المجموع : 38
هو السعد لم يصلد لقادحه الزند
هو السعد لم يصلد لقادحه الزند / فمن لم يعنه الجند لم يفنه الجد
عن السعد حدثنا وكرر حديثه / ومهما ادعى شيئا فقل صدق السعد
وإن ناب دهر فاقتحمها عضوضة / فليس لجاني الورد من شكوه بد
سأركبها أما لحتف معجل / وأما لعز عيش صاحبه رغد
واترك اخلاط الأماني لأهلها / فإن التمني جهد من لا له جهد
والطم وجه الصحصحان بحافر / يطير جذاذا تحته الحجر الصلد
إذا لم أشمر زند أحوس باسل / فلاضا جعتني البيض والسمر الملد
ذريني أقدها تمضغ اللجم شزبا / يغور بها غور وينجدها نجد
إذا لم أجردها ليوم كفاحها / فقل لي لماذا تربط الضمر الجرد
ذريني أذق حر الزمان وبرده / فلا خير فيمن عاقه الحر والبرد
إذا المرء لم يترك قرارة داره / فما هو إلا الميت غيبه اللحد
أرى السيف لم يقطع وإن كان ماضيا / إذا لم تفارقه الحمائل والغمد
ولا السهم لولا رأي راميه صائب / ولا السيف يفري الهام لكنه الزند
ذريني أطرق كل حي بصاحب / أبي اللَه إلا أن يدوم له عهد
من البيض لافي نصحه الغش كامن / ولا بين جنبيه على صاحب حقد
أرى العقل لم يجمعه والمال جامع / وللضد طبع لا يلائمه الضد
إذا لم تجد من صاحب ما هويته / وفوق الذي تهوى فقد كذب الود
ومن يسأ التجريب عن كل صاحب / يجبه جواب القبح عما هو الرد
ذريني أدرك بالمتاعب راحتي / فلا نوم إلا بعد أن يفرط السهد
وما أنا إلا من عرفن فعاله / سل القدحة الصماء عما حوى الزند
وفي العقل رشد النفس لو تقتدي به / وما يفعل المولى إذا ابق العبد
وهيهات إن الهو عن المجد بالهوى / وكيف بطين القار يستبدل الند
تعد أميم وجه رشدي ضلالة / لعل ضلالي يا أميم هو الرشد
أمثلي من يخشى وإن شب جمرها / وليس بضرار على الذهب الوقد
إلى المجد غيري كم تخلى سبيله / وكم عاطل يبكي على جيده العقد
ولو كان قرما من ينازع همتي / لهونت ما ألقى ولكنه وغد
يرى نفسه ليث العرين لشدة / نزا نزوانا بين أثوابه القرد
أقول لدهري حين أنكر جوهري / أعد نظرا فيه فقد فاتك النقد
أتحسبن أن السيف يخترم الطلى / جهلت وأيم اللَه لكنه الزند
وليل كيوم الصب راقبت هوله / كأن به شهب الدجى حدق رمد
أساير فيه الغول شعثا عوابسا / كأني مليك بينها وهي الجند
توهمتها يا سعد تدرك بالونى / إذا كان هذا رأي سعد فلا سعد
وبين الردى والعيش والفهم والغنى / مناكرة والضد ينكره الضد
أأشكو زمانا فيه للجود باذل / أبي اللَه إلا أن يدوم به الوفد
إذا جزرت مدا يد اليمن والمنى / فمن نوء قاضي المسلمين لها مد
أمين كنوز الفضل عيبة سرها / هو العالم العلوي والجوهر الفرد
إذا لم يغث غيث العلوم بكشفه / فواحيرة المشتاق عاث به صد
نزارية أحسابه مضرية / يطرزها تاج النبوة والبرد
ربيع من الآلاء يمطره النهى / فينبت في حافاتها الحمد والمجد
فتى طبق الآفاق جم علومه / واوشك منها ذو الغواية ينقد
من القائدين الخيل خوصا إلى الوغى / خماصا عليها الأسد أقواتها الأسد
ملوك المعالي والعوالي كأنهم / سهام الردى لا يسطاع لها رد
أخذت بأيدي العلم والحلم والحجا / وكانت عليها كل عادية تعدو
إليك أمين اللَه زمت ركابنا / وحاديك من حسن الثناء بها يحدو
اثرها ولا تسأل عن الحال مفصحا / وما حالة الحلفاء جدّ بها وقد
إذا الجد لم يسعدك لم ينفع الجد
إذا الجد لم يسعدك لم ينفع الجد / هو السيف لا ما أرهفت حده الهند
أذود الليالي والليالي تذودني / فيقعدني جد وينهضني جد
لعلك يا ابن الأرحبية ملحقي / بمرتبة في السبق ما بعدها بعد
تعللني الدنيا بيومي أو غد / لقد طال يا دنيا على الطالب الوعد
ومن جرب الدنيا يجد بين شهدها / ذعافا وما بين الذعاف له شهد
أعاذلتي ما الكأس لي بقعيدة / ولا من مراعي الضيغم الشيح والرند
فلا الدن يصبيني إلى خندريسة / ولا تتصاباني بآرامها نجد
ولا طمع الحرص الذميم يقودني / إلى كل حر قاده طمع عبد
يطاول باعي من تقاصر باعه / فيضحكني الضحك الذي حشوه الوجد
وما العيش إلا العز لا شيء غيره / إذا الماء لم يعذب فلا حبذا الورد
سأدرك من مولى خزاعة غاية / إذا رامها العبوق عوقه البعد
أرى حمدا فيض المحامد كلها / يضيق به البحر الذي جزره مد
له شيم أنسية ملكية / لها التاج من وشي المكارم والبرد
يروع العدى بالرقش طورا وتارة / بأبيض ذي حدين مالهما حد
معيد الورى سكرى بنشوة رفده / كأن الطلا من بعض أنواعها الرفد
ليمناه يمن كلما عز مطلب / ويسراه يسر كلما أعسر الوفد
أنخ في مغانيه تجد في ظلالها / عبير ربيع في منابته المجد
فتى تقتني جدواه من حيث تتقي / سطاه وقد يجنى من الحسك الورد
حكيم له حل الأمور وعقدها / ومن حكماء الحكمة الحل والعقد
فيا حبذا يوماه في الباس والندى / كأنهما لحظ المليحة والخد
ضروب لأمثال الكماة كأنما / عليه لقد الفارس البطل القد
تحل حنبى الأقيال من نظراته / سهام ردى لا يستطاع لها رد
لقد أوردته أريحية طبعه / موارد عنها يصدر الأسد الورد
فتى الخيل يقريها الطعان صواديا / عرابا عليها الأسد مرنها الكد
يزين أسارير المعالي بواضح / عليه الثناء السبط والشرف الجعد
إذا انبجست بالدر أخلاف دره / ترى الغيث لا برق هناك ولا رعد
كريم قد استولى على كل فاقة / نداه كما استولى على ابل طرد
مطل بروحانية ذات نفحة / قضى ندها أن لا يكون لها ند
كسوب بحسناه المحامد كلها / ومن أخطأ الإحسان أخطاه الحمد
إذا طاولت أيدي الملوك بنانه / فقل لبروج الشهب طاولك الوهد
تجانب جنبيه الدنايا تنفرا / كذا الضد يابى إن يلائمه الضد
به غضت الأحداث عينا كليلة / فأعينها صور وأجراسها درد
فيا مرسل الآلاء للناس شرعا / لهم عدد منهم وليس لهم عد
لقد سرّت الدنيا رياستك التي / لسائر قصاد البلاد هي القصد
تصد بنات الدهر منك مهابة / ومالك عن اصلاح فاسده صد
فواطرب الزوراء إذ زار أفقها / فتى قمر الأقمار من درعه يبدو
فتى شبت الأشياخ منه بنظرة / وياشد ما شاخت بزجرته المرد
لعمر المعالي أنت قرة عينها / وإن كان منها في عيون العدى سهد
تحاول في ناديك مسح جفونها / وما لكليل الطرف من أثمد بد
أجزها على بعد من الدار منعما / فما رد ضوء الشمس عن كرم بعد
ما للدلال يهزها فتميد
ما للدلال يهزها فتميد / أهي القناة أم الفتاة الرود
جيداء حالية كأن عقودها / شهب الثريا والمجرة جيد
من ربرب آنسن كل خميلة / وسكن ظل العز وهو مديد
لا أبعد اللَه المنازل من رشا / يدنو ونيل الوصل منه بعيد
لم أنس ليلة زارني متلثما / والنجم عقد بالدجى معقود
فشممت من تفاحتيه نوافحا / وقف على العاني بها التأييد
يا ماليء الحجلين أنت ملأتني / وجدا يشيب الدهر وهو جديد
ما بعد جوهرك المجرد غاية / فضح الجواهر غيرك التجريد
ويلاه من وجد يرقص عبرتي / ويعلم الأنواء كيف تجود
وتنائف طرّقتُها بقلائصي / فكأنهن مناحر وعقود
هبت إلى المرعى النفيس وسفهت / من كان للمرعى الخسيس يرود
قم يا غلام نجس نبض حظوظنا / فالجد يجدي أن رعته جدود
ليس الإصابة بالشهامة وحدها / ربما اهتدى غاوٍ وضلّ رشيد
تنهى القناعة إن أفارق مسقطى / والحزم يأمر أن تجاب البيد
إن الأمور إذا جبنت شديدة / وإذا اجترأت فما عليك شديد
والجبن للإنسان أشأم طائر / من أوتي الأقدام فهو سعيد
قم يا أخا خولان نعتسف الدجى / من سد باب العجز فهو سديد
لا تذممن من الزمان فعاله / إن الزمان بأحمد لحميد
شرف بروحانية لو نسمت / نفحاتها لتحرك الجلمود
قرم تناهبت القروم بنانه / ولربما فل الحديد حديد
لا زال يقطر بالغزير ذبابه / حتى ارتوى يَبَس وأورق عود
رجل أساطين الرجال قنيصه / ومن الرجال ثعالب وأسود
بطل إذا رمق الجيوش تنكست / أعلامها وتقنطر الصنديد
جرار عادية تجوش خلالها / من معلمات بالفتوح جنود
ولطول حبهم الكفاح توهموا / إن المخذمة الرقاق خدود
للّه من ولدا بثوب واحد / وهما لعمرك أحمد والجود
تمشي سحائبه ثقالا بالندى / كمصفد ثقلت عليه قيود
دلفت إلى المتمردين رجومه / فانقاد طاغوت وذل مريد
وكأن انصله الصقال دواميا / بيض السوالف زانها توريد
وجه أرق من الندى وصلابة / في الحرب ليس لحدها تحديد
يا خارق الماذي كم لك غارة / سالت بها للدارعين كبود
اني يفوتك ما رميت من المنى / ولك السهام تريشهن سعود
لا زلت تلقى كل أشوس أصيد / بعزائم من صيدهن الصيد
كم جدت في صلة وعدت بعائد / فارتاح ملتاع واورق عود
تهتز من ذكراك أطواد الثرى / فكأنهن من الغصون قدود
حط الرحال بباب يمنك زائر / فليقض حق القاصد المقصود
وأفاك ممتثلا لأمرك خادما / إياك فاستخدمه كيف تريد
واهأ من العلياء بالعين التي / لا ماؤها كدر ولا مورود
فالدهر إذن كلما ناديته / ألقى إليك السمع وهو شهيد
هو السعد لم يصلد لقادحه زند
هو السعد لم يصلد لقادحه زند / ومن لم يعنه الجد لم يغنه الجد
ومن أصبحت ترعاه عين عناية / تداني له النائي ولان له الصلد
فخذ بالعلى واترك مزخرفة الهوى / ففي مرتع الآرام لم ترتع الأسد
وقد بركب الأمر المهول أخو النهى / إذا لم يكن من دون ذاك له بد
ولا تنكر الأسباب في كل حالة / فلولا انتشاء الجود لم ينشأ الحمد
وبادر إلى الحرب الزبون مشمرا / إذا المرأ لم يقتل فليس له الخلد
ولا تطلبن مجدا بغير ذبابه / فمن لم يحز بالسيف مجدا فلا مجد
ومن لم ير الهندي سائس ملكه / فلا حله حل ولا عقده عقد
ولا ضير إن قابلت بالمكر أهله / فغي يزاح الغي فيه هو الرشد
وإن شئت أن ترقى من العزقنة / يطول على الشم الرعان لها وهد
فيمم سليمان الزمان ومن له / مآثر ما تنهى إذا ما انتهى العد
فتى ألف العلياء إلفتها له / حلفي هوى ما حال بينهما حد
وكم جاس نقعا فانجلى من جبينه / بأبلج رفاف على تاجه السعد
وأقبل والرايات تخفق خلفه / إذا ما انتهى للعين جند بدا جند
وذلل بالهندي كل أبية / موارد عنها يصدر الأسد الورد
همام إذا ما سل في الروع سيفه / فليس سوى فرق الكميّ له غمد
وكم روض الآمال موطن ريفه / وحسب الحشا الحرانة المورد الصرد
وقابل بالإحسان كل إساءة / وللمرء مما كان يزرعه الحصد
وإن فاق أبناء الزمان جلالة / فليس لشمس الأفق في نورها ند
ورب عنيد تاه عجبا بنفسه / فصبحته بالدهم يحفزها الطرد
فولى كحفان الموامي خيفة / ولم يدر إن الخوف منه لك الجند
ولا يطمعن في عودة الفخر هارب / فماضي الصبا لا يستطاع له رد
وعذراء فخر قد حبته بوصلها / فاضحى لها من مجده الشنف والعقد
أخو همة تعلو السماك وفتكة / إذا قرعت كوفان ماج لها نجد
وإن أبدت الهيجاء عنوان فضله / فلا عجب إن حسن الذهب الوقد
ولا غرو أن حار النهى في صفاته / فتلك جهات ليس ينهى لها حد
مناقب تحكي الشهب نورا ورفعة / ولا عيب فيها غير إلا لها عد
وأين العقول العشر من وصف واحد / قضى اللَه إلا بعد غايته بعد
مليك له يعنو الزمان مهابة / ولا غرو أن يعنو لمالكه العبد
وقال به اليوم الأغر مؤرخا / سليمان لا ينفك خادمة السعد
ألا في ذمام اللَه سيرة راحل
ألا في ذمام اللَه سيرة راحل / يسايره من كل ناحية سعد
فتى الخيل يقريها الملوك بصارم / سوى الصفح والإحسان ليس له غمد
إذا حل في ناد تبين أنه / هو القمر الأرضي والفلك المجد
وإن سار سارت منه شمس منيرة / منازلها فضل طوالعها حمد
ظفرت أبا داود منها عناية / هي العزة القعساء والشرف النجد
أثرها إلى الهيجاء خوصا لحاظها / فما فوقها إلا الأكاسير والأسد
وضع قدمي مسعاك في معطس السها / فنقعهما للمجد يوم الوغى ند
وسر غير مأمور سعيد مؤيدا / لك السيف عبد والقنا أبدا جند
لأحمد عود فاض بالعز وبله
لأحمد عود فاض بالعز وبله / تعود الليالي من غواديه عودا
تراه بحيث النجم يبدو لناظر / ويكبر قدرا أن تلامسه يد
هي الدولة الغراء ليس لافقها / سوى أحمد شمس وبدر وفرقد
فما السيف أمضى منه حدا إذا سطا / ولا الحظ في إقباله منه أسعد
يزر على ذي لبدتين قميصه / به يسعف اللَه البلاد ويسعد
بعيد على أيدي الحوادث جاره / وإدراك معناه على الوهم أبعد
خبير بأعقاب الأمور كأنما / له مقلة للغيب ترعى وترصد
لئن رقدت عينا سواه عن الندى / فليس له عين عن الجود ترقد
سريع لإسعاف الأماني كأنما / له قسم عند الأماني وموعد
أبت نفسه إلا السماحة موردا / لقد طاب مولود كريم ووالد
فخار ملوك الأرض خيل وعسجد / وأدنى عطاء منه خيل وعسجد
تعود أسداء الجميل وإنما / شديد على الإنسان ما لا يعود
إذا حسدت قوم علاه فقل لهم / كفى حمقا إن الكواكب تحسد
وفي تعب من رام إدراك شأوه / ومن ذا رأى ماء المجرة يورد
كأن تصاريف الزمان عرفنه / فأعضاؤها من برق ماضيه ترعد
ولو كان للبحر المحيط قراره / لما خلته بالريح يرغو ويزبد
إذا طا ليل النائبات على امرىء / فأحمد ما يستطيع الناس أحمد
لك الخير يا مولي المكارم كلها / كفاها فخارا إنها لك أعبد
ولو كان بالفضل الخلود لفاضل / لكنت على رغم الليالي تخلد
وما تربت كف لها منك نائل / ولا قديت عين لها منك أثمد
سللت على الأيام كل مشطب / بحديه أعناق الملوك تقلد
إذا الكون غشته غواشي خطوبه / فنجمك نجم ثاقب الليل مرشد
قدمت بإقبال وخير فأرخوا / بطيب فعال الخير عودك أحمد
ما للفوادح نارها لا تخمد
ما للفوادح نارها لا تخمد / وزفيرها بين اللها يتردد
والدهر لا ينفك أما مبرق / ببروق صاعقة وأما مرعد
والعيش مختلف المساعي تارة / تجرى سفائنه وطورا تركد
واليسر مثل العسر ليس بنافع / عيش أغض ولا نعيم أرغد
والمرء ممتحن بخلة دهره / طورا بها يشقى وطورا يسعد
وعلى كلا الحالين لا يبقى بها / سعد يقيم ولا شقاء يقعد
وأخو الوفاء قليلة إخوانه / وأخو الحياء بها عديم مفرد
لا تدع للمعروف إلا أهله / فالجود في الشيم السليمة يوجد
واللؤم في الطبع اللئيم مركب / كالزند في طرفيه نار توقد
ما أقبح الإيسار في يد ممسك / والراح بالكأس الدنية تفسد
ولرب معتذر إليك ودونه / قاسي الطبيعة أفعوان أربد
وإذا رأيت العيش راقك صفوه / فتوقه ما كل ماء يورد
والدهر معلوم المحل وإنما / طمع ابن آدم فيه رأي مفسد
كرر لحاظك في الزمان أما ترى / إن النفوس عليه زرع يحصد
وكأنما الدنيا تقول لمن بها / عيشي وعيشك عن قليل ينفد
لا يغررنك ما ترى من فرصة / أين الألى عمروا الديار وشيدوا
راموا البقاء فصبحت أطلالهم / خيل المنون مغيرة فتبددوا
ولرب ذي حمق يروم بجهله / نيل الخلود ولا يتم له غد
لو رام بالذكر الخلود لناله / والمرء بالذكر الجميل يخلد
والنفس لا تنفك من خدع المنى / العمر يبلى والمنى تتجدد
أو ليس في إول الزمان وما جرى / عبر لمعتبر وأمر مرشد
تمسي بما تعد الليالي لاهيا / إني يصح من الكواذب موعد
أو ليس في النفر الذين رأيتهم / ورأوك مزدجر لمن يتفقد
عجبا لمن رقدت محاجر طرفه / والموت منتبه له لا يرقد
أين الفلاسفة الذين أطاعهم / جهد الأمور ولم يعقهم مقصد
أو لم يلن هذا الزمان قناتهم / حتى غدت بيد الردى تتأود
أين النطاسي الذي يشفى به / في كل مكرمة ذميم ملحد
يحيى الذي يحيا بسقياه الندى / حتى يكاد بما سقاه يخلد
من للعلوم جرت به فمشى بها / مشي السحاب عليه بحر مزبد
من للقضايا المشكلات يمدها / من فيض أبحره التي لا تنفد
خمدت مصابيح العلوم ولم تزل / بالدهن من زيتونه تتوقد
من للسحائب أن تغسل شلوه / فلعلها من فيضه تسترفد
من للغزالة أن تكفن جسمه / فيعود منه لمقلتيها اثمد
من للكواكب حين الحد في الثرى / لو أن ذاك البدر فيها يلحد
ولئن بكته المكرمات فقد بكت / فقد امرىء هو مقلتاها واليد
أيها تركت الكتب بعد دروسها / تشكو الدروس وما لها مستنجد
ولقد رحلت وللفضائل أعين / ترنو إليك كأنها تتزود
هذي فتاوى المكرمات تعطلت / فاليوم لا رشد لمن يسترشد
تهوى الغوادي إن تنوبك مره / والشمس كيف ينوب عنها الفرقد
فلترجع الدنيا بصفقة خاسر / قد ضاع منها الجوهر المتفرد
ولتفعل الأيام بعدك ما اشتهت / لم يبق للثقلين فيها مقصد
لم يبق إلا مخلف ميعاده / أو منجز آثار ما يتوعد
ما كنت إلا السيف أغمد حده / والسيف يغمد تارة ويجرد
إن الحياة لذي الضلال منية / والموت للنفس الزكية مولد
جردت من أطمار ظلمانية / ولبست نورا منه لا يتجرد
ورجعت روحا للكمال مؤبدا / لا غرو للأرواح حيث تؤبد
ولقد تناهت يوم فقدك حيرتي / هل ينفد البحر المحيط فيفقد
لا تنكروا ظمأ العلوم فإنما / ماء الإفاضة بعده لا يورد
أعياء المدائح مسها لك جوهرا / شرفا فروح المجد لا تتجسد
وظفرت من صنع الجميل بحمدها / إن الجميل له عواقب تحمد
وأخذت يا يحيى الكتاب بقوة / فأبيض منه بك المداد الأسود
وتلوت في البر منه فأثبتت / لك في النوال نبوة لا تجحد
أين الندى ومن اتخذت خليفة / بسواده خلل العباد يسدد
ولقد تشعبت الخطوب فمغور / بمكاره الدنيا وآخر منجد
فأقم عليهم من صنيعك هاديا / فإذا تركتهم سدى لم يهتدوا
كنت الجلاء لكل مقلة سؤدد / فأحق من يبكي عليك السؤدد
بشرى لبقعتك التي قد اكرمت / باغر ضوء الشمس منه أرمد
الفخر منك وأنت منه وكلما / في الكون من شرف فمنك مولد
كانت بك الدنيا ضحى فأحالها / من حادثات الدهر ليل انكد
يا آل فخر الدين ان مصابكم / جلل يقوم به الزمان ويقعد
صبرا وتعزية على ما نابكم / فالصبر سهم للكرام مسدد
بأبي وجودكم الكريم مركبا / متخيرا وهو البسيط المفرد
يا غائبين أرى المنازل بعدكم / تبكي عليكم والمكارم تسعد
عودوا إلى خلق الحفيظة إنما / خلق الحفيظة لا يذم ويحمد
آها على تلك العهود فقد مضى / زمن أرق من الزلال وأبرد
كيف التخلص من تصاريف القضا / ومن النفوس حمامها يتولد
لا يخدعنك ناعم خضل الجنى / ماء الحياة بسم دهري يجمد
يا أوحدا ما إن له ثان إذا / عد الكرام وهل يثنى الأوحد
إن كانت التقوى حظوظا في الورى / فقرانها منك القران الأسعد
بجميل جودك راقت الأعياد
بجميل جودك راقت الأعياد / واستبشرت أمم به وبلاد
لا زال فضلك للفضائل عنصرا / وأبا وهن الأهل والأولاد
وتهللت تلك الجهات بشاشة / مذ عادهن جميلك المعتاد
وانقادت الدنيا إليك ذليلة / فكأنها مملوكة تنقاد
فكأنما الأيام كانت تشتكي / سهر العيون فزارهن رقاد
كنت المراد لها فلما جئتها / لم يبق في قلب الزمان مراد
قد كان حظ الملك قبلك جازرا / فأصاباه من فيضك الأمداد
صيرته بالحزم عقدا محكما / كالتبر لا يطرأ عليه فساد
سحب البرود العبقرية بعدما / كانت عليه من المسوح حداد
اليوم أقبلت السعود روادفا / فكأنها الأجناد فالأجناد
اليوم أدبرت النحوس كأنما / هتفت بسرح بهائم آساد
شيدت بأحمد للمعالي دولة / من دون أحمد لا تكاد تشاد
يا من وقى بغداد كل كريهة / ظفرت بأي وقاية بغداد
كانت كركب تاه في سريانه / فأصابه بعد الضلال رشاد
تتمهد الدنيا بهمتك التي / هي للأمور وسادة ومهاد
اللَه أكبر يالها من ديمة / بشذا نداها تورق الأعواد
أهدت إلى الأيام روحانية / فيها لكل عقيمة ميلاد
قسما برفع يديك أبيات الندى / لولاك لم يرفع لهن عماد
ألقت إليك الحادثات قيادها / فأطاع معتاص ولأن جماد
وتبلج الأمر البهيم كأنما / خلعت عليه من السنى أبراد
حيا التقى من نور وجهك منبتا / كل السعود لروضه رواد
هو عارض الشرف الأثيل وما له / إلا الإفاضة بالجميل عهاد
سطر حوى من كل مجد سره / كل السطور لمجده حساد
بل روضة للخير لا هوتية / تحيا بها الأرواح والأجساد
زان الزمان ربيعها الأحوى كما / زان أبيضاض المقلتين سواد
بل نقطة مغموسة من عنبر / كتبت بها أكرومة وسداد
يا حبذا مسك السعادات الذي / ليست لطيب نسيمه انداد
وكأنه خط الكمال وماله / إلا من المدد العلي مداد
طابت منابته الحسان فأخروا / هي لمة من نبتها الإسعاد
يدبر صعب الخطب حتى كأنه
يدبر صعب الخطب حتى كأنه / تحقق قبل الأمر ما يقتضي بعد
إذا ما خطيب من مطول فضله / تلا لم يطق من شرح تبيانه بعد
لقد عطّر الافاق نشر سماته / كما فاء بين الروض غب الحيا الورد
ولا بدع إن حاز المكارم كلها / فمفرد لفظ الألف من تحته عد
وقد ضم من سامي المفاخر ما سما / عن الرسم تعريفا فأنى له حد
أراه ولي الفخر وابن وليه / وجامع اعداد العلى وهو الفرد
له الجود أن مس البسيطة كفه / لما عد فوق الغور مرتفعا نجد
ويا من له قد خاض من أم قسطل / عبابا على شاطيه تحر نجم الأسد
به افتخرت آباؤه وجدوده / ورب حفيد فيه يغتنم الجد
هو المصقع المقوال ان خط للعدى / كتابا ترى منه عليهم سطا جند
من القوم إما فخرهم فمؤبد / واما علاهم فهو ما سمك المجد
إذا مدح المثنون قوما فليس لي / بغيرهم في نظم سمط الثنا قصد
ألا يا حميد الطبع وابن محمد / ويا من إليه ينتهي المدح والحمد
عن أبي ذر الغفاري يروي
عن أبي ذر الغفاري يروي / خبر قاله النبي الحميد
جدد الفلك فالعباب عميق / وخذ الزاد فالمزار بعيد
واطرح حملها فإن وراها / عقبات يشيب منها الوليد
واجتهد مخلصا لربك واعلم / أنه ناقد بصير شديد
عجبا لإسماعيل كيف تشعبت
عجبا لإسماعيل كيف تشعبت / طرق الرشاد عليه وهو رشيد
هذا المقدر لا تطيش سهامه / إني يطيش السهم وهو سديد
أولاك عيد علا بفخرك أحمد
أولاك عيد علا بفخرك أحمد / والعدل يسفر مشرقا بك أحمد
والملك حك بك المجرة فرعها / فخسر يطول ونائل لا ينفد
وليهنك الشرف الممجد شأنه / للَه فخر بالسعود ممهد
ومقيل مجد قد رفعت عماده / فلك إلى حيث السها والفرقد
ومعارف أصحبتها بمكارم / خلان ما صدعا بسؤل يجهد
أو حيث من نعم الإله جلالة / شرفا على حبك السعود يشيد
ولك الجلالة والتجمل والعلى / والكل منها في التقدم يشهد
والسيف من وقدات جندك مبرق / والدهر من نكبات بأسك يرعد
فخر بباسك حك منكبه السها / وعناية بالعود منك تمجد
والملك تأنف عزة بجلالها / ملك تسدده النهى فتسدد
شأو سما شرفا على أوج السها / ومطامع بالريف منك تردد
ملك تجلى للعلى فهززته / كم رب نصر هزه المستنجد
كم للنهى منه برؤية أروع / صلت الجبين بعزمه يتوقد
ولكم تهلل قاعدا في دسته / نعم تجل بسعدها وتمجد
نعم ترف بنورها وكمالها / لله من نعم تدل وتحمد
يمسي بك الفخر البهيج محله / عز ويعلو بك الفخار الأمجد كذا
فلك تمكن بالتحنك والهدى / شأن له يعنو الحكيم المرشد
ورجال صدق في الأسنة قلدوا / أم المعالي بالفخار وجندوا
حييت من منح تحلى بالعلى / نعما كلمع الشهب حين توقد
مصباح نار شيم في مشكاته / فلذا له يأوى النبيل ويقصد
جمل علت بهرا فنوه أمرها / نعتا بها التمييز منك مؤكد
نور جلا في الكشف كنز قرائح / فعلا بدر مزيده يسترفد
من كامل طرب لوافر منحة / وطويل ملك في التكارم يفرد
فوحق شأن في علاك مشيد / وزمان فخر في نهاك يمجد
كفاك مرتبع وسيلك مورد / ولقاك لي فرح وأنت المقصد
ولانت أعزز بالكمال مكانة / وأجل شأنا في الثناء وأسعد
من باسم تحت العجاج لبأسه / تدمى القروم بها المقيم المقعد
سام علا أوج الفخار محله / شأن بساطعة السماح مقلد
ولكم تزين بالجلالة والعلى / ناهيك من فخر يجل ويحفد
والملك يجلى بالسلاح منضدا / أحسن بملك بالسلاح ينضد
ياليت علمي هل أؤوب بعطفة / فيفك موثوق ويردع أنكد
فعسى وعلى يضيء كوكب جده / بمقالة منكم وعطف يشهد
تتنافس الأدباء دون نداكم / كل التنافس بالهداية يحسد
أنا أوحد الشعراء شأنا فيكم / إني وفيضك للمعالي أوحد
كيف الدنو إلى التي تحيي النهى / فلقد كبا طرفي وشق المقصد
ذهب الزمان فلم يحبب صادق / يدعى إلى الخطب المريب فينجد
فالبس لها سور الأبوة صابرا / للصبر أحمد ما قنيت وأقصد
وأنزل على الأمر المقدر شأنه / صرف المقدر قدحه ما يصرد
بدر تسامى بالسماحة والسنى / فعلا بمطلع شكله يتوقد
ناد بقدرك قد تلامع وصفه / للَه من عقد بجيدك ينضد
أيدلها فالسعد حيا منقذا / ولك المناقب والمساعي تشهد
واصفح بلا أمر عليك بورية / من زند منك نوره لا يخمد
هاي الدنا حفت على علاتها / بسرير نعمك والبنود تبند
يهنيك عيد ان بفخرك حائن / أني واضحى في هنائك يسعد
ومناسك للحزم فيك تأكدت / فلذاك عز بها المقام الأمجد
فانحر له بدن التكرم عائدا / بالمكرمات لعود ريفك أحمد
أيبيت مجتنيا وعز على الهنا / ورق الجنا هيهات عني المقصد
إني عصمت ببيت حبك طائفا / أسعدت من بيت يحب ويصمد
والمكرمات زواهر في يمنكم / يمن بمحكمة الجلالة يحفد
عيد بكم طال السماء فارخوا / أنعم بعيد فخره بك أحمد
أقول لسعد وهو خلّي بطانة
أقول لسعد وهو خلّي بطانة / وأي عظيم لم أنبه له سعدا
إذا نكبت نجدا مطاياك لم أحل / بعيش وأن صادفته خضلا رغدا
يا صفقة المغبون من زمن أبي
يا صفقة المغبون من زمن أبي / إلا قطيعة كل أبلج أمجدا
أين الكرام بنو الكرام لقد نووا / سفرا مديد الظل ليس له مدا
ذهب الكرام فلا حمى لمن احتمى / مما يخاف ولا جدى لمن اجتدى
لا كان يومك إنه اليوم الذي / أجرى العيون دما وفت الأكبدا
فقدوا به غوث الصريخ فأرخو / بمسارح الفردوس مهديء اهتدى
سر على اسم اللَه ملكا أسعدا
سر على اسم اللَه ملكا أسعدا /
تورد الأعداء كاسات الردى /
حسبك الحظ دليلا مرشدا /
حسبك الحظ دليلا مرشدا /
إن للسعد السماوي يدا /
أيد الله به من أيدا /
وإذا الأيام جفت موردا /
كنت للجازر منه مددا /
يا جميل الفعل لا يجلو الصدا /
غير مرآك ولا يردي العدى /
رب حاد منك بالذكر حدا /
متهماً طورا وطورا منجدا /
ناشرا عنك الحديث المسندا /
من تلا آيته الكبرى أهتدى /
يا سليمان الزمان الأوحدا /
كرر اللحظ به مجتهدا /
إن داء العسر فيه اتحدا /
غذه بالروح تحيي الجسدا /
لم تزل في كل طرف اثمدا /
تجلب الضوء وتجلو الرمدا /
مبرقا في كل فج مرعدا /
ما رآك الماء إلا جمدا /
جازرا سرح الأعادي بالمدى /
قائم الذكر على طول المدى /
منقذا في كل حال منجدا /
من ملمات تفت العضدا /
ما لحظت الشر إلا شردا /
أو طردت الليث إلا انطردا /
تفتدي نعلك هامات العدى /
رب نعل برؤوس تفتدى /
أتت من يسقي الندى قبل الندا /
من بحار انفت أن تنفدا /
وإذا الدنيا عدت فيمن عدا /
وجدت منك المقيم المقعدا /
لك أقدام يقد الجلمدا /
وجميل ليس يحصى عددا /
كلما جردت رأيا مغمدا /
أصلح الله به ما أفسدا /
ملأ الدنيا ربيعا وندى /
كن كما تهوى شهابا رصدا /
داحرا عن كيده من مردا /
قبس الملك الذي لن يخمدما /
ومقيما من قناها الأودا /
لح بحمد الله سعدا أبدا /
لا أراك اللَه يوما أنكدا /
وتدفق بحر فضل مزبدا /
تمنح الناس الجمان المفردا /
واسحب الذيل هماما أمجدا /
صائدا كل جميل أصيدا /
بارزا في كل حرب أسدا /
طالعا في كل أوج فرقدا /
موردا بحر الفنى من وردا /
لابسا خير رداء يرتدى /
عش على رغم الأعادي سيدا /
تجد السادات منهم أعبدا /
قادحا زند نهىً لن يصلدا /
أخمد اللَه به ما اتقدا /
سالكا نهج المعالي الأرشدا /
انظر إليه مزررا ومبندا
انظر إليه مزررا ومبندا / قد ضم مخجلة الشموس بما ارتدى
نقل الأراك بأن خمرا ريقه / صدق الأراك أما تراه معربدا
حدر اللثام فقل بعارض انجلى / وحبا الوصال فقل بتائه اهتدى
وشدت خلاخله فقل في ساجع / في أخريات الليل حن وغردا
بأبي النديم يدير من أجفانه / كأسا تضمنت الشراب الأسودا
لم أنسه والصبح ينشر سقطه / أقداح سقط زجاجة لن يصلدا
يسقي ونحن من الهوى بمعرس / حمراء صافية أرق من الندى
ناد به التقم المجون عقولنا / فالقوم صرعى والهدوء لك الفدا
جائين كالسفر الطلاح أطاحهم / سفر من الهيمان قد بلغ المدى
يا صبذا خلوات أنس بيننا / كانت مآزرها تزر على الهدى
أنا ذلك الكلف الوفي على النوى / وجدي القديم فهل يعود كما بدا
يا غاديين راح على اللواعج واغتدى / ولهان راح على اللواعج واغتدى
للحب شغل شاغل عن غيره / أرأيتما صبا أطاع مفندا
لا تنكروا ولهي باخت مجاشع / فلقد تراضعنا الوفاء الأوكدا
وشربت منها أكؤسا صبغت بها / روحي كما صبغ المشيب مؤبدا
هل شغل أفئدة العوالم كلها / وبسرها وجدوا المقيم المقعدا
في ليلة ساهرت كوكب افقها / حتى استحال بها كلانا أرمدا
يا أهل هذا الضوء أن نزيلكم / يبغى قرى من قربكم أو موعدا
سفرت فاطبق كل نجم جفنه / والليل القى فوق كلكله بدا
وغدت تطارحني الحديث نسيمة / ملئت كلاما بالفرند منضدا
يا نسمة الوادي الذي نزلوا به / بحياتهم هات الحديث المسندا
إن انكرتك العين يا وادي قبا / فلقد عرفتك بالفؤاد مجردا
للَه أية تلعة كانت جنىً / لمن اجتنى وجدا به لمن اجتدى
ولقد وقفت بها وصحبي نوم / إلا خليلي النجم بات مسهدا
وسألتها عمن نأوا فأجابني / تصعيد أنفاسي وثالثنا الصدى
رح يا أخا فهر بنا في دجنة / فالليل أمكن للمحاول مقصدا
وانحر كرى عينيك هديا للسرى / ما حق طالب حاجة أن يرقدا
ماذا التواني لا بمغمز عودنا / خور ولا النخوات نائية المدى
فمتى تنوخ إلى اللقاء مطينا / وتراح من ألم سقاها المجهدا
ضاع الجميل فهل له من منشد / يا للرجال غلطت أم ورد الردى
لم يبق من يرجى نداه إذا عدت / إحدى النوائب فالسلام على الندى
كل الأنام عن الجميل بمعزل / هيهات لم استثن إلا أحمدا
الأروع المقدام والسند الذي / من يرو عارفة فعنه أسندا
حق على الأموال أغراه بها / طبع يخال المال من أعدى العدى
كل الأمور لرأيه مشتاقة / يلمحن منه الكوكب المتوقدا
ينظرن منه مفرجا لكروبها / لا زال يمسح عن مرائيها الصدا
فهامة العصر الذي مهما بدا / وجهان في أمر أصاب الأرشدا
يفني بما يغني به ومن انبرى / للمزن شارف ممطرا أو مرعدا
قمر إذا احتجب الكواكب كلها / أغنى سناه عن الكواكب كلها
يفتض أبكار المعالي منشئا / ولربما نظر العقيم فأولدا
ورأت منازلك السعود محلها / فتطايرت مثنى إليك وموحدا
يكفيك عن طعن الأعادي بالقنا / حسد بسمهره يقد الأكبدا
يأبى علاك كأنما هي دورة / فلكية في منتهاها المبتدا
وإذا المقل نحاه فاعلم أنه / قسم الزمان له النصيب إلا سعدا
لو مس نيران المجوس بنانه / إذن الزمان لحرها أن يبردا
فإذا اتصلت به اتصلت بأروع / كتبت بجبهته الهداية والهدى
إن شئت أن تلقى ابن مامة في الندى / ومهلهلا في الروع فانظر أحمدا
تجد السماحة والحماسة والحجا / أسدا على شكل ابن آدم جسدا
وإذا الهوى غلب الفؤاد وراضه / حسن البكاء على فراق سعاد
ضاقت بلاد الله وهي فسيحة / فاستأنسوا بمضائق الألحاد
بأبي الوجوه النيرات كأنها / تهدي المضل إلى طريق هاد
وإلى النجوم تنافسوا بنفوسهم / كالسيل جد إلى قرار وهاد
بعد المدى ومن العجائب إنهم / يخدون لامتزودين بزاد
إن كنت لم تذمم وفودك بالمنى / فمن المذم بذاك للوفاد
وقفوا بركبهم على حافاتها / شرقين في الإصدار والإيراد
متسنمي قمم الرجال تسابقت / بهم سباق القب يوم طراد
صبرا على مضض الغريم فقد دنا ال / دين الذي لا ينقضي بتماد
أين المفر وللمنايا غارة / ثارت عجاجتها بكل بلاد
هن الرواجف لا يقيم قناتها / إلا الولي أخو النبي الهادي
المنقع الأيام من غلل الأسى / بروائح من غوثه وغواد
والمجتلي كرب العفاة بنائل / مسح القذى عن طرف كل هواد
والكاشف الجلل الأحم بمعوز / شمس الضحى منه إلى استمداد
كهف الطريدة من مجامع روعها / أمن المسالم خوف كل معاد
المثقب الزندين يوم سماحة / يحيى بها ويميت يوم جلاد
طلاع كل ثنية من حكمة / يفتر عنها ثغر كل رشاد
حامي حمى الثقلين أنت وليها / في حالي الاشقاء والاسعاد
إن كنت ترضى أن يطول وبالها / فرضاك نعم الروض للمرتاد
نزلت بك الآمال وهي مطاشة / فأفض عليها منك فيض سداد
تشكو إليك قطيعة الزمن الذي / جعل القيود قلائد الأجياد
أمن المروءة ترك مثلك مثلهم / متفرقين تفوق الأضداد
هيهات لم يلق النزيل عصيهم / إلا لتورق أيبس الأعواد
وجبت رعايتهم عليك لقصدهم / وعلى الكرام رعاية القصاد
باتوا ومرقد كل شخص لوعة / تستل من جفنيه كل رقاد
وجدوا الذي أورت به آثامهم / والنار لا تورى بغير زناد
تبعوا الهوى فاثار نقع فسادهم / وكذا الهوى من هو رأس كل فساد
فاستنشقوا من ريح روحك نكهة / كانت مكان الروح للأجساد
واعتادهم مرض القضاء فعوذوا / آمالهم بجميلك المعتاد
نقعت موارده غليل عليلهم / وجلا ممسكه قذى الأنكاد
يا محيي الأموات ها ملك الردى / وافى يجر مساحب الأجناد
لو شام منك وميض لا راض بها / لأتاك يحجل في قيود قياد
أو لست داحي بابها ومزلزلا / من كل ارض أعظم الأطواد
أو لست معطي كل نفس أمنها / يوم القيامة من أذى الميعاد
أولست ساقيها غدا من كوثر / والماء ممتنع على الوراد
يا من شذاه يقي النفوس من الأذى / ويخلد الأرواح في الأجساد
حسب المؤمل منك أنك منقذ / ما كان بين نواجذ الآساد
ولئن وهبت لها الحياة فربما / فجرت بالأمواه قلب جماد
وحي من بني جشم بن بكر
وحي من بني جشم بن بكر / يزيدون القنا ثغر الأعادي
إذا نزلوا الحمى من أرض نجد / كفوه ترقب الديم الغوادي
أعاريب إذا غضبوا تروت / دما سربا أنابيب الصعاد
لهم أيد تشد عرى عراهم / بأطراف المهندة الحداد
وأعناق بها صعر قديم / تواري الغر باللم الجعاد
فلو جاورتهم لملئت كبرا / يخيم بين جيدك والنجاد
إذا ما جف ظهر الأرض محلا / فهم اندى البرية بطن واد
وفيهم كل واضحة المحيا / كأن وشاحها قلقا وسادي
ولولا حبها انتعلت نجيعا / إلى حفر حوافر من جيادي
نأت فكأن أجفاني طوتها / تباريح الهموم على قتاد
إلى كم يعادي الدهر كل مجيد
إلى كم يعادي الدهر كل مجيد / ويستخدم الدنيا لكل عنيد
أبت شيم الأيام إلا سفاهة / ترى أحمد الأفعال غير حميد
خليلي نجم الدين أين محله / أرى طالع الأمجاد غير سعيد
ومن أين للأجواد عيش ولم يزل / يشاب بلحظ للزمال حسود
خليلي من يعثر بداهية القضا / يجد من زلال الماء ذات وقود
وكم تحدث الأيام من مدلهمة / يطيش لديها رأي كل سديد
بني ودنا الأدنين هذا فرافقكم / فراق حياة لا فراق ودود
قفوا نتزود نظرة قبل بينكم / فقد طلعت أجناده ببنود
ولا تحرمونا بهجة الحسن منكم / هي الروض تجلو قلب كل عميد
رحلتم فأرواح المحبين بعدكم / تصد عن الأجسام أي صدود
أرى الدهر لم يترك جوادا على الثرى / فياعين بالدمع المضاعف جودي
خليلي أن راعيتما المجد فاندبا / من الندب عبد الله خير عهود
فتى سكنت ريح السماحة بعده / فأمست جواري الخير غير ركود
ولا تعجبا أن تبصرا العلم ذوايا / فقد بات مرعاه بغير ورود
لقد نزلت بالمعشر البيض طخية / ترى البيض منها في براقع سود
ولله مصباح من العلم موقد / أصابته أرواح الردى بخمود
ذوى يافع الدنيا فليس لطالب / مواعدها إلا بلوغ وعيد
وما العيش لولا الموت إلا مخائل / ولا الدار الا مستقر لحود
ولا تسألا عن حالة البأس والندى / خلا فلكاها من أثير سعود
لك الخير كم أرمدت عينا صحيحة / بنأيك واستيقظت ذات رقود
أعدت وأبدأت الجميل ولم تزل / إلى أن خلا من مبدىء ومعيد
مضى لك يوم عطر الكون نشره / وكان شذاه الرطب نفحة عود
سينبدك المجد الذي أنت أهله / بشق فؤاد لا بشق برود
ويبكي عليك الفضل بالمقلة التي / ملأت بها أركان كل وجود
ويرثيك شخص الفضل من حسراته / بكل قصيد مردف بقصيد
ليالي يدعوك الندى فتجيبه / وكنت على داعيك غير بعيد
لعمري خلت تلك الديار ولم تزل / مطالع سعد أو مطارح جود
كأن من الفردوس روضة ظلّها / سوى أنها ليست بدار خلود
منازل فخر فتحت زهر المنى / كما فتح التقبيل ورد خدود
لقد حل ذاك السمط فانثالت العلى / على مكسب الدنيا انثيال عقود
ولو كان غير الله نابك خطبه / لدك من الأطواد كل مشيد
وطبق عين الشمس نقع شوازب / وصك صماخ الدهر زأر أسود
وناح عليك الدهر بالقضب التي / تذيب من الأبطال كل جليد
حدود ظبي ما أذنت خطباؤها / على الهام إلا آذنت بسجود
وبالأسل الخطي تصدى صدوره / فما ترتوي إلا برشف كبود
وبالعزمات الشم غنت على القنا / غناء حمام فوق ذروة عود
إلى أن أرى دمع الصعاد كأنه / ملث يروى قلب كل صعيد
وتلقى الليالي منكم كل أصيد / نعال مذاكيه جماجم صيد
يزلزل أكباد الكماة وعيده / ورب جبال زلزلت برعود
من القوم لا يرعون للمال ذمة / كما لا يراعي السيف ذمة جيد
ملوك ولكن المنايا جنودهم / ولا ملك إلا باتخاذ جنود
حنانكيك يا قلب المعنى تصبرا / أرى جزع الإنسان غير مفيد
ألم تدر إن الشمس غابت فأخلفت / سنا قمر للمكرمات سعيد
تلوح عليه غرة نبوية / فريدة حسن في جبين فريد
آوى يحيى الشاسعين بنشره / فطوى بذاك النشر كل بعاد
لا تلتقي فيه الجفون كأنما / سمرت محاجرها بشوك قتاد
أيام تجري في دمي مقة الدمى / مجرى نمير الماء في الأعواد
وكأنني ملك سرت بركابه / غر الفوارس فوق غر جياد
من كل مقتدح زناد عزيمة / تمضي أوامره كقدح زناد
أو كل معدود بألف أسامة / لم يلف الا أول الاعداد
يا حلبة للعمر وشحها الصبا / بصدور شقر أو ورود وراد
ولقد عدمت من الشبيبة مشفقا / إشفاق والدة على أولاد
لو يفتدى ذاك السواد فديته / من ناظري بلون كل سواد
للَه أندية النسيم تعلقت / أذياله ببشام ذاك النادي
وافى وقد فضت لنا أزراره / عن رد أرواح إلى أجساد
تاللَه ما صردت سهامك بل غدت / دون السهام مراشة بسداد
أعرضت عن غرضي وساعدك الهوى / فنكثت بعد الفتل حبل ودادي
انكرت معرفتي كأن لم تذكري / عهد الاثيل سقاه صوب عهاد
أيام أخلصها الزمان من القذى / كالبيض مصلتة من الأغماد
يهني جفونك صدق رقدتها كما / يهني نجوم الليل صدق سهادي
هل تسعدين على البعاد بزورة / إن كنت راغبة إلى إسعادي
صدقت يمينك إذ غدت ببني الهوى / أسرى يمينك ما لها من فاد
وبعثت من أقصى جبال تهامة / عرفا فضمخ جانبي بغداد
من منقع ذاك الغليل وإن ذكا / من ماء كاظمة ولو بثماد
أو كنت تجهل ما حقيقة عاشق / فالعشق خير ملابس العباد
يا صاحبي عهدي قفا جمليكما / بدت القباب وآن نيل مرادي
لا تطلبا مني الحراك فإنها / أنفاس نفس آذنت بنفاد
ما ساءني فيك الفؤاد مقسما / بين التجني منك والإبعاد
إن سرك البين المشتت بيننا / فلقد جهلت سطا الغرام العادي
صنت الغرام وكنت حيث عهدتني / بإذاعة الأسرار غير جواد
ولقد عرضت لها عشية ودعت / والوجد ملء مزادها ومزادي
ولمحت منها كالسراب مطامعا / لم يغن موردها عن الوراد
أجرى الوداع دموعنا فكأنها / بزل الجمال حدا بهن الحادي
في ليلة ما أقمرت ظلماؤها / إلا بكوكب وجدي الوقاد
فعلت بنا طعنات هاتيك الدمى / ما تفعل الحسرات بالحساد
أو ما تعيراني أصاخة منصت / فأبث قصة ظالم متماد
من منجدي يا للرجال ومسعدي / بطروق أخت الفتية الأنجاد
العاطسين بأنف كل أبية / والمرعفين معاطس الأكباد
قادوا صفوف الأعوجي كأنها / غيم حشاه اللَه بالارعاد
فسروا وقد ضربت لهم هبواتها / خيما مسردقة بغير عماد
وطئوا صدور بني الصدور وطالما / حملوا الرؤوس على رؤوس صعاد
عجبا لحزمهم الذي يوري المنى / كوميض برق أو كقدح زناد
أهل الحفيظة لا تزال قبابهم / دموية الأطناب والأوتاد
أعقيلة الحي الطويل رماحه / من كل يعبوب طويل نجاد
إن كنت مزمعة فحسبك من دمي / دمع يراق كصبغة الفرصاد
أنسيت وقفتنا بأسنمة النقا / وتطوق الأجياد بالأجياد
متلائمين أحبة بأحبة / إلا الوداع لنا من الأضداد
عجبا لمثلي يستريح إلى الصبا / والريح تغري النار بالايقاد
يا أخت تغلب ما أرى لك حاجة / في طرد أفراحي إلى الأنكاد
حتى إذا دنت الوفاة من الدجى / والصبح قارن ليلة الميلاد
وغدت أماقي النجم غير قريرة / فكأنها كحلت بكلس رماد
زرنا فأدركنا المرام ولم تزل / همم الرجال تخف بالأطواد
مه يا هذيم فقد عقمت من النهى / ورأيت أمرا كان غير سداد
أو لم تحدثك الحوادث إنما / موري غليلك صاحب الأخماد
والنفس مولعة بما عودتها / فدع الطبيب وعد إلى المعتاد
واترك معاتبة الصديق إذا جفا / ما العتب غير إثارة الأحقاد
أصبحت أذرع بعدهم أرض الفلا / وأواصل الاتهام بالانجاد
وإذا الفتى فقد العشير فما له / إلا اجتناب دكادك ووهاد
ما كان أفيأ ظلهم حتى انمحى / والدهر للثقلين بالمرصاد
دعني أثني الشدقمي فإنني / عند التطلب واحد الاحاد
دعني أسل من كل نجم حاجتي / ربما تمد يدي لنجم هاد
مالي وإيثار الإقامة والذي / أبغيه بين نواجذ الآساد
أصبحت ذا قلق تقاسمني السرى / كالسحب بين مهامه وبلاد
مهلا أطلت أسى المحب فأسعدي
مهلا أطلت أسى المحب فأسعدي / وتذكري مضض الكئيب فانجدي
أنسيت إذ عقدت بنان يد الهوى / خير العهود لنا بأشرف معهد
يا أم عمرو أين أربعنا التي / حشيت بمختلف النعيم الأرغد
يا أم عمرو إن داعية الصبا / همت وداعية الهوى لم تنجد
نشوات لهو أبعدت خطواتنا / كيف السبيل إلى لقاء المبعد
إن كنت ذاكرة بمنعرج اللوى / طيب العهود الماضيات فجددي
وخذي التجلد في القضاء فإنما / عرق بغير تجلد لم يفصد
نرجو الوصال ودون ذلك مركب / للمشرفية والقنا المتقصد
ولقد ضربت إليك أمواج الدجى / فشققت كل عباب بأس مزبد
أيام أعطيت البطالة حقها / والسيف من عنق الكمي الأصيد
أيام كانت كالجمال صقيلة / فكأنها خد الغلام الأمرد
أيام حلتها السوالف والطلى / بحلي عقد للنعيم منضد
ولقد أطل دمي على رغم الظبي / سيف من الأجفان غير مجرد
يا للرجال ألا دليل مرشد / يهدي الشجي إلى الوصال فيهتدي
لم أنس في الوجنات وجنة أبيض / شمس الضحى منها كخال أسود
هبت شمائله علينا سحرة / بالند من ريحان سالفه الندي
فتنفست منه عبيقة عارض / ترخي على العاني ستور مؤبد
والكأس في يد من يردي حسنه / جسد الدجى روح الضياء فيرتدي
ويقول للكاسات وهي بكلفه / أو لست ربك فاركعي لي واسجدي
ولنا بمنعطف الربيع ملاعب / تنسيك منعطف الشباب الأغيد
يسبيك منه مدرهم ومدنر / من كاس فيه بمشمس ومفرقد
وكأن منفتق العبير من الصبا / روح بغير الراح لم يتجسد
والطل فوق الأقحوان كأنه / ماء اللجين على سبيكة عسجد
والآس مخضر العذار كأنه / في خضرة الزهري قرط زبرجد
جرت الرياح عليه وهي بليلة / فتوقدت بمجامر الكلأ الندي
والريح ما بين الرياض كفارس / يختال بين معصفر ومورد
والودق منخرق المزاد كأنه / كرم الحميد أبي المؤيد أحمد
مولي الجميل تخال جوهر جوده / خالا بوجنتي الندى والسؤدد
هو مرقد الإعسار إلا أنه / يرعى العفاة بمقلة لم ترقد
سل عن عزائمه الوجود تجد فتى / لولاه موقدة الردى لم تخمد
كم فض عذراء الأمور بصارم / غير المنايا منه لم تتولد
أسد شديد البطش إلا أنه / في غير ذات اللَه لم يتأسد
فضح العلوم فكل علم واقف / ما بين مصدر رأيه والمورد
للَه علم قد أناخ ببابه / فأطل منه على النصيب الأسعد
علم تكاد الشمس تطلع دونه / شرفا ويخجل منه فرق الفرقد
وكأنما يم السيادة ساحل / من بحر سؤدده الذي لم ينفد
كم أوقدت سقر الخطوب فما خبت / الا بكوثر راحتيه المبرد
حلفت به القصاد لولا فيضه / ما أينعت شجرات وادي المقصد
وبريك تمثال الندى للمعتفي / طورا وتمثال الردى للمعتدي
متكفل للوافدين بنائل / يرعى نواعس من حظوظ الوفد
أكرم بصبح نداه من مبتلج / ينشق عنه دجى الزمان الأنكد
هو روح روحانية الكرم الذي / تشفي موارده غليل الورد
أين الغوادي من سماحة ماجد / أمست مكارمه تروح وتفتدي
قسما بذات الجود أن يمينه / كانت بمقلته مكان الأثمد
جمع الآله به مىثر خلقه / جمع الآله قوى الجوارح باليد
مغرى بحب الجود وهو غلامه / ناهيك من مولى أغر مؤيد
يا ابن الذين هم المكارم والعلى / يهدون للآمال من لم يهتد
كم عسعست ظلم الزمان على الورى / فقدحت بالزند الذي لم يصلد
راعيت عهد المجد غير مذمم / وأتيت بالكرم الذي لم يعهد
اللَه أكبر لا قبيلة سؤدد / إلا وقمت بها مقام السيد
مسحت قذى الدنيا يداك وإنما / كانت على الأيام مسحة أرمد
نالت بنو عبد السلام بك المدى / من كل سابقة وعز سرمد
ضربوا بسيفك هام كل ملمة / سيف عن المعروف ليس بمغمد
ورموا بسهمك عن قسي إصابة / غرض الكمال فكان أي مسدد
القائدين الخيل تعثر بالطلى / عثر الرياح بكل طود أقود
وإذا تفيأت الملوك وجدتهم / يتفيأون بذابل ومهند
كم عصبة أنسية ملكية / وجدت بها الأيام ما لم يوجد
يا من أبي إلا التخلد ذكره / والعالم العلوي غير مخلد
سقيا لهمتك التي أوردتها / من لجة العلياء ما لم يورد
هي همة أوقدت عزم جيادها / فتنعلت بالكوكب المتوقد
من كان فيض سواك غاية قصده / فاليوم فيض نداك غاية مقصدي
فتى جدت الأيام في نيل مثله
فتى جدت الأيام في نيل مثله / ولا بد في كل الأمور من الجد
فتى لاح في طي الزمان مجردا / كما جرد السيف الصقيل من الغمد
لئن شكت الحساد منه فربما / أضر شعاع الشمس بالأعين الرمد
فتى نسجت للناس آلاء يمنه / موشحة الأطراف توسم بالحمد
فتى عرف المعروف أصل وجوده / فلم ينصرف عنه لحر ولا عبد
وهل يلتوي عنه ووالده الذي / طوى الله في برديه جامعة المجد
سليمان ذو الطبع السليم الذي غدت / ملوك الورى من فيض جدواه تستجدي
وزير علا شأن الوزارة فضله / ومنته فضل السوار على الزند
أعد نظرا في محكمات أموره / تجدها سليمانية الحل والعقد
تراه غنيا عن سواه برأيه / وما حاجة البحر المحيط إلى الورد
مبيدا بإذن الله عادية العدى / مريشا بحمد اللَه أجنحة الرفد
فبشره بالبدر السماوي طالعا / بأحسن ما تعطى السعود من القصد
لقد توج الرحمان مفرق عبده / بتاج من التقوى يرصع بالرشد
أتى كاملا من كل وجه فأرخوا / بدا القمر ابن السعد في هالة المجد