القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخَطِيب الحَصْكَفِيّ الكل
المجموع : 9
أشكو إلى الله من نارَيْن واحدة
أشكو إلى الله من نارَيْن واحدة / في وَجْنَتيْه وأخرى منه في كَبِدي
ومِن سَقامَيْن سُقْم قد أحلَّ دمي / من الجُفون وسُقم حَلَّ في جَسدي
ومِن نَمُومَيْن دمعي حين أذكُره / يُذيعُ سِرّي وواشٍ منه بالرَّصَد
ومن ضعيفين صَبْرِي حين أذكره / وودّه ويراه الناسُ طَوْعَ يدي
مُهَفْهفٌ رقّ حتى قلتُ من عَجَبٍ / أَخْصَرُه خِنْصَري أم جِلْدُه جَلَدي
أَقْوَتْ مَغانيهم فأقوى الجسَدُ
أَقْوَتْ مَغانيهم فأقوى الجسَدُ / رَبْعَانِ كلٌّ بعد سُكْنى فَدْفَدُ
أسألُ عن قلبي وعن أحبابِه / ومنهمُ كلُّ مُقِرٍّ يَجْحَدُ
وهل تُجيبُ أَعْظُمٌ بالِيةٌ / أو أَرْسُمٌ دارِسةٌ مَن يَنْشُدُ
ليس بها إلاّ بقايا مُهجَتي / وذاك إلاّ حجَرٌ أو وَتِدُ
كأنني بين الطُّلول واقِفاً / أَنْدُبُهُنَّ الأشعثُ المُقَلّدُ
كأنّما أنواؤها خَلاخِلٌ / والمُثَّلُ السُّفْعُ حَمامٌ رُكَّدُ
صاحَ الغُرابُ فكما تحمَّلوا / مَشى بها كأنه مُقَيَّدُ
يَحْجِلُ في آثارهمْ بَعْدَهُمُ / بادي السِّمات أَبْقَعٌ وأسْوَدُ
لبِئْسَ ما اعْتاضَتْ وكانتْ قبلَ ذا / تَرْتَعُ فيها ظَبَيَاتٌ خُرَّدُ
لَيْتَ المطايا للنَّوى ما خُلِقَتْ / ولا حَدا من الحُداةِ أحَدُ
رُغاؤُها وَحَدْوهم ما اجتمعا / للصَّبِّ إلاّ وَشَجَاه الكمَدُ
تقاسَموا يومَ الوداع كَبِدي / فليس لي منذ توَلَّوْا كَبِدُ
عن الجُفونِ رحلوا وفي الحَشا / تقَيَّلوا وماءَ عَيْنِي ورَدوا
فَأَدْمُعي مَسْفُوحةٌ وكَبِدي / مَقْرُوحةٌ وغُلَّتي لا تَبْرُدُ
وَصَبْوَتي دائمة ومُقلتي / دامِية وَنَوْمُها مُشَرَّدُ
أَرْعَى السُّها والفَرْقَدَيْنِ قائِلاً / ليتَ السُّها عَنَّ عليه الفَرْقَدُ
تلك بدورٌ في خُدورٍ غَرَبَتْ / لا بل شُموسٌ فالظلام سَرْمَدُ
تيَمَّني منهم غزالٌ أَغْيَدُ / يا حبّذا ذاك الغزال الأغْيَدُ
حُسامه مُجَرَّدٌ وَصَرْحُهُ / مُمَرَّدٌ وخَدُّه مُوَرَّدُ
وصُدْغه فوق احمرار خَدِّه / مُعَقْرَب مُبَلْبلٌ مُجَعَّد
كأنّما نَكْهَتُه وَريقُه / مِسكٌ وخَمرٌ والثنايا بَرَدُ
له قَوامٌ كقَضيبِ بانَةٍ / يهتزُّ نَضْرَاً ليس فيه أَوَدُ
يُقعِده عند القيام رِدفُه / وفي الحَشا منه المُقيمُ المُقعِدُ
أَيْقَنْتُ لمّا أنْ حَدا الحادي بهم / ولم أمُتْ أنَّ فؤادي جَلْمَدُ
كنتُ على القُرْبِ كئيباً مُغْرَماً / صَبّاً فما ظنُّكَ بي إنْ بَعُدوا
لولا الضَّنا جَحَدْتُ وَجْدِي بهِمُ / لكنْ نُحولي بالغَرام يَشْهَدُ
همُ توَلَّوْا بالفؤادِ والحَشا / فأين صَبْرِي بَعْدَهمْ والجلَدُ
همُ الحياة أَعْرَقوا أم أَشْأَموا / أم أَتْهَموا أم أَيْمَنوا أم أَنْجَدوا
ليَهْنِهِمْ طِيبُ الكَرى فإنّه / حظُّهمُ وحظُّ عَيْنِي السَّهَدُ
للهِ ما أَجْوَرَ حُكّامَ الهوى / ليس لمن يُظلَمُ فيهم مُسْعِدُ
ولا على المُتلِفِ غُرْماً بينهم / ولا على القاتل عَمْدَاً قَوَدُ
ولمّا رأيتُ الخال في صَحْنِ خَدِّه
ولمّا رأيتُ الخال في صَحْنِ خَدِّه / ذكرتُ احتراقَ القلبِ في نارِ صَدِّه
وعَرَّفَنا خَفْتَانُه حَيْفَ رِدفِه / وبالغ في شَكْوَاه عن ضَعْفِ قَدِّه
فحينَ أدار البَنْدَ مِن فوق خَصْرِه / رَأَيْناه في الحالَيْن لازِمَ حَدِّه
فلم يَطُلِ المَشدودُ شيئاً بحِلَّه / ولم يَقْصُرِ المَحلولُ شيئاً بشَدِّه
أَليفُ الشَّتات شَتيتُ الأَليف
أَليفُ الشَّتات شَتيتُ الأَليف / بعيدُ القَرين قَرين البِعاد
أَما لهذا البِعاد مِن أمَدِ
أَما لهذا البِعاد مِن أمَدِ / فيُطفِئَ القربُ لاعِجَ الكَمَدِ
ويجمع الدَّهر شملَ مُنفردٍ / أصبح يبكي لنأْي مُنفردِ
فوالّذي راعَني بِبَينِكُمُ / فَعيلَ صَبري وخانَني جلَدي
ما أَتّقي الموتَ عند ذِكرِكُمُ / إلاّ بوَضْعي يدي على كبِدي
وطالما بِتُّ فيكمُ قَلِقاً / أقطع ليل التَّمام بالسَّهَد
فما درى النّاسُ ما أُكاتِمُهُ / ولا شكوْتُ الهَوى إلى أَحَدِ
فأُقسِمُ أنّي ما نقضتُ عُهودي
فأُقسِمُ أنّي ما نقضتُ عُهودي / ولا حُلتُ يَوْمَاً عن وِداد وَديدي
وأَسْتَعطِف القاضي سعيداً فإنّه / به نَجَمَتْ بين الأنام سُعودي
وأجعلُ من جُودي هُجودي على النَّوى / فَمِنْ عَدَمٍ حتى اللقاء وُجودي
فيا دَوْلَةَ البُعدِ الوَخيمةَ أَقْشِعي / ويا مُدّةَ القُرب الكريمةَ عُودي
لتَبْيَضَّ آمالي وتسْوَدَّ لِمَّتي / ويخْضَرَّ من بعد الذُبولة عُودي
وَتَنْعمَ سُكْراً نفسُ كلِّ مُخالِصٍ / وَيَرْغَمَ غيظاً أَنْفُ كلِّ حسودِ
فذالَتْ كما ذالَتْ وَليدةُ مَجْلِسٍ
فذالَتْ كما ذالَتْ وَليدةُ مَجْلِسٍ / تُري ربَّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
وفي حفرةٍ حَتف الأُسودِ مُوَسَّدُ
وفي حفرةٍ حَتف الأُسودِ مُوَسَّدُ / وتحتَ صَفيحٍ ذُو الصَّفيحةِ مُلْحَدُ
وأوحَدُ هذا النّاس في العلم والهُدى / وَحيدٌ وفَردُ البأْس والجودِ مُفرَدُ
فتىً خلَّدَ الذِّكْرَ الجميلَ لعلمِه / بأنَّ أخا الدُّنيا بها لا يُخلَّدُ
محاسنُ تُتلى من محاسنَ تَمَّحي / فللَّه مَيْتٌ بالبِلى يتجَدَّدُ
ولو كان ينجو ذو الكمال من الرَّدى / إذاً لنَجا منه النَّبيُّ محمَّدُ
تَباشَروا بهِلال الفِطْر حين بَدا
تَباشَروا بهِلال الفِطْر حين بَدا / وما أقام سِوى أنْ لاحَ ثم غدا
كالحِبِّ واعَدَ وَصْلاً وهو مُحتَجِبٌ / فحين بانَ تَقاضَوْهُ فقال غدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025