لمن المطايا في رباها تنفخ
لمن المطايا في رباها تنفخ / كالفلك تعلو في السراب وترسخ
فسل الذي لا ينثني إخفافها / عن سريخ ألا تعوض سريخ
حملت على الأكوار كل مشمر / للمجد عن طلب العلى لا يربخ
بلغت به أسباب همته إلى / ما دونه يقف الأعز الأبلخ
من دون موماة الفراة وبابل / والقادسية والعذيب ومربخ
لكن رامة والعقيق وبانة / وقباب سلع قصده المترسخ
فبماله شجن تملك قلبه في / مثله ذو الشجو ليس يوبخ
مأواه جنات القلوب فلا أبٌ / يحتل موضعه العزيز ولا أخ
هو حاكم الحسن المطاع وعنده / للمحبة ثابت لا ينسخ
شمخ الملاح جميعهم بجماله / وجماله على الورى لا يشمخ
من كل معنى عنده لذوي الحجى / عين بمكنون الحقائق تنضخ
علم وجود كالخضم عن أمره / وتقي وحلم من ئبير أرسخ
سامي المرام عزيزة أنصاره / وافي الذمام عقوده لا تفسخ
رحب الجناب نسيمه متوضع / فكأن ثراه بالعبير مضمخ
ربع يجود على العفاة برفده / وبه يغاث العائذ المستصرخ
ولعزه التيجان تخضع ذلةً / وبعطفه روع المخوف يفرخ
يا سيد البشر الكريم نجاره / يا من بنسبته سما متوشلخ
أصبحت في رأس النبوة تاجها / وطراز حلتها التي لا تسلخ
وبجاهك الجاه المديد على المدى / ولك المقامات التي لا تبذخ
يشكو إليك مروّع قلق له / بأدناس الهموم ملطخ
يمسي ويصبح وهو يخشى فتنة / صماء للصعب اللواتي تدنخ
إذ كنت ضراماً محمود قده / يغشى تلهبها القلوب فتطخ
قد حومت منها على أهل القرى / للعرب عقبان كواسر فنخ
إبليس ملتهج بها مستبشر / بوعيدها في كل وادٍ يصرخ
هجمت على أرض العراق فأصبحت / كالسيل يذهب بالغثاء ويلدخ
قد شتت شمل الأنام فبين من / قد كنت لكفه وبيني برزخ
لولا جنودك قابلوها حجرة / فكأنهم صبراً جبالٌ رسخ
لوهت عرى الإسلام لكن وعدك ال / ميمون واضح رسمه لا يمسخ
والبيت بيتك والحريمي حريمك ال / منصور يعلو من بغاه ويشمخ
فاعطف علينا واسئل الرحمن في / عفوٍ به عنا الذنوب تسبخ
ويكف عنا فتنة كادت لها / منا عرى إيماننا تتفسخ
أصبحت فرداً في الديار مروعاً / وحليلتي عني نأت والأفرخ
فأجز مديحي بالرضا وكفاية / لهم ولي في كل عام يرضخ
لا تلقني من بعد صوني واقفاً / بجنابه بادي القطوب موبخ
واسأل لي الله العظيم سلامة / ولهم وستراً شاملاً لا يسلخ