المجموع : 12
سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ
سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ / وَنمى الغرامُ بِقَلبيَ المَعمودِ
وَجَلَت على العُشّاقِ روضَ محاسنٍ / فَسَقى الحياءُ شقائِقَ التَوريدِ
وَرَنَت بِأحوَرِ طَرفِها وَتَبَسَّمت / فَبدا ضياءُ اللُؤلؤ المَنضود
يا رَبَّةَ الطَرف الكَحيل تَعَطَّفي / وَعلى مُحِبِّك بِالمَوَدَّةِ جودي
جودي وَلَو بِالطَيف في سنةِ الكَرى / وَصلى بِرَغم مَفنِّدٍ وَحسود
قَسماً بما يُرضيكِ في صِدقِ الوَفا / ما حُلتُ عنكِ بسَلوةٍ وَصدود
أَنا قائم أَبدا بِمَفروض الهوى / مستبدِلٌ لِلنَّومِ بِالتَسهيد
فَإلى متى وَلهي وفَرطُ صَبابَتي / وَسرورُ عُذّالي وَخُلفُ وُعودي
وَإلى متى ذا الصَدُّ عن مَضنى الهَوى / عودي لِيورِقَ بِالتَواصُل عودي
وَاِستَأنفي مَوصولَ عائدِ أُنسِنا / فَالقُرب عيدي وَالبِعادُ وَعيدي
دَع يا عَذولُ ملامَتي في غادَةٍ / هَيفاءَ قد فاقَت جميعَ الغيد
عربيّةٍ لو واجَهَت بَدرَ الدُجى / يَوماً لَقالَ البدرُ تمَّ سُعودي
وَاللَهُ لولا اللَه بارىءُ حُسنها / لجمالها الزاهي جَعلتُ سجودي
قَسماً بنورِ جَبينِها وَبخالِها / وَسوادِ شعرٍ وَاِحمرار خُدود
وَبقَوسِ حاجبِها وسهم لحاظِها / وبخَصرها وَقَوامِها وَالجيد
لَيَطيبُ لي في حُبِّها ذُلّى كما / في مدح إِسماعيلَ لذَّ نَشيدي
يقظُّ بجَودةِ رأيهِ مصرٌ زهت / زَهوَ الحُلّى على صدور الخود
وأَمدّها بمعارف وعوارِفٍ / وَلطائِفٍ جَلَّت عن التَعديد
لَولاهُ ما فازَت على رغم العِدا / في ظِلِّه المَمدودِ بِالمَقصود
فَلَقَد تحلّى جيدُها بوجوده / وَلَهُ أقامت رايةَ التَأييد
شَفَعَ التَليدَ بِطارِفٍ من مجدِه / وَالعِزَّ موهوبا بِكَسبِ جُدود
سمحٌ تراه إذا حللتَ بحيَّه / أَبداً يحنّ إلى خِصال الجود
طَبعاً يَميل إِلى السَماح وأَهلِه / كَتَمايُل الأَغصانَ بِالتَأويد
عَن رِفدِه حَدِّث فكم في رِفدِه / إِنعام بحرٍ وافِرٍ وَمديد
لو أنَّ صمَّ الصَخر أَصبحَ ناطقاً / لشجتكَ منها نَغمةُ التَحميد
هو قُطبُ دائِرة المعالي وَالذي / قد زانَ عَقدَ الرَأي بِالتَسديد
سامى المَآثرِ طَودُ عِزٍّ شامخٍ / نامى المَفاخرِ أَصيدٌ من صيد
محيى المدارس بعد محوِ دروسِها / وَالعلمَ أَلبَسَ حلَّةَ التَجديد
يا آل مصرٍ كم لكم من رِفعَة / في الدَهر صارَت غُرَّةَ المَوجود
هَيّا اِجتَنوا ثمر العُلا من روضه / وتفيَّئوا في ظلّه المَمدود
دُم وَاِغتَنِم أُنسا وَصفوَ مَسَرَّةٍ / بِنَعيم عيشٍ دائِم وَرَغيد
وَاِلبَس على طول المَدى حلَلَ الرِضا / بِشِعارِ مَأمونٍ وَرُشدِ رشيد
لا زِلت معتصما بتوفيق العُلا / في ضَمِّ مجدٍ طارفٍ لِتَليدِ
مَن مجدُه فوق الكَواكِب قَد عَلا / وَصِفاتهُ الحُنسى بلا تحديد
فَالقُطر عمَّ سناؤُه وَبهاؤُه / بِمحمدٍ وَبسعيه المَحمود
لا زِلتُما بدرين في أُفُق العُلا / بهما زَها إِشراقُ يومِ العيد
لا وَالهَوى العُذريِّ وَالوَجدِ
لا وَالهَوى العُذريِّ وَالوَجدِ / عَذلُ عَذولي فيك لا يجدي
إِنّي مع الصَدِّ وَطولِ الجَفا / باقٍ على الميثاقِ وَالعهد
يا عاذلي أَقصِر وَكن عاذري / ولا تُطِل لومى على سُهدى
فَشَعرُه مهما تَخيّلتُه / أَظلُّ أَبكى في الدُجى وَحدي
أَفديهِ من حُلوٍ مليحِ البَها / ناهَ على الأَغصانِ بِالقَدِّ
نَضوانَ من خمر الكَرى لحظُه / في قِتلتي فاقَ على الحدِّ
ماسَ دلالاً وَرَنا قائِلاً / بيضُ الظُبا وَالسُمرُ من جُندي
وَقدِّ قلبي وَاِنثَنى مُعجبا / وَقال لي كيف تَرى قَدّى
وَقال لِلوَردِ أَما تَستَحي / مِنّي إِذا فَتَّحتَ في خدّي
تَغَزُّلي فيه وَمدحي لمن / رَقى إلى العَلياء في المَهد
مَن مِثلُ اسماعيلَ آراؤُه / ثاقِبَةٌ تَهدى إِلى الرُشد
مَلكٌ معاليه غَدت جمَّةً / تَعُمُّ كلَّ الناسِ بِالرِفد
مَصدَرُ عَدلٍ أَمرُه نافِذٌ / بحرٌ غَدا مُستَعذَبَ الوِرد
قَد أَجمَعَ الكُلُّ على أَنَّه / مُفرَدُ هذا العَصر في المَجدِ
السعدُ من خُدّامِه قد غَدا / لذا تَهيم الناسُ بِالسَعد
يا دَوحَ عِزٍّ قد غَدت مصرُنا / به تُحاكى جَنَّةَ الخُلد
لِيَهنَ عيدٌ بك أَضحت له / فَضائِلٌ جلَّت عن العَدّ
إذا هبَّ مُبتَلُّ النَسيمِ على الوَردِ
إذا هبَّ مُبتَلُّ النَسيمِ على الوَردِ / تذكَّرتُ شِعري في مورَّدهِ الخدِّ
وَإن أَمطَرَت سحبٌ وفيها بَوارِقٌ / بكيتُ وَفي قَلبي لهيبٌ من الوَجدِ
يحجِّبها عَنّي الرَقيبُ وَدونَها / حجابان من هجرٍ شَديدٍ وَمن بُعدِ
وَما فِعلُ سَهمٍ سَدَّدَتهُ من النَوى / كَفِعلِ حُسامٍ جَرَّدَته من الصَدِّ
فَرُبَّ نَوىً تَأتيكَ من غيرِ عامدٍ / وَليسَ يَجيء الصَدُّ إِلّا على عَمد
دَع الشِعرَ في وَصف النِساءِ وَخلَّه / وَبادِر بِتَنظيم الجواهِر في مجدي
فَلَيسَ يَقيس العاقِل البخلَ بِالنَدى / وَليسَ يَقيس العاقِلُ الهَزلَ بِالجِدِّ
أَميرٌ لهُ فِكرٌ إِذا رُمتَ وَصفَه / فَدَع قَولَهُم كَالرُمحِ وَالسَهمِ وَالحَدِّ
علا وَدَعاني لِلمَدائِح فَضلهُ / فَنَظَّمتُ حَبّاتِ الكَواكِب في عِقدِ
أَخا المَجد خُذها وَهيَ في السَير كَالصَبا / وَفي نَشرِها كَالوَردِ وَالآسِ وَالنَدِّ
فَلا زِلتَ خِدنَ العِزِّ وَالفَخر وَالنَدى / وَلا زِلتَ تِربَ المجدِ وَالفَضلِ وَالسَعد
تَبَسَّمت عن جوهَر العِقدِ
تَبَسَّمت عن جوهَر العِقدِ / فَأَكثَرت عيني من النَقدِ
رَشيقَةُ الأَعطافِ مهما اِنثَنَت / جارَت على الأَغصانِ بِالقَدِّ
تَخُدُّ بِالخَدِّ حشاصَبها / فكلُّ ما يشكو من الخَدِّ
وَلم أَقُل بِالجَفنِ تخديده / لِأَنَّهُ زاد على الحَدِّ
تَفَرَّدَت في حُسنِها مِثلَما / تَفَرَّدَ اسماعيلُ في المَجد
من كَفُّه بحرُ عَطا زاخِرٌ / منه جَميعُ السُحبِ تَستَجدي
من ذا الذي في الناس مِن بعدِه / يَليق بِالمَدح أَو الحَمدِ
وافى لمصرٍ بَعد إِبعادِها / عنهُ فَلاقَت غايَةَ القَصدِ
وَقابَلته بِقَريضٍ لها / من زَهرِها المَنظومِ وَالوَردِ
قائِلَةً في شَطرِ تاريخهِ / بُشرى أَتى اِسماعيلُ يا سَعدى
لَبيبُ بُشرَكَ فَالأَيّامُ قَد رَضيَت
لَبيبُ بُشرَكَ فَالأَيّامُ قَد رَضيَت / وَلِلمَسَرّاتِ أَفراحٌ وَتَغريد
وَلِليّالي صَفاءٌ بعد أَن كَدُرَت / تَرجوكَ صفحاً وَسيفُ الغَدرِ مَغمودُ
فَاِهنَأ بِنَجلِكَ إِنَّ السَعد أَرَّخَه / لَبيبُ دامَ لكَ المَحفوظُ محمودُ
يا أُلى الفَضلِ وَالكَمالِ وَيا قُرَّ
يا أُلى الفَضلِ وَالكَمالِ وَيا قُرَّ / ةَ عينِ الوَفا وَعينِ الودادِ
بِالذي زانَكم وَميَّزَكُم بِال / عِلمِ وَالحِلمِ وَالهُدى وَالرَشادِ
أَنصِفوني من لُطفِكُم فَلَقَد غا / دَرَني راحِلا بِغَير فُؤاد
وَاِحفَظوا عهدي القَديمَ فَإني / حافظٌ عهدَكم بِرَغم البِعاد
فَإِذا قَرَّبَ النفوسَ اِئتِلافٌ / هان عِندي تفرُّقُ الأَجسادِ
أَيُّها الناطِقونَ بِالضاد هذا
أَيُّها الناطِقونَ بِالضاد هذا / مَنهَلٌ قد صَفا لأَهلِ الضادِ
ذا كتاب تجاوَرت كلماتٌ / فيهِ كانَت مِن قَبلُ كَالأَضدادِ
أَلَّفَت بينَها أَواصرُ معنىً / خَفيَت أَعصُرا على النُقادِ
جَفوةٌ عولِجَت فعادَت وِئاما / وَهوىً طَوعَ خاطرٍ وَقّادِ
أَمطِري يا سحائِبَ الفَضلِ ما شِئ
أَمطِري يا سحائِبَ الفَضلِ ما شِئ / تِ وَفيضي على الرُبا وَالوِهادِ
وَاِترُكي كلَّ عاطلٍ حاليَ الصَد / رِ قَريرَ العَينَين في كلِّ وادِ
لن تَزيني أَحقَّ من جيدِ مطرا / نَ وَأَولى من صَدرهِ بِاِفتِقادِ
قَلمٌ تَصدرُ الحقائِقُ عنه / حالياتٍ في أَجملِ الأَبرادِ
وَلِسانٌ يُمسى يُدَبِّرهُ فِك / رٌ كبيرُ النُهى كبيرُ المُرادِ
إيه عَبّاسُ شُقَّ نهجاً جديدا / كلَّ يومٍ إِلى ذُرا الأَمجادِ
وَتَخَيَّر لِلسَّعد أَمثالَ مَطرا / نَ أَحقِّ الأَنامِ بِالإِسعادِ
وَأِنِلهُم مِمّا تَصوغُ المَعالي / نِعَماً لا تُمَنُّ في الأَجياد
بارك اللَهُ فيكَ فَالمُلكُ ما دم / تَ رفيعُ الذُرا رَفيعُ العِماد
أَقريبٌ من دَنفٍ غَدهُ
أَقريبٌ من دَنفٍ غَدهُ / فَاللَيلُ تَمرَّدَ أَسودُهُ
وَالتَفَّت تحت عجاجَتهِ / بيضٌ في الحيِّ تُؤَيِّدهُ
حربٌ عندي لمُسَعِّرِها / شوقٌ ما زِلتُ أُرَدِّدهُ
هل من راقٍ لصريفِ هوىً / هل من آسٍ يَتَعَهَّدهُ
حَتّامَ يُساوِرهُ كمدٌ / يُبلى الأَحشاءِ تجدُّدُه
والامَ يُصارِعُه أَلمٌ / إن همَّ يُقيمُ وَيُقعِدهُ
في القَصرِ غزالٌ تُكبِرهُ / غِزلانُ الرَملِ وَتحسدُه
صَفِرَت كفّي منه وَمضى / وقد امتلأَت منّي يَدُه
كم صُغتُ التَبرَ له شَركاً / وَقَضَيتُ اللَيلَ أُنضِدهُ
وَأُشاوِرُ شَوقي بل أدبي / هل أَقصِرُ أَم أَتَصَيَّده
مَولايَ أُعيذُكَ من ضَرمٍ / لا يَرحمُ قلبا موقِدُه
أَدرِك بحياتكَ من رَمقي / ما باتَ هواكَ يُهَدِّدُه
قد بان الحُبُّ لذي عَينَي / نِ وهذا الشَوقُ يُؤَكِّدُه
شَوقي جَوِّد في الشِعرِ وَقُل / آمَنتُ بِأَنَّكَ أوحَدُه
خَبَّروني اليَومَ أَنّي في غدِ
خَبَّروني اليَومَ أَنّي في غدِ / مالىءٌ عَينِيَ منها وَيَدي
كيف يَبقى من قَى اللَيل على / جُرُفٍ هارٍ إلى ذا المَوعدِ
رَبِّ كُن عوني وَأَخِّرني إلى / أَن أَرى شمسَ الضحى من عُوَّدي
يا أُساةَ الحيِّ لو أَجَّلتُمُ / رَأيكُم فيَّ إلى يومِ غدِ
رُبَّ داءٍ لا يُرجّى بُرؤُهُ / قد شَفَتهُ زَورَةٌ من مُسعدِ
أَرُشدي سلامٌ مرحباً بكَ مرحباً
أَرُشدي سلامٌ مرحباً بكَ مرحباً / وَأَهلا بِصافي الروحِ وَالقَلبِ وَالقَصدِ
سَيَفرحُ قانوني وَتَرضى شَرائِعي / إِذا زِدتَ من شَأني وَأَبلَغتَني رُشدي
لهفَ سارى الدُجى لقد أَفلَ البَد
لهفَ سارى الدُجى لقد أَفلَ البَد / رُ وطالَ السُرى وغاب الهادي
لهفَ راجي القِرى وحاتِمُ طيٍّ / قد خَبَت نارُه بهذا الوادي
لَهف شاكي الصَدى أخو النيلِ قد با / تَ بعيدَ المَزارِ عن كلِّ صادي
مَن يُغيثُ المظلومَ إن بات يَشكو / وَحُسَينٌ عَدَت عليه العوادي
حَبَّذا طَيفُ نَهضَةٍ قد أَرانا / هُ عيانا لم يَتَّفِق في رُقادِ
فكَأَنّا من عابدينَ خُروجاً / نَتَهادى منها على ميعاد
لم يَرَ الموتُ رَأيَه وَتقَضّى / حُلُمٌ قد سَرى بِأَقصى البِلاد