المجموع : 7
يقول راجى ربه الحميد
يقول راجى ربه الحميد / عبدُ الحميد بن أبي الحديد
أبدأُ بالحمد لذي المحامد / الحاكم العدل الإله الواحد
ثم أثنى بعدُ بالتسليم / على النبي الطاهر المعصوم
محمدٍ ذي المعجزات الباهره / وآله الغرّ النجوم الزاهره
وصحبه ورهطه وعِترته / وكلّ من صدّقه في دعوته
وبعدُ فالعلم إذا لم يَنضبط / بالحفظ لم ينفع ومَن مارى غلِط
وأَسهل المحفوظ نظم الشعر / لأَنه أحضر عند الذكر
وقد نظمت لغة الفصيح / لثعلب في رجز مشروح
خال من الحشو شديد الإيجاز / يكاد أن يلحق حدّ الإِعجاز
ولم أُغادر منه حرفاً واحدا / إلا إذا كان غريباً زائدا
ففي زيادات الفصيح كثره / يعرف ذاك منه أَهل الخبره
لا أَبتغي فيه سوى الثواب / ونفع من يرغب في الآداب
وأَسأل اللَه من التوفيق / لطفاً يُريني لقم الطريق
تقول مالي قد نما ينمى وقد
تقول مالي قد نما ينمى وقد / غوَى عدوّ الدين يغوى ففسد
وقد ذوَى العود الرطيب فذبل / وقد ذهَلت حين عايَنت الوَهَل
وقد فسَدت يا غلام تفسُد / وقد عمَدت للقتال أَعمُد
وقد عسيت أن أُجيب فاسألوا / وليس منه فاعِل ويفعَل
ودمَعت عيني ونفسي قد غَثَت / تغثى وقدر القوم تغلى وغلت
وقد عثرت في الثياب أَعثُر / وقد نَفَرت من فلان أنفِر
وقد شتَمت قوم زيد أَشتِمُ / ونَقم الأمير فعلى ينقِم
وقد رعَفت أَرعُف النَّجيعا / وقد نطحت أنطَح الجموعا
ونعست عيناك يا وَسنان / وزيد الناعس لا النعسان
وعينه تضم في المضارع / ونحلت تنحل أمّ جامع
لغَب يلغُب من المسير / وهو اللغوب فاغن عن تفسير
ووهَن العدوّ ضَعفا يهِنُ / ربَض يَربض المقالُ البيّنُ
وقد غبَطت ذا اليسار أَغبِط / وربط الأسيرَ ومعا زيد يربط
وخمدت تخمدُ نار الغضَب / ونَحت ينحِت فاكسر تُصب
وعجَز يعجِز عن الركوب / وحَرِص يَحرِص على المَطلوب
وغَدر يَغدِر مَن لولاه / هَلك يهلِكَ فما كافاه
وقد عَطست يا سعيد تعطِس / وجفَّ طيني ويجفّ الملبس
نكَل ينكُل فقل مقالا / وكلّ من إعيائه كلالا
وكلّ سيفي وكذاك بصرى / أيضاً كُلولا كِلَّة في المصدر
وقد يكِل في الجميع واكسر / سبح يسبح بشاطي النَهر
وقد شحبت في المسير أشحُب / وقد كسبت وهو كسبي أكسِبُ
سَهم وجهه بمعنى ضمرا / يسهُم بالضم فدَع عنك المِرا
وولغ الذئب وكلب يلِغ / فإن تن أو لغته فيُولَغ
والماءُ إن يفسد تقول قد أَجن / وجاءَ بالكسر ومثله أَسِن
تعنى تبلدا فإن قلت ثلج / بفتح ثاء فهو سُرّ وابتهج
ووُقص المرءُ عن الجواد / فاندق منه عنق وهادي
ووضع الإنسان في البيع وقد / وُكستَ إذ بايعتنا فلا تعُد
وغُبنِ في المبيع غبنا ظاهرا / وغبَنا غبن رأيا قاصرا
ونُكب زيد نكبة وحُلِبت / ناقتهُ تَحلب حتى عطبت
ورُهَصِت فرس زيد في حجر / أَصابها في حافر حيث عثر
ونُتِجت تُنتَج نوق الحيّ / نتجها أربابها من طيّ
وعُقِمت هندُ إذا لم تَحبل / وعَقَرُت بضم قاف فقل
وقد زُهيت يا فتى علينا / وأنت مزهوّ فمِل إلينا
وقد نُخيت مثلُه وقد لُقِى / زيد من اللَّقوة فافهم واحذق
ودير بي وقل مَدور وأتى / أدير بي وقل مُدار يا فتى
وغُمّ في مطلعه الهلالُ / ورُكِضت حِجرك يا بلال
وأُغمى اليومَ على العليل / وقد غُشى عليه فافهم قِيلي
وقد شُدِهت عنك يا فلانُ / وبُرّ حَج القوم يا إنسان
وامتقعت ألوانهم من فزع / وانقُطِع اليوم بزيد فاسمع
ونفِسَت عرسى غلاماً مشبهي / والنفساءُ وهو منفوس به
ونَفَست هندُ علينا وصلها / بفتح نون وعَنيت بُخلها
وفي الثلاثي من الجميع / تقول مفعول وفي التربيع
تقول مفعل وإن أمرتا / أتيت باللام كما عرفتا
لتعن بي ولتزةَ يا محمدُ / على بني النضر فأنت السيد
تقول قد وجدت وجداً وجده
تقول قد وجدت وجداً وجده / في المال تعنى ووجدت موجده
على فلان ووجَدت في الحزَن / وجدا وقد وجَدت ماضل إذن
والمصدر الوجدان والمرءُ يجد / مستقبلا في الكل فاعلم واستفد
وهو جواد بيَّن الجُود فقل / تعنى السخيّ فاعلمنه يا رجل
وهو حسام جيد وجودته / بالفتح قد بانت وجادت مزنته
تجود جَوداً وجواد للفرِس / جَودته بالفتح والضم مكس
ووجب البيع وُجوباً وجبه / ومثله الحق فدع عنك الشُّبه
ووجَبت شمس الضحى وُجوبا / ووجبت قلوبهم وجِيبا
ووجبةً قد وجب الجدار / وغار فهو غائر يغَار
إذا أتى الغور وقد غرت على / أهلى أغار غيرة يا ذا العُلا
والماءُ غار ويغور غَورا / جفَّ وغارت عينه غئورا
وغار زيد قومه غيارا / يغيرهم أي قاتهم ومارا
وجاء غيراً مصدراً والغيره / من ذلك اسم وكذاك الميره
وقد أغار خالد إغاره / على قُرى الروم وجاءَ غاره
وقد أغار الحبل أي أحكمه / إغارة بالفتل أي أبرمه
وحسب الحساب زيد يحسب / حسباً وحسبانا وعمرو يحسب
أني جبان أي يظن من حسب / وإن تقل يحسب بالكسر تصب
محسبه وكسر سين قد ورد / أيضاً وحسباناً كثيراً لا يُرد
وحصنت وأحصنت فلانه / وامرأة بينة الحصانه
والحصن أيضاً وحصان للفرس / وبين التحصين قيل فاقتبس
وقيل ايضاً بين التحصن / وعدلت عن طريق بين
مصدره العدول تعنى جرتا / وضده عليهم عدلتا
معدلة وتفتح الدال وقل / عدلا ثلاثا وردت يا ذا الرجل
وقد قُربت من فلان أقرب / قرباً وزيداً قد قربت أقرب
مصدره القربان فاعلم وقرب / ماء وفي مصدره جاء القرب
والقرب لليلة في ضحاها / تنقع إبل هيم صداها
ونفق البيع نفاقاً ينفق / ونفق الشيء وشيءٌ نفق
تعنى فنى ونفقا للمصدر / ونفقت حجر أبي المعمّر
والمصدر النفوق فاعلم وقدر / زيد على الأمر وقد أعطى الظفر
يقدر قدرة وجاءَ مقدره / وضم دالا بعضهم وكسره
وجاء قدراناً كما بينته / وقد قدرت الشيء أي قدرته
أقدره والدالُ قد ضموها / قدراً وجاء قدراً قالوها
وقد جلوت جلوة عروسا / وقل جلاء قد جلوت الموسى
وقد جلا القوم عن الأوطان / وهو الجلاء جاء في القرآن
وقد أتى أجلوا عن الطلول / كما أتى أحلوا عن القتيل
وهو أب مستحكم الأبوه / مثل أخ مستحكم الأخوّه
والأم مستحكمة الأمومه / وهو غلام بين الغُلومه
وإن تشأ جئت بياء النسب / وقد حلمت عن يزيد المذنب
أحلم حلماً فأنا حليم / ومثله قد حلم النئوم
يحلم فاعلم حلما وحلما / والفاعل الحالم فاقق العلم
وحلم الأديم معناه فسد / يحلم فهو حلمٌ كذا وردٌ
وقد أتى المصدر منه الحلم / وقد وهمت في الحساب أوهَم
تعنى غلطت والخطيب أوهما / لفظا إذا أسقطه مجمجما
وقد وهمت ووهلت أي ذهب / وهمي غليه وسواه المطلب
أهم في هذا الأخير وهما / وشفَّه شفّا تريد السقما
يشفُّه بالضم والثوب يشف / والمصدر الشفوف فافطن واعترف
وعندك ابن بيّن البنوّه / وأمة بينة الأُمومة
والعمّ أيضاً بيّن العمومه / وبيننا خئولة معلومه
وهي العُبودية والعُبوده / وهي الوليدية للوليده
وإن تشأ بنية الولاده / وطُلقت طَلقا من الولاده
وطَلَقت وطَلُقت طلاقا / وطَلُقت أوجههم إشراقا
طلاقة طلق بالخير يدا / وجاء أطلق كذاك وردا
أطلق يديك تنفعاك يا رجل / وبعضهم بالضم قال ووصل
وطلقة ليلة سلع وكذا / يومك طلق أي عريٌّ من أذى
ورجل طلقَ المحيا وورد / طليق وجه مثل ذاك فاستفد
وهي الرجوليّة والرجوله / وبطل مشتهر البطوله
والفعل منه بطل الشجاع / وبطل التمويه والخداع
يبطلُ بُطلا وبطولا وبطل / من شغله زيد وقد خلى العمل
وهي البطالة على فعاله / وزيد البطال لا محاله
وقد قَذَتَ عيني تقذى قذيا / معناه ألقت بالقذى يا يحيى
وقذيت تقذى قذى صار القذى / فيها وقد أقذيت عينيك إذا
ألقيته فيها وقد قذَّيتها / أخرجته منه كذا رويتها
والمصدر الإقذاءُ من أقذيت / كما اقتضى تقذية أقذيت
وخزى الرجل يخزَى خِزيا / من الهوان ومن الاستحيا
لكن إذا استحيا أتى خزايه / مصدره وهكذا الروايه
ورجل خَزيان بين الناس / وامرأة خزيا على القياس
وفي أبي عثمان شيخوخيّه / وهكذا التشييخ يا أميه
وجاء شيخوخة زيد والشيخ / ومثله تشيخ له أصِخ
وجاءَ في مصادر الأسماءِ / جارية بينة الجراء
وبعضهم يفتح جيما وأتى / جراية في مثل ذاك يا فتى
وهذه وصيفة مذكوره / بينة الوصافة المشهوره
وإن تشأ بنية الإيصاف / وفارس في الخيل غير خاف
وهي الفروسية منه وورد / فروسة مشهورة وإِن تُرد
حدساً وحسن نظر وفكر / فقل له فراسة بالكسر
وأيّم بيّنة الأيوم / وطالت الأَيمة من كلثوم
وقد عجبت اليوم من عنِّين / في أرضنا مشتهر التعنين
وإن تشأ عنينة في عمرو / واليوم قرّ وشديد القُرّ
أي بارد وقل شديد القِرّه / ايضاً وما الليلة إلا قره
تقول قر ذا اليوم يقر / وجر هذا اليومُ في الصيف يَحِرُّ
حَرّا وحَرَّ عبد عثمان يَحَر / بفتح حاءٍ وحَررت يا عُمر
أي صرت حراً والحرار المصدر / كذا الحرورية ايضاً تذكر
مثل اللصوصية بالفتح وقد / قالوا الخصوصية والضم ورد
في الأحرف الثلاثة المذكوره / وقد نسبته إلى العشيره
أنسبه ونسبتي شريفه / وناسب بامرأة عفيفه
في شعره ينسب والنسيب / منه وفي حصانه شبيب
وهو الشباب مثله يا جعفر / شب يشب فرسي ويكسر
وشب هذا الطفل يا صاح يشب / وشب ناراً وكذا الحرب يشُب
في الأول الشَّباب فاعلم يا فتى / والشبُ والشبوب في الثاني أتى
وجاءَ في أوله الشبيبه / أيضاً وحدّت هندُ في المصيبه
تحدّ أو تحدّ والحداد / مصدره وأُمّ عمرو حاد
مشدداً وقد أتى أحدت / فهي محِدّ في اللغات قيلت
وهو التسلّب وترك الزينه / وقد حددت الدار والمدينه
أحدها حدا وقد حددت / على فلان حدة غضبت
وجاء في مصدره حدا وقل / أحد في مستقبل يا ذا الرجل
والسيف قد أحددته إحدادا / وقد سللت صارماً حُدادا
وقيل بالتخفيف والحديدُ / مثل الحُداد فارو يا سعيد
وقيل أحددت إليك النظرا / يا زيد إحداداً تريد المصدرا
وهو ذلول بيّن المذله / والذُلّ والذلة قالوا مثله
وقد ركبت فرساً ذَلولا / بنية الذلّ كذاك قيلا
ورجل نشوان من شرابه / وبين النَشوة في أصحابه
ورجل نشيان للأخبار / وبين النشوة والتدوار
وقد قريت الضيف أقريه قرى / والماءُ في الحوض قَريت لامرا
وقد قروت الشيءَ في التتبع / أقروه قرواً قد روينا فاسمع
وقد زبَدت سائلاً لمّا وفد / أزبده وخالد عمراً زَبَد
يزبدُه بالضم أي يطعمه / زُبدا وقد لحمتَه ألحمُه
أطعمته اللحم وزيد قد لحم / لحامة مصدره إذا ضخم
فهو لحيم فإذا ما قرما / إليه فهو لحم من لحما
وألحم المرءُ إذا تريد أكثرا / من اللحوم عنده فانف المِرا
وقد أتى الفاعل منه ملحِم / ومثله من الشحوم مشحم
وسحّت الشاة بمعنى سَمِنت / تَسِح بالكسر سُحوحة أتَت
وقيل بالتشديد شاة ساحّ / وسحّ سَحّاً مطر سَحاح
وقد عرضت الجند والكتابا / والعبد عَرضاً قل تقل صوابا
وعِرَضا عُرض زيد وضخمُ / وما الذي يعرض زيداً للتهم
والعِرض ريح الرجل الذكيه / طيباً وخبثاً وردت مرويه
وهو نقي العرض أن يعابا / والعَرض ضد الطول لا ارتيابا
وجاءَ من عُرض الكثيب طالبي / تريد من ناحية وجانب
وعَرَض الدنيا متاع نفدا / وأعرض الشيءَ لنا إذا بدا
وأعرض الزاهد من غاريه / والسيف معروض على فخذيه
والعود معروض على الإناءِ / يعرُض بالضم فحسبُ جائي
وقد أحال المرءُ في المكان / أقام حولا فافهم المعاني
وقد أحال ربعنا يا فاطما / مرّ له حَولٌ فبات واجما
إحالة أحال من دون الغنى / حولا زمان لم أنل فيه المُنَى
والحول قد حال وحال معمر / عن العهود والحئول المصدر
وحالت النخلة والمطيّه / لم يحملا كلتاهما مرويّه
وهو الحيال فيهما وحالا / في سرجه فاستثبت الأَقوالا
وهو الحئول وأحال معمر / عليّ بالدين لأني موسر
وهذه إحالة وقد شرع / شريعة في الدين زيد فنفع
وشرعت في الماء خيل تغلب / تشَرع فاعجب للشروع المعجب
ونحن فيه شَرع سواءُ / وأشرع الرمح لهم ففاءُوا
وأشرعوا بابا إلى الطريق / وشَرعنا رازقُنا في الضيق
أي حالنا وطال زيد أهله / يطولهم أبان فيهم فضله
والطول ضد العرض فاعلم والطول / حبل وقد طالت على الربَّع الطيل
ولا ألاقيك طوال الأزمان / وعندنا قوم طوال الأبدان
وهو طويل وطُوال جاءَ / وخالد أحذيته إحذاءَ
معناه أعطيت وتلك الحُذيا / وقد حذى فاه النبيذ حذيا
يحذيه أي يجرحه وقد حذا / نعلا بنعل ورد اللفظ كذا
قابله وقد حذوت عمرا / حذاءَه جلست لا مزورّا
وقل له إيهٍ إذا استزدته / وقل له إيهاً إذا كففته
والزجر والإغراءُ وَيهاً قيلا / فإن تعجّب فاذكر التمثيلا
واهاً لريّا ثم واهاً واها / لو أن عينيها لنا وفاها
وقد ثلثت الرجُلين يا رجل / معناه صرت ثالثاً كذا نقل
أثلث بالكسر جميع العشره / وافتح حروف الحلق قط مشتهره
فإن أخذت الثلث منهم فاضمم / إلفا حروف الحلق فافتح وافهم
وأثلثوا تكملوا ثلاثه / وقس إلى العاشر يا عُلاثه
وخالد أثلثنا بناصر / من جنده إلى تمام العاشر
وقل دنانيرك قد آلفتها / وقس بأمأيت فقد عرفتها
وألفت تلك الدنانير وقل / أمأت فحصل ما ذكرت يا رجل
والله لا موسى ولا عي
والله لا موسى ولا عي / سى المسيح ولا محمد
علموا ولا جبريل وهو / إلى محل القدس يصعد
كلا ولا النفس البسي / طة لا ولا العقل المجرد
من كنه ذاتك غير أن / ك واحدي الذات سرمد
وجدوا إضافات وسل / باً والحقيقة ليس توجد
ورأوا وجوداً واجباً / يفنى الزمان وليس ينفد
فلتخسأ الحكماء عن / جرم له الأفلاك تسجد
من أنت يا رسطو ومن / أفلاط قبلك يا مبلد
ومن ابن سينا حين / قرر ما بنيت له وشيد
هل أنتم إلا الفرا / ش رأى الشهاب وقد توقد
فدنا فأحرق نفسه / ولو اهتدى رشداً لأبعد
حبيبي أنت من دون البرايا
حبيبي أنت من دون البرايا / وإن لم أحظ منك بما أريد
قنعت من الوصال بكشف حال / فقيل ارجع فمطلبها بعيد
ألم تسمع جواب سؤال موسى / وليس على مكانته مزيد
تعرض للذي حاولت يوماً / فدك الصخر واضطرم الصعيد
لو لا ثلاث لم أخف صرعتي
لو لا ثلاث لم أخف صرعتي / ليست كما قال فتى العبد
أن أنصر التوحيد والعدل في / كل مكان باذلاً جهدي
وأن أناجي الله مستمتعاً / بخلوةٍ أحلى من الشهد
وأن أتيه الدهر كبراً على / كل لئيم أصعر الخد
لذاك لا أهوى فتاةً ولا / خمراً ولا ذا ميعة نهد
تاه الأنام بسكرهم
تاه الأنام بسكرهم / فلذاك صاحي القوم عربد
ونجا من الشرك الكثي / ف مجرد العزمات مفرد
يأوي إلى العقل البسيط / وكل معنى عنه يسند
تالله لا موسى الكليم / ولا المسيح ولا محمد
كلا ولا جبريل وهو / إلى محل القدس يصعد
علموا ولا النفس البسيطة / لا ولا العقل المجرد
من كنه ذاتك غير أن / ك واحدي الذات سرمد
فليخسأ الحكماء عن / حرم به الأمك سجد
من أنت يا رسطو / ومن أفلاط بعدك يا مبلد
ومن ابن سينا حين هذ / ب ما أتيت به وشيد
نظروا إضافات وسلباً / والحقيقة ليس توجد
ورأوا وجوداً دائماً / يفنى الزمان وليس ينفد
ما أنتم إلا الفرا / ش رأى السراج وقد توقد
فدنى فأحرق نفسه / ولو اهتدى رشداً لأبعد