هي العيسُ قُوداً في الأزمَّةِ تنفخُ
هي العيسُ قُوداً في الأزمَّةِ تنفخُ / تمطّى بها من عُجمةِ الرملِ برزخُ
فَليْنَ الدُّجى عن غُرَّةِ الصبحِ فاغتدتْ / بجنبِ النَّقَا منها وقوفٌ ونُوَّخُ
كأن اللَّغَامَ الجَعْدَ طالَ نسالُهُ / على الجُدُلِ المرخاةِ برْسٌ مُسَبَّخُ
عليها قِطافُ المشي أطولُ خَطوِها / قِدى الفِتْرِ إذْ أدنى خُطاهنَّ فرسخُ
بدورٌ أَكَنَّتْهَا خدورٌ يجُنُّها / جناحُ خُدارِيّ من الليلِ أفتَخُ
تناهبنَ غرَّ الحُسنِ ملأى وسوقُها / فقد شَرِقَتْ منها قِبابٌ وأشرخُ
فوشيُ خُدودٍ بالجَمالِ مُنمنَمٌ / ومسكُ شعورٍ بالشباب مضمَّخُ
فيا ظَعَناتِ الحيِّ باللّه عَرِّجِي / على سَلْسَلٍ من عبرتي يتنضَّخُ
ويا نَسَماتِ الريحِ رفْقاً بمهجتي / ففي القلب نارٌ كُلَّما هجتِ تُنْفَخُ
ويا نارَ قلبي ما لجمرِكَ كُلَّما / نضحتُ عليه الماءَ لا يتبوَّخُ
ويا صادحاتِ الوُرقِ في الأيك أقصِري / فما ليَ إذ أشكو ولا لكِ مُصرِخُ
فيا جِيرةً شطَّتْ بهم غُربةُ النَّوَى / ولاعهدُهم يُنْسَى ولا الوُدُّ يُنْسَخُ
لكم في جنوب الأرضِ مسرىً ومسرحٌ / وللحبِّ في جَنْبَيَّ مرسىً ومرسخُ
فمَنْ مبلغٌ عني عِدايَ أَلُوكةً / تُؤَمُّ بها هامُ العُداةِ وتُشْدَخُ
أَفي كلِّ يومٍ جلبةٌ من عداوةٍ / تفرِّقُ أو شوكٌ من الضِّغْنِ تُنْتَخُ
ولسعةُ كيدٍ لو يُرامُ بنفثِها / مناكبُ رضوى أوشكتْ تتفسَّخُ
تطاولني قُعس الضِراب سَفاهَةً / وقد قَصَّرتْ عني شماريخُ بُذَّخُ
وما راعَنِي هُدرُ الفَحالةِ قبلَكُمْ / فأرتاعُ من رزِّ البكارة تفلخُ
أبَى لي قبولَ الضيمِ مطمحُ هِمَّتِي / ومُلقى قَتودي والأمونُ المُنَوَّخُ
ومرثومةٌ بالعِزِّ شَمَّاءُ تنتحِي / إِذا رَئِمْت بوَّ الصَّغارِ وتشمخُ
وحظِّيَ من أيامِ مُلْكٍ بِعِزِّهِ / تُقامُ مواقيتُ العُلَى وتُؤَرَّخُ
سُلالةُ ظِلِّ اللّهِ في الأرض إنْ جَرتْ / له ذُكْرَةٌ عند السلاطين بَخْبَخُوا
يتوقُ إليه المُلكُ وهو لهُ ابْنُمٌ / ويحنو عليه التاجُ وهو لهُ أخُ
وتعنو له صِيْدُ الممالكِ خُضَّعاً / إِذا اصطفَّ حَوليهِ كهولٌ وشُرَّخُ
وتشتاقُه الجُرْدُ الصوافِنُ شُزَّبَاً / يجوسُ بها أرضَ العِدى فتُدَوَّخُ
وتأمل أن تحظَى وتُنْقَشَ باسْمهِ / وذايلُ تِبْرٍ في المعادن سُوَّخُ
يربي العِدى أبناءَهمْ لِسهامهِ / وللصَّقْرِ ما أضحَى البُغَاثُ يُفَرِّخُ
له هضبةُ العزِّ القُدامسُ والذُّرَى / من المجدِ والطَودُ الذي هو أبذخُ
ملوكٌ همُ حاطُوا الخِلافةَ بعدَما / تهضَّمها أعداؤُها وتنوَّخُوا
بهم ثَبَّتَ اللّهُ الهُدى وتزلزلتْ / أخامِصُ قومٍ في الضَّلالةِ أُرْسِخُوا
وبُصِّرَ محجوبُ البصائر أكْمَهٌ / وأُسمِعَ مشدودُ المسامِع أصلخُ
إِذا المُلكُ دَبَّتْ فيه وعكةُ فِتْنَةٍ / سقَوها الظُّبَا مشحوذةً فتسبَّخُ
فأسيافُهم بالأمنِ والخوف ترتمِي / وأيديهمُ بالمالِ والدَّمِ تنضَخُ
لهم نفحَتا سَطوٍ وعَفْوٍ فهذهِ / زُعَاقٌ وهاتِيكم زُلالٌ منقَّخُ
ثِقالٌ إِذا اصطفَّ السِماطانِ حولَهمْ / خِفافٌ إِذا الداعي المُثَوِّبُ يصرُخُ
حَذا حذوَهمْ ضافي العطاء مؤَيَّدٌ / من اللّهِ ميمونُ النقيبةِ أبلخُ
بنَى قُبَّةَ الإسلامِ بالسيف بعدَما / تهاوتْ مبانيهِ وكادتْ تَسَوَّخُ
يقود الخميسَ المَجْرَ غصَّ به الفَلا / وأصبحَ هامُ الأكمِ وهو مُشَدَّخُ
إِذا كرَّ فيهم طِرْفَه جمدوا لهُ / وذابوا سواءً يافعٌ ومشيّخُ
فلا لونَ إلا حين يُسفرُ مسفِرٌ / ولا روعَ إلا حين يضحكُ مفرِخُ
وقد عَلِمَ الإلحادُ مُذْ نُصِرَ الهُدَى / بأنْ ليس للدينِ الحنيفيِّ مَنْسخُ
غدا وبنوهُ بين حِرباءَ تنضُبٍ / تُشالَ على جِذعٍ ورقشاءَ تُسلخُ
وان يتوقَّوا في الشَّماريخِ منهمُ / فسوف يَحُطُّ القومَ عنها المشمرِخُ
لهُ من بناتِ الريحِ كُلُّ طِمِرَّةٍ / تَخايَلُ في ميدانِها وتَبَذَّخُ
عليها أصابيغُ الدِماءِ كأنها / تُغَلَّفُ ما بين القَنَا وتُلَخْلَخُ
ضَمِنَّ القِرى للوحشِ والطيرِ فارتوتْ / وكظَّتْ جِراءٌ من قِراها وأفرخُ
نَذَارِ لقومٍ أخطأوا سُبُلَ الهُدى / فحاروا وتاهوا في الضَّلال وطخطَخُوا
نَذَارِ لهم قبلَ التي لا شَوى لها / وعيداً يُصَكُّ السمعُ منه فَيُصمَخُ
حَذَارِ لهم من سَخْطةِ اللّه إنها / يُشاهُ بها حُرُّ الوجوه ويُمْسَخُ
كأني بهامٍ منهمُ وسواعدٍ / تَطيحُ كما طاحتْ نَوى القَسْبِ تُرضَخُ
أبعدَ وُضوح الحقِّ يرجونَ فسخَهُ / وللحقِّ عَقْدٌ مُبرَمٌ ليس يُفْسَخُ
خدمتكُمُ والعمرُ غَضٌّ جميمُهُ / نَدٍ وأهاضيبُ الشبيبةِ نُضَّخُ
أُسَيِّرُ في أيامِكمْ من شَواردي / عُلالةَ سيرٍ حين يمتدُ سَرْبَخُ
وأحمِلُ من أسرارِكم كلَّ باهظٍ / يَضيقُ به صدرُ الكريمِ فَيَنْضَخُ
وأُنشِئُ في الشُّورى صحائفَ طيُّها / نوافثُ سِحْرٍ للعزائمِ نُسَّخُ
وأنصحُكمْ في حَلِّ كُلِّ مترجَمٍ / به يُضبطُ الأمرُ الشَّعاعُ ويُرْسَخُ
أحينَ أنى أن اجتني ثمرَ الرِّضا / أُرَدُّ إِلى نَزْرٍ من العيشِ يُرضَخُ
ألوذُ بكم من عَثْرةِ الجَدُّ إنّها / دهتني ولا ذنبٌ به أتلطَّخُ
فعطفاً فقد أودى بيَ الضُّرُ واشتفَى / زمانيَ من وطءٍ يرُضُّ ويفضخُ
ولا تَدَعوني والحوادثَ إنّها / تُعرِّقني عرقَ المُدى وتُمَخْمِخُ
وأوصوا بيَ الأيامَ خيراً فإنها / بكمْ تقتدي فيما تُمِلُّ وتنسَخُ
فقد ذُدْتُم الهِيمَ الخوامسَ عن دمي / وقد كَرَبتْ أعناق قومٍ تَفَسَّخُ
وأنشأتُمُ لي مهجةً جُدْتُمُ بِها / على بَدَنٍ ما فيه للروح مَنْفَخُ
رعاكمْ منِ استرعاكُم الخَلْقَ أنَّكُمْ / لهم وزرٌ في كل خطب ومُصْرَخُ
ولا خَلَتِ الأيامُ منكم فإنَّكُمْ / لها غُرَرٌ فيها تلوحُ وتشدخُ