القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 9
باللَه ربك يا غزال الوادي
باللَه ربك يا غزال الوادي / ماذا يروقك من عذاب فؤادي
حمّلتني عبء الصدور فلم اطق / هيهات ما قلبي من الاطواد
وتركتني حلف السقام ولم تُجد / بزيارتي يوماً مع العُواد
ان كان قتلي من مرادك فاقضه / فانا الاسير وماله من فادي
والموت راحة عاشق ما ناله / في الحب غير شماتة الاضداد
ويلاه من حكم الغرام فقد قضى / ان الظبا تسطو على الآساد
لولا العيون الناعسات لما نبا / عزمي ولا أخذ الهوى بقيادي
من بعض أسهمها الفتور وانه / لم يتخذ غرضاً سوى الاكباد
يا أيها العشاق هل من مسعد / ان الحبيب مولع بعنادي
ان رمت وصلا قال هجرك واجب / او رمت قربا زاد في الابعاد
رشأ رشيق القد مهضوم الحشا / يُزرى بخوط البانة المياد
حلو اللمى لكنه مر الجفا / قصرت يدي عنه وطال سهادي
متعود ان لا يرق لعاشق / متمسك ان لا يجود لصادي
اهوى معزته ويهوى ذلتي / شتان بين مراده ومرادي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي / أنا القتيل بلحظ الكاعب الرود
ويلاه من جفنها الجاني على كبدي / يجد وجدي ويبلى فيه مجهودي
الوت وعودي وأضنت بالنوى جسدي / باللَه يا أخت جارات اللوى عودي
أرى الخيال يمنيني اللقا فمتى / أحظى ولو بخيال منك مسعودِ
يا قلب هل لك من هذا الخفوق ولو / يوماً سكون بلاهم وتنكيد
كلفتني خطة كلت بها هممي / أقضي ولم أقض منها بعض مقصود
بين المنى والمنايا موقف زلقت / فيه لعمرك اقدام الصناديد
دعني اطول دوالي الليل مجتنياً / حب الثريا ولا تذمم عناقيدي
فهي التي شفق الفجر المنير لنا / من كف عاصرها يزهو بتوريد
عسى أعيش ليفتر الصباح فلي / مع الصباح نهايات المواعيد
وان أمت كمدا يا نفس فالتزمي / صبر الكرام بلا نوح وترديد
فالدهر يومان ان مرا وان عذبا / سيان عندي فلم أخلق لتخليد
لكن أعد إلى يوم المعاد رضا / أبى الهدى والندى والمجد والجود
دعني من الدهر واذكر منه لي همما / القى الزمان إليها بالمقاليد
لو جسمت لعيون الناس سيرته / هاموا بنور بحبل الشمس معقود
ليت الكواكب تدنو لي لأنظمها / في مدح علياه نظم العقد للجيد
مولاي كم لك عندي من يد لمعت / بروقها البيض في أيامي السود
واللَه يعلم أني لم أحد أبداً / عن عهد صدق لدى مولاي معهود
سل الدياجير عني كم سهرت بها / أساجل الشهب فيكم بالأناشيد
وافاك بي أملي والحب يشفع لي / فلا ترع بالجفا أحشاء مكمود
أما كفى من حراب العتب ما سفكت / دمي جهاراً وابلتني بتسهيد
وكلفتني أخوض البحر مقتحماً / هول الشتاء وهيجاء الرواعيد
اطوي جبالاً من الأمواج قد تركت / عيس السفائن فيها كالمشاريد
مالي على حملها واللَه من جلد / رفقاً فما أنا من صُم الجلاميد
هبني هفوت اليس العفو أقرب للت / قوى واليق بالغر المجاويد
فلا تذرني كما رام العدى هملا / فحسب قلبي منهم نار اخدود
قالوا فلان سيغدوا للردى غرضا / وما دروا بخضم العفو مورودي
فاسمح فديتك واكبح ظنهم فلقد / دنت سفينة آمالي من الجودي
سلطانُ الحسنِ وسؤددُهُ
سلطانُ الحسنِ وسؤددُهُ / لحظإ ما فُلَّ مُهنَّدُهُ
يرتاعُ القلب لسطوته / ويكاد الناظر يعبده
اوهى جلد العشاق فما / يغني الولهان تجلده
ما بال يميني قد عجزت / عن ذي شطب أتقلده
ما تلك القوة في ضعف / لو صدمت ليثاً تقعده
هل ذاك السحر كما قالوا / من لي بالسحر أعوده
يا أخت الريم إلا عطف / لمحب طال تستهده
آلام بعادك تعدمه / وأماني قربك توجده
حياك السعد أما تس / خين بساعة وصلٍ تسعده
لم يبق به رمق لولا / ذكر لرضاك يُردده
هل غرك ما قال الواشي / اني سالٍ تبت يده
أو يسلو من أمسى في الح / ب على خطرٍ يتهدّده
إن رابك شاهد مدمعه / فدليل السقم يؤيده
أو خلت بأن القلب هفا / لسواك بعشق يقصده
فدمي حل لعيونك ما / من قومي من هو ينشده
فالعشق لنا ونموت به / ويلذ لدينا مورده
يا جنة قام فيها الصائح الغرد
يا جنة قام فيها الصائح الغرد / يشدو ومهجته بالوجد تتقد
يرجو لأغصانها ان تستقيم فقد / مالت ويوشك ان يودي بها الاود
رنت لدى الملأ العالين صرخته / وحوله لم يكد يصغي لها أحد
ماذا ينبه قومي كي ألم به / رحماك ربي أكلّ القوم قد رقدوا
ويلاه مما أرى من حالة بعثت / حزني واخنى على عيشي بها النكد
بملء مقلتي العبرى على وطني / أبكي فما لي على ما نابه جلد
يا للرجال متى شينت طرابلس / ولو بأيسر ما في الدين ينتقد
حتى غدا اليوم يجري في مغامزها / أمر الخنا ولسان النهى منجمد
والراقصات تراها خير منتجع / والمومسات تباعاً نحوها ترد
والجاهلون رأوا ما لم يروه بها / قبلا فاصبح لا يُحصى لهم عدد
وكان يعصمهم فقد المنال وقد / يعدو على عصمة الإنسان ما يجد
بطيّ ستر الحيا قد فسروا خطأ / حرية نُشرت اعلامها الجدد
واستغذبوا السُم من أم الخبائث وا / لهفي ومذ وردوا حاناتها مردوا
واصبح الدين امراً يُستهان بهذ / بلا نكير كأن لم يبق معتقد
ما هذه اللوثة السوداء بني وطني / وأيّ قلب غيور ليس يرتعد
اليس هذا مصير الجهل وا أسفا / يا أمة للتقى اسلافهم عمد
هلا اصختم لأصوات اردّدها / أن تنشروا العلم فهو الردء والسند
فما لكم قد لهوتهم عن ندا وطن / بمثل معنى علاه لم يطف خَلَدُ
كانت مدينتا الفيحاء جامعة / من الفضائل ما لم يحوِهِ بلد
فضل ودين وإيمان ومعرفة / باللَه جاد بهنّ العلم والرشد
والحزم والعزم فيها كان عزّهما / بقومنا وكذا العرفان والمدد
والعطف والجود والإيثار شيمتهم / والكل عمّا سوى الاخلاص مبتعد
وهكذا الأمر بالمعروف كان بهم / كالنهي عن منكر الأعمال يُعتمد
حثوا مطايا الهدى طول الحياة ومذ / بانوا رزحن وضاع الرحل والقَتد
واخجلتا إننا نعزى لهم ونرى / أخلاقهم بيننا تُجفى وتفتقد
ولّت مع القوم إذ ولّوا كما سقطت / دمالج قد هوى من بينها العضد
فلو توارثها الأبناء ما طُويت / وقد يجدّد مجد الوالد الولد
قعد الخط به حتى اقتعد
قعد الخط به حتى اقتعد / غارب السير ومن جد وجد
سامه الدهر خمولاً فنبا / ولقد يخمل في الغاب الاسد
كم سقته ويحها أيامه / خمرة الهم باقداح النكد
والليالي آه من ويلاتها / عرفته كيف تمزيق الجلد
اطلق الضيم عليه سهمه / فخلا عنه وبالنفس انجرد
ركب البحر وفي أحشائه / لوعة لو هي بالبحر اتقد
لست انسى ساعة البين وما / هي غلا فك روح من جسد
رمت فيها الصبر لكن لم أطق / وحبست الدمع لكن لم يكد
وبروحي غررا قبلتها / لجبين الحسن منها مستمد
من صغار كاللآلي لجلجت / منهم الألسن والجفن اطرد
بعضهم ابكاه مرأى من بكى / ليس بدرى قط ما اليوم وغد
والذي لاح له معنى النوى / أطبق الدمع عليه فارتعد
هل سمعتم يا لقومي عاشقاً / انس الظبي به وهو شرد
ليتني فارقت عيني والحشا / قبلما فارقت أهلاً وولد
أودعوني عندما أودعتهم / حسرة كانت من الموت أشد
كلهم ينشدني قرب اللقا / حاسباً للعود أياماً تعد
والذي لا يعرف النطق غدا / نطقه الايما بعين أو بيد
سألوا يا سعد اين المبتغى / قلت حيث الشمس في برج الأسد
حيث لي من آل طه سادة / ملأوا الدنيا بأنوار المدد
نزلوا فرق فروق فغدا / ثغرها يبسم عن حالي البرد
معشر من لاذ فيهم مخلصاً / أصلحوا من شأنه ما قد فسد
نادهم للغيث والغوث تجد / خير ما سح سحاب ورعد
سيما ليث حماهم من به / تكشف الجلى وتنجل العقد
علم الهدي وصدر العلما / وفتى المجد واستاذ الرشد
اخضر الأكناف رحب المنتدى / أبيض العرض نقيّ المنتقد
جل من أولاه ما أعيا الورى / من معان بمعانيها انفرد
شرف طب فوق المشتري / وعلى فرق السهى دق الوتد
ومعال ليس تحصى ومتى / كانت الأنجم تحصى بالعدد
تلك أخلاق اعالي هاشم / نالها بالارث عن جد فجد
قل لمن اعجزهم ان يدركوا / شأوه موتوا بغيظ وحرد
لم يسد قط حسود إنما / اقتل الأدواء في الكون الحسد
ليس تضليل الأماني نافعاً / لا ولا بالحقد يسمو من حقد
سيدي يا بالهدى يا ابن الذي / جمد النور أم الجمر جرى
يا سيف من مريديكم على / غربه أخنى الصدا مما انغمد
جردوني من قراب الضيم أو / تجبروا كسري فصبري قد نفد
أنا حسان ثناكم في الورى / إنما الاحسان للحر صفد
فاجتلوا شعري بمغزى شاكر / لا بمغزى سائل أو مضطهد
بين ما يطرب في الروض وما / يحزن السامع فرق لا يحد
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد / ليس في الغادات من ترعى الوداد
داؤك الأحداق منهن وما اب / يض حظ قط من ذاك السواد
دمعك الهتان لم يرحمنه / ولقد لانت له الأرض الجماد
دأبهن الدل والتيه فكم / قتلوا صبا وغالوا من فؤاد
دان للحب فؤادي زمنا / بعت فيه العمر في سوق الكساد
درس الغيد عهودي جفوة / لا سقى عهدهم صوب العهاد
دلهوني بعذاب لم أذق / مثله يا سعد من كيد الأعاد
دعك من ذل الهوى وانهض بنا / نطلب العز على متن الجياد
دربها نحو انبلاج النور من / واسط وانزل لدى باب المراد
دارة العليا ومجلى بدرها / مدفن الغوث الرفاعي الجواد
درة التاج وسلطان الحمى / شيخ أهل الله مصباح الرشاد
دامغ العادي بسر عنده / تلثم البيض مع السمر الصعاد
دق بالهمة هام الخصم لم / يحمه اللامة منها والجساد
دائما تعنو الأفاعي لعلى / ذكره والنار تردى في الرماد
دوخت سطوته بين الورى / كل جبار بعيد الانقياد
دانت الأسد لعليا اسمه / وسيوف الهند ذابت في الغماد
داس هامات المعالي سؤددا / وسما شأوا على السبع الشداد
دمث الخلق ولا غرو فقد / ناله بالإرث عن خير العباد
دق طبل الرشد في الكون فما / زل مرتادوه عن نهج السداد
ديم الغيث لدى إحسانه / قطرات لم تكد تروى الصواد
درر الجود بأسلاك الندى / منه قد طوقن أجياد البلاد
دار في الأكوان من برهانه / كأس عرفان من العذب البراد
در بالنور على وراده / وغدا الدين به وارى الزناد
دندن الساقي بمعناه وكم / هامت القوم به في كل واد
درعنا بين البرايا حبه / أبدا وهو لنا نعم العماد
دارك اليوم عبيدا يرتجى / من علاك الغوث يا رب الاياد
دله الجود عليكم فأتى / يقطع البيد زميلا ووخاد
دائبا يلهج في معناكم / ساجعا فيه مع الورق الغراد
دمت يا ابن المصطفى غوثي في / هذه الدنيا وفي يوم المعاد
يا زكياً بات ضيف الشهدا
يا زكياً بات ضيف الشهدا / ولدي يا ولدي يا ولدي
قد سلا فقدك مني كبدي / ليتني كنت لعينيك فدا
آه واحرقة أحشائي عليك / كل حزن بعدك انصب علي
ان تكن لاقيت اهنا حالتيك / فلقد لاقيت اسوا حالتي
ليت من صوب مرماه إليك / عامداً غدراً وظلما يا بني
كان أعمى العين مقطوع اليد / موثق الأعضاء في أيدي الردى
فاقد العزم عديم السند / لا يرى من راحم طول المدى
فلقد افقدني الغصن الرطيب / قبلما اينع منه الزهر
كنت أرجو منه لي خير طبيب / ان عرى جسمي الضنى والكبر
فهو أفديه من نجل نجيب / كهلال قد بكته الزهر
ورمى قلبي بجمر موقد / ما سقته العين إلا اتقدا
لا أرى قاتله من ولد / لا حوى من أنعم اللَه يدا
آه واحسرة قلبي يا زكي / كيف غطى الترب عن عيني سناك
ان يكن من بشر كالملك / في البرايا فلعمري انت ذاك
من رأى قبلك بدر الفلك / في الثرى يا طيب اللَه ثراك
ان ابت فيك بليل الأرمد / فلقد حالف قلبي الكمدا
لم يدر بعدك لي في خلد / من لذاذ العيش ما يروى الصدى
كيف لا أبكي ولا اشكي الأسى / وحبيبي قد ثوى تحت الثرى
ان جرى دمعي صبحا ومسا / فعلى المقتول غدراً قد جرا
صبحي اسود وليلي اغطسا / بعده والقلب مني انفطرا
أفلا اغدو بحزن سرمد / كلما سلسل جفني اطردا
اتراني بعد فقد الولد / اطلب العيش واهوى الرغدا
فاعذروني يا لقومي كلما / زاد تعديدي ونوحي والحزن
فزكي كان مصباح الحمى / لست أنساه ولو طال الزمن
بعده صار وجودي عدما / وانحنى ظهري والعظم وهن
ويميني لافتقاد العضد / اصبحت شلاء لا تسمى يدا
فأعني بعظيم المدد / يا آلهي واجل عني النكدا
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي / من بعد فقدك يا سراج النادي
جادت عليك مدامعي واحق ما / تجري الدموع لفرقة الاجواد
أنت الذي ملأ الزمان فضائلاً / وفواضلاً ومكارماً وايادي
أنت الذي الف التواضع شيمة / ان التواضع حلية الأسياد
ابكي خلائقك التي كانت لنا / مرآة كل فضيلة ورشاد
ابكي المعاني الغر منك واندب ال / همم التي جلت عن الأنداد
ابكي المفاخر والمآثر والحجى / والرأي منبلجاً بنور سداد
من للسماحة بعد فقدك والندى / من للعفاة الشعث والقصاد
من للوفود إذا تكاثف جمعها / من للضيوف وسائر الوراد
كانت لهم بذرى حماك ملاجئ / يجدون فيها بهجة الأعياد
ويرون في الطاف ذاتك ما به / يحلو ترنم حاضر أو بادي
هيهات بعدك ان يطيق تصبراً / قلبي ويرقا دمعي المتمادي
اطوي الليالي بعد فقدك نائحاً / واصابح الأيام بالتعداد
لِمَ لا أنوح على كريم كان في / أعماله يبيض وجه بلادي
ولكم له عندي حقوق مودة / ومحبة وقفت عليه ودادي
أُنشي رثاه ومن مدادي ادمعي / ودم الفؤاد لها من الامداد
ويكاد يلتهب اليراع بأنملي / مما يحس من الزفير البادي
آل المقدم ان احمدكم مضى / عطر الثناء مطهر الأبراد
وسرى إلى دار البقا ومن التقى / مُلئت حقيبته بأوفر زاد
صحب الحية منزهاً عن كل ما / يزري بفضل نزاهة العباد
يرعى حقوق الدين والدنيا بلا / بطر كما امر النبي الهادي
فتمسكوا بخلاله وتعقبوا / آثاره يا عترة الأمجاد
وابنوا كما قد كان يبني للعلى / وخذوا تقى الرحمن خيرَ عتاد
عليك سلام الراحم البر يا سعد
عليك سلام الراحم البر يا سعد / وحياك من أفلاك رضوانه السعد
إذا عدت الأعلام في كل أمة / فانت بهذا المشرق العلم الفرد
لك الحزم والاقدام والجد شيمة / واحسن أخلاق الفتى الحزم والجد
وذكرك باق لا يزال على المدى / يفوح شذاه والحداة به تشدو
وما مات من أدى حقوق بلاده / وولى ومن أكفانه الشكر والحمد
وما حزنت مصر لفقدك وحدها / وفي كل قلب قد درى فضلك الوقد
بكى الشام حزناً والعراق تحسرا / وناحت نواحي الشرق والغور والنجد
دها نعيك الأسماع حتى كأنه / صواعق لا يقوى لها الحجر الصلد
وما كل مفقود يؤبنه الورى / ويغدو في كل القلوب له لحد
لقد علمت أعمالك الغر كل من / يسوق مطايا العزم كيف بها
ورن بآفاق البرية ذكرك ال / عظيم فكل العرب باسمك تعتد
فمثلك من يبكي وقد شدت للورى / مساعي ما للحر عن مثلها بد
حفظت بها الأوطان من نهم الألى / اتوها جياعاً ما لأطماعهم حد
يودون ان يستعبدوا كل حرة / وحر ويأبى الدين والعقل ما ودوا
وليس وراء الظلم خير ولا هدى / ومهما تعالى صرحه سوف ينهد
ولا يرفع الأقوام إلا خلائق / عن العدل تبني لا تجور ولا تعدو
وما خلق اللَه الورى ليعبدوا / ويرهقهم حكم الطواغيت والقيد
ومن رغبوا عن حكمة اللَه واعتدوا / فأولى بهم في شرعه الرفض والصد
لقد وهب سعد داعياً ومناضلاً / بهندي عزم لم تنل مثله الهند
يطالب باستقلال مصر مجاهداً / ومن حوله الأحرار تمضي وتشتد
فدى كل غال في سبيل بلاده / وانفق فيها فوق ما يبلغ الجهد
ولم يثن منه العزم نفي ولا لوى / عنان تفانيه بتحريرها البعد
وقارع أهوالاً تنوء بحملها / ليوث الوغى لكنه الرجل الجلد
وها هي ذي في مصر آثار سعيه / تباشير فجر قبل مسعاه لم تبد
يحق لمصر ان تئن لفقده / وان تبلغ الأحزان ما بلغ الفقد
على أنها لم تخل من كل ناهض / على أثره يمضي وفي هديه يغدو
إذا الجزر يوماً مس همة بعضهم / تداركه من روح استاذه المد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025