القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الصاحِب بن عَبّاد الكل
المجموع : 36
لَقَد رَحَلَت سُعدى فَهَل لَكَ مُسعِدُ
لَقَد رَحَلَت سُعدى فَهَل لَكَ مُسعِدُ / وَقَد أَنجَدت عَلواً فَهل لَكَ مُنجِدُ
لَقَد بِتُّ أَرجو الطَيفَ مِنها يَزورُني / وَكَيفَ يَزورُ الطَيفُ مَن لَيسَ يَرقُد
وَقد كانَ لي من مَدمَع العَينِ مَنبَع / فَغار بِنار الوَحيد فَهيَ تَوَقَّد
رَعيتُ بِطَرفي النجمَ لَمّا رَأَيتُها / تَباعَدُ بُعدَ النَجم بَل هيَ أَبعَد
تُنيرُ الثَريّا وَهيَ قَرطٌ مسلسلٌ / وَإِن كرَّ فيها الطرفُ درٍّ مُبَدَّد
وَتَعتَرِض الجَوزاءُ وَهي كَكاعِبٍ / تَمَيَّلُ مِن سُكرٍ بِها وَتَمَيَّد
وَتَحسَبُها طوراً أَسيرَ جَنايَةٍ / تَرَنَّحَ عِندَ المثي وَهو مُقَيَّد
وَلاحَ سُهَيلٌ وَهو لِلصُّبحِ راقِبٌ / فَشوهِد مِنهُ طَرفُ باكٍ مسَهَّد
أَردُدُ عيني في النُجومِ كَأَنَّها / دَنانيرُ لكِنَّ السَماءَ زبرجَد
رَأَيتُ بِها وَالصُبحُ ما خانَ وِردُه / قَناديلَ وَالخَضراءُ صرحٌ مُمَرَّد
وَقِيدَ لنا من مَربَطِ الخَيلِ أَشقَرٌ / إِذا ما جَرى فَالريحُ تَكبو وَتركد
وَصرتُ عَلى بُسطِ الرِياضِ أَنيقَةٍ / وَأَنهارُها أَعلامُها تَتحرَّدُ
فَلَمّا رَأَيتُ الماءَ يَجري تَسَلسُلًا / ظَنَنت سيوفَ الهِند فيهِ تُجَرَّد
وَشاهَدتُ أَنواعَ الرِياح تُجتَلى / فَيُحلى بِها بردٌ قَشيبٌ مُعَمَّد
فَأَخضرُها يَحكيهُ عَضدٌ موَشَّمٌ / وَأَحمرُها يَحكيهِ خَدٌّ مورَّد
وَقد زَهرت فيهِ الأَقاحي كَأَنَّها / ثغورُ عَذارى بِالأَراكَ تُعَهَّد
وَأَطرَبَني صوتُ الحمائِمِ بَينَها / وَقد طَربت بَينَ الغُصون تَغرِّدُ
هنالِكَ يُنسى الموصليُّ وَزلزلٌ / وَيَعبدُها من طيبَةِ الشَد وَمعبدُ
هنالك عاطيتُ المَدامَةَ سادَةً / اولي مكرَماتٍ ساعَدوني فَأُسعِدوا
كُمَيتاً كَأَنفاس الأَحِبَّةِ عرفُها / مَتى مُزِجَت قلنا لُجَينٌ وَعَسجَدُ
إِذا انقَضَّ مِنها في الزُجاجَةِ كَوكَبٌ / بَدا كَوكَبٌ من بَعده يَتَوَقَّد
يُناولُنيها ساحِرُ الطَرف أَهيَفٌ / أَنامِلُه من شِدَّة اللينِ تُعقَد
إِذا حَملت يُمناه ابريقَ فِضَّةٍ / بَدا أَجيد يحذوه لِلشُّربِ أَجيد
وَإِن سجد الاِبريق لِلكَأس عُنوَةً / فَنَحنُ لَهُ من شِدَّةِ الحُب نَسجُدُ
وَقد أَغتَدي لِلصَّيدِ غَدوَةَ أَصيَد / أُعاجِلُ فيها الوَحش وَالوَحشُ هُجَّدُ
فَعارَضَ عَيرٌ قُلتُ للمَرح هاكَهُ / فَعاجَلَهُ قَصداً لَهُ العَيرُ مُقصَدُ
وَعَنَّت ظِباءٌ حينَ تَحتيَ مُطلَقُ ال / يَدَينِ بِهِ أَيدي الوُحوشُ تَقيد
فَأَورَكتُها وَالسَيفُ لَمعَة بارِقٍ / وَلم يُغنِها احضارُها وَهيَ تَهجدُ
فَجَدَّلتُها حَتّى حَسِبتُ لِسُرعَتي / حُسِمتُ وَكَفّي البَرق ساعَةَ أَعقد
لَقَد رعتُها أَزمانُ شَعريَ راتِعٌ / وَطرفُ مشيبي عَن عَذاريَ أَرمَدُ
وَما بِلَغت حدَّ الثَلاثينَ مُدَّتي / وَهذا طَراز الشَيب فيه يُمَدَّدُ
سَأوضح نَهجَ الحَق إِن كانَ سامِعٌ / وَأُرشِدُ مَن يُصغي إِلَيَّ وَيُرشَد
وَمَن كان يَخفيهِ فإِنِّيَ مُظهِرٌ / وَمَن لَم يجرِّده فَإِنّي مُجَرِّدُ
وَمَن كان بِالتَشبيهِ وَالجَبرِ دائِناً / فَإِنِّيَ في التَوحيدِ وَالعَدل أَوحَدُ
أُنَزِّه ربَّ الخَلقِ عن حَدِّ خلقِهِ / وَقد زاغَ راوٍ في الصِفاتِ وَمُسنِدُ
فَهذا يَقولُ اللَهُ يَهوي وَيَصعَدُ / وَهذا لَدَيهِ اللَهُ مُذ كانَ أَمرَدُ
تَبارَكَ ربُّ المُرد وَالشِيب إِنَّهُم / لَأكفَرُ من فِرعَون فيهِ وَأَعنَد
وَآخَرُ قالَ العَرشُ يَفضل قَدرَهُ / وَأَوهَم أنَّ اللهَ جِسمٌ مُجَسَّدُ
وَآخرُ قالَ اللَهُ جسمٌ مجسَّمٌ / وَلم يَدرِ أَنَّ الجِسمَ شَيءُ مُحَدَّد
وَأَنَّ الَّذي قَد حُدَّ لا بُدَّ مُحدَثٌ / إِذا مَيَّزَ الأَمرَ اللَبيبُ المؤيَّدُ
لَقَد زَعَموا ما لَيسَ يَعدوهُ مُشرِك / وَقد أَثبَتوا ما لَيسَ يَخطوهُ ملحِدُ
وَقُلنا بِأَن اللَهَ لا شَيء مِثلُهُ / هُوَ الواحِدُ الفَردُ العليُّ المُمَجَّدُ
هو العالِمُ الذاتِ الَّذي لَيسَ مُحوَجاً / إِلى العِلم وَالأَعلامُ تَبدو وَتَشهدُ
وَلَيسَ قَديماً سابِقاً غَيرُ ذاتِهِ / وَان كانَ أَبناءُ الضَلال تَبَلَّدوا
أَتانا بِذِكرٍ مُحكَمٍ من كَلامِهِ / هو الحَجَّةُ العليا لِمَن يَتَسَدَّدُ
وَان قالَ أَقوامٌ قَديم لأَنَّهُ / كَلام لَهُ فَاِنظُر إِلى أَينَ صَعَّدوا
كَذاكَ النَصارى في المَسيحِ مَقالُها / وَقد شَرَّدوا عَن دينِنا فَتَشَرَّدوا
فَتَبّاً لَهُم إِذا عانَدوا فَتَنَصَّروا / وَوَيلًا لَهُم إِذ كايَدوا فَتَهَوَّدوا
وَإِن سقتُ ما قالوهُ في الجبر ضلَّةً / خَشيتُ جِبالَ الأَرضِ مِنهُ تهدَّدُ
يَقولونَ أَنَّ اللَهَ يَخلِقُ سَبَّهُ / لِيُشتَمً كَلّا فَهو أَعلى وَأَمجَد
وَقالوا أَرادَ الكفرَ وَالظَلمَ وَالزِنا / وَقَتلَ النَبِيِّينَ الَّذينَ تَعَبَّدوا
فَكَلَّفَ مَن لَم يَستَطع فِعلَ مُحنَقٍ / عَلى عَبدِهِ حاشاهُ مِمّا تَزَيَّدوا
وَعاقَبه عَن تَركِهِ الفِعلَ لَم يُطَق / عِقاباً لَهُ من بِالجَحيمُ مُخَلَّدُ
يَقولونَ عَدلٌ أَن يكلِّفَ مُقعَداً / قِياماً وَعَدواً مُسرِعاً وَهوَ مُقعَد
وَقُلنا بِأَنَّ اللَهَ عَدلٌ وَأَنَّهُ / يُكَلِّفُ دونَ الطَوق ما هو أَحمدُ
وَأَنَّ ذُنوبَ الناسِ أَجمَع كَسبُهُم / بِاِحداثِها من دونِهِ قَد تَفَرَّدوا
وَلَيسَ يُريدُ اللَهُ إِلّا صَلاحَهُم / وَإِن أَفسَدوا في دينِهِم وَتَمَرَّدوا
وَيُرجىءُ ذا الارِجاءُ وَالقَولُ وارِد / بِاِنجازِه كلَّ الَّذي قَد تُوُعِّدوا
وَأخلَصُ مَدحي لِلنَبِيِّ محمَّدٍ / وَذريَّةٍ مِنها النَبِيُّ مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَقامَ الدينَ وَالدينُ مائِل / وَأَوهى قَناةَ الكُفرَ وَهي تشدَّدُ
فَلَولاهُ لم يُكشَف سجافُ ضَلالَةٍ / وَلَولاهُ لم يُعرَف من الحَقِّ مَقصَدُ
دَعا وَهدى مُستَنقِذاً مِن يَد الرَدى / وَصَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما دامَ فَرقَدُ
وَأَوصى إِلى خَيرِ الرِجال اِبن عَمِّه / وَان ناصَبَ الأَعداءُ فيهِ فَما هُدوا
تَجَمَّع فيهِ ما تَفَرَّقَ في الرَدى / مِنَ الخَيرِ فَاِحصوهُ فَإِنّي أُعَدِّدُ
فَسابِقهُ الاِسلام قَد سُلِّمَت لَهُ / سِوى أُمَّةٍ من بُغضِهِ تَتقدَّدُ
وَقَد جاهَدَ الأَعداءَ ابدءاً وَعودةً / وَكان سِواهُ في القِتالِ يُمَرِّدُ
هو البَدرُ في هَيجاءَ بَدرٍ وَغيرُهُ / فَرائِضُهُ من ذُكرة السَيف ترعُدُ
وَكم خَبَرٍ في خَيبَرٍ قَد رويتُمُ / وَلكنَّكم مثل النعام تشرَّد
وَفي أُحُدٍ َلّى رِجالٌ وَسيفُهُ / يُسَوِّد وَجهَ الكُفرِ وهو يُسَوَّدُ
وَيَوم حنينٍ حنَّ لِلفَرِّ بَعضُكُم / وَصارِمُهُ عَضبُ الغُرار مُهَنَّد
عليّ عَلِيّ في المَواقِف كُلِّها / وَلكِنَّكُم قَد خانَكم فيه مَولد
عَلي أَخو خَير النَبِيّينَ فَاِخرسَوا / أَو اِستَبصروا فَالرُشدُ أَدنى وَأَقصَدُ
عليٌّ له في الطَيرِ ما طارَ ذِكرُهُ / وَقامَت بهِ أَعداؤُهُ وَهيَ تَشهَدُ
عَلي لَهُ في هَل أَتى ما تَلوتُمُ / عَلى الرُغمِ مِن آنافَكم فَتفرَّدوا
وَباتَ عَلى فَرشِ النَبِيِّ تَسَمُّحاً / بِمُهجَتِهِ إِذ أَجلَبوا وَتَوَعَّدوا
وَما عَرف الأَصنامَ وَالقَومُ سُجَّدٌ / لَها وَهو في اثر النَبِيِّ يُوَحِّدُ
وَصَيَّره هارونَه بَينَ أَهلِهِ / كَهارون موسى فَاِبحَثوا وَتَأَيَّدوا
تَوَلّى امورَ الناسِ لم يَستَقِلهُمُ / إِلّا رُبَّما يَرتابُ مَن يَتَقَلَّدُ
وَلم يَكُ مُحتاجاً إِلى عِلم غَيرِهِ / إِذا اِحتاجَ قَومٌ في القَضايا فَبُلِّدوا
وَلا اِرتَجَعت مِنهُ وَقَد سارَ سورَةٌ / وَغُضّوا لَها أَبصارَكُم وَتَبَدَّدوا
وَلا سُدَّ عَن خَيرِ المَساجِدِ بابُهُ / وَأَبوابُهُم إِذ ذاكَ عَنه تُسَدَّد
وَزَوجَتُه الزَهراء خَيرُ كَريمَةٍ / لِخَير كَريمٍ فَضلُها لَيسَ يُجحَدُ
وَبِالحَسنَين المَجدُ مَدَّ رَواقَهُ / وَلَولاهُما لَم يَبقَ لِلمَجدِ مَشهَدُ
تَفَرَّعت الأَنوارُ للأَرضِ مِنهُما / فَلِلَّهِ أَنوارٌ بَدت تَتَجَدَّدُ
هُم الحُجَجُ الغُرُّ الَّتي قَد تَوَضَّحَت / وَهم سُرُجَ اللَه الَّتي لَيسَ تَخمَدُ
أُواليكُمُ يا أَهلَ بَيتِ محمدٍ / وَكُلُّكُمُ لِلّدينِ وَالعِلم فَرقَد
وَأَتركُ مَن ناواكُمُ وهو أَكمةٌ / يُبادي عَلَيهِ مولِد لَيس يُحمَدُ
إِذا سمع السِحرَ الَّذي قَد عَقدتُهُ / يَكادُ لَهُ من شِدَّة الحُزنِ يَفأد
اِلَيكُم ذَوي طه وَيسَ مدحةً / تَغورُ إِلى أَقصى البِلادِ وَتُنجِد
تَوَخّى اِبنُ عَبادٍ بِها آلَ أَحمدٍ / لِيَشفَع في يَوم القِيامَةِ أَحمَد
فَدونكَ يا مَكِّيُ أَنشِد مُجوِّداً / فَلَيسَ يَحوزُ السَبقَ إِلأّا المَجَوِّدُ
حَمداً لِرَبٍّ جلَّ عَن نَديدِ
حَمداً لِرَبٍّ جلَّ عَن نَديدِ / وَجَلَّ عن قَبائِحِ العَبيدِ
أُدينُهُ بِالعَدلِ وَالتَوحيدِ / وَالصِدقِ في الوَعدِ وَفي الوَعيدِ
ثُمَّ الصَلاةَ عَدَدَ الوَسمِيِّ / وَعَدَدَ الحَبِيِّ وَالوَلِيِّ
عَلى النَبِيِّ أَحمَد الزكيِّ / وَصنوِهِ الزاكي الوَصِي عَلِيِّ
وَآلهِ جَميع أَهلِ الزُلفَةِ / وَالدين وَالتَقوى وَأَهل الصِفَةِ
أَكرَمِ أَقوامٍ وَخيرِ عترةِ / أَفضلِ مَن أُخرِجَ من ذريَّة
قَصيدَةٌ قَد صاغَها مُوَحِّدُ / يَكمَدُ اِذ يُصغي إِلَيها المُلحِد
يُهدى الَّذي بِنورِها يَستَرشِدُ / هِدايَةً يَلوحُ فيها الجَددِّ
أَصغ إِلى وَصفي حُدوثَ العالَمِ / بِحُجَّةٍ كَحَدِّ سَيفٍ صارِم
كَم أَعجَزت من فَيلَسوفٍ عالِمِ / فَعادَ لِلحَقِّ بِأَنفٍ راغِمِ
جَميعُ ما نشهدُهُ مُؤَلَّفُ / مركَّبٌ مُنَوَّعٌ مُصَنَّفُ
وَفيهِ لِلصُّنعِ دَليلٌ يُعرَفُ / لِأَنَّهُ مدبَّر مُصَرَّف
ما بَينَ ماء الظَهرِ مِنهُ دافِقُ / حَتّى يَكونَ مِنهُ حَيٌّ ناطِقُ
فَها هُنا قَد ذَلَّت الخَلائِق / وَعَزَّ ذو العَرشِ القَديمُ الخالِق
ثُمَّ اِختِلافُ اللَيلِ وَالنَهارِ / وَمخرجُ الغروس وَالأَشجارِ
وَمَهبَط الثُلوجِ وَالأَمطارِ / جَميعُ ذا من صُنعةِ الجَبّارِ
وَالصُنعُ لا بُدَّ لهُ من صانِع / لا سِيَّما مَع كَثرَةِ البَدائِعِ
وَاِنَّما تَمَّ بِلا مُنازِع / وَالمُلكُ لا يَبقى عَلى التَمانُع
وَما لَهُ مِثلٌ من الأَمثالِ / وَلا لَهُ شَكل من الأَشكالِ
علا وَجلَّ غايَةَ التَعالي / دَلَّ عَلَيهِ مُتقَنُ الأَفعالِ
عَزَّ فَما تُدرِكُهُ الأَبصارُ / كَلّا وَلا تبلغُهُ الأَفكارُ
وَلا لَهُ كَيف وَلا اِستِقرارُ / وَلا لَهُ أَينٌ وَلا أَقطارُ
كانَ وَلا عَرشٌ وَلا مَكانُ / كانَ وَلا حَيثٌ وَلا زَمانُ
كانَ وَلا نُطقٌ وَلا لِسانُ / وَلا زبورٌ لا وَلا فُرقانُ
لَو كانَ مَحسوساً بِعَينِ ناظِرِ / لكانَ مَلموساً بِكف زائِرِ
وَكانَ ذا كُلٍّ وَبَعضٍ ظاهِرِ / وَكانَ ذا حدٍّ من المَقادِرِ
أَو صَحَّ أَن ينزلَ أَو أَن يَصعَدا / لَصَحَّ أَن يَنامُ أَو أَن يَسهَدا
وَصَحَّ أَن يَجلِسَ أَو أَن يَقعدا / وَصَحَّ أَن يولَدَ أَو أَن يَلِدا
في كُلِّ هذا فَالقِياسُ واحِدُ / إِذا أَصاخً عارِفٌ أَو ناقِدُ
بَلى هو الرَبُّ المَليكُ الماجِدُ / الصَمَدُ الفَردُ العَزيزُ الواحِدُ
العالِمُ الذاتِ القَديرُ الذاتِ / بَرى بِلا عَينٍ وَلا آلاتِ
وَهكَذا السامِعُ لِلأَصواتِ / لَيسَ كَقَولِ فرقة الصفات
فَاِنَّها في الحُكمِ كَالنَصارى / قَد أَصبَحت في دينِها حَيارى
وَحَصَّلَت في عَقدِها التَبارا / وَثَلَّثَت فَهيَ تَحوزُ النارا
قَد جَهلت في قِدَمِ القُرآنِ / كَمثلِ جَهلِ عابِدِ الصُلبانِ
قالَت قَديمٌ لَيسَ بِالرَحمنِ / وَصارَ هذا كَمسيحٍ ثاني
وَقد نَزَعنا كلَّ مَن يُثلِّثُ / وَكلَّ مَن عَهدَ اليَقينِ يَنكُثُ
وَكُلَّ مَن يُلحِدُ لَيسَ يَلبَثُ / وَقَولُنا إِنَّ القُرآنَ مُحدَثُ
فَهكَذا قَد جاءَ في التَنزيلِ / في مُحكَمِ القَولِ بِلا تَأويلِ
وَلا بِتَخريجٍ وَلا تَعليلِ / عَن خالِق الخَلقِ بِلا تَبديلِ
قَد خَلَقَ الخَلقَ إِلى العِبادَه / وَقَرَنَ الأَمرَ إِلى الإِرادَه
وَلم يُرِد من عَبدِهِ عِنادَه / وَلم يُحِبَّ نيةً فَسادَه
بَل أَوضَحَ الصِراطَ لِلنَجدَينِ / وَقالَ يا ذا العَقلِ وَالعَينَينِ
اِختَر طَريقَ الرُشدِ من هذَينِ / فَلَم أُحَيِّركَ بِقَول مَينِ
أَزاحَ كُلَّ عِلَّةٍ لِلطّاعَه / وَلم يُكَلِّفكَ بِلا اِستِطاعَه
قَدَّمَنا بِاللُطفِ لِلجَماعَه / وَاِنَّما الفائِزُ مَن أَطاعَه
هَدى ثَمودَ وَهيَ تَختارُ العَمى / أَما قَرَأتَ مُنزَلًا هذا أَما
اِسمَع وَلا تَجلب إِلَيكَ الصَمَما / فَقَد أَتى بَردُ اليَقينِ أَمَما
يُضِل عَن ثَوابَه أَعداءه / وَلم يُصَيِّرهُ لَه جَزاءَه
وَلم يُرِد في حالَةٍ اِغواءَه / بَل جَلَبَ الاِنسانُ ما قَد ساءَه
وَلَو أَرادَ رَبُّنا أَن يُشتَما / وَفَعَلَ الشاتِمُ ما قَد حَتَما
لَكانَ فيهِ طائِعاً قَد عُلِما / وَكان مَن عَذَّبه قَد ظَلَما
أَو كَلَّفَ الأَمرَ بِلا اِستِطاعَه / ما ذَمَّ مِن عَدُوِّهِ اِمتِناعَه
وَلا أَقامَ لِلعِقابِ الساعَه / أُفٍّ لِهذا القَولُ من شَناعَه
لَو كانَ كُلُّ شَسَعٍ من عِندِه / لَم يَكُ ذاكَ مُنكَراً مِن عَبدِهِ
فَإِنَّهُ مُتابِع لِقَصدِهِ / وَاِنَّهُ مُوافِق لِجهدِه
فَإِن يُجَدِّد مُجبَرٌ سؤالَه / بِالخُرقِ وَالحُمقِ وَبِالجهالَ
وَقلَّة الاِصغاءِ لِلدلالَه / وَكَثرَةِ الاِعجابِ بِالضَلالَه
فَقالَ هل يُفعَل ما لا يُؤثِرُ / إِذاً عَن المُلكِ العَظيمِ يقصرُ
فَقُل كَما يُفعَل ما لا يأمُر / وَهو المَليكُ وَالالهُ الأَقدَرُ
وَلَو أَرادَ مَنعَنا بِالقَسرِ / لكانَ سَهلاً ما بِهِ مِن عُسرِ
لكِنَّه اِسقاطُ بابِ الأَمرِ / وَفَتحُ بابِ الجَبرِ ثُمَّ الكُفرِ
وَلَيسَ ذا مُستَحسَناً في العَقلِ / اِن لَم يَكُن يَسلُك نَهجَ الجَهلِ
هذا بَيانٌ لِرِجال الفَضلِ / وَكلِّ مَن أَصغى لِقَولٍ فَصل
قَد خالَفوا في القَدَرِ المَذمومِ / وَأَثبَتوا لِلواحِدِ الكَريمِ
وَقد نَفَيناهُ عن الحَكيمِ / بِغايَةِ التَنزيهِ وَالتَعظيمِ
وَالحَكَمانِ مَوضِعُ الآثامِ / إِذ يُجعَلانِ صَفوَةَ الأَنامِ
عَلَيهُما لعائِنُ العَلّامِ / تَترى عَلى التَمامِ وَالدَوامِ
وَتَمَّت الأَبياتُ بِالرَشادِ / عَلى اِرتِجالٍ مِن فَتى عَبّادِ
قَد صَدَرت مِن خالِص اِعتِقادِ / بِالخيرَة وَالتَوفيقِ وَالاِسعادِ
كَم نِعمَةٍ لِلَّهِ مَوفورَة
كَم نِعمَةٍ لِلَّهِ مَوفورَة / عِندك فَاِشكُر يا اِبن عبادِ
قُم فَاِلتَمِس زادَك فَهوَ اِلتَقى / لا تَسلُك الطُرق بلا زاد
حبُّ الوَصِيِّ علامَة
حبُّ الوَصِيِّ علامَة / في الناسِ من أَقوى الشُهودِ
فَإِذا رَأَيتَ مُحِبَّهُ / فَاِحكُم عَلى كرمٍ وجودِ
وَإِذا رَأَيتَ مناصِباً / مُتَعَلِّقاً حَبلَ الجحود
فَاِعلَم بِأَنَّ طلوعَهُ / من أَصلِ آباءٍ يَهودِ
شَيبٌ لِغَيرِ أَوانِهِ يَعتادُ
شَيبٌ لِغَيرِ أَوانِهِ يَعتادُ / داءٌ وَلكِن أَبطَأُ العُوّادُ
قَبل البَياضُ وَكَم بِقَلبِكَ عِبرَة / هَيهات أَن يَزَعَ البَياضَ سَوادُ
لَو دامَ مُعتَرِضُ القَتيلِ بِحالِهِ / لَرَضيتُهُ لكِنَّهُ يَزدادُ
أَو كانَ يَرضى بِالشَبابِ مُرافِقاً / لَقَنعتُ لكِن جُندُهُ أَبرادُ
أَو لَم يَكُن فَقدُ الشَبابِ نَقيصَةً / لَم تَشمُت الأَعداءُ وَالحُسّادُ
ما شَيَّبَتني أَربَعونَ صَحبَتُها / أَنّى وَلَم يَعلُ بِها الميلادُ
بَل شَيَّبَتني حادِثاتٌ أَخرجَت / آلَ النَبِيِّ الأَبطَحِيِّ شِدادُ
نَوَبٌ تُطَبِّقُ بِالحداد نِساءهُم / أَبَداً لَهُنَّ عَلى الكِرامِ حِدادُ
يا سادَتي مِن أَهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ / أَنتُم عتادي يَومَ لَيسَ عتادُ
كُلٌّ لَهُ زادٌ يَدلُّ بِحملِهِ / وَولاكُم يَومَ القِيامَةِ زادُ
أَنتُم سراجُ اللَهِ في ظُلَمِ الدُجى / لَو كانَ يَدري القابِس المُرتادُ
ها أَنتُمُ سُفُنُ النَجاةِ وَرافِعوا الد / دَرَجاتِ يَومَ تشاهَد الأَشهادُ
بُعِثَ النَبِيُّ وَلا مَنارَ عَلى الهدى / وَالرشدُ قَد ضُرِبَت لَهُ الأَسدادُ
فَهدى وَأَدّى لَيسَ بِفِكرُ في العِدى / وَالكفرُ دونَ جلادِهِ أَجلادُ
فَزها عَلى شَجرِ الرَشادِ ثِمارُهُ / وَأَتى عَلى زَرعِ الضَلالِ حصادُ
خُسِفَت بِهِ الأَصنامُ بَعد عُلُوِّها / فَكَأَنَّهُ ريحٌ وَهاتا عادُ
وَوَزيرُهُ وَأَثيرُهُ وَنَصيرُهُ / أَسَدٌ تَزِلُّ لِبَأسِهِ الآسادُ
ذاكَ اِبنُ فاطِمَة الَّذي عَزَماتُهُ / بيضٌ صَوارِمُ ما لَها أَغمادُ
مَن سَيفُهُ حوَت وَلا يُروى وَاِن / وَرَدَ الدِماءَ حياضُها الأَجساد
مَن عِلمُهُ لم يُبتَذِل بَكأ بِهِ / حاشاهُ من بِحرٍ لَهُ امداد
مَن بَأسُهُ لا بَأسَ ان عَظَّمتَهُ / عَن أَن تُقاسَ بِقَدرِهِ الأَندادُ
عَجِبَت مَلائِكَةُ السَماءِ لِحَربِهِ / في يَومِ بَدرٍ وَالجِيادُ جِهادُ
اِذ شاهَدَتهُ وَالمَنونُ تطيعُهُ / فيمَن يَهمُّ بِخَطفِهِ وَيَكادُ
أَفَحكاهُ عَنهُم جِبرئيلُ لأَحمدٍ / اِسنادُ مجدٍ لَيسَ فيهِ سِنادُ
صَرَعَ الوَليدَ بِمَوقِفٍ شابَ الوَلي / دُ لِهَولِهِ وَتَهاوَتِ الأَعضادُ
وَأَذاقَ عُتبَةَ بِالحُسامِ عُقوبَةً / حُسِمَت بِها الأَدواءُ وَهيَ تِلادُ
وَعَدا عَلى عِشرينَ يَعتَرّونَ بِال / عُزّى فَجادوا بِالحَياةِ وَبادوا
من كُلِّ أَبلَجَ من قُرَيشٍ سيفُهُ / من فَوقِ أَكنافِ السَماءِ نجادُ
أَحلافُ حَربٍ أَرضَعوا أَخلافَها / فَكَأَنَّهُم لِحُروبِهِم أَولاد
قَوم اِذا رَمَقَ الزَمانُ مَكانَهُم / أَقعى وَقالَ المَوتُ وَالمِرصادُ
وَرَأوا أَميرَ المُؤمِنينَ فَأَيقَنوا / أَنَّ الوهادَ تَطولها الأَطواد
يَفري الفَرِيَّ وَيَنزِلُ البَطلَ الكَمي / يَ وَحُلّتاهُ من الدِماءِ جِسادُ
ما كانَ في قَتلاهُ الّا باسِلٌ / فَكَأَنَّما صَمصامُهُ نَقّادُ
لَكَ يا عَلِيُّ دَعا النَبِيُّ بِخَيبَرٍ / وَالقَومُ قَد كَذَّبوا القِتالَ وَعادوا
فَأَخَذتَ رايَتَهُ بكفٍّ عُوِّدَت / عاداتِ نصرٍ لم تَزل تُعتادُ
فَصَدقتَهُم حَرباً غَدت نيرانُها / ثُمَّ اِنثَنَت وَالمُشرِكونَ رمادُ
وَثَلَلتَ مَعقِلَهُم لحرِّ جَبينِهِ / كَم قائِمٍ أَزرى بِهِ الاِقعاد
وَرَجعتَ مَنصورَ الجَبينِ مُظَفَّراً / في المُسلِمينَ دَليلُكَ الاِرشاد
كَم من رؤوسِ لِلضِّلالِ قَصَدتَها / فَتَبَرَّأت من حملها الأَجساد
وَاِذكُر لعمرُ اللَهِ عمراً عِندَما / أَورَدتَهُ اِذ أَعوزَ الايراد
جَبنَ الجَميعُ وَلا جموعَ تَطيقُهُ / وَالشرُّ منهُ مبدأ وَمَعادُ
حَتّى اِنبَرَيتَ لجسمِهِ فَبَرَيتَهُ / كَزنادٍ الوى مالَهُ اصلادُ
بَدَّدتَ شَملَ الكافرونَ بَصارِمٍ / في حَدِّهِ الاِشقاءُ وَالاِسعادُ
لَو رُمتَ أَسرَهُمُ لَهانَ وَاِنَّما / بِكَ أَن يَعُمَّ المُشرِكينَ نفادُ
مُلكتَهُم يَومَ الوَغى وَبَذَلتَهُم / وَكَأَنَّهُم مالٌ وَأَنتَ جَوادُ
كَرم يشارُ اِلَيهِ بِالأَيدي الطوا / لِ وَمَفخر بِالمُكرَمات يَشاد
وَعمومَةٌ وَخؤولَةٌ في هاشِمٍ / لهما بِأَعلى الفرقَدَينِ مهادُ
وَعبادةٌ لو قَسِّمَت بَينَ الوَرى / عادَ العِبادُ وَكلُّهُم عُبّاد
وَخطابَة جذب القرآنُ بِضبعِها / لَم يُحتَكَم قَسٌّ لَها وَاياد
وَشجاعَةٌ لَمّا اِستَمَرَّ مَريرُها / لَم يُرضَ عَنتَرَةٌ وَلا شَدّاد
وَتَزَوَّجَ الزَهراءَ وَهيَ فَضيلَةٌ / غَرّاءُ لَيسَ تَبيدُها الآبادُ
قَد جاءَ بِالحَسَنينِ وَهو موفِقٌ / لِلحُسنَيَينِ وَنَجمُهُ صَعّادُ
غادٍ إِلى الاِسلامِ يَحفظُ أَيدَهُ / لَو لَم يُحاوِل كيدَهُ أَو غادُ
قَد دَبَّت الطَلقاءُ نَحو ضِرارِهِ / تَقتادُها الأَذخالُ وَالأَحقادُ
مِن بَعدِ أَن فُتِحَ الطَريقُ وَضَيِّعَ ال / عَهدُ الوَثيقُ وَأُخلِفَ الميعادُ
يا بَصرَةُ اِعتَرَفي بِأَنَّ بَصائِراً / فَقَدت لَدَيكَ رمى بِهِنَّ عناد
يا كَربَلاءُ تَحَدَّثي بِبَلائِنا / وَبكربنا اِن الحَديثَ يعاد
أَسَدٌ نماهُ أَحمَدٌ وَوَصِيُّهُ / أَرداهُ كلبٌ قَد نَماهُ زِيادُ
لا يَشتَفي الا بِسَبي بَناتِهِ / وَحُداتُها التَخويفُ وَالاِيعادُ
وَالدينُ يَبكي وَالمَلائِكُ تَشتَكي / وَالجَوُّ أَكلَفُ وَالسِنونَ جَمادُ
لا بَأسَ اِنَّ اللَهَ بِالمِرصادِ وَالر / رجسُ الزَنيمُ إِلى الجَحيمِ يُقادُ
أَيا آلَ هِندٍ اِن عَثَرتُ بِحُبِّكُم / فَرَأَيتُ جَدّي عاثِراً يَنأَد
اِن لَم أَكُن حَرباً لحرب كُلِّها / فَنَفانيَ الآباءُ وَالأَجدادُ
اِن لَم أُتابِع لَعنَها فَتَرَكتُ دي / نَ الاِعتِزالِ وَتَركُهُ الحادُ
اِن لَم أُفَضِّل أَحمَداً وَوَصِيَّهُ / فَهَدَمتُ مَجداً شادَهُ عَبّادُ
يا سادَتي قَد صارَ هذا عادَتي / في حُبِّكُم يا حَبَّذا المُعتادُ
أَرجو بِهِ حُسنَ الشَفاعَةِ عِندَكُم / في يَومِ يَنتَظِمُ العبادَ معادُ
كَم شيعَةٍ تَصغي لِسِحرِ قَصائِدي / فَكَأَنَّما أَيّامُها أَعيادُ
وَمناصبين تَسمَّعوا وَقلوبُهُم / حَرّى تَفَتَّتُ دونها الأَكبادُ
يا أَيُّها الكوفِيُّ هذه غُرَّةٌ / في جَبهَةِ الدُنيا لَها اِفرادُ
قَد أُنشِدَت مِن حَيّ عبادِيَّةً / خَضَعت لَها الأَضدادُ وَالأَندادُ
أَنشد وجوِّد فهيَ مِفتاحُ التُقى / يُزهى بِها التَوحيدُ وَالاِنشادُ
وَاِذا سُئِلتَ لِقصدِها وَمقرِّها / فَالحَيرُ أَو كوفان أَو بَغداد
يا وَصلُ مالَكَ لا تُعاوِد
يا وَصلُ مالَكَ لا تُعاوِد / يا هَجرُ مالَكَ لا تُباعِد
أَينَ التَصافُحُ وَالتَعا / نُقُ وَالقَلائِدُ وَالوَلائِد
لِم لا يَعودُ العَذلُ يُر / ميني حَواصِبَهُ صَوارِد
أَينَ الطَرازُ عَلى الوُجو / هِ صَدَدنَ عَن تِلكَ العَناقِد
لِم غابَت الخيلانُ عَن / بيضِ الوُجوهِ وَلم تُعاوِد
لِم لا أَرى ظَبياً تَخَط / طَرَ في الربايب وَالمهادد
لَهفي عَلى عيشي الرَقي / قِ وَطيب هاتيكَ المَوارِد
لَهفي عَلى شَملي الجَمي / عِ وَعَهدِنا بَينَ المَعاهِد
أَيّامَ كانَ زَمانُنا / لَدنَ الأَخادِعِ وَالمَقاوِد
وَإِذا مَلَلتُ من القَلا / ئِدِ وَالمَعاهِدِ وَالوَلائِد
أَلجَمتُ أَشهَبَ طائِراً / أَلفَيتُهُ قَيدَ الأَوابِد
لَفَّ الأَجارِدَ بِالأَجا / رِدِ وَالفَدافِدَ بِالفَدافِد
وَالتُربُ يُعبَطُ شِدَّةً / اِن لَجَّ في طَلَبِ المَعانِد
وَمَعي شَجيُّ القَلبِ هِن / ديُّ المَناصِلَِ وَالمَجارِد
لَو كانَ يَعمَلُ في الجَلا / مِدِ قَدَّ أَجوازَ الجَلامِد
أَهُوَ ذائِبٌ مِمّا بِهِ / لكِنَّهُ في الكفِّ جامِد
لَم يخلُ قطُّ غِرارُهُ / من قَطِّ مجتهدٍ وَجاهِد
يا لَيتَني أَمضَيتُهُ / في الناصِبينَ أَولي المَكائِد
أَهلِ الضَلالَةِ وَالجها / لَةِ في الدَفائِنِ وَالعَقائِد
من أَهل هِندٍ وَزيا / دٍ انَّهُم قُرَضُ الحَدائِد
هذا وَلو ترك الاما / مَةَ في الاِقارِبِ وَالأَباعِد
لَم تَجتَري عُصَبُ الهبو / طِ عَلى مُناوَأَةِ الفَراقِد
وَالبَيتُ لا يَبقى عَلى / عَمَدٍ إِذا وَهَت القَواعِد
روحي فِداءُ أَبي ترا / بٍ اِنَّهُ بَحرُ الفَوائِد
بَحرُ الفَوائِد وَالعَوا / ئِدِ وَالمَناصِبِ وَالمراشِد
فَلَكُ المَجامِعِ وَالمَحا / فِلِ وَالمقاوِل وَالمقاصِد
نالَ الفَراقِدَ وَالَّذي / قَد قَدَّموهُ بَعدُ راقِد
وَاللَهِ ما جَحدوهُ عن / حَقٍّ عَلى الأَيّامِ خالِد
إِلّا لثاراتٍ تَقا / دَمَ عَهدُها في قَلبِ حاقِد
وَمحلُّهُ فَوقَ الاِما / مَةِ لَو يُرى لِلفَضلِ ناقِد
لَولا فَتاويهِ لكا / نَ أَجَلُّهُم يَقظانَ راقِد
هُوَ أَوحدٌ بَعدَ النَبِي / يِ المُصطَفى وَالحَقُّ واحِد
وَفخارُهُ يَتَناوَلُ الز / زُهرَ الثَواقِبَ وَهو قاعِد
نَصَرَ النَبِيَّ المُصطَفى / عِندَ العَظائِمِ وَالشَدائِد
حَيثُ الكماةُ الدّارِعو / نَ ضَراغمٌ تَحتَ المَطارِد
وَالمَوتُ يَحكُمُ قاضِياً / بَينَ المُحارِبِ وَالمُحارد
حَتّى اِذا ما الدينُ حَط / طَ جِرانَهُ ثَبتَ المَعابِد
وَقَضى الغَديرُ بِما قَضى / وَالصُبحُ لِلظُلماءِ طارِد
كانَت امروٌ حَصرُها / بِالعَدُوِّ يُعجِزُ كلَّ عاقِد
وَأَتَت مَعَ الجَمَلِ الخِدب / بِ لِحىً تَنَفِّشُ لِلأَوابِد
وَمَضَت عَجائِبُ قَد رُبِي / نَ وَكم أَعُدُّ وَكَم أُعاوِد
وَالنَكثُ بَعد البيعَةِ ال / غَرّاءِ من فِعلِ المُعانِد
أَلِلَّهُ عَونُكَ يا عَلِي / ي وَحَربُ خوّانٍ وَجاحِد
لَولا جَرائِرُ ذلِكَ ال / جَمَلِ الَّذي قَد قيلَ مارِد
وَعَمى رجالٍ كُلُّهُم / أَعمى يَجىءُ بِغَيرِ قائِد
ما كانَ يَشتَغِلُ اِبنُ هِن / دٍ لِلخِلافَةِ وَهوَ خامِد
لَكَ مِنّيَ المِدَحُ الَّتي / يُعنى بِأَدناها عُطارِد
أَنتَ الفَريدُ وَهذِهِ / في وَصفِ عَياك الفَرائِد
وَولايَتي مَشهورَةٌ / مَشهودَةٌ وَاللَهُ شاهِد
لكِنَّني مُتَحَرِّقٌ / لَلبُعدِ عَن تِلكَ المَشاهِد
يا رَبّ جَنِّبني العَوا / ئِقَ مُجزِلَ النِعمِ العَوائِد
كيما أُباشِرَها بِرو / حِيَ انَّ بَرحَ الشَوقِ زائِد
يا أَيُّها الكوفيُّ هذي / غُرَّةٌ بَينَ القَصائِد
أَورَدتُها تَرمي النَوا / صِبَ بِالصَوائِبِ وَالصَوارِد
ضَحَّت بِهِم في عيدِ أَض / حى اِنَّهُم نَعَم شَوارِد
وَحَذَفتُ أُختَ الشينِ مِن / ها عَن طلابِ أَخٍ معانِد
أَنشِد وردِّد إِنَّها / زادُ القِيامَةِ لِلمَعابِد
أَجرُ اِبنِ عَبّادٍ بِها / يوفي عَلى عِشرين عابِد
يا طالِباً سمتَ الرَشادِ وَالسَدَد
يا طالِباً سمتَ الرَشادِ وَالسَدَد / لا تَحسِدَنَّ كَيفَما كُنتَ أَحَد
كَيلا تَضيفَ كَمداً إِلى كَمَد / فَلَيسَ لِلحاسِدِ الا ما حَسَد
جُد بِالَّذي تَملكُ في حقَّةٍ
جُد بِالَّذي تَملكُ في حقَّةٍ / فَاِنَّما الخاسِرُ مَن لَم يَجُد
قَد سادَ من جادَ بِما عِندَه / وَهكَذا مَن لَم يَجُد لَم يَسُد
بمحمدٍ وَوَصِيَّه وَاِبنَيهما
بمحمدٍ وَوَصِيَّه وَاِبنَيهما / الطاهِرَينِ وَسيدِ العُبّادِ
وَمحمدٍ وَبِجَعفَرِ بنِ محمدٍ / وَسميِّ مَبعوثٍ بِشاطي الوادي
وَعَلِيٍّ الطوسيِّ ثُمَّ محمدٍ / وَعَلِيٍّ المَسمومِ ثُمَّ الهادي
حسنٍ وَأَتبَع بَعدَهُ بِامامةٍ / لِلقائِمِ المَبعوثِ بِالمِرصادِ
قالوا تَرفَّضتَ قُلتُ كَلّا
قالوا تَرفَّضتَ قُلتُ كَلّا / ما الرَفضُ ديني وَلا اِعتِقادي
لكِن تَواليت دون شَكٍّ / خَيرَ اِمامٍ وَخيرَ هادي
اِن كانَ حبُّ الوَصِيِّ رَفضاً / فَإِنَّني أَرفَضُ العِبادِ
يا زائِراً قَد قَصد المشاهدا
يا زائِراً قَد قَصد المشاهدا / وَقطع الجِبالَ وَالفَدافِدا
فَأَبلِغ النَبِيَّ من سَلامي / مالا يَبيدُ مدَّةَ الأَيّامِ
حَتّى اِذا عدتَ لِأَرض الكوفَه / البَلدَةِ الطاهِرَة المَعروفَه
وَصِرتَ في الغَريِّ في خَير وَطَن / سَلِّم عَلى خَير الوَرى أَبي الحسن
ثُمَّتَ سر نَحو بَقيعِ الغَرقَدِ / مُسَلِّماً عَلى أَبي محمدِ
وَعُد إِلى الطف بِكَربلاء / أَهدِ سَلامي أَحسنَ الاِهداءِ
لِخَير مَن قَد ضَمَّهُ الصَعيدُ / ذاكَ الحسينُ السَيِّدُ الشَهيدُ
وَاِجنَب إِلى الصَحراءِ بِالبَقيعِ / فَثَمَّ أَرضُ الشرفِ الرَفيعِ
هُناك زينُ العابِدين الأَزهرُ / وَباقرُ العِلم وَثُمَّ جَعفَرُ
أَبلِغهُمُ عَنّي السَلامُ راهِنا / قَد مَلَأ البِلاد وَالمَواطِنا
وَاِجنَب إِلى بَغداد بَعدُ العيسا / مُسَلِّما عَلى الزَكِيِّ موسى
وَاِعجَل إِلى طوس عَلى أَهدى سَكَن / مُبَلِّغاً تَحِيَّتي أَبا الحَسن
وَعد لِبَغداد بِطَير أَسعدِ / سَلِّم عَلى كَنز التُقى محمدِ
وَأَرض سامِراء أَرض العَسكَرِ / سَلِّم عَلى عَلِيٍّ المطهَّرِ
وَالحسنِ الرَضِيِّ في أَحوالِهِ / مَن مَنبَعُ العُلومِ في أَقوالِهِ
فَإِنَّهُم دونَ الأَنامِ مَفزَعي / وَمَن اِلَيهِم كل يَومٍ مرجِعي
مَن لِقَلبٍ يَهيمُ في كُلِّ وادي
مَن لِقَلبٍ يَهيمُ في كُلِّ وادي / وَقَتيلٍ لِلحُبِّ مِن غَيرِ وادي
اِنَّما أَذكُر الغَوانِيَ وَالمَق / صدُ سُعدى مُكَثِّراً لِلسّوادِ
وَإِذا ما صَدَقتُ فَهيَ مَرامي / وَمَنائي وَرَوضَتي وَمُرادي
وَنَدى اِبنِ العَميدِ اِنّي عَميد / مِن هَواها اليَّةَ الأَمجادِ
لَو دَرى الدَهرُ أَنَّهُ مِن بَنيهِ / لَاِزدَرى قَدرَ سائِر الأَولادِ
أَو رَأى الناسُ كَيفَ يَهتَزُّ لِلجو / دِ لما عَدَّدوهُ في الأَطوادِ
أَيُّها الآملونَ حُطّوا سَريعاً / بِرَفيعِ العماد واري الزِنادِ
فَهوَ ان جادَ ظُنَّ حاتِمَ طيٍّ / وَهو اِن قالَ قيل قسُّ ايادِ
وَاِذا ما اِرتَأى فَأَينَ زِياد / مِن علاهُ وَأَينَ آلِ زِيادِ
أَقبَل العيد يَستَعيد حلاه / من علاهُ العَزيزَة الأَندادِ
سَيَضحّي فيهِ بِمَن لا يُوالي / هِ وَيَبقى بَقِيَّة الأَعيادِ
وَمَديحي اِن لَم يَكُن طالَ أَبيا / تاً فَقَد طالَ في مَجالي الجِيادِ
اِنَّ خَيرَ المدّاحَ مَن مدحَتهُ / شُعراءُ البِلاد في كُل نادي
قُل لِلوَزيرِ أَبي محمَّدٍ الَّذي
قُل لِلوَزيرِ أَبي محمَّدٍ الَّذي / مِن دون محتده السهى وَالفَرقَدُ
مَن اِن سَما هَبط الزَمانُ وَريبُهُ / أَو قامَ فَالدَهر المَغالِب يُقعدُ
سَقَّيتَني مَشمولَةً ذهبيَّةً / كَالنارِ في نور الزُجاجَة توقَدُ
لَمّا تخوَّن صوفُ دهرٍ عارِضٌ / صَبري وَقَلبي مُستَهام مكمَدُ
وَفَطَمتَني مِن بَعدِها عَنها فَقَد / أَصبَحتُ ذا حزنٍ يُقيم وَيُقعِد
مِن أَينَ لي مَهما أَردتُ الشُربَ عَن / دك يا أَخا العَلياء صَبرٌ يوجدُ
أَبا العَلاءِ أَلا أَبشِر بِمقدمنا
أَبا العَلاءِ أَلا أَبشِر بِمقدمنا / فَقَد وَرَدنا عَلى المَهريَّةِ القودِ
هذا وَكانَ بَعيداً أَن أُراجِعُكُم / عَلى التَعاقُب بَينَ البيضِ وَالسودِ
مِن بَعدما قربت بَغداذ تَطلُبُني / وَاِستَنجَزَتنيَ بِالاِهوازِ مَوعودي
وَراسَلَتني بِأَن بادِر لِتَملكَني / وَيَجريَ الماءُ الجود في العودِ
فَقُلتُ لا بُدَّ من جيٍّ وَساكِنِها / وَلَو رَدَدتُ شَبابي خَيرَ مَردودِ
فَإِنَّ فيها أَودّائي وَمعتَمِدي / وَقُربُها خَيرُ مَطلوبٍ وَمَنشودِ
أَلَستُ أَشهَدُ اِخواني وَرُؤيَتُهُم / تَفي بِمُلك سُلَيمان بن داودِ
سَعادَةٌ ما نالَها قَطُّ أَحَد
سَعادَةٌ ما نالَها قَطُّ أَحَد / يَحوزُها المَولى الهمام المُعتَمَد
مُؤَيِّدُ الدَولَة وَاِبنُ ركنِها / وَاِبنُ أَخي مُعِزِّها أَخو العَضُد
يا أَيُّها الشَمسُ لا أَنَّ طَلعَتَها
يا أَيُّها الشَمسُ لا أَنَّ طَلعَتَها / فَوقَ السَماء وَهذا حين يُقتَصَد
لما اِفتَصدتَ قَضينا لِلعُلى عَجباً / وَما حَسِبتُ ذِراعَ الشَمسِ يُفتَصدُ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا / اِذ صارَ سبطُ رَسولِ اللَهِ لي وَلَدا
أناخَ الشَيبُ ضَيفا لَم أُرِدهُ
أناخَ الشَيبُ ضَيفا لَم أُرِدهُ / وَلكِن لا أُطيقُ لَهُ مَرَدّا
رِداءٌ لِلرَدى فيهِ دَليلٌ / تَرَدّى مَن بِهِ يَوماً تَرَدّى
يَقولُ الناسُ لي رَجلٌ سَديدٌ
يَقولُ الناسُ لي رَجلٌ سَديدٌ / وَما فعلي بِفِعل فتىً سَديدِ
إِذا ما كُنتُ ما أَخشى وَعيداً / فَما نَفعي مَقالي بِالوَعيدِ
يصدُّ الفَضلُ عَنّا أَيَّ صَدٍّ
يصدُّ الفَضلُ عَنّا أَيَّ صَدٍّ / وَقالَ تَأُخّري عَن ضُعفِ معدَه
فَقُلتُ لَهُ جعلت العينَ واواً / فَاِن الضعفَ أَجمَع في المودَّه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025