القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 14
أقمت عرشك بين الحق والسدد
أقمت عرشك بين الحق والسدد / فزاده اللَه تثبيتاً الى الأبدِ
لِلّه درك في الاملاك من ملك / أقام ما في قناة الملك من أود
بلغت في الملك شأوا ليس يدركه / وصف ونلت الذي ما دار في خلد
ما احتل قومك جدبا مات من ظمأ / الا وأمرى فعاش الناس في رغد
ولا أقاموا على غبراء مائدة / الا استقرت بمن فيها فلم تمد
قوم اذا شرعوا أرماحهم ملئت / جوانب الارض من قتلى ومن قصد
هل الجوارح قد باتت مجندة / أم ذاك جيشك من شبل ومن أسد
لم ألق قبلهمُ حَشداً اذا اندفعوا / حسبتهم غُدُراً في مخرم حَشد
يمشون للزحف ما بين الحديد ضحى / كالبحر ماج وبيض الهند كالزبد
بيضٌ صقالٌ كلمح البرق مرهفة / قد علمتها الهوادي كثرةَ الرَعَد
وأدرع مثل ظهر النون مسبغة / تموج عند هبوط الجيش من صعد
فهل لغيرك يوم الغزو ذو لجب / يصطف من بلد قاص إلى بلد
من كل بارجة كالطود شاهقة / ترمى بذي ضرم بالنار متقد
تجري على البحر والآذيُّ يحملها / وفراءَ من عَدد وفراءَ من عدد
اما العتاق فمن قباءَ خائضة / تحت الكميّ عبابا ماج من زرد
ورُبّ شقراء كالسرحان طائرة / بلا جناح وورد إثر منجرد
ام هل كتاجك تاج صانه ملك / تزهو زخارفه من جوهر نضد
تاج كفرق الثريا في تألقه / يعشي النواظر من نور ومن وقد
بئس العصاة الذي استجمعوا فرقا / ويوم فرقتهم دقوا يداً بيد
وناوأتك على استقلالها عصب / عرفتهم كيف ثكل الأم للولد
كانوا يقولون انا معشر خشن / فما لهم في الوغى كالكنَّس الخرُد
غادرتهم بين أفلاذ مقطعة / تحت الشراسيف أو أشلاءَ من جسد
والرمح يخرج من نجلاء فاغرة / في الصدر فاها كشدقِ عيب بالدرد
والسيف اكثر شؤماً في اعتقادهم / من رؤية الطائر المعروف بالصُّرد
حتى اذا سألوا للجرم مغفرة / أحييتهم والردى منهم على رصد
وراح مرتدعاً من كان ذا سفه / وبات مرتعدا من كان ذا جلد
وعاد أشجعهم من هول موقفه / يبكي بدمع ما نابهم بدد
اني أحاجيك هل كالسيف موعظة / تهدي العباد اذا ضلوا الى الرشد
لا والذي خلق الانسان من علق / لا شيء أوعظ من عضب على كتد
فكيف نفزع في الدنيا لطارئة / وأنت تحمي ذمار الفازع الحضد
خليفة اللَه يا ابن الغر من نجب / لِلّه درك يوم الروع من عضد
جاهدت في الملك تحميه وتحفظه / جهاد طه مع الانصار في أُحد
والسيف يكتب آي الفتح محكمة / على البلاد بنقس من دم جسد
وقد أعدت الى الاسلام نضرته / حتى زهى بك واستذرى الى سند
عش للخلافة ترفل في سرادقها / ما بين مطرف منها ومتّلد
واهنأ بعيدك في شهر نداك به / يهمى بمالٍ على راجي الندى لبُد
واسلم سلمت أمير المؤمنين لنا / تبقى المحب وتفني صاحب اللدد
ولا برحت لهذا الملك تحفظه / حتى يثوب دعاة البغي والحسد
لها اللَه ماذا تبتغي وتريد
لها اللَه ماذا تبتغي وتريد / أكل الغواني قلبهن حديد
كذا هي ميٌّ من سنين فصدها / قريب وأما عطفها فبعيد
أراها فتعروني لدى العتب حبسة / كأني امرؤ في أصغريه جمود
وما علمت اني فصيح مفوَّهٌ / لها من لآلئ ما أصوغ عقود
وواش سعى بي لاهدى اللَه سعيه / اليها وما سعى الوشاة حميد
يحاول انيلوي عناني عن الهوى / بكيد له وقع عليَّ شديد
كفى بي صبا أنحل الحب جسمه / فما فيه الا أعظم وجلود
أحن حنين النضو اضناه شوقه / وحالت تهام دونه ونجود
خرجت وصحبي صائدين فرعنا / من العِيَن سرب للقلوب صيود
فعدنا على الاعقاب نبكي قلوبها / وننشدها حيث الاغن يردد
وبات اديب الحي في كل ليلة / له في ربوع العاشقين نشيد
وحار المداوي في مداواة ما بنا / كأن الهوى داء عليه جديد
وما شاقني الا رداح حبيبةً / اذا قابلت وجه المحب خريد
وان رفعت عن ناظريها ترقرت / سيوف بحديها القلوب غمود
سموت لها والليل مرخ سدوله / عليَّ وحراس الخباء هجود
وألمست كفي صدرها فتفزعت / وزاغ لها طرف واتلع جيد
فقلت اديب النيل زارك خلسة / فلا تجزعي ان الحماة رقود
فلما رأت أن ليس في القوس منزع / وان ليس لي عما هممت محيد
شكونا تباريح الصبابة والتقت / صدور على مهد الهوى وخدود
وما زلت حتى مزق اللي سجفه / وبان لمستنّ الصباح عمود
فقلت لها أستودع اللَه ظبية / لها ربضت حول الكناس أسود
وبلَّ نجاد السيف دمعي ودمعها / وفي القلب من حر الفراق وقود
فقالت عزيز ان نراك مودعاً / وانت طريد للحتوف شريد
فلا ريب ان الحي جاث بمرصد / وما منهم الا عليك رصيد
فكشف عنها الهول والهول واثب / اخو فتكات للنفوس مبيد
مضى حيث أطراف الوشيج مشيرة / اليه واعتاق البواتر به
فما بإن حتى نبه القوم صائح / ينادي دخيل في القبيل لدود
وقد حفَّت الاعداء من كل جانب / فلم أدر أي الطاعنين أذود
ولولا أخ مستصرخ ليَ معشري / لأودي جوانب القلب وهووحيد
فلما التقي الحيان كم مال أخدع / وكم شدخت هام وحز وريد
وكم دقت الاعناق كفي بمخذم / عليه نجيع الدارعين عقيد
ماجت فجاج الارض بالبيض والقنا / واشرق منها بالماء صعيده
وطار وميض البارقات من الظبا / حواليه برَّاق الجبينَ رعود
الى ان ضحى ظل العدوّ ورفرفت / من اللَه بالنصر المبين بنود
فكان لنا عيدان عيد انتصارنا / وعيد لعباس أغر سعيد
فتى ضم اشتات العلى فتجمعت / كما ضمها يوم الشتات جدود
رقيق حواشي الحلم والحلم شيمة / لمن ظله ضافي الفرع مديد
له علمٌ بادي الهلال تهزه / ملائكة حفت به وجنود
تهنئه العلياء والعام مقبل / له بالسعود المقبلات ورود
يعد علينا يومنا ونعده / وليس لاعوام العزيز عديد
اذا سار صانته الملائك بالرقى / لها نحو أبراج السماء صعود
يقيه الذي أولاه عزا ومنعة / وعرش علاء ما عليه مزيد
وهل تبلغ الايام مجد مملك / على بابه صيد الملوك وفود
تجلّى فاجلى ظلمة الظلم وانجلت / ذوائب من داجي الكوارث سود
فيا ابن الاولى ساروا الى الملك وانتهى / اليهم طريف للعلى وتليد
اليك قريضاً صاغ عقد جمانه / بليغ اذا صاغ القريض مجيد
فطي بياني غاليات نثرتها / عليك ودور في المتاب لبيد
وذكر غرام ضمنته يراعني / وقائع حرب ما لهن وجود
ولكن خيال الشعر أرَّق خاطري / وسهّد طرفي والاديب سهود
فعفوا فما في الناس مثلك سيد / ولا لك بين المالكين نديد
صدقتك مالي غير مدحك مقصد / ولا ليراعي في سواك قصيد
شوارد أملاها فؤادي وخطها / ولائي ورب العالمين شهيد
عروس تبز الغانيات وراءها / وتربى على أترابها وتزيد
لذاتك والعرش الذي أنت ربه / حياة على طول المدى وخلود
وعز ومجد لا ينال وهيبة / ورفد كشؤبوب السحاب وجود
توالت بك الاعياد حتى كأنما / لنا كل يومٍ من سنيك عيد
اذا اكتهل العام الذي مرَّوا وانقضى / فقد هلَّ عام في حماك وليد
فدعهُ يقبل راحيتك فانه / حليف ولاء للعزيز ودود
يا أعف الأنام نفساً وذيلا
يا أعف الأنام نفساً وذيلا / وأجل العباد بين العباد
إن يوماً خرجت فيه بريئاً / هو عيد من أشرف الأعياد
أسندو الكذب وهو منك محال / ثم خابوا في صحة الإسناد
لم يكن ما ادعوه الا دليلا / شف في صدرهم عن الأحقاد
إن من يحمل السماكين متنا / لكثير الأعداء والحساد
أجمعوا كيدهم فرُدَّ اليهم / طاعناً في النحور والاكباد
زعموا أنهم أصابوا ولكن / ربك اللَه كان بالمرصاد
فكفى الخزي فوقهم من دثار / لبسوه كأنهم في حداد
أيا نصر ما هذا رهان سميدع
أيا نصر ما هذا رهان سميدع / أصوغ له شكري وأحمده حمدا
عهدتك توفى للعباد وعودهم / فما لك لا توفى لشاعرهم وعدا
أجلك عن قوم اذا هم تعمدوا / لي الفقر ازجيت الثراء لهم عمدا
وان زجروا طيراً بنحس تمر بي / زجرت لهم طيراً تمر بهم سعدا
فلا تحوجني للعباد ورفدهم / وانت بوادي النيل أكرمهم رفدا
أيا فرقد المجد والمحتد
أيا فرقد المجد والمحتد / ويا كوكب السعد والسؤدد
يهنئك الدهر بالمفرحات / وإقبال سعدك والمولد
طلعت فخط يراع العلى / الا مرحباً بالفتى السيد
أبوك وأنت وذات العفاف / لكالشمس والبدر والفرقد
كفاك انتساباً إلى طلعة / أجلّ امرئ مسعد منجد
ففاخر بتلك التي انجبت / اذا المجد قبلك لم يولد
لقد عقدت للعلى راية / على غير بيتك لم تعقد
ولولا التقى أمها ساجداً / فتى لسوى اللَه لم يسجد
ولولا الصيانة نلت الفخار / بلثم يد كالسحاب الندى
فذلك يهمى بأمواهه / وهاتيك تنهل بالعسجد
طلعت فهشت اليك العلى / كأنك جئت على موعد
وسلك دهرك في كفه / من البشر كالصارم المغمد
وكانت نجوم الدجى حوّما / عليك كطير على مورد
فمن غانيات يهنئننا / ومن خادمات ومن أعبد
يصيحون بدر بدا طالعاً / فجلى دجى الحندس الأسود
وقابلة تجتلى حسنه / واخرى تشير له باليد
وكان النضار نثاراً لهم / ينوب عن الملح للمجتدى
وقد كان ليلك في حسنه / عموداً من الصبح للمهتدى
وقد كان طيب احاديثهم / ينوب عن الند في الموقد
ونور علاك ونار القرى / بغيرهما الضيف لم يرشد
فهذا يضيء وهذى على / رعان المكارم لم تخمد
وحتى كأن الشموع اغتدت / أصابع في أعين الحسد
أهنيك لا طالباً منة / على ان برك لم يجحد
ولكنني شاعر شاعر / بحبي لبيتكم الأسعد
فمن عمك الفاضل المرتجى / إلى خالك السيد الأيد
إلى ذلك الصهر رب النهى / كريم السلالة والمحتد
كأنكم الزهر في افقها / إذا زدتها المدح لم تزدد
فإن تفخروا بي فمثل افتخار ال / نبيّ بحسانه الأوحد
وإن قيل من أنتمُ في العلى / كفاكم بياناً ثنا أحمد
لا توقدوا جمرات البغض إيقادا
لا توقدوا جمرات البغض إيقادا / من الهموم بنا ما جلَّ تعدادا
حزبَ المغالين إن لدارَ آمنةٌ / فلا تثيروا بها للشر أحقادا
هذي هي الدار دار الأمن زاهرةٌ / تجنى من العدل نعماءً واسعادا
دارٌ قد اتشحت لليسر أَرديةً / كما اكتست من نسيج العز أَبرادا
إن الرجال اذا طاشت صغارهم / باؤوا بخسر وكانوا فيه اندادا
بنا من الضعف ما أوهى عزائمنا / فكيف نصرع اشبالاً وآسادا
وما نسينا زماناً ساقنا ذُلاً / الى المذلة أزواجاً وأفرادا
ولا نسينا سياطاً مزقت زمناً / من البريه أجساماً وأجسادا
ولا نسينا الأولى عاثوا بشعبهم / وقد أعدوا صنوف الموت إعدادا
عصر وزبك كادت فيه من رهب / تخشى الأجنة في الأرحام ميلادا
أيام كنا نسام الخسف من فئة / باتت تقطع أفلاذا وأكبادا
ان لم تروا عهد أباءٍ لكم ظلموا / فلتسألوا عنه أباءً وأجدادا
يا عصر عباس لا زالت عدالته / تقيم من عمد القسطاس أوتادا
أصوغ شعري له في كل آونة / كالدر زان من الغادات أجيادا
ليت البحو دواتي حين أمدحه / او ليت لي من ملث القطرإمدادا
ولستُ شاعرَ وادي النيل مدعياً / فان لي من حماة الشعر أشهادا
كفاك أنا عبيد الامس من جنف / صرنا الغداة بفضل العدل أسيادا
حتى بلغنا مكانا لا تطاوله / زهر الكواكب لو أصبحن حسادا
ادعو على الظلم لا سارت مواكبه / ولا بدا ركبه يوما ولا عادا
نعم الدخيل الذي عمت معارفه / حتى تمول منها او بها سادا
لو تعلمون بأن الأرض موطنكم / والناس من رجل صدتم كما صادا
صيروا الى الرزق حتى تبلغوا سببا / الى المعالي وشيدوا مثلما شادا
هم معشر ابدعوا في سيرهم طرقا / للمجد صاروا بها غرا وامجادا
شقوا البحار وخاضوها على سفن / تزجى كما حاولوا في الجو إصعادا
جابوا الفيافيَ حتى ملهم قتب / من كل جائلة تجتاب أنجادا
كانهم قضب سلت بمعترك / والبيد صارت لهذي البيض أغمادا
هبوا الى العلم والدنيا تراودهم / عنها وما أخلفوا للدأب ميعادا
ولا همُ جحدوا لِلّه عارفة / يوما ولا حاولوا للفضل إلحادا
إن صوب الدهر فيهم سهم كارثة / كانوا على الدهر أجبالا وأطوادا
أو الزمان دهاهم في مخاصمة / كانوا عليه حساما ليس منآدا
أو قيل سيروا فما في الجد من وصب / ساروا ولو أجهدوا للقطب إجهادا
حتى اذا بلغوا القطبين ما وقفوا / ولا أبى عزمهم في السعي إسادا
ولا رأيت سوى ماض يشقهما / حتى يجوب جميع الارض مرتادا
هم معشر رغبوا في الدأب عن كسل / وفككوا فيه أغلالا وأصفادا
أليس من عجب أنا بلا جدل / نفنى ويبقون آجالا وآبادا
يبقى الدخيل الذي كنا نعيرهُ / بالفقر عن ملكهِ في مصرَ ذوَّادا
هذي فضائلهم يا قوم فانتجعوا / مناهل المجد إصدارا وإيرادا
خير النصيحة أسديها الى وطني / لعلني مرشد من رام إرشادا
كونوا أحباءَ خيرا من تنافركم / ولا تكونوا عباد اللَه أضدادا
أرى سماء اضاءت في جوانبها
أرى سماء اضاءت في جوانبها / زهر الدجى بين تصويب واصماد
ارى ليالي مثل الصبح بهجتها / فهن من طرب ايام اعياد
ارى الثريات فوضى في تفرقها / تشف عن كوكب في الافق وقاد
كأن منظرها والنور منبعث / غيد وضعن حلاها فوق اجياد
اني رأيت الكرى زالت بواعثه / والناس في ارق مثلي وإسهاد
انحن في الليل عشاق يؤرقنا / غمز المثالث من عود وعواد
ام نحن مثل حمام الأيك هيجنا / صوت الهديل وهذا البلبل الشادي
اني ظننت السنا والليل يظهره / شيباً يلوح بأقفاء وافواد
مالي أرى الصبح لم يشرق تبلجه / كأن ليلتنا من غير ميعاد
ضلَّ الغويُّ فقال الارض ثابتة
ضلَّ الغويُّ فقال الارض ثابتة / وقال آخر قد شدّت بأوتاد
ما للرفاعي وما للارض يوقفها / بالقول من غير برهان واسناد
اين الدليل بان الأرض جامدة / يا من رماني بكفران والحاد
حث الحكيم على رشد فناوأه / باغى الضلال ومن يؤذى بارشاد
هون عليك ولا تظن خلودا
هون عليك ولا تظن خلودا / عهد المظالم لا يطول بعيدا
أسمعتم قصف المدافع ممطراً / مثوى الطغاة صواعقاً ورعودا
ما كان ضر الظالمين لو أنهم / صدقوا الاله مواثقاً وعهودا
ألفوا الشقاق فاججوا جمراً له / كانت عظام الابرياء وقودا
عبر تخبر كل طاغ انه / يوما ملاق حتفه المورودا
عبر ترد الجائرين وحسبهم / عظة ان اغتبقوا العذاب شديدا
عبر تضاعف للبغاة حسابهم / وكفى عليهم بالاله شهيدا
جاروا فان سئلوا اجابوا انهم / يقفون آباء لهم وجدودا
ان الملوك اذا استبدوا أصبحت / أيامهم رهن الحوادث سودا
ورأوا قلوب العاملين حقيبة / ملئت ضغائن نحوهم وحقودا
حتى اذا شهر المضيم حسامه / كانت له مهج الجفاة غمودا
هم أججوا بيد التعسف فتنة / حفروا لهم في جوفها اخدودا
ماذا يؤَمله القويّ ببطشه / حتى يعد سلاسلا وقيودا
تركوه في أقصى البلاد مقيداً / حيران يلتمس الحياة شريدا
وهو الذي كانت تموج بلفظة / منه البطاح جحافلاً وبنودا
أيام لا يسطو القضاء بصرفه / الا وبات بأمره مردودا
أيام لا قدر يرى جبروته / الا تكفأ خاشعاً رعديدا
تركوه منصدع الفؤاد من الاسى / لا يستفيق ولا يذوق هجودا
تركوه يبكي الحي أزهر ناضراً / والقصر محتشد الرحاب مشيدا
والبحر ملتطم العباب بفلكه / والمجد أجمع طارفا وتليدا
والغيد في أفق الجمال تألقت / مثل النجوم قلائداً وعقودا
والساحرات نواظراً ولواحظاً / والفاتنات سوالفاً وخدودا
وغوانيا هن الظباء محاجراً / وجواريا هن الغصون قدودا
والحظ معتنق السماك محلقاً / والعيش مخضر الجناب رغيدا
واليانعات وما حوت من نضرة / والباسقات وطلعها المنضودا
ان التذكر هاجني فارثوا له / بين الملوك وودعوه حميدا
تاللَه يا عبد الحميد لو أنني / رمت المزيد لما وجدت مزيدا
عودت شعبك أن يعيش مشرداً / وكذاك راقك أن يرى مصفودا
أعزز علينا أن نراك خليفة / نائي المزار عن البلاد طريدا
كم طؤطئت هام لديك لمعشر / تلوا جبينهم لديك سجودا
فانزل على ضيق المقام بمنزل / قفر وودع قصرك المعهودا
قضى الخلاف فنم بسربك آمناً / سبحان ربك مبدئاً ومعيدا
يا حزب تركيا الفتاة تحية / من شاعر يزجي الثناء قصيدا
قد كان قبلك للسعاية مسلك / واليوم بات طريقها مسدودا
هذي فروق تموجت بجموعكم / كالغاب يجمع أشبلا وأسودا
اللابسين اذا ادلهمت نكبة / حلق الحديد مضاعفاً مسرودا
الخائضين عباب كل ملمة / يلقون فيها الفوز والتأييدا
الزاحفين بكل ليث أغلب / عبل السواعد يصرع الصنديدا
فاشهر من الآراء رأيا كلما / عجموه عند الروع كان سديدا
حقق لهم ما يبتغون فانهم / القوا لك المفتاح والاقليدا
يبقى لك التاريخ في صفحاته / ذكراً على مر الدهور مجيدا
يا جيش عثمان وأشجع من نضى / يوم الخطوب سنوراً وحديدا
انهض بارضك نهضة ترضي النبيّ / وقف هنالك موقفاً مشهودا
وانشر لواءك ان تحت خفوقه / ظلا على من ينضوي ممدودا
واسترجع الملك القديم وعهده / وارفع عليه لواءك المعقودا
أمحمد يا صاحب العرش الذي / أصبحت سلطاناً عليه جديدا
جدد زمان الراشدين وعدلهم / لتعد بين المالكين رشيدا
وادأب على الشورى وسابق عهدها / ليكون عصرك بالوفاق سعيدا
فلقد عرفت من الشريعة انها / ساوت لديها سيداً ومسودا
وانف قبور الوائدين فانها / ضمت زماناً شعبك الموؤُودا
القت عليك الحادثات بوعظها / درساً اذا أخذوه عنك مفيدا
قد كنت تمشي في السجون ودورها / مشياً كمشي المثقلات وئيدا
عبر تريك قضاءَ ربك ماثلا / فخف الاله القادر المعبودا
انظر اخاك اليوم بين هواجس / تركته رعديداً وكان جليدا
أنت الاحق بعقد بيعتها ضحى / وهو الاحق بان يعيش وحيدا
ولئن عدلت فسوف تسمع شاعراً / لبقا بتنسيق الثناء مجيدا
يطرى امير المؤمنين ويجتلى / يوم التيمن وجهه المسعودا
يا مصر كيف نراك أول امة / تبني لها ذكر العلاء وطيدا
هذي فروق تفاخرت برجالها / وبهم تناهت رفعة وصعودا
خير البرية أمة لا تنثني / عن عزمها أو تبلغ المقصودا
يا أمة التاريخ هلا همة / شماء تدني المطلب المنشودا
قد شفنا صرف الزمان بائه / حتى غدونا أعظما وجلودا
لاتهملوا فالداء ان يهمل يكن / داءً يبرح بالجسوم عهيدا
نفد المداد من الدواة ولم نزل / نشكو خمولاً منكم وجمودا
فتجاذبوا حبل الاخاء وزحزحوا / حجرا على قلب البلاد صلودا
إن لا يكن مجد فبئست عيشة / تبكون فيها السؤدد المفقودا
أولا يكن عز فكونوا أمة / لا تستطيع مع الهوان خلودا
ملك الملوك عروشهم وتبوؤُا / منها الجلال ولم ينوا مجهودا
ساروا على قدم الحظوظ فأصبحوا / فينا ملوكاً أو خلائق صيدا
وطن يؤمل منكم أن تبذلوا / مهجا تتوق الى العلى وكبودا
حتى نرى مصراً تألق نجمها / وتبدلت بعد النحوس سعودا
تعطل دين اللَه في خير مسجد
تعطل دين اللَه في خير مسجد / فرفقاً بدين اللَه يا ابن محمد
لأنت الذي يرجي اذا ناخ كلكل / على الشرعة السمحاء في كل معهد
بلاء أصاب المسلمين فراعهم / وضج له في يثرب قبر أحمد
وباتت قلوب المؤمنين فما ترى / سوى جازع باك وعان مصفد
ترى الازهر المعمور أقفر صحنه / كأنك تمشي في فلاة وفدفد
خلا من دعاء المستكين لربه / ومن صالحات العابد المتهجد
خلا من جموع المسلمين فاؤه / فلم ير فيه من يروح ويغتدي
خلا من جموع بدد الظلم شملهم / فباتوا كما تدري بشمل مبدد
رشادك يا ابن الاكرمين مسدد / فحطه برأي من حجاك مسدد
لأنت منار الامر في كل غيهبٍ / فاين السنا حتى نسير فنهتدي
أيرضيك يوماً ان تقول مفاخراً / لقد نال شعبي النائبات على يدي
نعيذك في التاريخ عن كل شائن / على صفحة الايام باق مخلد
اليكم ولاة الامر تمشي شكاتنا / مقيدة مشي الاسير المقيد
اليكم ولاة الامر في كل حادث / نهيب بصوت في الفضاء مردد
أإن أنّ محزون من الضيم والاذى / نسيتم اليه نزعة المتمرد
وإن طالب المهضوم بالحق قلتم / ولا تأخذوا عن قول واش مفند
لقد بات يرمينا الزمان بصرفه / الى ان رمتنا كفه بالمؤيد
مميت الشعور الحي في كل نهضة / ومحيي رفات الجبن في كل مشهد
لسوف تحول الحال فليهن قلبه / فما كل حالات الزمان بسرمد
حنانا علينا ايها القوم اننا / لأولى البرايا بالحليف المعضد
سلالة أقوام اذا هم تألموا / من الضيم أنحوا بالحسام المهند
وانا لمن قوم تنال حقوقهم / بغير المواضي والقنا المتقصد
ورب مضيم ضاق ذرعا فؤاده / فجرد منه الضيمما لم يجرد
الى العدل نشكو ما لقينا من الاذى / فيا عدل أنصفنا ويا أمة اشهدي
ألا فليخفق العلم الجديد
ألا فليخفق العلم الجديد / يمينا ان طالعه سعيد
أيا علم البلاد عليك مني / سلام اللَه ما خفقت بنود
أرى الأعلام معقلها بناء / ومعقلك الجوانح والكبود
وقبلك لم أجد علما خفوقاً / كرام الكاتبين له جنود
سلاحهم يراع لا حسام / وعدتهم لك الرأي السديد
بربك خبر الاقوام عني / بما تنوي الوزارة والعميد
اذا اصطدما وكان الامر خلفاً / فعن أي تناضل او تذود
رفعت لنا وبالابصار شك / من الشبهات والايام سود
فجئنا من لدنك بكل فأل / تحداه التيمن والسعود
وإن كنا نرى الاعلام شتى / فانت وربك العلم الفريد
أيا علم البلاد ارى احتلالاً / كأنا عنده نفر عبيد
أصر على الجفاء ونحن شعب / أضر به التعسف والوعيد
وكم من جذوة في القلب شبت / فلم يدرك تأججها الخمود
فقل لهم اثيروا كل عسف / فريح العاسفين لها ركود
متى ينأي احتلال النيل عنا / وتصدق منه هاتيك الوعود
قضوا فينا بما شاؤا وصدوا / كما راموا فهل نفع الصدود
لقد فرحوا بما أوتوا فجاروا / وللباغي اذا عقلوا حدود
ضروب في المكايد يوم تحصى / عليهم ليس يحصيها العديد
يخيفون الامير من الرعايا / كأنهم له الخصم اللدود
وقد بصر الامير بما اسروا / وادرك أننا الشعب الودود
يرومون الفناءَ لنا ليبقوا / كما لقيته عاد أو ثمود
وكم ودوا الشقاء لاهل مصر / كما شقيت بظلمهم الهنود
مكايد يفزع التاريخ منها / ويصدف عن اعادتها المعيد
أقول الحق لا اخشى انتقاما / يهمّ اليه طاغية مريد
أإن انّ المضيم فقال رفقا / تشد له السلاسل والقيود
إذا مدوا حبال السوء يوما / فان اللَه يومئذ شهيد
لنحن أحق بالشكران منهم / ولكن شيمة الباغي الجحود
أيا علم البلاد اليك شعراً / تردده التهائم والنجود
ودونك عقد نظم من جمان / ومن درر يقال لها قصيد
يريد الشامتون بنا نكالا / ويأبى اللَه الا ما يريد
فكن في الحق مثل الحق يمضي / يكن لك بينهم بأس شديد
ولا تتبع هواهم بعد علم / يضلوا في الغواية أو يزيدوا
فليس بنافع فيهم رشاد / ولا من بينهم رجل رشيد
قطر النوى هل وقفة قبلما تعدو
قطر النوى هل وقفة قبلما تعدو / نودع وفدا ما لنا غيره وفد
أيا وفد مصر أنت عنوان امة / به يعرف الاقدام والدأب والجد
اذا جئت ارض الفاتحين فحيها / تحية مشتاق اضر به البعد
وزوروا امير المؤمنين وقبلوا / يدا فاض من هتان أنملها السعد
وقولوا له انا وفود معاشر / اذا احتدمت نار الوغى كلهم جند
وما هي الا لفظة منك تنتشى / بها مصر فالسودان فالكاب فالهند
بلاد بها الاسلام مد ظلاله / وليس سوى الاسلام ظل له مد
لغيرك اعلام تضارب لونها / وذا العلم القاني هو العلم الفرد
هلال ونجم يشرقان اذا الوغى / تلبد أو غامت دواجنه الربد
سلام على تلك الربوع فانها / مرابض من هابت لقاءهم الاسد
سلام عليكم أيها الوفد نائيا / وقد هتف الاحرار فليعش الوفد
عمون يا غوث ملهوف قد احتدمت
عمون يا غوث ملهوف قد احتدمت / فيه الجوانح من هم وتسهيد
المسلمون وقد كانوا ذوي كرم / هم أبعد الناس في مصر عن الجود
إسكندر وندى كفيه يشبهه / ندى اخيه كريم الاصل داود
هما أقاما بناء الجود مرتفعا / وثبتاه بأسٍّ غير مهدود
وفي الثناءِ لذكرى فاتها عظة / رب الثناء لموجود ومولود
وليس في القوم من نسديه قافية / حتى يعد من الغر الاماجيد
لولا قليلون هانت حرفة كرمت / ايام كل طويل الباع مقصود
عمون لا زلت ذا نعمي مظللة / اذا التجأنا لظل منك ممدود
لكل صيب رفد أنت هاطله / احلى واعذب من ماء العناقيد
ماذا يؤمل من دنياه ذو كرم / الا اقتران اسمه بالشوس والصيد
تفنى الملوك ولا يدري بهم احد / وحاتم علم الامصار والبيد
يا آل عمون لا زلتم ذوي شمم / نزجي الى بيتكم غرّ الاناشيد
ولا برحتم اجل الناس قاطبة / واطول الخلق عمراً غير محدود
زيدوا ملامكم اني أرى موطني
زيدوا ملامكم اني أرى موطني / اولى بصدقي في الميثاق والعهد
ارض احن اليها كلما ذكرت / كما يحن مشوق القلب في البعد
على بلادي ما جدت شبيبتها / سلام ربي في الامساء والرأد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025