيلي بإبعادِ
نفسي فداؤك بل نفسي وأسْرَتُها / بل كلُّ نفس وما أَغلى بك الفادي
من كان يُهدِي على العمياء مِدْحَتَهُ / إهداءَ مستسلم للظن منقادِ
فما امتدحتُك إلا بعد ألسنةٍ / ولا انتجعتُك إلا بعد رُوَّادِ
إليك ساقَ تِجَارُ الحمد عِيرهُمُ / يُنْفدْنَ أسدادَ ليلٍ بعد أسدادِ
لهم بوجهِك هادٍ من أمامِهِمُ / ومن رجائك حادٍ أيُّما حادي
على سَوَاهِمَ يذرَعْنَ الفلا عَنقَاً / بأذرعٍ شَدَنِيَّاتٍ وأعضادِ
تَطْنِي الفلا مُثْقَلاتٍ وُسْعَ طاقتها / من الثناء مُخِفَّاتٍ من الزادِ
مُعَوّلاتٍ على غيثٍ تَيَمَّمُهُ / ما آب رائدُهُ إلا بإحمادِ
كلتا يديك يمينٌ لا شمال لها / مخلوقتان لأمجادٍ وإنجادِ
يدانِ لا يَفْتُرانِ الدهرَ من صفدٍ / يغني فقيراً ولا مِن فَكِّ أصفادِ
إن دام جودُك أنْزَفْنا قَرائحنا / بعد الجُمُوم وآذَنّا بإنفادِ
تُعْطِي الجزيل بلا وعدٍ تُقدِّمه / ولا تعاقبُ إلا بعد إيعادِ
تبني مكارم مُرْساةً قواعدها / على مكارم آباءٍ وأجدادِ
يا آل طاهرٍ الأعلين مَرْتبةً / لازلتُمُ رغم أعداءٍ وحسّادِ
أمسى مُجاوركم يأوِي إلى جبل / صعبِ المراقي ويرعى جانبَيْ وادي
من عاث في الأرض إفساداً فإنكُمُ / بدَّلتُمُ الأرض إصلاحاً بإفسادِ
أنتم بنو ذي اليمينين الذي هَجْعَتْ / به السيوفُ وعادت ذات أغمادِ
مُسَوَّمينَ بسيما اليُمْنِ في غُررٍ / مولودةٍ بنجومٍ غير أنكادِ
أجْلت لنا منكُمُ الأيام عن خَلَفٍ / حُكَّامِ فصلٍ وأبطالٍ وأجوادِ
من نجم رأيٍ ومن بحرٍ له فجرٌ / على العفاةِ ومن ضِرغامةٍ عادي
فكلما نزلت بالناس نازلةٌ / ألْفَتْ لها راصداً منكم بمرصادِ
لكم مَقامان شتى طال ما ضَمِنَا / طيَّ الكُشوحِ على شكرٍ وأحقادِ
يفديكُمُ الناس إذ تفدون أنفسهم / منكُم بأفضل أرواحٍ وأجسادِ
في كلِّ هيجاء تُكنَى من فظاعتها / أمَّ الدهاريس أو تُدعى بِعصْوادِ
كم فيكُمُ من شديد الدَّرْء يومئذٍ / يَصْلى الوغى بشهابٍ منه وقادِ
يغشى صدورَ العوالي دون حوْزته / بصدر حرٍّ عن السوآت محيادِ
هذا ثنائي وهاتيكُم مناقبُكم / بأعين الناس ما أبْعدتُ إشهادي
تَحَمَّدتْ بكُمُ الأيامُ فانكفأتْ / بعد الشكاةِ بحمدٍ حاضرٍ بادي
ما حيدَ بالناس عن منهاج مكرمةٍ / إلا هَدَاكُمْ إلى منهاجِها هادِي
فابقوا بقاءَ مساعيكُمْ فقد بَقِيتْ / منهن أطوادُ مجدٍ فوق أطوادِ
ليس الجَوَاد مشترِي القصائد
ليس الجَوَاد مشترِي القصائد / بل الجوادُ مشتري المحامدِ
من جائرٍ في مدحه وقاصدِ / بل الجواد باذلُ المرَافدِ
لشاكرٍ نعمَتَهُ وجاحدِ / يُعطِي العطايا ليس للعوائدِ
لا كالمفيد طَلبَ الفوائدِ / يُريغ بالمعروف حمد الحامدِ
إراغةَ البائع نقْدَ الناقدِ / اعْلَمْ فداك طارفي وتالدي
أن الذي أثنى برِفْد الرافدِ / فقد جزاه بالصُّواع الزائدِ
واستويا على قرارٍ واحدِ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025