المجموع : 11
دعاني الشوق والركبان قد هجدوا
دعاني الشوق والركبان قد هجدوا / والشمس في آخر الجوزاء تنقد
والقيظ محتدم والروح منصرم / والرأي مختلف والحتف مطرد
والبيد مغبرة الأرجاء مقفرةٌ / كأن أعلامها في الآل ترتعد
فظلت طوعاً لداعي الشوق أوقظهم / وعل أكثرهم ساهون ما رقدوا
حتى إذا قلت شدوا قال بعضهم / قد جن هذا فخلوا عنه وابتعدوا
يدرون ما وجدوا من حر يومهم / وقت النزول ولا يدرون ما أجد
حر الفراق إذا ما الهجر ساعده / حر تخص به الأحشاء الكبد
ولما وقفنا للوداع وبيننا
ولما وقفنا للوداع وبيننا / أحاديث يعيي الحاسبين عديدها
تبادر دمعي فانصرفت تهضني / إلى عبرتي بقيا عليك أذودها
فما أشبهت عيناي ألا سحابة / دنا صربها واستعجلتها رعودها
فما زال زجر الرعد يحدو سحابها / فتبدو وأرواح الشمال تحيدها
فما أقلعت حتى بكت فتضاحكت / رياض الربى فأخضر بالعشب عودها
وهل تتلافى ذات عقدٍ جمانها / إذا انسل من تلك النظام فريدها
فقال رفيقي ما للونك حائلاً / وعينيك ما يعدو جفونك جودها
فأغضيت عن رد الجواب تبلداً / وخير قلوب العاشقين بليدها
ولما أتونا بالمطايا وقربوا
ولما أتونا بالمطايا وقربوا / محامل لم تشدد عليها قيودها
تيممتكم عمداً لأحظى بلحظةٍ / لعلي أن فارقتكم لا أعيدها
فلم أنس إذ قيدت رحل مطيتي / وقلت لحادي الذود لم لا تقودها
كأنك لم تعلم بأن رب لحظةٍ / تفوتك لا تدري متى تستفيدها
فلو لم تكن تهوى الفراق نحرتها / ولم تلتمس عمداً لها من يقودها
فيا عجباً مني ومن صبر مهجتي / علي وقد أعيت على من يكيدها
أضن بها عمن يرى الملك دونها / وأبذلها طوعاً لمن لا يريدها
وقائلة قد كان عذرك واسعاً
وقائلة قد كان عذرك واسعاً / ليالي كان الشعر في الرأس أسودا
فقلت لها والدمع جارٍ كأنه / نظام تعدى سلكه متبددا
لئن كان هذا الشيب غرك فاعلمي / بأني صحبت الشيب مذ كانت أمردا
أبا الشيب ينهي عن مساعدة الهوى / ولولا الهوى ما كنت للشيب مسعدا
أنا بالرق في الهوى منك أولى
أنا بالرق في الهوى منك أولى / وأرى ذاك يشهد اللَه مجدا
علم اللَه أنني منك راضٍ / أن تراني لعبد عبدك عبدا
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي / كأن لم تري قبلي معنىً ولا بعدي
نوالاً كرجع الطرف أعجله القذى / وضناً كضن الجفن بالأعين الرمد
فمن بك مشتاقاً إلى نجح موعدٍ / فها أنا مشتاق إلى خلف الوعد
فلا خلف إلا بعد توكيد موعدٍ / ولا وعد إلا عن صفاءٍ من الود
وقد قذفت نفسي أجل حظوظها / لديك وفقد الحظ جزء من الفقد
يا غارس الحب بين القلب والكبد
يا غارس الحب بين القلب والكبد / هتكت بالهجر بين الصبر والجلد
إذا دعا اليأس قلبي عنك قال له / حسن الرجاء فلم يصدر ولم يرد
يا من تقوم مقام الموت فرقته / ومن يحل محل الروح من جسدي
قد جاوز الشوق بي أقصى مراتبه / فإن طلبت مزيداً منه لم أجد
واللَه لا ألفت نفسي سواك ولو / فرقت بالهجر بين الروح والجسد
إن توف لي لا أرد ما دمت لي بدلاً / وإن تعزيت لم أركن إلى أحد
يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً
يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً / لا تحسبني على الهجران ذا جلد
ما يمنع الدمع أن تجري غواربه / إلا شماتة من قد كان ذا حسد
فيض الدموع وإن تمت بوادرها / أشفى لمن عالج البلوى من الكمد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد / وطول اشتياق الراحل المتباعد
رحلت لكي أحظى إذ أبت قادماً / فأوردني الترحال سوء الموارد
كأني لديغٌ حار عن كنه دائه / طبيبٌ فداواه بسم الأساود
فمال مع الداء القديم دواؤه / فيا لك من داءٍ طريفٍ وتالد
لا خير في عاشقٍ يخفى صبابته
لا خير في عاشقٍ يخفى صبابته / بالقول والشوق من زفراته يادي
يخفي هواه وما يخفى على أحدٍ / حتى على العيس والركبان والحادي
أتوب إليك من نقض العهود
أتوب إليك من نقض العهود / لتؤمن مقلتي من السهود
أسأت فلا تعني بالدعاوي / فهأنذا أقر بلا شهود
وقد كان الجحود علي سهلاً / ولكني أنفت من الجحود
فقل لي لا عدمتك من مسيء / بما استحللت نقض عرى العهود
ألا يا نفس قد أخطأت فيما / أتيت فإن نجوت فلا تعودي
فكم جانٍ تجافى غير جهلٍ / فعاد فلم يذق طعم الهجود