القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : رِضا الهِندي الكل
المجموع : 14
أرى الكونَ أضحى نورُه يتوقَّدُ
أرى الكونَ أضحى نورُه يتوقَّدُ / لأمر به نيرانُ فارِسَ تخمُدُ
وإيوان كسرى انشقَّ أعلاه مؤذناً / بأن بناءَ الدين عادَ يُشَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشِّرك أَضحت عقيمةً / فهل حان من خير النبيين مولدُ
نعم كاد يستولي الضلالُ على الورى / فأقبل يهدي العالمينَ محمدُ
نبيٌّ براهُ الله نوراً بعرشه / وما كان شيءٌ في الخليقة يوجدُ
وأودعه من بعدُ في صُلب آدمٍ / ليسترشد الضُّلاَّلُ فيه ويهتدوا
ولو لم يكن في صُلب آدمَ مُودَعاً / لما قال قِدماً للملائكة اسجدوا
له الصدر بين الأنبياء وقبلهم / على رأسه تاج النبوة يعقد
لئن سبقوه بالمجيء فإنَّما / أتوا ليبثُّوا أمره ويمهدوا
رسولٌ له قد سخَّر الكونَ ربُّه / وأيَّدَهُ فهو الرسول المؤيّد
ووحَّدَهُ بالعزِّ بين عباده / ليجروا على منهاجه ويُوَحِّدوا
وقارن ما بين اسمه واسم أحمد / فجاحده لا شكَّ لله يجحد
ومن كان بالتوحيد لله شاهداً / فذاك لِطه بالرسالة يشهد
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل / لمالك يوم الدين إيّاك نعبدُ
ولا أصبحت أوثانهم وهِيَ التي / لها سجدوا تهوي خشوعاً وتسجد
لآمنة البشرى مدى الدهر إذ غَدت / وفي حجرها خير النبيين يولد
به بشَّرَ الإِنجيل والصُّحفُ قبلَهُ / وإن حاول الإخفاء للحقّ ملحد
بسينا دعا موسى و ساعير مبعث / لعيسى ومن فاران جاء محمد
فسل سفر شعيا ما هتافهم الذي / به أُمروا أن يهتفوا ويمجدوا
ومن وَعَدَ الرحمن موسى ببعثه / وهيهات للرحمن يُخلَفُ موعد
وسل من عنى عيسى المسيح بقوله / سأُنزله نحو الورى حين اصعد
لعمرك إن الحق أبيضُ ناصعٌ / ولكنما حظُّ المعاند أسود
أيخلدُ نحو الأرض متّبع الهوى / وعمَّا قليل في جهنّم يخلد
ولولا الهوى المُغْوي لما مال عاقل / عن الحقّ يوماً كيف والعقل مرشد
ولا كان أصناف النصارى تنصّروا / حديثاً ولا كان اليهود تهوّدوا
أبا القاسم اصدع بالرسالة منذراً / فسيفك عن هام العِدى ليس يغمدُ
ولا تخش من كيد الأعادي وبأسهم / فإن عليّاً بالحسام مُقلَّد
وهل يختشي كيدَ المضلّين من له / أبو طالب حام وحيدر مسعدُ
عليٌّ يدُ الهادي يصول بها وكم / لوالده الزاكي على أحمد يدُ
وهاجر أبا الزهراء عن أرض مكّة / وخلِّ عليّاً في فراشك يرقدُ
عليك سلام الله يا خير مرسل / إليه حديث العزّ والمجد يسندُ
حباك إله العرش منه بمعجز / تبيد الليالي وهو باقٍ مؤبّد
دعوتَ قريشاً أن يجيئوا بمثله / فما نطقوا والصمت بالعيِّ يشهدُ
وكم قد وعاه منهمُ ذو بلاغة / فأصبح مبهوتاً يقوم ويقعدُ
وجئت إلى أهل الحجى بشريعة / صفا لهمُ من مائها العذب موردُ
شريعة حق إن تقادم عهدها / فما زال فينا حُسنُها يتجدّد
عليك سلام الله ما قام عابد / بجنح الدّجى يدعو وما دام معبد
أيان تنجز لي يا دهر ما تعدُ
أيان تنجز لي يا دهر ما تعدُ / قد عشَّرت فيك آمالي ولا تلدُ
طال الزمان وعندي بعدُ أمنيةٌ / يأتي عليها ولا يأتي بها الأمد
تمضي الليالي ولا أقضي المرام فهب / أنّي ابن عاد فكم يبقى له لبد
علام أحبس عن غاياتها هممي / ولي هموم تفانى دونها العدد
ولا أداوي بإتلاف العدى سقمي / وكم يقيم على أسقامه الجسد
والدهر يبطش بي جهلاً فتحسبني / يغضُّ عيني عنه العجز لا الجلد
وما درى بل درى لكن تجاهل بي / إنّي مخيف الردى والضيغم الأسد
لو كان يجهل فتكي في الحروب لما / ظلت فرائصه إن صلتُ ترتعد
فيا مغذّاً علىوجناء مرتفعها / قطع الفجاج ولمع الآل ما ترد
تطوى القفار به حرفٌ عملَّسةٌ / شملالة حرة مرقالة أجد
كأنها عرش بلقيسٍ وقد علقت / بها أماني سليمان إذا أجد
جُب بالمسير هداك الله كل فلاً / عن الهدى فيه حتى للقطا رصد
جُب يبوِّئك الترحال ناحيةً / تحل من كرب اللاجي بها العقد
وبقعة ترهب الأيام سطوتها / وليس تهرب من ذؤبانها النقد
وروضة أنجم الزهراء قد حسدت / حصباءها وعليها يحمد الحسد
وأرض قدس من الأفلاك طاف بها / طوائف كلما مرُّوا بها سجدوا
فأرخص الدمع من عينين قد غلتا / على لهيب جوى في القلب يتَّقدُ
وقل ولم تدع الأشجان منك سوى / قلب الفريسة إذ ينتاشها الأسد
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا / وِردٌ هنيٌّ ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل / يا ابن الزكيِّ لليل الانتظارِ غد
فاكحل بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلاً / يكاد يأتي على إنسانها الرمد
ها نحن مرمى لنَبل النائبات وهل / يغني اصطبار وهي من درعه الجَلَدُ
كم ذا يؤلفُ شمل الظالمين لكم / وشملكم بيدي أعدائكم بدد
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت / بها النوائب لما خانها الجلد
هب أن جتدك معدود فجدك قد / لاقى بسبعين جيشاً ما له عدد
غداة جاهد من أعدائه نفراً / جدُّوا بإطفاء نور الله واجتهدوا
وعصبة جحدوا حقّ الحسين كما / من قبل حق أبيه المرتضى جحدوا
وعاهدوه وخانوا عهده وعلى / غير الخيانة للميثاق ما عهدوا
سمَّوا نفوسهم بالمسلمين وهم / لم يعبدوا الله بل أهواءهم عبدوا
تجمَّعت عدة منهم يضيق بها / صدر الفضا ولها أمثالها مدد
فشدَّ فيهم بأبطال إذا برقت / سيوفهم مطروا حتفاً وما رعدوا
صالوا وجالوا وأدَّوا حق سيدهم / في موقف فيه عَقَّ الوالدَ الولدُ
وشاقهم ثمر العقبى فأصبح في / صدورهم شجر الخطيِّ يختضد
وعاد ريحانة المختار منفرداً / بين العدا ما له حام ولا عضد
وِترٌ به أدركت أوتار ما فعلت / بدرٌ ولم تكفهم ثأراً لها أُحُدٌ
يكرُّ فيهم بماضيه فيهزمهم / وهم ثلاثون ألفاً وهو منفرد
لو شئت يا علة التكوين محوهمُ / ما كان يثبت منهم في الوغى أَحَدُ
لكن صبرت لأمر الله محتسباً / إياه والعيش ما بين العدا نكد
فكنت في موقف منهم بحيث على / رحيب صدرك وفَّاد القنا تفد
حتى مضيت شهيدا بينهم عميت / عيونهم شهدوا منك الذي شهدوا
يا ثاوياً في هجير الصيف كَفَّنَهُ / سافي الرياح ووارته القنا القصد
لاَ بَلَّ ذا غلة نهر قُتِلتَ به / موري الفؤاد أواماً وهو مطرد
على النبي عزيزٌ لو يراك وقد / شفى بمصرعك الأعداء بما حقدوا
وأصدروك لهيف القلب لا صدروا / وحلأّوك عن المورود لا وردوا
ولو ترى أعين الزهراء بقرتها / والنبل من فوقه كالهدب ينعقد
له على السمر راس تستضيء به / سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد
إذاً لحنَّت وأنَّت وانهمت مقلٌ / منها وحرت بنيران الأسى كبد
عجبت للأرض ما ساخت جوانبها / وقد تضعضع منها الطود والوتد
وللسماوات لِم لا زلزلت وعلى / مَن بعد سبط رسول الله تعتمد
الله أكبر مات الدين وانطمست / أعلامه وعفى الإِيمان والرَّشَدُ
وقَوِّضَت خيم الأطهار من حرم ال / مختار لما هوى من بينها العمد
وربَّ بارزة من خدرها ولها / قلب تقاسمه الأشجان والكمد
تقول يا إخوتي لا تبعدوا أبداً / عن حيِّكم وبلى والله قد بعدوا
لم يبق لي إذ نأيتم لا فقدتكم / حامٍ فيرعى ولا راع فيفتقد
إلا فتًى صدَّه عن رعي أسرته / أسارةً ونحول الجسم والصفد
وكيف يملك دفعاً وهو مرتهنٌ / بالسير ممتهن بالأسر مضطهد
ونحن فوق النياق المصعبات بنا / يجاب حَزنُ الربى والغور والسند
في كل يوم بنا للسير مجهلة / تطوى ويبرزنا بين الورى بلد
يا آل أحمد جودوا بالشفاعة لي / في يوم لا والد يغني ولا ولدُ
لكم بقلبي حزن لا يغيره / مَرُّ الزمان ويفنى قبله الأبد
ثوب الجديدين يبلى من تقادمه / وخطبكم أبداً أثوابه جدد
بدر المسرات قد تجلَّى
بدر المسرات قد تجلَّى / فطالعي في لقاه أسعد
وفي موعدي فوافى / وحيَّى فعدت حيَّا
وبدر الملاح طافا / بشمس من الحميَّا
إذا قابل السلافا / بوجه له محيَّا
من نشوة الراح ماس دلاَّ / وبالحيا خدُّه تورَّد
بديع له معاني / بها حارت العقول
إذا لاح للعيان / ومالت به الشمول
تلجلجت في بياني / فلم أدر ما أقول
إن قلت كالبدر قال كلا / أين له شعري المجعَّد
تعدَّيت لا تقسني / إذا ما بدا جمالي
بظبيٍ ولا بغصنٍ / وبدر ولا هلال
فما للظباء حسني / وما الغصن في اعتدالي
والظبى يقلى إذا تحلَّى / والغصن يجفا إذا تجرَّد
فتفاح ورد خدي / من الخال فيه عنبر
وثغري كنظم عقدي / وريقي كطعم سُكَّر
وإن تلتفت لجعدي / تجد منه حين يُنشَر
عنقود كرم وقد تدلَّى / من وجنتي فوق وردتي خد
تطيَّب بآس شعري / وفي ظله تَقَيَّل
وإن ترم رشف ثغري / ففي وجنتي تنقل
ومنها ففز لعمري / بتفاحة تُقَبَّل
إذا سقاها الحياء طلاَّ / من مائه جنرها توقَّد
فبتنا وللأغاني / صدى بالقلوب عابث
برجع من المثاني / ونغم من المثالث
فلم ندع للهموم شملا / إلا وباللهو قد تبدَّد
بليلٍ به المجره / جرى نهرها المسلسل
ولي بالوصال نظرة / شفت قلبي المبلبل
فتمت به المسرة / ونلنا الذي يؤمل
لم يحكمه في السرور إلا / عرس عليِّ الذرى محمد
فتى قد حوى خصالاً / بها أمتاز في الأنام
روى المجد والكمالا / عن آبائه الكرام
أجل حسبه جلالا / بأن كان من إمام
فاق جميع الأنام فضلاً / فهو بكل الصفات مفرد
إمام له الزعامة / على حاضر وباد
له منصب الإمامة / له الأمر في البلاد
به تمت الكرامة / من الله للعباد
إن كان ركن الهدى ليبلى / لو لم يكن فيه قد تجدّد
له الحكم والسياسة / له الفضل والعلاء
له الحزم والفراسة / له العزّ والإِباء
له الأمر والرياسة / له المجد والبهاء
فكلما في النديِّ حلاَّ / عليه تاج البهاء يعقد
إذا ما أجلت فكرا / بما فيه من معان
يقول اللسان عذرا / فقد حرت في البيان
فكم في الطروس أجرى / منايا وكم أماني
في قلم إن جرى وصلَّى / خَرَّت جميع الملوك سُجَّد
وما يبلغُ الثناءُ / بمن أنجب التقيَّا
كريماً له سخاءُ / طوى الأكرمين طيا
فلا تبلغ السماء / مقاماً له عليّاً
بدر هدى قد سما محلاَّ / له نجوم السماء حُسَّد
فيا سعد قم وأنشد / قصيد الهنا لديه
ورجِّع بها وغرّد / واهدِ الثنا إليه
أعد لفظها وردّد / وكن ناشراً عليه
صحف مديح عليه تتلى / وزد وبارك على محمد
أخيه الفتى المهذب / أبي القاسم النبيل
هو الموئل المجرب / من الحادث الجليا
وكم للرشاد كوكبٍ / بدا من بني الخليل
داموا لأهل الزمان ظلاَّ / ما الركب غنى بهم وغرَّد
إلى ربعهم زففتُ / من الفكر أيَّ بكر
ولولاهم وقفت / ولم أهد بنت فكري
وما غيرهم عرفت / بنظمي ولا بنثري
ولم أزل منذ كنت طفلاً / ناصرهم باللسان واليد
وكنّا إن أردنا منك وصلاً
وكنّا إن أردنا منك وصلاً / أصبناه وإن نمشي رويدا
فصرنا نستعين على التلاقي / بأشراك الكرى لنصيد صيدا
كيف يطيب العيش أو ينفى الكمد
كيف يطيب العيش أو ينفى الكمد / ولاعج الأشواق في القلب اتقد
وها أنا أيدي الفراق أودعت / في بلد جسمي وقلبي في بلد
نهضت لحفظ الدين فاعتاقك الردى
نهضت لحفظ الدين فاعتاقك الردى / أحين ترجيناك تستأصل العدى
فديت نفوس المسلمين بمهجة / نفوس جميع المسلمين لها الفدا
وقمت بأمر الله لا متهيباً / من الحرب عقباها ولا مترددا
فلو أن ماء البحر سال كتائباً / أو انهار رمل الأرض جنداً مجنّدا
وأفردك الجمع الذي كان حاشداً / عليك للاقيت الكتائب مفردا
ولم أنس إذ تستنفر الناس للوغى / وتؤذن أن النفر موعده غدا
فقلت متى يطوي الظلام وينجلي / فتنجز للدين الحنيفي موعدا
ولو كنت أدري ما أرى في صباحه / تمنيت أن الليل أطبق سرمدا
فيا حافظاً دين النبي محمد / فقدنا بمثواك النبي محمدا
مضيت حثيث السير لم تشك علَّة / ولا بتَّ في فرش السقام مسهدا
ولا احتجت في وصف الدواء ممرضاً / ولا اختلف الأحباب نحوك عوَّدا
لأنك لا تنفك تطلب راحة ال / برايا ولم تبرح لنفسك مجهدا
خلائق قد عوِّدتهنَّ وإنما / لكل امرىءٍ من دهره ما تعوّدا
فهدَّ من الإسلام حصناً ممنعاً / وهدَّم للإِيمان قصراً مشيَّدا
وقمت ثقيل الخطو حتى كأنني / أجَرُّ بأغلال القيود مصفَّدا
إذا انطلقت رجلي كبوت لوجهتي / لأنّي في نعماك أمس مقيدا
ولم يدمِ قلبي يوم فقدك إنّنا / فقدنا أعزَّ الناس مجداً وسؤددا
وأحسن أهل الأرض خلقاً ومنطقاً / وأصدق من فيها وعيداً وموعدا
وأعلاهمُ كعباً وأدناهمُ ندىً / وأقربهم خطواَ وأبعدهم مدى
وأثبتهم رجلاً إذا وقفوا على / مزلٍّ وأقواهم إذا بسطوا يدا
وشخصاً بأبراد الفضائل كاسياً / إليها ملوك الأرض تدخل سُجَّدا
ولكن شجاني أن شملاً جمعته / مَعاذاَ له قد كاد أن يتبدّدا
وأن عيون الشرك قرَّت بفادح / به ناظر التوحيد أمسى مسهّدا
أحين نضاك الدين سيفاً مجرداً / تعود باطباق الصفايح مغمدا
وفي حين أعلام الضلال خوافق / تنكسك الأقدار يا علم الهدى
مضيت فكم أبكيت للعلم منبراً / وأوحشت من فقدِ العبادة مسجدا
وكم صارخ لم يلف بعدك مصرخاً / ومستنجد لم يلف بعدك منجدا
وكم حازم يبكي الفضائل والنهى / وذي عيلة يبكي السماحة والندى
أقام عليك المسلمون مآتماً / بيوم أقام المسلمين وأقعدا
ولم يندب الإسلام إلا لأنه / يخاف بأن تمسي فقيداً فيُفقدا
فيا علماء الدين هبوا لنصره / فإن قناهُ كاد أن يتقصدا
ألا نهضة ملِّيةٌ تنسف الربى / وتقذف موج البحر بالدم مزبدا
تحيل صباح الكفر بالنقع قاتماً / وتلبسه قطعاً من الليل أسودا
وتغشى الصليبيين فيها كتائب / ينادون في نقع العجاج محمد
إذا أبرقت أسيافهم سالت الدما / ولم يرهبوا صوت المدافع مرعدا
متى تتغنَّ البندقيات يسرعوا / لشرب كؤوس الحنف مثنى وموحدا
إن تُمس في ظُلَمِ اللحود موسَّدا
إن تُمس في ظُلَمِ اللحود موسَّدا / فلقد أضات بهنَّ أنوار الهدى
ولئن يفاجئك الردى فلطالما / حاولت إنقاذ العداة من الردى
هذا مدى تجري إليه فسابقٌ / في يومه أو لاحق يمضي غدا
قد كنت أهوى أنّني لك سابق / هيهات قد سبق الجواد الى المدى
فليندب التوحيد يوم مماته / سيفاً على التثليث كان مجردا
وليبك دين محمد لمجاهدٍ / أشجت رزيته النبي محمدا
وليجر أدمعه اليراع لكاتب / أجراه في جفن الهداية مرودا
وجد الهدى أرِقاً فأسهر جفنه / حرصاً على جفن الهدى أن يرقدا
أأخيَّ كم نثرت يداك من الهدى / بذراً فطب نفساً فزرعك أحصدا
إن كنت لم تعقب بنين فكل من / يهديه رشدك فهو منك تولدا
اأخيَّ إن العيش أكدر موردٍ / قل لي فهل تحلو المنية موردا
صفها فإنّي بابتهاجك واثق / لكن على نفسي أخاف من الردى
هل خولوك من الشفاعة ما به / أحظى وأحيا في الجنان مخلدا
أأخيَّ إن الموت فرَّق بيننا / أتراك تجعل للتلاقي موعدا
حال الحمام فلا تلبي داعياً / يأتي فناك ولا تحيي الوُفَّدا
واعتدت أن تجفو محباً لم يكن / أبد الزمان على جفاك معودا
إنّي لأطمع في المنام بزورة / لو لم يكن جفني عليك مسهدا
يا من هدى المسترشدين بنوره / نم هادئاً فعليك قلبي ما هدا
لا تحذر السفر البعيد فلم تزل / بالباقيات الصالحات مزودا
ذهب الزمان بساعدي ومساعدي
ذهب الزمان بساعدي ومساعدي / وبكت لما ألقاه عين الحاسد
ولربَّ قائلة تصبَّر فالبكا / والحزن لا يشفي غليل الواجد
هَب أنّه عظم الفقيد فهل ترى / يسترجع المفقودَ دمعُ الفاقد
فأجبتها والدمع يسبق منطقي / فينوب عني في بيان مقاصدي
قد كنت أصبر في النوائب كلها / لو أن عندي قلب عبد الواحد
يقولون صبراً فالنوائب لم تزل
يقولون صبراً فالنوائب لم تزل / تنوب وإن الصبر ما زال محمودا
بل هو محمود لدى الناس كلهم / ولكنه بالرغم أصبح مفقودا
زار من بعد جفوة وصدود
زار من بعد جفوة وصدود / ووفى بعد مطله بالوعود
كان عهدي بمثله يمطل العه / دَ فقد أنجز الغداة عهودي
ظبي إنسٍ يسبي الظباء بطرفٍ / ذي فتور منه ولفتة جيد
يرتعي في حشاي لا شيح نجد / وبقلبي مأواه لا بزرود
كم عميد يوم الوعى راح لما / شام خديه أيّ صبٍّ عميد
عاد منا يريق أيَّ دماءٍ / بلحاظ أمضى من البيض سودِ
كلما سلَّ لحظه رحت أدعو / كم قتيل كما قتلت شهيد
وهضيم الكشحين ما قام إلا / جذبته أردافه للقعود
شاب راسي من الصبابة مذ / شبَّ بقلبي خداه ذات الوقود
زارني في الدجى كبدر تمام / ساتراً وجهه بليل الجعود
رام أن يكتم الزيارة لكن / نمَّ منه عليه نشر البرود
طاف يسعى على الندامى بكأس / فيه طعم اللمى ولون الخدود
في رياض تغرد الورق فيها / فتزيل الهموم بالتغريد
وتجس الأغصان حين تغني / كمغنٍ يجس نبض العود
يا مرقد الطوسيِّ فيك قد انطوى
يا مرقد الطوسيِّ فيك قد انطوى / محيي العلوم فعدت أطيب مرقد
بك شيخ طائفة الدعاة الى الهدى / ومُجَمِّعُ الأحكام بعد تبدد
أودى بشهر محرم فأضافه / حزناً لفاجع رزئه المتجدد
وبكى له الشرع الشريف مؤرخاً / أبكى الهدى والدين فقد محمد
لبني الزهراء ربع مربع
لبني الزهراء ربع مربع / أبداً زوارهم تأتيه وفدا
يا بني الزهراء أرخ ربعكم / نور بانيه به الزوار تهدى
بنفسي إمام حلَّ في خير مشهد
بنفسي إمام حلَّ في خير مشهد / بقبته زهر الكواكب تهتدي
وقدست أرضاً قلت فيها مؤرخاً / يغيب بها مهدي آل محمد
حييت وأنت في الدنيا سعيد
حييت وأنت في الدنيا سعيد / ومتَّ وأنت مظلوم شهيد
وماذا ضرَّ من في الله يفنى / ويبقى بعده الذكر الحميدُ
قضيت العمر في عمل وعلمٍ / ولم تبرح تفيد وتستفيد
وفي سنِّ الصبا لازمت هدياً / شيوخ الفضل عنه لا تزيد
فلو عاش الندى لبكاك حزناً / ولكني أراه هو الفقيد
ولو مَثُلَ الهدى لغدا يحلَّي / ثراك لدمعه عقد فريد
أعيذ لجين جسمك أن أراه / نضاراً حين يقطعه الحديد
أعيذ جمال وجهك وهو بدر / منير أن يغيبه الصعي
أعيذ بني نزار وهم ملوك ال / برايا ان تحيط بها العبيد
أهوِّن نكبتي أن ليس بيني / وبين منيتي أمد بعيد
وأنك طبت في الفردوس عيشاً / وحاق بخصمك الخزي الشديد
بكى عام الفراق القلب شجواً / وأرخه مضى الحسن الشهيد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025