المجموع : 18
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي / من قَبل سفك دَمي بسفح الوادي
وَغدت تجرعني الهموم فمن لي / قصمت عراه شماتة الحساد
وَكأَنَّني وَكأَنَّها متودد / متلطف لظويلم متمادي
لعب الفراق بها وَبي فَلَها وَلي / خبر كوى كبدي بغير زناد
وتوعرت طرق التَواصل بَينَنا / فغدوت نضو صبابة وَبعاد
ما كان حجة من أَقام بِمَكَّة / أَن لا يحدثني حَديث سعاد
بعثت إِلي من الحجاز خَيالها / شتان بين بلادها وَبلادي
يا هذه عودتني أَلم الضنا / وأَراكَ لست أَراك في العواد
وَبأى آونة أَزورك بَعدَما / حملت هجرك أَضعف الاجساد
فجق حقك ان ملكت فأسحجي / شيم الكِرام وان أَسرت فَفادى
فَقف المطيّ وَلَو كلمحة ناظر / بربا المحصب أَو مني يا حادي
وأعد حَديثك عَن أباطح مكة / وَعن الفَريق أَرائح أَم غادي
وَمسرة للناظرين بدت لَنا / ما بين سوق سويقة وَجياد
قنصت عقول أَولى النهي بحبائل / الصبوات لا بِحَبائل الصياد
وَمحاسن طلعت طَلائعهن عَن / حلل الكمال لحاضر وَلبادي
عكفت بساحتها الرفاق وانما / عكفوا عَلى كبد من الاكباد
هطل الغمام عَلى الحطيم وَزَمزَم / وَعَلى بقاع بالنقا وَوهاد
وَسَرى النَسيم بطيب نسمة طيبة / فنشقت نفحة عنبر وَجساد
بلد سمت أَوطانه وَتشرفت / بمحمد قمر الكمال الهادي
فمر محادين الضَلالة بالهدى / وأذل أَهل البَغي والالحاد
قمر أَضاء النور لَيلة وَضعه / من مكة لدمشق أَو بغداد
قمر حمى الدين الحَنيف بسيفه / شرفا وأحرز سبق كل جهاد
قمر أَباد المشركين بسادة / فاقَت عزائمهم عَلى الآساد
قمر سقى الجَيش العَظيم بكفه / نهرا أَزالَ غَليل كل فؤاد
هُوَ أَشرَف العربين مجدا باذخا / وأحق من يَعلو عَلى الامجاد
هُوَ شمس عبد مناف العلياعات / مضر بجديه عَلى الانجاد
هُوَ جاوز السبع السَموات العلى / وَالعرش فيما صح من اسناد
هُوَ في الجَلالة قال سيده له / سل ما تحب فأَنتَ خير عبادي
هُوَ خير من كمل الاناس به من ال / أَبناء والآباء والاجداد
هُوَ سيد الكَونين وَالثقلين لا / شمه له في الغور والانحاد
هُوَ أَكرَم الكُرماء ان عصفت به / ريح السماح وأجود الاجواد
هُوَ ذخرتي هو موئلى وَمأملي / هُوَ عمدتي هو عدتي وَعتادي
هُوَ أَحمَد الهادي المجاهد والَّذي / يروى بكوثره الغَليل الصادي
هُوَ تحت ساق العرش يسجد شافِعا / في الخلق ان حشروا الى الميعاد
هُوَ مَن يَلوذ غدا بظل لوائه / كل الوَرى وَالرسل والاشهاد
هُو عمدة الامم الَّتي لَو لَم يَكُن / فيها لقد كانَت بغير عماد
هُو هازم الاقران في فتكاته / وَمدمر العشرات بالآحاد
ما ان رجوت به الهدى لِضَلالَتي / الا لقيت بها صلاح فَسادى
مَولاي خد بيدي وأقض حَوائجي / واعطف عَليّ ولبّ حين أُنادي
واقبل خويدمك المعلم انه / فلس من التَقوى قَليل الزاد
حملت ذي النفس الضَعيفة ثقلها / وَشغلت بين أصادق وأعادي
في الخيمة انقصمت عراي لزلتي / وَالنار للعاصين بالمرصاد
وَعَريض جاهك يا محمد عصمتي / وَكِفايَتي وَهدايَتي وَرَشادي
فاشدد عرا عَبد الرَحيم برحمة / يَلقى بِها في الحشر خير مهاد
واجعل يديك حمى له وَلاهله / وَالصحب والآباء والاولاد
فَلأنت أَمنع من لجأت اليه في / دار اقامَتي وَمَعادي
واعطف عَليّ بنفحة نبوية / لا نال غاية مطلبي وَمُرادي
وَمكارم موصولة بمكارم / وَلطائف وَعَواطِف وَأَيادي
واسمع جواهر أَحرف عربية / زفت اليك فَصيحة الانشاد
وانهض بقائلها وَصاحبه فقد / خصاك اذ صدا عَن الوراد
فَتَراهما وفدا عليك ليحظيا / يا سَيدي بِكَرامة الوفاد
وَتول كاتبها الضَعيف وكن له / يد نصرة من شر كل عناد
وعليك صَلى اللَه يا علم الهدى / ما ارفضَّ في الاقطار صوب عهاد
وَعلى صحابتك الكرام الزهر ما / نادىّ بحي عَلى الصَلاة منادى
أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد
أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد / وَتَجديد عهد الوصل بين المعاهد
وَهَل بعد شت الشمل وصل علائق / علقن بقلب فاقد غير فاقد
فَما زلت مطلولا دمي وَمدامعي / عَلى طلل بالابرق الفرد هامد
وَسفك دمي عَن سفح دمعي مفهم / بان عيون العين سم الاساود
وَبين بطاح الرمل من شعب عامر / خدور بدور ناعمات نواهد
كأن شعاع النور في قسماتها / شَقائق حسن في رياض خرائد
يرنحها سكر الشَبيبة وَالصبا / فعند الهَوى العذرى مطل الموارد
فَيالَيتَ شعري عَن خيمات حاجِر / وَسكان ذاك البرزخ المُتَباعِد
وَعن روضة كانَت مقيلا وَمسمرا / لنا وَلليلى في الزَمان المساعد
وَما كانَ من علم الفَريق وَما حكموا / عَن الطالِب المَهجور خلف العَضائد
قفا بي بذات الاثل من أَيمن الحمى / لا نشد قَلبا لا يرد بناشد
وأستخبر النجدى ان هب عائدا / بربع اللوى عَن ظنتي وَعقائدي
لعل عَليل الريح يهدى روائحا / لراحة صب للصبو مكابد
أَما وَالَّذي حج الملبون بَيتَه / يؤمونه بالهدى ذات القَلائد
ومن طافَ بالبَيت المعظم ناسِكا / وَشاهد من أَنوار تلك المشاهد
لئن ندرت لي عطفة بوصا لكم / عَلى بعد دارينا وَقرب الحواسِد
لاستغرقن العمر شكرا عَلى الَّذي / مَنَنتُم بِهِ مستعز ما غير جاحد
فَما صدني من بعدكم بعد منزلي / وَلا خوف قطع من ظَلام الشَدائد
وَبين قبا وَالشام شمس جَلالة / جلا الكَون سامى نورها المُتَصاعِد
نبيّ نضاه اللَه سيفا لدينه / وَمكنه من كل عاد معاند
وَناداه باسمي أَحمَد وَمُحَمَّد / عَلى أَنه مستجمع للمحامد
فَها هو خير الخلق من خير أُمة / يدل عَلى نهج لا رَشاد قاصِد
وَنحن به نَعلو عَلى الامم الَّتي / مضت وَكتاب اللَه أَعدل شاهِد
أَتانا بنور الحق وَالشرك عامر / فأصبح رسم الشرك واهى القَواعِد
وَمد عَلَينا منه ظل هداية / وَأَمطَرنا من بره كل جائد
ألا يا نَسيما هب من قبر طيبة / بثثت رياح المسك بين التَلائد
أَعدلي الى تلك الرياض هدية / لا كرم ساع في الانام وَقاعد
سلاما كعد الرمل وَالقطر وَالحصى / وَنبت الاراضي وَالنجوم الشواهد
جَديدا عَلى مر الجديدين جاريا / الى أَبدالا باد لَيسَ بنافد
عَلى خير خلق اللَه حيا وَمَيتا / وأشرف مَولود لا شرف والد
حَبيب زرعت الحب في كبدي له / وَلست لزرع الحب أَوّل حاسِد
وَقدمت مدح الهاشمي تجارة / الى موسم الارباح كنز الفَوائد
اليك شَفيع المذنبين انتهت بنا / طَلائِع فكر تَبتَغي حق وافد
كان فتيت المسك مسود خطها / وألفاظها تزرى بدر الفَرائد
هنيأ لها ان أَدركت مطلب الغنى / لديك وأَضحى سوقها غير كاسد
أَتَتكَ من النيابَتين مجيدة / بمدحك تَرجو منك مهر القَصائِد
لقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمد / وَصاحبه عانى الذنوب ابن راشد
فَما زالَ في أَرضي المَغارِب حامِلا / لثقل ذنوب كالجبال الرواكِد
فَقيراً حَقيرا مستقرا بذنبه / يُبارِز بالعصيان أَعدل ناقد
وَذَنبي يا مَولاي أَضعاف ذنبه / وَبحرك للراجين عذب المَوارِد
وَجودك مَوجود وَفضلك فائض / وَمَهما سئلت الشيء جدت بزائد
فَلا تخلنا يا سيد المرسلين من / عَواطف بر أَو جَميل عَوائد
وَقل أَنتُما في ذِمَتي من جهنم / وَمن محن الدنيا وَمكر الحَواسِد
وَمن سَكَرات المَوت وَالقَبر وحده / وَعن كل هول واقف بالمراصد
وَبر وأَكرم من يَلينا رحامة / وَصحبة دين واتفاق عقائد
فَلَيسَ لنا ركن يَقينا مِن الَّذي / نحاذر لَولاك سهل المَقاصِد
وَلا عمل نَرجو النَجاة به سِوى / شفاعتك العظمى لساه وَعامد
وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق / تجاوبه في الجوحنة راعد
وَما ارفض من واهى العراكل مسجم / وَقوّم من نبت الثرى كل ساجد
وَما غردت وَرقاء في عذباتها / سحيرا عَلى غصن من الايك مائد
صَلاة تبارى الريح مسكا وَعَنبرا / وَتَعلو بسامى النور فَوقَ الفراقد
وَتَستَغرِق الاعصار وَالحقب عمرها / بغير اِنتهاء خالد في الخَوالد
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عموما عَلى الصحب الكِرام الموالد
عَتيق وَفاروق وَعثمان وَالفَتى / عَليّ وأتباع وآل أَماجد
أفق هديت من التبريح وَالكمد
أفق هديت من التبريح وَالكمد / وان تكن قطعة ذابت من الكبد
واقنع بمن لم يزل سبحانه عوضا / عَن كل ما فات من أَهل وَمن وَلَد
واشكر عَلى نعمة من نعمة نشأت / لمن أَرادَ بك الحُسنى وَلَم ترد
واصبر عَلى الكسر علّ اللَه يجبره / بمعظم الاجر واطلب جوده تجد
وكلما قرعت النائبات فقل / يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بِيَدي
تلق ابن آمنة غوث الطر يداذا / ضاقَ الخِناق بخطب غير مئد
خير البَريّة من عجم ومن عرب / وأكرم الخلق في الاغوار والنجد
محمد خير سادات الورى مضر / من جاره جار عز غير مضطهد
أَتى به اللَه شمسا غير آفلة / تَسمو نور عَلى الآفاق متقد
فرع تسلسل من سر النبوة في / أَقيال مكة مغنى الطارق الكمد
من عنصر المجد بجوح الفخار سرى / من سيد سند في سيد سند
هدى به اللَه قوما الاخلاق لهم / من أمة عميت عن منهج الرشد
أمت شفا جرف هار فأنقذها / وحل منها محل الروح في الجَسَد
أقال عثرة غاويها وأدركها / رشدا واصلح ما فيها من الاود
وَقام يهدى إلى قصد السَبيل فَكَم / بالحق من سابق منا وَمُقتَصَد
وَجاءَ باليمن والايمان يرشدنا / بالنور من ظلمات الزيع وَالنَكَد
له السَموات والارضون شاهدة / بمعجزات وآيات بلا عدد
تنأى عَن الرمل وَالقطر الملث وعن / عد النبات وَموج البحر وَالزبد
كَم ذا احن إِلى ذاك الحَبيب عَلى / بعدى وأمسى ضنين الوجد وَالسهد
أَستودع الرب تَسليمي إليه اذا / جد الرَحيل بهم عني وَعَن بَلَدي
وَكَم وَكَم بينَنا من مجهل درس / ومن فراسخ لا تحصى ومن برد
يا نازلا بديار الشام لا تربت / يَداكَ فاخر بمدح المُصطَفى تفد
وَحي عَني حَبيب الزائرين وَلا / تضع وَديعَة واهى الصبر وَالجلد
ردد عليه سَلاما لا انتهاء له / كرمل عالج اضعافا وَزدوزد
وَقل لا شرف خلق اللَه مرتبة / ومن تبوّأ مجدا غير منجد
ماذا تعامل يا شمس النبوّة من / اضحى اليك من الاشواق في كمد
فامنع جناب ضريح لا صَريخ له / نائى المزار غَريب الدار مُبتَعد
حَليف ودك واهى الصبر منتظر / لغارة منك يا ركني وَيا عضدي
اسير ذَنبي وَزلاتي وَلا عمل / أَرجو النجاة به ان انت لَم تجد
قرعن ايام دَهري قوتي فوهت / عراى من محن تَجري إِلى الامد
وَضاقَ ذَرعي لاحوال منكرة / لديّ أَعظم أَن أَشكو إِلى أَحَد
ما زالَ يحسدني دَهري عَلى نعم / وَالحر ما عاشَ لا يَخلو عَن الحسد
كَم من خطوب الى الدنيا أَعد لها / حسن اعتنائك بي مع قلة المدد
فاقبل بفضلك اذلالي وَمعذرتي / وَقوّ ضعفي بفضل فائض رغد
وانظر إِلى بعين منك مشفقة / وَقم بحالي وَلاطفني وجد وعد
وحل عقده كربى يا محمد من / هم عَلى خطرات القلب مطرد
أَرجوك في سكرات الموت تشهدني / كيما يَهون اذا الانفاس في صعد
وان نزلت ضر يحالا أَنيس به / فكن أَنيس وحيد فيه منفرد
حَتّى إِذا نشر الاموات يوم غد / وكل نفس رأت ما قدمت لغد
والحق يحكم الاعضاء شاهدة / وَالنار تؤصد للطاغين في عمد
فكن دَليلي بحسن الستر منك إِلى / لواء حمد بظل العرش منعقد
قل أَنتَ منا عَلى ما كانَ منك فجز / عَلى الصراط وَهَذا حوضنا فرد
وَكن رَفيقي في دار السلام اذا / كنا بمقعد صدق جيرة الصمد
وارحم مؤلفها عَبد الرَحيم ومن / يَليه من أَهله وأنعشه وافتقد
اذا اِستَعدت له الاعداء قاصدة / أعد حبك منهم أَمنع العدد
وان دَعا فاجبه واحم جانبه / من حاسد شامت أَو ظالم نكد
فَما بلينا بِمَكروه نساوره / الا استندنا بركن منك معتمد
وَلا سلكا سَبيلا نَرتَجيك به / الا وجدناكَ للراجين بالرصد
صَلى عليك الهي يا محمد ما / تنوّعت نغمات الطائر الغرد
تحية كَشُعاع الشمس طيبة / تَستَغرِق الامد الجاري الى الابد
يندى عَلى الآل والازواج عارضها / وَالصحب من نسمات الند كل ندى
سقاك الحيا الوسمى ربعا تأيدا
سقاك الحيا الوسمى ربعا تأيدا / وَعادك عيد الانس وقفا مؤيدا
وَحيتك من روح النَسيم مَريضة / تساقط در الطل فيك منضدا
فَما أَنا في الآثار أَوّل قائِل / سقاكَ وَروّاك الغمام وَرددا
عكفت عَلى مغناك حَتّى توهمت / نهاتي باني قد تخذتك مسجدا
وَحددت عهد الحب منك بلوعة / اذا طفئت بالدمع زادَت توقدا
بكين حمامات الحمى فاِستفزني / جراح هوى في القَلب عاد كَما بدا
وَهاجَ الصبا النجدي وَجدي بحاجر / فأفنيت لَيلا بعد لَيل مسهدأ
وَما تَركت مني الصَبابة في الصبا / لمستقبل الوجد الجَديد تجلدا
عَذيري من هم دخيل وَحسرة / عَلى زَمن في الغور لم يك مسعدا
وَسوق لفقد الوصل أَعوز فقده / أَوالى له الصبر الجَميل تجددا
بِنَفسي لَيلات مضت بسويقة / وَشعب جياد ما أَلذ تهجدا
وَذات جمال في أَباطح مكة / محاسنها تحكي سناء توقدا
اذا ما رآها العاشِقون رأَيتهم / يخرون للاذقان يَبكون سجدا
عكوفا بمغناها حَيارى بحسنها / فَلِلَّه كَم أَصبت قلوبا وأَكبدا
وَما زلت أَوليها بوادر عبرتي / وأسأل عنها كل من راح أَوغدا
وَلَو أَنصفتني ساعدتني بزورة / أَعيش بها بعد الفراق مخلدا
فَواللَه لا واللَه ما بي طاقة / عَلى حكم دهر جائر جارو اِعتَدى
وَلكن انادى بالجاه محمد / لا سمع صوتي خير من سمع الندا
وانزل من اعلى ذوائِب هاشم / باسمح من فيض الغمام وجودا
بأحسن من في الكون خلقا وَخلقة / وأطيبهم اصلا وَفرعا وَمولدا
وأرجحهم وَزنا وارفعهم ذرا / واطهرهم قَلبا واطولهم يدا
فما ولدت في الارض حوا وأدم / بأشرف منه في الوجود وأمجدا
وَما اِشتملت أَرض عَلى مثل أَحمَد / أَبروأ وَفي من تقمص واِرتَدى
بنور الفَتى المكي قامَت دَلائِل / عَلى الحق لما قام فينا موحدا
وان الفَتى المكي شمس هداية / اذا اِستمسَك الغاوي بعروته اِهتَدى
لَقَد شملتنا منه كل كَرامة / وَصلنا به عزا وَفخرا عَلى العدا
هدانا الصِراط المُستَقيم بهديه / وألفتهم الاهواء في هوّة الردى
فأصبح يولينا عواطف بره / وَيوليهم السيف الصَقيل المهندا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة شركهم / وَشد عر الدين الحنيفي وأكدا
الى أَن أَقام الحق بعد اعوجاجه / وَدل عَلى قصد السَبيل فأرشدا
عليك سَلام اللَه بدار بطيبة / به يختم الذكر الجَميل وَيبتدا
كأني بزوّار الحَبيب وَقَد رأوا / بيثرب نورا في السَماء تصعدا
وَهبت رياح المسك م نحو روضة / أَقام بها الداعي إِلى سبل الهدى
محمد الحاوي المحامد لم يَزَل / لمن في السَماء السبع والارض سيدا
ثمالى ومأمولي وَمالي وَموئلي / وَغاية مقصودى اذا شئت مقصدا
شددت به أزرى وَجددت أنعمى / وأعددته لي في الحوادِث منجدا
وَقيدت آمالي به وَبحبه / ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
سَلام عَلى السامي إِلى الرتب الَّتي / سرى الحيدرى فيها سما كاوفرقدا
فَتى جاوز السبع السَموات حائزا / فَضائِل سبق ما لميدانه مدى
وأدكاه من ناداه من فوق عرشه / ليَزداد في الدارين مجدا وَسوددا
أجب يا رَسول اللَه دَعوة مادح / يَراك لما يَرجو من الخير مرصدا
توسل بي برّ اليك صو يحب / لِيَمحو كتابا بالذنوب مسودا
وَما زالَ تعويلي عَلى جاهك الَّذي / يؤمله العبد الشقي ليسعدا
فَقُم بابن موسى احمد المذنب الَّذي / رَجاك وهب في الحشر موسى لاحمدا
وأَولاده والوالدين تولهم / وأقربه رحما اليه وابعدا
وَزد قائل الابيات فضلا وَرَحمَة / وأكرمه في دنياه واشفع له غَدا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم وكل من / يَليك غَريق الخير في لجه الندى
فَما كنت بدعا أن جعلتك عدتي / وَلا كنت ذا عجز فَتَتركني سدى
وَلكنني أَلقى العدابك غالبا / وآوى الى الركن الشَديدا مؤيدا
فاعيت مَسافات مواسم ربحه / فحج وَما زارَ النَبي محمدا
فَيا ضيعة الايام ان هي أَدبرت / وَما انجزت بَيني وَبينك موعدا
وَصلى عليك اللَه ما ذر عارض / وَما صاح قمري الاراك مغردا
صَلاة تحاكي الشمس نورا وَرفعة / وَتَبقى عَلى مر الجَديدين سرمدا
تخصك يا فرد الجلال وَيَنثَني / سَناها عَلى الصحب الكِرام مرددا
هي العيس نوليها الحَنين فَتَسعَد
هي العيس نوليها الحَنين فَتَسعَد / وَنزجرها نحو الحَبيب فتصعد
يذكرها الحادي بجيرة طيبة / فَيأخذها شوق مقيم ومقعد
وان سمعت سجع الحمام تذكرت / بسلع حمامات تبيت تغرد
وان وقدت نار بأحد تبلدرت / اليها وَفي أَحشائها النار توقد
فَلا تذكرا يا صاحبي لها الحمى / وَلا جيرة فَلو الغوير فأنجدوا
وَلكن عداها بالحجاز واحمد / فماقصدها الا الحجاز وَأَحمد
سرت فرأت من نحو بدر عَلى الربا / طَلائع بدر نوره يتصعد
وَدانَت ثنيات الوداع فَهاجَها / نَسيم حجازى يهب وَيركد
لعل نَسيم الريح يَهدي تَحيَتي / الى من له عن أَيمن العرش مقعد
فيقرئه مني السَلام مكررا / فخيرالتَحيّات السَلام المردد
نَبي له جود ومجد مؤثل / وَجاه وَتَمكين مكين وَسودد
عَلى حبه بستمسك الطير في الهَوا / وَتَهبط أَملاك السماء وَتصعد
وَيَهتَز ريحان القلوب لذكره / اذا ذكر اِرتاحَت قلوب وأكبد
وَذَلِكَ من أوتى النبوّة أَولا / وآدم بين الماء وَالطين مفرد
فَكانَ له في العرش سبق وَرفعَة / وَكانَ له في الارض بعث ومولد
هَنيئا لِذاكَ البدر شرف قدره / وأعطى من التَمكين ما لَيسَ ينفد
وَشق اسمه من أَحرف اسم الهه / فَذو العرش محمود وَهَذا محمد
يُنادي باسماء المَلائك وَالعُلا / عَلى أَنَّه أَعلى وَأَزكى وَأَمجَد
وَيذكر في التَهليل مَع ذكر ربه / وان قيل في التأذين أَشهد أَشهَد
وَيَعلو عَلى الاملاك وَالرسل رفعة / فَها هوَ للاملاك وَالرسل سيد
فَلا غيره في الفضل يَختَرِق العلى / وَلا تحت ساق العرش لِلَّه يسجد
نَبي أَتى وَالناس في جاهلية / من الدين والاصنام في الارض تعبد
فَقامَ عَلى التَوحيد بالسَيف داعيا / الى اللَه فهو الهامشمي الموحد
وَغيض بحر الشرك حين تَلاطَمَت / عَلى أَهله أَمواجه وَهو مزبد
وَغادرَ حي المُشركين بلاقعا / منكرة لما عصوا وَتَمَردوا
تَروح وَتَغدو الطير في عرصاتها / وأَسيافه فيهم تسل وَتغمد
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تعقد
فَذَلك نور اللَه في كل وجهة / من الارض وَالسيف الصقيل المهند
غَنائمه جل وَمكة قبلة / له وَالطهور الترب والارض مسجد
وَكَم من كَرامات له وَخَصائص / لمشهدها فوق السموات مشهد
مدحت رَسول اللَه مفتخراته / وَقمت بحمد اللَه انشي وانشد
وَقلت لعل اللَه يَمحو جَرائمي / به وابن مسعود المقصر يسعد
رَجَوناكَ في الدارين يا علم الهدى / لانك في الدارين هاد وَمرشد
اقل عَثَرات ان بناز من نبا / فأَنتَ ابر الناس قَلبا واجود
وَلا نرتجي مَولى سواكَ لعلمنا / بانك موجود وغيرك يفقد
اتتك مَع النيابَتين حروفها / تخال حروفا وَهي در منضد
وَقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمَد / عَسى انه في نظم مدحك يحمد
فحقق رَجائي فيك يا غايَة المنى / وقل أَنتَ منافي الجنان مخلد
وَلا تطرد المسكين مع حسن ظنه / فَحاشا علاكم ان يرجى ويطرد
وَكَيفَ يخافَ الذنب كل مقصر / وَعَفوك يا مَولاي للذنب مرصد
فَهَل منك اذن في الزيارة انني / اسير باغلال الذنوب مقيد
بعدت بزلاتي وَطالَت اقامتي / فَلا المَوت مأمول وَلا العمر مسعد
فَواحَسرَتي يا خير من وطىء الثرى / اذا لَم يكن بَيني وَبينك موعد
عليك سَلام لا بيد مبارك / جَديد عَلى مر الجديدين سرمد
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي / كمدا عليك فَكَم أَعيد و أَبتَدي
أَبني طال بك السقام فَلَيتَني / أَفديك لو ولد بوالده فدى
أَبنيّ ما بيدي الملك حيلة / لكن أَمدالي ابن آمنة يَدي
ان ضاق بي وَبك الخناق فَلَم يضق / عَني وَعنك عَريض جاه محمد
ذاكَ الغَياث المُستَغاث به الَّذي / لَولاه ما كانَ الوجود بموجد
ذاكَ المتوج بالمهابة وَالعلا / شمس النبوّة عصمة المسترشد
هُوَ غيم مرحمة عيد ظلاله / وَيَفيض نائله لكل موحد
هُوَ صاحب الاحاكم وَالحكم الَّتي / طلعت طَلائعها هدى للمهتدى
قمر تسلسل من ذؤابة هاشم / في السر منها وَالصَريح الامجد
ملأت محامده الزمان وأسرعت / شهب النجا ملغور وَلمنجد
رؤوف بامته رحيم مشفق / متعطف بالود للمتودد
تَرجوه في الدنيا لنجح مرادنا / وَنَلوذ منه إِلى الشَفاعة في غد
وَهُوَ الَّذي من قاب قَوسين اِنتَهى / في القرب يفتح كل باب مؤصد
وَله الفَضيلة وَالوَسيلة رفعة / وَالفَضل وَالزلفى وَصدق المقعد
وَالرسل تحشر تحت ظل لوائه / وَتؤم كوثره الهىء المورد
جبل فلوذ من الخطوب بعزه / وَبه نَصول عَلى الزَمان المعتدى
جعل الصَنائع في الرقاب قَلائِدا / وَبَني المحامد في عراص الفرقد
يَتَوسَل المتوسلون بجاهه / فيرد عنهم كل خطب أَنكد
جاد الغمام عَلى رباه إِلى ربا / سلع فَما والى بقيع الغرقد
وَسَقى جَوانِب روضة قدسية / مَحروسة في ظل ذاك المسجد
فَهناك أَرواح النفوس عواكف / شغفا يا حمد ذائبات الاكبد
طوبى لطيبة حيث حل بربعها / شمس الفخار ففاق شمس الاسعد
نزل المكان فَكان محترما به / وَمحا الفسدا فساد كل مسود
علم تظلل بالغمامة واِرتَوى / من ذلك الضرع الاجد الجلد
وَالجذع حن له وَسحت الحصى / في كفه نص الحَديث المسند
هو عدتي هو عمدتي هو ذخرتي / هُوَ نصرتي هو منقذي هو منجدي
يا سيد الثقلين كن لي مسعدا / فالدَهر يا مَولاي ليسَ بمسعدي
هَذا سَميك أَحمد قلق الحشا / أَتراك تغفل عن سميك أَحمَد
أَلَم الم به فقطع بالبكا / كبدى وظني فيك غاية مقصدي
فاسأل له الرحمن نظرة راحم / بشمول عافية وَعفو سرمدي
وأجز بها عبد الرَحيم براءة / من حر نار جهنم المتوقد
وَعَليك صَلى اللَه ما هب الصبا / من طيب طيبة عن شذا الند الندي
وَعَلى صحابتك الجَميع وكل من / والاك يشهد حسن ذاك المشهد
وَلا في بقاع الارض حيا وَميتا
وَلا في بقاع الارض حيا وَميتا / وَلا فوق آفاق السَماء كاحمد
صلّ الرَغائِب عشرا واثنتين وَكن
صلّ الرَغائِب عشرا واثنتين وَكن / في كل ركعة اقرا الحمد منفردا
وَالقدر معها ثَلاثا مثل ما ذكروا / واقر اثنتين وَعشرا معهما الصمدا
وَصل من بعد اكمال الصَلاة عَلى / النَبي سَبعين واسجد مثل من سجدا
وَفيه سبح وَقدس مثلها واذا / رَفعت قل رب سَبعين احصها عددا
واسجد لربك واخلص في السجود وَسل / تعطى فمن جد في اخلاصه وَجَدا
من أَينَ يخلق وجدك المتجدد
من أَينَ يخلق وجدك المتجدد / وَيَزول عنك حَنينك المتردد
وَقَد اِستفزك بالرَحيل مودع / قال الرَحيل غدا عدمتك ياغد
لم لا توافق من ينوح عَلى ربا / نجد وَتَبكيه الطلول الهمد
أَتَطيب نفسا وَالفَريق بزينب / من ذي الاراكة يهبطون وَيَصعَدوا
بان الخَليط وَلَم تفز من وصلهم / بأقل ما يتزوّد المتزوّد
هب أن جفنك دمعه متفجر / وَقليبك المسكين صخر أَصلَد
تصل الحَنين إِلى غوير تهامة / هَيهات منك تهامة يا منجد
وَتَنوح ان عبر النَسيم يمانيا / فينم دمعك بالغَرام وَتجعد
أَفَلا شجتك عَلى الاراك شجبة / وقفت بأيمن ذي الاراك تغرد
ألفت مواصلة السجوع وَربما / غنك فَذابَت من بكاها الاكبد
فأَنا الفداء لمن يهيم بمثلها / مِثلي فأدنو للوصال وَتبعد
ذهبية القسمات رائعة الصبا / تَرنو فيجسدها الغَزال الاغيد
يا نازلين عَلى العذيب وَثهمد / بأبي وَبي كيف العذيب وَثهمد
أخزامة وَبشامة وأراكة / خضر عَلى ما تعهدون وأعهد
وَهَل النَسيم نسيمه بالروح وَالر / رَيحان في غذباته متردد
فَوراء خدع الشعب أهيف لَم يدع / في حسن للمحسن شيئاً يفقد
آمسى يعللني جنى عسل لدى / لعس عَلى برد أذوب وَتجمد
ولهى به ولهى به وَصبابَتي / كصابَتي وَالشوق أَزيد أَزيد
لعب الفراق به وَبي فافادني / كبدا تَذوب وَلوعَة لا تبرد
وَجفا الزَمان فَلا عذول معرض / عني وَعنه وَلا صَديق مسعد
لَولا الجناب المكدشي حمايَتي / وَرعايَتي أَلجا اليه فأسعد
وَبَنو الفَقيه محمد شهب الهدى / عزى وَكنزى وَالفَقيه محمد
سحب يمر بكل خير ظلهم / ملألهم في كل صالحة بد
زهر مهذبة الاصول ائمة / مهدية لهم العلى وَالسودد
فَمنارهم فوق الكَواكِب رفعة / ونؤالهم في الناس بحر مزيد
سادات سادات الوَرى وأبوهم / للكل من كل الافاضل سيد
العالم العلم الممكن جاهه / قمر تحل به الامور وَتعقد
بدل من الابدال بل علم من ال / أعلام أَورع أَزهد متعبد
هو بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَالحق يشهد وَالخَلائق تشهد
سر سرى من يوسف بن محمد / لمحمد فهو الجَمال الامجد
حامى الحمى شرف الوجود وانما / ذو النور من تلك الغَزالة يصعد
الطيب ابن الطيبين عناصرا / طابَت ذآبته وَطجاب المجتد
قيدت آمالي بهم وَبحبهم / والحب يطلق أَهله وَيقيد
وَرَجوتهم حيا وَمَيتا انهم / حصى اذا مكر الزَمان الانكد
أمحمد العلم ابن اسمعيل يا / من نوره متشعشع متوقد
بَرَكات وَجهك عمت الدنيا ومن / فيها فَجارك جاره لا يضهد
وَتُراب قبرك للزيارة كعبة / من حب ساكنه الرواحل تسأد
يَهوى اليه الزائرون كأنه / حرم به حجر وَركن أسود
وَالحج يقصد كل عام مرة / وَبك المضيضا كل وقت تقصد
كم حجة مَبرورة وَزيارة / نَرجو بها في الجنتين نخلد
فغدت وَراحَت في ثراكم بكرة / وَعشية محب تجود فتعمد
مَولاي لي فيكم زروع سجية / أَرجو بها ثمر السَعادة يحصد
وَلَقَد نزلت بسوحكم وَجعلتكم / حرما يلاذبه وَغوثا يقصد
وَجنابكم عزى وَكنز مطالبي / وَلسان حالي في الصديق وَفي العَدو
وَغَريبة عَربية كلماتها / غرر تفوق الدر وهو منضد
وَصلت من النيابَتين وَمالها / غير البحور المكدشية مورد
التائبون العابدون الحامدو / ن السائحون الراكِعون السجد
القائمون وَفي المَضاجِع لذة / الصائمون وَفي الهجير توقد
دمتم دوام الاين يا شهب الهدى / وَعَليكم مني السَلام السرمد
تطاول لَيلي بعد لَيلى بثهمد
تطاول لَيلي بعد لَيلى بثهمد / واحرق طول الهجر قَلبي وا كبدي
وَلما اِنتَهى صَبري وَعز تجلدي / سرى طيف لَيلى واطمأن بمرقدي
لتجديد عَهدٍ لَم يَكُن بِمُجَدَدِ /
فَما بك يا طيف الخيال لك الهنا / واسرك وَهنا من هناك إِلى هنا
يذكرني عهدا تقادم بيننا / فبت بليل طيب مثمر الجنى
وَأَصبَحَت في يَوم نَغيص منكد /
لَقَد فرق الهجران شملا تجمعا / وَهيج اشجان النفوس واوجعا
وَفتت اكباد القلوب وَقطعا / رعى اللَه أَيامالوصال وَلا رعى
زَماناً عَلى الأَحباب بِالهَجر مُعتدى /
أَما وَالهَوى العذرى ان بعدوا فَما / تغيرت عَن حفظ الواداد وانما
بليت بمن انجدت فيه واتهما / يَقولون لي سلوا وَصَبرا عن الحمى
وَما كانَ صَبري عَن أَولاك بِمسعدي /
لعمري ضاقت بي الجهات واظلمت / وَلَم أَدرِ عَن ذات اللمى اين يممت
واني اذا ورق الحمام ترنمت / ذكرت خياه بالاباطح قسمت
فُؤادي عَلى أَهل الطراف المُمَدَدِ /
تَرى تجمع الايام بعد شتاتها / مطافل غزلان الحمى وَحماتها
وَتضرب خدر الحسن في عرصاتها / وَفي الخدر بنت العشر في لحظاتها
مَلامح تَرمي الصَب في كُل معمد /
بِنَفسي فَتاة اغلق البين رهنا / يذكرني غصن الشَبيبة غصنها
وَلَم ادر ما اثنىعليها لانها / كلؤلؤة الغوّاص يجمع حسنها
زرود النَقى تَحتَ القَنا المُتَأوّد /
خَليلي دَع نَفسي تَموت بحزنها / وَردد احاديث الفَريق وَثنها
وان خطرت في الشعب لَيلى فغنها / لَقَد فضلت كل الحسان بحسنها
كَما فَضل السادات يحيى بِن أَحمَدِ /
كَريم السَجايا ما جد طيب الثَنا / اذا سئل الاحسان جاد فأحسنا
وان لم تجد مزن الغَمامة ارضنا / يَيَحيى غمام الخير يمطر بالغنى
وَبِالنعمة الخَضرا عَلى كُل مجتدى /
حسا الراح من خمر المكارم واِنتَشى / وَشيد بيتا للعَوارِف مذ نشا
يصرفه فعل المروأة حيث شا / وَمن مثل يحيى وَهو افضل من مشى
عَلى الأَرض قَطعا مِن مغير وَمُمَجَدِ /
فَتى عمت الدنيا عواطف عطفه / وامطر من فيها غَمائم لطفه
وَعطر افق الارض من عرف عرفه / وان عماد الدين في بطن كفه
فَوائد بَحر بِالمَكارم مزبَدِ /
فَلِلَّه من دين السَماحَة دين / يَجود اذا ما القطر ضن ضَنينه
وَيَلقاك ملء العين طلقا جبينه / تدر بارزاق العفاة يمينه
يَفيض الأَيادي البيض وَالكَرم النَدي /
فَيا ظامىء الآمال ليلك وَالسرى / وَزر بحر جود مخصب السوح مخضرا
أتظما وَذا يحيى بن أَحمد في الذرى / شَريف منيف طال مجدا وَمفخرا
بِأَحمَد وَالسَبطين مِن خَير مُحَمَدِ /
يسرك ان اوما لي لخط كاتِبا / وان قرأ القرآن ابدا عجائبا
يغادر أَكباد القلوب ذوائبا / وَيصدع بالنبر يزان قام خاطِبا
وَيُنسيك تَطريب الحَمامِ المُغَرِدِ /
فَتى جده البدر الامين المطهر / وأَعلى مَعاليه البتول وَحيدر
وَما هو الا بالمحامد يذكر / أديب أَريب فيصل متبحر
فَصيحٌ صَبيح زَندَهُ غَير مُصلَدِ /
قطعت حبال الفقر حين وصلته / وأَدركت منه كل شيء أملته
فَلِلَّه من يعلو عَلى الشعر نعته / يلذ مَديحي فيه مَهما مدحته
وَيَسكَر مِن غَير السَلافَةِ مُفتَدي /
جمعت مَعاني المدح تاح لاجله / وَنظمته عقدا يَليق بمثله
وأنزلته في داره وَمحله / وَما من يقول الشعر في غير أَهله
كَمادِح قَوم شُرِفوا بِمُحَمَدِ /
أَمَولايَ صنى عَن زَمان تبدلا / وَضعضعني حمل الذنوب وأثقلا
وَلَم أَلق غوثا أَستَغيث به بَلى / وَصلتك يا فرد المَكارم وَالعلى
لَعَلَ يَداً بَيضاءَ تَمُدُ بِها يَدي /
جعلت القَوافي نحو جودك منهجا / لعلي أَلقى من أَذى الدهر مخرجا
وَلي فيك يا بدر الدجى أحسن الرجا / فأَنتَ ثمال الخير وَالخَير يرتَجى
لَدَيكَ وَوَجهُ الخَير وَجهُكَ سَيدي /
مدحتك يا ذا الفضل وَالمفخر السني / بمن غيركم أَلجا اذا الضرّ مسني
وَهَل يطلب الاحسان من غير محسن / فرش حسن ظني بالعَوارِق واكنى
وَقَضَّ لَباناتِي وَوَدَّع وَزَوَّدِ /
بحقك يا مَولى عليّ له الولا / أَجرني وَزدني رحمة وَتَفضيلا
حَنانيك يا من جوده ملأ المَلا / بقيت لاهل الارض قصدا وَموئلا
وَبابُكَ يا فَرد العُلى غَيرُ مُؤصَدِ /
وَمدت بك النَعما غمائم جودها / مظللة في غورها وَنجودها
وَمدت لاهل الفضل شمس سعودها / وَلا زلت في الدنيا مناغ وَفودها
وَغَيمُ غِناها المُستَفيض بِعَسجَدِ /
خطرت كغصن البانة المتأود
خطرت كغصن البانة المتأود / وَرنت بناظرة الغزال الأغيد
وَغدت تشير إِلى السَلام بطرفها / وَبكفها المَخضوب خوف الحسد
فنظرت معسول القنا فوق القنا / وَاللَيل تحت نقاب شمس الاسعد
فكأن حالية المحاسن صوّرت / من فضة عجنت بماء العسجد
أَو درة مكنونة معجونة / بهوى النفس وَذائبات الاكبد
تَلهوالعيون بمذهب وَمفضض / من حسنها وَمنظم وَمنضد
سَلبت ببهجتها العقول وَتيمت / مهجا بروح بها الغَرام وَيغتدى
لِلَّه موقفنا بمنعرج اللَوى / في الشعب من دون الفَريق المنجد
جاذبتها طرف العتاب فأعرضت / عني وَقالَت ما أَراكَ بمسعدي
فطفقت أَثنى عطفها متغزلا / بالابرقين وَبالعذيب وَثهمد
وَطمعت منها بالحَديث وَقلت هَل / من شربة يا أَهل هَذا المورد
ما الماء من طَلَبي وَلكن ربما / مدت به فتنال من يدها يدى
فأَتَ به من حينها وَكأَنَّها / شمس تمد بكوكب متوقد
فسرقت من حسن المَليحة لمحة / قطعت عرى كبدي بغير مهند
ان تقتَرحني زينب ابنة مالك / أَدبا وَمعرفة أعيد وأبتدى
فالشعر لي وَالحسن خالصة لها / وَيدا الصَنيع لاحمد بن محمد
قمر الكَمال ثمال كل مؤمل / كنز المرجى كهف كل مشرّد
قَلم تخيره المهيمن للوَرى / سيفا عَلى الاعداء ليس بمغمد
رفعت له الآثار في فلك العلى / رتبا بَناها في عراص الفرقد
شرف أناف إِلى مناف خزيمة / وَسَما بفاطم وَالوَصي وأَحمد
وَهو ابن سر الصالحين وَقطبهم / وَجمال جملتهم وَروضهم الندي
الاهدل الشيخ المبارك جده / وأَبوه سامي الفرع سامى المحتد
وَالمجد وَالكرم العَريض رداؤه / وَشعاره ودثاره في المشهد
بدل إِذا طارَت شرارة بأسه / طمست محال الزائغ المتمرد
وَفَتى يَزور الوفد ساحة جوده / لورود بحر بالمَكارِم مزيد
لِلَّه در أَبي الفَضائِل انه / يورى بزتد منه ليس بمصلد
لَم يهدم الدنيا بحطم حطامها / الا ليزرع ما سيحصد في غد
يا مدع في الفخر نيل مناله / أَعلمت أَنك مدع أَم معتدى
رفعت بنو الحسنين دونك من ثنا / سبع المَثاني وَالحَديث المسند
كرم يَلوح عَلى شَمائلهم كَما / لاحَت مَصابيح الدجى للمهتدى
وَمحامد علت المحامد فاِغتَدت / سيرا بها أَهل المَكارِم تفتدى
ان تدع أَحمد يبتدرك ملبيا / من ليس يعرف لا بغير تشهد
جَمعت بمنصبة الفَضائل مثل ما / جمعت مفرّقة الحروف بأبجد
هو بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَغياثها من كل خطب أَنكد
مَولاي جئتك وَالديار بَعيدة / وَطمعت فيك وَأَنتَ غاية مقصدي
وَرحوت منك لبانة أَمحو بها / لَحَوى كتاب بالذنوب مسوّد
فأمدني بيد تطول بها يدي / وَضيعة يَروي بها قَلبي الصدي
واعطف بزاد بعد ذاك مبلغ / وَبكسو تين لمنتشىء وَلمنشد
لأعود منك بخير ما أَملته / مترو يأمن جودك المتروّد
وَبقيت في كنف الاله وَستره / متفيأ ظل النَعيم السرمدي
في حيث لا الراجي يخيب وَلا الاذى / يَخشى وَلا باب النَوال بمؤصد
رِفاقي الظاعنين مَتى الورود
رِفاقي الظاعنين مَتى الورود / وَذياك العذيب وَذا ورود
فعو حَوابي علي آثار لَيلى / فَم يَدري الغعَريب مَتى يَعود
وَزوروا شعبها فَعَلى فؤادي / وَقَلبي من نسيمه برود
رِفاقي الظاعنين تَرَفقوا بي / فَقَلبي في هَوى لَيلى عَميد
أَعيدوا لي لاحَديث بذكر لَيلى / أَعيدوه فديتكم أَعيدوا
مررت عَلى بقية ربع لَيلى / فَساعد لَوعَتي دمع يحود
وَحيت الطلول فَلَم تحبنى / وَكَيفَ تجيبني سفع ركود
نأت وَتَباعَدَت لَيلى وَعزت / عَلى وَما تَباعَدَت العهود
رَعى اللَه الزَمان زَمان لَيلى / وَلا رَعى التفرق وَالصدود
فَما أَحلى هَواها في فؤادي / وان بخلت عَلى بما اريد
جَرى قلم السَعادة باسم لَيلى / فَطابَ بذكرها عيشي الرَغيد
فَكَيفَ يَلومني في حب لَيلى / خلىّ القَلب أَدمعه جمود
وان فَتى رمته جفون لَيلى / وَماتَ عَلى الفِراش هوَ الشَهيد
وان فَتى يمرّ بارض لَيلى / وَيَلثَم حيث موطئها سعيد
نعم بلى الزَمان وَحب لَيلى / جَديد لَيسَ يبليه الجَديد
وَقفت عشية ببلاد لَيلى / وَبت وأَدمعي در نضيد
وَنهنهت الغَرام فيجتَني / سواجع في الأراك لَها نَشيد
لحى اللَه الزَمان فَقَد بَلاني / بصبر ناقص وَحوى يزيد
يفيد صَنيعة وَيفيت أحرى / وَيمتح نعمة وَلَها حسود
وَما قدر الزَمان وَفي قعار / غمام فيضه كرم وجود
نلم بقبر سيدنا النَهارى / فَتَبيض المَطالب وَهي سود
جِناب جَلالة وَبَبيع بر / ربت في ريف وأفته الوفود
فَيا طَرَب النفوس إِلى صعيد / يكفر ذنبها ذاكَ الصعيد
صَعيد تظهر البركات منه / وَتَطلع في جوانبه السعود
فمن دار السَلام له نَسيم / ومن نور الجَلال له عمود
به الكَرَم الَّذي يغنى وَيقنى / وَلا عرض لديه وَلا نقود
لَدى ملك يقل الملك عنه / وَتَحتقر العَساكر وَالجنود
سما فاِستَخدم الاشياء فيما / يَشاء ولا لماء وَلا عَبيد
فَتى غرس المحامد واجتَناها / فَضائِل لَيسَ يحصرها عَديد
محمد بافتى عمر بن موسى / أَضام وَأَنتَ لي ركن شَديد
يواعدني العدوّ بغير جرم / أَتَعجَز أَن يحل به الوَعيد
أَما ترني لاطفال صغار / أَبوهم من محلتهم طَريد
يمر العيد بالصبيان لَهوا / وَلَيسَ لهم مَع الصبيان عيد
فأين مَكارِم الاخلاق يامن / ببهجة وَجهة ابتهج الوجود
فثم بواعث بعثت غَرامي / وَأَهوال يشيب لَها الوَليد
وَما جسمي عَلى الحدثان صخر / وَلا قَلبي عَلى البَلوى حَديد
فَكن يد نصرتي وَجناب عزي / اذا ما جار جبار عَنيد
وَقل للمُعتَدين عَلى بعدا / لمدين مثل ما بعدت ثمود
فَلا عدد وَلا مَدَد يقيهم / وَلا مصر وَلا قصر مشيد
وأَنتَ المُستَعان لكل خطب / وَما يبدي الزَمان وَما يعيد
وَسَيفك في النَوائِب غير ناب / وَسهمك ماء مورده الوَريد
اذا عَبد الرَحيم دَعاكَ يَوما / عَلى بعد فقل حضر البَعيد
حَماكَ اليَوم لي وَلمن يَليني / وَيشملنا غَدا معك الخلود
بقيت لملة الاسلام نورا / تضىء بك التَهائم وَالنجود
وَحيا أَرضا اِشتملتك غيث / يسبح في جوانبه الرعود
وَصلى ذو الجَلال عَلى نَبي / به منشى المَدائح مُستَفيد
سَقاك خيام الغور صوب الحيا عهدا
سَقاك خيام الغور صوب الحيا عهدا / يجدد عنا في معاهدك العهدا
وَلا برحت فيك الرياح مريضة / تَناغى الغصون الخضر وَالقضب الملدا
وَتنثر در الطل في ظل روضة / ترش يد الانداء في وردها الوردا
كأن صبا نجد سقتها مدامة / عبيرية تهدي لمن لم يجدو جدا
فَاس خَزاماها وَباتَ حمامها / يغنى وَظل الزند يعتنق الزندا
رَعى اللَه اذ كنا برامة حيرة / وَمحكم أصل الاصل قد نسخ الصدا
وابكار بكر يسترقن عقولنا / بسحر عيون ان رنت قتلت عمدا
أَحباب قَلبي كَيفَ أَكتم حبكم / وأَحجده وَالدَمع لا يعرف الجحدا
صلوا واهجروا فالقَلب راض بفعلكم / فَلَم ار لي عنكم وَلا منكم يدا
وَأَحلى الهَوى ان مت في اسر حبكم / فَكَم من أَسير في للصبابة لا يفدى
وَما ضقت ذرعا دون ادراك مطلب / وَفي الرد من لم يخش سائله الردا
أَعاد عَلَينا اللَه من بَركاته / وَمد لنا الرحمن في عمره مدا
الى صارم الدين اِنتَهى أَمَلي فَلَم / أَجد قبله قبلا وَلا بعده بعدا
مَتى تأته تنزل بواحد أمة / هدى وندى جاء الزَمان به فردا
سَجاياه للراجي رَبيع مبارك / وَسبع سمان للزَمان اذا اشتدا
وَساحته مأوى الغَريب وَماله / عَلى رغم أنف البخل ينهبه الوفدا
فَتى ينسب الشيخ المبارك جده / كَما ينسب الاشراف خير الوَرى جدا
سَقى اللَه مِن قَبري عواجة مشهدا / كَريما تخذناه لحاجتنا قصدا
أَفي روضة القبرين روضة أَحمَد / فتحدى لَها عيس إِلى طيبة تحدى
أَم التزم الزوّار حجا وَعمرة / اليها فزموا العبس تطوي الفلا وَخذا
حوى قبرها حجرا أَو بيتا وَمذبحا / وَركنا يمانيا وآخر مسودا
فَكَم قبلوا تربا وَكَم مسحوا ثرى / وَكَم وَضَعوا الصرا وَكَم فتحوا عقدا
وَكَم ثملوا وجداوكم ولهو اهوى / وَكَم سكبوا دماوكم عفر واخدا
وَباتوا وَظلوا في رياض أَنيقة / يقل عليها الند لو فرشت ندا
تخفهم الاملاك من كل جانب / وَتَغشاهم الانوار عن طالع سعدا
لَدى حكمى لم تكن معجزاته / وآياته تحصى برمل الفلا عدا
اذا قالَ يا مَولاي لباه سل تنل / لطائف من لو شاء أَسرى به عَبدا
وَلَو سير الاجبال سارَت وان دَعا / ذرى صخرة لبت له الصخرة الصلدا
وَلَو سار فَوقَ البحر أَو طارَ في الهَوا / لامكنه وَالحق ما جاوز الحدا
سَرائر نورانية حكمية / بِها اللَه زان الارض وَالعرض وَالخلدا
هَنيأ لَك التَعظيم يا ابن محمد / محامد فيالدارين تَستغرق الحمدا
رَعيت رياض المجد طفلا وَناشئا / وَكَهلا فمن ذا يدعى معك المجدا
تَلوذ بك الآمال وَهي غَريبة / فتؤنسها جودا وَتوسعها رفدا
وَيَنزل منك الضيف أَخصب ساحة / فَتَحلوا لهم ودا وَتَصفو لهم وردا
عفاف وانصاف وَحسن شَمائل / تَفوق شمول الراح مَمزوجَة شهدا
أَيا سَيدي شهر كَريم وَغربة / وَدين اقاسيه ولست به جلدا
وَغيبة أَطفال وَبعد مَنازِل / واخوان صدق ذبت من اجلهم فقدا
فقض لباناتي وانجح مَطالِبي / وَما اِسطَعت من بر فَلا تألنى جهدا
بقيت لدين اللَه عزا وَللعدا / حساما وَللراجين عارفة تسدى
وَلا زلت للابدال خالف سالف / وَنور منار استضىء بك الرشدا
ألف التذكر مبدئا وَمعيدا
ألف التذكر مبدئا وَمعيدا / أَملا لبعد الظاعنين بعيدا
دنف يبيت بحن في آثارهم / وَبظل يندب دمنة وَصَعيدا
ذكر الفَريق المنجدين فَباتَ من / ذكر الفَريق المنجدين عميدا
رَحَلوا عشية فارَقوه بعقله / وَقَضوا عليه بان يموت شَهيدا
يسقى الغَرام بعبرة مسفوحة / جعلت محاجر خده اخدودا
لَو حملت هوج المطي غَرامه / ما جاوزت وادي الاراك وجودا
يا صائد الظبيات باعك قاصر / كَم رام غيرك ان يصيد قصيدا
تمسي سمير النجم وَحدك ساهِرا / وَالركب دونك في الرجال هجودا
وَتظل تنشدهم فؤادا لم يكن / مع غير غزلان الحمى منشودا
فَتعال نسمعك السجوع برامة / سحر او نذكرك النقي وَزرودا
وأصخ نقص عليك من انبائها / ما كانَ منها قائما وَحيدا
يا ليت شعري هَل لعيش بالحمى / زمن تألف شمله فَيَعودا
وَطن عهدت به حييا زائِرا / وَهَوى يطيب وَمعهدا معهودا
وَزَمان أنس بالوصال وَحيرة / كانوا فانوا منزلا وَصدودا
نَزَلوا زبيد فليت كل غمامة / تسقى مَنازل نازلين زبيدا
أَرض غدا روض المروءة ناضرا / فيها وَطلع المكرمات نضيدا
وَبلاد اِشتملت جوانبها عَلى / أمل العفاة صوادرا وَورودا
قمر الفتوة عصمة العرب الَّذي / لَولاه لَم يكن الجدا موجودا
ان ابن اسمعيل احمد لم يزل / في سلك أَرباب الوفا مَعدودا
زره تجده العالمين وَداره الدنيا / وَسائر من لقيت وفودا
متفيئين ظلال كل كَرامة / في ريف رأفة من سما ليسودا
أَعلى الوَرى شرفا وأَطولهم يَدا / وأمدهم ظلا وأصلب عمودا
ما زالَ في صدف الولاية جوهرا / يسمو به شرف الوجود وجودا
يا ظامىء الآمال في طلب الغنى / قف حيث تلقى الطالِع المَسعودا
وانزل عَلى الكرم العَريض فَرُبما / اغنتك دجلة عن ثماد ثمودا
بموطا الاكناف تمطر كفه / لِلسائلين ملابسا وَنقودا
خلق أرق من النَسيم وَنفحة / تغنى العَديم وَتنجد المَجهودا
وَصل يرة مرضية وَعَزيمة / علوية سمت السماء صعودا
اللَه أَكبر ذا الَّذي من أمه / لنداء ولى الفقر عنه شَريدا
ذا البحر علما ذا النجوم طَلائعا / ذا الصخر حلما ذا الغَمامَة جودا
ذا العالم السنى ذا العلم الَّذي / بالعلم وَالحلم اِستَقام رَشيدا
قسطاس قسط حَقيقة وَشَريعَة / قبس الرضا قبس الهدى تَوحيدا
كنز المَعارف منبع الحكم الَّذي / آراؤه شهب يقدن وقودا
حبرة المناظرة المحيط فراسة / بالعلم علما منه لا تَقليدا
في سره سير وَفي تبريزه / ابر يز مكرمة يَلوح فَريدا
عشق المَعاني الغر وَهو مراهق / فاقنض ابكارالفنون وَليدا
مَونلاي جئتك وَالخطوب وَجوهها / سود وَلَولا الفقر لم تك سودا
وافيت من أَرض المذاب وَلَم أَزَل / في الارض نحوز بيد أَطوى البيدا
لنا من عملت رهين فضل فائض / وَحَليف ود يبغي تَجديدا
انهى اليك صروف الدهر خانني / وَموددا بالصدق عاد حَسودا
وَخصاصة تفنى النفوس لها وان / تكن النفوس حجارة وَحَديدا
فاِنظر إلى بعين عطفك ربما / أَلفى بك الحظ الشقيّ سَعيدا
فلأنتَ بعد أَبي اب احببتني / في اللَه حسب الوالد المَولودا
وَفرنتني بعلا علاك ورشتى / من فيض فضلك طارِفا وَتَليدا
فاسلم ودم في أَرفع الدرجات يا / ركنا لمن يأوى اليه شَديدا
ذرونيَ أَبكي بعد جيرة ثهمد
ذرونيَ أَبكي بعد جيرة ثهمد / واحداث عهد في بقية معهدي
وَأَندب آثار الفَريق بلوعة / وَلا عج وجد بعدهم متجدد
وَمالي لا أَبكي وَقَد عَزَموا النوى / غداة اِفتَرقنا من مغير وَمنجد
فَما ودعوني يوم جد رَحيلهم / وَلا زوّدوني نظرة المتزود
وَلا رحموا قلبا يَحوم عَلى الحمى / وَلا حفظوا ميثاق عهد مؤكد
فَليت الهَوى العذرى أَعقب راحة / لمطلق دمع عَن غَرام مقيد
وَلَيت زمان الوصل ارخى عنانه / فتبلغني الآمال غاية مقصدي
خليليّ من حي ابن خولان أَسعدا / رَفيقكما فالدهر لَيسَ بمسعد
وَلا تسألاني عَن فؤاد مضيع / فان فؤادي في الطراف الممدد
وَيا ممرضي بالغور غور تهامة / أعد مرضي فيهم وعدلي بعوّدي
وَخلّ عيون العين تسترق النهى / وَتَرمي العميد الصب في كل معمد
فَقَد لاحَ لي تحت السَتائر طلعة / أَذابَت بنور الحسن قَلبي وأكبدي
إِذا نزل العشاق في عرصاتها / رأوا عبجبا من نورها المتصعد
فَكَم حولها من هائمين بحبها / وَبين يديها من ركوع وَسجد
رَعى اللَه أَياما مضت بسويقة / ولذة عيش بالاباطح مرغد
يَقولون كَم تحكي وَكَم تذكر الحمى / وَتستنشد الاشعار من كل منشد
فقلت لهم خلوا سَبيلي فأنني / أَروح عَلى حكم الغَرام واِغتدي
وَما شاقني برق بأبرق رامة / وَلا نَغمات من حمام مغرد
وَلا نَسمات الريح تنثر لؤلؤا / من الطل عن زهر كدرّ منضد
بلى شاقَني الوجه السَعيد الَّذي به / تشعشع نور الحق في كل مشهد
أَعاد عَلَينا اللَه من بَرَكاته / وأوردنا من بره خير مورد
فَذلك يَستَسقي الغمام بوجهه / وَيفتح في أَسراره كل مؤصد
اذا ما رأت عيناك بهجة وَجهه / رأت بدرتم في مَنازل أَسعَد
وان لثمت يمناك يمناه فالتزم / بركن سوى ركن من البيت أَسود
له سيرة مرضية وَسَريرة / تضيء بنور السنة المتوقد
امام به الدنيا تجلى ظلامها / وَلاحَ سَبيل الرشد عَن خير مرشد
سما بشعار الصالحين وَهديهم / وأحيا منار الدين بعد محمد
اذا ما ذكرنا الاكرمين فانه / هو الكوثر الفياض وَالعارض الندي
وَمَهما اِمتدحنا الصالحين فمدحه / به تختم الذكر الجَميل وَتَبتَدي
فَللَه من غوث لكل مؤمل / وَسيف عَلى الاعداء لَيسَ بمغمد
وَمعقل عز يلتجأ بجنابه / وَيَروي بجر من عَطاياه مزبد
فَيا سَيدي ان الزَمان معاندي / وَأَنتَنور لنا بك الناس تَهتَدي
وَظلك مَمدود عَلى كل مسلم / وَفضلك مَبذول لِكل موحد
وَلكنَّني أَشكو اليك نوائبا / يعزلها صَبري وَيفني تجلدي
فَلا قر قَلبي بل وَلا كف مدمعي / وَلا لذلي عيشي وَشربي وَمَرقَدي
وَفي بيت رغم اخوَتي واحبتي / مقيمون في ليل من الهم سرمد
وان الفقيه المعجلي ضاق ذرعه / لعتبك يا مصباح غور وانجد
أَتاهم كَلام منك يا با محمد / يهد الرواسي فاِقتصد وَتروّد
فان كان عَن ذنب فَعَفوك واسع / وان لَم يكن ذنب فَلا ترض حسدي
وَحاشاك تحمي الارض شرقا وَمغربا / وَتهمل اخواني وَتظلم مسجدي
فأسبل عليهم ستر صفحك واحمهم / بجاهك يا مَولاي من كل معتدي
وَقم بي فاني وابن عمي وكل من / يلينا نرجى جاه وَجهك سيدي
وَهاكَ من الدر النَضيد غرائبا / مؤلفها عَبد الرَحيم بن أَحمد
وَلَم أَبغ منكم غير صالح دعوة / يَطول بها باعي وَتَعلو بها يدي
وَبعد صلاة اللَه ثم سلامه / عَلى خير فرع طال من خير محتد
محمد السامي الفخر وآله / حماة ثغور الدين من كل ملحد
سَلام حواشيه كدرٍّ منضد
سَلام حواشيه كدرٍّ منضد / يَروح إِلى قطرى لهاب وَيغتدي
تحيَّة مجروح الفؤاد هدية / الى ابن سليمان بن راشد سيدي
تخص خضم العحلو القطوف من / نى ثمرات الخير منبسط اليد
امام يحل المشكلات غوامضا / غَزير المَعاني فاتح كل مؤصد
له حجج علمية في خفيها / طَلائع نور السنة المتوقد
وَما هو الاسر شكل بَني الوَرى / وَعروة عز الدين دين محمد
له الطرق المثلى له الفضل وَالعلى / له الشرف الاعلى به الناس تَهتَدي
مَتى تأنه تَعشو إِلى نار فضله / تجد خير نار عندها خير موقد
اليك عَفيف الدين حامل خدمة / عَلى البعد من عَبد الرَحيم بن أَحمد
فَتى من بَني الاسدي وَفاك زائرا / لتأسيس عهد لا لعهد مجدد
توسل بي قربا اليك لعله / عليك احتسابا في القراءة يبتدى
فآنس غريبا لابليت بغربة / وأسعده بالتَدريس يا خير مسعد
وَدمت منيع الدار وَالجار وَالحمى / حَميد المَساعي فائض العارض الندي
وَطلت مَكانا في العلا وَمَكانة / كانك شمس في مَنازل أَسعد
وَحييت ما غنت مطوّقة الحمى / عَلى عذبات الائل في شعب ثهمد
تنبهوا يا رقود
تنبهوا يا رقود / إِلى مَتى ذا الجمود
فهذه الدار جمع / يفنى وَمالي يبيد
الخير فيها قَليل / وَالشر فيها عَتيد
وَالعمر ينقص فيها / وَسيآت تَزيد
وكلما مر يوم / منها فَلَيسَ يَعود
فاِستَكثروا لزاد فيها / ان الطَريق بَعيد
وَلا تَطيعوا نفوسا / شيطانهن مريد
يا من يريد خلودا / هَيهات منك الخلود
سل ابن آدم جدا / تعزى اليه الجدود
وأين شيث وَنوح / وَأَين عاد وَهود
وَمديَن وَشعيب / وَصالح وَثَمود
وأين فرعون مصر / وَتبع وَالجنود
يا تائها في المَعاصي / عد واعتذر يا طَريد
وَجاهد النفس فيها / تمت وَأَنتَ شَهيد
من قبل تلقى بقبر / يَدري عليك الصَعيد
وَالعظم في الترب يبلى / وَيأَكل اللحم دود
يا من تعدى حدودا / أَما نهتك الحدود
لنا عليكم عهود / فأَين تلك العهود
ذلوا وَلَو ذوا بعزي / يَلقى المريد المريد
واِستمطر واغيم برى / ان الجواد يَجود
واِستَعطفوني بعذر / ان كان عذر يفيد
واخشوا عواقب مكر / أَبدى به وأعيد
ان كانَ فَضلي عطما / فان بَطشي شَديد
أَينَ الاولى نازعوني / ملكي وهم لي عَبيد
أَنساهم الذكر عز / وعدة وَعَديد
فالفأل فيهم سَعيد / وَالطالِعات سعود
وَالمال يجبى اليهم / وَالعيش حلوز غيد
ماتوا وَضاقَت عليهم / بعد القصور وَاللجود
وَالملك ملكي وَيَبقى / وَجهي وَيفنى الوجود
وَلي وَللخلق يوم / يشيب منه الوَليد
وَيشمل الناس وعد / يرجى وَيَخشى وَعيد
وَالصحف تلقى اليهم / منهن بيض وَسود
غَدا ينادي المنادي / وهم إليه وفود
كل عليه حَفيظ / وَسائق وَشَهيد
وَحوله عَن يَمين / وَعَن شمال قَعيد
يا منكر البعث هَذا / ما كنت منه نجيد
الحق يَقضى والاعضا / منهم عليهم شهود
وَفي جهنم نار / لَها العصاة وقود
اذا نضجن جلود / بدلن فيها جلود
وَالظل فيها سموم / وَالحلى فيها حديد
وَذا طعام ضَريع / وَذا شراب صَديد
يا واسع اللطف يا من / هو الوَلي الحَميد
يا من له في البَرايا / عطف وَبر وجود
قل حين يمحى شَفائي / عَبد الرَحيم سعيد
اعطف عليه بفضل / وَرحمة يا ودود
وأبلغ الكل منا / يا سَيدي ما يريد
وَصل فَضلا عَلى مَن / بذكره نَستَفيد
محمد ما تلالا / برق وَحنت رعود
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي / هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليكم يا وحشتي / والعيس أطربني وصوت الحادي
حرمتمُ جفني المنام لبعدكم / يا ساكنين المنحنى والوادي
فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا / منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي
وتذكّروا عند الطواف متيماً / صبّاً فني بالشوق والإبعادِ
لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ / فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا / عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائماً جدَّ السُرى / عرفاتُ تجلو كلّ قلبٍ صادي
تاللَه ما أحلى المبيت على مني / في يوم عيد أشرفِ الأعيادِ
الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى / وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي
حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم / باتوا بِمُزدَلَفَه بغيرِ تمادِ
ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها / وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي
حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم / قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ
لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا / وأنا المتيم قد لبست سوادي
يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني / فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي
باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ / من كان منكُم رائحٌ أو غادِ
لِتُبلغوا المُختارَ ألفَ تحيّةٍ / من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ
قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ / ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ
صلّى عليكَ اللَهُ يا علمَ الهدى / ما سارَ ركبٌ أو ترنَّمَ حادِ