القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَلِيّ بن جَعْفَر كاشِف الغِطاء الكل
المجموع : 6
سهام المنايا للانام قواصد
سهام المنايا للانام قواصد / وليس لها إلا النفوس مصائد
أتأمل أن يصفو لنا العيش والردى / له سائق لم يلو عنا وقائد
وتطمع في حب البقاء وطوله / ونعلم ان الدهر للعمر فاقد
وما هذه الأيام إلا أساود / تلمض في أنيابها السم راقد
وتلك الليالي لا يغرك سلمها / وما هن إلا الثاكلات الفواقد
ألم تر إنا كل يوم إلى الثرى / نشيع مولوداً مضى منه والد
وحسبك بالاشراف من آل هاشم / فقد اقفرت أطلالهم والمعاهد
حدا بهم الحادي فتلك ديارهم / خواشع ما بين الديار هوامد
قل للمليحة من بنات الصيد
قل للمليحة من بنات الصيد / قولا يذوب له صفا الجلمود
أفلا ترقي في الهوى لمتيم / أم بين جانحتيك قلب حديد
أمرضت جثماني عليك صبابة / وكحلت جفن العين بالتسهيد
ما غردت فوق الغصون حمامة / إلا وهمت إليك بالتغريد
كم أعين لك صعدتها زفرة / عن حر قلب ذاب بالتصعيد
ومفند لي في هواك سفاهة / قد ضل نهج الحق بالتفنيد
لو كان يبصر بعض ما أبصرته / ألقى الومام إلي بالتقليد
يا بنت من تروي حديث فخارها / عن خير آباء لها وجدود
كم سار للعشاق خلفك موكب / والحسن تحت لوائك المعقود
هل شملنا بعد التفرق جامع / فأرى بعيد الوصل غير بعيد
ما زلت في بحر الكآبة طافحا / فمتى استوائي فوق متن الجود
وقفت بها مستنشقا لعبيرها
وقفت بها مستنشقا لعبيرها / ودمعي مسكوب وقلبي واجد
وكم بين باك مستهام وبين من / تراه كئيبا وهو للوجد فاقد
أسائلها ما بالها حكم البلى / عليها وكيف استوطنتها الأوابد
مهابط وحي طامسات رسومها / معاهد ذكر أوحشت ومساجد
وعهدي بها للوفد كعبة قاصد / فذا صادر عنها وذلك وارد
وأين الألى لا يستظام نزيلهم / إليهم وإلا ليس تلقى المقالد
ذوي الجبهات المستنيرات في العلى / تقاصر عنها المشتري وعطارد
سما بهم في العز جد ووالد / ومجد طريف في الفخار وتالد
وما قصبات السبق إلا لماجد / نمته إلى العليا غر أماجد
معادن علم اللَه حكام شرعه / لديهم وإلا ليس ترجى المقاصد
تسود بني الدنيا وليست تسودهم / وهل أحد إلا مسود وسائد
لتغدو المنايا بعدهم حيث تبتغي / فما أنا من رزء وإن جل واجد
سأبكيهم ما فاض دمعي وإن يفض / فلي كبد ما عشت للوجد كامد
وأعظم أحداث الزمان رزية / بكتها الصخور الصم وهي جلامد
وداهية دهياء غم نهارها / وطار بها نقع إلى الافق صاعد
بها رقدت عين الضلال وسهدت / عيون حماة الحق وهي رواقد
سلام على الاسلام من بعد يومها / فليس له راع عن الضيم ذائد
سهدت وقد نامت عيون كثيرة / وما أنا لولا يوم عاشور ساهد
سل الليل عني هل مللت سهاده / وهل ألفت جنبي فيه المراقد
ولي مقلة محلولة الجفن بالبكا / وقلب على فرط الصبابة عاقد
وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة / إذا رمت ابراداً لها تتزايد
فلا وجد إلا وهو عندي مخيم / ولا صبر إلا وهو عني شارد
أيمسي حسين بالطفوف مروع / وطرفي ريان من الأمن راقد
ويمسي صريعا بالعراء على الثرى / وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد
فلا عذب الماء المعين لشارب / وقد منعت ظلماً عليه الموارد
ولا حملت ايدي الرجال سيوفها / وقد نهلت منه الرقاق البوارد
وما أنس لا أنساه ناء عن الحمى / غريبا تواسيه الرجال الأباعد
وما أنس لا أنساه وهو مروع / يكابد من أشجانه ما يكابد
بنفسي أبي الضيم لم يلف ضارعا / وقد أسلمته للمنون الشدائد
ولم ير مكثورا أبيدت حماته / وعز مواسيه وقل المساعد
بأربط جأشاً منه في حومة الوغى / إذ البيض فيها باديات عوائد
ينادي بهم هل من مجير يجيرنا / وما فيهم إلا قريب وجاحد
وينشدهم هم هل تعرفوني من أنا / وكيف وهل يستنطق العجم ناشد
فشمر لا يلوي إلى الحرب والردى / يمانعه عن نفسه ويراود
أمام يرد الجيش وهو كتائب / بسطوته يوم الوغى وهو واحد
إذا ركع الهندي يوما بكفه / لدى الحرب فإلها مات فيها سواجد
يلوح الردى في شفرتيه كأنه / شهاب هوى لما تطرق مارد
وان ظمي الخطي بل أوامه / لدى الروع من فيض الطلى فهو وارد
قريب الندى ناتي المدى مورد العدى / حياض الردى والضرب في الهام شاهد
يصول عليهم صولة حيدرية / يقيم لواء الدين واللَه عاقد
يخوض عليهم صولة حيدرية / ويوردهم حوض الردى وهو راكد
إلى أن هوى فوق الصعيد مجدلا / بنفسي وبي ثاو على الترب ساجد
فلا اخضر عود المجد بعدك والعلى / ولا رار روض الدين بعدك رائد
ولا جانب الدنيا بسهل ولا ضحى / بطلق ولا غصن المسرة مائد
بنفسي وبي ملقى ثلاثا على الثرى / تهب عليه الصافنات الصوارد
وما أسفى للراس يسمو على القنا / ترتل آي الذكر والركب هاجد
ولم أر يوما سيم خسفا به الهدى / وهدت به أركانه والقواعد
كيوم حسين والسبايا حواسر / تشاهد من أسر العدى ما تشاهد
تسير إلى نحو الشئام شواخصاً / على قتب تطوى بهن الفراقد
وتضرب قسراً بالسياط متونها / وتنزع أقراط لها قلائد
بنفسي أبو الفضل المواسي بنفسه / أخاه وباز الحرب للموت صائد
أخ ماجد لم يخزه يوم مشهد / له عضد في الحادثات وساعد
بنفسي زين العابدين مغللا / سقيما لوا الوجد المبرح عائد
فوا لهفتاكم من نفوس كريمة / إليها وإلا ليس تنمى المحامد
تسيل على زرق الأسنة والظبا / ويشمت فيها مبغض ومعاند
بنفسي وبي تلك الجسوم كأنما / عليهن من فيض الدماء مجاسد
توفوا عطاشا بالعراء كأنما / لهم بالمنايا في الطفوف مواعد
وللَه أقوام فدته نفوسهم / فكان لهم عز على الدهر خالد
كأنهم والخيل تعثر بالقنا / أسود رعت اشبالها وأساود
بها ليل مناعون للضيم أحسنوا / بآلائهم في اللَه غر أماجد
وفرسان موت مقدمون كأنما / فناها لاجال الرجال مقاود
وما كل مفتول الذراعين باسل / ولا كل سام في السماء فراقد
لتذهب بها مثل الجبال محامد / على الدهر أطواق لها وقلائد
عسى الغائب الموتور قد حان وقته / فيجبر مكسور ويصلح فاسد
ويصبح عود الدين بعد ذبوله / يميس قواما وهو ريان مائد
فديناك قد ضاق الخناق ولم يزل / يعنفنا فيك العدو المعاند
فلا تتركني قاعداً أرقب المنى / أقيم قناة الحرب والحرب قاعد
ودونكموها من عتيق ولائكم / قواف على جيد الزمان فرائد
جواهر لم تعلق بها كف ناظم / ولا لامستهن الحسان الخرائد
ولولاكم مافاه بالشعر مقولي / ولا شاع لي بين الأنام قصائد
عليكم سلام اللَه ما اهتزت الربى / وسحت عليها البارقات الرواعد
قل لقريب الدار في بعده
قل لقريب الدار في بعده / ما باله قد حال عن عهده
وما له لم يرع حق الوفا / وينجز المأمول من وعده
أخنى بعبد اللَه صرف الردى / وابتزنا القاسم من بعده
واليوم قد أخنى على محسن / ندب رحيب الباع ممتده
وردة مجد قطفت غضة / والهفة المجد على ورده
لعل لياليا ذهبت تعود
لعل لياليا ذهبت تعود / فيورق من زمان الوصل عود
ويرجع لي بها زمن التصابي / ويدنو لي بها الأمل البعيد
وكنت بقربها اختال تيها / وغصن شبيبتي خضل يميد
لقد ولت على عجل قصاراً / تقضت والمشوق بها عميد
أبيت وفي الحشا داء دفين / يؤرقني وأصحابي هجود
ووجد كلما حاولت أني / أبرده يشب له وقود
وعتب كحيلة العينين رود / يذوب لعتبها الحجر الصلود
بألفاظ قطعن نياط قلبي / إذ تليت يشيب بها الوليد
فمثلي لا يخون عهود خل / ومثلك لا تخان له عهود
وراعى حق من أولاك علما / تفيد به سواك وتستفيد
ولا تجزع لهجر بعد وصل / فأيام الهوى بيض وسود
إلى كم يروع القلب منك صدوده
إلى كم يروع القلب منك صدوده / وسالف عيش كل يوم تعيده
أتأمل ان الوصل يخضر عوده / غنى في يد الآمال لا تستفيده
فدع عنك خلاً قد ثني عنك عطفه / فما ضر ظبي قانص لا تصيده
ودونك خلاً قد أطاعك قلبه / تعرفه في الأمر كيف تريده
أخاك الذي ان تدعه لملمة / يذد عنك مالا يستطيع نديده
يبيت يقاسي لوعة السهد والجوى / ينم عليه للصباح عموده
بقلب خفوق لا يزال الأسى / كما خنقت فوق الخميس بنوده
وطرف سكوب لا يمل من البكا / فوافره يجري دماً ومديده
شقي الهوى من لم يذق طعم صابر / ومن ذاقه يوما فذاك سعيده
إذا لم أشيد في الحشى لك منزلا / على حنق الواشي فمن ذا يشيده
فكم من بعيد في المرار قريبه / وكم من قريب في المزار بعيده

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025