المجموع : 3
أَرِقْت لِصَوْتِ نَائِحَةٍ بِلَيْلِ
أَرِقْت لِصَوْتِ نَائِحَةٍ بِلَيْلِ / عَلَى رَجُلٍ بِقَارِعَةِ الصّعِيدِ
فَفَاضَتْ عِنْدَ ذَلِكُمْ دُمُوعِي / عَلَى خَدّي كَمُنْحَدِرِ الْفَرِيدِ
علَى رَجُلٍ كَرِيمٍ غَيْرِ وَغْلٍ / لَهُ الْفَضْلُ الْمُبِينُ عَلَى الْعَبِيدِ
عَلى الْفَيّاضِ شَيْبَةَ ذِي الْمَعَالِي / أَبِيك الْخَيْرِ وَارِثِ كُلّ جُودِ
صَدوقٍ في المَواطنِ غيرِ نَكْسٍ / ولا شَخْتِ المَقامِ ولا سَنيدِ
طويلِ الباعِ أروعَ شَيْظَمِيٍّ / مُطاعٍ في عَشيرتِهِ حَميدِ
رفيعِ البَيْتِ أَبلجَ ذي فُضولٍ / وغَيثِ النّاسِ في الزَّمنِ الحَرودِ
كريمِ الجَدِّ ليسَ بِذي وُصُومٍ / يَروقُ عَلى المُسَوَّدِ والمَسودِ
عَظيمِ الحِلمِ مِنْ نَفَرٍ كِرامٍ / خَضارِمَةٍ مَلاوِثَةٍ أُسودِ
فَلَوْ خَلُدَ امْرُؤٌ لِقَديمِ مَجْدٍ / ولكن لا سَبيلَ إِلى الخُلودِ
لكانَ مُخَلَّداً أُخْرى اللّيالي / لِفَضْلِ المَجْدِ والحسَبِ التَّليدِ
عين جودي بدمعةٍ وشهودِ
عين جودي بدمعةٍ وشهودِ / واندبي خير هالكٍ مفقودِ
واندبي المصطفى بحزنٍ شديدٍ / خالطَ القلبَ فهو كالمعمودِ
كدت أقضي الحياة لما أتاه / قَدَرٌ خطُ في كتابٍ مجيدٍ
فلقد كان بالعباد رؤوفا / ولهم رحمة وخيرَ رَشيدِ
رضيَ الله عنه حيًّا ومَيْتاً / وجزاه الجنانَ يومَ الخُلودِ
آبَ ليلي عليَ بالتسهادِ
آبَ ليلي عليَ بالتسهادِ / وجفا الجنبُ غير وطء الوسادِ
واعترتني الهمومُ جداً بوهنٍ / لأمورٍ نزلنَ حقاً شداد
رحمة كان للبريةِ طُرأ / فَهَدى من أطاعه للسداد
طيبُ العودِ والضرية والشيمِ / محضُ الانساب وارى الزناد
أبلج صادقُ السجية عفٌّ / صادقُ الوعدِ منتهى الرواد
عاش ما عاش ف يالبرية براً / ولقد كان نُهبَة المُرتادِ
ثم ولَى عنا فقيداً حميداً / فجزاه الجنان ربُّ العبادِ