عاوده الشوق وكان استراح
عاوده الشوق وكان استراح / وانبرت الطير تغني فناخ
ذكّره عهد الصبا ساجعٌ / مد جناحا والتوى في جناح
بلله قطر الندى فاغتدى / ينفض ريشاً سندسيّ الوشاح
أورق قد أورق من تحية / غصنٌ رطيب فوق حقفٍ رداح
ان ينسكب ماء الغمام اغتدى / وان محجره الشمس فاح
وان سقته الريح راحاً لها / مال وقام نشوان صاح
أعطافه تشبه أعطاف من / راح فؤادي مَعهُ حيث راح
وزارني طيفُ خيال لهم / فألحف الليل رداء الصباح
بت به تحت ظلال المنى / أشتمّ ريحاناً وأستف راح
سقاني الخمرة من ريقه / وقام لي من بَردٍ بالأقاح
يا طاعن الخيل غداة الوغى / طاعنك النهدُ فألق السلاح
فالحدق السود اليك ارتمت / فما عسى تغنيك بيض الصفاح
ما بقيت فيّ سوى نظرة / واقعة باطنُها من صلاح
الحمد لله فاني امرؤ / قد تُبت الا من وجوه الملاح
وقبلتي ناصر شرع العلا / فوجهه وجه الهدى في البطاح
الديمة الوطفاء يوم الندى / والأسدُ الباسل يوم الكفاح
مغالق الأرزاق من كفّه / قد آذن اللَه لها بانفتاح
ولم يضق دهر على أمّةٍ / الا أصابوا بذراه انفساح
تبصره ان هاجه صارخ / كالحية انساب وكالماء ساح
يجلي الوغى منه ومن طرفه / عن قمرٍ لاح وعن برقِ لاح
مُوطأ الأكناف رطب الجَنى / مقدّم السبق مُعلّى القداح
من رام عن مورده مصدراً / قالت له نعماؤه لابراح
آلاؤه بالبشر ممزوجة / مزج الحميا بالزلال القراح
تحكي لياليه بأيامه / خيلان مسكٍ في خدود صِباح
ينشر يوم الفخر من نفسه / عرضا مصوناً ظن مالاً مباح
يا مستبيح المال من غارة / وما له من كرم مستباح
لك البسيطان فمن ضمر / تُردى ومن طيرٍ تبارى الرياح
أغربةٌ للورق في ظهرها / أجنحة خفاقة بالنجاح