المجموع : 11
وَلِما بَدا فَرجُها جاثِماً
وَلِما بَدا فَرجُها جاثِماً / كَرَأسٍ حَليقٍ وَلَم يَعتَمِدْ
سَجَدتُ إِلَيهِ وَقَبَّلتُهُ / كَما يَفعَلُ الساجِدُ المُجتَهِدْ
أَلا يا ظَبيَةَ الوادي
أَلا يا ظَبيَةَ الوادي / وَذاتَ الجَسَدِ الرادي
وَزَينَ المِصرِ وَالدارِ / وَزَينَ الحَيِّ وَالنادي
وَذاتَ المَبسِمِ العَذبِ / وَذاتِ المِيسَمِ البادي
أَما بِاللَهِ تَستَحيي / نَ مِن خُلَّةِ حَمّادِ
فَحَمّادٌ فَتىً لَيسَ / بِذي عِزٍّ فَتَنقادي
وَلا مالٍ وَلا عِزٍّ / وَلا حَظٍّ لِمُرتادِ
فَتوبي وَاِتَّقي اللَهَ / وَبُتّي حَبلَ جَرّادِ
فَقَد مُيِّزتِ بِالحُسنِ / عَنِ الخَلقِ بِإِفرادِ
وَهذا البَينُ قَد حُمَّ / فَجودي مِنكِ بِالزادِ
نَعَم لَنا نَبيذٌ
نَعَم لَنا نَبيذٌ / وَعِندَنا حَمّادُ
وَخَيرُنا كَثيرٌ / وَالخَيرُ مُستَزادُ
وَكُلُّنا مِن طَرَبٍ / يَطيرُ أَو يَكادُ
وَعِندَنا وادِيُّنا / وَهوَ لَنا عَمادُ
وَلَهونا لَذيذٌ / لَم يَلهُهُ العِبادُ
إِن تَشتَهي فَساداً / فَعِندَنا فَسادُ
أَو تَشتَهي غُلاماً / فَعِندَنا زِيادُ
ما إِن بِهِ اِلتِواءٌ / عَنّا وَلا بِعادُ
يا رَئِمُ يا قاتِلَتي
يا رَئِمُ يا قاتِلَتي / إِن لَم تَجودي فَعِدي
بَيَّضَت بِالمَطلِ وَإِخ / لافِكِ وَعدي كَبِدي
حالَفَ عَيني سُهُدي / وَما بِها مِن رَمَدِ
يا لَيتَني في الأَحَدِ / اِبلَيتِ مِنّي جَسَدي
لِمَن بِهِ مِن شِقوَتي / اِخَذتُ حَتفي بِيَدي
قَد شَرِبنا لَيلَةَ الأَض
قَد شَرِبنا لَيلَةَ الأَض / حى وَساقينا يَزيدُ
عِندَنا الفَهمِيُّ مَسرو / رٌ وَزَمّارٌ مُجيدٌ
وَسُلمانُ فَتانا / فَهوَ يُبدي وَيُعيدُ
وَمُعاذٌ وَعِياذٌ / وَعُمَيرٌ وَسَعيدُ
وَنَدامى كُلُّهُم يَق / لِزُ وَالقَلزُ شَديدٌ
بَعضُهُم رَيحانَ بُعَضٍ / فَهُمُ مِسكٌ وَعُودُ
غابَت الأَنحُسُ عَنهُم / وَتَلَقَّتهُم سُعودُ
فَتَرى القَومَ جُلوساً / وَالخَنا عَنهُم بَعيدُ
وَمُطيعُ بنُ اِياسٍ / فَهوُ بِالقَصفِ وَليدُ
وَعَلى كَرِّ الجَديدَي / نِ وَما حَلَّ جَليدُ
أَيا وَيحَهُ لا الصَبرُ يَملِكُ قَلبَهُ
أَيا وَيحَهُ لا الصَبرُ يَملِكُ قَلبَهُ / فَيَصبِرَ لَمّا قيلَ سارَ مُحَمَّدَ
فَلا الحُزنُ يُفنيهِ فَفي المَوتِ راحَةٌ / فَحَتّى مَتى في جَهدِهِ يَتَجَلَّدُ
قَد أَضحى صَريعاً بادِياٍ عِظامُهُ / سِوى أَن روحاً بَينَها تَتَرَدَّدُ
كَئيباً يُمَنّي نَفسَهُ بِلِقائِهِ / عَلى نَأيِهِ وَاللَهُ بِالحُزنِ يَشهَدُ
يَقولُ لَها صَبراً عَسى اليَومَ آئِبٌ / بِإِلفِكِ أَو جاءَ بِطَلعَتِهِ الغَدُ
وَكُنتَ يَداً كانَت بِها الدَهرَ قُوَّتي / فَأَصبَحتُ مُضنىً مُنذُ فارَقَني اليَدُ
خَليلي مُخلِفٌ أَبَداً
خَليلي مُخلِفٌ أَبَداً / يُمَنّيني غَداً فَغَدا
وَبَعدَ غَدٍ وَبَعدَ غَدٍ / كَذا لا يَنقَضي أَبَداً
لَهُ جَمرٌ عَلى كَبِدي / إِذا حَرَّكتُهُ وَقَدا
وَلَيسَ بِلابِثٍ جَمرُ ال / غَضا أَن يُحرِقَ الكَبِدا
لَقَد أَحبَبتُ جَهدَ الحُبِّ
لَقَد أَحبَبتُ جَهدَ الحُبِّ / ذاتَ الخالِ وَالعِقْدِ
وَأَحلى بَعدَ غَبِّ النَو / مِ مَطروقاً مِنَ الشَهدِ
غَزالٌ أَحوَرُ العَينِ / لَهُ خالٌ عَلى الخَدِّ
كَأَنَّ البَدرَ ذاكَ الخا / لُ وافى لَيلَةَ السَعدِ
قَد مَضى يَحيى وَغودِرتُ فرداً
قَد مَضى يَحيى وَغودِرتُ فرداً / نُصبَ ما سَرَّ عُيونَ الأَعادي
وَأَرى عَينَيَّ مُذ غابَ يَحيى / بُدِّلَت مِن نَومِها بِالسُهادِ
وَسَدَّدَتهُ الكَفُّ مِنّي تُراباً / وَلَقَد أَرثي لَهُ مِن وِسادِ
بَينَ جيرانٍ أَقاموا صُموتاً / لا يُحيرونَ جَوابَ المُنادي
أَيُّها المُزنُ الَّذي جادَ حَتّى / أَعشَبَت مِنهُ مُتونُ البَوادي
إِسقِ قَبراً فيهِ يَحيى فَإِنّي / لَكَ بِالشُكرِ مَوافٍ مُغادِ
أَيُّها المُبتَغي بِلَومي رَشادي
أَيُّها المُبتَغي بِلَومي رَشادي / أَلَهُ عَنّي فَما عَلَيكَ فَسادي
أَنتِ خِلْوٌ مِنَ الَّذي بي وَما يَع / لَمُ ما بي إِلّا القَريحُ الفُؤادِ
نازَعَني الحُبُّ مَدى غايَةٍ
نازَعَني الحُبُّ مَدى غايَةٍ / بَليتُ فيها وَهُوَ غَضُّ جَديد
لَو صُبَّ ما بِالقَلبِ مِن حُبِّها / عَلى حَديدٍ ذابَ مِنهُ الحَديد
حُبّي لَها صافٍ وَوُدّي لَها / مَحضٌ وَإِشفاقي عَلَيها شَديد
وَزادَني صَبراً عَلى جَهدِ ما / أَلقى وَقَلبي مُستَهامٌ عَميدُ
أَنّي سَعيدُ الجَدِّ إِن نِلتُها / وَأَنَّني إِن مِتُّ مِتُّ شَهيدُ