المجموع : 9
سرى طيفُ من أهوى فهل هو مُسعدي
سرى طيفُ من أهوى فهل هو مُسعدي / فاطلبُهُ عنه بانجاز موعدي
ألمَّ بنا وَهناً وقد غَلَبَ الرُّبا / بسحَم من صبغِ الحنادس أسودِ
فقلُ له والليلُ ينجابُ مَرحباً / وأهلاً وسَهلاً بالصباح المجدَّدِ
وجاذَبَ عطفيه اعتلاقِيِ فانثنى / تَثَنِّي غُصنِ البانةِ المتأوِّدِ
نظمتُ عليهِ عِقدَ لَثمٍ مُفَصَّلاً / بلؤلؤ دَمع من تُؤلم ومُفرَد
احِسُّ بقلبي كُلَّما رُمت ضَمَّهُ / لهيبَ جَوىً من خِلبه المتوقِّدِ
ولولا بروقُ الثِّغر اخفى اجتماعَنا / دُجى كُحُلٍ ما مسَّ جَفناَ باثمدِ
تفَرَّدَ لم يُقصَد بكحلٍ وإنّما / ترادف تكرار الحديثِ المردّدِ
عزمتُ على فَتك بطيفٍك في الكرى / فماذا ترى مولاي أنتَ وسيدي
فلا ورٌضابٍ من ثناياك باردٍ / لذيذ متى نسئل به الكاسَ يَشهَدَ
وما زُر فِنَت صُدغاكَ إلاّ لأنَّها / لنا شرك فاقنَص متى شئت واصطَد
غَنيتَ بسيفٍ من جفونِكَ منتَضىً / فما بالُ سَيفٍ في نجادِك مُغمدِ
أبضت وَجضناتُ الوَردِ إلاّ استكانَةً / لوجنَةِ مكحُولِ للحاجرِ اغيَدِ
حبيب أرى خصب الزمان ابتسامَه / ولو كنتَ في عيش من البؤس انكد
أقبِّل خدِّ الكاسِ تذكار خَدِّه / وقلبي رهين عند ذاك المورد
واملؤ عيني منه والشوك مُقلِقي / ففي كُلّ لحظٍ نظرةُ المتزوِّدِ
ولمّا تناجَت بالعيون قلوبُنا / وفي اللحظ مُجدٍ بالوصال ومُجدِ
عرفتُ مكانَ الريِّ من ظمأ الجوى / ولكنني مستودع غُلّة الصَّدي
أرى جَنَتَّةً قد أيعنت ثمراتُها / وعَزَّت فما تجنى بعين ولا يَدِ
وجُردٍ حميناها للناهِلَ بعدما / قذفنا بها في فرقدٍ بعد فرقدِ
إذا انعمسَت في ظلمةِ الليل اشعَلت / لها البيدَ أطرافُ الرماحِ فتهتدي
فلمّا بدا الإصباحُ مَدت عيونها / إليه وظنّتهُ شريعةَ مَورِدِ
ترقت بها الآمالُ حتّى توصَّلَت / إلى ذي المعالي المصطفى ابن محمد
أما والخٍفاف البيضِ والخيل ترتمي / بابطالها تحت القنا المتقصِّدِ
لأمنع من في الأرضِ دُرةَ لجة / ولبدة ضرغامٍ وجار المؤيد
أقام معِزُّ الملك المملّك رايةً / بها يهتدي من كان ليس بمهتدِ
إذا قلتُ يوماً قد تناهضت صنيعةٌ / له وايادٍ جمّة عاد يبتدي
وإن قلتُ قد أوفى على الأمس يومُه / أتى بالذي يوفي على اليوم في الغد
تضوعَ طيبُ الفِعلِ عن طيبش مَولِدٍ / نماهُ وطيبُ الفرع عن طيبِ مَحتدِ
عرتني من وَشكش الفِراق صبابَةً / عَدمِت اصطباري عندها وتجلَّدي
فلا اكتحلَت بالغُمضِ عيني فإنني / أفارِقُ بَدرَ التِمِّ حُفَّ باسعَدِ
فتىً قلبهُ أمضى من السيفِ جُرأةً / وراحَهُ أندى من العارضِ النَّدي
ولوا رجائي أن يؤوب مسلِّماً / وشيكاً على رَغم العدا زرت ملحي
لئن كنتُ قد واليتُ بالنظم مَدحَه / فكم من يَدٍ وغلى اليَّ ومن يَدِ
سأشكره شكر الرياض لمزنَةٍ / تروح عليها بالعهاد وتغتدَي
لعمرك ما ورد جني ونرجسٌ / با طيب من عَرف الثناء المخلَّدِ
لا بذاك الدُفُوّ تفديك نَفسي
لا بذاك الدُفُوّ تفديك نَفسي / يا مناها ولا بهذا البعادِ
هَبكَ أصبحتض لا تُراعي اشتياقي / فَارعَ ما كان بيننا من وِدادِ
شَقِيت بالسُّهادِ فيك جفون / فهنيئا لغيرها بالرُّقادِ
وروضٍ حديقٍ كالشبابِ طرقتُه
وروضٍ حديقٍ كالشبابِ طرقتُه / وللنجمِ في أفقِ السماءِ ركودُ
ترقرقَ في أحداقِ نرجسِه الندى / كما استعير العُشاقُ وهو جليدُ
وتفتر فيه للأقاحي مباسمُ / فتخجلُ فيه للشَقيق خُدود
وتَرتجُ من فوق الغُصونِ ثمارُها / كما ارتجّ من بانِ القُدود نهود
يَسُلّ عليها المشرفيات جدولٌ / له ثغَبٌ عذبُ الرُضاب بَرودُ
وقامَت عذارى النخلِ من كل جانبٍ / حواسرَ في لبَاتِهنّ عُقودُ
أتراني أحيا إلى أن يعودا
أتراني أحيا إلى أن يعودا / نازحٌ لم يَدَع لعيني هجودا
كيف أرجو الحياةَ بعد حبيب / كان يومي به من الدهر عيدا
كنت أشكو الصدود في القرب وال / آن قد استغرق البعادُ الصدودا
أشتهي أن أبوح باسمك لكن / لقنتني الوشاةُ فيك الجحودا
وغزالٍ مُشَنَّفٍ
وغزالٍ مُشَنَّفٍ / قد رثى لي بَعدَ بُعدي
لما رأى ما لقيتُ /
مثل روض مُفَوَّفٍ / لا أبالي وهو عندي
في حُبِّهِ إذ ضنيتُ /
وجهه البدرُ طالعاً / تاه لمّا حاز ودّي
فانني قد شَقِيتُ /
في قضيب مُهَفهَفٍ / لذّ فيه طول وجدي
جفا فكدت أموت /
مانع غيرُ مُسعِفٍ / ليس يأبى نقض عهدي
وليس إلاّ السكوتُ /
جائر غير مُنصفٍ / حالَ عمّا كان يُبدي
إنّ الوصالَ بخوتُ /
قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا
قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا / ودمعها واكف ينهل كالبرد
كم من شجاع بلا سيف ولا ترس / ومن جبان بآلات من العدد
ومن كريم بلا مال يجود به / ومن لئيم كثيرالمال والصف
جاد الزمان على هذا وضنّ على / هذا فاصبح لا يخلو من الكمد
إن الأمور على الأقدار جارية
إن الأمور على الأقدار جارية / وكل ذي أمل يسعى إلى أمد
جادَ الزمان على هذا وضنّ على / هذا فأصبح لا يخلو من الكمدِ
إنّ الأمور على الأقدار جارية / وكل ذي املٍ يسعى إلى أمدِ
إلى الله أشكو دخيلَ الكمد
إلى الله أشكو دخيلَ الكمد / فليس على البعد عندي جَلَد
ومن كنتُ في القرب أشتاقُهُ / فكيف أكون إذا ما بعُد
ونارنجةٍ بين الرياضِ نظرتها
ونارنجةٍ بين الرياضِ نظرتها / على غصنٍ رطبٍ كقامةِ أغيدِ
إذا ميَّلتها الريح مالت بأكرةٍ / بدت ذهبا فِى صولجانِ زمردِ