المجموع : 11
البرق في كانونه قد نفخ
البرق في كانونه قد نفخ / والثلج في جيب الغوادي نفخ
قد زمجرَ الرعدُ بآفاقهِ / كأنَّه ممَّا دهاه صرَخ
هذا وقوسُ النوْءِ في أفقه / كأنما قد نصبوا منه فخ
قد شدَّ عقداً عالياً أو بنى / قنطرةً في الحالِ ثمَّ انْفسخ
والأرضُ كالمنفوشِ أو هذه / خميرة من فوقه قد لطخ
لم تبقَ أرضٌ قد زكَا زَرعها / حتَّى طواها ثمَّ ردَّ السبخ
وامتلأ الوادي بإمدادهِ / كأنَّه القربةُ ممَّا انْتفخ
وجاءَنا النوءُ بإرعابه / لا شكَّ أنَّ النوءَ ممَّا بذخ
بحرٌ من القدرةِ لكنه / من كلِّ عينٍ للبواكِي نضخ
وسحبهُ تفتح أبوابها / والبرقُ فيما بيننا كالخوَخ
وبانَ في الطودِ وعرنينه / بما كساه شممٌ أو طبخ
وكلنا منتثرٌ لحمهُ / وهو على كانونه قد طبخ
دامت ليالي الثلج لا أصبحت / ولا نهارٌ بأذاهُ الْتطخ
وحكمت فيه أيادِي الحيا / ولا أجابَ الله ممَّا اصطرخ
ومكنت فيه مدى برقه / حتَّى أرى من جلدهِ ما انْسلخ
هل مطر يغسل في الأرضِ من / بياضه أسود هذا الوسخ
وهل أرى ريحاً وقد زعزعت / في الطرقِ منه كلّ طود رسخ
وهل فتىً يشكى إليه الذي / تمَّ له أدراج تتلى وبخ
بلى جمالُ الدينِ أنعم به / مولىً كريماً ونسيباً وأخ
لو قابلت سنوننا شمسه / أو نوءها أبصرته قد نسخ
جاء جواب منه كم حافظٍ / له وكم ربّ بديعٍ نسخ
فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى / مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ / جسمي به من قبل شهري انسلخ
ويلاهُ من ثلجٍ صميمٍ إذا / تساكت الناسُ لديه صمخ
قامت به شعرةُ أجسامنا / بزرقةٍ فالويل منها خوخ
كأنَّني محراكُ فرنٍ إذاً / قالوا عجينُ الثلج في الأرضِ طخ
كم يبصق الثلج على لحيةٍ / وكم يقول الرعد في الوجه إخّ
كم تعقد الآفاقُ عقدَ اللّبا / منه وكم ينثرُ نثرَ اللبخ
كم بشر بالثلج لما غدا / كالحجرِ المطروحِ قبل المسخّ
كم اثر نيران إذا ما رعى / بالثلجِ يجري ماءَه قبل سخ
وحاولَ البربخ في الماءِ أن / يحكي مجارِي رشحهِ فانْبرخ
لا كانَ ذاكَ البخ منه ولا / كرَّر في أيَّامهِ قول بخ
كم ليلةٍ بالثلجِ شابت وكم / مداد جنح بضياه انْتسخ
صكَّت به الأجرام من فوقنا / ودار بالآفاقِ منَّا فلخ
وجاز في آذاننا واغلاً / كأنَّهُ يقلعُ منها زنخ
ما لي ببابِ الثلج من طاقةٍ / وخوفه من كبدِي قد رسخ
فعوّذوني دونه بالرّقى / أو بخِّروني بالحصى والكلخ
متى أرى من مطرٍ رحمةً / تطرد من قاعدةٍ ما انْفسخ
متى أرى جيب الغوادِي انْفرى / وروع أفراخي لديهِ انْفرخ
اللائذين اليومَ من حاتمٍ / كأنه شعوآءُ فيها فنخ
تكوَّموا في البيتِ من خوفه / فالبيت أو ناظمهُ كومُ فخ
عادوا بنعمى أحمدٍ فاقْتضوا / منها لدفعِ الثلج عادات رخّ
ذو القلمِ الرَّاقي حياً أو علاً / فيا له غصناً دَنا أو شمخ
وأنفق الخاءآتِ لكنه / لعبدهِ من وفرِها ما رضخ
فحيث من مصر ينخى الذي / عارض من شرقيها ثوب نخ
من أينَ للقومِ الأولى قوَّضوا / كذهنكَ المقتدح الممترخ
هذا وفي الأقوامِ ذُو قوَّةٍ / وإنَّما الشيخ عديّ شيخ
شكراً لها نعمى يدٍ من سيِّدٍ
شكراً لها نعمى يدٍ من سيِّدٍ / أغنى عن التطفيلِ والتشريخ
ولقد وَثقتُ بجودهِ متبصِّراً / من قبل شمّ روائحِ البطيخ
أخطُّ سؤالي بالرِّقاعِ ولا أرى
أخطُّ سؤالي بالرِّقاعِ ولا أرى / جفاءَك يا هذا بوصلك ينسخ
ويذبح جفني بالدُّموع وما له / سوى الشهر بعد الشهر في البعدِ يسلخ
ترى هل لعامِي من جبينك غرة / بها لا بدمعِي المستهلّ يؤرَّخ
لئن أشبهت منك الغصون معاطفاً / لقد أصبحت أيضاً تتيه وتشمخ
ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي
ولاعبةٍ بنفس المرءِ يمشي / هواها مثلَ ما يمشي الرُخيخ
تصيَّد طائرَ القلبِ المعنى / بحبة خالِها الصدغُ الفُخيخ
كأنَّ سيوفَ سيفِ الدِّين رشت / حفافي خدّها منه لطيخ
أميرٌ ما لأهلِ القصدِ صفرٌ / لديهِ ولا لأهل الكبر طيخ
قضى عدلاً فلا عينٌ بظلمٍ / بها خزُرٌ ولا أنفٌ شميخ
حمدتُ الله حينَ بدَا لعيني / شريح قضًى وفي عمرِي شريخ
فتًى في يومِ جودٍ أو نزالٍ / ويوم العلم والآراءِ شيخ
فجودُ بنانِهِ بحرٌ فراتٌ / وجودُ بنان أقوامٍ فصيخ
كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ
كأنَّك بي سكنت بخانقاتٍ / ووعظك قد ملا سمع المصيخ
كسرت كؤوس شعري بعدَ دورٍ / وتبتَ على يدي شيخ الشيوخ
أفدي جمالاً مذ عرفت جميلهُ
أفدي جمالاً مذ عرفت جميلهُ / ما احْتجتُ للتطفيلِ والتشريخ
قال الرَّجا إن كنت عن إحسانهِ / أعمى فشمّ روائحَ البطيخ
طمعتُ بالعدلِ والإحسانِ منكَ معاً
طمعتُ بالعدلِ والإحسانِ منكَ معاً / فكنتَ عنديَ بالإحسانِ غيرَ سخي
وقلتُ يكفِي فقامَ العدلُ ينشدُني / حاشاهُ يفرقُ ما بيني وبين أخي
سألته عن قومِه فانْثنى
سألته عن قومِه فانْثنى / يعجب من إفراطِ دمعي السخي
وأبصرَ المسكَ وبدرَ الدُّجى / فقالَ ذا خالِي وهذا أخي
ما زِلتُ أقلعُ شيبةً نسختْ بها
ما زِلتُ أقلعُ شيبةً نسختْ بها / سوداءُ عقدُ شبابها مفسوخ
حتَّى غدت صفحات وجهي آيةً / لا ناسخ فيها ولا منسوخ
مولايَ محيي الدِّين دعوة مسمع
مولايَ محيي الدِّين دعوة مسمع / نعمى يدَيكَ وللجوابِ مصيخ
أصبحت من هجرانِكم وبلادَتي / أعمى يشمّ روائحَ البطيخ