المجموع : 12
متى عُجتَ يا صاح بالسَّيِّدَهُ
متى عُجتَ يا صاح بالسَّيِّدَهُ / فَسَلْ عن فؤاديَ في الأَفئِدهْ
وقلبك حذّره عن أَن يصاد / فإِنّ بها للهوى مَصْيَدَهْ
وجوهٌ تُباهي قناديلَها / ببهجةِ نيرانها الموقدَهْ
ترى كلَّ مُستضعَفٍ خصرُه / إِذا ما دعا طرفَه أَنجَدَهْ
وذات روادِف عند القيا / م تحسَبها أَنها مُقْعَدَه
وبدر من الشَّعْر في غاسق / يضاحك أَبيضهُ أَسودهْ
فيا ليَ من ذلك الزَّبْرِقا / ن إِذا زَرْفَنَ الليلَ أَو جعَّدَهْ
محلّ خَيالٍ إِذا ما رأ / يت أَمردَه قلت ما أَمردَهْ
به كل نَشوانةٍ لحظُها / يطرق بين يَديْ عربَدَهْ
صوارمُ قاطعةٌ في الجفو / ن فهي مُجرّدةٌ مُغمدَهْ
فها أَنا مَن في سبيل الغرا / م أَورده الحبُّ ما أَوردَهْ
فهل لِدَمٍ فات من طالبٍ / وهيهات أَعجز يومٌ غَدَهْ
وكيف يُجازى بقتل النفو / س من لم يمدّ إِليها يَدَهْ
أَلا يا غزال الثَّغرِ هل أَنت منشدي
أَلا يا غزال الثَّغرِ هل أَنت منشدي / علقتُ بحبلٍ من حِبال مُحمّدِ
ويا هَلْ لِذاك اليوم في الدّهر ليلةٌ / تعودُ ولو عادت عقيماً بلا غدِ
فأَلقاك فيها هادي الكأْس حادياً / وحسبك من ساع بها ومُغَرِّدِ
أَلا حَبّذا عاري المحاسن عاطلٌ / مُحَلّى بأَثواب الملاحة مرتدِ
إِذا ما الأَماني ماطلتني بوَعْدها / ذكرتُ له وصلاً على غير موعدِ
وعهدي بماريّا سقى الله عهدها / بما عندها من حاجة الهائِم الصَّدي
وفي ذلك الزُنّار تمثالُ فضّةٍ / تُنَقِّطُ خدَّيْه العيونُ بعَسْجَدِ
وقد غلب المصباحُ فيه على الدُّجى / سنا قميرٍ في جُنح ليلٍ مجعّدِ
وكنت إِذا عِفْتُ الزجاجةَ مَوْرداً / سقتْني رُضاباً في إِناءٍ مورَّدِ
فيا ليَ من وجهٍ كقنديل هيكلٍ / عليه من الصُّدغين مِحْرابُ مَسجِد
لقد أَسرتني حيث لا أَبتغي الفدا / فقلْ في أَسيرٍ لا يُسَرّ بمفتدي
ليت القُلوب على نظام واحدِ
ليت القُلوب على نظام واحدِ / لِيذوقَ حَرّ الوجد غيرُ الواجدِ
فإِلامَ يَهْوى القلْبُ غيرَ مُساعِفٍ / بِهَوىً ويَلْقى الصبُّ غيرَ مساعِدِ
نِمْتُمْ عن الشّكوى وأَرَّقني الجَوى / يا بُعدَ غايةِ ساهرٍ من هاجدِ
أَضللتُ قلباً ظلّ يَنْشُد لُبّهُ / مَنْ لي بِوجدان الفقيد الفاقدِ
ونهت مدامعي الوشاةُ فرابَهُم / شاكٍ صبابَتَه بطرفٍ جامدِ
ولو أنهم سمعوا أَلِيَّةَ عَبرتي / في الحبّ لاتَّهَمُوا يمين الشاهدِ
أَشكو إِليك فهل عليك غضاضة / يا مُمْرِضي صَدّاً لو أنك عائدي
يا مَنْ إِذا نمتُ أَوقع بي الكرى / غَضَباً لِطَيْفِ خياله المتعاهِدِ
أَمّا الرُّقاد فلو يكون بصحةٍ / ما كان ناظرك السقيم براقدِ
أَهوى الغصون وإِنما أَضنى الصَّبا / شوقُ النسيم إِلى القضيب المائِد
ويَهيجني برق الثغور وإِن سما / في ناظريّ خلال غيث ساهدِ
بَكَرتْ على بالي الشّبابِ تلومُهُ / عَدّي الملامةَ عن حَنين الفاقدِ
ما زال صَرْفُ الدَّهْرِ يَقْصِر هِمَّتي / حتّى صرفتُ إِلى الكرام مَقاصدي
وإِذا الوفود إِلى الملوك تبادرتْ / فعلى جمال الدين وفدُ محامدي
فَلْتَعْلَمَنْ ظُلَمُ الحوادث أَنني / يمَّمتُ أَزهرَ كالشِّهاب الواقدِ
يُمْضي العزائمَ وهي غيرُ قواطعٍ / ما السّيف إِلاّ قوةٌ في الساعدِ
باقٍ على حكِّ الزّمان ونقدهِ / ومن الصحيح على امتحان الناقدِ
يلقاكَ في شرف العُلى مُتواضعاً / حتى تَرى المقصودَ مثلَ القاصد
وإِذا دنت يمناه من مُسْترفِدٍ / لم تَدْرِ أَيُّهما يمينُ الرّافدِ
أُمْنِيَّةٌ للمُعتَفي وَمَنِيَّةٌ / للمعتَدي وشريعةٌ للواردِ
وَلِعٌ بأَسهُم فكره فإِذا رمى / أَصْمى بها غرض المدى المتباعدِ
يتصرف المتَصرّفون بأَمرِه / عن حُكْم أَمرٍ نافذٍ لا نافدِ
لا تحسَبوا أَني انفردتُ بحَمْدِه / هيهاتَ كم لمحمَّدٍ مِنْ حامدِ
يا مُسْتَرِقَ الماجدين بفضلِه / والفخرُ كلُّ الفخر رِقّ الماجدِ
أَقلامُكَ القدَرُ المُتاحُ فما جرى / إِلاّ جرت بفواقرٍ وفوائدِ
مِنْ كلّ أَرقَشَ مستهِلٍّ ريقُه / أَفواه بيضٍ أَو ثغور أَساودِ
تُزْجي كتائبُه الكتائبَ تلتظي / لَهَباً أَمام مُسالِم لمُعانِدِ
كم مِنْ وَلِيٍّ قَلَّدَتْهُ ولايةً / عقد اللِّواءَ لها ثناءُ العاقدِ
حتّى إِذا سَلَك العَدُوُّ سبيلَها / فعلى طريق مَكامِنٍ ومكائدِ
تستام أَمثالَ الكلامِ شوارداً / فتبيتُ عندك في حِباله صائدِ
تلك البلاغة ما تُمُلِّك عفوُها / بِيديْك إِلاّ بَذّ جهدَ الجاهدِ
ولقد لَحَظْتَ الملكَ مَنْهوب الحِمى / مِنْ جانبيْه فكنتَ أَوّلَ ذائدِ
ربَّيتَ بَيْت المالِ تربيةَ امرئٍ / يحنو عليه بها حُنُوَّ الوالدِ
أَشعرتَ نفسَك مِنْهُ يأْسَ نَزاهةٍ / ومنحت هَمَّك منه بأْس مُجاهدِ
فَممالِكُ السّلْطان ساكنةُ الحَشا / مِنْ بعدِ ما كانتْ فريسةَ طاردِ
عطفتْ على يدك المساعي رَغْبةً / نظرت إلى الدّنيا بعين الزاهدِ
وثنتْ أَعِنَّتها إِليك مناقِبٌ / يا طالما كانت نشيدةَ ناشِدِ
مَجْدٌ على عرشِ السِّماكِ وهمَّةٌ / ترقى السُّها بجَناح جَدٍّ صاعدِ
وعُلىً يجوز بها المدى حَسَدُ العِدى / إِن العُلى مَنصورةٌ بالحاسدِ
يا حبّذا همٌّ إِليك أَصارني / وعزيمة تقفو رياضةَ قائدِ
أَنا روضة تُزْهى بكل غريبةٍ / أَفرائدي من لم يفرز بفرائدي
إِن ساقني طلب الغنى أَو شاقني / حُبُّ العُلى فلقدْ ورَدْتُ مواردي
ومتى عَددتُ إِلى نَدك وسائلي / أَعْدَدْتُ قصدي من أَجلّ مقاصدي
حتى أَعودَ من امتداحك حالياً / وكأَنني قُلِّدتُ بعض قلائدي
ما كانت الآمال تكذِبُ موعدي / أَبداً وحُسْنُ الظنّ عندك رائدي
أَما لو كان لحظُك نصلَ غِمْدي
أَما لو كان لحظُك نصلَ غِمْدي / لَبِتُّ وثأْرُ صَرْفِ الدهر عندي
ولو كان ابتسامُك حدَّ عزمي / فللتُ نوائبَ الأَيّام وحدي
إِذاً لَلَقيتُ عادِيةَ اللّيالي / على ثقةٍ وجُنْدُ هواك جُنْدي
ولكن أَنت والأَيّامُ جَيْشٌ / على مُتخاذِل الأَنصار فَرْد
عَذيري مِنْ هوَى ونوَى رمى بي / عِنادُهما على وَجْدٍ ووَخْدِ
وأَغْيَدَ بات مُتّشِحاً بثغرٍ / على نَحْرٍ ومُبْتَسِماً بِعقْد
أَصُدُّ عَذولَه ويصُدُّ عني / فما أَنفكُّ من غَمَراتِ صَدّ
وأَشكو ما لقيتُ إِلى سَقامٍ / بِعَيْنيْه فلا يُعدي ويُعدي
متى أَرجو مُسالَمة اللّيالي / وهذا مَوْقِفي من أَهل ودّي
ولو أَني أُلاقي ما أُلاقي / بمَجْد الدين صُلْتُ بأَيِّ مَجْدِ
مع الركب أَنباءُ الحِمى لو يُعيدُها
مع الركب أَنباءُ الحِمى لو يُعيدُها / لهيّج مفتوناً بها يستعيدها
خليليّ هل لي في الرفاق رسالة / يذكرني العهدَ القديم جديدُها
تَهُبّ صَباكم ليس بين هُبوبها / وبين رُكودِ النفس إِلاّ رُكودُها
ويسري هواكم في البُروق وإِنما / وَقود الحشا إِمّا استطار وقودها
لِيَهْنِكَ مأثور الوغى عن خلافةٍ / بك اخضرّ واديها وأَوْرقَ عودُها
وأَنّى تخافُ الضيم دولةُ هاشم / وآراؤك الأَنجاد فيها جنودها
وكيف يغيب النصر عنكم بوقعةٍ / ملائكةُ الله الكرامُ شُهودها
إِذا فتنةٌ للحرب أُسعِر نارها / فإِنّ ضِرام المُرْهَفات خمودُها
بدأتَ بإِحسانٍ فَجُدْ بتمامه / فمثلك مُبدي مِنّةٍ ومُعيدها
يا معشَرَ الفتيان ما عندَكُمْ
يا معشَرَ الفتيان ما عندَكُمْ / في حائمٍ ذيدَ عن الوِرْدِ
آلى على الخمرة لا ذاقها / ما عاش إِلاّ زمن الوَرْدِ
وقد مضى الوَرْدُ فهل رخصةٌ / في أن يكون الوَردُ من خدِّ
في بني الأَسباط ظبيٌ
في بني الأَسباط ظبيٌ / مالكٌ رِقّ الأسودِ
يأْسِر الناس بقدٍّ / وبخدٍّ وبجيدِ
تُنْبِتُ الأَبصار في / وجنته وَرْد الخُدودِ
مَلِق الوعد متى / طالبه اللَّحظُ بجودِ
كفلت زهرةُ عينيه / بأثمار الوعود
صيرفيٌّ في غرامي / في صُروف ونقود
أَنا في الدين حنيفيٌّ / وفي الحبّ يهودي
ظَبْيٌ بسوق الصَّرْف من أَجله
ظَبْيٌ بسوق الصَّرْف من أَجله / مَهَرْت في الصَّرف وفي النقد
ما كنتُ في صَيْدي له طامعاً / لو لم يكن إِبليس من جندي
يقول والدينار في كفه / مَنْ عنده قُلتُ له عندي
وكلّمتني عينُه بالرِّضا / وانقد الوعد على الوعد
حملتُ الجِياد فأَكرمْتَني
حملتُ الجِياد فأَكرمْتَني / ورحتُ وقد حملتني الجياد
فَلِمْ لا أَتيه على العالمين / وفَوقي جَوادٌ وتحتي جَواد
يذود الظُّبى عنهنّ والحَدَقُ الصِّيدُ
يذود الظُّبى عنهنّ والحَدَقُ الصِّيدُ / أَمُرْهَفَةٌ بيضٌ ومُرْهَفةٌ سُودُ
وعلى أَنّ أَوْحاهُنّ فتكاً صوارمٌ / صياقلُها أَجفانها والمَراويد
فلا جسمَ إِلاّ بالبواتر مُقْصَدٌ / ولا قلبَ إِلاّ بالنواظر مقصود
وما البارقاتُ الراعدات عواصف / بهمّيَ لولا المُبْرِقاتُ الرَّعاديد
وليس الهوى ما صدّني عنه غَيْرَةٌ / ولا ما لواني عنه لَوْمٌ وتَفْنيد
ولكنه الشّكوى إِلى من أُحبّهُ / وإِن حال صدٌّ دونَها وصناديد
هلِ الرَّوْضُ من تلك المحاسن مُجْتَنىً / أَمِ الحَوْضُ من ذاك المُقَبَّل مَوْرود
وهلْ ظِلُّ ريعان الشبيبة عائدٌ / عليّ ولُقيان الأَحِبّة مَرْدود
وِدادٌ بأَكناف الوفاء مُمَنَّعٌ / وعهدٌ بأَنواءِ الصَّبابة معهود
وإِني لخوّوارُ الشكيمة في الهوى / وإِنْ بات في خدَّيَّ للدَّمع أُخدود
تَنَكَبُّ خوفاً من دمي البيضُ والقَنا / وتُلْوى به في لِيِّهِنّ المواعيدُ
ويَنْزِل لي عن ثارها النَّفَرُ العِدى / وتقتادني في دَلِّها البقرُ الغِيد
ويقطع فيَّ الطَّرْفُ والطرفُ فاترٌ / فقلْ في مَضاءِ السيفِ والسيفُ مَغْمود
هو السّيفُ لا يُغنيكَ إِلاّ جِلادُهُ
هو السّيفُ لا يُغنيكَ إِلاّ جِلادُهُ / وهل طوّق الأَملاكَ إِلاّ نِجادُهُ
فيا ظفراً عمَّ البلادَ صَلاحُه / بمن كان قد عمّ البلادَ فسادُه
غَداةَ كأَنّ الهامَ في كلِّ قَوْنَسٍ / كمائمُ نبتٍ بالسُّيوف حَصَادُهُ
فما مُطْلَقٌ إِلاّ وَشُدَّ وَثاقهُ / ولا مُوثَقٌ إِلا وحُلّ صِفاده
ولا مِنْبَرٌ إِلاّ ترنّح عودُه / ولا مُصْحَفٌ إِلاّ أنارَ مِدادُه
إِلى أَين يا أَسرى الضَّلالةِ بعدها / لقد ذَلّ علويكم وعزّ رشادُه
رويدَكُمُ لا مانعٌ من مُظَفَّرٍ / يعانِدُ أَسبابَ القضاءِ عِنادُه
فَقُلْ لملوك الكُفر تُسْلِم بعدها / ممالكَها إِنّ البلاد بلادُه
كذا عن طريق الصّبح أَيّتها الدُّجى / فيا طالما غالَ الظّلامَ امتدادُه
فلو دَرَجُ الأَفلاك عنه تحصّنت / لأَمْستْ صِعاداً فوقَهنّ صِعادُه
ومن كان أَملاك السموات جُنده / فأَيّةُ أَرضٍ لم تطأها جيادُه
سمعت قِبلةُ الإِسلام فخراً بطَوْله / ولم يك يسمو الدين لولا عمادُه
يا مُطْلِعاً بصُدوده في لِمَّتي
يا مُطْلِعاً بصُدوده في لِمَّتي / ما غاب تحت عِذاره من خدّه
لك عارضٌ أَلقى عليَّ بياضَه / وأَغار من شعري على مُسْوَدِّه
وأَظنُّ خدَّك مُذْ تخوَّف نَهْبَه / ضَرَب السّياج على حديقةِ وَرده