القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 33
إِنَّ الأَسَيدِيَّ زِنباعاً وَإِخوَتَهُ
إِنَّ الأَسَيدِيَّ زِنباعاً وَإِخوَتَهُ / أَزرى بِهِم لُؤمُ جَدّاتٍ وَأَجدادِ
الشاتِميَّ وَلَم أَهتِك حَريمَهُمُ / تِلكَ العَجائِبُ يا اِبنَي أُمَّ قَرّادِ
يا أَكثَرَ الناسِ أَصواتاً إِذا شَبِعوا / وَأَلأَمَ الناسِ أَخباراً عَلى الزادِ
بَني جَفاساءَ إِنّي لَم أَجِد لَكُمُ / بَطنَ المَسيلِ وَلا بُحبوحَةَ الوادي
هَل كُنتَ إِلّا أَميناً فَاِغتَرَرتُ بِهِ / أَو حاسِداً فَأَهانَ اللَهُ حُسّادي
وَباكِيَةٍ مِن نَأيِ قَيسٍ وَقَد نَأَت
وَباكِيَةٍ مِن نَأيِ قَيسٍ وَقَد نَأَت / بِقَيسٍ نَوى بَينٍ طَويلٍ بِعادُها
أَظُنُّ اِنهِلالَ الدَمعِ لَيسَ بِمُنتَهٍ / عَنِ العَينِ حَتّى يَضمَحِلَّ سَوادُها
لَحُقَّ لِقَيسٍ أَن يُباحَ لَهُ الحِمى / وَأَن تُعقَرَ الوَجناءُ إِن خَفَّ زادُها
إِذا ما بِتَّ بِالرَبَعِيَّ لَيلاً
إِذا ما بِتَّ بِالرَبَعِيَّ لَيلاً / فَأَرَّقَ مُقلَتَيكَ عَنِ الرُقادِ
نَزَلتَ فَكانَ حَظُّكَ مِن قِراهُم / طُروقاً إِن نَزَلتَ بِغَيرِ زادِ
يَظَلُّ يُعارِضُ الرَبَعَيَّ خَطٌّ / بِنَعلِ السَيفِ مِن قِصَرَ النِجادِ
أَراحَ الحَيُّ مِن إِرَمِ الطِرادِ
أَراحَ الحَيُّ مِن إِرَمِ الطِرادِ / فَما أَبقَوا لِعَينِكَ مِن سَوادِ
أُرائي الكاشِحينَ وَأَتَّقيهِم / كَأَنّي كاشِحٌ لَهُمُ مُعادي
تَقَرَّبنا فَلا طَمَعٌ قَريبٌ / وَباعَدنا فَزِدتِ عَلى البِعادِ
وَما بالَيتِ يَومَ رَأَيتِ دَمعي / لَهُ سَبَلٌ يَفيضُ عَلى نِجادي
فَيا لَكَ إِذ تُجاوِرُ خَيرَ جاراً / وَإِذ وادي سُلَيكَةَ خَيرُ وادي
إِلى عَبدِ العَزيزِ شَكَوتُ جَهداً / مِنَ البَيضاءِ أَو زَمَنِ القَتادِ
سِنينَ مَعَ الجَرادِ تَعَرَّقَتنا / فَما تُبقي السُنونُ مَعَ الجَرادِ
وَلَولا فَضلُ نائِلِهِ عَلَينا / لَما أَحيا بَنِيَّ وَلا تِلادي
وَلَم يَعشُر نَداكَ أَبو عَدِيٍّ / وَلا كَعبُ بنُ مامَةَ مِن إِيادِ
سَنَشكُرُ مَن لَهُ أَثَرٌ عَلَينا / كَآثارِ الوَلِيِّ عَلى العِهادِ
دَعَوتُكَ وَاليَمامَةُ دونَ أَهلي / وَلَولا البُعدُ أَسمَعَكَ المُنادي
عَلى عَلياءَ تَرفَعُ خَيرَ نارٍ / وَتَقدَحُ بِالوَرِيِّ مِنَ الزِنادِ
إِذا ما خِفتُ رَدَّ إِلَيَّ نَفسي / وَصارَ إِلى مَساكِنِهِ فُؤادي
بَدَأنا في الزِيارَةِ ثُمَّ عُدنا / فَلا بَدئي جَفَوتَ وَلا مَعادي
وَقَد كُنّا نُحِبُّ جِمادَ رَهبى / وَما بينَ الوَريعَةِ وَالمَقادِ
وَسُلمانينَ نَذكُرُ مِن هَوانا / إِلى الدورِ الدَواخِلِ في الجِمادِ
وَوَدَّعا الحَفايِرَ مِن فُلَيجٍ / وَحَيّاً يَسكُنونَ رَحا الثِمادِ
لَقَد طَيَّبتَ نَفسي عَن صَديقي / وَقَد طَيَّبتَ نَفسي عَن بِلادي
فَأَصبَحنا وَكُلُّ هَوىً إِلَيكُم / يُقَعقِعُ نَحوَ أَرضِكُمُ عِمادي
تُقَرِّبُنا مِنَ اليَمَنِ المَهاري / لِعيدِيٍّ مِنَ النُجُبِ التِلادِ
يُجاذِبنَ البُرينَ وَهُنَّ خوصٌ / يُطِرنَ شَوابِكَ الزَبَدِ الجِعادِ
إِذا اِفتَرَّ الحُداةُ مَضَينَ قُدماً / وَفي الخِمسِ الجُموحُ لَهُنَّ حادي
يُصادينَ الهَواجِرَ حينَ تَحمى / وَحِرباءُ الفَلاةِ أَحَمُّ صادِ
دَأَبنَ اللَيلَ نَحوَكُمُ فَلَمّا / تَجَلَّت مِن أَواخِرِهِ الهَوادي
وَقَعنَ جَوانِحاً في ظِلِّ لَيلٍ / عَلى مَطوِيَّةٍ وَالصُبحُ بادي
كَأَنَّ الصُبحَ أَبلَقُ ذو حُجولٍ / يَشِبُّ وَراءَ قَنبَلَةٍ وِرادِ
وَسَيَّرنا قَوافِيَ آبِداتٍ / غَلَبنَ مُهَلهِلاً وَأَبا دُوادِ
وَجِنُّ الخافِقَينِ يَسِرنَ فيهِم / سِراعَ السَيرِ نازِحَةَ المَعادِ
يُشَبَّهُ وَقعَهُنَّ مُصَمِّماتٍ / سُيوفاً هَزَّها أَخَوا مُرادِ
أَلا يا لَقَومٍ ما أَجَنَّت ضَريحَةٌ
أَلا يا لَقَومٍ ما أَجَنَّت ضَريحَةٌ / بِمَيسانَ يُحثى تُربُها فَوقَ أَسوَدا
إِذا لَفَّ عَنهُ مِن يَدَي حُطَمِيَّةٍ / وَأَبدى ذِراعَي باسِلٍ قَد تَخَدَّدا
نَمَتهُ القُرومُ الصيدُ مِن آلِ جَعفَرٍ / وَأَورَثَ مَجداً في رِياحٍ وَسُؤدَدا
مَتى كانَ المَنازِلُ بِالوَحيدِ
مَتى كانَ المَنازِلُ بِالوَحيدِ / طُلولٌ مِثلُ حاشِيَةِ البُرودِ
لَيالِيَ حَبلُ وَصلِكُمُ جَديدٌ / وَما تُبقي اللَيالي مِن جَديدِ
أَحَقٌّ أَم خَيالُكَ زارَ شُعثاً / وَأَطلاحاً جَوانِحَ بِالقُيودِ
فَلَولا بَعدُ مَطلَبِنا عَلَيكُم / وَأَهوالُ الفَلاةِ لَقُلتُ عودي
رَأى الحَجّاجُ عافِيَةً وَنَصراً / عَلى رَغمِ المُنافِقِ وَالحَسودِ
دَعا أَهلَ العِراقِ دُعاءَ هودٍ / وَقَد ضَلّوا ضَلالَةَ قَومِ هودِ
كَأَنَّ المُرجِفينَ وَهُم نَشاوى / نَصارى يَلعَبونَ غَداةَ عيدِ
وَظَنّوا في اللِقاءِ لَهُم رَواحاً / وَكانوا يُصعَقونَ مِنَ الوَعيدِ
فَجاؤوا خاطِمينَ ظَليمَ قَفرٍ / إِلى الحَجّاجِ في أَجَمِ الأُسودِ
لَقيتَهُمُ وَخَيلُهُمُ سِمانٌ / بِساهِمَةِ النَواظِرِ وَالخُدودِ
أَقَمتَ لَهُم بِمَسكَنِ سوقَ موتٍ / وَأُخرى يَومَ زاوِيَةِ الجُنودِ
تَرى نَفسَ المُنافِقِ في حَشاهُ / تُعارِضُ كُلَّ جائِفَةٍ عَنودِ
تَحُسُّهُمُ السُيوفُ كَما تَسامى / حَريقُ النارِ في أَجَمِ الحَصيدِ
وَيَومُهُمُ العَماسُ إِذا رَأوهُ / عَلى سِربالِهِ صَدَأُ الحَديدِ
وَما الحَجّاجُ فَاِحتَضِروا نَداهُ / بِجاذي المِرفَقَينِ وَلا نَكودِ
أَلا نَشكو إِلَيكَ زَمانَ مَحلٍ / وَشُربَ الماءِ في زَمَنِ الجَليدِ
وَمَعتِبَةَ العِيالِ وَهُم سِغابٌ / عَلى دَرِّ المُجالِحَةِ الرَفودِ
زَماناً يَترُكُ الفَتَياتِ سوداً / وَقَد كانَ المَحاجِرُ غَيرَ سودِ
بانَ الخَليطُ فَوَدَّعوا بِسَوادِ
بانَ الخَليطُ فَوَدَّعوا بِسَوادِ / وَغَدا الخَليطُ رَوافِعَ الأَعمادِ
لا تَسأَليني ما الَّذي بِيَ بَعدَما / زَوَّدتِني بِلِوى التَناضُبِ زادي
عادَت هُمومي بِالأَحَصِّ وِسادي / هَيهاتَ مِن بَلَدِ الأَحَصِّ بِلادي
لي خَمسَ عَشرَةَ مِن جُمادى لَيلَةً / ما أَستَطيعُ عَلى الفِراشِ رُقادي
وَنَعوذُ سَيِّدَنا وَسَيِّدَ غَيرِنا / لَيتَ التَشَكِّيَ كانَ بِالعُوّادِ
أَن يَكشِفَ الوَصَبَ الَّذي أَمسى بِهِ / فَأَجابَ دَعوَةَ شاكِرٍ مِحمادِ
عَبدَ العَزيزِ غِياثَ كُلِّ مُعَصَّبٍ / مُتَرَوِّحٍ لِجَدا نَداكَ وَغادِ
وَإِذا الكِرامُ تَبادَرَت سُبّاقُها / قَصَبَ الرِهانِ سَبَقتَ كُلَّ جَوادِ
إِنَّ الزِنادَ إِذا خَبَت نيرانُهُ / أَورى الوَليدُ لَكُم بِخَيرِ زِنادِ
رَفَعوا البِناءَ بَنو الوَليدِ وَأَسَّسوا / بُنيانَةً وَصَلَت أُرومَةَ عادِ
مَن لَم يَجِد دَعَماً تُقيمُ عِمادَهُ / فَبَنو الوَليدِ دَعائِمي وَعِمادي
اللَهُ فَضَّلَكُم وَأَعطى مِنكُمُ / أَمراً يُفَقِّئُ أَعيُنَ الحُسّادِ
سَيُبكي صَداً في قَبرِ سَلمى ابنِ جَندَلِ
سَيُبكي صَداً في قَبرِ سَلمى ابنِ جَندَلِ / نِكاحُ أَبي الدَهماءِ بِنتَ سَعيدِ
أَصابوا جَواداً لَم يَكُن في رِباطِهِم / وَكانَ أَبو الدَهماءِ غَيرَ مُجيدِ
فَجاءَت بِهِ مِن ذي ضَواةٍ كَأَنَّهُ / جَحافِلُ بَغلٍ في مُناخِ جُنودِ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ يا اِبنَ مُبَشِّرٍ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ يا اِبنَ مُبَشِّرٍ / أَنّى قُتِلتَ بِمُلتَقى الأَجنادِ
مَأوى الجِياعِ إِذا السُنونَ تَتابَعَت / وَفَتى الطِعانِ عَشِيَّةَ العِصوادِ
وَالخَيلُ ساطِعَةُ الغُبارِ كَأَنَّهُ / أَجَمٌ يُحَرَّقُ أَو رَعيلُ جَرادِ
ثَبتُ الطِعانِ إِذا الكُماةُ أَذَلَّها / عَرَقُ المُتونِ يَجُلنَ بِالأَلبادِ
أَنتُم فَرَرتُم يَومَ عَدوَةِ مازِنٍ
أَنتُم فَرَرتُم يَومَ عَدوَةِ مازِنٍ / وَقَد هَشَموا أَنفَ الحُتاةِ عَلى عَمدِ
هُمُ مَهَّدوهُ رَجعَهُ بَعدَ رَثمِهِ / وَأَنتُم شُهودٌ مُعصِمونَ عَلى حَردِ
تَمَنَّونَ دَولاتِ الزَمانِ وَصَرفَهُ / إِذا ضاقَ مِنكُم مَطلَعُ الوِردِ بِالوِردِ
وَتَدعونَ ماروكاً أَبا العَمِّ ناصِراً / عَلَيهِم إِذا ما أَعصَمَ الوَغدُ بِالوَغدِ
فَلَم تُدرِكوا بِالعَمِّ ثَأراً وَلَم يَكُن / لِيُدرَكَ ثَأرٌ بِالتَنابِلَةِ القُفدِ
عَيَّت تَميمٌ بِأَمرٍ كانَ أَفظَعَها
عَيَّت تَميمٌ بِأَمرٍ كانَ أَفظَعَها / فَفَرَّجَ الكَربَ عَبّادُ بنُ عَبّادِ
سافَهتَ مِن خالِدٍ ناباً تُكالِبُهُ / عَنّا سَقاكَ غَمامُ المُدجِنِ الغادي
إِنَّ المُهاجِرَ حينَ يَبسُطُ كَفَّهُ
إِنَّ المُهاجِرَ حينَ يَبسُطُ كَفَّهُ / سَبطُ البَنانِ طَويلُ عَظمِ الساعِدِ
قَرمٌ أَغَرُّ إِذا الجُدودُ تَواضَعَت / سامى مِنَ البَزَرى بِجَدٍّ صاعِدِ
يا اِبنَ الفُروعِ يَمُدُّها طيبُ الثَرى / وَاِبنُ الفَوارِسِ وَالرَئيسِ القائِدِ
حامٍ يَذودُ عَنِ المَحارِمِ وَالحِمى / لا تَعدَمُنَّ ذِيادَهُ مِن ذائِدِ
وَلَقَد حَكَمتَ فَكانَ حُكمُكَ مَقنَعاً / وَخُلِقتَ زَينَ مَنابِرٍ وَمَساجِدِ
وَإِذا الخُصومُ تَبادَروا أَبوابَهُ / لَم يَنسَ غائِبَهُم لِخَصمٍ شاهِدِ
وَالمُعتَدونَ إِذا رَأَوكَ تَخَشَّعوا / يَخشَونَ صَولَةَ ذي لُبودٍ حارِدِ
أُثني عَلَيكَ إِذا نَزَلتَ بِأَرضِهِم / وَإِذا رَحَلتَ ثَناءَ جارٍ حامِدِ
أَعطاكَ رَبّي مِن جَزيلِ عَطائِهِ / حَتّى رَضيتَ فَطالَ رَغمُ الحاسِدِ
آباؤُكَ المُتَخَيَّرونَ أُلو اللُهى / وَرِيَت زِنادُهُمُ بِكَفَّي ماجِدِ
تَرَكَ العُصاةَ أَذِلَّةً في دينِهِ / وَالمُعتَدينَ وَكُلَّ لِصٍّ مارِدِ
مُستَبصِرٍ فيها عَلى دينِ الهُدى / أَبشِر بِمَنزِلَةِ المُقيمِ الخالِدِ
أَبلى بِبُرجَمَةَ المَخوفِ بِها الرَدى / أَيّامَ مُحتَسِبِ البَلاءِ مُجاهِدِ
كَم قَد جَبَرتَ وَنِلتَني بِكَرامَةٍ / وَذَبَبتَ عَنّي مِن عَدُوٍّ جاهِدِ
لَو يَقدُرونَ بِغَيرِ ما أَبلَيتَهُم / لَسُقيتَ سَمَّ أَراقِمٍ وَأَساوِدِ
يا قاتِلَ الشَتَواتِ عَنّا كُلَّما / بَرَدَ العَشِيُّ مِنَ الأَصيلِ البارِدِ
لَقَد وَلَدَت غَسّانَ ثالِبَةُ الشَوى
لَقَد وَلَدَت غَسّانَ ثالِبَةُ الشَوى / عَدوسُ السُرى لا يَقبَلُ الكَرمَ جيدُها
جَبَيتَ جَبا عَبدٍ فَأَصبَحتَ مورِداً / غَرائِبَ يَلقى ضَيعَةً مَن يَذودُها
أَلَم تَرَ يا غَسّانُ أَنَّ عَداوَتي / يُقَطِّعُ أَنفاسَ الرِجالِ كَؤودُها
زارَ الفَرَزدَقُ أَهلَ الحِجازِ
زارَ الفَرَزدَقُ أَهلَ الحِجازِ / فَلَم يَحظَ فيهِم وَلَم يُحمَدِ
وَأَخزَيتَ قَومَكَ عِندَ الحَطيمِ / وَبَينَ البَقيعَينِ وَالغَرقَدِ
وَجَدنا الفَرَزدَقَ بِالمَوسِمَينِ / خَبيثَ المَداخِلِ وَالمَشهَدِ
نَفاكَ الأَغَرُّ اِبنُ عَبدِ العَزيزِ / بِحَقِّكَ تُنفى عَنِ المَسجِدِ
وَشَبَّهتَ نَفسَكَ أَشقى ثَمودَ / فَقالوا ضَلِلتَ وَلَم تَهتَدِ
وَقَد أُجِّلوا حينَ حَلَّ العَذابُ / ثَلاثَ لَيالٍ إِلى المَوعِدِ
وَشَبَّهتَ نَفسَكَ حوقَ الحِمارِ / خَبيثَ الأَوارِيَّ وَالمِروَدِ
وَجَدنا جُبَيراً أَبا غالِبٍ / بَعيدَ القَرابَةِ مِن مَعبَدِ
أَتَجعَلُ ذا الكيرِ مِن مالِكٍ / وَأَينَ سُهَيلٌ مِنَ الفَرقَدِ
وَشَرُّ الفِلاءِ اِبنُ حوقِ الحِمارِ / وَتَلقى قُفَيرَةَ بِالمَرصَدِ
وَعِرقُ الفَرَزدَقِ شَرُّ العُروقِ / خَبيثُ الثَرى كابِيُ الأَزنُدِ
وَأَوصى جُبَيرٌ إِلى غالِبٍ / وَصِيَّةَ ذي الرَحِمِ المُجهَدِ
فَقالَ اِرفُقَنَّ بِلَيَّ الكَتيفِ / وَحَكِّ المَشاعِبِ بِالمِبرَدِ
كَليلاً وَجَدتُم بَني مِنقَرٍ / سِلاحَ قَتيلِكُمُ المُسنَدِ
تَقولُ نَوارُ فَضَحتَ القُيونَ / فَلَيتَ الفَرَزدَقَ لَم يولَدِ
وَقالَت بِذي حَومَلٍ وَالرِماحِ / شَهِدتَ وَلَيتَكَ لَم تَشهَدِ
وَفازَ الفَرَزدَقُ بِالكَلبَتَينِ / وَعِدلٍ مِنَ الحُمَمِ الأَسوَدِ
فَرَقِّع لِجَدِّكَ أَكيارَهُ / وَأَصلِح مَتاعَكَ لا تُفسِدِ
وَأَدنِ العَلاةَ وَأَدنِ القَدومَ / وَوَسِّع لِكيرِكَ في المَقعَدِ
قَرَنتَ البَعيثَ إِلى ذي الصَليبِ / مَعَ القَينِ في المَرَسِ المُحصَدِ
وَقَد قُرِنوا حينَ جَدَّ الرِهانُ / بِسامٍ إِلى الأَمَدِ الأَبعَدِ
يُقَطِّعُ بِالجَريِ أَنفاسَهُم / بِثَنيِ العِنانِ وَلَم يُجهَدِ
فَإِنّا أُناسٌ نُحِبُّ الوَفاءَ / حِذارَ الأَحاديثِ في المَشهَدِ
وَلا نَحتَبي عِندَ عَقدِ الجِوارِ / بِغَيرِ السُيوفِ وَلا نَرتَدي
شَدَدتُم حُباكُم عَلى غَدرَةٍ / بِجَيشانَ وَالسَيفُ لَم يُغمَدِ
فَبُعداً لِقَومٍ أَجاروا الزُبَيرَ / وَأَمّا الزُبَيرُ فَلا يَبعَدِ
أَعِبتَ فَوارِسَ يَومِ الغَبيطِ / وَأَيّامَ بِشرِ بَني مَرثَدِ
وَيَوماً بِبَلقاءَ يا اِبنَ القُيونِ / شَهِدنا الطِعانَ وَلَم تَشهَدِ
فَصَبَّحنَ أَبجَرَ وَالحَوفَزانَ / بِوِردٍ مُشيحٍ عَلى الرُوَّدِ
وَيَومَ البَحيرَينِ أَلحَقتَنا / لَهُنَّ أَخاديدُ في القَردَدِ
نُعِضُّ السُيوفَ بِهامِ المُلوكِ / وَنَشفي الطِماحَ مِنَ الأَصيَدِ
غَزا نَمِرٌ وَقادَ بَني تَميمٍ
غَزا نَمِرٌ وَقادَ بَني تَميمٍ / وَمَرَّ لَهُ الأَيامِنُ بِالسُعودِ
فَفَكَّ الغُلَّ عَن تَيمِ بنِ قُنبٍ / وَتَيمٌ في السَلاسِلِ وَالقُيودِ
حَيِّ المَنازِلَ بِالأَجزاعِ غَيَّرَها
حَيِّ المَنازِلَ بِالأَجزاعِ غَيَّرَها / مَرُّ السِنينَ وَآبادٌ وَآبادُ
إِذِ النَقيعَةُ مُخضَرٌّ مَذانِبُها / وَإِذ لَنا بِشِباكِ البَطنِ رُوّادُ
رَأَت أُمامَةُ أَنقاضاً عَلى عَجَلٍ / وَهاجِعاً عِندَهُ عَنسٌ وَأَقتادُ
في ضُمُّرٍ مِن مَهارى قَد أَضَرَّ بِها / سَيرُ النَهارِ وَإِسآدٌ وَإِسآدُ
إِذا تَغَيَّظَ حاديهُنَّ ظَلَّ لَهُ / مِنهُنَّ يَومٌ إِذا اِعصَوصَبنَ عُصوادُ
إِذا تَذارَعنَ يَوماً بُعدَ مُنخَرَقٍ / مالَت بِهِنَّ بَنو مُلطٍ وَأَعضادُ
يَضرَحنَ كُلَّ حَصى مَعزاءَ هاجِرَةٍ / كَأَنَّهُنَّ نَعامٌ راحَ نُدّادُ
ما زالَ مِن مازِنٍ في كُلِّ مُعتَرَكٍ / تَحتَ الخَوافِقِ يَومَ الرَوعِ ذُوّادُ
لِمازِنٍ صَخرَةٌ صَمّاءُ راسِيَةٌ / تُنبي الصَفا حينَ تَرديهِنَّ صَيخادُ
هُمُ الحُماةُ إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها / وَقعُ القَنا وَنَضَت عَنهُنَّ أَلبادُ
وَاِنسَلَّتِ الهُندُوانِيّاتُ لَيسَ لَها / إِلّا جَماجِمَ هامِ القَومِ أَغمادُ
وَكُلُّ أَسمَرَ خَطِّيٍّ يُقَحِّمُهُ / في حَومَةِ المَوتِ إِصدارٌ وَإيرادُ
أَبَت عَيناكَ بِالحَسَنِ الرُقادا
أَبَت عَيناكَ بِالحَسَنِ الرُقادا / وَأَنكَرتَ الأَصادِقَ وَالبِلادا
لَعَمرُكَ إِنَّ نَفعَ سُعادَ عَنّي / لَمَصروفٌ وَنَفعي عَن سُعادا
فَلادِيَةً سُقيتِ وَدَيتِ أَهلي / وَلا قَوَداً بِقَتلي مُستَفادا
أَلِمّا صاحِبَيَّ نَزُر سُعادا / لِقُربِ مَزارِها وَذَرا البِعادا
فَتوشِكُ أَن تَشُطَّ بِنا قَذوفٌ / تُكِلُّ نِياطُها القُلُصَ الجِيادا
إِلَيكَ شَماتَةَ الأَعداءِ أَشكو / وَهَجراً كانَ أَوَّلُهُ بِعادا
فَكَيفَ إِذا نَأَت وَنَأَيتُ عَنها / أُعَزّي النَفسَ أَو أَزَعُ الفُؤادا
أُتيحَ لَكَ الظَعائِنُ مِن مُرادٍ / وَما خَطبٌ أَتاحَ لَنا مُرادا
إِلَيكَ رَحَلتُ يا عُمرَ بنَ لَيلى / عَلى ثِقَةٍ أَزورُكَ وَاِعتِمادا
تَعَوَّد صالِحَ الأَعمالِ إِنّي / رَأَيتُ المَرءَ يَلزَمُ ما اِستَعادا
أَقولُ إِذا أَتَينَ عَلى قَرَورى / وَآلُ البيدِ يَطَّرِدُ اِطِّرادا
عَلَيكُم ذا النَدى عُمَرَ بنَ لَيلى / جَواداً سابِقاً وَرِثَ الجِيادا
إِلى الفاروقِ يَنتَسِبُ اِبنُ لَيلى / وَمَروانَ الَّذي رَفَعَ العِمادا
تَزَوَّد مِثلَ زادِ أَبيكَ فينا / فَنِعمَ الزادُ زادُ أَبيكَ زادا
فَما كَعبُ بنُ مامَةَ وَاِبنُ سُعدى / بِأَجوَدَ مِنكَ يا عُمَرَ الجَوادا
هَنيءً لِلمَدينَة إِذ أَهَلَّت / بِأَهلِ المُلكِ أَبدَأُ ثُمَّ عادا
يَعودُ الحِلمُ مِنكَ عَلى قُرَيشٍ / وَتَفرِجُ عَنهُمُ الكُرَبَ الشِدادا
وَقَد لَيَّنتَ وَحشَهُمُ بِرِفقٍ / وَتُعيّ الناسَ وَحشُكَ أَن تُصادا
وَتَبني المَجدَ يا عُمَرَ بنَ لَيلى / وَتَكفي المُمحِلَ السَنَةَ الجَمادا
وَتَدعو اللَهَ مُجتَهِداً لِيَرضى / وَتَذكُرُ في رَعِيَّتِكَ المَعادا
وَنِعمَ أَخو الحُروبِ إِذا تَرَدّى / عَلى الزَغفِ المُضاعَفَةِ النِجادا
وَأَنتَ اِبنُ الخَضارِمَ مِن قُرَيشٍ / هُمُ نَصَروا النُبُوَّةَ وَالجِهادا
وَقادوا المُؤمِنينَ وَلَم تُعَوَّد / غَداةَ الرَوعِ خَيلُهُمُ القِيادا
إِذا فاضَلتَ مَدَّكَ مِن قُرَيشٍ / بُحورٌ غَمَّ زاخِرُها الثِمادا
وَإِن تَندُب خُؤولَةَ آلِ سَعدٍ / تُلاقي الغُرَّ في السَلَفِ الجِعادا
لَهُم يَومَ الكُلابِ وَيَومَ قَيسٍ / هَراقَ عَلى مُسَلَّحَةَ المَزادا
نَفسي الفِداءُ لِقَومٍ زَيَّنوا حَسَبي
نَفسي الفِداءُ لِقَومٍ زَيَّنوا حَسَبي / وَإِن مَرِضتُ فَهُم أَهلي وَعُوّادي
لَو خِفتُ لَيثاً أَبا شِبلَينِ ذا لِبَدٍ / ما أَسلَموني لِلَيثِ الغابَةِ العادي
إِن تَجرِ طَيرٌ بِأَمرٍ فيهِ عافِيَةٌ / أَو بِالفِراقِ فَقَد أَحسَنتُمُ زادي
حَيِّ المَنازِلَ بِالأَجزاعِ فَالوادي
حَيِّ المَنازِلَ بِالأَجزاعِ فَالوادي / وادي المُنيفَةِ إِذ تَبدو مَعَ البادي
إِذ قَرَّبوا جِلَّةً فُتلاً مَرافِقُها / مَيلَ العَرائِكِ إِذ هَمّوا بِإِصعادِ
إِذا ضَرَحنَ حَصا مَعزاءُ هاجِرَةٍ / مَدَّت سَوالِفَها في لينِ أَعضادِ
تَأتي الغَرِيَّ بِأَيديها وَأَرجُلِها / كَأَنَّهُنَّ نَعامُ القَفرَةِ النادي
أَنا المُحامي إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها / وَقعُ القَنا بِسُروجٍ فَوقَ أَلبادِ
بِكُلِّ أَسمَرَ خَطِّيٍّ تُقَحِّمُهُ / أَيدي الكُماةِ بِإِصدارٍ وَإيرادِ
آوي إِلى صَخرَةٍ صَمّاءَ راسِيَةٍ / تُنبي الصَفا حينَ يَردي صَخرَها الرادي
نُبِّئتُ ظَرباً مُعِدّاً لي مَرامِيَهُ / يا ظَربُ إِنَّكَ رامٍ غيرُ مُصطادِ
ما ظَنُّكُم بِبَني مَيثاءَ أَن فَزِعوا / لَيلاً وَشَدَّ عَلَيهِم حَيَّةُ الوادي
يَعدو عَلَيَّ أَبو لَيلى لِيَقتُلَني / جَهلاً عَلَيَّ وَلَم يَثأَر بِشَدّادِ
ظَلَّ اِبنُ هِندابَةَ الثَرّاءَ مُبتَرِكاً / يَروي لِقَينٍ وَلَم يُندَب لِإِسعادِ
ناموا فَقَد باتَ خِزيٌ في قَليبِكُمُ / إِذ لَم تَرَوا مِن أَخيكُم غَيرَ أَجلادِ
يا عُقبَ يا اِبنَ سُنَيعٍ لَيسَ عِندَكُمُ / مَأوى الرِفادِ وَلا ذو الرايَةِ الغادي
لا تَأمَنَنَّ بَني مَيثاءَ إِنَّهُمُ / مِن كُلِّ مُنتَفِجِ الجَنبَينِ حَيّادِ
يا عُقبَ يا اِبنَ سُنَيعٍ بَعدَ قَولِكُمُ / إِنَّ الوِثابَ لَكُم عِندي بِمِرصادِ
اِروُوا عَلَيَّ وَأَرضوا بي صَديقَكُمُ / وَاِستَسمِعوا يا بَني مَيثاءَ إِنشادي
يا حَزرَ أَشبِه مَنطِقي وَأَجلاد
يا حَزرَ أَشبِه مَنطِقي وَأَجلاد / وَكَرَياني الأَمرَ بَعدَ الإيراد
وَعَدوَتي في أَوَّلِ الجَمعِ العاد / وَحَسَبي عِندَ بَقايا الأَزواد
وَحُبِّيَ الضَيفَ إِلى جَنبِ الزاد /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025