المجموع : 7
سرى طيف الأحبة من بعيد
سرى طيف الأحبة من بعيد / فعوضنا السهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكل وادٍ / إلي كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوقٍ / تجسره على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك / ترمي بطرفك في مخارم كل بيد
رحلت عن الشأم بنا / فشيمي وميض البرق من حبلي زرود
أحبك في البعاد وفي التداني / وأذكرك القديم من العهود
وأحسد بالخيال عليك طرفي / فلي كمد المتيم والحسود
وأين البيض من لحظات بيضٍ / قطعت بها الليالي غير سود
وما كنا بغير سنا جبينٍ / نسير إلى الغواير والنجود
وفي الحي الممنع من عقيلٍ / عقائل كالصوارم في الغمود
نواعم مثل أيام التداني / قرن بمثل أيام الصدود
تذب عن اللحاظ بكل عضبٍ / وتدني للقلائد كل جيد
فجلأن المواطيء بالمواضي / وقبلن المباسم بالخدود
ولولا ما عهدن من العوالي / لحجبن الذوابل بالقدود
نكبن عن الطريق بكل نهدٍ / أقب وكل سابحةٍ عنود
ودون مها الخدور أسود حربٍ / ثوابت في الكريهة كالأسود
فوارس تجتني ثمر المعالي / بأيدي النصر من ورق الحديد
وما وادٍ كأن يد الغوادي / كسته قلائد الدر النضيد
حللن فما حللن به نظاماً / وقد غادرنه أرج الصعيد
يصوغ نرابه مسكاً إذا ما / سحبن عليه أذيال البرود
فبتن وما حططن به لثاماً / يخلن حصاه من در العقود
بأحسن من صفاتك في كتابٍ / وأنفس من كلامك في قصيد
يا باكي الدار بكاظمةٍ
يا باكي الدار بكاظمةٍ / وبكاء الدار من الكمد
أفنيت الدمع على حجرٍ / وأضعت الصبر على وتد
فاذخره مخافة نازلةٍ / أأمنت اليوم صروف غد
هي عينك لو مل تجن لما / عاقبت جفونك بالسهد
فأتيت الماء تحوله / والماء منية مل صد
فالويل لنفسك إن وردت / والويل لها إن لم ترد
أقبلت فقلت أقبله / ولو أن الموت على الرصد
فرشفت مجاجة مبتسمٍ / أشهى وألذ من الشهد
يا أين الصبر فأنشده / وعساي أدل على الجلد
ظعن الأحباب وعندهم / قلبي سلبوه ولم يعد
وبراني السقم بهم / فبقيت بلا قلبٍ وبلا جسد
قل للأمير أخي الندى والنائل الـ
قل للأمير أخي الندى والنائل الـ / ـهطّال للشعراء والقصادِ
لازلت تنتهك العدى بالذابل الـ / ـعسّالِ في الأحشاء والأكباد
ووقيت من صرف الردى والنازل الـ / ـمغتالِ بالأعداء والحساد
هذا الفراق وأنت شاهده
هذا الفراق وأنت شاهده / فإلام تكتم ما تكابده
خَلِّ السلوَّ لمن يليق به / وليبدين هواك جاحده
فالبين ما ظهرت علائمه / والحب ما نطقت شواهده
ولقد رقبت الطيف أسأله / عنكم فما صدقت مواعده
والمستمر على قطيعته / في الحب فاسدةٌ عقائده
ومن العجائب أن يزيد به / داء السقام وأنت عائده
متيقظٌ ورث الكمال فما / يخشى اعتراض النقص زائده
فالرزق والأجل المتاح معاً / في ضمن ما رقشت أساوده
وتكفل الفلك المدار له / بأسدٍ ما يقضي عطارده
لو قاست الكرماء حاتمها / بك أيها المقصود قاصده
لتسترت خجلاً مكارمه / وتحولت بخلاً عوائده
لم يرق مجداً أنت فارعه / من نام ليلاً أنت ساهده
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده / وإني لأغرى من فؤادي بوجده
وخلف الثنايا الغر ما يبرد الجوى / ويذهب من جمر الغرام بوقده
وحي على الماء النمير طرقته / وقد مل ساري الليل من طول وخده
فلم ترعيني والخيام كأنما / تزر على غزلان خبتٍ وأسده
بأصبر من قلبي على فقد صبره / ومنى على فقد الحبيب وبعده
وقد كان مفتوناً بمرسل صدغه / على وجنةٍ كالبدر ليلة سعده
فلما رأت أن ليس في حمص عقربٌ / مواشطه أخفين عقرب خده
وقلن لساقيها ودر حبابها / موكلةٌ أيدي المزاج بنضده
أأنت أعرت الكأس واضح ثغره / أم انتثرت فيها فرائد عقده
ومحمرةٍ من بنات الغصو
ومحمرةٍ من بنات الغصو / ن يمنعها ثقلها أن تميدا
منكسة التاج في دستها / تفوق الخدود وتحكي النهودا
تفض فتفتر عن مبسمٍ / كأن به من عقيقٍ عقودا
كأن المقابل من حبها / ثغورٌ تقبل منها خدودا
من لصبٍ مسَّهُ فَرطُ الكَمَدْ
من لصبٍ مسَّهُ فَرطُ الكَمَدْ / وفؤادٍ خانه فيك الجَلَدْ
أنا مأسورٌ وما أرجو فدىً / ومريضٌ غير أني لم أُعَدْ
أنا مقتولٌ ولكن قاتلي / في الهوى ليس عليه من قود
يا قضيباً ماس في دعص نقاً / وغزالاً بين جفنيه أسد
سقم جفنيك الذي ألبسني / ثوب سقمٍ وعذابٍ مستجد
لك وجهٌ جل من صوره / لو رآه بدر تمٍ لسجد