القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العَرْجيّ الكل
المجموع : 8
يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا
يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا / رُوحا فَإني مِن غَدٍ مُغتَدِ
إِن شاءَ ذاكَ اللَهُ ثُمَّ إِذهَبا / لَن تَصحباني آخِرَ المُسنَد
لا يَبتَغي الواجِدُ مِثلي أَخاً / إِذا أَخُو الواجِدِ لَم يُسعِدِ
في الحُزنِ إِن نابَ الفَتى حُزنُهُ / وَصاحِبُ المَرءِ بِهِ مُقتَدِ
ذَكَّرَني قَرناً وَخَيماً بِهِ / مازَلَّ مِن عَيشي فَلَم أَرقُدِ
إِلّا قَليلاً لَيتَهُ لَم يَكُن / شَيئاً كَنَومِ الخائِفِ الأَرمَدِ
وَمَنزِلُ الحَيِّ بِهِ قَد عَفا / إِلّا مَخَطَّ النُؤى وَالمَوقِدِ
بِالشِعبِ ذي الماءِ الَّذي سَيلُهُ / يَسلُكُ خَلفِ الظَرِبِ الأَسوَد
يَمينَ مَن مَرَّ بِهِ مُتهِماً / وَعَن يَسارِ الجالِسِ المُنجِد
إِذ نَحنُ أخدانُ الصِبا وَالهَوى / مِنّي وَمِن أَسماءَ لَم يَنفَد
أَكابِدُ اللَيلَ كَأَنّي بِهِ / مُحتَبِلٌ يَرصُدُ في مَرصَدِ
وَمَجلِسُ النُسوَةِ بَعدَ الكَرى / في رَوضَةٍ ذاتِ أَقاحٍ نَد
خَرَجنَ يَمشينَ مَعاً موهِناً / مَشيَ مَها الرَملِ إِلى مَوعِدِ
مِنّي وَمِنهُنَّ وَقَد نَوَّمَت / عَنّا عُيُونُ الكُشَّحِ الحُسَّد
فِيهنَّ حَوراءُ لَها صُورَةٌ / كَالبَدرِ قَد قارَنَ بِالأَسعُدِ
مَمكُورَةُ الساقَين رُعبُوبَةٌ / كَالغُصنِ قَد مالَ وَلَم يُخضَدِ
هَل أَنتَ إِن ظَعَنَ الأَحِبَّةُ غادى
هَل أَنتَ إِن ظَعَنَ الأَحِبَّةُ غادى / أَو قَبلَ ذَلِكَ مُدلِجٌ بِسَوادِ
كَيفَ الثَواءُ بِبَطنِ مَكَّةَ بَعدَما / هَمَّ الذينَ تُحِبُّ بِالأَنجادِ
أَم كَيفَ قَلبُكَ إِن ثَوَيتَ مُخامِراً / سَقَماً خِلافَهُمُ وَحُزنُكَ بادى
قَد كُنتَ قَبلُ وَهُم لِأَهلِكَ جِيرَةٌ / صَبّاً تُطِيفُ بِهم كَأَنَّكَ صادي
هَيمانُ تَمنَعُهُ السُقاةُ حِياضَهُم / حَرّانُ يَرقُبُ غَفلَةَ الوُرّادِ
وَلَئن مَنَحتُ الوُدَّ مِنّي لَم يَكُن / مِنّي إِلَيكِ بما فَعَلَتُ أَيادي
إِنّي لَأَترُكُ مَن يَجُودُ بِوَصلِهِ / وَمُوَكَّلٌ بِوصالِ كُلِّ جَمادِ
يا عَمرَ إِنّي فَاصرميني أَو صِلي / لَجَّت بِحُبِّكُمُ بَناتُ فُؤادي
كَم قَد عَصَيتُ إِلَيكِ مِن مُتَنَصِّحٍ / داني القَرابَةِ أَو وَعيدَ أَعادي
وَتَنُوفَةٍ أَرمي بِنَفسي عَرضَها / شَوقاً إِلَيكِ بِلا هِدايةِ هادي
بِمُعَرَّسٍ فيهِ إِذا ما مَسَّهُ / جَنبي حُزُونَةُ مَضجَعٍ وَتَعادي
ما إِن بِها لِيَ غَيرُ سَيفي صاحِبٌ / وَذِراعُ حَرفٍ كَالهِلالِ وَسادي
وَلَقَد أَرى أَن لَيسَ ذاكَ بِنافِعي / ما عِشتُ عِندَكِ في هَوىً وَوِدادِ
إِلّا الرَجاءَ وَقَد أَنى لِيَ أَن أَدى / طَمَعاً بِكُم وَرِضاً بِغَيرِ سَدادِ
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى تَلُومُني
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى تَلُومُني / وَتَزعُمُني ذامَلَّةٍ طَرِفاً جَلدا
تَقُولُ لَقَد أَخلَفتَنا ما وَعَدتَنا / وَوَاللَهِ ما أَخلَفتُها طائِعاً وَعدا
فَقُلتُ مَرُوعاً لِلرَسُولِ الَّذي أَتى / تُراهُ لَكَ الوَيلاتُ مِن نَفسِها جِدّا
إِذا جِئتَها فَاقرى السَلام وَقُل لَها / دَعي الجَورَ لَيلى وَاِنهِجي مِنهجاً قَصدا
تعُدّينَ ذَنباً أَنتِ قَبلي جَنَيتِهِ / عَلَيَّ وَلا أُحصِي ذُنُوبَكُمُ عَدّا
أَفي غَيبَتي عَنكُم لَيالي مَرَضتُها / تَزِيدينَني لَيلى عَلى مَرَضي جَهدا
تَجاهَلُ ما قَد كانَ لَيلى كَأَنَّما / أُقاسي بِهِ مِن حَرَّةٍ حَجَراً صَلدا
غَداً يَكثُرُ الباكُونَ مِنّا وَمِنكُمُ / وَتَزدادُ داري مِن دِيارِكُمُ بُعدا
فَإِن شِئتِ أَحرَمتُ النِساءَ سِواكُمُ / وَإِن شِئتِ لَم أَطعَم نُقاخاً وَلا بَردا
وَإِن تَغفِري مازَلَّ مِنّي وَتَصفَحي / فَقَد هَدَّ عَظمي قَبلَها حُبُّكُم هَدّا
وَإِن تَصرِمِيني لا أَرَ الدَهرَ لَذَّةً / لِشَيءٍ وَلَن أَلقى سُروراً وَلا سَعدا
وَإِنشِئتِ غُرنا مَعكُمُ حَيثُ غُرتُمُ / بِمَكَّةَ حَتّى تَجلِسُوا قابِلاً نَجدا
لِكَي تَعلَمي أَنّي أَشَدُّ صَبابَةً / وَأَحسَنُ عِندَ البَينِ مِن غَيرِنا عَهدا
تَقَطَّعَ إِلّا بِالكِتابِ عِتابُكُم / سِوى ذِكرٍ لا أَستَطيعُ لَها رَدّا
فَقالَت وَأَذرَت دَمعَها لا بَعِدتُمُ / فَعَزَّ عَلَينا أَن نَرى لَكُمُ بُعدا
أَلم يُنسِ لَيلى عَهدُكَ المُتَباعِدُ
أَلم يُنسِ لَيلى عَهدُكَ المُتَباعِدُ / وَدَهرٌ أَتى بَعدَ الَّذي زَلَّ فاسِدُ
فُؤادَكَ أَن يَهتاجَ لَما بَدَت لَهُ / رُسُومُ المَغاني وَالأَثافي الرَواكِدُ
وَمَربَطُ أَفراسٍ وَخَيمٌ مُصَرَّعٌ / وَهابٍ كَجُثمانِ الحَمامَةِ هامِدُ
وَمَربَعُ حَيٍّ صالِحينَ نأَت بِهِم / نَوىً بَعدَ إِسعافٍ وَسَكنٌ مَعاهدُ
فَعِشتُ بِعَيشٍ صالِحٍ إِذ هُمُ بِهِ / فَبادُوا وَعَيشُ المَرءِ لا بُدَّ بائِدُ
فَلِلهِ عَيناً مِن رَأى مِثلَ مَجلِسٍ / بِكَرسانَ أَسقاهُ الغَمامُ الرَواعِدُ
لَقِيتُ بِهِ سِرباً تَنَظَّرنَ مَوعِدي / وَقِدماً وَفَت مِنّي لَهُنَّ المَواعِدُ
فَبُغتُ بِسَأوي الزَعفَرانَ فَلَم أَرِم / مَعَ القَومِ حَتّى لَم تُخِفني المَراصِدُ
وَحَتّى بَدَت أُخرى النُجوم وَباشَرَت / خُدُودَ الرِجالِ لِلرُقادِ الوَسائِدُ
فَلَمّا بَدا جَرسٌ مِنَ ليلِ وَاِحتَوَت / كِلابَ الرِعاءِ المُوسَداتِ المَواقِدُ
فَقُمتُ إِلى طِرفٍ مِنَ الخَيلِ لَم يَبِت / مُذالاً وَلَم تُقفِر عَلَيهِ المَذاوِدُ
بِوَردٍ كَسِيدٍ الغِيلِ ذي مَيعَةٍ لَهُ / إِذا ما جَرى في الخَيلِ عَقبٌ وَشاهِدُ
فَلَأمَ شَملي بَعدَ ما شُتَّ حِقبَةً / بِهِنَّ وَذُو الأَضغانِ عَنهُنَّ هاجِدُ
بِحُورٍ كَأَمثالِ الدُمى قُطُفِ الخُطا / لَهَونَ وَهُنَّ المُحصَناتُ الخَرائِدُ
أَمِنَّ العُيُونَ الرامِقاتِ وَلَم يَكُن / لَهُنَّ بِهِ عَينٌ سِوى الصُبحِ ذائِدُ
فَبِتُّ صَريعاً يَبنَهُنَّ كَأَنَّني / أَخُو سَقَمٍ تَحنُو عَلَيهِ العَوائِدُ
أَطَفنَ بِمَعسُولِ الدُعابَةِ سادِرٍ / كَخُوطِ الأَبالم يَهصِرِ العُودَ عاضِدُ
كَما طافَ أَبكارٌ هِجانٌ بِمُصعَبٍ / طَرِبنَ لِأَعلى هَدرِهِ وَهوَ سامِدُ
يُسِّدنَني جُمَّ المُرافِقِ زانَها / جَبائِرُها غَصَّت بِهِنَّ المَعاضِدُ
يُفَدِّينَني طَوراً وَيَضمُمنَ تارَةً / كَما ضَمَّ مَولُوداً إِلى النَحرِ وَالِدُ
يَقُلنَ أَلا تُبدى الهَوى سَتَزِدَنني / وَقَد يُستَزادُ ذُو الهَوى وَهوَ جاهِدُ
لَعَمري لَئِن أَبدينَ لي الوَجد إِنَّني / بِهِنَّ وَإِن أَخفَيتُ وَجدي لِواجِدُ
كَأَنَّ نِعاجَ الرَملِ أَهدَت عُيُونَها / إِذا مجمَجَت أَشفارَهُنَّ المَراوِد
لَهُنَّ وَأَعناقَ الظِباءِ اِستَعَرنَها / إِذا ما كَسَت لَباتِهِنَّ القَلائِدُ
تَعِلُّ قُرُوناً في الوَفاءِ كَأَنَّها / إِذا سُدِلَت فَوقَ المُتُونِ الأَساوِدُ
مَجاسِدُها نُفحٌ مِلاءٌ كَأَنَّها / نَواعِمُ حُورٌ تَحتَهُ الماءُ راكِدُ
أَقُولُ اِشتِكاءَ بِالحَرامِ لِصاحِبي
أَقُولُ اِشتِكاءَ بِالحَرامِ لِصاحِبي / وَذُو البَثِّ شَكُوهُ وَإِن كانَ مُقصَدا
فَلَم أَرَ مَطرُوقاً كَلَيلي لِحاجَةٍ / أَضَنَّ بِها مِن غَيرِ فَقرٍ وَأَبعَدا
نَوالاً لِمُحتاجٍ يُريدُ نَوالَها / وَأَجدَرُ إِن حَدَّت بِهِ أَن تُصَرِّدا
تَوَدَّدتُها قَبلاً فَما لانَ قَلبُها / وَأَقسى خَليلاً خِلتَهُ مُتَوَدِّدا
فَلَو كُنتُ أُرقى بِالَّذي قَد رَقَيتُها / بِهِ يابِساً صَلداً مِنَ الصَخرِ جَلمَدا
اللانَ لِقَولي أَو لَعادَو وَما اِعتَصى / عَلَيَّ بِعاداً غِلظَةً وَتَشَدُّدا
فَلَما بَدا لي أَنَّها مُستَفِزَّةٌ / قَد اضرَمَها الواشي عَلَيَّ وَأَوقَدا
أَقُولُ لَها وَالعَينُ قَد فاضَ دَمعُها / وَقَد كانَ فيها دَمعُها قَد تَرَدَّدا
أَسَلّاكِ عَنّي النَأيُ أَم عاقَكِ العِدى / بِما اِقتَرَفوا أَم جِئتِ صَرمى تَعَمُّدا
أَلم أَكُ أَعصي فيكِ أَهل قَرابَتي / وَأُرغِمُ فيكِ الكاشِحَ المُتَهَدِّدا
وَأَمتَهِنُ الوَردَ الأَغَرَّ إِلَيكُم / مِن أَجلِكِ حَتّى لَحمُهُ قَد تَخَدَّدا
فَقالَت مَنَنتَ الوَصلِ مِنكَ وَلَلَّذي / أَتَيتَ إِلَينا كانَ أَدنى وَأَزهَدا
مِنَ أَشياءَ قَد لاقَيتُها فيكَ لَم يَكُن / لِيُحصيها مَن مَنَّ وَصلاً وَعَدَّدا
وَلا تَحسَبَن صَرمَ الصَدِيقِ مُرُوءَةً / وَلا نائِلاً ما عِشتَ بِالصَرمِ سُؤدَدا
وَإِنَّكَ قَد أَلفَيتَ عِندي مَوَدَّةً / مِنَ الحُبِّ ما تَزدادُ إِلّا تَجَدُّدا
فَلِن لِلَّذي يَهواكَ وَاغلُظ عَلى الَّذي / قَلاكَ وَعَوِّدهُ الَّذي قَد تَعَوَّدا
وَمِلآنَ فاضرِب لي وَلا تَخلُفَّنني / لَدى شُعبَةِ الأصغاءِ إِن شِئتَ مَوعِدا
فَقُلتُ لَها في أَربَعٍ سَوفَ نَلتَقي / هُدُوءاً إِذا ما سامِرُ الحَيِّ رَقَّدا
فَلَمَّا تَقَضَّت أَربَعٌ قُلتُ هاتِيا / جَوادي وَقَلِّدهُ لِجاماً وَمِقوَدا
فَجاءَ بِهِ العَبدانِ لَيلاً كَأَنَّما / يَقُودانِ قَرماً ضارِياً حِينَ أُلبِدا
فَشَدّا عَلَيهِ السَرحَ ثُمَّ عَلَوتُهُ / كُمَيتاً إِذا ما مَسَّهُ السَوطُ أَهمَدا
خَبُوبَ الخَبارِ يَركَبُ الوَعثَ كُلَّما / تَسَلَّمَ مِن وَعثٍ إِلى غَيرِهِ عَدا
يَزيدُ إِذا قاسَ اللِجامُ شَجاً بِهِ / وَعَضَّ بِنابَيهِ الشَكيمَ فَأَزبَدا
فَقَرَّبَني مِن بَعدِ بُعدٍ كَأَنَّما / يَرى الجَبَلَ الوَعرَ المُمَنَّعَ فَدفَدا
فَلَمّا بَلَغنا جانِبَ المَوعِدِ الَّذي / وُعِدتُ بِهِ أَقَللتُ أَن أَتَلَدَّدا
مَكَثتُ قَلِيلاً ثُمَّ أَوشَكتُ أَن أَرى / وَما أَطوَلَ المُكثَ الغُلامَ المُوَلَّدا
فَأَزجا فَأَنبا بِالَّذي كُنتُ أَهلَهُ / سُرِرتُ بِهِ مِنهُ وَلاقَيتُ أَسعُدا
وَمِن خَلفِهِ صَفراءُ غَرثٌ وِشاحُها / تَأَوَّدُ في المَمشى القَريبِ تَأَوُّدا
تَمُورُ كَما مارَت مَهاةٌ بِذي الغُضا / تُزَجّى بِبَطحاءِ القَسِيَّةِ فَرقَدا
فَلَمّا التَقَينا رَحبَّت وَتَهَلَّلَت / كِلانا إِلى ذي وُدِّهِ كانَ أَقوَدا
كِلانا يُمَنّى في الخَلاءِ جَليسَهُ / صَفاءً وَوُدّاً ما بَقينا مُخَلَّدا
وَباتَ جَوادِي غُلُّهُ ساقُ طَلحَةٍ / بِأَبهَرَ مَولِيِّ الرُبا ساقِطِ النَدى
يَتُوقُ فَيَثنيهِ عَلِيٌّ مُقَوَّمٌ / نَما فَرعُهُ وَاخضَلَّ حَتّى تَخَضَّدا
وَساخَت عُروق الأَرض مِنهُ فَصادَفَت / بِجانِبِ خَوّارٍ مِن التُربِ رَغَّدا
وَيَمنَعُهُ أَن يَطمَئِنَّ بِأَنَّهُ / تَذَكَرَ جُلّاً فَازدهاهُ وَمِقوَدا
وَبَيتاً يَقِيهِ الحَرَّ في كُلِّ صَيفَةٍ / وَمَصعَ ضَرِيبِ القَرِّ إِن هُوَ أَبرَدا
فَلَم يَستَفِق مِن سَكرَةِ الحُبِّ بَينَنا / لَهُ سَكرَةٌ كانَت قَدِيماً تَعَدُّدا
بِضَوءِ عَمُودِ الصُبحِ حَتّى كَأَنَّما / تَجَلّى عَمُودُ الصُبحِ يَوماً مُوَرَّدا
بَلِّغ قُرَيبَةَ أَنَّ البَينَ قَد أَفِدا
بَلِّغ قُرَيبَةَ أَنَّ البَينَ قَد أَفِدا / وَأَنَّنا إِن سَلِمنا رائِحُونَ غَدا
كَم بِالحَرامِ وَلَو كُنّا نُجامِلُهُ / مِن كاشِحٍ وَدَّ أَنّا لا نُرى أَبَدا
حُمِّلَ مِن بُغضِنا غِلّا يُعالِجُهُ / وَقَد تَمّلا عَلَينا فِيكُمُ حَسَدا
وَذاتِ وَجدٍ عَلَينا تَبُوحُ بِهِ / تُحصى اللَيالي إِذا غِبنا لَها عَدَدا
حَرِيصَةٍ أَن تَكُفَّ الدَمعَ جاهِدَةً / وَما رَقا دَمعُ عَينَيها وَلا جَمَدا
يا لَيلَةَ السَبتِ قَد زَوَّدتِني سَقَماً / حَتّى المَماتِ وَحُزناً صَدَّعَ الكَبِدا
قامَت تَهادى عَلى خَوفٍ تُشَيِّعُني / مَشى الحَسِيرِ المُزَجّى أُحشِمَ الصَعَدا
لَم تَبلُغِ البابَ حَتّى قالَ نِسوَتُها / مِن شِدَّةِ البُهرِ هَذا الجَهدُ فاتَّئِدا
أَقعَدنَها وَنَثا ما قُلنَ ذُو حَسَدٍ / صَبٌّ بِلَيلى إِذا ما أُقعِدَت قَعَدا
يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَعمُودِ
يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَعمُودِ / وَنَومِ عَينٍ إِذا أَمسَيتُ مَحدُودِ
مُوَكَّلٍ بِالصِبا يَعصي عَواذِلَهُ / لَهُ حُمَيدَةُ رَهنٌ غَيرُ مَردُودِ
بِحاجَةٍ ما دَعَت شَجواً مُطَوَّقَةٌ / في أَيكَةٍ بَينَ أَغصانٍ بِتَغريدِ
إِذا دَعَت هاجَ ذا الأَشجانِ مَنطِقُها / كَأَنَّها قَينَةٌ غَنَّت عَلى عُودِ
أَقُولُ لَمّا التَقَينا وَهِيَ مُعرِضَةٌ / تَشكو الجَفاءَ وَإِخلافَ المَواعيدِ
مِنّي إِلَيَّ وَتَنسى ذَنبَ رَبَّتِها / إِذا بَرَّحَت بِمُصابِ القَلبِ مَعمُودِ
وَقَد أُرى أَنَّها في القَولِ قَد أُمِرَت / إِذا التَقَينا بِتَغليظٍ وَتَشديدِ
قُلت اِسمَعي جَعَلت نَفسي الفِداء لَكُم / مِنّي ولا تُجمِعي لَومي وَتَصريدي
لِحلفَةٍ بَرَّةٍ اللَهُ يَعلَمُها / وَهَل عَلَيَّ سَبيلٌ بَعدَ مَجهُودي
أَو سائلي تُخبَري إِن كُنتِ جاهِلَةً / هَل يَنقُضُ الحُرُّ عَهداً بَعدَ تَوكِيدِ
أَحلِفُ بِاللَهِ أَيماناً مُضاعَفَةً / في كُلِّ يَومٍ مِن الأَيامِ مَشهُودِ
رَبِّ الحَجيجِ وَرَبِّ البُدنِ قَد وَجَبَت / وَأَشعَرُها بِتَحليلٍ وَتَقليدِ
ما عُمرَةٌ نَهَزتنا نَحُوَ أَرضِكُمُ / وَلا هَوى غَيرِكُم يا أُمَّ داوُدِ
لَولا هَواي وَسَعيي في مَسَّرتِكُم / لَقَلّ بِالغَورِ تَشريعي وَتَصعيدي
وَلا جَشِمتُ وَلا كَلَّفتُ راحِلَتي / أَجواز طامِسَةٍ أَعلامُها بِيدِ
إِذا سَرى الرَكبُ فيها لَم يَدُلَّهُمُ / بَعدَ الإِلهِ سِوى أَمٍ وَتَسديدِ
يَضِلُّ فيها القَطا الكُدري مَشرَبَهُ / ما ماؤُها أَبَداً لَيلاً بِمُورُودِ
مَرابِعُ العِينِ وَالآرامِ يَخلُطُها / خِيطا نَعامٍ بِهِ كَالمَأتَمِ السُودِ
إِذا بَدَت لِجَبانِ القَومِ سَيءَ بِها / قَلبُ الجَبانِ وَما رى بَعدَ تَبلِيدِ
كَأَنَّها صُلُبٌ بِالشامِ في بِيَعٍ / قَد أَخرَجَتها نَصارى الرُومِ لِلعيدِ
تُعَدِّدُ نَفسي مِن سُلَيمى عِدادَها
تُعَدِّدُ نَفسي مِن سُلَيمى عِدادَها / فَلَم تَرقَ عَيني وَاستطيرَ رُقادُها
فَأَيسَرُ ما تَلقى مِنَ الوَجدِ أَنَّها / مَعَ الحُزنِ مَغمُورٌ بِماءٍ سَوادُها
ذَرُوفُ النَهارِ حِينَ تَحمي مِن البُكا / كَثِيرٌ إِذا جَنَّ الظَلامُ اطِّرَادُها
عَلى عَبراتٍ تَعتَريني لَو أَنَّها / بِجانِبِ رَضوى أَنفَذَتهُ وِهادُها
يُجافِينَ جَنبي عضن فِراشي كَأَنَّها / عَلَيهِ سُيُوفٌ أَقلَقَتهُ حِدادُها
إِذا رامَتِ الأَصعادَ في الصَدرِ زَفرَةٌ / فَسَلمى عَلى بابِ الفُؤادِ رِدادُها
وَلَو فارَقَت جَوفي لَصادَفتُ راحَةً / وَلَكِنَّما في الجَوفِ مِنّي مُرادُها
فَقُلتُ لِعَيني أَعمِدي نَحوَ غَيرِها / بِنَفسي وَعَيني حَيثُ تَهوى قِيادُها
فَزادَت لِنَفسي العَينُ جُهداً وَإِنَّما / إِلى حُبِّ سَلمى حَيثُ كانَ مَعادُها
وَكَيفَ تُطِيقُ الهَجرَ نَفسٌ ضَعِيفَةٌ / بِكَفِّ سُلَيمى حَلُّها وَصِفادُها
فَمنّى عَلَيَّ اليَومَ سَلمى وَسَدِّدي / وَخَيرُ الأُمُورِ حِينَ تُنمى سَدادُها
فَما القَلبُ عَن سَلمى بِجَلدٍ وَإِن نَأَت / وَشَرُّ قُلوبِ الواجِدينَ جِلادُها
فَلا النفسُ تَرضى عَن سُلَيمى بِخُلَّةٍ / وَلَو نَحَلَت نَفسي وَطالَ بعادُها
حَياتي ما غَنّى حَمائِمُ أَيكَةٍ / وَما أَحصَنَت عُصمُ الفَلاةِ صَمادُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025