المجموع : 9
باللَه ربك يا غزال الوادي
باللَه ربك يا غزال الوادي / ماذا يروقك من عذاب فؤادي
حمّلتني عبء الصدور فلم اطق / هيهات ما قلبي من الاطواد
وتركتني حلف السقام ولم تُجد / بزيارتي يوماً مع العُواد
ان كان قتلي من مرادك فاقضه / فانا الاسير وماله من فادي
والموت راحة عاشق ما ناله / في الحب غير شماتة الاضداد
ويلاه من حكم الغرام فقد قضى / ان الظبا تسطو على الآساد
لولا العيون الناعسات لما نبا / عزمي ولا أخذ الهوى بقيادي
من بعض أسهمها الفتور وانه / لم يتخذ غرضاً سوى الاكباد
يا أيها العشاق هل من مسعد / ان الحبيب مولع بعنادي
ان رمت وصلا قال هجرك واجب / او رمت قربا زاد في الابعاد
رشأ رشيق القد مهضوم الحشا / يُزرى بخوط البانة المياد
حلو اللمى لكنه مر الجفا / قصرت يدي عنه وطال سهادي
متعود ان لا يرق لعاشق / متمسك ان لا يجود لصادي
اهوى معزته ويهوى ذلتي / شتان بين مراده ومرادي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي / أنا القتيل بلحظ الكاعب الرود
ويلاه من جفنها الجاني على كبدي / يجد وجدي ويبلى فيه مجهودي
الوت وعودي وأضنت بالنوى جسدي / باللَه يا أخت جارات اللوى عودي
أرى الخيال يمنيني اللقا فمتى / أحظى ولو بخيال منك مسعودِ
يا قلب هل لك من هذا الخفوق ولو / يوماً سكون بلاهم وتنكيد
كلفتني خطة كلت بها هممي / أقضي ولم أقض منها بعض مقصود
بين المنى والمنايا موقف زلقت / فيه لعمرك اقدام الصناديد
دعني اطول دوالي الليل مجتنياً / حب الثريا ولا تذمم عناقيدي
فهي التي شفق الفجر المنير لنا / من كف عاصرها يزهو بتوريد
عسى أعيش ليفتر الصباح فلي / مع الصباح نهايات المواعيد
وان أمت كمدا يا نفس فالتزمي / صبر الكرام بلا نوح وترديد
فالدهر يومان ان مرا وان عذبا / سيان عندي فلم أخلق لتخليد
لكن أعد إلى يوم المعاد رضا / أبى الهدى والندى والمجد والجود
دعني من الدهر واذكر منه لي همما / القى الزمان إليها بالمقاليد
لو جسمت لعيون الناس سيرته / هاموا بنور بحبل الشمس معقود
ليت الكواكب تدنو لي لأنظمها / في مدح علياه نظم العقد للجيد
مولاي كم لك عندي من يد لمعت / بروقها البيض في أيامي السود
واللَه يعلم أني لم أحد أبداً / عن عهد صدق لدى مولاي معهود
سل الدياجير عني كم سهرت بها / أساجل الشهب فيكم بالأناشيد
وافاك بي أملي والحب يشفع لي / فلا ترع بالجفا أحشاء مكمود
أما كفى من حراب العتب ما سفكت / دمي جهاراً وابلتني بتسهيد
وكلفتني أخوض البحر مقتحماً / هول الشتاء وهيجاء الرواعيد
اطوي جبالاً من الأمواج قد تركت / عيس السفائن فيها كالمشاريد
مالي على حملها واللَه من جلد / رفقاً فما أنا من صُم الجلاميد
هبني هفوت اليس العفو أقرب للت / قوى واليق بالغر المجاويد
فلا تذرني كما رام العدى هملا / فحسب قلبي منهم نار اخدود
قالوا فلان سيغدوا للردى غرضا / وما دروا بخضم العفو مورودي
فاسمح فديتك واكبح ظنهم فلقد / دنت سفينة آمالي من الجودي
سلطانُ الحسنِ وسؤددُهُ
سلطانُ الحسنِ وسؤددُهُ / لحظإ ما فُلَّ مُهنَّدُهُ
يرتاعُ القلب لسطوته / ويكاد الناظر يعبده
اوهى جلد العشاق فما / يغني الولهان تجلده
ما بال يميني قد عجزت / عن ذي شطب أتقلده
ما تلك القوة في ضعف / لو صدمت ليثاً تقعده
هل ذاك السحر كما قالوا / من لي بالسحر أعوده
يا أخت الريم إلا عطف / لمحب طال تستهده
آلام بعادك تعدمه / وأماني قربك توجده
حياك السعد أما تس / خين بساعة وصلٍ تسعده
لم يبق به رمق لولا / ذكر لرضاك يُردده
هل غرك ما قال الواشي / اني سالٍ تبت يده
أو يسلو من أمسى في الح / ب على خطرٍ يتهدّده
إن رابك شاهد مدمعه / فدليل السقم يؤيده
أو خلت بأن القلب هفا / لسواك بعشق يقصده
فدمي حل لعيونك ما / من قومي من هو ينشده
فالعشق لنا ونموت به / ويلذ لدينا مورده
يا جنة قام فيها الصائح الغرد
يا جنة قام فيها الصائح الغرد / يشدو ومهجته بالوجد تتقد
يرجو لأغصانها ان تستقيم فقد / مالت ويوشك ان يودي بها الاود
رنت لدى الملأ العالين صرخته / وحوله لم يكد يصغي لها أحد
ماذا ينبه قومي كي ألم به / رحماك ربي أكلّ القوم قد رقدوا
ويلاه مما أرى من حالة بعثت / حزني واخنى على عيشي بها النكد
بملء مقلتي العبرى على وطني / أبكي فما لي على ما نابه جلد
يا للرجال متى شينت طرابلس / ولو بأيسر ما في الدين ينتقد
حتى غدا اليوم يجري في مغامزها / أمر الخنا ولسان النهى منجمد
والراقصات تراها خير منتجع / والمومسات تباعاً نحوها ترد
والجاهلون رأوا ما لم يروه بها / قبلا فاصبح لا يُحصى لهم عدد
وكان يعصمهم فقد المنال وقد / يعدو على عصمة الإنسان ما يجد
بطيّ ستر الحيا قد فسروا خطأ / حرية نُشرت اعلامها الجدد
واستغذبوا السُم من أم الخبائث وا / لهفي ومذ وردوا حاناتها مردوا
واصبح الدين امراً يُستهان بهذ / بلا نكير كأن لم يبق معتقد
ما هذه اللوثة السوداء بني وطني / وأيّ قلب غيور ليس يرتعد
اليس هذا مصير الجهل وا أسفا / يا أمة للتقى اسلافهم عمد
هلا اصختم لأصوات اردّدها / أن تنشروا العلم فهو الردء والسند
فما لكم قد لهوتهم عن ندا وطن / بمثل معنى علاه لم يطف خَلَدُ
كانت مدينتا الفيحاء جامعة / من الفضائل ما لم يحوِهِ بلد
فضل ودين وإيمان ومعرفة / باللَه جاد بهنّ العلم والرشد
والحزم والعزم فيها كان عزّهما / بقومنا وكذا العرفان والمدد
والعطف والجود والإيثار شيمتهم / والكل عمّا سوى الاخلاص مبتعد
وهكذا الأمر بالمعروف كان بهم / كالنهي عن منكر الأعمال يُعتمد
حثوا مطايا الهدى طول الحياة ومذ / بانوا رزحن وضاع الرحل والقَتد
واخجلتا إننا نعزى لهم ونرى / أخلاقهم بيننا تُجفى وتفتقد
ولّت مع القوم إذ ولّوا كما سقطت / دمالج قد هوى من بينها العضد
فلو توارثها الأبناء ما طُويت / وقد يجدّد مجد الوالد الولد
قعد الخط به حتى اقتعد
قعد الخط به حتى اقتعد / غارب السير ومن جد وجد
سامه الدهر خمولاً فنبا / ولقد يخمل في الغاب الاسد
كم سقته ويحها أيامه / خمرة الهم باقداح النكد
والليالي آه من ويلاتها / عرفته كيف تمزيق الجلد
اطلق الضيم عليه سهمه / فخلا عنه وبالنفس انجرد
ركب البحر وفي أحشائه / لوعة لو هي بالبحر اتقد
لست انسى ساعة البين وما / هي غلا فك روح من جسد
رمت فيها الصبر لكن لم أطق / وحبست الدمع لكن لم يكد
وبروحي غررا قبلتها / لجبين الحسن منها مستمد
من صغار كاللآلي لجلجت / منهم الألسن والجفن اطرد
بعضهم ابكاه مرأى من بكى / ليس بدرى قط ما اليوم وغد
والذي لاح له معنى النوى / أطبق الدمع عليه فارتعد
هل سمعتم يا لقومي عاشقاً / انس الظبي به وهو شرد
ليتني فارقت عيني والحشا / قبلما فارقت أهلاً وولد
أودعوني عندما أودعتهم / حسرة كانت من الموت أشد
كلهم ينشدني قرب اللقا / حاسباً للعود أياماً تعد
والذي لا يعرف النطق غدا / نطقه الايما بعين أو بيد
سألوا يا سعد اين المبتغى / قلت حيث الشمس في برج الأسد
حيث لي من آل طه سادة / ملأوا الدنيا بأنوار المدد
نزلوا فرق فروق فغدا / ثغرها يبسم عن حالي البرد
معشر من لاذ فيهم مخلصاً / أصلحوا من شأنه ما قد فسد
نادهم للغيث والغوث تجد / خير ما سح سحاب ورعد
سيما ليث حماهم من به / تكشف الجلى وتنجل العقد
علم الهدي وصدر العلما / وفتى المجد واستاذ الرشد
اخضر الأكناف رحب المنتدى / أبيض العرض نقيّ المنتقد
جل من أولاه ما أعيا الورى / من معان بمعانيها انفرد
شرف طب فوق المشتري / وعلى فرق السهى دق الوتد
ومعال ليس تحصى ومتى / كانت الأنجم تحصى بالعدد
تلك أخلاق اعالي هاشم / نالها بالارث عن جد فجد
قل لمن اعجزهم ان يدركوا / شأوه موتوا بغيظ وحرد
لم يسد قط حسود إنما / اقتل الأدواء في الكون الحسد
ليس تضليل الأماني نافعاً / لا ولا بالحقد يسمو من حقد
سيدي يا بالهدى يا ابن الذي / جمد النور أم الجمر جرى
يا سيف من مريديكم على / غربه أخنى الصدا مما انغمد
جردوني من قراب الضيم أو / تجبروا كسري فصبري قد نفد
أنا حسان ثناكم في الورى / إنما الاحسان للحر صفد
فاجتلوا شعري بمغزى شاكر / لا بمغزى سائل أو مضطهد
بين ما يطرب في الروض وما / يحزن السامع فرق لا يحد
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد / ليس في الغادات من ترعى الوداد
داؤك الأحداق منهن وما اب / يض حظ قط من ذاك السواد
دمعك الهتان لم يرحمنه / ولقد لانت له الأرض الجماد
دأبهن الدل والتيه فكم / قتلوا صبا وغالوا من فؤاد
دان للحب فؤادي زمنا / بعت فيه العمر في سوق الكساد
درس الغيد عهودي جفوة / لا سقى عهدهم صوب العهاد
دلهوني بعذاب لم أذق / مثله يا سعد من كيد الأعاد
دعك من ذل الهوى وانهض بنا / نطلب العز على متن الجياد
دربها نحو انبلاج النور من / واسط وانزل لدى باب المراد
دارة العليا ومجلى بدرها / مدفن الغوث الرفاعي الجواد
درة التاج وسلطان الحمى / شيخ أهل الله مصباح الرشاد
دامغ العادي بسر عنده / تلثم البيض مع السمر الصعاد
دق بالهمة هام الخصم لم / يحمه اللامة منها والجساد
دائما تعنو الأفاعي لعلى / ذكره والنار تردى في الرماد
دوخت سطوته بين الورى / كل جبار بعيد الانقياد
دانت الأسد لعليا اسمه / وسيوف الهند ذابت في الغماد
داس هامات المعالي سؤددا / وسما شأوا على السبع الشداد
دمث الخلق ولا غرو فقد / ناله بالإرث عن خير العباد
دق طبل الرشد في الكون فما / زل مرتادوه عن نهج السداد
ديم الغيث لدى إحسانه / قطرات لم تكد تروى الصواد
درر الجود بأسلاك الندى / منه قد طوقن أجياد البلاد
دار في الأكوان من برهانه / كأس عرفان من العذب البراد
در بالنور على وراده / وغدا الدين به وارى الزناد
دندن الساقي بمعناه وكم / هامت القوم به في كل واد
درعنا بين البرايا حبه / أبدا وهو لنا نعم العماد
دارك اليوم عبيدا يرتجى / من علاك الغوث يا رب الاياد
دله الجود عليكم فأتى / يقطع البيد زميلا ووخاد
دائبا يلهج في معناكم / ساجعا فيه مع الورق الغراد
دمت يا ابن المصطفى غوثي في / هذه الدنيا وفي يوم المعاد
يا زكياً بات ضيف الشهدا
يا زكياً بات ضيف الشهدا / ولدي يا ولدي يا ولدي
قد سلا فقدك مني كبدي / ليتني كنت لعينيك فدا
آه واحرقة أحشائي عليك / كل حزن بعدك انصب علي
ان تكن لاقيت اهنا حالتيك / فلقد لاقيت اسوا حالتي
ليت من صوب مرماه إليك / عامداً غدراً وظلما يا بني
كان أعمى العين مقطوع اليد / موثق الأعضاء في أيدي الردى
فاقد العزم عديم السند / لا يرى من راحم طول المدى
فلقد افقدني الغصن الرطيب / قبلما اينع منه الزهر
كنت أرجو منه لي خير طبيب / ان عرى جسمي الضنى والكبر
فهو أفديه من نجل نجيب / كهلال قد بكته الزهر
ورمى قلبي بجمر موقد / ما سقته العين إلا اتقدا
لا أرى قاتله من ولد / لا حوى من أنعم اللَه يدا
آه واحسرة قلبي يا زكي / كيف غطى الترب عن عيني سناك
ان يكن من بشر كالملك / في البرايا فلعمري انت ذاك
من رأى قبلك بدر الفلك / في الثرى يا طيب اللَه ثراك
ان ابت فيك بليل الأرمد / فلقد حالف قلبي الكمدا
لم يدر بعدك لي في خلد / من لذاذ العيش ما يروى الصدى
كيف لا أبكي ولا اشكي الأسى / وحبيبي قد ثوى تحت الثرى
ان جرى دمعي صبحا ومسا / فعلى المقتول غدراً قد جرا
صبحي اسود وليلي اغطسا / بعده والقلب مني انفطرا
أفلا اغدو بحزن سرمد / كلما سلسل جفني اطردا
اتراني بعد فقد الولد / اطلب العيش واهوى الرغدا
فاعذروني يا لقومي كلما / زاد تعديدي ونوحي والحزن
فزكي كان مصباح الحمى / لست أنساه ولو طال الزمن
بعده صار وجودي عدما / وانحنى ظهري والعظم وهن
ويميني لافتقاد العضد / اصبحت شلاء لا تسمى يدا
فأعني بعظيم المدد / يا آلهي واجل عني النكدا
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي / من بعد فقدك يا سراج النادي
جادت عليك مدامعي واحق ما / تجري الدموع لفرقة الاجواد
أنت الذي ملأ الزمان فضائلاً / وفواضلاً ومكارماً وايادي
أنت الذي الف التواضع شيمة / ان التواضع حلية الأسياد
ابكي خلائقك التي كانت لنا / مرآة كل فضيلة ورشاد
ابكي المعاني الغر منك واندب ال / همم التي جلت عن الأنداد
ابكي المفاخر والمآثر والحجى / والرأي منبلجاً بنور سداد
من للسماحة بعد فقدك والندى / من للعفاة الشعث والقصاد
من للوفود إذا تكاثف جمعها / من للضيوف وسائر الوراد
كانت لهم بذرى حماك ملاجئ / يجدون فيها بهجة الأعياد
ويرون في الطاف ذاتك ما به / يحلو ترنم حاضر أو بادي
هيهات بعدك ان يطيق تصبراً / قلبي ويرقا دمعي المتمادي
اطوي الليالي بعد فقدك نائحاً / واصابح الأيام بالتعداد
لِمَ لا أنوح على كريم كان في / أعماله يبيض وجه بلادي
ولكم له عندي حقوق مودة / ومحبة وقفت عليه ودادي
أُنشي رثاه ومن مدادي ادمعي / ودم الفؤاد لها من الامداد
ويكاد يلتهب اليراع بأنملي / مما يحس من الزفير البادي
آل المقدم ان احمدكم مضى / عطر الثناء مطهر الأبراد
وسرى إلى دار البقا ومن التقى / مُلئت حقيبته بأوفر زاد
صحب الحية منزهاً عن كل ما / يزري بفضل نزاهة العباد
يرعى حقوق الدين والدنيا بلا / بطر كما امر النبي الهادي
فتمسكوا بخلاله وتعقبوا / آثاره يا عترة الأمجاد
وابنوا كما قد كان يبني للعلى / وخذوا تقى الرحمن خيرَ عتاد
عليك سلام الراحم البر يا سعد
عليك سلام الراحم البر يا سعد / وحياك من أفلاك رضوانه السعد
إذا عدت الأعلام في كل أمة / فانت بهذا المشرق العلم الفرد
لك الحزم والاقدام والجد شيمة / واحسن أخلاق الفتى الحزم والجد
وذكرك باق لا يزال على المدى / يفوح شذاه والحداة به تشدو
وما مات من أدى حقوق بلاده / وولى ومن أكفانه الشكر والحمد
وما حزنت مصر لفقدك وحدها / وفي كل قلب قد درى فضلك الوقد
بكى الشام حزناً والعراق تحسرا / وناحت نواحي الشرق والغور والنجد
دها نعيك الأسماع حتى كأنه / صواعق لا يقوى لها الحجر الصلد
وما كل مفقود يؤبنه الورى / ويغدو في كل القلوب له لحد
لقد علمت أعمالك الغر كل من / يسوق مطايا العزم كيف بها
ورن بآفاق البرية ذكرك ال / عظيم فكل العرب باسمك تعتد
فمثلك من يبكي وقد شدت للورى / مساعي ما للحر عن مثلها بد
حفظت بها الأوطان من نهم الألى / اتوها جياعاً ما لأطماعهم حد
يودون ان يستعبدوا كل حرة / وحر ويأبى الدين والعقل ما ودوا
وليس وراء الظلم خير ولا هدى / ومهما تعالى صرحه سوف ينهد
ولا يرفع الأقوام إلا خلائق / عن العدل تبني لا تجور ولا تعدو
وما خلق اللَه الورى ليعبدوا / ويرهقهم حكم الطواغيت والقيد
ومن رغبوا عن حكمة اللَه واعتدوا / فأولى بهم في شرعه الرفض والصد
لقد وهب سعد داعياً ومناضلاً / بهندي عزم لم تنل مثله الهند
يطالب باستقلال مصر مجاهداً / ومن حوله الأحرار تمضي وتشتد
فدى كل غال في سبيل بلاده / وانفق فيها فوق ما يبلغ الجهد
ولم يثن منه العزم نفي ولا لوى / عنان تفانيه بتحريرها البعد
وقارع أهوالاً تنوء بحملها / ليوث الوغى لكنه الرجل الجلد
وها هي ذي في مصر آثار سعيه / تباشير فجر قبل مسعاه لم تبد
يحق لمصر ان تئن لفقده / وان تبلغ الأحزان ما بلغ الفقد
على أنها لم تخل من كل ناهض / على أثره يمضي وفي هديه يغدو
إذا الجزر يوماً مس همة بعضهم / تداركه من روح استاذه المد