القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن عُثَيْمِين الكل
المجموع : 3
تَهَلَّلَ وَجهُ الكَونِ وَابتَسَم السَعدُ
تَهَلَّلَ وَجهُ الكَونِ وَابتَسَم السَعدُ / وَعادَ شَبابُ الدَهرِ وَاِنتَظَم العِقدُ
وَأَصبَحَتِ العَلياءُ يَفتَرُّ ثَغرُها / وَقد كانَ فيها عَن جَميع الوَرى صَدُّ
لَوَت جيدَها نَحوَ الذي كانَ كَفؤَها / سعودُ بني الدنيا الذي فِعلُه جِدُّ
رَأى فيهِ سُلطانُ المُلوكِ وَفَخرُها / مَخايِل مجدٍ حينَ ما ضمَّهُ المَهدُ
فَما زالَ يَنمو وَالفَضائِلُ تَرتَقي / إِلى أَن بدا في فَضلِهِ العلمُ الفردُ
نَجيبُ مَناجيبٍ وَفرعُ أَئِمَّةٍ / هُمُ القَومُ لا عُزلُ اليَدَينِ وَلا نُكدُ
حَبيبٌ إِلَيهِ الحِلمُ وَالجودُ وَالتُقى / بَغيضٌ إِلَيهِ الجَورُ وَالبُخلُ وَالحِقدُ
فَلَّما سَمَت فيهِ النَجابَةُ وَاِرتَقى / إِلى غايَةٍ ما فَوقَها لِلفَتى قَصدُ
وَحلَّ بِعَرشِ المَجدِ في شَرخِ عُمرِهِ / كَأَفعالِ آباءٍ لهُ وَهُمُ مُردُ
رَآهُ إِمامُ المُسلِمينَ لِعَهدِهِ / كَفِيّاً وَفيما قَد رَأى الحَزمُ وَالرُشدُ
فَوَلّاهُ عَهدَ المُسلِمينَ رِعايَةً / لِنُصحِهِمُ فيما يَغيبُ وَما يَبدو
فرَضيَ بَنو الإِسلامِ ذاكَ وَبايَعوا / وَقالوا عَلَينا الشُكرُ لِلَّهِ وَالحَمدُ
فَقامَ بِأَعباءِ الخِلافَةِ ماجِدٌ / كَما فَعَلَت آباؤُهُ قَبلُ والجَدُّ
مُلوكٌ سما ذا نحوَ ذا فَتَوافَقوا / عَلى أَنَّ ذا كَفٌّ وَهذا لهُ عَضدُ
فَلِلَّهِ يا عَبدَ العَزيزِ بن فَيصَلٍ / مَآثِرُ تَبقى ما بَقي في الوَرى عَبدُ
وَهِمَّةُ مِقدامٍ إِذا هَمَّ لم يَكُن / يُنَهنِهُهُ عَنها وَعيدٌ وَلا وَعدُ
نَصَرتُم بِها الإِسلامَ في كُلِّ مَوطِنٍ / وَسُدتُم بِها أَهلَ القُرى وَالذي يَبدو
مَلَكتُم بها ما بَينَ بُصرى وَأَبيَنٍ / وَمَدَّت لكُم أَعناقَها مِصرُ وَالهِندُ
فَلَم تَقبَلوا إِلّا مَواكِرَ مَجدِكُم / وَفي العَربِ العَربا لِمَن سادَها مَجدُ
إِذا رُمتُمُ أَمراً مَلَكتُم زِمامَهُ / وَإن تَقدَحوا لَم يَكبُ يَوماً لكُم زَندُ
فَكَيفَ وَأَنتُم عِصمَةُ الدينِ وَالدُنى / وَسادَتهُم مِن قَبلِ هذا وَمِن بَعدُ
أَقَمتُم قَناةَ الدينِ بِالسُمرِ وَالظُبى / وَشوسٍ بِهِم تَعدو مُطَهَّمةٌ جُردُ
سِراعٍ إِلى الهَيجا ثِقالٍ إِذا الوَغى / تَكَعكَعَ عن حَوماتِها الأَسدُ الوَردُ
إِذا جاهِلٌ أَغراهُ مِن سوءِ حَظِّهِ / بِأَن سَوف يُنجيهِ معَ الهَرَبِ البُعدُ
رَمَوهُ بِشَهبَها يُعجِزُ الطَيرَ سَيرُها / فَلَم يُنجِهِ غَورٌ وَلا جَبَلٌ صَلدُ
فَأَصبَحَ يَدو بِالثُبورِ وَيَمتَني / لَو اِن صارَ كَالعَنقاءِ أَو ضَمَّهُ لَحدُ
هُمُ ما همُ لا الذَخلُ يُدرِكُ عِندهُم / وَإِن طَلَبوهُ أَدرَكوهُ وَلا بُدُّ
وَكَم غُمَّةٍ قَد فَرَّجوها بِهِمَّةٍ / بِها قَبلَ مَسعاهُم عُيونُ الهدى رُمدُ
أَجاروا عَلى كِسرى بن ساسانَ ماضِياً / وَفي الغابِرينَ الآنَ لَيسَ لهُم نِدُّ
همُ بَهجَةُ الدُنيا وَكَوكَبُ سَعدِها / وَهُم خَيرُ مَن أُلقي له الحلُّ وَالعقدُ
إِذا وَهَبوا أَغنَوا وَإَن قَدِروا عَفَوا / وَإِن حارَبوا أَشجَوا وَإِن عَقدوا شَدّوا
عَطاءٌ وَلا مَنٌّ وَحُكمٌ وَلا هَوىً / وَفصلٌ وَلا هَزلٌ وَحِلمٌ وَلا حَردُ
فَللّهِ رَبّي الحَمدُ وَالشُكرُ وَالثَنا / عَلى نِعَمٍ لا يُستَطاعُ لها عَدُّ
وَعُذراً فَما مَدحي بِقاضٍ حُقوقَكُم / عَليَّ وَلا المِعشارَ لكِنَّهُ الجَهدُ
وَلا تَعدَمِ الدُنيا بَقاكُم عَلى المَدى / وَلا زالَ مِن إِحسانِكُم لِلوَرى رِفدُ
وَصَلِّ إلهَ العالَمينَ على الذي / لهُ الفَخرُ في الدُنيا وَفي الجَنَّةِ الخُلدُ
كَذا الآلُ وَالأَصحابُ ما قالَ مُنشِدٌ / تَهَلَّلَ وَجهُ الكَونِ وَاِبتَسَم السَعدُ
شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ
شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ / تَجَلَّت فَأَجلَت ظُلمَةَ الهَزلِ وَالجَدِّ
قَواطِعُ مِن آيِ الكِتابِ كَأَنَّها / بِأَعناقِ أَهلِ الزَيغِ مُرهَفَةُ الحَدِّ
إِذا ما تَلاها مُنصِفٌ وَمُحَقِّقٌ / يَقولُ هيَ الحَقُّ المُبينُ بِلا جَحدِ
وَيَصدُفُ عَنها مُبطِلٌ مُتَعَسِّفٌ / يُقَلِّدُ آراءَ الرِجالِ بِلا نَقدِ
يَجُرُّ أَقاويلَ الرَسولِ وَفِعلَهُ / إِلى رَأيهِ الغاوي وَمَذهَبهِ المُردي
كَفاناهُمُ مَن لَم يَزل مُتَجَرِّداً / لِنَصرِ الهُدى وَالدينِ أَكرِم به مَهدي
سُلَمانُ مَن سارَت فَضائِلُ مَجدِهِ / مَسيرَ مَهبِّ الريحِ في الغَورِ وَالنَجدِ
وَما قالَهُ الصَقّارُ آيةُ جَهلهِ / وَعُنوانُ بُطلانِ العَقيدَةِ والقَصدِ
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لأَصبحَ سائِلاً / أُولي العِلمِ وَالتَحقيقِ مِن كلِّ مُستَهدي
فَقالَ بِعِلمٍ إِذ تَفَوَّهَ قائِلاً / وَإِلّا رَأى الإِمساكَ خَيراً فَلَم يُبدِ
لَعَمرُكَ ما التَقوى بِلُبسِ عِمامَةٍ / وَلا تَركِها فَاِسلُك سَبيلَ أُولي الرُشدِ
وَلكِن بِجَوفِ المَرءِ وَاللَهِ مُضغَةٌ / عَلَيها مَدارُ الحَلِّ في الدينِ وَالعَقدِ
فَكُن واقِفاً عِندَ المَحارِمِ زاجِراً / عَنِ البَغيِ نَفساً تَستَبيكَ لما يُردي
وُخُذ يُمنةً وَاٍسلُك الأُولى مَضَوا / مِنَ الرُسلِ وَالآلِ الكِرامِ أُولي المَجدِ
وَإياكَ وَالإِقدامَ بِالقَولِ حاكِماً / بحلٍّ وَتَحريمٍ بِلا حُجَّةٍ تُجدي
فَتُصبِحَ في بيدِ الضَلالَةِ هائِماً / وَتُصدَفَ يَومَ الحَشرِ عَن جَنَّةِ الخُلدِ
وَنَهيُكَ أَن تُقرا رَسائِلُ عالِمٍ / لَدَيكُم فَخِذلانٌ لكُم واضِحٌ مُردي
أَلَيسَ بها آياتُ حقٍّ قَواطِعاً / تَدلُّ عَلى الأَمرِ المُرادِ منَ العَبدِ
وَأَقوالُ خيرِ المُرسَلينَ وَصحبِهِ / وَأَهلِ النُهى وَالعِلمِ مِن كلِّ مُستَهدي
فَمن كانَ يَوماً نابِذاً مثلَ هذهِ / يَقولُ بِأَقوالِ المَلاحِدَةِ اللُدِّ
فَما بَعدَها إِلّا الضَلالَةُ وَالعمى / وَما بَعدَها إِلّا العُلومُ التي تُردي
وَدُونكَ مِنّي إِن قَبِلتَ نَصيحَةً / وَما كلُّ مَنصوحٍ يُوَفَّقُ لِلرُشدِ
تَمَسَّك بما في مُحكَمِ النَصِّ ظاهِراً / وَبالسُنَّةِ الغَرّا عَن الصادِقِ المُهدي
وَطالِع تَصانيفَ الإِمامِ مُحمَّدٍ / وَأَبنائِهِ أَهلِ الدِرايَةِ وَالنَقدِ
فَإِنَّ بها ما يُطفىءُ الغُلَّةَ التي / بِها من أُوارِ الجَهلِ وَقدٌ عَلى وَقدِ
هُمُ قُدوَةٌ في ذا الزَمانِ وَحُجَّةٌ / وَميزانُ عدلٍ لا يَميلُ عنِ القَصدِ
وَقُل لابنِ قَهدانٍ رُوَيدَكَ إِنَّما / تَسيرُ عَلى نَهجٍ من الجَهلِ مُمتَدِ
سَينَدمِ مِمّا قالَ يومَ مَعادِنا / إِذا اِنكَشَفَ المَستورُ في مَوقِفِ الحَشدِ
وَما كانَ ذا عِلمٍ وَحِلمٍ وَلا حِجىً / وَلكنَّهُ بِالإِفكِ يَلحُمُ أَو يُسدي
فَلا تَكتَرِث مِن عُصبَةٍ قَد تَوازَروا / عَلى عَيبِ أَهلِ الفَضلِ وَالمَدحِ لِلضِّدِّ
وَمالوا مَعَ النَفسِ المُضِلَّةِ وَالهَوى / لِنَيل حُظوظٍ مِن ثَناءٍ وَمِن رِفدِ
وَكَيما يَقولُ الجاهِلونَ بِحالِهِم / بِهِم وَلَهُم فَرقٌ وَذا القَصدُ لا يُجدي
فَسَل رَبَّكَ التَثبيتَ وَاِسأَلهُ عِصمَةً / تَقيكَ الرَدى حَتّى تُوَسَّدَ في اللَحدِ
وَلَولا الذي قَد قالَهُ الحَبرُ قَبلَنا / لكِلنا لهُ بِالصاعِ كَيلاً بِلا عَدِّ
وَدونَكَها مِنّي عُجالَةَ راكِبٍ / تُراوِحُ ما بَينَ الذَميلِ إِلى الوَخدِ
وَصَلِّ إِلهي ما هَمي الوَدقُ أَو شَدا / عَلى الأَيكِ نَوّاحُ العَشِيّاتِ وَالبَردِ
عَلى المُصطَفى الهادي الأَمينِ وَآلهِ / وَأَصحابهِ أَهلِ الحَفيظَةِ والجِدِّ
أَعِد عَلَيَّ حَديثَ المُنحَنى أَعِدِ
أَعِد عَلَيَّ حَديثَ المُنحَنى أَعِدِ / فَقَد ذَكَرتَ فَشَنِّف مِسمَعي وَزِدِ
فَهوَ الحَديثُ الذي تَجلو بَشاشَتُهُ / عَن قَلبِ كُلِّ تَقِيٍّ طِخيَةَ الكَمَدِ
هُوَ الذي مَلَأَ الدُنيا بَشائِرُهُ / وَأَرفَلَ الكَونَ في أَثوابِهِ الجُدُدِ
فَتحٌ بِهِ فُتِحَت لِلدّينِ أَعيُنُهُ / وَقَبلَهُ قَد شَكا مِن عِلِّةِ الرَمدِ
فَنادِ في الناسِ أَعلى صَوتِ مُرتَفِع / غَرباً وَشَرقاً وَفي البادي وَفي البَلد
الآنَ حُجّوا بَني الإِسلامِ وَاِعتَمِروا / قَد بَدَّلَ اللَهُ ذاكَ البُؤس بِالرَغَدِ
فَدَعوَةٌ يا بَني الإِسلامِ جامِعَةٌ / هِنداً وَمِصراً وَمن في صُقعِ ذي العَمدِ
خُذوا بِحَظِّكُم مِن فُرصَةٍ سَنَحَت / في آخِرِ الدَهرِ لَم تَخطُر عَلى خَلَدِ
وَأَيقِظوا هِمَماً قَد طالَ ما نَعَسَت / وَأَصبَحَت عَن مَقامِ العِزِّ في صَدَدِ
هذا أَميرُكُم يا المُؤمِنونَ سَعى / لِرُشدِكُم فَأَجيبوا داعيَ الرَشَدِ
هذا الذي ضَحِكَ الدَهرُ العَبوسُ بِهِ / وَقَبلَهُ الناسُ كانوا مِنهُ في نَكدِ
هذا الذي نَعَشَ اللَهُ الأَنامَ بِهِ / يَدعوهُمُ لِلهُدى لَمّا إِلَيهِ هُدي
يُغضي سَماحاً وَيَعفو مِن سَجِيَّتِهِ / لكِنَّهُ لِلعُصاةِ السُلُّ في الكَبدِ
قوموا قِياماً عَلى أَقدامِ جِدِّكُمُ / إِنَّ الهُوَينا مَطِيُّ العاجِزِ الوَغِدِ
هذا يُجاهِدُ بِالروحِ العَزيزِ وَذا / بِمالِهِ وَيَجيءُ اللَهُ بِالمَدَدِ
لا تَحسَبوا يا بَني الإِسلامِ أَنَّ لَكُم / عِزّاً بِغَيرِ اِجتِماعِ الرَأيِ وَالجَلَدِ
خُذوا نَصيحَةَ مَن يَعنيهِ أَمرُكُمُ / ما ظَنَّ مِنكُم بِتَقريظٍ وَلا صَفَدٍ
لا بُدَّ مِن مَلجَإٍ لِلمُسلِمينَ لَهُ / حُرِّيَّةٌ طَلقَةٌ مِن كَفِّ مُضطَهِدِ
تُخاصِمُ المُعتَدي عَنهُم وَتَدفَعُهُ / قَولاً وَفِعلاً إِذا ما لَجَّ في اللَدَدِ
وَقَد سَبَرنا وَطَوَّقنا البِلادَ فَلَم / نَقَع مَعَ البَحثِ عَن هذا عَلى أَحَدِ
إِلّا عَلى مَن أَتَمَّ اللَهُ نِعمَتَهُ / لِلمُسلِمينَ لَهُ في آخرِ الأَبَدِ
عَبدِ العَزيزِ الذي كانَت وِلايَتُهُ / لِلدّينِ عِزّاً وَلِلدُنيا اِنبِساطَ يَدِ
فَرعِ الأَئِمةِ مِن أَعلى نِزارَ وَفي / جُرثومَةِ المَجدِ مِن اَعلى بَني أُدَدِ
صانوا النُفوسَ عَنِ الفَحشا تُدَنِّسُها / وَأَلبَسوها التُقى مَحبوكَةَ الزَرَدِ
وَقَد رَأَيتُم عِياناً حُسنَ سيرَتِهِ / وَرُؤيَةُ العَينِ تَنفي زورَ ذي الحَسَدِ
لا مِثلَ مَن فِعلُهُ صَدُّ الأَنامِ عَنِ البَ / يتِ الحَرامِ بِلا نَصٍّ وَلا سَنَدِ
كَأَنَّهُ ما تَلا ما في الزُبورِ وَما / في سورَةِ الحَجِّ فيمَن هَمَّ بِالصَدَدِ
وَأَكرَمُ الناسِ عِندَ اللَهِ مَنزِلَةً / مَنِ اِتَّقى اللَهَ قَولُ الواحِدِ الأَحَدِ
فَقَلِّدوا أَمرَكُم مَن فيهِ رُشدُكُمُ / يا المُسلِمونَ وَشُدّوا مِنهُ بِالعَضُدِ
فَلَيسَ بِالعاجِزِ المُلقي القِيادَ لِمَن / يَروقُهُ لا وَلا بِالعابِسِ النَكِدِ
لكِنَّهُ الأَسَدُ الضِرغامُ إِن صَبَثَت / كَفّاهُ بِالضَدِّ أَضحى اللَيثُ كَالنقدِ
فَيا عَزيزاً عَلى الأَشياءِ مُقتَدِراً / وَمَن عَطاهُ لِمَن قَد شا بِلا عَدَدِ
أَتِح لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى مَدَداً / يَحمي بِهِ دينَنا مِن كافِرٍ حَرِدِ
يَهني الحِجازَ وَمَن والاهُ باكَرَهُم / غَيثٌ هَنيءٌ بِلا بَرقٍ وَلا رَعَدِ
يُسيمُ مُثريهُم فيهِ وَمُقتِرَهُم / لا يَرهبونَ بهِ مِن سَطوةِ الأَسدِ
فَأَخلِصوا واجِباً مِن نَصٍّ شَرعِكُمُ / عَلَيكُمُ صَحَّ عن طهَ بِلا فنَدِ
سَمعاً وَطَوعاً لِمَن وَلّاهُ أَمرَكُمُ / رَبُّ العِبادِ بِلا غِشٍّ وَلا حَقَدِ
فَإِن أَبَيتُم فَإِنَّ اللَهَ ناصِرُهُ / وَاللَهُ لِلخائِنِ الغَدّارِ بِالرَصَدِ
الأَمرُ جِدٌّ فَكونوا مِنهُ في حَذَرٍ / لا يَسبِقُ الرَشُّ سَيل العَرمِ بِالبَرَدِ
إِنَّ الإِمامَ الذي أَنتُم بِعُهدَتِهِ / أَحنى مِنَ الوالدِ الراضي عَن الوَلَدِ
لكِن لهُ سَطَواتٌ عِندَ غَضبَتِهِ / أَجدِر بِه تَختَلي الأَعلى مِنَ الجَسَدِ
يَغشى الكَريهَةَ مُحمَرّاً بَواسِقُها / لَها أَجيجٌ كَقَذفِ البَحرِ بِالزَبَدِ
فَيا مَليكاً سَما في المَجد مَنزِلَةً / أَعيَت مُلوكاً مَضوا مِن سالِفِ الأَمَدِ
أَولِ الرَعِيَّةَ إِحساناً وَمَغفِرَةً / فَأَنتَ رِدءٌ لَها مِن كُلِّ مُضطَهِدٍ
فَرُبَّ لَيلَةِ مَظلومٍ يُقَطِّعها / بَعدَ التَحَسُّبِ بِالتَسبيحِ وَالسَهد
هذا وَإِنّي عَليمٌ أَنَّ سيرَتَكُم / لَسيرَةُ العَدلِ لكِن نُصحَ مُجتَهد
فَاِصفَح وَقتكَ الردى نَفسي وَما مَلَكَت / كَفّايَ مِن نَشَبٍ أَو كانَ مِن وَلد
فَلَيسَ إِلّاكَ مَن تَحلو الحَياةُ بِهِ / سَبَرتُ أَهلَ زَماني سَبرَ مُنتَقِدِ
وَاِنعَم وَدُم سالِماً في ظِلِّ مَملَكَةٍ / عِزّاً لِأَهلِ التُقى ذُلّاً لِكُلِّ رَدي
وَصَلِّ رَبّي وَسَلِّم دائِماً أَبَداً / عَلى شَفيعِ الوَرى في المَوقِفِ الصخد
وَآلِهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ كُلِّهِمُ / ما اِرتاحَ سَمعٌ لِصوتِ الطّائِرِ الغَرِدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025