المجموع : 15
أَبلِغ أَبا الجارودِ عَنّي رِسالَةً
أَبلِغ أَبا الجارودِ عَنّي رِسالَةً / يَروحُ بِها الماشي لِقاءَكَ أَو يَغدو
فَيُخبِرُنا ما بالُ صَرمِكَ بَعدَ ما / رَضيتَ وَما غَيَّرتَ مِن خُلُقٍ بَعدُ
أَإِن نِلتَ خَيراً سَرَّني أَن تَنالَهُ / تَنَكَّرتَ حَتّى قُلتُ ذو لِبدَةٍ وَردُ
فَعَيناكَ عَيناهُ وَصَوتُكَ صَوتُهُ / تَمَثَّلتَهُ لي غَيرَ أَنَكَ لا تَعدو
فَإِن كُنتَ قَد أَزمَعتَ بِالصَرمِ بَينَنا / فَقَد جَعَلَت أَشراطُ أَوَّلِه تَبدو
وَكُنتُ إِذا ما صاحِبٌ رَثَّ وَصلُهُ / وَأَعرَضَ عَنّي قُلتُ بِالمَطَرِ الفَقدُ
أَلَم تَرَ انّي وَالتَكرُّمُ شيمَتي
أَلَم تَرَ انّي وَالتَكرُّمُ شيمَتي / وَكُلُّ امرىءٍ جارٍ عَلى ما تَعَوَّدا
أُطَهِّر أَثوابي مِنَ الغَدرِ والخَنا / وَأَنحو إِلى ما كانَ خَيراً وَأَمجَدا
وَشاعِرِ سوءٍ يَهضِمُ القَولَ كُلَّهُ / إِذا قالَ أَقوى ما يَقولُ وَأَسنَدا
صَفحتُ لَهُ بَعدَ الأَناةِ فَرُعتُهُ / بِحَرباءَ لَم يعلم لَها كَيفَ أَرصَدا
وَإِنّي لَذو حِلمٍ كَثيرٍ وَإِنَني / كَثيراً لأُشفي داءَ مَن كانَ أَصيَدا
أَعودُ عَلى المولى إِذا زَلَّ حِلمُهُ / بِحِلمي وَكانَ العَودُ أَبقى وَأَحمَدا
فَكُنتُ إِذا المَولى بِداليَ غِشُّهُ / تَجاوَزتُ عَنهُ واستَدَمتُ بِهِ غَدا
لِتُحكِمَه الأَيامُ أَو لِتَردَّهُ / عَليَّ وَلَم أَبسِط لِساناً وَلا يَدا
أَبي القَلبُ إِلّا أُمَّ عَوفٍ وَحُبَّها
أَبي القَلبُ إِلّا أُمَّ عَوفٍ وَحُبَّها / عَجوزاً وَمَن يَحبِب عَجوزاً يُفَنَّدِ
كَسَحقِ اليَماني قَد تَقادَمَ عَهدُهُ / وَجِدَّتُهُ ما شِئتَ في العَينِ واليَدِ
أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ لَومي وَأَحقادي
أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ لَومي وَأَحقادي / وَلا تَعجَلي إِنَّ الصَحابَةَ كالزادِ
يُخَفَّفُ مِنهُ كُلَّما حُلَّ مَنزِلٌ / وَلا يُنتَهى عَن بَعضِهِ دونَ إِنفادِ
أَفاطِمَ وَالمُستَعجِلُ الَبينَ كالَّذي / يُنادي بِإِدلاجٍ وَصاحِبُهُ غادى
فَإِنَّكِ إِن لا تَعجَلي اليَومَ تَظفَري / بِحَظِّكِ مِنهُ في جَمالٍ وَإِسدادِ
وَإِنَّ الأُلى يَلحونَكِ النُصحَ مِنهُمُ / فَما مِنهُم داعٍ لِرُشدٍ وَلا هادِ
وَإِنَّكِ إِن لا تَترُكي ما يُريبُني / أُصِبكِ بِشَرٍّ ناجِزٍ غَيرَ أَحقادِ
لَقَد جَدَّ في سَلمى الشَكاةُ وَلَلَّذي
لَقَد جَدَّ في سَلمى الشَكاةُ وَلَلَّذي / يَقولونَ لَو يَبدو لَكَ الرُشدُ أَرشَدُ
يَقولونَ لا تمذَل بِعِرضِكَ واِصطَنِع / مَعادَك أَنَّ اليَومَ يَتبَعُهُ غَدُ
وَإِيّاكَ والقَومَ الغِضابَ فَإِنَّهُم / بِكُلِّ طَريقٍ حَولَهُم يُتَرَصَّدُ
تُلامُ وَتُلحى كُلَّ يَومٍ وَلا تُرى / عَلى اللَومِ إِلّا حَولَها تَتَرَدَّدُ
أَقادَتكَها العَينُ اللَجوجُ وَقَد تُري / لَكَ العَينُ ما لا تَستَطيعُ لَكَ اليَدُ
أَلَم تَرَ أَنّي أَجعَلُ الوَأيَ ذِمَّةً
أَلَم تَرَ أَنّي أَجعَلُ الوَأيَ ذِمَّةً / أَخو الغَدرِ عِندي رَوغَةُ المَرءِ بِالوَعدِ
وَما رَجُلٌ لا يَقتَفي بِكَلامِهِ / بِموفٍ بِميثاقٍ عَليهِ وَلا عَهدِ
إِذا المَرءُ ذو القُربى وَذو الذَنبِ أَجحَفَت / بِهِ ضَرَّةٌ حَلَّت مُصيبَتُهُ حِقدي
لَعَمرُكَ ما نَصرٌ فَلا تَحسِبَنَّهُ
لَعَمرُكَ ما نَصرٌ فَلا تَحسِبَنَّهُ / مِنَ المُسلِمينَ بِالقَويِّ وَلا الجَلدِ
خَرَجتَ مَع العَوراءِ تَلتَمِسُ الهُدى / وَكانَ الهُدى فيما تَرَكتَ عَلى عَمدِ
وَقَد كانَ في الفُرقانِ لَو كُنتَ باغِياً / لِنَفسِكَ مِنهُ ما يَدُلُّ عَلى الرُشدِ
بانَ الشَبابُ كَبَينِ الهالِكِ المُودي
بانَ الشَبابُ كَبَينِ الهالِكِ المُودي / وَعَرَّدَ الجَهلُ عَنّي أَيَّ تَعريدِ
بِعتُ الشَبابَ بِشَيبٍ بَيعَةً غَبَناً / يا لَكَ بَيعاً حَراماً غَيرَ مَردودِ
إِنّي أُطالِبُهُ في الناسِ أَنشُدُهُ / يا حَبَّذا مِن مُضَلٍّ غَيرَ مَوجودِ
أَما تَرى لِمَّتي شابَت وَزايَلَها / نَفجُ الصِبا وَطِلابُ الفِتيَةِ الغيدِ
فَقَد أَراها كَمِثلِ اللَيلِ فاحِمَةً / وَحفاً غُدافِيَّةً مِثلَ العَناقيدِ
تَسبي الغَوانيَ ما تَنفَكُّ غانيَةٌ / تَعطو إِلَيها بِضافٍ لَيِّنِ الجيدِ
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم / وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ / وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ / لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا
لا تُشعِرَنَّ النَفسَ يَأساً فَإِنَّما
لا تُشعِرَنَّ النَفسَ يَأساً فَإِنَّما / يَعيشُ بِجَدٍّ حازِمٌ وَبَليدُ
وَلا تَطمَعَن في مالِ جارٍ لِقُربِهِ / فَكُلُّ قَريبٍ لا يُنالُ بَعيدُ
وَفَوِّض إِلى اللَهِ الأُمورَ فَإِنَّما / تَروحُ بِأَرزاقٍ عَلَيكِ جُدودُ
أَتَينا الزُبَيرَ فَدانى الكَلامَ
أَتَينا الزُبَيرَ فَدانى الكَلامَ / وَطَلحَةُ كَالنَجمِ أَو أَبعَدُ
وَأَحسَنُ قَولَيهِما فادِحٌ / يَضيقُ بِهِ الخَطبُ مُستَنكَدُ
وَقَد أَوعَدونا بِجهدِ الوَعيدِ / فَأَهوِن عَلَينا بِما أَوعَدوا
فَقُلنا رَكَضتُم وَلَم تُرمِلوا / وَأَصدَرتُمُ قَبلَ أَن تُورِدوا
فَإِن تَلقَحوا الحَربَ بَينَ الرِجالِ / فَمُلقِحُها جَدُّهُ الأَنكَدُ
وَإِنَّ عَليّاً لَكُم مُصحِرٌ / أَلا إِنَّهُ الأَسَدُ الأَسوَدُ
أَما إِنَّهُ ثالِثُ العابِدينَ / بِمَكَةَ واللَهُ لا يُعبَدُ
فَرَخّوا الخِناقَ وَلا تَعجَلوا / فَإِنَّ غَداً لَكُمُ مَوعِدُ
أَمُفَنِّدي في حُبِّ آلِ مُحَمَدٍ
أَمُفَنِّدي في حُبِّ آلِ مُحَمَدٍ / حَجَرٌ بفيكَ فَدَع مَلامَكَ أَو زِدِ
مَن لَم يَكُن بِحبالِهِم مُتَمَسِّكاً / فَليَعتَرِف بِولاءِ مَن لَم يَرشُدِ
أَبى اللَهُ الّا أَنَّ لِلأَزدِ فَضلَها
أَبى اللَهُ الّا أَنَّ لِلأَزدِ فَضلَها / وَأَنَّهُمُ أَوتادُ كُلِّ بِلادِ
أَجاروا زياداً حينَ أَسلَمَ نَفسَهُ / إِلَيهِم وَكانَ الرأيُ رأيَ زيادِ
فَأَصبَحَ في الحَدّانِ وَالأُزدُ دونَهُ / بسُمرٍ كَأَشطانِ الجرورِ حِدادِ
لَهُ مِنبَرٌ يَرقاهُ في كُلِّ جُمعَةٍ / وَآلَة مُلكٍ شُرطَةٍ وَحشادِ
أَقولُ وَزادَني جَزَعاً وَغيظاً
أَقولُ وَزادَني جَزَعاً وَغيظاً / أَزالَ اللَهُ مُلكَ بَني زيادِ
وَأَبعَدَهُم بِما غَدَروا وَخانوا / كَما بَعَدَت ثَمودُ وَقومُ عادِ
وَلا رَجَعَت رِكابُهُمُ إِلَيهِم / إِذا وَقَفَت إِلى يَومِ التَنادِ
لَيتَكَ آذَنتَني بِواحِدَةٍ
لَيتَكَ آذَنتَني بِواحِدَةٍ / تَجعَلُها مِنكَ سائِرَ الأَبَدِ
تَحلِفُ أَلّا تَبرَّني أَبَداً / فَإِنَّ فيها بَرداً عَلى كَبِدي
إِن كانَ رِزقي إِلَيكَ فارمِ بِهِ / في ناظِرَي حَيَّةٍ عَلى رَصَدِ